جيوسي:  ريادة الأعمال هو طوق النجاة للصحافة العربية

حتى الآن يبدو مصطلح ريادة الأعمال في الوطن العربي أقرب ما يكون للغموض أو بيع الوهم، ذلك لأن التطورات العالمية في شكل الإنتاج وطبيعة الثروات التي تحوّلت من الثروات الملموسة إلى غير الملموسة، مثل التحول من الشركات القائمة على الثروات الطبيعية والصناعات الاستخراجية التحويلية إلى الشركات الرقمية الكبرى والعملات الرقمية، لا تزال بعيدة عن مجتمعاتنا العربية. 

وبسبب الالتباس الذي يلف هذا المصطلح، لا تزال القطاعات الاقتصادية عربياً، ومنها الإعلام، غير قادرة على عكسه ضمن عملها أو مواكبة التطورات الحديثة عالمياً في مجالاتها، مما يجعلها معتمدة بشكل كامل على استيراد الأفكار الريادية التي تم تصميمها في ظروف مغايرة عمّا تحتاجه المجتمعات والنظم المحلية. 

يُعرّف رائد الأعمال بأنه شخص لديه القدرة على إطلاق وتشغيل مشروع ذو فكرة جديدة، مع ضمان تحقيق الربح والاستدامة، والريادة تتطلب شجاعة كافية لغاية المخاطرة والإيمان بابتكار أفكار جديدة ضمن رؤية واضحة وجودة منتج منافسة، مع المرونة في التماشي مع تغيرات الحالة، والاستفادة من الفرص المتاحة، من خلال الدراية الجيّدة بأحدث اتجاهات السوق. 

 

1

 

أين نحن عربياً من ريادة الأعمال في الإعلام؟

رغم النهضة التي ترافق قطاع ريادة الأعمال والتكنولوجيا فما زال الاهتمام بتطوير الإعلام عبر الريادة محدوداً في ظل معيقات عديدة تواجه الصحفيين في الولوج إلى هذا العالم عبر توفير منصات مؤسساتية خاصة بهم قابلة للتطوير والنمو وفقا للغة العصر. ويستلزم هذا التطور فهم احتياجات الشباب، وضمان وصول المادة الإعلامية الموثوقة للجمهور، ورفع إمكانية المنافسة على المحتوى الجيد، وتوفير حاضنة مجتمعية للإعلام المستقل ولإعلام الحقيقة، والمساهمة في محاربة الإشاعات والأخبار المضللة، وفي رفع الوعي وتطوير الرأي العام وتعزيز تأثيره ومشاركته.

وهنا يجب الالتفات لأهمية توفير المؤسسات العالمية الكبرى لبرامج احتضان مرافقة لعمليات التدريب المعتادة والتقليدية وتطوير استراتيجياتها الخاصة لدعم عملية التحول الرقمي العالمي. يضاف إلى ذلك تعزيز عملية الإنتاج الإعلامي من خلال التعاطي الإيجابي مع الثورة الصناعية الرابعة وفرص الذكاء الاصطناعي وتوفر المعلومات والانفتاح العالمي، بحيث يصبح للشباب والصحفيين والصحفيات والمهتمين بقطاع الإعلام القدرة على تطوير المهنة وتقديم حلول وأدوات جديدة قادرة على الوصول للعالمية.

 

 

ما هي الجوانب الريادية في تأسيس حاضنة لدعم ريادة الإعلام؟

منذ بدء العمل بجدية على الفكرة في شهر يونيو/حزيران 2021، لامسنا الاحتياجات الرئيسية في أهمية إتاحة الفرصة للمشاريع الريادية الإعلامية للنمو والانطلاق والعمل في الجانب الإعلامي المستقل والمستدام، وهذه الحاجات هي: 

  • الحاجة لرفع مستوى الاستفادة من العصر الرقمي وإمكانياته وفرصه، من خلال البدء بتحدّث لغة الشباب والعصر، وإنتاج محتوى متعدد الوسائط قادر على تخطي الحدود الجغرافية واللغوية والسياسية في الفكرة والمفهوم والانتشار.
  • الحاجة لتوفير فرص عمل جديدة عبر فتح المجال أمام قطاعات جديدة مشغّلة ومنتجة ضمن ما يطرحه تغيّر الشكل الجديد في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي ومواكبة تطور أدوات الإنتاج وعكسها على القطاع الإعلامي. 
  • الحاجة لمؤسسات إعلامية جديدة تطوّر من صناعة الإعلام بما يتماشى مع احتياجات السوق، لتكون قادرة على مواجهة المحتوى المضلل أولاً، وقادرة على إنتاج محتوى صحفي أصلي بجودة تقنية عالية وذات بعد إعلامي عميق قادر على تحقيق التغيير والتنمية ومواكبة الأحداث.

 

ما الذي يمكن للحاضنة أن تقوم به؟ 

مع انتشار الأجهزة الخلوية وصحافة المواطن وتطور منصات التواصل الاجتماعي وازدياد سرعة استهلاك الخبر، تبرز الحاجة الحقيقية لمحتوى أصلي يتسم بالموثوقية والمصداقية والحرفية، وترتفع الحاجة لاستعادة وسائل الإعلام دورها في التأثير في الوعي العام، وتصبح الحاجة اليوم لتطوير المحتوى نحو العمق وحماية الملكية الفكرية وتعزيز صحافة الحلول والصحافة التحليلية ودعم الدور الرقابي لوسائل الإعلام، أمراً بالغ الأهمية.

هذا التطور التقني رفع الحاجة لتقديم مادة إعلامية ذات جودة عالية وقادرة على الوصول خارج حدود الدول، وتخاطب الشباب وتعتمد على المعلومات والأرقام والتوثيق بشكل تفاعلي يوفر المساحة للجمهور للتفاعل والتعليق والمشاركة لتحقيق الاستجابة المطلوبة لقياس الأثر. وقياس الأثر مهما كان مهما، فقد أصبح تحديا يجب مراقبته بدقة وضمان أن تبقى وسائل الإعلام من ينتج المحتوى ويملك أدوات التأثير، وألا تتحول إلى متلقية لردة الفعل لما يدور من نقاش على المنصات الرقمية، وتغرق في تنافس غير صحي مع المنصات التي تعتمد بالأساس على جهد الوسائل الإعلامية المحترفة والتقليدية. 

وهنا يأتي دور حواضن الإعلام في محاولة لدعم الصناعة من خلال البعد الريادي والإبداعي سواء على مستوى تطوير شكل المؤسسات الإعلامية الرقمية، أو إنتاج أدوات تقنية جديدة قادرة على حل مشكلات الإعلام التقليدي وجعله يحقق أكبر فائدة ممكنة من فرص الوصول والانتشار لتحقيق الاستقلالية والاستدامة المالية.

تقدم حاضنة الإعلام "مدرج" اليوم محاولة لتوفير مساحة آمنة للتعبير وتسريع تطوير المهنة الصحفية بهدف دعم الصحفيين الشباب لتغيير نمط التفكير التقليدي في مهنة الصحافة والإعلام من خلال الاستفادة من التطور التكنولوجي والعالم الرقمي وما يوفره من أدوات وفرص. بالإضافة إلى مواكبة العصر وتغير اهتمامات الجمهور وقدرة النماذج الجديدة على دعم صناعة الإعلام عبر الشركات الناشئة والريادية بهدف تحقيق الربح والاستدامة والقدرة على النمو، في ظل ما يواجه الصحفيين في المنطقة العربية من تحديات مهنية مركبة مرتبطة أساسا بتراجع حالة الحريات وحقوق الإنسان والقدرة على التعبير وممارسة الصحافة الحرة نتيجة لتحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية متعددة. إن إدخال فكرة التفكير الريادي للتعامل مع تحديات البطالة وتدني الدخل للعديد من الصحفيين الشباب، يعتبر من الأولويات في المنطقة العربية ويحمل الكثير من الفرص في قطاع ريادة الأعمال اليوم. وذلك لما قد يساهم به في تحسين الواقع الاقتصادي وزيادة المحتوى الأصلي وتعزيز قدرة الجمهور على التعبير والمشاركة والتقييم والرقابة على مصداقية مصادر النشر المتعددة عبر الحد من انتشار المعلومات المضللة والأخبار الموجهة عبر حلول إعلامية وأدوات جديدة ومنصات متنوعة تعمل على تطوير المهنة وتعمل على تحفيز المؤسسات القائمة للتوجه نحو العصر الرقمي ضمن خطط عمل واستراتيجيات طويلة الأمد مهنيا وإداريا وعبر الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي والريادة.

 

كيف ستساهم فكرة الحاضنة في المشهد التنموي؟

لا يمكن فصل الإعلام وتطوره اليوم عما يحدث من تطورات على المستوى السياسي والاجتماعي في الدول التي يعمل بها بالإضافة إلى حاجته ليتطور بشكل طبيعي من حيث مهارات الصحفيين والصحفيات، وتطوير السياسات التحريرية وقدرة المؤسسات الإعلامية على تقديم نماذج اقتصادية ومؤسساتية قادرة على النجاح بعيدا عن الاستمرار بالاعتماد على الدعم الحكومي وشكل الإعلان التقليدي. وعليه، فإن تطور المهن ضرورة لتتماشى مع شكل تعامل المجتمع مع الأخبار والمعلومات، ومن ثم التقاط التحول الرقمي بشكل أسرع من الواقع للمحافظة على جودة المهنة الصحفية وأهمية دورها واتساع تأثيرها.

 

كيف يمكن أن تنعكس تجربة الحاضنة على التنظيم الذاتي وتعليم الصحافة؟

عبر العديد من الجلسات الحوارية حول واقع مهنة الصحافة وإشكاليات القطاع ما زالت فكرة التنظيم الذاتي فكرة بعيدة التنفيذ في العديد من الدول العربية وما زالت فكرة من هو الصحفي هاجسا لحراس المهنة. وهذه الإشكالية من أهم نقاط التقاء الصحفيين للأسف مع رغبة الحكومات في التدخل بحجة ضبط المهنة وتجاوزاتها بقوانين مقيدة من خلال نقابات الصحفيين وتحديد من يملك الحق في إنتاج المحتوى ورفض فكرة أن الواقع قد تغير في ظل تطور عملية تبادل وإنتاج المعلومات في ظل العولمة وما تقدمه التكنولوجيا من إمكانيات.

أما عن الشق الثاني من السؤال، فإنه ما زالت معاهد الإعلام والصحافة تقدم المهنة بشكلها التقليدي بعيدا عن توفير أبعاد جديدة للمهنة ترتبط بالحاجة لمناهج جديدة وتجارب عملية مختلفة للطلبة والتأكيد على لغة العصر واحتياجاته، في ظل تقصير أصحاب الخبرة في تزويد المحتوى العربي الإعلامي والأكاديمي بالعديد من المعلومات والتجارب العملية والعالمية التي يمكن أن تساهم بتطوير العاملين في القطاع من كافة الزوايا.

هناك الكثير من التحديات المرتبطة بوجود تغول رأس المال الضخم والمسيس والذي ينعكس بشكل مباشر على شكل المنافسة في السوق وعلى قدرة المؤسسات الإعلامية الصغيرة منها أو الناشئة أو المستقلة على المنافسة والإنتاج والانتشار وتحديدا في ظل وجود المنصات الكبيرة وجمهورها العريض وما خلقته من سلوكيات استهلاكية في الشراء والتعبير والتعامل مع الأخبار. لتغدو الوجبات السريعة والجاهزة دون معرفة مصدرها ومذاقها وقيمتها حالة عامة، تقف عائقا أمام من يحاول تقديم محتوى أصلي جاد، في ظل ضعف الاستثمارات في كل ما هو غير ترفيهي وفي كل ما قد يضع الاقتصاد أمام السياسة وتراجع الحريات العامة.

 

ما هي أبرز الجوانب التي تجعل هذا المشروع مختلفاً عن غيره؟

لم يعد من الممكن اليوم الاستمرار في شكل التدريب التقليدي للمهنة عبر الاكتفاء بكتابة الأخبار والتقارير المعمقة مصورة أو مسموعة أو مرئية أو الاكتفاء بالتعرف على طرق الكتابة للإنترنت أو نشر المادة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسعي وراء تحقيق الانتشار فقط؛ فقد أصبحت الحاجة للتفكير بالإعلام مؤسسات وتدريبات وتنظيما وإنتاجا، ضرورة ملحة ويجب أن تتم عبر برامج جديدة توفرها حواضن الأعمال. وينبغي أن تكون مختصة بالإعلام لتوفير تجربة تطوير وتدريب طويلة الأمد ومتعددة الأبعاد، وتستطيع نقل وتطوير الأفكار إلى مشروعات إعلامية اقتصادية تساهم في دعم اقتصاديات الدول وتشكل بيئة جديدة معاصرة للإعلام.

أعود لمحاولات المجتمع المؤيد لحاضنة للإعلام المستقل في المنطقة العربية لدعم الرياديين من الإعلاميين والإعلاميات العرب في ظل سؤال حائر حول سلوك العالم للتعامل مع الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي ومراحل الأتمتة، وهل لهذا الحلم قدرة على الانطلاق، الإنتاج، فالتغيير فالصمود، وتحديدا في ظل غياب المنافسين الذين قد كانوا أكثر واقعية وعلموا أنه لا مكان لمثل هذه المشاريع في السوق؟

 

المزيد من المقالات

الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023