2024 ما الذي تحمله لصناعة الصحافة؟ حضور طاغ للذكاء الاصطناعي

 

في نهاية كل عام، تصدر العديد من المؤسسات المعنية بالمشهد الإعلامي العالمي وتحولاته الكبرى في العصر الرقمي تقارير ودراسات عن توقعاتها واستشرافها لما يمكن أن يكون عليه هذا المشهد في العام القادم.

في السطور التالية نحاول أن نقرأ بعض هذه التقارير التي صدرت عن مركز ليمان لاب الأمريكي ونخرج بأبرز ما ركزت عليه فيما يتصل بصناعة الصحافة، ونبدأ بما نشره المختبر المختص ببحوث الصحافة، مع التركيز بشكل أساسي على موضوع إدماج أنظمة الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.

التحول الرقمي.. تحد ثقافي أكثر منه تقنيا

ترى الكاتبة ألكساندرا بورشاردت في مقالها المنشور على موقع ليمان لاب أن غرف الأخبار في جميع أنحاء العالم تنقسم إلى قسمين: قسم أهل المحتوى الذي يضم صحفيي الأخبار، وصحفيي المواد المعمقة الذين يقضون معظم الوقت منخرطين في البحث عما يمكن أن يسهم في إسناد المحتوى بالتحليلات والبحث دائما عن المصادر التي تضيف إلى ما يؤدونه من عمل.

وفي الجانب الآخر هنالك البقية الذين يعملون على الجوانب المتصلة بالقوالب الفنية والأفكار الجديدة التي تساعد في إنتاج المحتوى المميز وترويجه.
لكن الكاتبة تعتقد أنه -مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي- لن يظلّ وضع غرف الأخبار كما هو قائما على الأدوار التقليدية المعروفة، بل سيكون على كل فرد في غرفة الأخبار تقريبا أن يفهم كيفية عمل النماذج اللغوية القائمة على الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها.
وتعتقد بورشاردت، وهي باحثة ألمانية مستقلة، أن عام 2024 يجب أن يكون العام الذي تتعامل فيه المؤسسات الإعلامية بشيء من الجدية مع مسائل التعليم والتدريب داخل غرف الأخبار، خاصة فيما يتعلق بجوانب الابتكار التي من بينها الذكاء الاصطناعي.

تعتقد بورشاردت، وهي باحثة ألمانية مستقلة، أن عام 2024 يجب أن يكون العام الذي تتعامل فيه المؤسسات الإعلامية بشيء من الجدية مع مسائل التعليم والتدريب داخل غرف الأخبار، خاصة ما يخص جوانب الابتكار والتي من بينها الذكاء الاصطناعي.

وتنقل الكاتبة عن آن لاجركرانتز، نائبة الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة العامة في السويد قولها: "علينا سد الفجوة الرقمية في غرف الأخبار". وتعتقد لاجركرانتز أن هذا يتطلب تثقيف كل العاملين في غرف الأخبار وتدريبهم، حتى أولئك الذين تجنبوا حتى الآن مراقبة التطورات التي تحدث في المشهد الإعلامي. وتضيف أنه وبينما كان من المقبول تماما في الماضي، على سبيل المثال، ألا يعرف الصحفي الاستقصائي أي شيء عن تحسين محركات البحث أو خوارزميات تيك توك أو أهمية رسائل النشرات الإخبارية، فيجب الآن على كل من يشارك في صناعة المحتوى أن يكون على دراية بالقدرات وأوجه القصور وآليات العمل الخاصة بأدوات الذكاء الاصطناعي؛ مثل النماذج اللغوية الكبيرة، والأدوات الموثوقة للتحقق من الأخبار والصور والفيديو، والمسؤوليات القانونية والأخلاقية المترتبة على استخدام تلك الأدوات.

  وبحسب الكاتبة، فإن الذكاء الاصطناعي لديه كل القدرة على تحويل الباحثين والصحفيين الجيدين إلى متميزين؛ فقد أشارت بحوث أجريت في جامعة هارفارد إلى أن المستشارين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع أنهوا مهامهم بشكل أسرع بنحو 25%، وتفوقوا على أقرانهم بنسبة 40% في الجودة. وسيكون من مصلحة الجميع، الأفراد وأصحاب العمل، ألا يتخلف أحد عن الركب.

وترى الكاتبة أن تهيئة غرف الأخبار لتكون مواكِبَة لهذه التحديات الجديدة لن تكون مهمة سهلة في البداية؛ فالتدريب يحتاج إلى الموارد والوقت. بيد أن إدارات المؤسسات الإعلامية قد تكون مترددة في توفير كليهما أو قد تميل إلى الاستثمار في أدوات جديدة ليست ذات قيمة بدلا من ذلك، وتشير إلى أن العديد من المديرين غير قادرين على فهم أن التحول الرقمي يمثل تحديا ثقافيا أكثر من كونه تقنيا.

ويحتاج التدريب أيضا إلى مدربين على مستوى عال من الوعي بما يقومون به من دور، وهؤلاء لا يتوفرون بسهولة في الوقت الذي يتطور فيه الذكاء الاصطناعي بسرعة مذهلة. وتحذر الكاتبة من الذين يروجون لأنفسهم على أنهم مستشارون في الذكاء الاصطناعي، وتدعو إلى السعي دائما إلى التمييز بين من يعرف حقا، ومن يدعي المعرفة.

ويمكن أن يكون التدريب تمرينا عديم الجدوى عندما لا يقترن بالممارسة. ومع الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، ينبغي أن يكون الهدف هو تنفيذ ثقافة التجريب والتعاون والشفافية بدلا من جعل العملية مجرد تمرين ميكانيكي؛ لأن التقدم التكنولوجي يحدث بشكل أسرع بكثير مما يتوقعه المدرب الأكثر كفاءة على الإطلاق.

لابد من الحذر من الذين يروجون لأنفسهم على أنهم مستشارون في الذكاء الاصطناعي، والسعي دوما للتمييز بين من يعرف حقا، ومن يدعي المعرفة.

وتشدد الكاتبة على ضرورة أن تكون ثقافة التعلم داخل غرف الأخبار هدفا جديرا بالاهتمام لعام 2024 واستثمارا يؤتي ثماره في مجالات أخرى أيضا. وترى أن من المرجح أن أي شخص مهتم بروح الاختبار والتعلم سوف يوسع مداركه في مجالات أخرى غير الذكاء الاصطناعي، مثل الاهتمام بتطوير مهارات أخرى كصحافة المناخ وغيرها؛ فبحسب الكاتبة إن العديد من التحديات التي تواجه غرف الأخبار اليوم تتطلب التكيف المستمر، والعمل مع بيئة البيانات وثقافتها، وبناء الاتصالات مع الجمهور الذي أصبح أكثر تطلبا وتقلبا ونفاد صبر مما كان عليه في السابق. ومن المهم أن يتحمل كل صحفي على الأقل جزءا من المسؤولية عن تأثير ما يقدمه من محتوى.

 

لا بد من المواجهة

تفتتح الكاتبة سيندي رويال مقالها الذي حمل عنوان: "الذكاء الاصطناعي يغير كل شيء.. ولا شيء" بعبارة من أحد طلابها تقول: إن البقاء على علم بأحدث المستجدات، والتعليم المستمر، والمرونة، والاهتمام بالقضايا الأخلاقية المتعلقة بالتكنولوجيا، كلها ستكون مسائل ضرورية للنجاح في البيئة المهنية المتغيرة.
وترى رويال، أستاذة ومديرة مختبر الابتكار الإعلامي في جامعة ولاية تكساس الأمريكية، أن ما يُعرَف الآن بالذكاء الاصطناعي العام أصبح يَعرِف كل شيء تقريبا، إلى الحد الذي سيُشعَر معَه أنّ خوارزمية غوغل التي تقدم لنا حاليا نتائج بحث ذات جودة ممتازة هي خوارزمية قديمة مثل خوارزمية  "ماي  سبيس" My Space.

وتأمل الخبيرة في مجال الابتكار الإعلامي أن يسهم الذكاء الاصطناعي في حل مشكلات المعلومات المضللة، والتحيز، وإساءة الاستخدام، لا أن يساعد على تفاقمها.

وبالنظر إلى المستقبل - تقول رويال - عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، علينا أن نفكر في كيفية تأثيره على طرق تخزين المعلومات وتوزيعها. لدينا الآن كميات كبيرة من المحتوى العام الذي يُستخدم لتدريب منصات الذكاء الاصطناعي، التي أنشأها ملايين الأشخاص. ولكن إذا لم نعد بحاجة للذهاب إلى موقع ويب للحصول على المعلومات، فهل ستصبح العديد من مواقع الويب غير ضرورية؟ إذا كان الأمر كذلك، فما هو تدريب الذكاء الاصطناعي؟ ما الذي سيكون عليه شكل البيانات؟ هل يجب أن يكون عرض مساحات الويب المتبقية أكثر مرونة وتخصيصا؟ ماذا ستكون منصات المستقبل؟ ومن سيكون المسؤول عنها؟ من سيكون لديه المهارات اللازمة للعمل في هذه المجالات؟ وكيف سيتكيف التعليم الإعلامي؟ علينا أن ننظر أكثر إلى الأمام.

ربما أصبحت المخاطر أكبر الآن، مع وجود تقنية لا يفهمها سوى عدد قليل جدا من الناس ولا يستطيع التحكم فيها سوى عدد أقل، ولكن لابد من التعامل مع هذه التقنية ومواجهة آثارها لا الهروب منها.

وتتوقع الكاتبة أن يصبح الذكاء الاصطناعي في عام 2024 أكثر سهولة وأكثر فائدة، تماما مثل أدوات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، وتتوقع كذلك أن تستخدم منصات الذكاء الاصطناعي لكتابة رسائل البريد الإلكتروني، والإسهام في كتابة القصص الصحفية، وتحرير النصوص، وتحليل البيانات وتقديمها، وإنشاء الرسومات، وإعداد الأبحاث الجامعية، وتعلم البرمجة.

ولكن، وبحسب الكاتبة، ثمة مدعاة للقلق من الذكاء الاصطناعي فيما يتصل بإمكانية استيلاء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الوظائف، وكذلك فيما يتعلق بنشر الأكاذيب، والتحيز في المعلومات، وعمليات القرصنة. ستكون هناك آثار أخلاقية واجتماعية وقانونية، وحوادث مؤسفة وارتباك.
ربما أصبحت المخاطر أكبر الآن، مع وجود تقنية لا يفهمها سوى عدد قليل جدا من الناس ولا يستطيع التحكم فيها سوى عدد أقل، ولكن لا بد من التعامل مع هذه التقنية ومواجهة آثارها لا الهروب منها.

 

تأثير الذكاء الاصطناعي على الجدوى الاقتصادية لصناعة الصحافة

يعتقد الكاتب ريتشارد توفل رئيس التحرير السابق لمؤسسة بروبوبليكا أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الجدوى الاقتصادية المستقبلية لصناعة الصحافة لم يلق الاهتمام المطلوب، مرجحا أن يكون عام 2024 هو العام الذي تتغير فيه هذه النظرة.
ويتناول في مقاله قضية حصول أجهزة الذكاء الاصطناعي على المعلومات والبيانات التي يوفرها  الناشرون ودون مقابل، ويتساءل عن إمكانية مقاضاة هؤلاء الناشرين للمنصات وإجبارها على الدفع، مشيرا إلى أن ذلك يعتمد إلى حد كبير على قانون حقوق الطبع والنشر (في بلد ما)، وما إذا كانت المنتجات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي محمية بموجب ما يسميه القانون "الاستخدام العادل".

ويعتقد الكاتب أنه وبحلول عام 2024 ستكون القضايا الخاصة بالعلاقة بين الناشرين وشركات الذكاء الاصطناعي محددة، وفي طريقها إلى الحل. ويرى أنه وإذا حكمت محكمة ما، في عام 2025 أو نحو ذلك، لصالح أصحاب حقوق الطبع والنشر الأساسيين بشأن هذه المسألة، فسوف يصوغ كبار الناشرين صفقاتهم الخاصة مع مزودي الذكاء الاصطناعي.

يرى رودني جيبس، مدير الاستراتيجية والابتكار في صحيفة أتلانتا جورنال، أنّ ثمة فرصا كبيرة لصناعة الصحافة يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويعتقد الكاتب أن للذكاء الاصطناعي عيوبه؛ إذ تسببت الأخطاء التي ظهرت في المقالات المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي في إحراج المؤسسات الإخبارية المسؤولة، كما قوّضت أيضا من مصداقية الصحافة نفسها التي تعاني من مستويات ثقة منخفضة تاريخيا.

ومع ذلك، توفر هذه التكنولوجيا فوائد هائلة للصحافة؛ إذ تساعد الصحفيين -وأولئك الذين يدعمونهم- بطرق لم يكن من الممكن تصورها من قبل. ففي صناعة تتخلى عن الناشرين والوظائف وتواجه تحديات روتينية لإنجاز أكبر بموارد أقل، من الحماقة ألا نحاول على الأقل تجربة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويتوقع الكاتب حدوث انقسام ملحوظ في عام 2024 بين أولئك الذين يتبنون الذكاء الاصطناعي التوليدي وأولئك الذين لا يتقبلونه، ويرى أن هذا سيؤدي إلى ظهور "طبقة الذكاء الاصطناعي" بين الأفراد وغرف الأخبار، ويضيف أنه لا يتحدث عن المحتوى المنشور الذي يلعب فيه الذكاء الاصطناعي دورا، وإنما يقصد غرف الأخبار المسؤولة التي تتعامل مع التقارير التي لن تكون ممكنة بدون الذكاء الاصطناعي.

كما أن المؤسسات والأفراد الذين يستفيدون من الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كبير سوف يتفوقون على أقرانهم عندما يتعلق الأمر بمجالات مثل تنمية الجمهور، وإدارة الجهات المانحة، وبرمجة الكمبيوتر، واستهداف المبيعات.

ولا ينسى الكاتب أن يشير إلى المخاوف والمحاذير الأخلاقية والفنية التي يمكن أن تنتج عن تبني تقنية الذكاء الاصطناعي، بيد أنه يراه إيجابيا تماما وأن فوائده المحتملة تُغيِّر قواعد اللعبة. ويشير إلى أنه، وفي حقبة سابقة، شكلت صحافة البيانات لحظة فاصلة مماثلة، وبرزت غرف الأخبار التي احتضنت صحافة البيانات بوصفها مبتكرة، وقدمت للجمهور تقارير وتصورات رائدة، كما دفعت الاستراتيجيات المبنية على البيانات في تطوير المنتجات، وتقديم المحتوى، وتوليد الإيرادات، غرف الأخبار هذه إلى الأمام. ومن المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثير مماثل، ولكن على نطاق أوسع بكثير، وهو ما يغير بشكل عميق الكفاءة التشغيلية للمؤسسة ومخرجاتها.

ويختتم الكاتب مقاله بأن الذكاء الاصطناعي لن ينقذ الصحافة، لكنه سيسهم في تحولها، مشيرا إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يكون مجرد خيار تكنولوجي، بل سيكون ذلك شرطا مهما في الميزة التنافسية والقدرة الابتكارية للمؤسسات الإخبارية؛ الكبيرة والصغيرة.

 

الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار الأصغر حجما

يقول الكاتب إرنست كونغ مدير برنامج الذكاء الاصطناعي في وكالة أسوشيتدبرس إنهم توصلوا، ومن خلال العمل على مبادرة الذكاء الاصطناعي للأخبار المحلية التابعة للوكالة، إلى أن غرف الأخبار الأصغر حجما في الولايات المتحدة الأميركية متعطشة للذكاء الاصطناعي. ويضيف أنه ومع ظهور تشات جي بي تي بدأت مزيد من غرف الأخبار الأصغر في الاهتمام بالذكاء الاصطناعي.

ويتوقع كونغ أن تتبنى غرف الأخبار الأصغر وعلى نطاق واسع نوعا من أدوات الذكاء الاصطناعي في سير عملها في عام 2024؛ فقد تختار بعض غرف الأخبار الأصغر اعتماد ChatGPT أو Claude أو Bard أو بعض أدوات الدردشة الأخرى التي تعمل بنموذج اللغة، فعلى سبيل المثال، قد يطلب الصحفيُّ الذي يتطلع إلى صياغة عنوان جذاب من أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي تقديمَ اقتراحات.

ويشير الكاتب إلى أنه وفي بعض الأحيان قد لا يكون الذكاء الاصطناعي مناسبا بسبب احتمال ارتكاب الأخطاء. ولذلك؛ فهو ينادي بضرورة أن يتعلم الصحفيون في غرف الأخبار الأصغر اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتطورة بمسؤولية، مع الانتباه إلى المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها استخدامها.

المزيد من المقالات

كيف تغطي الألعاب الأولمبية؟

تمنح تغطية الألعاب الأولمبية للإعلامي الشغوف فرصة لا تُضاهى كي يستعمل كل الأجناس/ الأنماط الصحفية التي درسها، ولا سيما الأجناس الكبرى منها، من ربورتاج، وحوار، و

يونس الخراشي نشرت في: 26 يوليو, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024