امتلاك مهارات تخصص الصحافة الرياضية لا يعني أن يتخلى الصحفي عن حسه النقدي (موقع شترستوك).

الصحافة الرياضية في المناهج الدراسية.. الغائب الكبير

يعني التخصّص العلمي انقسام الكلِّ المعرفي إلى جزئيّاتٍ متخصّصة، بحيث بات كلّ علم في هذا العصر يحدّد معالمه وحدوده ويتميّز عن غيره من العلوم والمعارف الأخرى بخصائص ينفرد بها. وينسحب هذا المفهوم على علوم الإعلام والاتصال. عندما نتحدث عن الصحافة المتخصّصة، نعني بها المقروءة والمسموعة والمرئية التي تهتمّ بمجالٍ معرفي معيّن، وتقدِّم مضامين محدّدة، ولا تتوجّه للمجتمع كلّه، إنّما إلى جمهورٍ محدَّد "يبحث" عن هذه المضامين ويكون له خصائص وسمات واحتياجات وأذواق مشتركة أو متقاربة.

لعلّه من الصعب حصر المجالات التي تغطّيها الصحافة المتخصّصة؛ لكن من السهولة بمكان، ملاحظة مدى تأثّرها بطبيعة المجتمع التي تصدر منه أو تُقدَّم له. فتختلف، تبعاً لذلك، اهتماماتها وأهدافها في تلبية احتياجات الجمهور وانتظاراته وإعلاء إحساسه أحياناً بالهويّة الوطنيّة أو القوميّة (كما يحدث مثلاً في تغطيات كرة القدم أو كرة السلّة في الدوريّات وكأس العالم).

ومنذ تسعينيّات القرن الماضي، تزايد اهتمام وسائل الإعلام بالرياضة بعدما أضحت "عملاً تجاريّاً" عالميّاً كبيراً رُصِدت له المبالغ الضخمة، لا سيّما "الأحداث المميّزة" مثل الألعاب الأولمبيّة وكأس العالم لكرة القدم. تطوّرت الصحافة الرياضيّة كصحافةٍ متخصّصة، وصارت فنّاً إعلاميّاً تتحدّد ركائزه الرئيسيّة بفنّ التوجّه إلى المستويات المتنوّعة من المتلقّين، والالتزام بتقنيّات التعامل مع العمليّة الاتصاليّة الرياضيّة كعمليّةٍ لها "زبناؤها" المحدَّدون (محترفون، هواة، ناشئة، مهتمّون...) ولها مجالاتها المحدّدة التي تنهل منها موادّها (رياضات شعبيّة وأخرى نخبويّة) ولها صحفيّوها المتخصّصون (محرّرون، مصوّرون، معلّقون) (1). 

 

1
تبدّلت نظرة المجتمع الحديث إلى الرياضة بعدما تحوّلت الألعاب والنشاطات الرياضيّة إلى صناعة، وازداد طابعها الاقتصادي، وبرزت سمتها التجاريّة في بعض الأنظمة (موقع شترستوك).

 

 

الصحفي الرياضي بين الكتابة التخصّصيّة والأداء المهني

 

نشأت الصحافة الرياضيّة كصحافة أنشطةٍ فرديّة وهواياتٍ وتسلية قبل أن يتفرّع عنها تخصّصات رياضيّة دقيقة. وتعكس هذه الصحافة، عموماً، الوزن الحقيقي للرياضة في مجتمعٍ ما وفي مرحلةٍ ما، وتحتلّ المكانة نفسها التي تحتلّها الرياضة داخل المجتمع ذاته. فبعد سنواتٍ طويلة من العمل الإعلامي والتدريس الجامعي، يمكنني التأكيد أنّ الصحافة الرياضيّة قد تكون من أكثر (إن لم يكن أكثر) التخصصات انتشاراً وجماهيريّة، لكنّها لم تعرف الازدهار في العالم العربي إلاّ في أواخر الثلث الأوّل من القرن الماضي.

ومن المهمّ الإشارة في هذا السياق إلى أنّ انتشار الصحف (العامّة)، خصوصا في منطقة الخليج العربي، ارتبطت، مباشرةً، بانتشار الصحف الرياضيّة التي أسهمت في إعداد جيلٍ من الصحفيّين في هذه المنطقة، تولّى بعضهم مناصب تحريريّة في الصحف المهتمة بالشأن العام. ويصبح التساؤل هنا مشروعاً: عمّا إذا كان العمل في الصحافة الرياضيّة يتطلّب المهارات والمؤهّلات والكفايات المهنيّة التي يتطلّبها العمل في الصحافة العامّة (أو أيّ صحافةٍ متخصّصة أخرى)؟ وعن أسباب عدم إدراج الصحافة الرياضيّة كصحافةٍ متخصّصة ضمن مناهج كليّات الإعلام ومعاهد الصحافة في العالم العربي؟ وعن خلفيّات النظر إلى الصحفي الرياضي كـ "صحفي درجة ثانية"؟

الصحفي هو الركن الأساسي في مهنة الصحافة؛ هذه حقيقة لا تحتمل اللبس. وسواء كان هذا الصحفي يعمل في مؤسّسة إعلاميّة عامّة أو متخصّصة، فإنّ ذلك لا يعني أنّ متطلّبات عمله ستختلف أو ستنقلب رأساً على عقب. فهذه المتطلّبات هي ذاتها لا تتغيّر بين مجالٍ ومجال، غير أنّ الصحافة المتخصّصة شكّلت، في فلسفتها، تطوّراً جديداً في تحديد دور الصحفي، ورسم العلاقة بينه وبين المتلقّي على قاعدة البحث عن المعلومة المتخصّصة لتقديمها إلى الجمهور المتخصّص أو المهتمّ. وهذا ما دفع بالصحفيّين الروّاد إلى الاهتمام بوضع قواعد جديدة للصحافة، بمفهومها الخبري المتخصّص ومصادرها وتقنيّاتها ومعاييرها التحريريّة التي تتوافق مع طبيعة الموادّ الرياضيّة (3). ولكن، كيف يصبح المرء صحفيّاً رياضيّاً؟

 

2
اللافت، أنّ العناية التي تمّ إيلاؤها لتطوير مستويات اللاعبين الرياضيّين والمدرّبين والإداريّين، لم نشهد نظيراً لهما عندما يتعلّق الأمر بتطوير مستويات الصحفيّين والكُتّاب والمعلّقين الرياضيّين(موقع شترستوك).

 

 

التكوين المهني والأكاديمي للصحفي الرياضي

 

تعاني الصحافة الرياضيّة العربيّة، التي تنشط في سوق عملٍ تنافسي كبير، من ضعف مهنيّة واحترافية مَن يمارسها، علماً أنّها، وكصحافةٍ متخصّصة، تحتاج إلى كوادر إعلاميّة مدرَّبة ومُعَدّة بشكلٍ جيّد في المجال الذي تعمل فيه، وتحديداً في العصر الرقمي الذي ألزم كلّ قطاعات العمل بشروطه وليس الصحافة الرياضة وصحفيّيها، فحسب. صحيحٌ أنّ مهارات الصحفي الرياضي تتبلور خلال ممارسته العمل الصحفي والدخول إلى سوق العمل، إلاّ أنّ سيادة المنطق التقني على الصناعة الإعلاميّة فرض نفسه بقوّة في المؤسّسات الإعلاميّة، ووضع الصحفي أمام تحدّياتٍ مهنيّة وتقنيّة ومعرفيّة كبيرة. فبات نجاح المؤسّسة الإعلاميّة، العامّ منها والمتخصّص، يعتمد كثيراً على كفاءات صحفيّيها ومهاراتهم، ولا سيّما قدرتهم على المعالجات المتخصصة للأحداث والمواضيع والقضايا (3). 

 

الصحفي الرياضي والحاجة للتخصّص الأكاديمي

 

مع تعاظم حضور التكنولوجيا في المنظومة الإعلاميّة، برز التحدّي الأكبر أمام الصحفيّين الرياضيّين العرب (وغيرهم أيضاً) المتمثل في ضعف تأهيلهم للتمكّن من مجاراة التطوّر التكنولوجي، وتعلُّم كيفيّة التعاطي مع الأنماط الجديدة لاستهلاك المعلومات وإنتاجها ونشرها. وفي هذا الإطار، برزت حالة من التخبّط والفوضى في إدارة المؤسّسات الإعلاميّة التي لم تبذل جهوداً للقيام بدوراتٍ تدريبيّة لصحفيّيها وموظّفيها باستثناء بعض القنوات التلفزيونية الكبرى.

 

من أسباب عدم إدماج تخصص الصحافة الرياضية في المناهج الدراسية هو الاعتقاد بأنّ الرياضة ليست سوى هواية ونشاط ترفيهي، وبالتالي ليس بمقدورها أن تطرق باب العلوم لمعالجة قضاياها.

 

3
حتّى اللحظة، لم يشقّ اختصاص الصحافة الرياضيّة طريقه إلى داخل أروقة الجامعات العربيّة، ولم يُدرَج في المناهج والمقرّرات، لا على مستوى الإجازة ولا على مستوى الماجستير(موقع شترستوك).

 

كيف يظهر ضعف التكوين المهني والأكاديمي لدى الصحفي الرياضي العربي؟

 

يعتقد بعض الصحفيّين الرياضيّين العرب أنّ شغفهم بالرياضة يُغنيهم، إلى حدٍّ بعيد، عن وجوب إلمامهم بأمورٍ كثيرة تتطلّبها ممارستهم لهذه المهنة، وعن الاجتهاد في تكوين أنفسهم دراسيّاً وعن السعي إلى تطوير قاعدة معارفهم ومعلوماتهم ومهاراتهم. ويمكن لأيّ متابعٍ رياضي مهتمّ أن يلاحظ حجم الرتابة التي يعاني منها "عرض" المادّة الصحفيّة الرياضيّة العربيّة للجمهور، التي في معظمها، تراوح بين إنتاج محتوى تقليدي يكتفي فيه الصحفي بنقل حرفي لنصّه أو ترجمته عن وكالات الأنباء (المحليّة والعالميّة)، ومن ثمّ يقدّمه للمتلقّي كـ"واجبٍ وظيفي" يستعجل إتمامه للانصراف بعدئذٍ من مكان عمله. فلا عجب أن تغيب، إذاً، المعالجات الاحترافيّة للقصص الصحفيّة الرياضيّة التي تتجاوز، في بعض الظروف، الألعاب نفسها وتكتسب أهميّة اجتماعيّة وسياسيّة، وللتغطيات والتحليلات التي تربط الرياضة بشتّى نواحي الحياة (اقتصاد، ثقافة، حقوق.. وربّما سياسة) (4). كما يبرز افتقاد أداء العديد من الصحفيّين الرياضيّين لتقنيّاتٍ مهمّة للغاية، مثل:

- تقنيّة مخاطبة المستويات، إذْ إنّ للجمهور الرياضي خاصّيّة قد لا تتوفّر لدى الجماهير الأخرى، وهي أنّه ذو مستوياتٍ متنوّعة من المتلقّين (محترفون، هواة، ناشئة، مهتمّون).

- تقنيّة المتابعة الإعلاميّة، وتعني أنّ الصحفي الرياضي ليس مجرّد مُخبِر وراصدٍ للمعلومة وناقلٍ لها، بل هو شخصٌ متخصّصٌ وقادر أن يقدّم نصّاً حيويّاً متحرّكاً يستخدم ما خزنه في الذاكرة، ويبدي عبره رأيه النقدي (خلال التغطية المباشرة تحديداً) وأن يقدّم النصائح، في هذا المضمار (5). 

- تقنيّة التحليل والتعليق وتثقيف الجمهور.

في العديد من الدول العربيّة يرتبط التكوين الإعلامي للصحفيّين، وعلى تنوّع اختصاصاتهم، بفضاء كليّات الإعلام ومعاهد الصحافة. صحيحٌ أنّ الصحافة هي فنّ تطبيقي وأنّ كثيرين دخلوا وأبدعوا فيها رغم أنّهم لم يرتادوا كليّات الإعلام، لكنّ هذا لا يعني أنّ التخصّص الأكاديمي للصحفي لا يجعله أكثر قدرةً على الإبداع واستخدام مَلَكة ما نسمّيه "الحسّ الصحفي" فيما يقدّمه من موادّ.

والتخصّص في الصحافة، لا يعني الشهادة بقدر ما يعني تمكين الصحفي من امتلاك الأدوات النظريّة والرقمية واكتساب المعارف الإعلاميّة وتوظيفها في عمله.

 

الصحفي هو الركن الأساسي في مهنة الصحافة؛ هذه حقيقة لا تحتمل اللبس. وسواء كان هذا الصحفي يعمل في مؤسّسة إعلاميّة عامّة أو متخصّصة، فإنّ ذلك لا يعني أنّ متطلّبات عمله ستختلف أو ستنقلب رأساً على عقب.

 

الصحافة الرياضيّة والمناهج التعليمية

 

تبدّلت نظرة المجتمع الحديث إلى الرياضة بعدما تحوّلت الألعاب والنشاطات الرياضيّة إلى صناعة، وازداد طابعها الاقتصادي، وبرزت سمتها التجاريّة في بعض الأنظمة (6). فأصبحت الرياضة سياسة واقتصاداً وتربية وصحّة وثقافة وإعلاناً ومراهنات.. إلخ. وتعقّدت خارطتها، وأصبح لها نظريّات ومدارس كسائر العلوم الأخرى. فأُنشِئت عبر العالم، وفي معظم بلداننا العربيّة، كليّات لعلوم الرياضة بناءً على الحاجة الملحّة للكفاءات المؤهّلة لتطوير التعليم والتدريب الرياضي بكافة مستوياته، وتماشياً مع التطوّر العلمي الحاصل للعلوم الرياضيّة في الدول المتقدّمة (7). واللافت، أنّ العناية التي تمّ إيلاؤها لتطوير مستويات اللاعبين الرياضيّين والمدرّبين والإداريّين، لم نشهد نظيراً لهما عندما يتعلّق الأمر بتطوير مستويات الصحفيّين والكُتّاب والمعلّقين الرياضيّين!

فحتّى اللحظة، لم يشقّ اختصاص الصحافة الرياضيّة طريقه إلى داخل أروقة الجامعات العربيّة، ولم يُدرَج في المناهج والمقرّرات، لا على مستوى الإجازة ولا على مستوى الماجستير. علماً أنّه بات هناك توسّعٌ كمّي كبير في نُظم تعليم الصحافة في الجامعات العربيّة، بحيث يمكن رصد حوالي 135 برنامجاً أكاديميّاً لتعليم الصحافة وسائر الفنون الإعلاميّة والاتصاليّة في كليّات الإعلام في الجامعات العربيّة. وصارت تشتمل، وتحديداً بعد الثورة الرقميّة على العديد من المسارات المهنيّة في الصحافة المتخصّصة سواء في مجال الاقتصاد والتنمية أو في الصحّة والبيئة أو في القانون والنقد (الأدبي والفنّي)، إلاّ أنّ الرياضة بقيت خارج اهتمامات الأكاديميّين. ولم نشهد، حتّى اليوم، على أيّ تجارب عربيّة لإدماج تخصّص الصحافة الرياضيّة ضمن مناهج كليّات ومعاهد الصحافة (8). لماذا هذا الإحجام؟

في الحقيقة، لا أسباب واضحة لاستمرار تغييب تخصّص الصحافة الرياضيّة عن المناهج الجامعيّة العربيّة، ما يدفع للاجتهاد في تقدير الأسباب كالآتي:

- الاعتقاد بأنّ الرياضة ليست سوى هواية ونشاط ترفيهي، وبالتالي ليس بمقدورها أن تطرق باب العلوم لمعالجة قضاياها.

- القناعة بأنّ الصحافة الرياضيّة إنّما هي صحافة سهلة، بإمكان أيٍّ كان أن يمارسها لدرجة أنّها صارت تُسمّى "مهنة مَن لا مهنة له"، وعليه، فهي لا تستحق تخصّصاً أكاديميّاً قائماً بذاته.

- افتراض أنّ الطلاّب الذين يتخرّجون من كليّات الإعلام ومعاهد الصحافة أو الدراسات الإعلاميّة، يمكنهم العمل كمحرّرين للأخبار الرياضيّة أو محلّلين للمعلومات أو مُعدّين للتقارير والتحقيقات والبرامج أو معلّقين على المباريات.

- ندرة الأساتذة والكوادر التعليميّة المتخصّصة، ومَن لديهم الخبرة الأكاديميّة والإلمام بالمجال الرياضي، لتدريس مقرّرات الصحافة الرياضيّة وتزويد طلاّبها بالتكوين المعرفي والنظري والفكري أيضا.

- ندرة وجود صحفيّين رياضيّين ومهنيّين ومدرّبين متخصّصين، أيضاً، يمكنهم "تعميم" تجربتهم العمليّة على الطلاّب، ومساعدتهم على تسليح أنفسهم بالمهارات المطلوبة في عملهم.

 

ولكن ما هي المتطلّبات الأكاديميّة لتكوين الصحفي الرياضي؟

كان جوزيف بوليتزر، أكبر ناشري الصحف الأمريكيّين في التاريخ، يقول: "إنّ الصحفيّين الذين لا يتعلّمون مهنتهم في كليّاتٍ علميّة، يتعلّمون مهنتهم على حساب الجمهور". وعليه، فإنّ أبرز ما يجب أن يتعلّمه الصحفي الرياضي في الجامعة (وليس على حساب الجماهير العربيّة) يمكن اختصاره فيما يلي:

·         تاريخ وقوانين أبرز الرياضات.

  • ماهيّة الإعلام الرياضي وتاريخه ومفاهيمه ووظائفه وأنواعه.
  • نظريّات الاتصال الإعلامي.
  • الاستراتيجيات الإعلاميّة لتطوير الإعلام الرياضي.
  • مجالات تأثير الإعلام الرياضي وتصنيفات الجمهور.
  • أخلاقيّات العمل الإعلامي والتشريعات الإعلاميّة في المجال الرياضي.
  • مهام ومسؤوليّات وسمات الصحفي الرياضي (في أيّ موقعٍ كان).
  • مهارات جمع الأخبار والوصول إلى المصادر.
  • قواعد وأُسس وخصائص كتابة القصص الرياضية.
  • لغة الصحافة الرياضيّة.
  • أنواع التغطية الرياضيّة ومراحلها.
  • فنون ومهارات إجراء الحوارات وإعداد التقارير (المكتبيّة والميدانيّة) والتحقيقات وكتابة المقال في مجال الرياضة.
  • مهارات الوسائط المتعدّدة وشبكات التواصل الاجتماعي.
  • مهارات إعداد وتقديم محتوى برنامج رياضي (إذاعي – تلفزيوني – بودكاست – منصّة يوتيوب).
  • ممارسات وتطبيقات ورشة عمل في أحد المجالات الإعلاميّة.
  • لغات وأصول الترجمة والتعريب.

 

 "القناعة بأنّ الصحافة الرياضيّة سهلة، بإمكان أيٍّ كان أن يمارسها لدرجة أنّها صارت تُسمّى "مهنة مَن لا مهنة له"، تدفع البعض للقول إنها لا تستحق تخصّصاً أكاديميّاً قائماً بذاته". 

 

إنّ مراجعة ملامح نُظم تعليم الصحافة والإعلام في الجامعات والكليّات العربيّة تكشف مدى الحاجة لإعادة النظر في المناهج الدراسيّة الموجَّهة لتكوين الصحفيّين والقائمين بالاتصال، عموماً، وتكشف مدى الحاجة لإطلاق مساراتٍ جديدة في "الصحافة المتخصّصة"، وفي مقدّمها "الصحافة الرياضيّة"، ما سيساعد، بلا أدنى شكّ، في ترشيد العمل الإعلامي العربي.

 

المراجع:

 

1-. “Presse d'information spécialisée" Documentation Française, 2007

Robert Maltais et Pierre Cayouette (sous la direction de), "Les journalistes: Pour la2- survie du 2-journalisme", Editions Québec Amérique, 2015.

3- عيسى الهادي وسليمان لاوسين، "المنظومة الإعلاميّة الرياضيّة"، ط 1، دار الكتاب الحديث، 2015.

4- فنسان ليكيت، "ثقافات الإعلام"، ترجمة: منير مخلوف، بيروت، منشورات ضفاف، 2015.

5- جورج كلاس وميشال سبع، "الإعلام المتخصّص – فنون وتقنيّات"، بيروت، منشورات الجامعة اللبنانيّة، 2009.

6- حسن عماد مكاوي وعادل عبد الغفار، "الإعلام والمجتمع في عالم متغيّر"، القاهرة، الدار المصريّة اللبنانيّة، 2008.

Annick Lelli, "Les écrits professionnels", 2e édition, Paris, Dunod, 2008.7-

8- انظر: "دليل ضمان جودة برامج التربية الرياضيّة في الجامعات العربيّة"، الطبعة الأولى، 2016.

9- "نحو فضاء عربي للتعليم العالي: التحدّيات العالميّة والمسؤوليّات المجتمعيّة"، الاونيسكو، تحرير عدنان الأمين، 2009.

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024