النموذج الاقتصادي للمنصات الرقمية.. طوق نجاة لقيم الصحافة

تكافح معظم وسائل الإعلام على مستوى العالم -والمنطقة العربية ليست استثناءً- وسط منافسة ضاغطة لجذب انتباه المتابعين، وتحقيق العوائد التي تكفل لها البقاء والاستمرار في تقديم خدماتها. وتبدو مساحة الصراع أوضح ما يكون في بيئة الإنترنت الرقمية، وهي المساحة التي تكفل الانتشار الواسع من ناحية، والحصول على الإيرادات من ناحية أخرى، حيث تتوجه معظم ميزانيات الإعلانات إلى الإنترنت، بالإضافة إلى الإيرادات القادمة من منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

ومما يزيد الضغوط أن المنافسة لم تعد مقتصرة على وسائل الإعلام، ولكن حلبة الصراع تضم الآن العديد من الأصوات الجديدة بداية من المبدعين ومنتجي المحتوى المستقلين، وصولا إلى الناشطين والسياسيين الذين يبحثون عن مكانهم الخاص في منافسة مباشرة مع محترفي الإعلام.

تاريخيا اعتمدت وسائل الإعلام في تحقيق الدخل على عنصرين أساسيين: بيع منتجاتها الإعلامية (الصحف والمجلات)، والإعلانات التقليدية (المطبوعة والتليفزيونية). ولكن الأعوام الأخيرة شهدت تراجعا هائلا في كلا المسارين مع انهيار توزيع النسخ المطبوعة في غالبية دول العالم، وهو الأمر الذي تفاقم بشدة مع ظهور فيروس كورونا وما تبعه من إجراءات احترازية صارمة، بينما تراجعت عوائد الإعلانات التقليدية مع تقليص ميزانيات الإعلان في الشركات وأيضا تفضيل الكثير منها الاتجاه إلى الإعلان الرقمي حيث يكون رصد تأثيره ودقة توجيهه للجمهور المستهدف أفضل بكثير.

 

 يمكن القول إن الاستقلال الكامل للقرار التحريري يرتبط ارتباطا مباشرا بالعائدات القادمة من المستخدم مباشرة.

 

يرصد أحدث التقارير حول الإعلام العالمي Digital News Report التي يصدرها سنويا "معهد رويترز" صورة أقل تفاؤلا من العام الأسبق؛ فعلى الرغم من أن مجموعة من كبار الناشرين الدوليين يسجلون أرقاما قياسية في الاشتراكات الرقمية وارتفاع الإيرادات العامة، إلا أنه في الوقت نفسه حدث انخفاض كبير في استهلاك الأخبار في العديد من دول العالم مع تراجع الثقة في الإعلام على الرغم من أن الأرقام ما تزال أعلى مما كانت عليه قبل أزمة فيروس كورونا. هناك أيضا إحساس عالمي بإرهاق الناس من استهلاك الأخبار، ليس فقط فيما يتعلق بالفيروس والأحوال الصحية، ولكن فيما يتعلق بالسياسة وباقي الموضوعات المتداولة أيضا.

يرصد التقرير أيضا أن استهلاك وسائل الإعلام التقليدية مثل التليفزيون والنسخ المطبوعة انخفض بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، مع عدم تعويض الفجوة من خلال الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، وبينما تظل غالبية المستهلكين في حالة تفاعل مع الأخبار إلا أن البعض يبتعد عن وسائل الإعلام وفي بعض الأحيان يقطع الاتصال بالأخبار تماما، كما انخفض الاهتمام بالأخبار بشكل حاد عبر الأسواق المختلفة، من 63% في عام 2017 إلى 51% في عام 2022.

 

هناك إحساس عالمي بإرهاق الناس من استهلاك الأخبار، ليس فقط فيما يتعلق بالفيروس والأحوال الصحية، ولكن فيما يتعلق بالسياسة وباقي الموضوعات المتداولة أيضا.

 

غرف الأخبار العربية

مع الأسف، لا يغطي تقرير "رويترز" الشامل الوضع في البلدان العربية، ولكنه يرصد أحوال الصناعة من العاملين بها؛ فيقول إنه رغم اختلاف الأرقام والنسب إلا أن الاتجاه نفسه يحدث بالفعل في الأسواق العربية مع عزوف أكبر عن شراء المنتجات الإعلامية المطبوعة، وتراجع عائدات الإعلانات بشكلها التقليدي مع عدم قدرة الإعلانات الرقمية على تغطية الفجوة المالية.

يرى الخبراء أن صناعة الإعلام أطلقت على نفسها رصاصة قاتلة مع بداية ظهور شبكة الإنترنت عندما وفرت محتواها الإعلامي مجانا؛ الأمر الذي حرمها من عوائد الاشتراكات، وأدى إلى خروج العديد من المؤسسات الإعلامية من السوق تماما في السنوات اللاحقة، وبينما عدلت الكثير من المؤسسات هذا الأمر مؤخرا، وأتاحت المحتوى مقابل اشتراكات مالية، ظلت الغالبية الساحقة من المؤسسات الإعلامية العربية "متشبثة" بمجانية المحتوى، وظلت فكرة الاشتراك من الأفكار التي لم تتحول لواقع إلا من خلال تجارب محدودة للغاية ربما يكون من أبرزها مجموعة "مجرة" بالإمارات التي تقدم محتوى متخصصا في الاقتصاد وعلوم الإدارة والعلوم العامة مقابل اشتراك مالي.

الحل الأسهل الذي اتجه إليه الإعلام العربي في البداية جاء من خلال الإعلانات الرقمية المبرمجة Programmatic advertising وهي وسيلة سهلة لتحقيق الدخل من خلال توفير المساحات الإعلانية على المواقع الإلكترونية والتعاقد مع إحدى شركات تزويد الإعلانات والتي كانت "غوغل" هي المهيمنة عليها بشكل كبير، لتمنح لها الإعلانات تبعا للمنطقة الجغرافية وطلبات المعلن.

هذا النموذج الذي كان الأصل بالنسبة لوسائل الإعلام تعرض لضربة عنيفة للغاية في السنوات القليلة الماضية مع إصدار الاتحاد الأوروبي اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR التي تشدد عملية تتبع سلوك المستخدم حفاظا على خصوصيته، وهي الوسيلة الأساسية التي كانت تمكّن المواقع من استهداف المستخدم بالإعلانات المختلفة. كما قامت شركة "أبل" بمنع تتبع المستهلكين عبر التطبيقات التي توفرها على متجرها الإلكتروني؛ الأمر الذي أثر كذلك على عوائد الإعلانات الرقمية.

 

الأخلاقيات المهنية

في إطار البحث عن وسائل رقمية لتحقيق الدخل للمؤسسات الإعلامية اتجهت بعض المؤسسات لما يسمى بالإعلانات الطبيعية Native Ads وهي مواد إعلانية تظهر على المواقع كجزء من محتواها التحريري وبنفس الشكل البصري؛ وبالتالي تحظى بنسبة أكبر من المشاهدة والوصول للقارئ. وعلى الرغم من إمكانية تحقيق المزيد من العوائد عبر هذه الطريقة، إلا أنها تحتاج إلى المعالجة بعناية شديدة من ناحية الأخلاقيات المهنية؛ أولا بعدم الإعلان عن أي منتجات أو خدمات غير موثوقة، وثانيا بضرورة الإشارة إلى أن المحتوى إعلاني وليس تحريريا. وبينما تشترط بعض الدول هذا الإجراء بحكم القانون فإن البعض الآخر يجب عليه أن يخضع هذه العملية لميثاق الشرف المهني.

تأثيرات مثل هذه النماذج يعبر عنه بوضوح التغير الذي تشهده غرف الأخبار، وتنوع المحتوى الرقمي، واختلاف البنية الهرمية التقليدية في تسلسل عمليات النشر، ألقى بالمزيد من الأعباء على مسؤولي التحرير في الحفاظ على القيم الصحفية الأصلية بالإضافة للتعامل مع التحديات الجديدة التي ظهرت مع الإعلام الرقمي؛ مثل التأكيد على التحقق من المعلومات من مصادرها الأصلية، والموضوعية في تناول جميع القضايا، وعدم الاقتباس دون مصدر، وعدم انتحال الأفكار، وبكل تأكيد نزاهة العمل الصحفي.

 

 

يرى الخبراء أن صناعة الإعلام أطلقت على نفسها رصاصة قاتلة مع بداية ظهور شبكة الإنترنت عندما وفرت محتواها الإعلامي مجانا.

 

 

حلول بديلة للإيرادات

بينما يظل تقديم المحتوى مقابل اشتراك مالي هو الحل الأمثل لأي وسيلة إعلامية كمصدر أساسي مستدام للدخل، إلا أن غياب هذا الحل يستلزم البحث عن البدائل لتحقيق الإيرادات والاستمرار في تقديم الخدمات الإعلامية للمؤسسة، وضمان الاستقلالية التحريرية والتحرر من الإعلانات ومن باقي الضغوط.

في السنوات الأخيرة استخدمت بعض غرف الأخبار العديد من الوسائل التي اعتمدت في غالبيتها على منصات شبكات التواصل الاجتماعي، أو حتى تقديم خدمات تتجاوز العمل الإعلامي التقليدي، ومن أبرز هذه الأفكار:

·      التوسع في محتوى الفيديو: يعتبر محتوى الفيديو من أكثر أشكال المحتوى استهلاكا عبر الإنترنت خاصة بين أجيال الشباب، ومع وجود إمكانية إنتاجه عبر الإنترنت حتى في غرف الأخبار التقليدية، بدأت المؤسسات بالتوسع في إنتاج أنواع مختلفة من الفيديو، والنموذج الأكثر انتشارا هو إنشاء قناة على منصة "يوتيوب" لجمع محتوى الوسيلة الإعلامية، ومن خلال القدرة على الانتشار الواسع وجذب الجمهور المنتمي للعلامة التجارية فإن الإعلانات تبدأ في الظهور مع الفيديوهات حيث يتم اقتسام العوائد بين منصة النشر والوسيلة الإعلامية.

·      النشرة الإخبارية Newsletters: تعدّ النشرات الإخبارية التي يتلقاها المستخدم عبر بريده الإلكتروني من أهم عناصر التواصل مع الجمهور حاليا، ومن خلال تقديم خدمات متخصصة تستهدف قطاعات معينة يمكن أن تصبح هذه الوسيلة من أكثر الوسائل فعالية في تحقيق الإيرادات التي تأتي غالبا من التعاقد مع رعاة للنشرة حسب نوعية المحتوى المقدم، ويمكن الإشارة هنا إلى نشرة "إنتربرايز" المصرية المتخصصة في الاقتصاد والتي تعدّ حاليا من أشهر مقدمي المحتوى الاقتصادي معتمدة بالأساس على نشرة تصل للمشتركين عبر بريدهم الإلكتروني.

·      البث المباشر: ربما تكون أحدث وسيلة لتقديم الخدمات الإعلامية في العصر الرقمي وتحقيق الإيرادات حاليا؛ فمع سهولة عرض الأحداث مباشرة من خلال أدوات منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، واقتسام عوائد الإعلانات مع المنصة، اتجهت العديد من وسائل الإعلام لتقديم خدمات البث المباشر المتنوعة التي تغطي قطاعا واسعا من الموضوعات والمناطق الجغرافية؛ ولذا فهي تحظى بمعدلات مشاهدة واسعة وبالتالي؛ قدرة على توفير إيرادات جيدة لوسائل الإعلام، ولكن مرة أخرى، فإن هذه الأداة تحتاج إلى الكثير من الحرص في الاستخدام، حيث إنها تُستَخدم في كثير من الأحيان بما يتجاوز الخطوط التحريرية التقليدية والمعايير الأخلاقية بحثا عن المزيد من إثارة اهتمام الجمهور، وهو الأمر الذي يؤثر على المدى البعيد في سمعة المؤسسة الإعلامية واسمها حتى لو حققت لها دخلا سريعا.

بطبيعة الحال هناك الكثير من الأفكار الأخرى التي يمكن أن تساهم جميعها في تقديم مصدر دخل ثابت للمؤسسات الإعلامية خاصة الرقمية الناشئة لمساعدتها على الاستمرار في أداء رسالتها في عالم تتغير فيه اهتمامات الجمهور بشكل سريع، كما تتغير خوارزميات شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أسرع.

وفي النهاية، يمكن القول إن الاستقلال الكامل للقرار التحريري يرتبط ارتباطا مباشرا بالعائدات القادمة من المستخدم مباشرة، حيث يتخلص وقتها فريق التحرير من أي ضغوط خارجية ترتبط بالإعلان أو غيره من موارد الإيرادات، وربما يمكن القول، أيضا، إن النموذج الأبرز عالميا في هذا الإطار هو صحيفة "نيويورك تايمز" التي بدأت منذ 2010 مشروعا للتطوير الرقمي اعتمد على فكرة الدفع مقابل المحتوى، وبعد عشر سنوات أعلنت أن الاشتراكات الرقمية تجاوزت مصادر الدخل الأخرى، ووصلت إلى نحو 70% من إجمالي دخل المؤسسة، وبعبارة أخرى أصبح القارئ هو الممول الأول للمؤسسة؛ ما يعني استقلالاً غير مسبوق للقرار التحريري.

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024