النموذج الاقتصادي للمنصات الرقمية.. طوق نجاة لقيم الصحافة

تكافح معظم وسائل الإعلام على مستوى العالم -والمنطقة العربية ليست استثناءً- وسط منافسة ضاغطة لجذب انتباه المتابعين، وتحقيق العوائد التي تكفل لها البقاء والاستمرار في تقديم خدماتها. وتبدو مساحة الصراع أوضح ما يكون في بيئة الإنترنت الرقمية، وهي المساحة التي تكفل الانتشار الواسع من ناحية، والحصول على الإيرادات من ناحية أخرى، حيث تتوجه معظم ميزانيات الإعلانات إلى الإنترنت، بالإضافة إلى الإيرادات القادمة من منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.

ومما يزيد الضغوط أن المنافسة لم تعد مقتصرة على وسائل الإعلام، ولكن حلبة الصراع تضم الآن العديد من الأصوات الجديدة بداية من المبدعين ومنتجي المحتوى المستقلين، وصولا إلى الناشطين والسياسيين الذين يبحثون عن مكانهم الخاص في منافسة مباشرة مع محترفي الإعلام.

تاريخيا اعتمدت وسائل الإعلام في تحقيق الدخل على عنصرين أساسيين: بيع منتجاتها الإعلامية (الصحف والمجلات)، والإعلانات التقليدية (المطبوعة والتليفزيونية). ولكن الأعوام الأخيرة شهدت تراجعا هائلا في كلا المسارين مع انهيار توزيع النسخ المطبوعة في غالبية دول العالم، وهو الأمر الذي تفاقم بشدة مع ظهور فيروس كورونا وما تبعه من إجراءات احترازية صارمة، بينما تراجعت عوائد الإعلانات التقليدية مع تقليص ميزانيات الإعلان في الشركات وأيضا تفضيل الكثير منها الاتجاه إلى الإعلان الرقمي حيث يكون رصد تأثيره ودقة توجيهه للجمهور المستهدف أفضل بكثير.

 

 يمكن القول إن الاستقلال الكامل للقرار التحريري يرتبط ارتباطا مباشرا بالعائدات القادمة من المستخدم مباشرة.

 

يرصد أحدث التقارير حول الإعلام العالمي Digital News Report التي يصدرها سنويا "معهد رويترز" صورة أقل تفاؤلا من العام الأسبق؛ فعلى الرغم من أن مجموعة من كبار الناشرين الدوليين يسجلون أرقاما قياسية في الاشتراكات الرقمية وارتفاع الإيرادات العامة، إلا أنه في الوقت نفسه حدث انخفاض كبير في استهلاك الأخبار في العديد من دول العالم مع تراجع الثقة في الإعلام على الرغم من أن الأرقام ما تزال أعلى مما كانت عليه قبل أزمة فيروس كورونا. هناك أيضا إحساس عالمي بإرهاق الناس من استهلاك الأخبار، ليس فقط فيما يتعلق بالفيروس والأحوال الصحية، ولكن فيما يتعلق بالسياسة وباقي الموضوعات المتداولة أيضا.

يرصد التقرير أيضا أن استهلاك وسائل الإعلام التقليدية مثل التليفزيون والنسخ المطبوعة انخفض بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، مع عدم تعويض الفجوة من خلال الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، وبينما تظل غالبية المستهلكين في حالة تفاعل مع الأخبار إلا أن البعض يبتعد عن وسائل الإعلام وفي بعض الأحيان يقطع الاتصال بالأخبار تماما، كما انخفض الاهتمام بالأخبار بشكل حاد عبر الأسواق المختلفة، من 63% في عام 2017 إلى 51% في عام 2022.

 

هناك إحساس عالمي بإرهاق الناس من استهلاك الأخبار، ليس فقط فيما يتعلق بالفيروس والأحوال الصحية، ولكن فيما يتعلق بالسياسة وباقي الموضوعات المتداولة أيضا.

 

غرف الأخبار العربية

مع الأسف، لا يغطي تقرير "رويترز" الشامل الوضع في البلدان العربية، ولكنه يرصد أحوال الصناعة من العاملين بها؛ فيقول إنه رغم اختلاف الأرقام والنسب إلا أن الاتجاه نفسه يحدث بالفعل في الأسواق العربية مع عزوف أكبر عن شراء المنتجات الإعلامية المطبوعة، وتراجع عائدات الإعلانات بشكلها التقليدي مع عدم قدرة الإعلانات الرقمية على تغطية الفجوة المالية.

يرى الخبراء أن صناعة الإعلام أطلقت على نفسها رصاصة قاتلة مع بداية ظهور شبكة الإنترنت عندما وفرت محتواها الإعلامي مجانا؛ الأمر الذي حرمها من عوائد الاشتراكات، وأدى إلى خروج العديد من المؤسسات الإعلامية من السوق تماما في السنوات اللاحقة، وبينما عدلت الكثير من المؤسسات هذا الأمر مؤخرا، وأتاحت المحتوى مقابل اشتراكات مالية، ظلت الغالبية الساحقة من المؤسسات الإعلامية العربية "متشبثة" بمجانية المحتوى، وظلت فكرة الاشتراك من الأفكار التي لم تتحول لواقع إلا من خلال تجارب محدودة للغاية ربما يكون من أبرزها مجموعة "مجرة" بالإمارات التي تقدم محتوى متخصصا في الاقتصاد وعلوم الإدارة والعلوم العامة مقابل اشتراك مالي.

الحل الأسهل الذي اتجه إليه الإعلام العربي في البداية جاء من خلال الإعلانات الرقمية المبرمجة Programmatic advertising وهي وسيلة سهلة لتحقيق الدخل من خلال توفير المساحات الإعلانية على المواقع الإلكترونية والتعاقد مع إحدى شركات تزويد الإعلانات والتي كانت "غوغل" هي المهيمنة عليها بشكل كبير، لتمنح لها الإعلانات تبعا للمنطقة الجغرافية وطلبات المعلن.

هذا النموذج الذي كان الأصل بالنسبة لوسائل الإعلام تعرض لضربة عنيفة للغاية في السنوات القليلة الماضية مع إصدار الاتحاد الأوروبي اللائحة العامة لحماية البيانات GDPR التي تشدد عملية تتبع سلوك المستخدم حفاظا على خصوصيته، وهي الوسيلة الأساسية التي كانت تمكّن المواقع من استهداف المستخدم بالإعلانات المختلفة. كما قامت شركة "أبل" بمنع تتبع المستهلكين عبر التطبيقات التي توفرها على متجرها الإلكتروني؛ الأمر الذي أثر كذلك على عوائد الإعلانات الرقمية.

 

الأخلاقيات المهنية

في إطار البحث عن وسائل رقمية لتحقيق الدخل للمؤسسات الإعلامية اتجهت بعض المؤسسات لما يسمى بالإعلانات الطبيعية Native Ads وهي مواد إعلانية تظهر على المواقع كجزء من محتواها التحريري وبنفس الشكل البصري؛ وبالتالي تحظى بنسبة أكبر من المشاهدة والوصول للقارئ. وعلى الرغم من إمكانية تحقيق المزيد من العوائد عبر هذه الطريقة، إلا أنها تحتاج إلى المعالجة بعناية شديدة من ناحية الأخلاقيات المهنية؛ أولا بعدم الإعلان عن أي منتجات أو خدمات غير موثوقة، وثانيا بضرورة الإشارة إلى أن المحتوى إعلاني وليس تحريريا. وبينما تشترط بعض الدول هذا الإجراء بحكم القانون فإن البعض الآخر يجب عليه أن يخضع هذه العملية لميثاق الشرف المهني.

تأثيرات مثل هذه النماذج يعبر عنه بوضوح التغير الذي تشهده غرف الأخبار، وتنوع المحتوى الرقمي، واختلاف البنية الهرمية التقليدية في تسلسل عمليات النشر، ألقى بالمزيد من الأعباء على مسؤولي التحرير في الحفاظ على القيم الصحفية الأصلية بالإضافة للتعامل مع التحديات الجديدة التي ظهرت مع الإعلام الرقمي؛ مثل التأكيد على التحقق من المعلومات من مصادرها الأصلية، والموضوعية في تناول جميع القضايا، وعدم الاقتباس دون مصدر، وعدم انتحال الأفكار، وبكل تأكيد نزاهة العمل الصحفي.

 

 

يرى الخبراء أن صناعة الإعلام أطلقت على نفسها رصاصة قاتلة مع بداية ظهور شبكة الإنترنت عندما وفرت محتواها الإعلامي مجانا.

 

 

حلول بديلة للإيرادات

بينما يظل تقديم المحتوى مقابل اشتراك مالي هو الحل الأمثل لأي وسيلة إعلامية كمصدر أساسي مستدام للدخل، إلا أن غياب هذا الحل يستلزم البحث عن البدائل لتحقيق الإيرادات والاستمرار في تقديم الخدمات الإعلامية للمؤسسة، وضمان الاستقلالية التحريرية والتحرر من الإعلانات ومن باقي الضغوط.

في السنوات الأخيرة استخدمت بعض غرف الأخبار العديد من الوسائل التي اعتمدت في غالبيتها على منصات شبكات التواصل الاجتماعي، أو حتى تقديم خدمات تتجاوز العمل الإعلامي التقليدي، ومن أبرز هذه الأفكار:

·      التوسع في محتوى الفيديو: يعتبر محتوى الفيديو من أكثر أشكال المحتوى استهلاكا عبر الإنترنت خاصة بين أجيال الشباب، ومع وجود إمكانية إنتاجه عبر الإنترنت حتى في غرف الأخبار التقليدية، بدأت المؤسسات بالتوسع في إنتاج أنواع مختلفة من الفيديو، والنموذج الأكثر انتشارا هو إنشاء قناة على منصة "يوتيوب" لجمع محتوى الوسيلة الإعلامية، ومن خلال القدرة على الانتشار الواسع وجذب الجمهور المنتمي للعلامة التجارية فإن الإعلانات تبدأ في الظهور مع الفيديوهات حيث يتم اقتسام العوائد بين منصة النشر والوسيلة الإعلامية.

·      النشرة الإخبارية Newsletters: تعدّ النشرات الإخبارية التي يتلقاها المستخدم عبر بريده الإلكتروني من أهم عناصر التواصل مع الجمهور حاليا، ومن خلال تقديم خدمات متخصصة تستهدف قطاعات معينة يمكن أن تصبح هذه الوسيلة من أكثر الوسائل فعالية في تحقيق الإيرادات التي تأتي غالبا من التعاقد مع رعاة للنشرة حسب نوعية المحتوى المقدم، ويمكن الإشارة هنا إلى نشرة "إنتربرايز" المصرية المتخصصة في الاقتصاد والتي تعدّ حاليا من أشهر مقدمي المحتوى الاقتصادي معتمدة بالأساس على نشرة تصل للمشتركين عبر بريدهم الإلكتروني.

·      البث المباشر: ربما تكون أحدث وسيلة لتقديم الخدمات الإعلامية في العصر الرقمي وتحقيق الإيرادات حاليا؛ فمع سهولة عرض الأحداث مباشرة من خلال أدوات منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، واقتسام عوائد الإعلانات مع المنصة، اتجهت العديد من وسائل الإعلام لتقديم خدمات البث المباشر المتنوعة التي تغطي قطاعا واسعا من الموضوعات والمناطق الجغرافية؛ ولذا فهي تحظى بمعدلات مشاهدة واسعة وبالتالي؛ قدرة على توفير إيرادات جيدة لوسائل الإعلام، ولكن مرة أخرى، فإن هذه الأداة تحتاج إلى الكثير من الحرص في الاستخدام، حيث إنها تُستَخدم في كثير من الأحيان بما يتجاوز الخطوط التحريرية التقليدية والمعايير الأخلاقية بحثا عن المزيد من إثارة اهتمام الجمهور، وهو الأمر الذي يؤثر على المدى البعيد في سمعة المؤسسة الإعلامية واسمها حتى لو حققت لها دخلا سريعا.

بطبيعة الحال هناك الكثير من الأفكار الأخرى التي يمكن أن تساهم جميعها في تقديم مصدر دخل ثابت للمؤسسات الإعلامية خاصة الرقمية الناشئة لمساعدتها على الاستمرار في أداء رسالتها في عالم تتغير فيه اهتمامات الجمهور بشكل سريع، كما تتغير خوارزميات شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أسرع.

وفي النهاية، يمكن القول إن الاستقلال الكامل للقرار التحريري يرتبط ارتباطا مباشرا بالعائدات القادمة من المستخدم مباشرة، حيث يتخلص وقتها فريق التحرير من أي ضغوط خارجية ترتبط بالإعلان أو غيره من موارد الإيرادات، وربما يمكن القول، أيضا، إن النموذج الأبرز عالميا في هذا الإطار هو صحيفة "نيويورك تايمز" التي بدأت منذ 2010 مشروعا للتطوير الرقمي اعتمد على فكرة الدفع مقابل المحتوى، وبعد عشر سنوات أعلنت أن الاشتراكات الرقمية تجاوزت مصادر الدخل الأخرى، ووصلت إلى نحو 70% من إجمالي دخل المؤسسة، وبعبارة أخرى أصبح القارئ هو الممول الأول للمؤسسة؛ ما يعني استقلالاً غير مسبوق للقرار التحريري.

 

 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023