"ميتافيرس".. الصحافة تكتشف "هذا الشيء الجديد اللامع" 

ما هو ميتافيرس؟

في أواخر أكتوبر الماضي، أعلنت شركة فيسبوك -حينذاك- أنها قد غيرت اسمها لـيصبح Meta. كان هذا التغيير، حسب بيان الشركة، للتوجه نحو دعم تجربة "ميتافيرس" وهي فضاء افتراضي، ثلاثي الأبعاد في بعض تطبيقاته، ينقل تجربة التواصل الاجتماعي إلى مرحلة جديدة، وكذلك للإنترنت ككل (1). 

المواقف من هذه الوعود الجديدة، تباينت كما دائما، بين من ينظر لهذه التجربة الواعدة كاختراق جديد لعالم الإنترنت، مشابه لذلك الذي بدأته فيسبوك قبل أكثر من 15 عامًا، والذي مهدت فيه لعالم مختلف تماماً، وبين من يرى أنها صيحة زائلة من صيحات وادي السيلكون التي تجذب الاهتمام رفقة مئات ملايين الدولارات، وسرعان ما يختفي وهجها دون تحقيق أي نجاح ملموس (2).

 

"ينظر لهذه التجربة الواعدة كاختراق جديد لعالم الإنترنت، مشابه لذلك الذي بدأته فيسبوك قبل أكثر من 15 عامًا، والذي مهدت فيه لعالم مختلف تماماً".

 

هذا الموقف المشكك في احتمالية نجاح تجربة ميتافيرس، له ما يؤيده من سوابق موثقّة، لتجارب مماثلة، بدأت بحماس بالغ، ثم سرعان ما اختفت ولم تعد موجودة سوى في استعارات حوارات رجال وادي السيلكون في وصفهم للمشروع المفرط الحماسة الحتمي الفشل.

أشهر هذه المشاريع، وربما أقربها لميتافيرس من حيث الشكل العام، هو مشروع النظارات الذكية من غوغل "Google Glass"، التي طرحتها الشركة للبيع في مايو عام 2014، والتي سرعان ما واجهت انتقادات واسعة حول التكلفة العالية لاقتنائها وأخرى تتعلق بمخاوف صحية من استخدامها أو تجاه انتهاكات محتملة للخصوصية (3).

 لكن، وعلى عكس نظارات غوغل التي ربما كانت تجربة غير ناضجة ومحدودة الإمكانيات، فإن مشروع "ميتافيرس"، في تصوراته العامة الحالية، قد يخدم الصحافة ويساعدها في تقديم محتوى يمكن أن نسميه "انغماسي" Immersive journalism، فما هي سيناريوهات ذلك؟

 

 

1
يمكن اعتبار الصحافة التفاعلية أكبر المستفيدين المحتملين من التقنيات التي يتيحها ميتافيرس، إلا أن السؤال يبقى عن إمكانية وصول الجمهور لهذه القصص، وأي جمهور هو ذاك؟ (غيتي).

 

 خيارات مغرية.. لكن هل من جمهور؟

إن الخيارات التي سيؤمنها ميتافيرس، حسب التصورات الحالية، قد تكون واسعة حتى إنه لن تستطيع غرف الأخبار استيعابها بسهولة، وستعاني في التأقلم معها أكبر من معاناتها في محاولة تطوير القوالب الصحفية لمواكبة خصوصيات مواقع التواصل الاجتماعي قبل 15 عامًا. مرد ذلك هو غياب الفرق المتخصصة في التفكير بأشكال تطوير المحتوى، وتعنّت ما يُعرف بـ"الحرس القديم" داخل غرف الأخبار آنذاك، وهو مصطلح ربما سيُطلق قريباً على الجيل الحالي من الصحفيين المتخصصين بالمنصات الرقمية.

 

" يُمكن استشراف بعض الملامح التي ربما يخدم بها ميتافيرس الصحافة، استنادا على تجارب صحفية حالية، بدت واعدة فيما يتعلق بإعطاء الجمهور حرية اختيار تسلسل السرد في القصة بناء على رغباته".

 

وكي لا ندخل بحماسة زائفة، يبقى ميتافيرس -لغاية الآن- غير واضح الملامح على وجه الدقة، ولا طبيعة الإمكانيات التي سيؤمنها، فيبقى نوع الصحافة الممكنة فيه رسم التكهنات لا أكثر. لكن، يُمكن استشراف بعض تلك الملامح استنادا إلى تجارب صحفية حالية، بدت واعدة فيما يتعلق بإعطاء الجمهور حرية اختيار تسلسل السرد في القصة بناء على رغباته، في عصر تفضيل الجمهور للخيارات المتعددة وحب التجربة المباشرة، فتعطيه حرية اختيار ترتيب بنية السرد في القصة الصحفية.

ويمكننا الإحالة للمشروع الصحفي "Inaccessible Cities" الذي أطلقته منصة AJ Contrast مؤخرا (6)، كمثال جيد على السرد التفاعلي الذي يدخل القارئ في تجربة انغماسية في تفاصيل الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة، والتحديات التي يواجهونها خلال محاولاتهم التنقل داخل المدن. حيث تمنح القصة، بتصميمها التفاعلي، فرصة للقارئ لمحاكاة السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة أثناء تنقلهم، تستند إلى نوع القرارات التي يتخذها القارئ في كل مرحلة من مراحل تلك الرحلة. 

 

"هذه العراقيل التي حالت دون انتشار هذا النوع الجديد من القصص، تنذر بتحدٍ جوهري ينتظر ميتافيرس؛ وهو عجز الجمهور عن امتلاك المتطلبات اللازمة لدخول هذا العالم".
 

كما أن تجربة الوثائقيات التفاعلية (Interactive documentary) قد تجد في ميتافيرس بيئة مثالية لإحداث قفزة في هذه الصناعة الحديثة، المستندة إلى مفهوم تعدد القصص تحت اختيار المشاهد، أي أن المشاهد يملك حرية بناء تسلسل سردية الفيلم عبر اختياره الشخصيات أو الأحداث التي يرغب في مشاهدة قصتها أولا، وحجم التعمّق الذي يريده في كل قصة. هذا النوع من الأفلام بدأ في الإنتاجات الدرامية بصورة أكثر تعقيدا من خلال فيلم "Black Mirror: Bandersnatch" عام 2018، حيث اعتمد الفيلم على تقنية منح المشاهد قرار اختيار الحبكة التي سيسير عليها الفيلم، بناء على قرارات يتخذها في مراحل مختلفة من الفيلم، حيث يظهر على الشاشة في كل مرحلة خياران يختار المشاهد أحدهما فتبنى سردية الفيلم بناءً على تلك القرارات، فتجد أن كل شخص قد شاهد فيلما مختلفًا عن الآخر (7). 

الصحفيون المتخصصون في هذا النوع من القصص الصحفية والأفلام الوثائقية، قد ينظرون تجاه "ميتافيرس" كتجربة تفتح لهم خيارات واسعة تطور تفاعلية قصصهم، وتسمح للجمهور بتجربة أكثر انغماسا في القصة. إلا أن السؤال الجوهري هو: هل سيكون ثمة جمهور في ميتافيرس؟ وما طبيعته؟

 

3
أصبحت الصحافة تقع في هوس التكيف مع كل التقنيات الجديدة، وتغير قوالبها وزوايا المعالجة لخدمة التقنية، وهو ما يدفعها للتخلي عن قيم جوهرية في المهنة. (تصوير: ألي سونغ - رويترز).

 

 

دروس من تجربة تقنيات الواقع الافتراضي (VR) وتطبيقاتها في الصحافة

مطلع عام 2020 أصدرنا في معهد الجزيرة للإعلام دليلًا (4) حول آليات إنتاج القصص الصحفية بتقنية 360 درجة، وهي واحدة من تقنيات الواقع الافتراضي VR. حينها كان هذا النوع من القصص يلقى رواج بداياته الأولى، وتنافست المؤسسات الصحفية الكبرى، كالجزيرة ونيويورك تايمز، على إنشاء وحدات خاصة لإنتاج هذا النوع من القصص. ففي نيويورك تايمز، أطلقت الصحيفة عبر منصاتها الرقمية مشروع "The Daily 360" (5)، عام 2016، أنتجت خلالها عشرات القصص الصحفية المصورة بتقنية 360 درجة، إلا أن الصحيفة توقفت عن إنتاج هذا النوع من القصص في عام 2018، دون أي توضيح لسبب التوقف. 

كما أن منصة AJ Contrast توسعت من مجرد إنتاج القصص المصورة بتقنية 360 درجة إلى إنتاج قصص تفاعلية شاملة تجاوزت الاعتماد على تقنية 360 درجة كوسيلة لإنتاج القصص.

تشي هذه التجارب بأن إنتاج القصص بهذه التقنية لم يلقَ الرواج المتوقع بين الجمهور، لا سيما بسبب المعدات الواجب توفرها عند الجمهور ليتمكن من عيش التجربة التفاعلية بشكلها الأمثل.

هذه العراقيل التي حالت دون انتشار هذا النوع الجديد من القصص، تنذر بتحدٍ جوهري ينتظر ميتافيرس؛ وهو عجز الجمهور عن امتلاك المتطلبات اللازمة لدخول هذا العالم. ما يرجّح أن الصحافة إن قررت ركوب قطار وادي السيليكون، المتجه بتفاؤل مبالغ فيه تجاه ميتافيرس، واستعدادها لاستثمار ملايين الدولارات فيها، قد تكتشف في نهاية المطاف أن الجمهور لم يركب القطار أصلاً.
 

 

الخطر من "متلازمة الأشياء اللامعة"

 تشير دراسة (8) نشرها معهد رويترز لدراسة الصحافة في جامعة أوكسفورد، إلى واحدة من أكثر المتلازمات التي أدخلت الصحافة في أزمة بالسنوات القليلة الماضية؛ "متلازمة الأشياء اللامعة Shiny Things Syndrome"، والناتجة عن الهوس المَرَضي عند كثير من الصحفيين لمواكبة التطورات التكنولوجية الجديدة وتطويعها للصحافة، لكن دون أي استراتيجية واضحة. تؤثر هذه المتلازمة على المهنة بجعلها منقادة بالتقنية لا بالقيم والمبادئ الصحفية، فتتحول الصحافة لمفهوم هلامي يتغير بتغير القوالب التي تطرحها كل تكنولوجيا جديدة.

فبدلا من أن تطور الصحافة قوالبها سعيا لمواكبة اهتمامات وتفضيلات جمهورها ومن ثم البحث عن التقنيات المناسبة، يصبح ذلك السعي مقترنا بمواكبة التقنية ومن ثم البحث عن جمهور يفضل هذا المحتوى، كيفما كان. 

يمكنني هنا ترك المجال أمام الصحفيين لتذكر محاولات مشابهة قامت وتقوم بها الصحافة لمواكبة التقنية، وأوقعتها في أزمة أخلاقية ومهنية كبرى، وتحديدا عن "الفيل في غرفة الأخبار": صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي. كنا قد أسهبنا بالحديث في هذا الموضوع في دليل أصدرناه مؤخرا في معهد الجزيرة للإعلام "دليل أخلاقيات الصحافة في العصر الرقمي" (9)، حاولنا فيه "طرق الخزان" الذي ينقل الصحافة دون وعي تجاه الانقلاب على مبادئها الأساسية ويحولّها لمنصات ترفيه تقتات على الوصول والتفاعل، لا القيمة الخبرية، في خضم رحلة الصحافة الوعرة لمسايرة التقنية، والخوارزميات على وجه التحديد.    

ما نخشاه، أن تنبهر بعض المؤسسات الصحفية بميتافيرس، هذا الشيء الجديد اللامع، وتنسى قيمها الأساسية في سبيل الوصول أولاً لذلك الفضاء الافتراضي، من ثم، وبعد أن تلقى الثناء اللازم من وادي السيليكون، وتحصد مجموعة جوائز مستحدثة لأفضل محتوى صحفي على ميتافيرس، تلحق بها مؤسسات صحفية كبرى، سعيا للتنافس، لكن ليس على السبق الذي يحقق المصلحة العامة في هذه الحالة.

 

4
استحالت تقنية Google Glass مثالا على المشاريع مفرطة الحماسة - حتمية الفشل، فعلى الصحافة أن لا تتحمس في السعي لمواكبة كل تقنية جديدة، لأن الفشل وارد. (تصوير: إدريس لطيف - رويترز).

  

 

 

 ولتجنب ذلك، يجب على غرف الأخبار إنشاء وحدات متخصصة داخلها، تعنى فقط بدراسة كل تقنية جديدة وفهم أبعادها ومميزاتها، من ثم محاولة تطويعها لخدمة القيم الصحفية الأساسية، والخروج بمقاربة متوازنة، مهنيا وأخلاقيا، تحفظ للصحافة سمعتها، وتطور قوالبها في الوقت ذاته.

 

المراجع:

(1) https://about.fb.com/news/2021/10/facebook-company-is-now-meta/

(2) https://www.bloomberg.com/news/newsletters/2022-02-11/the-metaverse-mak…

(3) https://www.business2community.com/tech-gadgets/5-reasons-google-glass-…

(4) https://bit.ly/3oM65BQ

(5) https://www.youtube.com/c/nytimes/search?query=360

(6) https://inaccessiblecities.ajcontrast.com/ 

(7) https://www.hollywoodreporter.com/tv/tv-news/black-mirror-bandersnatch-…;

 

(8) https://reutersinstitute.politics.ox.ac.uk/sites/default/files/2018-11/…;

(9) https://bit.ly/3Jodukx 

 

المزيد من المقالات

أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024