عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

لا يزال صوت أستاذتي، التي كانت تدرسنا في جامعة "السوربون" مقرَّر "وسائل الإعلام والمجتمع"، يرن في أذني؛ أتذكّرها، عندما كانت تُخفِض نبرتها لتستخلص، أمامنا، ما توصلت إليه من قناعة خلال مسيرتها الأكاديمية الطويلة: "الموضوعية في الصحافة هي أسطورة.. ولا تصدّقوا من يقول لكم عكس ذلك". و"ماذا عن الحرية في الصحافة؟" سألتُها مستطردةً على "مُسلَّمتها"، فأجابت بأسف: "C'est du pareil au même"، أي: الأمران سيّان. فوجئتُ، بالتأكيد، بما عبّرت عنه أستاذتي التي تنتمي إلى مجتمع، كنّا نحسب أنّ صحافته وصحفيّيه يعيشون في نعيم لا يتوفر لنا، نحن صحفيي البلدان المُسمّاة نامية. لكنني اليوم، فقط، فهمتُ ما كانت تعنيه أستاذتي الفرنسية، التي لا أعرف ما إذا كانت لا تزال على قيد الحياة، وتشهد على ما يرتكبه إعلام بلادها، والإعلام الغربي عموما، من فظاعات في تغطية حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة (1).

لا يزال صوت أستاذتي، التي كانت تدرسنا في جامعة "السوربون" مقرَّر "وسائل الإعلام والمجتمع"، يرن في أذني؛ أتذكّرها، عندما كانت تُخفِض نبرتها لتستخلص، أمامنا، ما توصلت إليه خلال مسيرتها الأكاديمية الطويلة: "الموضوعية في الصحافة هي أسطورة.. ولا تصدّقوا من يقول لكم عكس ذلك".

لكن، ليس تعاطي الإعلام الغربي مع حرب غزة هو موضوع هذه السطور، بل الحرية الصحفية التي يُحتفى بها في هذه الأيام، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة عقود؛ فهي تُحيي، عبره، ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي جرى تبنيه في مؤتمر للصحفيين الأفارقة في 3 مايو/ أيار 1991، بهدف تطوير صحافة حرة ومستقلة وتعددية. ومنذ ذلك الوقت، تحوّل هذا الإعلان إلى "أداة" لقياس أحوال الصحافة وتقييمها في 180 دولة في العالم، وبات "3 مايو/ أيار" ذكرى يتجدد فيها، كل عام، التأكيد على المبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وحماية وسائل الإعلام من شتّى أنواع الاعتداءات، وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، ووجوب ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحفيين. كذلك أضحى مناسَبةً، تُوجَّه فيها التحية إلى الصحفيين الذين واجهوا (ويواجهون) الموت أو السجن في أثناء ممارسة مهنتهم(2). وإذا كان الفيلسوف الألماني كارل ماركس يرى أن الإنسان هو أثمن رأسمال في الوجود، فإن القوانين والشرعات الإعلامية الدولية تَعُدّ الحرية الصحفية أهمّ شرط لإعمال حقوق هذا الإنسان.

 

ماذا تعني حرية الصحافة؟

لقد لخصت المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تعريف هذا المفهوم بالقول إنّ "لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقّ حريته في اعتناق الآراء من دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأي وسيلة ومن دون اعتبار للحدود". وعليه، ارتكز كل قانون وُضِع بشأن الإعلام وعمله على هذه المادة، التي لم تكن كافية، كما يبدو، لتأمين الحماية والرعاية للحق الطبيعي للكائن البشري في الاتصال والتعبير عن الرأي، ودرء المخاطر عنه وعن مهنة الصحافة والإعلام والقائمين عليها، بل إن الانهيارات في جدار حرية الإعلام مهولة على مستوى العالم (بدرجات متفاوتة طبعا)، وكلّ المواثيق التي سُنَّت، بعدئذ، في إطار تعزيز الحريات الإعلامية، تقف عاجزة عن حماية الصحفيين من الاعتقال والسجن أو فصلهم من المؤسسات التي يعملون فيها(3).

ومع بداية القرن الحالي، يقدّم لنا الواقع، ودوريّا، نماذج صارخة لانتهاك الحريات الإعلامية في العالم كله؛ إذ يشكل الصحفيون، وأينما وُجِدوا، "أهدافا كبيرة القيمة"، وتوثق الكاميرات مشاهد الاعتداءات التي يتعرض لها صحفيو الميدان في المناطق المشتعلة (أو مَن نسميهم "فدائيّي المهنة"). هم يُقنَصون أو يُحتجَزون أو يُختطَفون من أجل فدية، أو تُنفَّذ فيهم إعدامات علنيّة تبعث برسائل "مختلفة الغايات" إلى الجهات المعنية. فهذا ما حدث، على سبيل المثال، في لبنان والجزائر والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان وأوكرانيا ويوغسلافيا وكل المناطق التي شهدت صراعات وحروبا، ولقد تكشفت صور مفزعة عن تدهور الحريات الإعلامية في ظل أجواء القتل والقمع والفوضى، وهي أجواء شبيهة وتُذكِّر بتلك التي كانت سائدة قبل ثلاثة قرون في أوروبا. لكن، كل ما يحصل في المعمورة، في كفة، وما يفعله الصهاينة في فلسطين، وعلى مرأى من العالم أجمع، في كفة أخرى.

لم يشهد التاريخ الحديث أيّ حرب خيضت بهذه الطريقة المميتة للصحفيين، كتلك التي تُخاض، حاليا، على الصحفيين الفلسطينيين وزملائهم ممّن يغطّون المعارك المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان منذ أكثر من ستة أشهر(4). لقد كشفت الحرب الراهنة قدرة إسرائيل الفائقة، ليس على الإجرام فحسب، بل على جر الغالبية العظمى من حكومات العالم وسياسيّيه إلى دفن أخلاقهم وضميرهم وإنسانيتهم بأيديهم، تحت سابع أرض. وإذا كان مفهوما، ربّما، أن يختلف الناس ويتساجلوا بشأن عدالة القضية الفلسطينية أو حق الفسطينيين في مقاومة المحتل، فمن غير المقبول، على الإطلاق، أن تكون فظاعة ما يحصل أمام أنظارنا من سحق لمقومات وجود الإنسان الفلسطيني موضوعا للسجال والأخذ والرد! والأفظع منه، أن يمتنع "العالم الحر" (تعبير بات مدعاة للسخرية) عن إدانة هذا التدمير والدعوة، أمس قبل اليوم، إلى إيقافه الفوري.

ما تفعله إسرائيل في غزة، لا يتطابق مع أي إستراتيجية عسكرية قرأنا عنها، وتُخاض على أساسها الحروب، الدفاعية منها والهجومية، ولا تشبه حروبها، كذلك، أي نمط من أنماط الحروب التي عرفتها العلوم العسكرية والصراعات المسلحة في التاريخ. وهذه مسألة متوقعة؛ لأنّ ما ينفذه الصهاينة على الأرض الفلسطينية ليس صراعا عسكريا، إنّما هو إبادة جماعية، تقوم عليها عقيدة إسرائيل العسكرية، ولم يشهدها العالم، على الأرجح، منذ أيام المغول (في القرن الثالث عشر)، أي أولئك الذين تُعرّفهم كتب التاريخ بأنهم "أعظم رعب مَرّ على تاريخ البشرية".

دشّنت إسرائيل، في غزة، عهدا جديدا ومفهوما مغايرا لإبادة الشعوب، أبرز مقوّماته أنّه يجري، وعلى عكس كل الإبادات الجماعية المعروفة سابقا، بمباركة المواثيق الدولية وغطرسة المؤسسات الأممية وعجز نظام عالمي (مصطنع) عن إحقاق الحق وإحلال السلام. حطمت إسرائيل رقما قياسيا في عدد الضحايا الفلسطينيين الذين أعدمتهم جماعيا وبشكل منظم؛ فتفوقت جرائمها على جرائم الإبادة في أرمينيا وسربرنيتشا ورواندا وما فعله النازيّون الألمان باليهود في أثناء الحرب العالمية الثانية(5). و"الاجتهاد" الذي أضافته إسرائيل على سِجِل تلك المذابح، هو تعقبها للصحفيين الذين ينقلون، بالخبر والتقرير والصوت والصورة، فظاعاتها في زمن التعتيم والتضليل الإعلامي الغربي ونشر المعلومات الزائفة والكاذبة. كيف تخوض إسرائيل حربها على الصحفييين وحرية الصحافة؟

لم يشهد التاريخ الحديث أيّ حرب خيضت بهذه الطريقة المميتة للصحفيين، كتلك التي تُخاض، حاليا، على الصحفيين الفلسطينيين وزملائهم ممّن يغطّون المعارك المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان منذ أكثر من ستة أشهر.

عدا عمليات القتل والقمع المباشرة بحق الصحفيين، عممت إسرائيل خطابا إعلاميا أسهم، في المضمون والشكل والأسلوب، في التمكين لخطاب متطرف تملؤُه شتى صنوف العنصرية الكريهة، ووضع هذا الخطاب إستراتيجية اعتمدت على خمس آليات، كامنة أو ظاهرة، وَجَّهَتْه وجهةً معينة. هذه الآليات هي(6):

الأولى، وضع النفس في موقع الضحية (وهذه ثابتة في الخطاب اليهودي منذ الأزل)؛ إذ يصور الإعلام الإسرائيلي، والغربي أيضا، الإنسان الإسرائيلي بصورة "الضحية" التي تتعرض للقتل والقصف والتعذيب والاضطهاد، وتحتاج –من ثَمّ- إلى المساعدة في رفع الظلم عنها.

الثانية، التعبئة وإثارة النفوس، بحيث يسعى الإعلام إلى تحريك عواطف الجمهور المتلقي وتأجيج مشاعره وإيقاظ الانفعالات لديه وتحفيز النفوس واستثارتها جماعيا لنصرة إسرائيل. وتتمّ "فبركة" الرأي العام، تارة، عن طريق إثارة الفزع والذعر في حال تخلي العالم عن اليهود وساكني إسرائيل، أو من خلال الكذب ونشر صور لأحداث لم تحصل في الحقيقة (مثل صور الأطفال المحروقين التي ادُّعِي بأنّها تعود لأطفال إسرائيليين ليتبين بعد ذلك زيفها)، وتارة أخرى عبر طمأنة "جمهورهم" بأن الانتصار المُحتَّم سيكون لـ"دولة إسرائيل".

الثالثة، التأسيس للخوف والكراهية، بحيث ينحو الإعلام الإسرائيلي والغربي، دوما، إلى بث نزعة الكراهية والتشدد والتحريض، في بعض المواقف والموضوعات، لممارسة العنف بحق الفلسطينيين.

أمّا الآليّة الرابعة، فهي النزعة الفوقية والشوفينية التي تقوم على مفهوم "تفوق إسرائيل (والغرب)" على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بوصفها حجّة ومنطلَقا لرفض فكر "العدوّ" وفلسفته، وكذلك بوصفها أداة سياسية واجتماعية لرفض أنماط العيش والاجتماع والنظم السائدة لدى هذا العدو؛ فإسرائيل هي التي ينتسب أعضاؤها إلى الطليعة، وعلى هؤلاء أن يحدّدوا، مِن ثَمّ، علاقاتهم بالآخرين المحيطين بهم وفق أُسس دينهم ومبادئه وخصائصه وآفاق تعاليمه.

وتعتمد الآلية الخامسة على اللغة النزاعية، وهي أهم آلية يعتمدها الخطاب الإسرائيلي إزاء حركة حماس والفلسطينيين؛ بحيث يسعى هذا الخطاب إلى إقناع الجمهور وتحفيزه (بشكل مباشر وعلني غالبا) لنبذ أفكار "الخصم" ومعتقداته وقيمه وسلوكاته واستنكارها، بحكم أن كل ما لدى "هذا الخصم" غير مقبول ومكروه، ومرفوض حتى. وفي هذا السياق، تعمد اللغة النزاعية لخطاب الإسرائيليين ومؤيديهم إلى تقويض مصداقية حركة حماس وتجريدها من الشرعية عبر تصنيفها وتوصيفها بألفاظ سلبية وتجريدها من الإنسانية عبر إظهار العمليات، التي تمارسها، منافية لحقوق الإنسان وكرامته، وإلصاق صفات شخصية وألقاب وتسميات تحمل خلفيات أيديولوجية ودينية وأخلاقية(7).

تعتمد الآلية الخامسة على اللغة النزاعية، وهي أهم آلية يعتمدها الخطاب الإسرائيلي إزاء حركة حماس والفلسطينيين؛ بحيث يسعى هذا الخطاب إلى إقناع الجمهور وتحفيزه لنبذ أفكار "الخصم" ومعتقداته وقيمه وسلوكاته واستنكارها.

 بعد اجتياحها العراق في سنة 2003، قررت الولايات المتحدة الأمريكية إنفاق ملايين الدولارات من أجل "تشجيع الديمقراطية في العالم العربي"، من خلال دورات تدريب للصحفيين؛ فواشنطن تُدرك، بعد التجربة المُرّة في فيتنام، أنّ الإعلام أكثر خطورة من أن يُترَك للإعلاميين. واليوم وبعد عقدين من الزمن، ها هي الولايات المتحدة، ذاتها، تُنفِق ملايين الدولارات من أجل تشجيع القمع في فلسطين، من خلال إطلاق العنان للآلة الحربية الإسرائيلية لكي تقتل الصحفيين، بخاصّة. رهيبة هذه المفارقة!

واليوم، إذا كانت الأنظمة السياسية الغربية، ولا سيما تلك المتعاطفة مع كيان الاحتلال في فلسطين، مبتهجة بالعناوين البراقة التي تسوقها عن نهجها الديمقراطي الحر؛ كعنوان "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، فلأنّها تعبِّر، عموما، عن نفاق واضح وتساوق لا مثيل له مع الجلاد منذ البداية. فهل ستتنكر له، عندما تُدرك أنّه ساقط لا محالة؟ اقتضى التساؤل والترقّب.

المراجع 

(1) سعاد قطناني، BBC انكسار الصورة، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2018.

(2) Stéphane Hoebeke & Bernard Mouffe, Le droit de la presse, 3e édition, Belgique, Anthemis s.a, 2012.

(3) صباح ياسين، الإعلام حرية في انهيار، بيروت، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2010.

(4) عبد الناصر العبري، الإعلام والحرب في بيئة أمنية متغيرة - توازنات إستراتيجية وفاعلون جدد، بيروت، رياض الريّس للكتب والنشر، 2021.

(5) رشيد الخالدي، حرب المئة عام على فلسطين، بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2021.

(6) Patrick Charaudeau, Les médias et l’information - l’impossible transparence du discours, Bruxelles, De boeck, 2005.

 (7) Daniel Cornu, Journalisme et vérité, Genève, LABOR ET FIDES, 2009.

المزيد من المقالات

تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025