2024 ما الذي تحمله لصناعة الصحافة؟ حضور طاغ للذكاء الاصطناعي

 

في نهاية كل عام، تصدر العديد من المؤسسات المعنية بالمشهد الإعلامي العالمي وتحولاته الكبرى في العصر الرقمي تقارير ودراسات عن توقعاتها واستشرافها لما يمكن أن يكون عليه هذا المشهد في العام القادم.

في السطور التالية نحاول أن نقرأ بعض هذه التقارير التي صدرت عن مركز ليمان لاب الأمريكي ونخرج بأبرز ما ركزت عليه فيما يتصل بصناعة الصحافة، ونبدأ بما نشره المختبر المختص ببحوث الصحافة، مع التركيز بشكل أساسي على موضوع إدماج أنظمة الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار.

التحول الرقمي.. تحد ثقافي أكثر منه تقنيا

ترى الكاتبة ألكساندرا بورشاردت في مقالها المنشور على موقع ليمان لاب أن غرف الأخبار في جميع أنحاء العالم تنقسم إلى قسمين: قسم أهل المحتوى الذي يضم صحفيي الأخبار، وصحفيي المواد المعمقة الذين يقضون معظم الوقت منخرطين في البحث عما يمكن أن يسهم في إسناد المحتوى بالتحليلات والبحث دائما عن المصادر التي تضيف إلى ما يؤدونه من عمل.

وفي الجانب الآخر هنالك البقية الذين يعملون على الجوانب المتصلة بالقوالب الفنية والأفكار الجديدة التي تساعد في إنتاج المحتوى المميز وترويجه.
لكن الكاتبة تعتقد أنه -مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي- لن يظلّ وضع غرف الأخبار كما هو قائما على الأدوار التقليدية المعروفة، بل سيكون على كل فرد في غرفة الأخبار تقريبا أن يفهم كيفية عمل النماذج اللغوية القائمة على الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامها.
وتعتقد بورشاردت، وهي باحثة ألمانية مستقلة، أن عام 2024 يجب أن يكون العام الذي تتعامل فيه المؤسسات الإعلامية بشيء من الجدية مع مسائل التعليم والتدريب داخل غرف الأخبار، خاصة فيما يتعلق بجوانب الابتكار التي من بينها الذكاء الاصطناعي.

تعتقد بورشاردت، وهي باحثة ألمانية مستقلة، أن عام 2024 يجب أن يكون العام الذي تتعامل فيه المؤسسات الإعلامية بشيء من الجدية مع مسائل التعليم والتدريب داخل غرف الأخبار، خاصة ما يخص جوانب الابتكار والتي من بينها الذكاء الاصطناعي.

وتنقل الكاتبة عن آن لاجركرانتز، نائبة الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة العامة في السويد قولها: "علينا سد الفجوة الرقمية في غرف الأخبار". وتعتقد لاجركرانتز أن هذا يتطلب تثقيف كل العاملين في غرف الأخبار وتدريبهم، حتى أولئك الذين تجنبوا حتى الآن مراقبة التطورات التي تحدث في المشهد الإعلامي. وتضيف أنه وبينما كان من المقبول تماما في الماضي، على سبيل المثال، ألا يعرف الصحفي الاستقصائي أي شيء عن تحسين محركات البحث أو خوارزميات تيك توك أو أهمية رسائل النشرات الإخبارية، فيجب الآن على كل من يشارك في صناعة المحتوى أن يكون على دراية بالقدرات وأوجه القصور وآليات العمل الخاصة بأدوات الذكاء الاصطناعي؛ مثل النماذج اللغوية الكبيرة، والأدوات الموثوقة للتحقق من الأخبار والصور والفيديو، والمسؤوليات القانونية والأخلاقية المترتبة على استخدام تلك الأدوات.

  وبحسب الكاتبة، فإن الذكاء الاصطناعي لديه كل القدرة على تحويل الباحثين والصحفيين الجيدين إلى متميزين؛ فقد أشارت بحوث أجريت في جامعة هارفارد إلى أن المستشارين الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع أنهوا مهامهم بشكل أسرع بنحو 25%، وتفوقوا على أقرانهم بنسبة 40% في الجودة. وسيكون من مصلحة الجميع، الأفراد وأصحاب العمل، ألا يتخلف أحد عن الركب.

وترى الكاتبة أن تهيئة غرف الأخبار لتكون مواكِبَة لهذه التحديات الجديدة لن تكون مهمة سهلة في البداية؛ فالتدريب يحتاج إلى الموارد والوقت. بيد أن إدارات المؤسسات الإعلامية قد تكون مترددة في توفير كليهما أو قد تميل إلى الاستثمار في أدوات جديدة ليست ذات قيمة بدلا من ذلك، وتشير إلى أن العديد من المديرين غير قادرين على فهم أن التحول الرقمي يمثل تحديا ثقافيا أكثر من كونه تقنيا.

ويحتاج التدريب أيضا إلى مدربين على مستوى عال من الوعي بما يقومون به من دور، وهؤلاء لا يتوفرون بسهولة في الوقت الذي يتطور فيه الذكاء الاصطناعي بسرعة مذهلة. وتحذر الكاتبة من الذين يروجون لأنفسهم على أنهم مستشارون في الذكاء الاصطناعي، وتدعو إلى السعي دائما إلى التمييز بين من يعرف حقا، ومن يدعي المعرفة.

ويمكن أن يكون التدريب تمرينا عديم الجدوى عندما لا يقترن بالممارسة. ومع الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، ينبغي أن يكون الهدف هو تنفيذ ثقافة التجريب والتعاون والشفافية بدلا من جعل العملية مجرد تمرين ميكانيكي؛ لأن التقدم التكنولوجي يحدث بشكل أسرع بكثير مما يتوقعه المدرب الأكثر كفاءة على الإطلاق.

لابد من الحذر من الذين يروجون لأنفسهم على أنهم مستشارون في الذكاء الاصطناعي، والسعي دوما للتمييز بين من يعرف حقا، ومن يدعي المعرفة.

وتشدد الكاتبة على ضرورة أن تكون ثقافة التعلم داخل غرف الأخبار هدفا جديرا بالاهتمام لعام 2024 واستثمارا يؤتي ثماره في مجالات أخرى أيضا. وترى أن من المرجح أن أي شخص مهتم بروح الاختبار والتعلم سوف يوسع مداركه في مجالات أخرى غير الذكاء الاصطناعي، مثل الاهتمام بتطوير مهارات أخرى كصحافة المناخ وغيرها؛ فبحسب الكاتبة إن العديد من التحديات التي تواجه غرف الأخبار اليوم تتطلب التكيف المستمر، والعمل مع بيئة البيانات وثقافتها، وبناء الاتصالات مع الجمهور الذي أصبح أكثر تطلبا وتقلبا ونفاد صبر مما كان عليه في السابق. ومن المهم أن يتحمل كل صحفي على الأقل جزءا من المسؤولية عن تأثير ما يقدمه من محتوى.

 

لا بد من المواجهة

تفتتح الكاتبة سيندي رويال مقالها الذي حمل عنوان: "الذكاء الاصطناعي يغير كل شيء.. ولا شيء" بعبارة من أحد طلابها تقول: إن البقاء على علم بأحدث المستجدات، والتعليم المستمر، والمرونة، والاهتمام بالقضايا الأخلاقية المتعلقة بالتكنولوجيا، كلها ستكون مسائل ضرورية للنجاح في البيئة المهنية المتغيرة.
وترى رويال، أستاذة ومديرة مختبر الابتكار الإعلامي في جامعة ولاية تكساس الأمريكية، أن ما يُعرَف الآن بالذكاء الاصطناعي العام أصبح يَعرِف كل شيء تقريبا، إلى الحد الذي سيُشعَر معَه أنّ خوارزمية غوغل التي تقدم لنا حاليا نتائج بحث ذات جودة ممتازة هي خوارزمية قديمة مثل خوارزمية  "ماي  سبيس" My Space.

وتأمل الخبيرة في مجال الابتكار الإعلامي أن يسهم الذكاء الاصطناعي في حل مشكلات المعلومات المضللة، والتحيز، وإساءة الاستخدام، لا أن يساعد على تفاقمها.

وبالنظر إلى المستقبل - تقول رويال - عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، علينا أن نفكر في كيفية تأثيره على طرق تخزين المعلومات وتوزيعها. لدينا الآن كميات كبيرة من المحتوى العام الذي يُستخدم لتدريب منصات الذكاء الاصطناعي، التي أنشأها ملايين الأشخاص. ولكن إذا لم نعد بحاجة للذهاب إلى موقع ويب للحصول على المعلومات، فهل ستصبح العديد من مواقع الويب غير ضرورية؟ إذا كان الأمر كذلك، فما هو تدريب الذكاء الاصطناعي؟ ما الذي سيكون عليه شكل البيانات؟ هل يجب أن يكون عرض مساحات الويب المتبقية أكثر مرونة وتخصيصا؟ ماذا ستكون منصات المستقبل؟ ومن سيكون المسؤول عنها؟ من سيكون لديه المهارات اللازمة للعمل في هذه المجالات؟ وكيف سيتكيف التعليم الإعلامي؟ علينا أن ننظر أكثر إلى الأمام.

ربما أصبحت المخاطر أكبر الآن، مع وجود تقنية لا يفهمها سوى عدد قليل جدا من الناس ولا يستطيع التحكم فيها سوى عدد أقل، ولكن لابد من التعامل مع هذه التقنية ومواجهة آثارها لا الهروب منها.

وتتوقع الكاتبة أن يصبح الذكاء الاصطناعي في عام 2024 أكثر سهولة وأكثر فائدة، تماما مثل أدوات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، وتتوقع كذلك أن تستخدم منصات الذكاء الاصطناعي لكتابة رسائل البريد الإلكتروني، والإسهام في كتابة القصص الصحفية، وتحرير النصوص، وتحليل البيانات وتقديمها، وإنشاء الرسومات، وإعداد الأبحاث الجامعية، وتعلم البرمجة.

ولكن، وبحسب الكاتبة، ثمة مدعاة للقلق من الذكاء الاصطناعي فيما يتصل بإمكانية استيلاء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الوظائف، وكذلك فيما يتعلق بنشر الأكاذيب، والتحيز في المعلومات، وعمليات القرصنة. ستكون هناك آثار أخلاقية واجتماعية وقانونية، وحوادث مؤسفة وارتباك.
ربما أصبحت المخاطر أكبر الآن، مع وجود تقنية لا يفهمها سوى عدد قليل جدا من الناس ولا يستطيع التحكم فيها سوى عدد أقل، ولكن لا بد من التعامل مع هذه التقنية ومواجهة آثارها لا الهروب منها.

 

تأثير الذكاء الاصطناعي على الجدوى الاقتصادية لصناعة الصحافة

يعتقد الكاتب ريتشارد توفل رئيس التحرير السابق لمؤسسة بروبوبليكا أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الجدوى الاقتصادية المستقبلية لصناعة الصحافة لم يلق الاهتمام المطلوب، مرجحا أن يكون عام 2024 هو العام الذي تتغير فيه هذه النظرة.
ويتناول في مقاله قضية حصول أجهزة الذكاء الاصطناعي على المعلومات والبيانات التي يوفرها  الناشرون ودون مقابل، ويتساءل عن إمكانية مقاضاة هؤلاء الناشرين للمنصات وإجبارها على الدفع، مشيرا إلى أن ذلك يعتمد إلى حد كبير على قانون حقوق الطبع والنشر (في بلد ما)، وما إذا كانت المنتجات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي محمية بموجب ما يسميه القانون "الاستخدام العادل".

ويعتقد الكاتب أنه وبحلول عام 2024 ستكون القضايا الخاصة بالعلاقة بين الناشرين وشركات الذكاء الاصطناعي محددة، وفي طريقها إلى الحل. ويرى أنه وإذا حكمت محكمة ما، في عام 2025 أو نحو ذلك، لصالح أصحاب حقوق الطبع والنشر الأساسيين بشأن هذه المسألة، فسوف يصوغ كبار الناشرين صفقاتهم الخاصة مع مزودي الذكاء الاصطناعي.

يرى رودني جيبس، مدير الاستراتيجية والابتكار في صحيفة أتلانتا جورنال، أنّ ثمة فرصا كبيرة لصناعة الصحافة يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ويعتقد الكاتب أن للذكاء الاصطناعي عيوبه؛ إذ تسببت الأخطاء التي ظهرت في المقالات المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي في إحراج المؤسسات الإخبارية المسؤولة، كما قوّضت أيضا من مصداقية الصحافة نفسها التي تعاني من مستويات ثقة منخفضة تاريخيا.

ومع ذلك، توفر هذه التكنولوجيا فوائد هائلة للصحافة؛ إذ تساعد الصحفيين -وأولئك الذين يدعمونهم- بطرق لم يكن من الممكن تصورها من قبل. ففي صناعة تتخلى عن الناشرين والوظائف وتواجه تحديات روتينية لإنجاز أكبر بموارد أقل، من الحماقة ألا نحاول على الأقل تجربة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويتوقع الكاتب حدوث انقسام ملحوظ في عام 2024 بين أولئك الذين يتبنون الذكاء الاصطناعي التوليدي وأولئك الذين لا يتقبلونه، ويرى أن هذا سيؤدي إلى ظهور "طبقة الذكاء الاصطناعي" بين الأفراد وغرف الأخبار، ويضيف أنه لا يتحدث عن المحتوى المنشور الذي يلعب فيه الذكاء الاصطناعي دورا، وإنما يقصد غرف الأخبار المسؤولة التي تتعامل مع التقارير التي لن تكون ممكنة بدون الذكاء الاصطناعي.

كما أن المؤسسات والأفراد الذين يستفيدون من الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كبير سوف يتفوقون على أقرانهم عندما يتعلق الأمر بمجالات مثل تنمية الجمهور، وإدارة الجهات المانحة، وبرمجة الكمبيوتر، واستهداف المبيعات.

ولا ينسى الكاتب أن يشير إلى المخاوف والمحاذير الأخلاقية والفنية التي يمكن أن تنتج عن تبني تقنية الذكاء الاصطناعي، بيد أنه يراه إيجابيا تماما وأن فوائده المحتملة تُغيِّر قواعد اللعبة. ويشير إلى أنه، وفي حقبة سابقة، شكلت صحافة البيانات لحظة فاصلة مماثلة، وبرزت غرف الأخبار التي احتضنت صحافة البيانات بوصفها مبتكرة، وقدمت للجمهور تقارير وتصورات رائدة، كما دفعت الاستراتيجيات المبنية على البيانات في تطوير المنتجات، وتقديم المحتوى، وتوليد الإيرادات، غرف الأخبار هذه إلى الأمام. ومن المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثير مماثل، ولكن على نطاق أوسع بكثير، وهو ما يغير بشكل عميق الكفاءة التشغيلية للمؤسسة ومخرجاتها.

ويختتم الكاتب مقاله بأن الذكاء الاصطناعي لن ينقذ الصحافة، لكنه سيسهم في تحولها، مشيرا إلى أن اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي لن يكون مجرد خيار تكنولوجي، بل سيكون ذلك شرطا مهما في الميزة التنافسية والقدرة الابتكارية للمؤسسات الإخبارية؛ الكبيرة والصغيرة.

 

الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار الأصغر حجما

يقول الكاتب إرنست كونغ مدير برنامج الذكاء الاصطناعي في وكالة أسوشيتدبرس إنهم توصلوا، ومن خلال العمل على مبادرة الذكاء الاصطناعي للأخبار المحلية التابعة للوكالة، إلى أن غرف الأخبار الأصغر حجما في الولايات المتحدة الأميركية متعطشة للذكاء الاصطناعي. ويضيف أنه ومع ظهور تشات جي بي تي بدأت مزيد من غرف الأخبار الأصغر في الاهتمام بالذكاء الاصطناعي.

ويتوقع كونغ أن تتبنى غرف الأخبار الأصغر وعلى نطاق واسع نوعا من أدوات الذكاء الاصطناعي في سير عملها في عام 2024؛ فقد تختار بعض غرف الأخبار الأصغر اعتماد ChatGPT أو Claude أو Bard أو بعض أدوات الدردشة الأخرى التي تعمل بنموذج اللغة، فعلى سبيل المثال، قد يطلب الصحفيُّ الذي يتطلع إلى صياغة عنوان جذاب من أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي تقديمَ اقتراحات.

ويشير الكاتب إلى أنه وفي بعض الأحيان قد لا يكون الذكاء الاصطناعي مناسبا بسبب احتمال ارتكاب الأخطاء. ولذلك؛ فهو ينادي بضرورة أن يتعلم الصحفيون في غرف الأخبار الأصغر اعتماد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي المتطورة بمسؤولية، مع الانتباه إلى المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها استخدامها.

المزيد من المقالات

عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025