"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

على أبواب اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من أيار/ مايو من كل عام، تواصل نقابة الصحفيين الأردنيين فرض قيودها وتضييقها على العمل الصحفي وممارسيه من غير المنتسبين إليها؛ إذ أوصت الهيئة العامة في النقابة بتطبيق القانون على منتحلي المهنة وتوعدتهم بالإحالة على المدعي العام، خلال اجتماعها  السنوي، لتضع مئات الصحفيين أمام خطر الملاحقة القانونية لأنهم فقط "صحفيون".

لا يعد مثل هذا القرار إجراءً جديدا؛ فسبق أن عممت النقابة على المؤسسات الحكومية مذكرة لوقف التعامل مع أي صحفي من غير أعضاء النقابة، مستثمرة القوانين التي جعلت من نقابة الصحفيين الجسم القانوني الوحيد الممثل للصحفيين، وكل من يعمل خارج هذا الإطار يعد مخالفا للقانون وعرضة للمحاسبة القانونية.  يُعــرِّف قانون المطبوعات والنشر رقم 8 لسنة 1998 وتعديلاته الصحفــي بأنــه "عضــو النقابـة المسجل فــي سـجلها واتخـذ الصحافـة مهنـة لـه وفق أحكام قانونها"، في حين يُعرّف قانون نقابة الصحفيين رقم (15) لسنة 1998 الصحفي بأنه "عضـو النقابـة المسجَّل فـي سـجل الصحفيين، واتخذ الصحافـة مهنة لــه وفـق أحكام هذا القانون".

أوصت الهيئة العامة في نقابة الصحفيين بتطبيق القانون على منتحلي المهنة وتوعدتهم بالإحالة على المدعي العام، خلال اجتماعها  السنوي، لتضع مئات الصحفيين أمام خطر الملاحقة القانونية لأنهم فقط "صحفيون".

مزيد من التضييق

لا تستغرب الصحفية الأردنية المستقلة روان نخلة مثل هذه التوصيات؛ إذ تراها "تتويجا للبيئة الخانقة للعمل الصحفي ومطاردة لكل غير منتسب للنقابة". تقول نخلة -وهي غير منتسبة لنقابة الصحفيين- لـ "مجلة الصحافة" إن "الصحفيين المستقلين غير المنتسبين يتصدرون المشهد الإعلامي في الأردن وغالبيتهم يتعاونون مع مؤسسات كبرى خارج الأردن وينقلون الأحداث بمهنية وحرفية، ومثل هذه التوصيات تشوه صورة الصحفي وتضعه في سياق المخالف للقانون والمسيء للمهنة، ومن المقلق إشعار الصحفي بأنه سيُتخلى عنه ويُعاقب بوصفه مجرما".

وترى نخلة في السياق نفسه أن "المشهد الصحفي هو جزء من المشهد السياسي في أي دولة؛ فمتى كانت هناك رحابة واتساع في العمل السياسي، أثر ذلك إيجابيا على العمل الصحفي، والعكس صحيح. إننا في الأردن نمر بمرحلة تدار بشكل أمني، تتطلب منا بوصفنا صحفيين التعامل معها مضطرين إلى خلق أدوات للتعامل مع تحديات باتت تتضاعف وتعرقل عملنا، كذلك أصبحنا نفكر أكثر من اللازم بإجراءات السلامة والحماية من خلال تفاصيل لا تتطلب كل ذلك".

عممت النقابة على المؤسسات الحكومية مذكرة لوقف التعامل مع أي صحفي من غير أعضاء النقابة، مستثمرة القوانين التي جعلت من نقابة الصحفيين الجسم القانوني الوحيد الممثل للصحفيين، وكل من يعمل خارج هذا الإطار يعد مخالفا للقانون وعرضة للمحاسبة القانونية.

من جانب آخر، يرى الصحفي في قناة رؤيا غير المنتسب للنقابة، عدي الصافي، أن "مثل هذا القرار جيد في حال كانت النقابة واضحة في تحديد أبعاده وتأثيراته والأسس التي سيقوم عليها وآلية تطبيقه، لكن من دون ذلك وبهذا الشكل سيكون مُعوَّما وفضفاضا، فهل يمكن ملاحقة مئات الصحفيين؟".

ويرى الصافي أن القرار "سينعكس سلبيا على الصحفي وعلى المحتوى الإعلامي ليجعله سطحيا ومُعوّما، بعيدا عن التغطيات المعمقة، ويجعلنا نفرض رقابة ذاتية شديدة، تضاف إلى القوانين التي تقيد من عملنا وتجعلنا أكثر حذرا وبعيدين عن التابوهات المغلقة خوفا من أي ملاحقات قانونية. واليوم نتفاجأ بقرار جديد وتقييد جديد صادر عن نقابة الصحفيين التي من المفترض أن تسهل عملنا وتحمينا". 

 

تقول نخلة -وهي غير منتسبة لنقابة الصحفين- إن "الصحفيين المستقلين غير المنتسبين يتصدرون المشهد الإعلامي وغالبيتهم يتعاونون مع مؤسسات كبرى خارج الأردن ومثل هذه التوصيات تشوه صورة الصحفي وتضعه في سياق المخالف للقانون والمسيء للمهنة".

توصية بحدها الأدنى

يبرر عضو مجلس نقابة الصحفيين، خالد القضاة، التوصيات بأنها "جاءت نتيجة للعديد من الممارسات التي تلمسها النقابة، وتتمثل في إطلاق بعض الأشخاص على أنفسهم وصف صحفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق غايات معينة، ما أضر بالعمل الصحفي وأعاقه وخلق حالة من الازدحام".

يؤكد القضاة في حديثه لـ مجلة الصحافة أن "تطبيق التوصية لن يذهب إلى الحد الأقصى وسيراعي كل حالة على حدة لتطبيق قرار الهيئة العامة، وسيكون هناك فرز للأشخاص وطبيعة عملهم ومسمياتهم وعلاقتهم الوظيفية مع المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها".

ويشرح القضاة تفاصيل القرار  قائلا: "سنحيل على المدعي العام من لا يعملون مع مؤسسات إعلامية وينتحلون صفة إعلامي، وسنعالج -بالتوازي مع ذلك- القضايا الأخرى مثل الحديث مع مؤسسات لتوصيف الصحفيين بمسميات وظيفية صحيحة وتعديل القوانين لتشمل الصحفيين الأردنيين العاملين لصالح مؤسسات إعلامية عربية أو دولية أو أردنيين عاملين خارج الأردن".

لا ينكر القضاة أن قانون النقابة الحالي قاصر عن ضم كل الصحفيين الذين يعملون في مؤسسات إعلامية محلية أو عربية أو دولية، وأن القانون بمسمياته الحالية لم يراع التطور والتقدم وتعدد المهن الصحفية، إلا أنه يصر على أن عضوية النقابة يجب أن تكون شرطا لممارسة العمل الصحفي قائلا: " ما زلنا نصر على أنه يجب أن تكون عضوية النقابة هي الحامي لكل العمل الإعلامي، ولكن يجب أن يكون قانونها منصفا وعادلا ومراعيا ويستشرف المستقبل، وأن تكون مظلة تحمي المؤسسات الإعلامية وقطاع الإعلام والمجتمع". 

يبرر عضو مجلس نقابة الصحفيين، خالد القضاة، التوصيات بأنها "جاءت نتيجة للعديد من الممارسات التي تلمسها النقابة، وتتمثل في إطلاق بعض الأشخاص على أنفسهم وصف صحفي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق غايات معينة، ما أضر بالعمل الصحفي وأعاقه وخلق حالة من الازدحام".

أما عن الحل فيرى القضاة أنه لا بد أن تكون ممارسة المهنة مشروطة بإجازة وفق نصوص القانون؛ "فبعد التخرج من كليات الإعلام يخضع الصحفي لعامين من التدريب ويجتاز امتحانا ليتمكن من ممارسة المهنة والعمل بشكل قانوني".

 

عهد جديد من التضييق والتشدد

انتهجت التشريعات الأردنية الناظمة للعمل الصحفي نهج التشديد، والحال أن المشرع الأردني ربط ممارسة مهنة الصحافة بشرط الانتساب إلى عضوية النقابة انتسابا إجباريا، وهذا يشكل انتهاكا صارخا لحق دستوري وارد في المادة (15) من الدستور، يضمن للأردنيين حرية الرأي والتعبير، بحكم أن الصحافة تعد مظهرا من مظاهر هذه الحرية، كذلك يعد هذا التقييد تجاوزا صارخا لمبادئ أرستها المواثيق الدولية، وفق دراسة بعنوان "إلزامية العضوية في نقابة الصحفيين كقيد لممارسة العمل الصحفي".

ولا بد من الإشارة إلى أن هذه القيود تشكل إخلالا بالتزامات الأردن الدولية؛ فقد تلقت الحكومة الأردنية من قبل منظمة مراقبة حقوق الإنسان في عام 2005، رسالة تفيد بتأييد إلغاء إلزامية عضوية نقابة الصحفيين، لأنها تشكل خرقا واضحا للاتفاقيات والمواثيق الدولية وتخل بالالتزامات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان والمترتبة على الأردن؛ ذلك أن دور النقابة يقوم على أساس المشاركة الحرة بعيدا عن القيود الإلزامية التي تعوق العمل الصحفي وحرية الصحافة. وأضافت هذه الرسالة أن التمسك بإلزامية العضوية مبني على حجج واهية غير مقنعة تتمثل في "تعزيز المعايير الصحفية الرفيعة والحد من النفوذ الأجنبي وحماية حرية الصحافة، التي تعد حججا غير منطقية هدفها فقط تبرير إلزامية العضوية للنقابة، التي تؤدي بدورها إلى انتهاك عدد من حقوق الإنسان".

ويتقاطع المحامي المختص في حقوق الإنسان، أيمن هلسة، مع رأي القضاة ويرى في تصريح لمجلة الصحافة أن "نقابة الصحفيين تعمل بموجب القانون وتطبق نصوصه معتقدة أنها بهذه الطريقة ستحمي مهنة الصحافة؛ فعلى الرغم من أن المعايير الدولية جميعها تؤكد أن الانتساب للنقابة يعد أمرا اختياريا ولأي شخص الحق في ممارسة المهنة، فإنها تنص على أن ممارسة المهنة مرتبطة بعضويتها".

يرى هلسة أن فكرة وجود نقابة الصحفيين جاءت لأمر تنظيمي بحت، لا يفترض منه أن يحد من حرية الرأي والتعبير أو من حق الأشخاص الراغبين في ممارسة المهنة، قائلا: "هذا القرار سيقلل من نسبة العاملين في المهنة ولا سيما في إطار عدم استيفاء كثيرين للشروط التي تضعها النقابة للانضمام إلى عضويتها، ومن ثَم ستصبح الصحافة حكرا على فئات محددة، وكل من يحاول أن يمارس المهنة سيجد نفسه أمام خطر الملاحقة القانونية نتيجة لنصوص فُصّلت على مقاسه".

وبهذه التوصيات يدخل مئات الصحفيين الأردنيين في دوامة عهد جديد من التضييقات والتشديدات على عملهم الصحفي في ظل مناخ تشريعي يرهن ممارساتهم الصحفية لقوى رسمية نقابية، رغم أن اجتهاد اللجنــة المعنية بحقــوق الإنســان، والمحكمــة الأوروبيـة لحقـوق الإنسـان، ومحكمـة الـدول الأمريكيـة لحقـوق الإنسـان، والمحكمـة الأفريقيـة لحقـوق الإنسـان، ينص على عـدم جـواز فـرض أي قيـد يحـد مـن ممارسـة العمـل الصحفـي؛ فقـد أشارت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان إلى أن مفهـوم الصحفـي ليس مرتبطا بأي اشتراطات مثل التسجيل في نقابــة للصحفيين.

 

المزيد من المقالات

كيف تغطي الألعاب الأولمبية؟

تمنح تغطية الألعاب الأولمبية للإعلامي الشغوف فرصة لا تُضاهى كي يستعمل كل الأجناس/ الأنماط الصحفية التي درسها، ولا سيما الأجناس الكبرى منها، من ربورتاج، وحوار، و

يونس الخراشي نشرت في: 26 يوليو, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024