"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

على أبواب اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار/ مايو من كل عام، تواصل نقابة الصحفيين الأردنيين فرض قيودها وتضييقها على العمل الصحفي وممارسيه من غير المنتسبين إليها؛ إذ أوصت الهيئة العامة في النقابة بتطبيق القانون على منتحلي المهنة وتوعدتهم بالإحالة على المدعي العام، خلال اجتماعها  السنوي، لتضع مئات الصحفيين أمام خطر الملاحقة القانونية لأنهم فقط "صحفيون".

لا يعد مثل هذا القرار إجراءً جديدا؛ فسبق أن عممت النقابة على المؤسسات الحكومية مذكرة لوقف التعامل مع أي صحفي من غير أعضاء النقابة، مستثمرة القوانين التي جعلت من نقابة الصحفيين الجسم القانوني الوحيد الممثل للصحفيين، وكل من يعمل خارج هذا الإطار يعد مخالفا للقانون وعرضة للمحاسبة القانونية.  يُعــرِّف قانون المطبوعات والنشر رقم 8 لسنة 1998 وتعديلاته الصحفــي بأنــه "عضــو النقابـة المسجل فــي سـجلها واتخـذ الصحافـة مهنـة لـه وفق أحكام قانونها"، في حين يُعرّف قانون نقابة الصحفيين رقم (15) لسنة 1998 الصحفي بأنه "عضـو النقابـة المسجَّل فـي سـجل الصحفيين، واتخذ الصحافـة مهنة لــه وفـق أحكام هذا القانون".

أوصت الهيئة العامة في نقابة الصحفيين بتطبيق القانون على منتحلي المهنة وتوعدتهم بالإحالة على المدعي العام، خلال اجتماعها  السنوي، لتضع مئات الصحفيين أمام خطر الملاحقة القانونية لأنهم فقط "صحفيون".

مزيد من التضييق

لا تستغرب الصحفية الأردنية المستقلة روان نخلة مثل هذه التوصيات؛ إذ تراها "تتويجا للبيئة الخانقة للعمل الصحفي ومطاردة لكل غير منتسب للنقابة". تقول نخلة -وهي غير منتسبة لنقابة الصحفيين- لـ "مجلة الصحافة" إن "الصحفيين المستقلين غير المنتسبين يتصدرون المشهد الإعلامي في الأردن وغالبيتهم يتعاونون مع مؤسسات كبرى خارج الأردن وينقلون الأحداث بمهنية وحرفية، ومثل هذه التوصيات تشوه صورة الصحفي وتضعه في سياق المخالف للقانون والمسيء للمهنة، ومن المقلق إشعار الصحفي بأنه سيُتخلى عنه ويُعاقب بوصفه مجرما".

وترى نخلة في السياق نفسه أن "المشهد الصحفي هو جزء من المشهد السياسي في أي دولة؛ فمتى كانت هناك رحابة واتساع في العمل السياسي، أثر ذلك إيجابيا على العمل الصحفي، والعكس صحيح. إننا في الأردن نمر بمرحلة تدار بشكل أمني، تتطلب منا بوصفنا صحفيين التعامل معها مضطرين إلى خلق أدوات للتعامل مع تحديات باتت تتضاعف وتعرقل عملنا، كذلك أصبحنا نفكر أكثر من اللازم بإجراءات السلامة والحماية من خلال تفاصيل لا تتطلب كل ذلك".

عممت النقابة على المؤسسات الحكومية مذكرة لوقف التعامل مع أي صحفي من غير أعضاء النقابة، مستثمرة القوانين التي جعلت من نقابة الصحفيين الجسم القانوني الوحيد الممثل للصحفيين، وكل من يعمل خارج هذا الإطار يعد مخالفا للقانون وعرضة للمحاسبة القانونية.

من جانب آخر، يرى الصحفي في قناة رؤيا غير المنتسب للنقابة، عدي الصافي، أن "مثل هذا القرار جيد في حال كانت النقابة واضحة في تحديد أبعاده وتأثيراته والأسس التي سيقوم عليها وآلية تطبيقه، لكن من دون ذلك وبهذا الشكل سيكون مُعوَّما وفضفاضا، فهل يمكن ملاحقة مئات الصحفيين؟".

ويرى الصافي أن القرار "سينعكس سلبيا على الصحفي وعلى المحتوى الإعلامي ليجعله سطحيا ومُعوّما، بعيدا عن التغطيات المعمقة، ويجعلنا نفرض رقابة ذاتية شديدة، تضاف إلى القوانين التي تقيد من عملنا وتجعلنا أكثر حذرا وبعيدين عن التابوهات المغلقة خوفا من أي ملاحقات قانونية. واليوم نتفاجأ بقرار جديد وتقييد جديد صادر عن نقابة الصحفيين التي من المفترض أن تسهل عملنا وتحمينا". 

 

تقول نخلة -وهي غير منتسبة لنقابة الصحفين- إن "الصحفيين المستقلين غير المنتسبين يتصدرون المشهد الإعلامي وغالبيتهم يتعاونون مع مؤسسات كبرى خارج الأردن ومثل هذه التوصيات تشوه صورة الصحفي وتضعه في سياق المخالف للقانون والمسيء للمهنة".

توصية بحدها الأدنى

يبرر عضو مجلس نقابة الصحفيين، خالد القضاة، التوصيات بأنها "جاءت نتيجة للعديد من الممارسات التي تلمسها النقابة، وتتمثل في إطلاق بعض الأشخاص على أنفسهم وصف صحفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق غايات معينة، ما أضر بالعمل الصحفي وأعاقه وخلق حالة من الازدحام".

يؤكد القضاة في حديثه لـ مجلة الصحافة أن "تطبيق التوصية لن يذهب إلى الحد الأقصى وسيراعي كل حالة على حدة لتطبيق قرار الهيئة العامة، وسيكون هناك فرز للأشخاص وطبيعة عملهم ومسمياتهم وعلاقتهم الوظيفية مع المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها".

ويشرح القضاة تفاصيل القرار  قائلا: "سنحيل على المدعي العام من لا يعملون مع مؤسسات إعلامية وينتحلون صفة إعلامي، وسنعالج -بالتوازي مع ذلك- القضايا الأخرى مثل الحديث مع مؤسسات لتوصيف الصحفيين بمسميات وظيفية صحيحة وتعديل القوانين لتشمل الصحفيين الأردنيين العاملين لصالح مؤسسات إعلامية عربية أو دولية أو أردنيين عاملين خارج الأردن".

لا ينكر القضاة أن قانون النقابة الحالي قاصر عن ضم كل الصحفيين الذين يعملون في مؤسسات إعلامية محلية أو عربية أو دولية، وأن القانون بمسمياته الحالية لم يراع التطور والتقدم وتعدد المهن الصحفية، إلا أنه يصر على أن عضوية النقابة يجب أن تكون شرطا لممارسة العمل الصحفي قائلا: " ما زلنا نصر على أنه يجب أن تكون عضوية النقابة هي الحامي لكل العمل الإعلامي، ولكن يجب أن يكون قانونها منصفا وعادلا ومراعيا ويستشرف المستقبل، وأن تكون مظلة تحمي المؤسسات الإعلامية وقطاع الإعلام والمجتمع". 

يبرر عضو مجلس نقابة الصحفيين، خالد القضاة، التوصيات بأنها "جاءت نتيجة للعديد من الممارسات التي تلمسها النقابة، وتتمثل في إطلاق بعض الأشخاص على أنفسهم وصف صحفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق غايات معينة، ما أضر بالعمل الصحفي وأعاقه وخلق حالة من الازدحام".

أما عن الحل فيرى القضاة أنه لا بد أن تكون ممارسة المهنة مشروطة بإجازة وفق نصوص القانون؛ "فبعد التخرج من كليات الإعلام يخضع الصحفي لعامين من التدريب ويجتاز امتحانا ليتمكن من ممارسة المهنة والعمل بشكل قانوني".

 

عهد جديد من التضييق والتشدد

انتهجت التشريعات الأردنية الناظمة للعمل الصحفي نهج التشديد، والحال أن المشرع الأردني ربط ممارسة مهنة الصحافة بشرط الانتساب إلى عضوية النقابة انتسابا إجباريا، وهذا يشكل انتهاكا صارخا لحق دستوري وارد في المادة (15) من الدستور، يضمن للأردنيين حرية الرأي والتعبير، بحكم أن الصحافة تعد مظهرا من مظاهر هذه الحرية، كذلك يعد هذا التقييد تجاوزا صارخا لمبادئ أرستها المواثيق الدولية، وفق دراسة بعنوان "إلزامية العضوية في نقابة الصحفيين كقيد لممارسة العمل الصحفي".

ولا بد من الإشارة إلى أن هذه القيود تشكل إخلالا بالتزامات الأردن الدولية؛ فقد تلقت الحكومة الأردنية من قبل منظمة مراقبة حقوق الإنسان في عام 2005، رسالة تفيد بتأييد إلغاء إلزامية عضوية نقابة الصحفيين، لأنها تشكل خرقا واضحا للاتفاقيات والمواثيق الدولية وتخل بالالتزامات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمترتبة على الأردن؛ ذلك أن دور النقابة يقوم على أساس المشاركة الحرة بعيدا عن القيود الإلزامية التي تعوق العمل الصحفي وحرية الصحافة. وأضافت هذه الرسالة أن التمسك بإلزامية العضوية مبني على حجج واهية غير مقنعة تتمثل في "تعزيز المعايير الصحفية الرفيعة والحد من النفوذ الأجنبي وحماية حرية الصحافة، التي تعد حججا غير منطقية هدفها فقط تبرير إلزامية العضوية للنقابة، التي تؤدي بدورها إلى انتهاك عدد من حقوق الإنسان".

ويتقاطع المحامي المختص في حقوق الإنسان، أيمن هلسة، مع رأي القضاة ويرى في تصريح لمجلة الصحافة أن "نقابة الصحفيين تعمل بموجب القانون وتطبق نصوصه معتقدة أنها بهذه الطريقة ستحمي مهنة الصحافة؛ فعلى الرغم من أن المعايير الدولية جميعها تؤكد أن الانتساب للنقابة يعد أمرا اختياريا ولأي شخص الحق في ممارسة المهنة، فإنها تنص على أن ممارسة المهنة مرتبطة بعضويتها".

يرى هلسة أن فكرة وجود نقابة الصحفيين جاءت لأمر تنظيمي بحت، لا يفترض منه أن يحد من حرية الرأي والتعبير أو من حق الأشخاص الراغبين في ممارسة المهنة، قائلا: "هذا القرار سيقلل من نسبة العاملين في المهنة ولا سيما في إطار عدم استيفاء كثيرين للشروط التي تضعها النقابة للانضمام إلى عضويتها، ومن ثَم ستصبح الصحافة حكرا على فئات محددة، وكل من يحاول أن يمارس المهنة سيجد نفسه أمام خطر الملاحقة القانونية نتيجة لنصوص فُصّلت على مقاسه".

وبهذه التوصيات يدخل مئات الصحفيين الأردنيين في دوامة عهد جديد من التضييقات والتشديدات على عملهم الصحفي في ظل مناخ تشريعي يرهن ممارساتهم الصحفية لقوى رسمية نقابية، رغم أن اجتهاد اللجنــة المعنية بحقــوق الإنســان، والمحكمــة الأوروبيـة لحقـوق الإنسـان، ومحكمـة الـدول الأمريكيـة لحقـوق الإنسـان، والمحكمـة الأفريقيـة لحقـوق الإنسـان، ينص على عـدم جـواز فـرض أي قيـد يحـد مـن ممارسـة العمـل الصحفـي؛ فقـد أشارت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان إلى أن مفهـوم الصحفـي ليس مرتبطا بأي اشتراطات مثل التسجيل في نقابــة للصحفيين.

 

المزيد من المقالات

لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

في الأردن كما في لبنان ما يزال الصحفيون الفريلانسرز يبحثون عن الاعترافيْن النقابي والقانوني. جيل جديد من الصحفيين إما متحررين من رقابة مؤسسات وسائل الإعلام أو اضطرتهم الظروف للعمل كمستقلين يجدون أنفسهم في مواجهة "حرس قديم" يريد تأميم المهنة.

بديعة الصوان, عماد المدولي نشرت في: 12 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024