السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

 من يتابع التغطية الإعلامية الغربية للإبادة الجماعية في فلسطين (غزة) خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، يتعجب من الأداء المعيب وغير المهني لعدد من المؤسسات الإعلامية الدولية المهمة. لقد خرقت المؤسسات الكبرى -بما فيها بي بي سي وسي أن أن ورويترز- مبادئ التوازن والعدالة والدقة والمسؤولية، ولم تلتزم بممارسة التدقيق في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على غزة. وبينما وفرت عددا كبيرا من الموارد الصحفية والساعات الإخبارية لتغطية أخبار الضحايا الإسرائيليين في السابع من أكتوبر، وتحدثت عن كل واحد منهم على حدة، وأجرت مقابلات لاحقة مع الأسرى الإسرائيليين، فإنها نادرا ما سلطت الضوء على أكثر من 24 ألف ضحية فلسطينية للجرائم الإسرائيلية في الشهور التي تلت.

لقد بالغ الإعلام الغربي في منح الوقت والموارد لصناعة مشهدية درامية للمعاناة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر نتيجة هجوم المقاومة الفلسطينية، في حين أطفأ الكاميرا والميكروفون عن التراجيديا الفلسطينية المستمرة لأكثر من مئة يوم. هذا الواقع هو حصيلة عقود من البروباغندا (الدعاية السياسية) التي أدت إلى تدجين الصحافة الدولية وتحصين إسرائيل وممارساتها وسياساتها من النقد وسياسيّيها من الأسئلة المحرجة.

بالغ الإعلام الغربي في منح الوقت والموارد لصناعة مشهدية درامية للمعاناة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر نتيجة هجوم المقاومة الفلسطينية، في حين أطفأ الكاميرا والميكروفون عن التراجيديا الفلسطينية المستمرة لأكثر من مئة يوم.

بدا واضحا من التغطية الصحفية تباين المعايير المهنية في التعامل مع ضحايا الحروب بحسب اختلاف لون البشرة والدين والقومية. الصحافة التي عدها أوسكار وايلد الكاتب الأيرلندي الشهير "الحاكم الفعلي والأبدي" في الولايات المتحدة والديمقراطيات تعرت وتقزمت لتصبح أداة دعائية في آلة البروباغندا الصهيونية. 

وإلا فكيف يمكن للجمهور في عصر الإنترنت والبث الإخباري الفوري والتقارير المباشرة والأخبار التلفزيونية على مدار الساعة وإضفاء الطابع الديمقراطي على تقنيات الاتصال وتنوع مصادر الأخبار، ألا يتمكن من الوصول للحقيقة ورؤية تغطية متوازنة ومهنية وعادلة للفلسطينيين؟!

لقد قبلت مؤسسات صحفية كبرى عديدة -بما فيها سي أن أن- أن تخضع تقاريرها قبل البث للرقيب الإسرائيلي، بممارسة الصحافة المدمجة (المرفقة بالجيش) التي كانت من أهم عوامل السقوط الأخلاقي الصحفي في تغطية الحرب الأمريكية على العراق 2003؛ إذ أُلحِقَت الفرق الصحفية بالجيش خلال العمليات العسكرية، وفيها تتطابق تماما زوايا الرؤية ومداها بين الصحفي والعسكري، على نحو يجعل من الصحفي أداة دعائية في يد الجيش ويحرمه من أي استقلالية أو مصداقية (1) أو مساحة للالتزام بالقواعد الأساسية لممارسة عمله بمهنية، ولا سيما قواعد الحياد والتوازن والعدالة والمسؤولية. 

ألحِقَت الفرق الصحفية بالجيش خلال العمليات العسكرية، وفيها تتطابق تماما زوايا الرؤيا ومداها بين الصحفي والعسكري، على نحو يجعل من الصحفي أداة دعائية في يد الجيش.

التحيزات التحريرية وغرف الأخبار

حذر الباحثون والمحللون من أن الاختيارات التحريرية غالبا ما تبيِّض جرائم إسرائيل في حقّ الفلسطينيين، وتحجب عدم تكافؤ القوى بين الطرفين، وتعفي إسرائيل من أي مسؤولية عن أفعالها؛ فقد اتُّهمت غرف الأخبار في الغرب بإعطاء الأولوية للمصادر الإسرائيلية، وتبني مصطلحات مؤيدة لإسرائيل، والامتناع تحريريا عن فضح تصرفات إسرائيل؛ من خلال الاستخدام المنهجي لعدد من الأدوات اللغوية، من ضمنها استخدام مفردات مختلفة (قتلى مقابل موتى على سبيل المثال) في تغطية الأحداث نفسها، بحسب جنسية الجاني والمجني عليه، وكذلك استخدام صيغة المبني للمجهول -التي تخفي هوية مرتكب الجريمة- عندما يكون الجاني إسرائيل. وفي المقابل، يُجرَّد الفلسطينيون من إنسانيتهم ويتم التعتيم على معاناتهم وتحييد أصواتهم؛ ففي أكتوبر/ تشرين الأول غرد عدد من الناشطين الفلسطينيين محذرين من أن غرف الأخبار الأمريكية تلغي مقابلاتهم المجدولة، وهو ما يحرم وجهة النظر الفلسطينية من أن تصل إلى الجمهور، ويحرم الجمهور من فرصته في الحصول على أخبار ونقاشات تمثل طرفي الصراع لتكوين رأي حوله.

تقابل المؤسسات الإعلامية الدولية المعلقين الفلسطينيين ضمن شروط وإملاءات يبدو أنها جزء من السياسة التحريرية لعدد منها؛ إذ يُسمح للمعلقين الفلسطينيين بالتعبير عن الحزن على الضحايا، ولكن بشروط منها عدم التطرق للجرائم الإسرائيلية أو شرح سياق الأحداث الجارية، وكذلك يُطلَب منهم إدانة أعمال المقاومة في السابع من أكتوبر للاستمرار في المقابلة. ووصل الأمر إلى حد مضايقتهم بتكرار السؤال لوقت يأخذ معظم مدة المقابلة، وهي ممارسات وسياسات نادرا ما تستخدم مع المصادر أو المعلقين الإسرائيليين. عدد من المقابلات مع الفلسطينيين ومناصريهم حظيت بمشاهدات عالية جدا وتداول كبير على منصات التواصل الاجتماعي.

في الوقت الذي أمعنت فيه النظم الغربية في السقوط الأخلاقي والتقاعس عن حماية القيم التي دعوا لمناصرتها لعقود، لم تستطع وسائل الإعلام أن تمارس أي دور محاسبة أو رقابة مفترضين لسياسييها، ولخدمة مواطنيها ضمن الإطار الديمقراطي.

ورغم أن هذه الممارسات ليست جديدة فيما يتعلق بتغطية القضية الفلسطينية، وهناك عشرات الكتب ومئات الدراسات التي قدمت براهين على الانحياز شبه الكامل في الإعلام الغربي للسردية الإسرائيلية، فإنّ هذه الجولة من العدوان والإبادة الجماعية فاقت في تبعاتها الأخلاقية أي جولة سابقة لعدد من الأسباب، أهمها التبعات السياسية والإنسانية للصمت عن جرائم نستطيع مشاهدتها زمن حصولها؛ فالجرائم الإسرائيلية يمكن أن نراها في الوقت نفسه الذي تجري فيه، فلو التزمت المؤسسات الإعلامية الغربية بالقواعد الأخلاقية والمهنية التي نادت بعالميتها ونشرها لعقود ولتدويلها قواعدَ مهمة في إطار الممارسات الديمقراطية، فلربما أدى ذلك إلى تعاظم الرأي العالمي المناهض للإبادة ولممارسة ضغط أكبر على السياسيين في عواصم القرار الغربية لإيقاف العدوان الإسرائيلي، ولربما استطاع الإعلام عبر تحمله مسؤوليته الأخلاقية أن يساعد العالم في رؤية الحقيقة، وربما كان يمكن إنقاذ حياة بعض الأطفال والنساء ومحاسبة مرتكبي الجرائم.

في الوقت الذي أمعنت فيه النظم الغربية في السقوط الأخلاقي والتقاعس عن حماية القيم التي دعوا لمناصرتها لعقود، لم تستطع وسائل الإعلام أن تمارس أي دور محاسبة أو رقابة مفترضين لسياسييها، ولخدمة مواطنيها ضمن الإطار الديمقراطي.

 

مقاومة الانحياز من الداخل

لا أريد أن أختم دون التعريج على عدد من الفاعلين الإعلاميين الذين حاولوا مقاومة هذا التيار؛ فقد صيغ عدد من الرسائل المفتوحة الموقعة من صحفيين في كل من أستراليا وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا لمحاولة الضغط على وسائل الإعلام في هذه الدول؛ للعودة إلى القيم المهنية الراسخة، ولاستعادة مصداقية هذه الوسائل الإعلامية.

ففي رسالة مفتوحة كتبها صحفيون أستراليون، تدعو غرف الأخبار إلى اتخاذ ثماني خطوات لتحسين التغطية، بما في ذلك "الالتزام بالحقيقة بدلا من التحيز"، و"ممارسة قدر كبير من الشك المهني عند إعطاء الأولوية" أو "الاعتماد على الحكومة والجيش الإسرائيليين غير الموثوقين كما يمارس على حماس".  وفي رسالة أخرى موقعة من 1500 صحفي، وثالثة من 750 صحفيا أميركيا عبروا فيها عن استيائهم من الممارسات غير المهنية في غرف الأخبار الأميركية. لكنّ عددا من هؤلاء الصحفيين تجاوزوا الخوف من العقاب والتحييد الممنهج للأصوات الناقدة لإسرائيل وجرائمها. إن الاعتراض من قبل الصحفيين يعبر عن جرأة كبيرة في تحدي آلة دعائية مستعدة لتشويه سمعتهم ولاتهامهم بكراهية النفس أو العداء للسامية أو غيرها من التهم الجاهزة.

 


 المراجع

 1 - J. D. Froneman & Thalyta Swanepoel (2004) Embedded journalism – more than a conflictreporting issue, Communicatio, 30:2, 24-35, DOI: 10.1080/02500160408537994

المزيد من المقالات

الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025