"جبت المدارس في المناطق المهمشة من جوهانسبرغ حيث لا يتوفر حتى الماء في المرافق العامة، وقليل جدا من سكانها من يملك دولارين لدفع ثمن أرخص تذكرة لحضور المباريات"( تصوير: روزا كوفاروبياس).

كيف غطيت كأس العالم في أول مونديال أفريقي؟

استمع إلى المقالة

ترجمة: بهاء الدين سيوف

 

من الصعب ألا تجد صحفيا يحلم بالذهاب لتغطية أحداث كأس العالم لكرة القدم، خاصة إذا كان شغوفا بهذه الرياضة. إنه الحدث الرياضي الأكبر في العالم، لكن وجودك في بلد مونديالي ومشاهدتك أفضل المنتخبات العالمية وأشهر اللاعبين واقعا أمامك ليس مدعاة للبهجة فحسب، بل إن ذلك يلقي على عاتقك مسؤولية اجتماعية، هي مسؤولية كل صحفي، أن تحكي وتخبر عن كل الموضوعات التي تهم الناس والمجتمعات، لا أن ينحصر عملك في إضفاء الرومانسية على ذاك الحدث الرياضي الرائع.

قد يمثل كأس العالم قطر 2022 هذا التحدي أمام الصحفيين، تماما كما كان ذلك في مونديال روسيا 2018، البرازيل 2014 وجنوب إفريقيا 2010. هذه بلدان تنطوي على الكثير من القضايا المثيرة للاهتمام الصحفي، على عكس ما كان في كوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006، فهي ليست مثل البلدان التي يتفشى الفقر في كل زاوية منها، أو تلك التي توجه إليها انتقادات بشأن حقوق الإنسان.

 

1
وظف الحضور الرمزي لنيلسون مانديلا خلال كأس العالم في إخفاء استمرار العنصرية في جنوب أفريقيا ( تصوير: روزا كوفاروبياس).

 

تجربة مثرية ومثيرة

حظيت بفرصة تغطية فعاليات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا. بالتأكيد فإن السفر إلى الجانب الآخر من العالم كان تجربة مثرية، يقدم لك دروسا لن تتعلمها في أي مدرسة، كما أن فكرة السفر إلى حيث لا يرن هاتفك الجوال باتصال من أحد هو أفضل ما يمكن أن يحدث للمراسل الصحفي. واجهنا الكثير من المصاعب في تلك المهمة، كانت أولها معاناة برد الشتاء الجنوبي، ذاك البرد وتلك الأمطار التي لم نعتدها نحن القادمين من بلدان ما فوق خط الاستواء. كان عليك أن تخرج لتغطية فعاليات المونديال من المدرجات في الهواء الطلق، بقفازتين في اليدين، قد تستطيع فعل أي شيء سوى أن تخرج أصابعك للكتابة هناك.

اعتياد أطعمة غريبة كان أيضا من مصاعب العمل الصحفي هناك. كثير من الزملاء المراسلين تعرضوا لوعكات صحية بسبب تناول الطعام في البلدات الصغيرة مثل "بولوكوان" حيث لعبت فرنسا والمكسيك. نصُّ التقرير الذي أعددته عن تلك المباراة كتبته وأنا ألتهب بالحمى وأتصبب عرقا، مع اضطرابات فظيعة في المعدة، ليس باستطاعتك أن تقول ببساطة إنك مريض، عليك أن تواصل إرسال الأنباء، وأن تسلم النصوص باستمرار لأن سيل المعلومات لا يتوقف.

 

كتبت أيضا عن العنصرية، فعلى الرغم من أن التاريخ يخبرنا بأنها انتهت منذ سنوات، فإن الحقيقة أن جنوب إفريقيا البيضاء هي التي تهيمن هناك. 

 

2
 "كنت في مجتمع حيث السود يخدمون البيض، وحيث تعد إهانة لأولئك الذين يستحوذون على السلطة أن يتقدم أصحاب الطبقات الدنيا إلى مدارجهم ( تصوير: روزا كوفاروبياس).

 

 

بالنسبة إليّ كانت مهمتي الأساسية متابعة أداء المنتخب الوطني، وبالتأكيد رصد المنتخب الذي سيفوز بكأس العالم، لكن ولأن "PROCESO" مجلة أسبوعية تختص بالسياسة، لم يكن بمقدوري إعداد سجلات أو سرديات لمجريات المونديال أو لما يدور في محيط الملاعب مع الجماهير. كان عليّ أن أتحدث أكثر عن انعدام الأمن في الشوارع وحتى في داخل الفنادق، صحفيون وسياح يتعرضون للسرقة في غرفهم الخاصة، أعمال جنائية وإفراط في العنف أحيانا، حوادث كانت تنكرها السلطات الأمنية في البلاد وسلطات الفيفا كذلك.

تعرضنا أنا وزميلي المصور لمواقف كهذه. كُسرت نافذة السيارة التي كنا نستأجرها وسرقوا منا جهاز الـ"جي بي إس". أمضينا يوما كاملا في مكتب للشرطة ونحن نقدم الشكوى في محاولة لاستعادة جهاز مهم كهذا حتى نستطيع به الوصول إلى المناطق التي كان علينا أن نغطي الأحداث فيها.

كتبت أيضا عن العنصرية، فعلى الرغم من أن التاريخ يخبرنا بأنها انتهت منذ سنوات هناك، فإن الحقيقة أن بياض جنوب أفريقيا ما زال مهيمنا. 

 

 

كنت في مجتمع حيث السود يخدمون البيض، وحيث تعد إهانة لأولئك الذين يستحوذون على السلطة أن يتقدم أصحاب الطبقات الدنيا إلى مدارجهم. لقد عشت هذا الواقع حقا مع إسحق، الشاب الذي تعاقدت معه في تلك الرحلة لمدة 40 يوما ليكون دليلا لنا في مدن ومجتمعات متنوعة في جنوب إفريقيا.

بينما كانت جنوب إفريقيا مصممة على إظهار هذا البلد في طليعة البلدان خاليا من العنصرية، حينما أرادت تسويقه للعالم، كنت أجوب المدارس في المناطق المهمشة من جوهانسبرغ حيث لا يتوفر حتى الماء في المرافق العامة، وقليل جدا من سكانها من يملك دولارين لدفع ثمن أرخص تذكرة لحضور المباريات. كان هناك أطفال كثيرون ممن أصابتهم عدوى تلك الحُمى المدعوة كرة القدم، كانت أمعاؤهم خاوية أما قلوبهم فكانت تنبض بـ "ميسي" أو بـ"بافانا بافانا" لقب منتخب جنوب إفريقيا الذي كان يملؤهم بالفخر. في النهاية كان عدد الحضور قليلا جدا في المدرجات، ولذلك قام المنظمون بجلب شاحنات مليئة بطلاب المدارس من المناطق المهمشة لملء تلك الثقوب في جسد الفِيَلة البيضاء المستقبلية.

أنفقت جنوب إفريقيا مبالغ مالية ضخمة كي تحظى بفرصة احتضان المونديال، أنشأت ملاعب لن تمتلئ بعد ذلك أبدا، لأن عدد الأفارقة في الدوري المحلي وأعداد الجماهير قليلة مقارنة بحجم تلك الملاعب ومدرجاتها، طاردت الفيفا الأمهات اللواتي كن يطبخن الطعام المنزلي لبيعه خارج هذه الملاعب في مباريات الدوري المحلي، بينما حل مكانهن ما يسمى "ماكدونالدز"، سُلبن مصدر رزقهن حين بدا أن كأس العالم سيكون فرصة لإدارة الموارد الاقتصادية التي هُن في أشد الحاجة إليها، قابلتهن في محيط ملعب البنك الوطني الأول أو ما يسمى "مدينة كرة القدم" على بعد كيلومترين اثنين سيراً، وقد ظلّت هذه النساء على وعود الحكومة بأن يتاح لهن بيع الطعام للسياح.

 

إن واجبنا كمراسلين أن نروي تلك القصص التي لا يريد البعض أن تظهر للعلن، لأن واجبنا دائما يكون نحو المحكومين وليس نحو الحاكمين. حين ننقل الأخبار حتى وإن كنا في فعالية رياضية، فإن واجبنا دائما ما يكون نحو الشعوب.

 

4
مسؤولية كل صحفي، أن يحكي ويخبر عن كل الموضوعات التي تهم الناس والمجتمعات، لا أن ينحصر عمله في إضفاء الرومانسية على ذاك الحدث الرياضي الرائع ( تصوير: روزا كوفاروبياس).

 

"أليكساندرا"، حي يقف بثبات أمام أعين جوهانسبرغ ليذكّر السلطات هناك بأنها مهما فعلت لتغطية وتزيين المأساة في العاصمة فإنها لن تستطيع تخبئة الفقراء، ولا الشوارع التي يضرمون النار فيها كي يدفئوا أنفسهم من برد الشتاء، "تُعرف بالمدينة المظلمة، في هذه البلدة كل شيء فوضوي وقذر، أطفال يتغوطون في ساحات فارغة محاطة بجبال من القمامة، حيث تشم روائح الماعز الذي يسرح طليقا هناك، المأساة تتفاقم بين الصفائح وصفوف الطوب غير المنتظمة وغير المثبتة لأكواخ لا تحتوي حتى على حمامات، مدينة يعيش فيها 350 ألفا من ذوي البشرة السوداء، الماء والكهرباء هناك خدمات نادرة، العنف واليأس جيران تلك المنطقة"، هذا ما كتبته قبل اثني عشر عاما. على كل حال، كرة القدم كانت موجودة هناك قبل الفيفا، شيء يلطف من وقع الفقر عليهم، الهدف الذي يُسجل هناك حتى وإن كان المرمى ركنا في الشارع وبِكُرة مصنوعة من النايلون المربوط جيدا فإنهم يحتفلون به كما لو كان هدف رونالدو لمنتخب البرازيل وهي تحرز لقبها العالمي الخامس. هذه هي كرة قدم الفيفا، التي تجلب لك سعادة كاذبة، تتحول سريعا إلى ما يشبه دوار ما بعد السكر حين يعود الجميع إلى منازلهم، حيث واجبنا كمراسلين، كما هو دائما، أن نروي تلك القصص التي لا يريد البعض أن تظهر للعلن، لأن واجبنا دائما يكون نحو المحكومين وليس نحو الحاكمين، حين ننقل الأخبار حتى وإن كنا في فعالية رياضية، فإن واجبنا دائما ما يكون نحو الشعوب.

 

القليلون في جنوب أفريقيا يعرفون ما هي المكسيك. الأكثرية لديها فكرة عن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تلك مرجعيتي لأشير إلى المكان الذي أتيت منه في الطرف الآخر للعالم، كي أعمل في بلدهم.

 

واحدة من أفضل التجارب التي مررت بها هناك كانت الوصول إلى منزل "كاسبر سيمينيا"، بطلة الألعاب الأولمبية والفائزة بسباق الـ 800 متر العالمي، التي كانت في 2010 تعد أيقونة رياضية لألعاب القوى، لكن كان الاتحاد الدولي يحقق في جنسها. سافرنا على طول الطريق السريع مدة سبع ساعات من جوهانسبرغ حتى ليمبوبو، وعلى باب منزلها طردتنا والدتها. كانت ترفض التعامل مع الصحافة الأجنبية التي آذت ابنتها كثيرا، لم يوقفني هذا الرفض، بحثت عن مدرسات كاسبر في المدرسة الابتدائية اللواتي أوصلنني إلى بيت جدتها الذي ترعرعت فيه، أطلعتني المرأة على غرفة كاسبر التي كانت تعيش فيها في طفولتها ومرحلة النضوج، كان كل شيء هناك باللون الوردي.

في قرية سيمينيا أيضا كان يطل وجه الفقر من كل مكان، بقايا عظام الماشية على جانبي الطريق كانت جزءا من الرحلة، أطفال يتجولون في الشوارع الترابية بلا أحذية رغم البرد وبثياب تملؤها الثقوب.

من خلال استضافتهم كأس العالم حاولوا أن يبيعونا فكرة أن هذا البلد يتمتع باكتفاء من الناحية الاقتصادية لتنظيم هذه المسابقة، لكن لدى الوصول إلى مداخل جنوب إفريقيا، رأيت كيف أن كرة القدم بدأت تغير مصير النساء في المناطق المهمشة، اللواتي لم تكن تهمهن مسميات من قبيل "مثليات" أو "مسترجلات" أو غير ذلك، بالنسبة إليهن فإن الرياضة تمثل لهن فرصة للإقلاع عن تعاطي المخدرات أو لنسيان ما تعرضن له من هجران وعنف جنسي، قابلت لاعبات فريق "أليكساندرا لاديز" ومدربهن الذين استضافوني في ملعب للكرة، وكذلك في منزل ذلك الرجل الذي لم يتمكن من المضي في حلمه بأن يصبح لاعبا كرويا، لكنه وجد في نفسه القدرة على تدريبهن.

 

"أليكساندرا"، حي يقف بثبات أمام أعين جوهانسبرغ ليذكر السلطات هناك بأنها مهما فعلت لتغطية وتزيين المأساة في العاصمة فإنها لن تستطيع تخبئة الفقراء، ولا الشوارع التي يضرمون النار فيها كي يدفئوا أنفسهم من برد الشتاء.

 

القليلون في جنوب أفريقيا يعرفون ما هي المكسيك، الأكثرية لديها فكرة عن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تلك مرجعيتي لأشير إلى المكان الذي أتيت منه في الطرف الآخر للعالم، كي أعمل في بلدهم. بالنسبة إلى "إسحق أوامي زولو"، الشاب الذي تعاقدت معه، أشتاق إليه حتى الآن، كان واحدا من متطوعي الفيفا، وقد سرقناه منهم كي يساعدنا، كل التقارير التي تمكنت من إعدادها يعود الفضل إليه في إتمامها. كان يتحدث بإحدى عشرة لغة محكية في جنوب إفريقيا، كان يحميني أنا وزميلي المصور من المخاطر في كل المناطق التي ذهبنا إليها، وقد أوصلنا إلى الأشخاص الذين كنا نحتاج إلى مقابلتهم لنروي كل هذه القصص.

 

 

المزيد من المقالات

نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023