الصحفية هانا جونز (أ ب).

قضية الصحفية هانا جونز.. الشجرة التي تخفي غابة العنصرية بأمريكا

وراء قضية العنصرية، الداء الأمريكي الذي تصفه الفيلسوفة حنا أرندت بـ"التناقض الأساسي بين الحرية السياسية المقرونة بالعبودية الاجتماعية"، تثير قضية الصحفية هانا جونز جوانب جوهرية تهم العلاقة بين تدريس الصحافة وتدريس التاريخ والتربية عليه، وتأثير الصحافة على النقاشات المجتمعية والسياسية وعلى رهانات الانتخابات، مع قرب تجديد البرلمان الأمريكي في (2022).

لم تفرح الصحفية الأمريكية المعروفة نيكول هانا جونز لمدة طويلة باختيارها للجلوس على أحد أرقى كراسي تدريس الصحافة في الجامعات الأمريكية لتدريس مادة "الصحافة العرقية والاستقصائية"، وهو تخصص له رمزية قوية في مجتمع أمريكي مركب ويضم مزيجا من الأعراق. كانت فرحة قصيرة لم تكتمل؛ ففي شهر مايو/أيار الماضي رُشّحت هانا جونز ذات الأصول الأفريقيّة لتدريس هذه المادة في جامعة "نورث كارولاينا" بدعم وتمويل من مؤسسة "نايت". لقد شكل ذلك تتويجا لمسارها الشاب، وهي في الـ 45 من العمر. 

وتقتضي تقاليد التكوين الصحفي الجامعي في أمريكا وجود روابط وثيقة بين التميز الميداني للصحفيين من جهة، ومساهمتهم في تدريس الصحافة بالجامعات من جهة أخرى (1). بل إن الكثير من جامعات الصحافة تأسست تاريخيا في هذا البلد بمبادرة من بعض الصحفيين، وهو ما ينطبق بالذات على مؤسسة "نايت" التي رأت النور في أربعينيات القرن الماضي، بهدف تطوير التعليم والتكوين الصحفي بالأساس. وقد أطلقتها عائلة الصحفي المعروف تشارلز لاندون نايت محتضنة فرسان الصحافة الأمريكية الذين يدرسون تخصصات من مثل "الصحافة الرياضية والمجتمع"، أو "الصحافة والبيئة"، أو "حرية الصحافة"، وغير ذلك من التخصصات. وتمنح المؤسسة لهذا الغرض تمويلات لحوالي 23 جامعة تفتح فيها كراسي التدريس تحت إشراف عدد محدود (حوالي 26 كرسيا) من الصحفيين اللامعين الذين اشتهروا بطرقهم الفريدة والمبتكرة في المهنة (2). 

وقع الاختيار إذن على هانا جونز؛ نظرا لتميزها، ولإطلاقها مع مجلة "نيويورك تايمز" مبادرة صحفية تسمى "مشروع 1619"، والذي يهدف إلى إعادة تأطير تاريخ العنصرية عبر البحث في أثر السود ومساهماتهم في سردية التاريخ الأمريكي. ويؤرخ العام 1619 لوصول أول مجموعة من العبيد الأفارقة إلى ولاية فيرجينيا في أمريكا. وقد حصل هذا المشروع على جائزة "بوليتزر" الشهيرة في 2020.

كانت هانا جونز تستعد لدخول مجال التدريس الجامعي من أبوابه الكبرى، لكن فجأة سيتقرر تعطيل مسلسل هذا التتويج؛ والسبب هو الضغوط التي مارسها بعض الأعضاء المؤثرين بمجلس إدارة جامعة نورث كارولينا لمنع ترسيمها في هذا المنصب، وهي ضغوط جاءت نتيجة موجة الانتقادات والرفض التي تعرضت لها هانا جونز في أوساط اليمين؛ بسبب دفاعها عن حقوق السود في المجتمع، وتحقيقاتها الصحفية حول مظاهر التمييز العنصري في مجالي التعليم والسكن وغيرهما. 

 

2
بعد معركتها للحصول على منصب كرسي "الصحافة العرقية والاستقصائية" بجامعة "نورث كارولينا"، قررت جونز التخلي (أ ب).

 

ويعد عدم الترسيم قرارا غير معتاد تاريخيا في هذه الجامعة، وقد تطورت الأمور بعد ذلك حينما قرر مجلس إدارة الجامعة أن يتراجع ليصوت لصالح ترسيمها بأغلبية 9 أعضاء مقابل رفض 4، وذلك قبل أيام فقط من الموعد الرسمي لتوليها لهذا المنصب. إلا أن الأوان كان قد فات؛ لأن هانا جونز اتخذت قرارا نهائيا بعدم الالتحاق بالجامعة، وبالتوجه إلى جامعة أخرى هي جامعة هاوارد التي ستدرِّس فيها المادة نفسها: "الصحافة العرقية والاستقصائية".

علقت هانا جونز على كل هذه الأحداث في تصريح لشبكة سي بي إس قائلة: "انظروا إلى ما يتطلبه الأمر للحصول على منصب! لقد اجتزت مسلسل الترسيم وحصلت على موافقة بالإجماع من الجامعة لتمنحني المنصب، لكن بما أن الترسيم رُفض، وأُجرِيَ التصويت في آخر يوم وفي آخر لحظة ممكنة، وبعد التهديد باتخاذ إجراء قانوني ضدهم، وبعد أسابيع من الاحتجاج، وبعد أن أصبح الأمر فضيحة وطنية، فإنني لم أعد ببساطة أريد هذا المنصب" (3). 

لم يشفع للصحفية هانا جونز حصولها على جوائز وطنية ودولية لتنجو من موجة العنصرية التي صارت تجتاح أمريكا وعددا من الدول، مخلفة آثارا مدمرة على المستويات الاجتماعية والسياسية وحتى الصحفية، وهي موجة لا تمس السود فقط بل تمس أعراقا أخرى. أمام هذه الإهانة، قررت إذن رفض كرسي التدريس بشكل نهائي، ووجهت إلى إدارة الجامعة رسالة في الموضوع بوساطة محاميها كشفت فيها أن التدخل السياسي لبعض الأعضاء -ومنهم "مانح قوي" للمال للجامعة- أسهم في قرار عدم الترسيم. 

وتشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى احتمال قوي بأن يكون والتر هوسمان هو أبرز المعترضين عليها، والذي يعد أحد قيدومي الصحافة الأمريكية، ويملك العديد من الصحف، ويسهم بحوالي 25 مليون دولار في تمويل جامعة نورث كارولاينا (3). واشتهر هوسمان بمواقفه المحافظة، وبتورطه في ملفات ذات طابع صحفي وسياسي؛ إذ كان منخرطا في تسعينيات القرن الماضي في الحملات التي اتهمت الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري بالفساد والرشوة في القضية الشهيرة المعروفة باسم وايت ووتر، والتي لم تسفر في النهاية عن إثبات أي تهمة ضد عائلة كلينتون (4).

وبرغم أن والتر هوسمان نفى لـلواشنطن بوست وقوفه وراء منع الترسيم، فإن الجريدة أشارت إلى أنه كثيرا ما انتقد آراء هانا جونز وأبحاثها حول تاريخ العنصرية في أمريكا؛ إذ يعارض، مثلا، نظريتها القائلة بأن الأمريكيين ثاروا على الاستعمار البريطاني للحفاظ على العبودية في البلاد، كما يرفض مطالبتها بتقديم تعويضات للسود عما عانوه من العنصرية، بل يرى أن ما تكتبه يضر بمصداقية العمل الصحفي في أمريكا. ولهذا، قال والتر هوسمان، في رسالة رسمية إلى الجامعة، إنه يتخوف من الجدل الذي قد يثيره تعيينها إذا ما ارتبط اسم الجامعة بـ"مشروع 1619"، وكتب ما يلي: "بناء على ما تكتبه هانا جونز سيستنتج الكثيرون أنها تحاول الدفع بأجندة خاصة، وسيفترضون أنها تتلاعب بالحقائق التاريخية لدعم هذه الأجندة". 

حظيت قضية هانا جونز باهتمام واسع في الصحافة الأمريكية؛ نظرا لما أثارته من جدل سياسي-مجتمعي، ومن احتجاجات في الأوساط الطلابية. وكتبت إحدى الصحف أن جونز ذهبت ضحية للاستغلال السياسي لما يسمى بـ"نظرية العرق النقدية/ Critical Race Theory" التي تُدرّس في المدارس لتسليط الضوء على أسباب ظاهرة العنصرية ضد السود وجذورها في التاريخ الأمريكي، بغرض تصحيح الوقائع التاريخية وخلق مصالحة مجتمعية. إنه المجال الذي تشتغل عليه "هانا جونز" في إطار "مشروع 1619" مع مجلة "نيويورك تايمز". 

هكذا، صارت أوساط اليمين المحافظ -لا سيما تلك التي يقودها الحزب الجمهوري بزعامة الرئيس السابق دونالد ترامب- تستغل موضوع العنصرية وتلفق الأخبار وتثير الجدل من أجل خلق الاستقطاب في المجتمع وكسب الأصوات، استعدادا لانتخابات منتصف الولاية التشريعية المقررة في (2022). 

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إنما ذهبت أربع ولايات يحكمها الحزب الجمهوري في الأشهر الأخيرة إلى حد سن قوانين تمنع تدريس مواد "نظرية العرق النقدية". ويراهن الحزب الجمهوري على انتخابات 2022 لاستعادة السيطرة على مجلس النواب الذي يتحكم فيه الحزب الديمقراطي بزعامة الرئيس جو بايدن. ولهذا الغرض، يروج بعض الجمهوريين فكرة أن تدريس هذه المادة يستهدف البيض الأمريكيين ويرمي إلى خلق التفرقة في أوساط المجتمع، ويثيرون لهذا الغرض مظاهرات داخل المدارس.

1
النائبة الأمريكية جايابال تقود مجموعة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين بعد اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن (رويترز). 

 

 ويتبع الحزب الجمهوري إستراتيجية تضليل سياسي ذكية ومحددة بدقة، حيث تشن لجنة الكونغرس الوطنية الجمهورية -وهي ذراع حملة الحزب بمجلس النواب- حملات إعلامية لاستفزاز بعض النواب الديمقراطيين، وجرهم إلى ساحة الجدل العمومي حول موضوع العنصرية؛ بغرض إضعاف هؤلاء النواب وتشويه صورتهم وسمعتهم لدى الرأي العام. والملاحظ في هذا الصدد هو أن "جميع النواب الديمقراطيين المستهدفين خلال شهر يونيو/حزيران 2021 ينتمون إلى دوائر انتخابية موقعهم فيها ضعيف"، وقد يكون من الصعب إعادة انتخابهم في 2022 (5). كما تجد هذه الحملات السياسية اليمينية ضد تدريس نظرية العرق النقدية أصداء لها عند بعض الصحفيين، ومن بينهم الصحفي كارلسون توكر نجم قناة فوكس نيوز العنصرية، الذي يدافع عن هذه المواقف السياسية للحزب الجمهوري.

في موقعها الرسمي على الإنترنت، تكتب هانا جونز جملتين معبرتين لهما دلالة قوية، تلخصان رؤيتها الشخصية للعمل الصحفي ولفلسفتها في هذا المجال، تقول: "أنا أرى عملي بصفته وسيلة تجبرنا على مواجهة نفاقنا، وعلى مواجهة الحقيقة التي نفضل أن نتجاهلها".

 

هوامش

 

 

https://knightfoundation.org/knight-chairs/

 

 

 

 

المزيد من المقالات

أي صورة ستبقى في الذاكرة العالمية عن غزة؟

أي صورة ستبقى في المخيلة العالمية عن غزة؟ هل ستُختصر القصة في بيانات رسمية تضع الفلسطيني في خانة "الخطر"؟ أم في صور الضحايا التي تملأ الفضاء الرقمي؟ وكيف يمكن أن تتحول وسائل الإعلام إلى أداة لترسيخ الذاكرة الجماعية وصراع السرديات؟

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 30 نوفمبر, 2025
ماذا يعني أن تكون صحفيا استقصائيا اليوم؟

قبل أسابيع، ظهرت كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهي تزيل شعار منصة "ميديا بارت". كانت تلك اللحظة رمزا لانتصار كبير للصحافة الاستقصائية، بعدما كشفت المنصة تمويل القذافي لحملة ساركوزي الانتخابية التي انتهت بإدانته بالسجن. في هذا المقال، يجيب إدوي بلينيل، مؤسس "ميديا بارت"، وأحد أبرز وجوه الصحافة الاستقصائية العالمية، عن سؤال: ماذا يعني أن تكون صحفيًا استقصائيًا اليوم؟

Edwy Plenel
إدوي بلينيل نشرت في: 25 نوفمبر, 2025
مذكرة BBC المسربة.. ماذا تكشف الأزمة؟

كيف نقرأ تسريب "مذكرة بي بي سي" حول احترام المعايير التحريرية؟ وهل يمكن تصديق أن الفقرة المتعلقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت وراء موجة الاستقالات في هرم الهيئة البريطانية، أم أن الأمر يتعلق بالسعي إلى الاستحواذ على القرار التحريري؟ وإلى أي حد يمكن القول إن اللوبي الصهيوني كان وراء الضغط على غرف الأخبار؟

 Mohammed Abuarqoub. Journalist, trainer, and researcher specializing in media affairs. He holds a PhD in Communication Philosophy from Regent University in the United States.محمد أبو عرقوب صحفي ومدرّب وباحث متخصص في شؤون الإعلام، حاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الاتّصال من جامعة ريجينت بالولايات المتحدة الأمريكية.
محمد أبو عرقوب نشرت في: 21 نوفمبر, 2025
ظاهرة "تجنب الأخبار".. هل بتنا نعرف أكثر مما ينبغي؟

رصدت الكثير من التقارير تفشي ظاهرة "تجنب الأخبار" بسبب الضغوط النفسية الشديدة وصلت حد الإجهاد النفسي نتيجة تلقي كميات ضخمة من الأخبار والمعلومات. ما تأثيرات هذه الظاهرة على غرف الأخبار؟ وكيف يمكن التعامل معها؟

وسام كمال نشرت في: 16 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية.. تاريخ المجتمع والسلطة والتحولات الكبرى

تطورت الصحافة الثقافية في العالم العربي في سياق وثيق الارتباط بالتحولات السياسية والاجتماعية، ورغم كل الأزمات التي واجهتها فإن تجارب كثيرة حافظت على أداء دورها في تنوير المجتمع. ما هي خصائص هذه التجارب ومواضيعها، وكيف تمثلت الصحافة الثقافية وظيفتها في التثقيف ونشر الوعي؟

علاء خالد نشرت في: 13 نوفمبر, 2025
الصحافة المتأنية في زمن الذكاء الاصطناعي: فرصة صعود أم بوادر أفول؟

هل يمكن أن تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي في ترويج وانتشار الصحافة المتأنية التي ما تزال تحظى بنسبة مهمة من متابعة الجمهور، أم ستسهم في اندثارها؟ يقدّم الزميل سعيد ولفقير قراءة في أبرز الأدوات، ويبحث في الفرص الجديدة التي يمكن أن يتيحها الذكاء الاصطناعي للصحافة المتأنية، خاصة في مجال خيارات البحث.

. سعيد ولفقير. كاتب وصحافي مغربي. ساهم واشتغل مع عددٍ من المنصات العربية منذ أواخر عام 2014.Said Oulfakir. Moroccan writer and journalist. He has contributed to and worked with a number of Arab media platforms since late 2014.
سعيد ولفقير نشرت في: 4 نوفمبر, 2025
الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

Fakhri Saleh
فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025