التحرش في غرف التحرير.. الجريمة التي لا تتقادم

كان مساء صيفيا شحّت فيه الأخبار، فتسرب الملل إليّ وزميلي في العمل وأغرقنا في كلام بعيدا عن الصحافة وضغطها، وأخذتنا تفرعاته إلى حديث عن العطلة وعن برامجها حتّى بلغنا منعرج الحديث عن السهرات الليلية وعن جدلية الحرّية والتحرّر.

من الحريّة إلى التحرر، قادتنا الكلمات إلى العلاقات بين الرجل والمرأة، ولم أكن أعلم حينها أن حديثي العفوي عن الحب سيثير رغبة كامنة لدى زميلي في العمل؛ فالأمر بالنسبة لي لا يعدو أن يكون تعبيرا عن وجهة نظري، ولكن بالنسبة له إشارة ليقترب منّي أكثر فأكثر.

فيما أنا أواصل الحديث عن الحب وعن حقّ المرأة في اختيار شريكها وعن سلطان العشق على العقول، وجدته يغادر مقعده وينحني قبالتي حيث أجلس على مقعدي، ويضع يديه على كتفي ويحاول تقبيلي، سرى الخدر في كامل جسدي من وقع الصدمة ولكنني دفعته إلى الأمام صارخة: "ماذا تفعل؟"

وكم كان جوابه حينها مستفزّا: "أريد أن أقبّلك"، وبكل برود بثّ أنفاسه من جديد في وجهي حتّى كاد يلتصق بي فدفعته من جديد. حينها فقط صار بيّنا أنّني لا أريد قبلته التي صورتها تأويلاته الخاطئة لكلماتي، واكتفى باعتذار بارد كأنفاسه، مرجعا تصرّفه الأرعن لطريقة حديثي، جواب يمكن أن يدفعك لارتكاب جريمة قتل دون أن تحس.

ولم يكتف بذلك، بل ارتدى ثوب الناصح لينبهني ألا أتكلّم بتلك التلقائية عن الحب وعن العلاقة بين المرأة والرجل حتّى لا أكون في مرمى سهام المتحرشين، والحقيقة، أنه منذ ذلك الوقت، صرتُ أنتقي العبارات وأنا أحادث الزملاء عن مواضيع خاصة بعيدا عن روتين الأخبار، وكلّما غلبتني عفويّتي استجرت بفعلة زميلي منها.

ورغم مرور سنوات على هذه الواقعة، ما زالت تتجسّد أمامي بكل تفاصيلها حينما تسرد زميلات حوادث تحرّش تعرّضن لها في غرف التحرير. قصص موجعة تزعزع نفسية المرأة الصحافية التي تجد نفسها في منزلة لا تحسد عليها، فإما أن تغادر عملها أو تطبّع مع التحرش.

الوقع النفسي الذي يتركه التحرش لا يتلاشى بالتقادم. يبقى محفورا في نفوس صحافيات جهرت بعضهن بما تعرّضن له وخسرن عملهن، فيما انسحبت أخريات في صمت، ورضخت أخريات للأمر الواقع في مؤسسات إعلامية تغضّ البصر عن التحرّش في عقر مقراتها.

والتحرش الجنسي من بين التابوهات الاجتماعية المسكوت عنها، تحوّل "الضحيّة" إلى "متهمة" حينما تشهّر بمُمارِسة هذا الفعل حتى وإن كانت صحافية وكان فضاء التحرّش مقر عملها، الأمر الذي قاست إحدى الصحافيات ويلاته الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.

سنوات طويلة مرّت على حادثة التحرّش التي تعرّضت لها حينما طالبت بتسوية وضعيتها المهنية، ولم تكن تتوقع يوما أن تمكينها من حقّها المهني سيكون مقابل تلبية نزوات أحد رؤساء التحرير المباشرين لها في الجريدة الورقية حيث تعمل.

وهي تستعيد تفاصيل الحادثة، تحاول في كل مرة، عبثا، تهذيب الكلمات وترتيبها، وهي التي تحمل إلى اليوم وجع مغادرتها لعملها بعد أن تمادى رئيس التحرير في مضايقتها، والضغط عليها لتنفيذ رغبته مقابل تزكيتها لترسيمها بالمؤسسة.

"رافقيني إلى منزلي وسيكون كل شيء على ما يرام"، كان يوميا يعيد الجملة نفسها على مسمعها، وكانت في كل مرّة تبتكر أسلوبا جديدا للتهرب من نظراته وكلماته، حتّى صار يرفض المواضيع التي تقترحها في اجتماعات التحرير، الأمر الذي بات يهدد وجودها في المؤسسة.

وأمام إمعان المتحرّش في مضايقتها وتجميدها بطريقة مقنّعة عن العمل، تخلّت عن أسلوب الهرب منه ومن مضايقاته وقررت مواجهته، وانتهى الأمر إلى شجار بلغ مداه كل العاملين بالمؤسسة، لتجد نفسها بلا حقوق مهنية بعد عملها في المكان ذاته تسع سنوات.

كانت نهاية رفضها لمقايضة حقها المهني بالتحرش الجنسي بقاءها بلا عمل ومعاناتها من اضطرابات نفسية، خاصة حينما صدتها الجهات التي قصدتها لمساندتها في معركتها ضد المتحرّش، حتّى إن بعضا ممن ولّت وجهها شطرهم طلبوا منها السكوت عن الأمر حتّى لا تشوّه سمعتها.

ورغم أنها خاضت المعركة لوحدها دون سند في الوسط المهني، باستثناء تعاطف زميلاتها، لم تستسلم، وشهّرت بالمتحرّش وسط دعم معنوي من زوجها الذي روت له كل تفاصيل الحادثة، وكان متفهّما لوضعها ولوقع ما تعرّضت له من ظلم في نفسها.

في ذلك الوقت، قاست الصحافية اكتئابا حادّا أثر على علاقتها بالمحيطين بها، ولكنّها لم تندم، اختارت البطالة ولم تسكت عن التحرّش الذي ما زال نقطة سوداء ترتسم أمامها كلما تناهى إلى مسمعها حديث عن تحرش في صفوف الصحافيات، أو عادت بالذاكرة إلى الوراء.

وتفاصيل التحرّش عموما، تظلّ عالقة بأذهان من يتعرّضن له خاصة إذا ما مارسه شخص ذو سلطة ونفوذ، وقد تخف وطأة حضور هذه التفاصيل حينما تتخطّى الأنثى حاجز الخوف بالإفصاح عن التحرش.

تجليات التحرّش وأساليبه تختلف من متحرّش إلى آخر، ويتراوح بين النظرات والكلمات والإيحاءات واللمسات، كما تختلف انفعالات النساء في مواجهته، ولكنهن يلتقين عند نفس شعور الوجع، خاصة إذا كن من الفئة التي تبتلع هذه الممارسة خشية مواجهة المجتمع.

ولئن ظلّ التعاطي مع موضوع التحرش الذي يطول الصحافيات في غرف التحرير "مناسباتيا". وظلت التشريعات والقوانين حبرا على ورق، فإنّ بعض الصحافيات اليوم بتن يثرن هذا الموضوع بهدف إيجاد حلول جذرية لظاهرة كامنة مسكوت عنها في كثير من المؤسسات الإعلامية.

وفيما تغالب الأثر النفسي لحادثة تحرّش تعرّضت لها في أوّل مقابلة لها مع مديرها المباشر في قناة تلفزيونية، لا تتوانى صحافية أخرى عن فضح المتحرشين وكأنها تنتقم في شخوصهم من ذلك "الرجل" الذي تحرّش بها وألحق بها وجعا نفسيا لن يمّحي.

في دقائق معدودات تبدّد حلمها في العثور على عمل وهي التي عانت البطالة طويلا، وتحوّل فرحها كابوسا كلّما تذكّرت الحادثة التي جعلتها تفرض مسافات أمان بينها وبين الرجل، مهما كانت صفته خاصة في العمل، فهي تتوقع السيئ قبل الحسن.

"ما أجمل نهديك" تتلو الكلمات وتبلع ريقها. تستحضر ما قاله مديرها المباشر في أوّل لقاء معه، بعد أن خاضا نقاشا عن محتوى الفيديوهات التي تقدّم فيها قراءات سياسية، فيما كانت تنتظر رأيا حول أدائها، لكن في الضفة الأخرى متحرّش يترصّد تفاصيل جسدها.

بعد أن سعت جاهدة إلى استيعاب كلماته، أعربت له عن استيائها من تصرّفه غير اللائق وغير المهني قبل أن تغادر المكان دون التفاتة، وتودّع عملا فارقته قبل أن تناله لأنّها اختارت مواجهة المتحرّش ورفضت السكوت عن صنيعه.

هي ليست الوحيدة التي خسرت عملا لأنها اشترت نفسها وأبت إلا أن تواجه زميلها أو مديرها المتحرّش، ولم تتحجّج بالبطالة لتسكت عن كلمات أحدثت شرخا في نفسها، كما تروي، وهي التي اختصر محدّثها سنوات دراستها وتجربتها المهنية في جسمها.

إذن فالحياة المهنية للصحافيات اللواتي يتعرّضن للتحرّش في مهب الخطر، إن هن تمرّدن على نواميس المجتمع وجهرن بتعرضهن للتحرّش في مؤسسات عملهن، يبذلن مجهودا في تقديم مادة صحفية جيّدة، ولكن نظرات بعض الذكور لا ترى غير تفاصيل أجسادهن.

وفي الغالب، تعجز بعض الصحافيات عن إثبات التحرش الجنسي، ذلك أن المتحرّش يتعمّد تصفّح صور ذات إيحاءات جنسية أحيانا، أو يلامس كتفيها أو أجزاء من جسدها بطريقة غير بريئة، خاصة إذا ما اختلى بها أو سألها عن ماضيها.

محاولات تحرّش تصفها صحافية بالمقنّعة لأنه يصعب إثباتها، ولأنها مرتبطة بإيحاءات وإيماءات تجعل مديرها في العمل ينتقد تأويلها لكلماته ونظراته في كل مرّة تواجهه بمحاولات التحرّش، حتّى إن الأمر بلغ به حد نعتها بالسطحية في أكثر من مناسبة.

"أريد أن تكسري الحاجز بيننا، يجب أن تليّني من طبعك قليلا في التعامل معي، وأنا في المقابل أكون سندك وأساعد في الارتقاء الوظيفي"، بعض من العبارات التي يردّدها على مسامعها كلّما اجتمعت به في مكتبه، عبارات يرفقها بنظرات غير بريئة ومستفزّة.

وما يؤذي الصحافية أكثر أنّها حينما تحتج على كلمات مديرها يتهمها بأنّها أساءت الفهم، وأنّها أوّلت كلماته بطريقة خاطئة، وهي اليوم مضطرة لتجاوز تلميحاته ونظراته التي تكاد تخترق جسدها، الأمر الذي لاحظه زملاؤها في أكثر من مناسبة.

ورغم قناعتها أنّ مديرها متحرّش، تعزّزها شهادات زميلاتها، إلا أنّها لا تملك أن تواجهه إلا بردود مبعثرة يغلب عليها الانفعال لما تنطوي عليه كلماته من وقع سيئ في نفسها، خاصة إذا ما صاحبتها تلميحات جنسية مستفزة.

ورغم معاناتها من اضطرابات نفسية، إلا أنّ الصحافية لم تغادر عملها أو تسكت عن التحرّش، بل تعلّمت أن تواجه المتحرش بلغة يفهمها.

القصص كثيرة، لكن لا بد أن أحكي قصة الصحافية التي يستغل فيها مسؤول تحرير خلو المكان إلا من زميلته "المتحرّرة"، ويغادر مقعده ليلقي بكل ثقله على كتفيها من الخلف ويمرر يده على رقبتها وصدرها.

وفيما هو يمعن في تصفّح جسدها، كانت هي تغرق في وجوم مدقع، لا تقوى حتّى على التنفس بطريقة طبيعية وفق روايتها، وصمتت عن التحرّش لأن تهتمها الجاهزة أنّها "متحرّرة"، ولباسها "الفاضح" هو السبب في استثارة المسؤول.

وإن كان الزميل نفسه يمارس التحرّش مع زميلات أخريات، إلا أن الأمر لا يتعدّى النظرات والإيحاءات بشهادتهن، فيما تخطّى كل الحدود معها لأن "المتحرّرة" في نظره متاحة لكل الرجال أنّى أرادوا أن يمارسوا التحرّش، وكأنّها دعوة لاستباحة جسدها.

عقد من الزمن يمر على الحادثة دون أن تنساها، وما زالت تعاني من تبعاتها إلى اليوم، زاد في معاناتها أنّها لم تتكلّم أو تفضح المتحرّش خوفا من أن تسمع الكلمات ذاتها التي تتردّد على مسمعها حينما تشكو تعرّضها لمعاكسة في الشارع، فما بالك والأمر حدث في غرفة التحرير!

أمثلة التحرّش المسلّط على الصحافيات في غرف الأخبار كثيرة، وردود أفعالهن مختلفة بين مطبّعة معه أو رافضة في صمت، والثغرات المتعلّقة بهذا الفعل الذي لفّه الكتمان والتعتيم عديدة في المؤسسات الإعلامية، وعادة ما ينتهي الأمر بتحوّل "الضحية" إلى "متّهمة".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة الثقافية التي لا تنفصل عن محيطها

الصحافة الثقافية هي مرآة للتحولات السياسية والاجتماعية، ولا يمكن أن تنفصل عن دينامية المجتمعات. من مقال "أتهم" لإيميل زولا إلى كتابات فرانز فانون المناهضة للاستعمار الفرنسي، اتخذت الصحافة الثقافية موقفا مضادا لكل أشكال السلطة. لكن هذا الدور بدأ يتراجع في العالم العربي، على الخصوص، بفعل عوامل كثيرة أبرزها على الإطلاق: انحسار حرية الرأي والتعبير.

سعيد خطيبي نشرت في: 26 أكتوبر, 2025
هل الصحافة تنتمي إلى العلوم الاجتماعية؟

فضاء القراء. مساحة جديدة لقراء مجلة الصحافة للتفاعل مع المقالات بمقاربة نقدية، أو لتقديم مقترحاتهم لتطوير المحتوى أو اقتراح مواضيع يمكن أن تغني النقاش داخل هيئة التحرير. المساهمة الأولى للزميل محمد مستعد الذي يقدم قراءته النقدية في مقال "تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان" للكاتب محمد أحداد، مناقشا حدود انفتاح الصحافة على العلوم الاجتماعية وموقفها "النضالي" من تحولات السلطة والمجتمع.

محمد مستعد نشرت في: 22 أكتوبر, 2025
لماذا ضعفت الصحافة الثقافية العربية في الألفية الثالثة؟

تعكس أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربية صورة أعمق لتراجع المشروع الثقافي والقيمي وانهيار التعليم وبناء الإنسان، لكن هذا العنوان الكبير للأزمة لا يمكن أن يبرر ضعف التدريب المهني والكفاءة في إنتاج المحتوى الثقافي داخل غرف الأخبار.

فخري صالح نشرت في: 19 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
الثقافة والتلفزيون.. بين رهانات التنوير ودكتاتورية نسبة المشاهدة

هل يمكن للتلفزيون والثقافة أن يجدا مساحة مشتركة للتعايش والتطور، يتنازل فيها الأول عن دكتاتورية نسبة المشاهدة ومنطقه التجاري، وتتحرر الثانية من اللغة المتعالية المعقدة المنفرة؟ كيف يمكن أن تقود الصحافة الثقافية مسيرة التنوير في المجتمع؟ ياسين عدنان، الذي ارتبط اسمه بالصحافة الثقافية في التلفزيون، يبحث عن الفرص لتجويد المحتوى الثقافي وجعله أكثر تأثيرا.

ياسين عدنان نشرت في: 5 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
المحتوى الثقافي على المنصات الرقمية.. من النخبوية إلى الجمهور الواسع

كنت أعيش في الخرطوم في وسط ثقافي سِمَته الأساسية النقاش المفتوح، من اللقاءات والفعاليات والمنتديات التي تُقام في معظمها بمجهودات فردية إلى بيع الكتب في ساحة “أَتِنِيّ" ون

تسنيم دهب نشرت في: 21 سبتمبر, 2025
حجب المعلومات الضارة قد يكون ضارًا

يقترح المقال اجتهادا تحريريا وأخلاقيا جديدا يقوم على السماح بذكر الجنسيات والأعراق عند تناول القضايا المرتبطة بالجرائم أو العنف لفهم الخلفيات والديناميات المجتمعية. يستند هذا الاجتهاد على الأحداث العنصرية التي تقودها جماعات من أقصى اليمين في إسبانيا ضد المغاربة بتهمة أنهم مجرمين رغم أن الأرقام والسياقات تثبت عكس ذلك.

Ilya إيليا توبر 
إيليا توبر  نشرت في: 16 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
مهنة "محبطة" للصحفيين الشباب المستقلين

ترجم بالتعاون مع نيمان ريبورتس

ليديا لارسن | Lydia Larsen نشرت في: 18 مايو, 2025
إعلام السلطة وإعلام الثورة لا يصلحان لسوريا الجديدة | مقابلة مع يعرب العيسى

هل يمكن للإعلام الذي رافق الثورة السورية أن يبني صحافة جادة تراقب السلطة وتمنع عودة الانتهاكات السابقة؟ ما الذي تحتاجه المنظومة الإعلامية الجديدة كي تمنع السردية الأحادية للسلطة؟

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 16 مارس, 2025
بي بي سي والخضوع الطوعي لإسرائيل: كيف تنجو الحقيقة؟

كيف نفهم مسارعة "بي بي سي" إلى الرضوخ لمطالبات إسرائيلية بحذف فيلم يوثق جزءا من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة؟ هل تصمد "الملاحظات المهنية الواجبة" أمام قوة الحقيقة والشهادات؟ وماذا يعني ذلك حول طريقة تعاطي وسائل إعلام غربية كبرى مع النفوذ الإسرائيلي المتزايد في ظل استمرار الحرب على الفلسطينيين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 مارس, 2025
ترامب وإغلاق USAID.. مكاشفة مع "الإعلام المستقل"

غاب النقاش عن تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وقف التمويل الخارجي التابع لوكالة التنمية الأمريكية USAID، على المنصات الصحفية العربية. دأبت بعض هذه المنصات على تسمية نفسها بـ "المستقلة" رغم أنها ممولة غربيا. يناقش هذا المقال أسباب فشل النماذج الاقتصادية للمؤسسات الممولة غربيا في العالم العربي، ومدى استقلالية خطها التحريري.

أحمد أبو حمد نشرت في: 5 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024