"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

في قلب هذا النقاش حول الهجرة بفرنسا تحضر وسائل الإعلام السائدة، ولا سيما التلفزيون والمواقع الإلكترونية، بوصفها الإطار الذي تدور فيه هذه المناقشات، وأيضا بوصفها منتَجا للتمثلات التي يتبناها الرأي العام الفرنسي والأوروبي بشأن المهاجرين. فلدى الفرنسيين علاقة سلبية فيما يتعلق بالهجرة؛ فهي تتأرجح بين التوتر وعدم الثقة، وفقا لأحدث استطلاعات الرأي (يونيو/ حزيران 2023)، التي تشير إلى أن 82% من الفرنسيين يعتقدون أن الهجرة موضوع لا يمكننا التحدث عنه بهدوء (+2 نقطة مقارنة بنوفمبر/ تشرين الثاني 2022). ويضاف إلى التوتر انعدام الثقة؛ إذ يرى 65% أن فرنسا لديها بالفعل العديد من الأجانب وأن الترحيب بمهاجرين إضافيين أمر غير مرغوب فيه، بينما يرى 61% أن بلادهم لم تعد تستطيع الترحيب بمزيد من المهاجرين بسبب اختلاف القيم والثقافة، وهذا يطرح مشكلات التعايش. وكذلك على المستوى الاقتصادي؛ إذ يعتقد 71% أن الهجرة الاقتصادية تسمح لأصحاب العمل بخفض الأجور. وتتعارض هذه التصورات مع الواقع الموضوعي، الذي تؤيده الأرقام الرسمية للحكومة الفرنسية؛ فإلى حدود عام 2022، يعيش في فرنسا 7.0 ملايين مهاجر، أي 10.3% من إجمالي السكان، و35% منهم حصلوا على الجنسية الفرنسية. ويبلغ عدد السكان الأجانب الذين يعيشون في البلاد 5.3 ملايين نسمة، أي 7.8% من إجمالي السكان، منهم 4.5 ملايين مهاجر لم يحصلوا على الجنسية الفرنسية و0.8 مليون شخص ولدوا في فرنسا ويحملون جنسية أجنبية.

هذا التبيان بين التمثلات الشعبية والإعلامية والواقع الموضوعي لقضية الهجرة، يطرح إشكالية تعاطي وسائل الإعلام الفرنسية –بوصفها وسيطا– مع قضايا الهجرة، ولا سيما مع بروز نموذج "صحافة الهجرة" في أعقاب "أزمة الهجرة واللجوء" بعد 2015، وسط استقطاب سياسي وأيديولوجي، وتوظيف انتخابي.

من التحدي الاقتصادي إلى المعضلة الأمنية

دخلت الهجرة إلى الصحافة الفرنسية من باب الاقتصاد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ودخول البلاد في مشروع إعادة البناء، في عهد الجنرال ديغول؛ إذ فتحت فرنسا باب الهجرة واسعا أمام سكان مستعمراتها القديمة في شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء. خلال عقدي الستينات والسبعينات ظهر المهاجر الأفريقي والمغاربي في وسائل الإعلام والصحف دائما بوصفه فاعلا في الدورة الاقتصادية؛ عاملا أعزب، منخفض الأجر وقليل التعليم، منعزلا عن المجتمع الفرنسي في أحياء الصفيح، والأهم، أنه يحقق فائض القيمة المناسب للرأسمالية الفرنسية. ورغم التوترات الأمنية التي خلقتها الثورة الجزائرية والاحتجاجات التي نفذها العمال الجزائريون وقتئذ، فإنها كانت فترة عابرة لم تؤثر جذريا على تمثيل المهاجر في وسائل الإعلام المحلية، وبقية مقالات الهجرة وموضوعاتها في يد أقسام الاقتصاد داخل المؤسسات الإعلامية، تتعامل معها بوصفها أرقاما ونسبا، من دون الالتفات إلى المهاجر بوصفه ذاتا إنسانية معقدة تنطوي على أبعاد ثقافية وروحية.

خلال عقدي الستينات والسبعينات ظهر المهاجر الأفريقي والمغاربي في وسائل الإعلام والصحف دائما بوصفه فاعلا في الدورة الاقتصادية؛ عاملا أعزب، منخفض الأجر وقليل التعليم، منعزلا عن المجتمع الفرنسي في أحياء الصفيح، والأهم، أنه يحقق فائض القيمة المناسب للرأسمالية الفرنسية.

في منتصف السبعينات، وبعد تطور الوعي في صفوف الطبقة العاملة المهاجرة (تنفيذ أول إضراب عمالي في مصانع إعادة تدوير الورق في نانتير، 21 مايو/ أيار 1973)، الذي ترافق مع الأزمة النفطية العالمية، وتأثيراتها الكارثية على الاقتصادات الغربية، تحولت تمثيلات المهاجر في الصحافة الفرنسية من مجرد "أداة اقتصادية" إلى "إشكالية اجتماعية". مع انتهاء مشروع إعادة البناء، لم تعد السوق الفرنسية تحتاج أعدادا كبيرة من العمال المهاجرين، فقررت حكومة فاليري جيسكار ديستان في عام 1974، تعليق دخول العمال المهاجرين الدائمين، على أمل الحد من البطالة، ثم أقرت قانونا للمساعدة على العودة إلى البلد الأصلي في عام 1977، لتستمر هذه السياسة مع صدور قانون بونيه عام 1980، الذي جعل شروط الدخول إلى البلاد أكثر صرامة وسمح بطرد الأجانب في حالة الإخلال بالنظام العام. شكّل تحول السبعينات الجذري تغيرا أساسيا في صورة المهاجر على صفحات الجرائد الفرنسية وفي الشاشات؛ إذ تحول من فاعل اقتصادي إيجابي، إلى فاعل اقتصادي سلبي، يسهم في رفع نسبة البطالة في البلاد ويحرم الفرنسيين من فرص العمل. ومع ذلك لم تغادر قضايا الصحافة، أقسام الاقتصاد في وسائل الإعلام، وحافظت على هذه الطبيعة.

شكّل تحول السبعينات الجذري تغيرا أساسيا في صورة المهاجر على صفحات الجرائد الفرنسية وفي الشاشات؛ إذ تحول من فاعل اقتصادي إيجابي، إلى فاعل اقتصادي سلبي، يسهم في رفع نسبة البطالة في البلاد ويحرم الفرنسيين من فرص العمل.

ومع انتخاب فرانسوا ميتران رئيسا للجمهورية، اتُّخذت سلسلة من الإجراءات الفورية لمنح حقوق للمهاجرين ووقف عمليات الطرد جميعها؛ فقد ألغيت أحكام قانون بونيه في أكتوبر/ تشرين الأول 1981 ونظام المساعدة على العودة في نوفمبر 198/ تشرين الثاني، وإقرار قانون 17 يوليو/ تموز 1984 بشأن تصريح الإقامة والعمل الفردي، الذي اعترف للمرة الأولى بالطبيعة الدائمة لاستقرار السكان المهاجرين في فرنسا وفَصَلَ بين الحق في الإقامة والعمل. وقد لعبت الصحافة اليسارية في ذلك الوقت دورا بارزا في الدفاع عن خيارات الحكومة الجديدة أمام الرأي العام. ولعبت جماعات حقوق المهاجرين دورا رئيسا في جلب الهجرة إلى النقاش العام. لكن ظهور الجبهة الوطنية -حزب اليمين المتشدد- عام 1983 والأزمة الاقتصادية المستمرة أثر على الخطاب السياسي، لتعود السلطة إلى سياسات "السيطرة على تدفقات الهجرة". دفعت سياسة ميتران إلى تزايد أعداد المهاجرين، وقد تحولت طبيعة الوجود الأجنبي في البلاد، من عمل الأفراد إلى العائلات، وبدأت تظهر أحياء واسعة في الحزام الباريسي تضم مئات العائلات من أصول مغاربية وأفريقية، وبذلك بدأت في الظهور إلى المجال العام عادات وتقاليد وثقافات جديدة.

في هذه اللحظة بدأت تمثلات المهاجر في وسائل الإعلام الفرنسية في التحول نحو البعد الثقافي؛ فقد فرضت التحولات السوسيولوجية تحولا في الخطاب الإعلامي ترافق مع بروز مشكلات الاندماج والعنصرية، مدفوعة بوعي الجيل الثاني بها.

إن ظهور ما تسميه عالمة الاجتماع آني كولوفالد "مشكلة الضواحي" قبل ثلاثين عاما يفسر التحول في إنتاج المعلومات بشأن الهجرة؛ فمع الأحداث التي وقعت عام 1981 في منطقة مينجويت (في ضواحي ليون)، تركز اهتمام السياسيين والصحفيين على المهاجرين من الجيل الثاني. وهنا لم تعد الهجرة والمهاجرين في وسائل الإعلام الفرنسية قضايا اقتصادية، بل مشكلات أمنية وثقافية.

لقد بدأت وسائل الإعلام والصحف تهتم بالجانب الديني والثقافي للمهاجرين وتأثيراته على وجودهم في فرنسا. وفي نهاية الثمانينيات، بلورت الهجرة والإسلام تمثلات جديدة حول الهجرة؛ فقد أدى طرد ثلاث فتيات محجبات من مدرسة ثانوية في أوبرفيليه عام 1989 إلى إعادة إطلاق النقاش بشأن مسائل الاندماج والعنصرية في وسائل الإعلام. اكتسبت هذه "القضية" زخما إعلاميا بشكل خاص لأنها تشكك في المبادئ العلمانية لمدرسة الجمهورية لترسخ تمثلا جديدا عن المهاجرين بوصفهم معادين للعلمانية والجمهورية. ومنذ ذلك الوقت أصبحت قضية الهجرة من اختصاص صحافة الأمن والحوادث، ولا سيما بعد عام 1996 في عهد جاك شيراك، عندما هيمنت تعبئة المهاجرين غير الشرعيين على الأخبار مع احتلال كنيستي سان أمبرواز وسانت برنارد في باريس، احتجاجا على عمليات الطرد.

لاحقا، ارتكز الخطاب العام بشأن الهجرة على الانتقال مما يسمى بالهجرة "الخاضعة" إلى الهجرة "الانتقائية"، الموجهة نحو القطاعات التي تفتقر إلى العمالة. أسهمت هذه التحولات السياسية والاجتماعية في رسم صورة للمهاجر في وسائل الإعلام السائدة بوصفه "مهددا للأمن". وهذه الظاهرة الإعلامية ليست حديثة، وغالبا ما تظل مرتبطة بالخطابات السياسية. إن إضفاء الطابع الجماعي على الخبر، أي توازي الفعل الإجرامي مع الأصل، هو –من ثَمّ- محاولة لتفسير الفعل المعادي للمجتمع من خلال الأصل الثقافي.

 

الاستقطاب

ترك غياب تخصص صحافة الهجرة –في بلد متنوع– كفرنسا، فراغا كبيرا في تغطية قضايا الهجرة والمهاجرين، بينما أدى وضع هذه المسألة في يد أقسام الحوادث والاقتصاد إلى تشويه صورة المهاجرين على نحو عميق لدى الرأي العام؛ ذلك أنها أصبحت مقترنة بالتهديدات الأمنية والصراع الثقافي والديني، فصارت وجبة دسمة في كل المعارك الانتخابية، يعود ريعها السياسي الأبرز إلى معسكر اليمين المتطرف.

ترك غياب تخصص صحافة الهجرة في بلد متنوع كفرنسا، فراغا كبيرا في تغطية قضايا الهجرة والمهاجرين، بينما أدى وضع هذه المسألة في يد أقسام الحوادث والاقتصاد إلى تشويه صورة المهاجرين على نحو عميق لدى الرأي العام.

وتكشف دراسة فرنسية عن مدى هذا التأثير؛ فبالتأكيد إن زيادة ظهور الهجرة في وسائل الإعلام تؤدي إلى استقطاب المواقف تجاه المسألة. والواقع أن مزيدا من البث المخصص للهجرة على القنوات الفرنسية يؤدي إلى تأجيج الرأي العام تجاه المهاجرين ويجذب المشاهدين نحو المواقف المتطرفة. إن هذا التأثير ليس ذا دلالة إحصائية فحسب، بل هو كبير الحجم أيضًا. ومن ثَم، فإن زيادة قدرها نقطة مئوية واحدة في حصة الموضوعات المخصصة للهجرة، على قناة ولمدة شهر معين، ترتبط، بالنسبة للفرد الذي لم يكن مهتما جدا بالهجرة في البداية، باحتمال فردي أكبر يبلغ نقطتين مئويتين للإبلاغ عن آراء متطرفة تجاه الهجرة. ومن ثَمّ، فإن زيادة وقت البث المخصص للهجرة تصب جزئيا في مصلحة اليمين المتشدد وتؤكد المصلحة الإستراتيجية لبعض المرشحين في فرض موضوع الهجرة في قلب الحملات الانتخابية. وبتغطية إعلامية متساوية، فإن الحديث عن الهجرة يعيد توزيع الأوراق في اللعبة السياسية من خلال استقطاب الناخبين. ومع ذلك، تُظهر نتائج الدراسة أنه ليست الموضوعات المتعلقة بالهجرة كلّها متساوية. باستخدام أساليب تحليل الخطاب، تنجح الدراسة في عزل الموضوعات الأكثر تحديدا المتعلقة بالهجرة في وسائل الإعلام الفرنسية. وتكشف البيانات، أن قنوات مثل قناة TF1 على سبيل المثال، التي يشاهدها قطاع واسع من الرأي العام، تربط الهجرة في 20% من الحالات بتكلفتها، وفي 12% من الحالات بالإرهاب.

تكشف البيانات، أن قنوات مثل قناة TF1 على سبيل المثال، التي يشاهدها قطاع واسع من الرأي العام، تربط الهجرة في 20% من الحالات بتكلفتها، وفي 12% من الحالات بالإرهاب.

هذه الصورة المهيمنة في الإعلام السائد تقابلها محاولات في الإعلام البديل وفي الصحف والمؤسسات الإعلامية ذات التوجهات اليسارية، لتقديم تغطية متوازنة لقضايا الهجرة. والأهم من كل ذلك بداية ظهور تخصص "صحافة الهجرة" خلال السنوات الأخيرة، بوصفه قسما مستقلا في كثير من الصحف ووسائل الإعلام يعالج قضية الهجرة من أبعاد مختلفة، ولا يحصرها في جوانبها الاقتصادية والأمنية. هذا التخصص، لا يحصر مصادره في وسائل الدولة الاقتصادية والإحصائية والأمنية، بل إن المجتمع المدني، والعمل الاستقصائي الميداني يعدان بالنسبة له المصدر الأساسي لعمله. وفي الوقت نفسه يسعى إلى تغطية الهجرة في بعدها الدولي الشامل، مسائِلًا القضايا الجيوسياسية والعلاقات الدولية وطبيعة تقسيم العمل الدولي والاقتصادي السياسي وغيرها من التخصصات في العلوم الاجتماعية. ومع ذلك، يظل هذا النهج الجديد محدودا في الحضور والتأثير؛ أولا بسبب نقص الكوادر الصحفية القادرة على تغطية قضايا الهجرة لعدم وجود مساقات تعليمية كافية وعميقة في الموضوع، وثانيا بسبب استثمار التكتلات الرأسمالية –الإعلامية الكبرى في قضية الهجرة بوصفها أداة انتخابية وسياسية للتعبئة والاستقطاب. ونتج عن ذلك احتكار تغطية كل ما يتعلق بالهجرة واللجوء والمهاجرين ضمن منظور الصراعات الثقافية والدينية والسياسية والتهديدات الأمنية والاقتصادية؛ لأن هذه التكتلات تستثمر في الخوف كبضاعة تجني ريعها من الرأي العام.

المزيد من المقالات

عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023