هل الفيسبوك شبكة أو شركة إعلامية؟

سؤال يجيب عليه مؤسس الفيسبوك "مارك زوكربيرج" بالنفي المطلق دون أي تردد.

في محاولة إقناع السائل، يضيف مارك بأن الفيسبوك لا ينتج المحتوى كما تفعل المؤسسات أو الشبكات والشركات الإعلامية، ففيسبوك يعمل كمنصة "محايدة" في ربط الناس والعالم، ويتيح إمكانيات جديدة للتواصل وإنتاج المحتوى وتوزيعه بشكل غير مسبوق (1). وعليه فلا يعتبر مارك الفيسبوك منصة إعلامية أو بالأحرى لا يريد أن يضعها تحت ذلك التصنيف لأسباب يمكن بحثها  وتناولها في مقال منفصل.

وبالعودة للسؤال، دعونا نستعرض أهم الوظائف أو الخدمات الإعلامية التي يقدمها الفيسبوك:

1- التدفق الإخباري " News feed":

الرسالة تكمن في العنوان، لماذا حرص الفيسبوك على إيجاد شريط أو تدفق إخباري لكل حساب أو مواطن فيسبوكي؟

لعل الفيسبوك أدرك ومن واقع التجربة والخبرة المتراكمة أن "الأخبار" هي الخبز الذي يدفع بالمستخدم للزيارة اليومية، لكن الفيسبوك وبذكاء غير مسبوق، استطاع أن يغير طريقة صناعة الخبز وطريقة الحصول عليه ومن ثم تناوله واستهلاكه.

هنا لابد لنا من الإشارة إلى أهم المتغيرات التي أحدثها الفيسبوك على التدفق الإخباري:

  • الأخبار بطريقة غير خطية.

  • الأخبار تصلك حيث أنت: لا حاجة للانتقال إلى البحث عنها في أماكن مختلفة.

  • دمج الأخبار الرسمية وغير الرسمية في شريط أو تدفق مشترك: سواء أكانت هذه الأخبار ناجمة عن مؤسسات إعلامية أو مؤسسات وشركات ربحية وغير ربحية، أو الأخبار القادمة من الأصدقاء والشخصيات. الأمر الذي أحدث فارقاً مهماً وغير مسبوق في التناول الخبري على صعيد الأشخاص والشركات والمؤسسات.

  • نشرة أخبار خاصة لكل مستخدم: يقوم الفيسبوك بالعمل على تقديم الأخبار والمعلومات بشكل خاص وشخصي لكل مستخدم، بينما تترك مهمّة اختيار الأخبار والمحتوى لـ "الخوارزميات" والبرمجيات الذكية التي تدرس كل شخص على حدة، يدخل في تلك الخوارزميات معايير كثيرة لا يفصح عنها الفيسبوك بحجة أنها تتجاوز الـ100 ألف عامل. لكن اللافت هنا هي القدرة الخارقة على إعادة إنشاء وتزويد "نشرات اخبارية" لأكثر من مليار و800 مليون مشترك بشكل فردي وخاص وليست نشرة عامة للجميع كما هو الحال في الإعلام التقليدي.

تجدر الإشارة هنا إلى  ضرورة مراعاة "سلوك المستخدم" (user behavior) الذي أحدثه الفيسبوك لدى ساكنيه، حيث أن طريقة استقبال الأخبار والتعاطي معها والمشاركة في نقدها أو التفاعل معها، أحدثوا تغيراً جذرياً لدى المتلقي (مع تحفظي على وصف أو مصطلح "المتلقي" (الذي تم استخدامه للضرورة التوضيحية فقط) وأوجد أنماطاً وأشكالاً متجددة لم تعد صناعة الأخبار بالطريقة التقليدية مستساغة أو جاذبة لديه. 

2- الجدول الزمني (Timeline) وصناعة الذاكرة والتذكير:

يحرص الفيسبوك وبشكل لافت على صناعة الذاكرة أو الذكرى الشخصية والمجتمعية والكونية، عليه أوجد ما يطلق عليه بالجدول الزمني لكل حساب أو ما قد نطلق عليه "العمر الرقمي" في مملكة الفيسبوك.

ما يميز هذه الذاكرة أو الذكرى ليس فقط قدرتها الهائلة على تخزين أنواع الذاكرة المختلفة نصاً كانت أم صورا وفيديوهات، بل تتعدى ذلك لتخزين أنواع العلاقات والمشاعر وعلاقة الأشياء ببعضها البعض وصولاً لرصد وتخزين الأفعال والأقوال والأحوال والمشاعر وحديث النفس، كسؤال الفيسبوك "بماذا تفكر؟".

ذاكرة لا تموت

يمارس الفيسبوك عمليات التذكير والتنبيه ليس لعيد ميلادك السنوي فحسب، بل للمحتوى اليومي الذي تفاعلت معه أو قدمته في نفس اليوم من السنة أو نفس المكان الذي زرته أو عند لقائك بشخص معين أو حتى عند استحضارك لشيء ما في المستقبل.

اذاً هنالك قدرة هائلة  لدى الفيسبوك على ممارسة عمليات التذكير بطرق غير مسبوقة في التأثير والاستحواذ على عقل وقلب المستخدم. هنالك فارق كبير بين حفظ الذاكرة المجردة والقدرة على ممارسة عمليات التذكير لما يقرب من ملياري شخص بشكل خاص ونوعي وبشكل يومي أو آني في نفس اللحظة.

لنا أن نتخيل ما الذي يحدثه التذكير من تفكير واستفزاز أو استنهاض  للعقل بضرورة التفاعل مع محتوى الذاكرة سواء أكان:

- محتوى ماديا مجردا

- محتوى علاقاتيّاً

- محتوى مناسباتيَاً (موسميّاً)

- محتوى شعوريّاً.

نحن أمام نوع أو أنواع جديدة من المحتوى لا يتوقف عند المحتوى البصري أو المسموع، بل يتجاوزه لمحتوى إنساني جديد أو محتوى ناتج عن الآلات أو ناتج عن مكونات الكون المختلفة من حركة الحيوانات أو النباتات أو حركة السحب والرياح وما حولنا في الأرض أو الفضاء.

3- صناعة أو "خلق الوسط" وملكيته المطلقة.

منذ البداية، لم يرغب فيسبوك في أن يكون طرفاً أو واقعاً في التصنيف التقليدي للعملية الإعلامية والتي تتحدث عن ثلاث مكونات رئيسية:

-  المرسل

-  المستقبل

-  وسيلة الاتصال أو الوسيط

حرص الفيسبوك أن يخلق الوسط (The Medium) الذي يتفاعل من خلاله المرسل والمستقبل مع تراجع ملحوظ لدور الوسيط التقليدي أو وسيلة الاتصال بوظائفها التقليدية. وبذلك يمكن لنا أن نصف الفيسبوك بأنه ولد أو بدأ مع بداية الجيل الثالث في التحول الإعلامي ومنظومات الاتصال التي انتبهت إلى ضرورة البعد عن الطرف والإستحواذ على الوسط الذي يربط الناس والمؤسسات ببعضها البعض. مع ضرورة الانتباه هنا إلى دخوله في الجيل الرابع والذي تدخل فيه اللآلات في تفاعلات حية وذكية مع بعضها البعض ومع البشر لإنتاج مجتمعات كونية رقمية هجينة ستغير أشكال التواصل والإعلام بشكل جذري.

--
ولد الفيسبوك مع بداية الجيل الثالث في التحول الإعلامي ثم دخل في الجيل الرابع. تصميم خالد طه

قد يتبادر إلى الذهن بأن الفيسبوك ما هو إلا وسيلة اتصال، وهذا الأمر قد يخالجه نوع من الصحة بالنظر إلى التعريف التقليدي للوسيلة أو الوسيط. لكن الفيسبوك بات له دور في "استملاك" الوسط والتدخل المباشر وغير المباشر في صناعة وتوزيع ونشر المحتوى وفق قواعد وقوانين متجددة وغير ثابتة.

امتلاك الوسط أتاح للفيسبوك قدرات غير مسبوقة لا تقتصر على عمليات إانتاج واستهلاك المحتوى ونشره فحسب، بل تجاوز ذلك في الدخول إلى مربعات كانت مظلمة أو لم تكن متاحة  لمؤسسات الإعلام التقليدي.

من يملك الجمهور؟

ومجددا فإن امتلاك الوسط وما يحيط به قد أتاحا للفيسبوك نقل الملكية النسبية للجماهير من المؤسسات الإعلامية  واللاعبين الكبار إلى من يملك الملعب، فصاحب الملعب اليوم هو الذي يحدد المشاركين في اللعب وكيفية اللعب وما هي أسس وقواعد اللعبة.. فالفريق الذي يلعب لن يتمكّن من التواصل مع جماهيره إلا من خلال مالك الوسط الذي أصبح هو المالك الرئيسي للمنظومة وما ينتج عنها أو من خلالها، ومن يحظى بـ 100 مليون معجب أو متابع، لا يستطيع التواصل معهم متى شاء دون السماح له بذلك من قبل المالك الرئيسي الذي يملك القدرة منفرداً بتوصيل ما يشاء وكيفما يشاء.

4- تغيير قواعد الصناعة

لا يقتصر دور الفيسبوك في توفير"الوسط" للتفاعل بل يتقدم بشكل لافت في تغيير قواعد الصناعة على عدة مستويات منها:

  • الرصد والمتابعة والبحث والاستكشاف.

  • النشر والتوزيع (أكبر موزع للأخبارعلى شبكة الإنترنت).

  • الدعاية والترويج.

  • القياس وتحديد معايير النجاح.

  • إدارة المعلومات الضخمة أو "إدارة المعرفة الكونية".

  • الفهم الدقيق  للجماهير وإدارة الحوار معها.

  • الانتقال من المحتوى المجرد إلى المحتوى المخدوم.

  • البث المباشر ونقل الحدث وما حوله (كماً وحجماً ونوعاً بشكل غير مسبوق).

  • صناعة ونقل المحتوى بالواقع الافتراضي (Virtual Reality) ودمجه بالواقع المعزز (Augmented Reality) والواقع الحقيقي.

  • التقدم في التفاعل مع الآلات والذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) الذي يمكن أن يغير صناعة الإعلام بشكل جذري.

إذا لم يكن الفيسبوك شبكة إعلامية، فماذا يمكن أن يكون؟

يجيب المؤسس زوكربيرج بأن الفيسبوك هو شركة تقنية بامتياز تسعى إلى ربط الناس من خلال شبكات التواصل الاجتماعي أو ما يشبهها من تقنيات وتطبيقات.

وهذا الأمر لا غبار عليه إذا ما نظرنا إلى ما ينتجه الفيسبوك من تحديثات وخدمات مبنية على الاستثمار المميز في البرمجيات ومراكز الأبحاث والاستحواذ على الشركات التقنية. بل يتقدم فيسبوك في منافسة العمالقة الكبار في صناعة تقنيات المعلومات والتقنيات الحديثة في عالم الاتصالات والربط الرقمي والإنترنت وتقنيات الإعلام والاتصال من حيث إدارة المحتوى ونشره وتوزيعه وإعادة إحيائه.

من الناحية التقنية، لعلني أرى بوضوح كيف يمكن للفيسبوك أن ينافس أو يتغلب على عملاق التكنولوجيا غوغل، ليس فقط على مستوى التواصل الاجتماعي فحسب بل في تقنيات وخدمات محركات البحث في الأجيال القادمة والتي أتنبأ فيها للفيسبوك بعمل ثورة غير مسبوقة قد يصعب على اللاعبين الكبار مجاراتها أو اللحاق بها.

بيد أن محاولة اختزال وصف فيسبوك بالشركة التقنية  أو الإعلامية  لا أراه منصفاً أو محيطاً بماهيته ووظائفه المتعددة والمتجددة، فرغم تفوقه على الصعيدين التقني والعلمي وعلى المستوى الإعلامي سواء أكان بوظائفه التقليدية أو الجديدة، فإن الوصف الذي أميل له هو أن "الفيسبوك إمبراطورية رقمية كونية" تعيد تشكيل قواعد صناعة الإعلام والتقنيات بقيادتها إعلاما مغايرا يمكن أن نطلق عليه مجازاً بـ "الإعلام الذكي" في الحياة الرقمية المتجددة.

هامش

(1) مقابلة وتصريحات مارك زوكربيرج في لقائه المفتوح في روما بتاريخ  29 أغسطس/آب 2016

https://www.facebook.com/zuck/videos/10103066366848051

 

المزيد من المقالات

نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024