صحافة "الباراشوت" ومعضلة الصحفي الأجنبي

حين غمرت الأمطار الموسمية الغزيرة باكستان في يوليو\تموز الماضي، بالتزامن مع ارتفاع منسوب التوتر بين رئيس الوزراء المعزول عمران خان والحكومة الائتلافية الجديدة، قررت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بعث مراسلتها من جنوب أفريقيا، بومزا فيهلاني، لتغطية الأحداث الجارية هناك.

وفي 30 يوليو/تموز من هذا العام وبعد وصولها إلى باكستان، كتبت فيهلاني تغريدة على حسابها في تويتر جاء فيها ما يلي:

"أنا متحمسة للإعلان أني في جنوب آسيا للعمل مراسلة للبي بي سي من باكستان لمدة شهر. أتطلع إلى الانغماس في هذه التجربة وتعلم ما أمكن من زملائي، ومن الناس هنا، وهم العنصر الأهم في أية قصّة. فلنتواصل".

لدى بومزا فيهلاني خبرة واسعة في تغطية النزاعات وشؤون التنمية والاقتصاد الاجتماعي والقضايا الإنسانية في أفريقيا، ونقلها للجمهور المحلي أو العالمي. كما اكتسبت فيهلاني خبرة خاصة فيما يتعلق بالواقع السياسي في جنوب أفريقيا، إضافة إلى معرفتها بالفرص والعوائق على مستوى المنطقة، مع اهتمام بتدريب وتوجيه الصحفيين الناشئين بشأن القارة الأفريقية والتعاون معهم في المنصات الرقمية ووسائل الإعلام المطبوعة والمرئية على السواء. هذه التوليفة من الخبرات والاهتمامات قد تجعل منها الخيار المثالي لتغطية بلد يعاني من الفيضانات والاحتقان السياسي مثل باكستان، أليس كذلك؟

في المقابل، ألا يبدو الأمر غريبًا ومخالفًا للمألوف؟ أن يكون لدينا صوت أفريقي (بدلًا من صوت أبيض هذه المرة) لينقل قصة من داخل باكستان على منصة شبكة عالمية وعلى مدى شهر كامل؟

جميعنا يعلم الآن - بعد الجريمة المأساوية التي راح ضحيتها جورج فلويد والظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19- أنّ البي بي سي وغيرها من المؤسسات الإعلامية اتخذت خطوات للاهتمام بالتنوع والشمول والتأكيد على ذلك كلما سنحت الفرصة؛ بهدف زيادة ظهور السود في التغطية الإعلامية، غير أنه لا جدوى في اتباع مقاربة واحدة وتوقّع أن تكون ملائمة لجميع السياقات. هذا أمر معيب، ويخفق في تقدير الهوية المتنوعة لباكستان.

وأنا كصحفية باكستانية أعيش في المهجر في المملكة المتحدة، أشعر بإهانة في ذلك؛ لأني أعتقد أن لكل بلد خصوصيته.

في تقرير ينتقد التصنيفات الاعتباطية للبشر واختزالها، مثل تصنيف "BAME" (الذي يجمع السود والآسيويين والأقليات العرقية)، قالت جون ساربونغ، وهي مسؤولة التنوع الإبداعي في بي بي سي: "حين تخفق في تقدير الاختلاف بين تجارب الناس المعيشة وتاريخهم، فإن الناس بالمحصّلة لن يشعروا أن لهم اعتبارًا حقيقيًا".

 

يخفق الإعلام السائد في تمثيل الواقع في سياقات تغطية الكوارث والأزمات إلى حدّ التسبب بموجة إضافية من الكوارث في بعض الأحيان. 

 

 

2
 لا يمكن لأي صحفي مهما كانت خبرته كبيرة أن يفهم الثقافة والجغرافيا في شهر واحد (فيسبوك).

 

يشتمل هذا التقرير الذي يشرّح المعنى المعقّد في مصطلح "BAME" على تذكير بأهمّية الحذر من الركون إلى تصنيفات تجميعية تتكئ على التنميط، وتأكيد على ضرورة تقدير الفروقات الثقافية بين المجموعات المتباينة عرقيًا على الصعيد التاريخي والثقافي والاجتماعي. ومع ذلك، فإن البي بي سي نفسها في هذه الحالة قد وقعت في الفخّ الذي حذّرت منه.

أليس من الواضح الفرق بين باكستان وأفريقيا وأن كلًا منهما تواجه تحديات وصراعات فريدة ضمن سياق ثقافتين مختلفتين تحتكم كل منهما إلى قيم خاصة؟ هل يمكن مثلًا أن نتخيل الاستعانة بصحفي باكستاني لتغطية أحداث في جوهانسبرغ أو مدينة أخرى في جنوب أفريقيا؟ فلنتخيل مثلًا صحفيًا لا يعرف السواحيلية أو اليوربا ويضطر أن يستعين حصرًا بالمترجمين كي يتمكّن من نقل قصّة أفريقية لصالح البي بي سي، ألن يؤدّي ذلك إلى قدر لا حصر له من الإرباك؟

ثمة وفرة في الصحفيين الباكستانيين المحليين، ممن يمتلكون الكفاءة المهنية العالية ويتقنون اللغة الإنجليزية، هذا عدا عن الصحفيين البريطانيين من أصول باكستانية والمختصين بشؤون منطقة جنوب آسيا، والذي لديهم فهم أعمق بكثير بشأن ما يجري فيها، مقارنة مع شخص تنحصر خبرته في تغطية القارة الأفريقية. كما أن الاستعانة في هذه الحالة بصحفي غير محلي، سيعني تهميش عمل الصحفي الباكستاني أو الجنوب آسيوي الذي قد تعاون سابقًا مع البي بي سي، ووضعه في مرتبة ثانوية.

لقد أقدمت البي بي سي على مخاطرة جليّة حين قررت الاستعانة بصوت أفريقي للحديث عن الباكستانيين بلا تقدير للتعقيد والاختلافات على المستوى المحلي. وليست المشكلة هنا في كون الصوت أفريقيًا، بل في أنه صوت لا يمتلك أية خبرة فيما يخصّ باكستان.

كما أن شهرًا واحدًا ليس بالمدّة الكافية لفهم المكان وتقديم صورة عنه عبر منصّة عالمية، فهذا مطلبٌ جسيم، عدا عن كونه في موضع شكّ على مستوى الصواب الصحفي. إذ كثيرًا ما يشار إلى هذا النوع من التكليفات الصحفية بعبارة "صحافة الباراشوت" أو "صحافة الهيلوكوبتر"، وهو ما يحصل حين يلج صحفي غريب بلدًا ما لفترة محدودة من الوقت لتغطية كارثة أو نزاع ما، دون أن تكون لديه خلفيّة كافية عنه. أمّا النتيجة هنا على الأرجح فستكون تقديم سردية عن الباكستانيين لا تخلو من التضليل، وعلى نحو قد يعمّق الشروخ في المجتمع نفسه، ويرسّخ التصورات المسبقة والمغلوطة لدى فئة أوسع من الجمهور.

ولعل التعريف الأفضل لصحافة "الباراشوت" هو ما جاء على لسان الصحفي الأمريكي جيم ووتين (Jim Wooten) من شبكة "إيه بي سي" الإخبارية، حيث وصفها بأنها "مهمات مفاجئة لفترة قصيرة يجد بها الصحفي نفسه في خضمّ أزمة ما دون أن يكون لديه الفسحة الكافية للتفكّر". أمّا الناقد الإعلامي الأمريكي داني شيختر (Danny Schechter)، فيصف صحافة "الباراشوت" بأنها "تغطية صحفية "من الخارج"، لا سبيل لمن يؤديها للوصول إلى المصادر في الدولة التي كُلّف بتغطيتها، كما أنه لا يتحدث لغة أهلها، ولا يقدم التفسير الكافي حول ما يجري فيها. إنها أشبه ما تكون بسفر الصحفي الأجنبي إلى منطقة نزاع وقت الظهيرة فيحصل على معظم معلوماته من سائق التاكسي".

حين نقيّم هذا الطرز من العمل الصحفي، فإننا سنجد أنفسنا إزاء أسئلة حرجة بشأن مصداقية القصص التي نقلتها البي بي سي بشأن الفيضانات في باكستان، وذلك نظرًا لمحدودية قدرة المراسل على الوصول إلى المصادر المحلية والحديث معها، وعدم فهمه للطبيعة المحلية واللغة والسياق الذي تقع فيه الكارثة.

ثمة جانب إضافي في هذه الحالة تتعلق بصورة الأفريقي في الإعلام الغربي، والمرتبطة عادة بالأزمات والكوارث والتاريخي الاستعماري، وعن أثر الصوت الأفريقي في طريقة تلقي المعلومات بشأن باكستان وكيفية تفسيرها. كما أنّ لديّ فضولًا بشأن التصورات التي يمكن لأفريقي أن يحوزها بشأن باكستان، وما إذا كانت متسقة مع الصور النمطية السائدة بشكل ممنهج، والتي لا تعدو عن تصوير باكستان بأنها منطقة كوارث دائمة. ولعله تجدر الإشارة هنا إلى أن الكثير من القصص الصحفية التي نقرأها في الإعلام الغربي اليوم تكون قد حبكت حتى قبل وصول المراسل إلى مكان الحدث، وهذا ما قد يحصل حتى مع أكثر الصحفيين حرصًا ومسؤولية، إذ لا يخلو أحد من تساؤلات مسبقة وبعض الإجابات عنها.

 

3
 الكثير من القصص الصحفية التي نقرؤها في الإعلام الغربي اليوم تكون قد حبكت حتى قبل وصول المراسل إلى مكان الحدث (غيتي).

 

معظم التقارير التي قدمتها فيهلاني اشتملت على وصف باكستان ومن فيها باليأس والعوز والجوع، والحرمان من الأساسيات، ضمن ظروف جعلت توزيع المساعدات أمرًا مستحيلًا. أحد التقارير التي ظهرت على شاشة البي بي سي حول الفيضانات في باكستان بعنوان "الوقت ينفد أمام العائلات في السند"، ورد فيه أن "إيصال المساعدات إلى هذا المكان سيكون مهمّة هائلة".

ورغم أن ما يتضمنّه التقرير غير بعيدٍ تمامًا عن الصحّة إلى حدّ ما، إلا أنه يسقط الإشارة إلى وجود مناشدات دولية لتقديم الإغاثة لباكستان، ومشاركة مئات المنظمات والأفراد من دول مختلفة في هذه الجهود. فلم لا يتم تسليط المزيد من الضوء على الإغاثة التي أحدثت بعض الأثر الإيجابي في المناطق المتضررة من الفيضانات في باكستان، على اعتبار أن ذلك يمنح الأمل بوصول المزيد من المساعدات إلى مناطق أخرى؟

 

 

أليس من الواضح الفرق بين باكستان وأفريقيا وأن كلًا منهما تواجه تحديات وصراعات فريدة ضمن سياق ثقافتين مختلفتين تحتكم كل منهما إلى قيم خاصة؟  

 

 

على جهة أخرى، لعلها أكثر أهمّية، لم لا تقدّم التقارير صورة عمّا كانت عليه تلك المناطق قبل أن تغمرها الفيضانات وتلحق بها الدمار؟ فلا شكّ أنه ليس جميع الضحايا هناك قد ولدوا في أحياء فقر معدمة وبائسة، كما أن بعض المناطق كانت وجهات سياحية معروفة. ربما كان يجدر بفيهلاني إلى جانب تغطية بؤر الكارثة في باكستان أن تلفت النظر إلى بعض الحقائق عن هذه الدولة التي تتمتع بسلسلة جبال من بين الأطول في العالم، ومواقع فريدة لعشاق التزلّج، وأودية خصبة رائعة، وتاريخ ثقافي ثري. لقد كان بالوسع كذلك الإشارة إلى أن باكستان هي رابع أكبر منتج للقطن في العالم، وأن الفيضانات قد ألحقت ضررًا واسعًا بإمكانات تصدير هذا المنتج الذي يشكّل جزءًا مهمًا من اقتصاد البلاد. هذه جميعها جوانب كانت كفيلة لو توفّرت بتقديم تغطية أكثر توازنًا، إذ لا يمكن اختزال بلاد بأكملها بمجرّد كارثة.

توضح الكاتبة والمؤرخة والناشطة ريبيكا سولنيت، عبر مجموعة مقالات في كتابها (Encyclopedia of Trouble and Spaciousness) كيف أن وسائل الإعلام السائدة تشوه تمثيل الواقع في حالات الأزمات والكوارث، إلى حدّ التسبب بكوارث من نوع آخر. وللتدليل على ذلك تذكر مثالًا من صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، حين نشرت سلسلة من الصور اشتمل وصف عدد منها على كلمة "نهب"، لوصف ما حصل عقب الزلزال الذي ضرب هايتي عام 2010. تقول إحدى الجمل الشارحة أسفل الصور: "رجل شرطة هايتي يضبط رجلًا يحمل كيسًا من الحليب بعد الاشتباه بمشاركته في أعمال نهب". تتساءل سولنيت هنا عمّا إذا كان الرجل بكيس الحليب مجرمًا حقًا؟ ألا يحتمل مثلًا أنه قد جلبه لإطعام أطفال له بين الركام؟ ما الذي يمكن لأيّ منا أن يفعل لو تعرضت مدينته للدمار بفعل كارثة طبيعية، وضاع كلّ ماله وواجه بكاء أطفاله الجائعين؟

ثمّة تحيّز كامن حتى في تغطية الكوارث والنزاعات، يعكس أحيانًا تلك الشُقّة البعيدة بين مقرّ الشبكة الإعلامية، مثل البي بي سي، والمكان الذي ينتمي إليه صحفيوها، وبين الدول حيث تقع مثل هذه الكوارث.

في مقال مطوّل، يكاد يكون بحجم كتاب، بعنوان "الالتفات إلى آلام الآخرين"، تقول الكاتبة الأمريكية سوزان سونتاغ: "إن شهود مصائب تقع للآخرين في دولة أخرى، هي تجربة حديثة بامتياز، تمثّل تراكم ما قدمه على مدى قرن ونصف أولئك السياح المحترفون المتخصصون، المعروفون باسم الصحفيين".

ليس يعني هذا أبدًا أن الصحفي الأفريقي أو غير المحلي مجرّد سائح لا يسعه تقديم تقارير صحفية من مناطق أجنبية عنه. فثمة صحفيون أجانب يقومون بواجبهم على أتمّ وجه، ويتجنّبون التسرّع قبل تشكيل فهم شبه متكامل حول المكان الذي أرسلوا إليه. أذكر مثلًا المراسلة كريستينا لام، إحدى أبرز المراسلات في بريطانيا، والتي عملت مع الصنداي تايمز، وما تزال تعمل مراسلة في دول مثل باكستان وأفغانستان وجنوب أفريقيا. تعدّ لام بحقّ مثالًا نموذجيًا عن إمكان ولوج المراسل الأجنبي إلى مجتمعات غير مألوفة له والبقاء بها لفترات زمنيّة مطوّلة، تتيح له اكتساب الثقة وتشكيل تصورات أكثر دقة وتقديمها على نحو أكثر نقديّة، حتى يصبح مراسلًا ذا اعتبار حقيقيّ حول القضايا والتطوّرات التي يتناولها.

في لقاء عقده المجلس الثقافي البريطاني معها، تحدثت كريستينا لام عن المهارات والسمات التي يلزم توفرها لدى المراسل الأجنبي، وقالت: "الفضول هو السمة الأهم لدى المراسل الأجنبي، بالإضافة إلى امتلاك العزيمة والإصرار على الوصول إلى مكان معيّن، وهو مكان عادة ما لا يكون مرغوبًا أن يتواجد فيه. من المهمّ كذلك امتلاك المقدرة على الإصغاء".

وتضيف لام: "لا أعتقد أن الصحفي موضوعي، وذلك لأنّ كلًا منّا ينظر إلى الأمور بعدسة تختلف عن الأخرى بحسب المكان الذي ولدنا فيه والطريقة التي نشأنا عليها. أما السبيل لتجاوز ذلك فيكون عبر الحديث إلى أكبر عدد ممكن من الناس في نقطة عملك كمراسل؛ كي تتمكّن من فهم الأوضاع التي يعيشونها. إن المراسل الجيد يراقب أدق التفاصيل لينقل المشهد ويقرّبه للآخرين".

كما تولي لام اللغة أهميّة خاصة، وتقول: "أعمل مع المترجمين والمنسقين في بعض المناطق، لكن لا غنى عن تعلم بعض الكلمات من اللغات المحلية؛ لأن ذلك يحدث فرقًا كبيرًا، وهذا ما يجب عليه القيام به حين تكون في بلد آخر". 

 هنا يطرأ السؤال حول الفترة التي يجب على المراسل الأجنبي أن يقضيها في بلد ما قبل أن يكون جاهزًا بحقّ لإعداد التقارير ونقلها عبر وسائل إعلام عالمية.

 

4
لقد أقدمت البي بي سي على مخاطرة جليّة حين قررت الاستعانة بصوت أفريقي للحديث عن الباكستانيين بلا تقدير للتعقيد والاختلافات على المستوى المحلي (غيتي).

 

في دراسة بعنوان: "تكوين المراسل الأجنبي يبدأ من بلده: ممارسات متغيرة عبر معارف الشتات"، صدرت عام 2021 ونشرت في مجلة "The Journalism Practice Journal" الصادرة عن دار "تايلور أند فرانسيس"، يشير الباحثان كريسانتي غيوتيس وكريستوفر هول، إلى المقاربات الجديدة الضرورية لتكوين المراسلين الأجانب وتجهيزهم قبل إرسالهم في مهام خارجية. ولهذا الهدف تم تطوير تقنية بحثية صحفية جديدة، أطلق عليها اسم "مقابلة الانعكاس الإطاري" (Frame Reflection Interview)، والتي تمكّن المراسل من اكتساب فهم معمق حول السياقات الاجتماعية في الدولة التي يرغب بتغطيتها (الدولة الهدف)، خلال فترة قصيرة من الزمن. وتقدم الدراسة خلاصة نتائج تحقيق تجريبي بالاعتماد على هذه الطريقة، قام بها صحفي أسترالي قبل سفره للعمل مراسلًا من جاكارتا بالتواصل مع أفراد من الجالية الأندونيسية في سيدني وقضاء بعض الوقت بينهم.

 

ربما كان يجدر بفيهلاني إلى جانب تغطية بؤر الكارثة في باكستان أن تلفت النظر إلى بعض الحقائق عن هذه الدولة التي تتمتع بسلسلة جبال من بين الأطول في العالم، ومواقع فريدة لعشاق التزلّج، وتاريخ ثقافي ثري.

 

ثمة حاجة ملحّة من أجل تقليص التحيّز المتكرّر في وسائل الإعلام، كما أن العمل الصحفي الفعال يتطلب الحرص على نقل تمثيلات دقيقة عبر إستراتيجية محكمة طويلة المدى. ولا بدّ لتحقيق ذلك من التعاون مع المراسلين المحليين أو المغتربين، ومنحهم الفرصة إلى جانب الصحفيين الأجانب وغير المحليين، وذلك لكي يتسنى لهم نقل قصصهم. إن نموذج صحافة "الباراشوت" لا يخلو من التحيّز الممنهج عند تغطية الكوارث، وهذا قد يعود بأثر سلبي على الانطباعات المتشكّلة حول منطقة ما وأهلها، هذا عدا عمّا يمكن أن يتسبب به ذلك في تقليص فرص تدفق المساعدات إلى من يحتاج إليها. 

 

"إن شهود مصائب تقع للآخرين في دولة أخرى، هي تجربة حديثة بامتياز، تمثّل تراكم ما قدمه على مدى قرن ونصف أولئك السياح المحترفون المتخصصون، المعروفون باسم الصحفيين". 

المزيد من المقالات

دراسات الجمهور الإعلامي العربي ومأزق المقاربة السوسيولوجيّة

قد تسعف القراءة السوسيولوجية لمفهوم الجمهور في وسائل الإعلام في فهم العلاقة بين الصحافة والجمهور، بعدما سيطرت المقاربة الرقمية الإحصائية على الدراسات الخاصة في هذا الموضوع. 

وفاء أبو شقرا نشرت في: 31 مايو, 2023
السلبية والغضب والانتشار.. هل هي معايير كافية لتقييم المحتوى الصحفي؟

من هو حارس البوابة في الصحافة؟ الجمهور أم غرف الأخبار؟ ما الذي يمنح القيمة الصحفية لحدث ما؟ قوة الانتشار أم قوة التأثير؟ كيف توجِه الأرقام والمنصات الرقمية العمل الصحفي؟ وهل على الصحفيين الاستسلام لسياسات المنصات الرقمية؟ أسئلة تشكل أساس هذه الورقة حول معايير تقييم المحتوى الصحفي والتغيرات التي طرأت عليها.

محمد الشاذلي نشرت في: 21 مايو, 2023
عمل المراسل الصحفي هو أن يسأل الناس، لا أن يملي عليهم

هل على المراسل الصحفي أن يعبر عن قناعاته السياسية وينخرط في الصراع الانتخابي؟ تظهر التغطية الصحفية للانتخابات التركية انتهاكات للمعايير المهنية والأخلاقية تضرب في العمق مبدأ الحياد.

إيليا توبر نشرت في: 14 مايو, 2023
الصحفي والسلطة.. وجها لوجه

تلجأ السلطة إلى أساليب مختلفة لإخضاع الصحفي وتطويعه، باستنزاف قضائيا، وتعقب حياته الخاصة، وتنمية الإحساس بالرقابة الذاتية… باختصار، يجب أن "تجعله يعاني" كما قال جورج أورويل. 

منتصر مرعي نشرت في: 3 مايو, 2023
تشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي والأخبار

نشرت كولومبيا جورناليزم ريفيو مقالا عن النقاش الدائر اليوم عن استخدامات الذكاء الاصطناعي وحدود استعماله في مجال الصحافة ومخاطره على الملكية الفكرية ونشر الأخبار الزائفة.

ماثيو إنغرام نشرت في: 30 أبريل, 2023
علمتني تغطية مونديال قطر "التحقق  حتى من رواية أمي"!!

قبل بداية مونديال قطر 2022، قادت الصحافة الغربية حملة غير مسبوقة على دولة قطر، لكن النزول إلى الميدان جعل مؤسسات كبرى تراجع تغطياتها. الصحفي المكسيكي نوا زافاليتا الذي، بسبب تلك التغطية، كان يتوقع "جلده في الساحة العامة" يسرد كيف إن تجربته في قطر بينت له تهافت الصحافة الغربية.

نوا زافاليتا نشرت في: 10 أبريل, 2023
"ميتافيرس".. الصحافة تكتشف "هذا الشيء الجديد اللامع" 

مع كل تقنية جديدة تُطرح في وادي السيليكون، تدخل الصحافة في فرط من الحماسة لاستكشاف إمكانية استغلال هذه التقنية في قصصها الصحفية، دون استراتيجية واضحة تضمن الحفاظ على قيم الصحافة الجوهرية وتنظر لخدمة الجمهور كمعيار أساسي. والحماس تجاه تقنية "ميتافيرس" المرتقبة ليس استثناءً، فهل من مكان للصحافة هناك؟ وما الدروس التي يمكننا تعلمها من التجارب السابقة؟

محمد خمايسة نشرت في: 2 أبريل, 2023
مونديال قطر 2022.. هل أخفق الإعلام العربي؟

كانت فرصة تنظيم مونديال قطر مثالية للإعلام العربي لتقديم سردية تناقض مبادئ الاستشراق، لكنه فضل أن يكتفي فقط بنقل الخبر بلغة أقل ما يمكن أن توصف به بأنها "شاعرية وغنائية".   

حياة الحريري نشرت في: 28 مارس, 2023
"أساطير" حول الصحافة الرقمية

كثيرة هي الفرضيات التي تحاول تفسير الظواهر الجديدة المحيطة بتطور ظروف وبيئة الأخبار في الفضاء الرقمي، لكن بعض هذه الفرضيات باتت تترسّخ بين أوساط الصحفيين كأنها حقائق مُسلّمة رغم ضعف حجّتها، وأصبحت تؤثر في عادات الصحفيين عند إنتاج المحتوى الرقمي. 

أحمد أبو حمد نشرت في: 27 مارس, 2023
الإعلام وقضايا الطفولة... انتهاكات أخلاقية ومهنية مع سبق الإصرار

تثير التغطية الصحفية لقضايا الطفولة أسئلة مهنية وأخلاقية في مقدمتها انتهاك مبادئ مواثيق الشرف. في الأردن، ركزت الكثير من وسائل الإعلام على الإثارة دون حماية حقوق الأطفال المحمية بقوانين دولية، بل إنها تخلت عن دورها الرقابي في متابعة النقاش حول قصور المنظومة التشريعية الضامنة لكرامتهم.

نهلا المومني نشرت في: 27 مارس, 2023
هل تراجعت قيم الصحافة في العصر الرقمي؟

أحدثت المنصات الرقمية ما يشبه القطيعة مع الصحافة التقليدية، وبالتزامن مع "عولمة" المعلومات، أصبح التأثير أكثر من أي وقت مضى. بيد أن أسئلة كثيرة تطرح عن تراجع قيم الصحافة الثابتة المتمثلة في ممارسة الرقابة ومساءلة السلطة وتنوير الرأي العام.

إسماعيل عزام نشرت في: 26 مارس, 2023
نقاش حول آفاق محتوى الحوار في البودكاست العربي

تقول الإحصائيات إنه من بين 10 مواطنين ثمة 3 منهم ينصتون للبودكاست في العالم العربي، وهذا رقم دال يؤشر على التطور الكبير الذي عرفه في السنوات الماضية. لكن أسئلة السرد والاستقصاء والحوار والبحث عن المواضيع الجذابة والملفتة ما تزال مطروحة بقوة.

سمية اليعقوبي نشرت في: 20 مارس, 2023
النموذج الاقتصادي للمنصات الرقمية.. طوق نجاة لقيم الصحافة

لا تستطيع الصحافة الرقمية أن تحافظ على قيمها المتمثلة بالأساس في البحث عن الحقيقة بعيدا عن أي ضغط تحريري دون الاعتماد على نموذج اقتصادي يستلهم التجربة الغربية للقراءة مقابل الاشتراك.

إيهاب الزلاقي نشرت في: 16 مارس, 2023
أي قيمة للخبر في العصر الرقمي؟

ما الذي يمنح القيمة لخبر ما في العصر الرقمي؟ هل تفاعل الجمهور، أم الترند أم استحضار مبادئ مهنة الصحافة؟ لقد اتسعت دائرة الضغوط لتشمل الخوارزميات والجمهور، وفي ظل سيادة قيم "الأكثر تفاعلا" و"الأكثر مشاهدة" تواجه الصحافة تحديات كبيرة في العصر الرقمي.

محمد خمايسة نشرت في: 14 مارس, 2023
الأرقام.. العدو الجديد للصحافة 

ماهو المعيار الذي يحكم تقييم جودة المحتوى في العصر الرقمي: الأرقام أم حجم التأثير، قيمة الأعمال الصحفية أم حجم الانتشار؟ وكيف تحافظ المؤسسات الصحفية على التوازن بين تفضيلات الجمهور وبين ممارسة دورها الأساسي في البحث عن الحقيقة. 

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 12 مارس, 2023
هل يمكن لـ ChatGPT أن يساعدك في عملك الصحفي؟ 

رغم ظهوره منذ فترة قصيرة فقط، أحدث روبوت الدردشة chatGPT جدلاً كبيراً بين الأوساط المهنية حول إمكانية استخدامه لإنجاز المهمات اليومية، فما هي فرص استخدامه في العمل الصحفي، وما هي المشاكل الأخلاقية التي قد تواجهك كصحفي في حال قررت استخدامه؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 8 مارس, 2023
أساليب الحذف والاختصار، وأدوات البلاغة الصحفية

كيف تسرد قصو صحفية دون استعراض لغوي؟ ماهي المعايير اللغوية والجمالية للبلاغة الصحفية؟ ولماذا يركز بعض الصحفيين على الزخرفة اللغوية بعيدا عن دور الصحافة الحيوي: الإخبار؟ هذه أجوبة عارف حجاوي متأتية من تجربة طويلة في غرف الأخبار.

عارف حجاوي نشرت في: 31 يناير, 2023
"يحيا سعادة الرئيس"

لا تتحدث عن الاستعباد، أنت فتان، لا تثر الشرائحية، أنت عميل، لا تتحدث عن تكافؤ الفرص، سيحجب عنك الإعلان! هي جزء من قصص هذا البلد، يتدخل فيه الرئيس بشكل شخصي ليحدد لائحة الخطوط الحمراء بتوظيف مسؤولين عن الإعلام للحجر على الصحفيين المستقلين.

عبد الله العبد الله نشرت في: 24 يناير, 2023
 السّرد الصّحفيّ وصناعة اللّغة الجديدة

كيف يمكن للصحفي أن يستفيد من تقنيات الأدب في كتابة قصة جيدة؟ وأين تلتقي الصحافة والرواية وأين ينفصلان؟  الروائي العراقي أحمد سعداوي، الحاصل على جائزة البوكر للرواية العربية يسرد كيف أثرى الأدب تجربته الصحفية.

أحمد سعداوي نشرت في: 23 يناير, 2023
  عن ثقافة الصورة وغيابها في النشرات الإخبارية

جاء الجيل الأول المؤسس للقنوات التلفزيونية من الصحافة المكتوبة محافظاً على قاعدة "النص هو الأساس" في غياب تام لثقافة الصورة. لكن مع ظهور أجيال التحول الرقمي، برزت معضلة أخرى تتعلق بالتدريب والمهارات والقدرة على مزج النص بالصورة.

زينب خليل نشرت في: 22 يناير, 2023
بي بي سي حين خذلتنا مرتين!

في نهاية هذا الشهر، ستسدل إذاعة بي بي سي عربية الستار على عقود من التأثير في العالم العربي. لقد عايش جزء من الجمهور أحداثا سياسية واجتماعية مفصلية كبرى بصوت صحفييها، لكنها اليوم تقول إنها ستتحول إلى المنصات الرقمية.. هذه قراءة في "الخطايا العشر" للإذاعة اللندنية.

أمجد شلتوني نشرت في: 17 يناير, 2023
الإعلام في لبنان بين الارتهان السياسي وسلطة رأس المال

باستثناء تجارب قليلة جدا، تخلى الإعلام في لبنان عن دوره الأساسي في مراقبة السلطة ليس فقط لأنه متواطئ مع الطائفية السياسية، بل لارتهانه بسلطة رأس المال الذي يريد أن يبقي على الوضع كما هو والحفاظ على مصالحه. 

حياة الحريري نشرت في: 15 يناير, 2023
مستقبل الصحافة في عالم الميتافيرس

أثار إعلان مارك زوكربيرغ، مالك فيسبوك، عن التوجه نحو عالم الميتافيرس مخاوف كبيرة لدى الصحفيين. كتاب "إعلام الميتافيرس: صناعة الإعلام مع تقنيات الثورة الصناعية الخامسة والويب 5.0/4.0" يبرز أهم التحديات والفرص التي يقدمها الميتافيرس للصحافة والصحفيين.  

منار البحيري نشرت في: 15 يناير, 2023
"جريمة عاطفية" أو قيد ضد مجهول

ساروا معصوبي الأعين في طريق موحشة، ثم وجدوا أنفسهم في مواجهة أخطر تجار المخدرات. إنها قصة صحافيين، بعضهم اختفوا عن الأنظار، وبعضهم اغتيل أو اختطف لأنهم اقتربوا من المنطقة المحظورة، أما في سجلات الشرطة، فهي لا تعدو أن تكون سوى "جريمة عاطفية".

خوان كارّاسكيادو نشرت في: 10 يناير, 2023