عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

لا يزال صوت أستاذتي، التي كانت تدرسنا في جامعة "السوربون" مقرَّر "وسائل الإعلام والمجتمع"، يرن في أذني؛ أتذكّرها، عندما كانت تُخفِض نبرتها لتستخلص، أمامنا، ما توصلت إليه من قناعة خلال مسيرتها الأكاديمية الطويلة: "الموضوعية في الصحافة هي أسطورة.. ولا تصدّقوا من يقول لكم عكس ذلك". و"ماذا عن الحرية في الصحافة؟" سألتُها مستطردةً على "مُسلَّمتها"، فأجابت بأسف: "C'est du pareil au même"، أي: الأمران سيّان. فوجئتُ، بالتأكيد، بما عبّرت عنه أستاذتي التي تنتمي إلى مجتمع، كنّا نحسب أنّ صحافته وصحفيّيه يعيشون في نعيم لا يتوفر لنا، نحن صحفيي البلدان المُسمّاة نامية. لكنني اليوم، فقط، فهمتُ ما كانت تعنيه أستاذتي الفرنسية، التي لا أعرف ما إذا كانت لا تزال على قيد الحياة، وتشهد على ما يرتكبه إعلام بلادها، والإعلام الغربي عموما، من فظاعات في تغطية حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة (1).

لا يزال صوت أستاذتي، التي كانت تدرسنا في جامعة "السوربون" مقرَّر "وسائل الإعلام والمجتمع"، يرن في أذني؛ أتذكّرها، عندما كانت تُخفِض نبرتها لتستخلص، أمامنا، ما توصلت إليه خلال مسيرتها الأكاديمية الطويلة: "الموضوعية في الصحافة هي أسطورة.. ولا تصدّقوا من يقول لكم عكس ذلك".

لكن، ليس تعاطي الإعلام الغربي مع حرب غزة هو موضوع هذه السطور، بل الحرية الصحفية التي يُحتفى بها في هذه الأيام، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثة عقود؛ فهي تُحيي، عبره، ذكرى اعتماد إعلان ويندهوك التاريخي الذي جرى تبنيه في مؤتمر للصحفيين الأفارقة في 3 مايو/ أيار 1991، بهدف تطوير صحافة حرة ومستقلة وتعددية. ومنذ ذلك الوقت، تحوّل هذا الإعلان إلى "أداة" لقياس أحوال الصحافة وتقييمها في 180 دولة في العالم، وبات "3 مايو/ أيار" ذكرى يتجدد فيها، كل عام، التأكيد على المبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وحماية وسائل الإعلام من شتّى أنواع الاعتداءات، وتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، ووجوب ضمان بيئة إعلامية حرة وآمنة للصحفيين. كذلك أضحى مناسَبةً، تُوجَّه فيها التحية إلى الصحفيين الذين واجهوا (ويواجهون) الموت أو السجن في أثناء ممارسة مهنتهم(2). وإذا كان الفيلسوف الألماني كارل ماركس يرى أن الإنسان هو أثمن رأسمال في الوجود، فإن القوانين والشرعات الإعلامية الدولية تَعُدّ الحرية الصحفية أهمّ شرط لإعمال حقوق هذا الإنسان.

 

ماذا تعني حرية الصحافة؟

لقد لخصت المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تعريف هذا المفهوم بالقول إنّ "لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقّ حريته في اعتناق الآراء من دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين، بأي وسيلة ومن دون اعتبار للحدود". وعليه، ارتكز كل قانون وُضِع بشأن الإعلام وعمله على هذه المادة، التي لم تكن كافية، كما يبدو، لتأمين الحماية والرعاية للحق الطبيعي للكائن البشري في الاتصال والتعبير عن الرأي، ودرء المخاطر عنه وعن مهنة الصحافة والإعلام والقائمين عليها، بل إن الانهيارات في جدار حرية الإعلام مهولة على مستوى العالم (بدرجات متفاوتة طبعا)، وكلّ المواثيق التي سُنَّت، بعدئذ، في إطار تعزيز الحريات الإعلامية، تقف عاجزة عن حماية الصحفيين من الاعتقال والسجن أو فصلهم من المؤسسات التي يعملون فيها(3).

ومع بداية القرن الحالي، يقدّم لنا الواقع، ودوريّا، نماذج صارخة لانتهاك الحريات الإعلامية في العالم كله؛ إذ يشكل الصحفيون، وأينما وُجِدوا، "أهدافا كبيرة القيمة"، وتوثق الكاميرات مشاهد الاعتداءات التي يتعرض لها صحفيو الميدان في المناطق المشتعلة (أو مَن نسميهم "فدائيّي المهنة"). هم يُقنَصون أو يُحتجَزون أو يُختطَفون من أجل فدية، أو تُنفَّذ فيهم إعدامات علنيّة تبعث برسائل "مختلفة الغايات" إلى الجهات المعنية. فهذا ما حدث، على سبيل المثال، في لبنان والجزائر والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان وأوكرانيا ويوغسلافيا وكل المناطق التي شهدت صراعات وحروبا، ولقد تكشفت صور مفزعة عن تدهور الحريات الإعلامية في ظل أجواء القتل والقمع والفوضى، وهي أجواء شبيهة وتُذكِّر بتلك التي كانت سائدة قبل ثلاثة قرون في أوروبا. لكن، كل ما يحصل في المعمورة، في كفة، وما يفعله الصهاينة في فلسطين، وعلى مرأى من العالم أجمع، في كفة أخرى.

لم يشهد التاريخ الحديث أيّ حرب خيضت بهذه الطريقة المميتة للصحفيين، كتلك التي تُخاض، حاليا، على الصحفيين الفلسطينيين وزملائهم ممّن يغطّون المعارك المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان منذ أكثر من ستة أشهر(4). لقد كشفت الحرب الراهنة قدرة إسرائيل الفائقة، ليس على الإجرام فحسب، بل على جر الغالبية العظمى من حكومات العالم وسياسيّيه إلى دفن أخلاقهم وضميرهم وإنسانيتهم بأيديهم، تحت سابع أرض. وإذا كان مفهوما، ربّما، أن يختلف الناس ويتساجلوا بشأن عدالة القضية الفلسطينية أو حق الفسطينيين في مقاومة المحتل، فمن غير المقبول، على الإطلاق، أن تكون فظاعة ما يحصل أمام أنظارنا من سحق لمقومات وجود الإنسان الفلسطيني موضوعا للسجال والأخذ والرد! والأفظع منه، أن يمتنع "العالم الحر" (تعبير بات مدعاة للسخرية) عن إدانة هذا التدمير والدعوة، أمس قبل اليوم، إلى إيقافه الفوري.

ما تفعله إسرائيل في غزة، لا يتطابق مع أي إستراتيجية عسكرية قرأنا عنها، وتُخاض على أساسها الحروب، الدفاعية منها والهجومية، ولا تشبه حروبها، كذلك، أي نمط من أنماط الحروب التي عرفتها العلوم العسكرية والصراعات المسلحة في التاريخ. وهذه مسألة متوقعة؛ لأنّ ما ينفذه الصهاينة على الأرض الفلسطينية ليس صراعا عسكريا، إنّما هو إبادة جماعية، تقوم عليها عقيدة إسرائيل العسكرية، ولم يشهدها العالم، على الأرجح، منذ أيام المغول (في القرن الثالث عشر)، أي أولئك الذين تُعرّفهم كتب التاريخ بأنهم "أعظم رعب مَرّ على تاريخ البشرية".

دشّنت إسرائيل، في غزة، عهدا جديدا ومفهوما مغايرا لإبادة الشعوب، أبرز مقوّماته أنّه يجري، وعلى عكس كل الإبادات الجماعية المعروفة سابقا، بمباركة المواثيق الدولية وغطرسة المؤسسات الأممية وعجز نظام عالمي (مصطنع) عن إحقاق الحق وإحلال السلام. حطمت إسرائيل رقما قياسيا في عدد الضحايا الفلسطينيين الذين أعدمتهم جماعيا وبشكل منظم؛ فتفوقت جرائمها على جرائم الإبادة في أرمينيا وسربرنيتشا ورواندا وما فعله النازيّون الألمان باليهود في أثناء الحرب العالمية الثانية(5). و"الاجتهاد" الذي أضافته إسرائيل على سِجِل تلك المذابح، هو تعقبها للصحفيين الذين ينقلون، بالخبر والتقرير والصوت والصورة، فظاعاتها في زمن التعتيم والتضليل الإعلامي الغربي ونشر المعلومات الزائفة والكاذبة. كيف تخوض إسرائيل حربها على الصحفييين وحرية الصحافة؟

لم يشهد التاريخ الحديث أيّ حرب خيضت بهذه الطريقة المميتة للصحفيين، كتلك التي تُخاض، حاليا، على الصحفيين الفلسطينيين وزملائهم ممّن يغطّون المعارك المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان منذ أكثر من ستة أشهر.

عدا عمليات القتل والقمع المباشرة بحق الصحفيين، عممت إسرائيل خطابا إعلاميا أسهم، في المضمون والشكل والأسلوب، في التمكين لخطاب متطرف تملؤُه شتى صنوف العنصرية الكريهة، ووضع هذا الخطاب إستراتيجية اعتمدت على خمس آليات، كامنة أو ظاهرة، وَجَّهَتْه وجهةً معينة. هذه الآليات هي(6):

الأولى، وضع النفس في موقع الضحية (وهذه ثابتة في الخطاب اليهودي منذ الأزل)؛ إذ يصور الإعلام الإسرائيلي، والغربي أيضا، الإنسان الإسرائيلي بصورة "الضحية" التي تتعرض للقتل والقصف والتعذيب والاضطهاد، وتحتاج –من ثَمّ- إلى المساعدة في رفع الظلم عنها.

الثانية، التعبئة وإثارة النفوس، بحيث يسعى الإعلام إلى تحريك عواطف الجمهور المتلقي وتأجيج مشاعره وإيقاظ الانفعالات لديه وتحفيز النفوس واستثارتها جماعيا لنصرة إسرائيل. وتتمّ "فبركة" الرأي العام، تارة، عن طريق إثارة الفزع والذعر في حال تخلي العالم عن اليهود وساكني إسرائيل، أو من خلال الكذب ونشر صور لأحداث لم تحصل في الحقيقة (مثل صور الأطفال المحروقين التي ادُّعِي بأنّها تعود لأطفال إسرائيليين ليتبين بعد ذلك زيفها)، وتارة أخرى عبر طمأنة "جمهورهم" بأن الانتصار المُحتَّم سيكون لـ"دولة إسرائيل".

الثالثة، التأسيس للخوف والكراهية، بحيث ينحو الإعلام الإسرائيلي والغربي، دوما، إلى بث نزعة الكراهية والتشدد والتحريض، في بعض المواقف والموضوعات، لممارسة العنف بحق الفلسطينيين.

أمّا الآليّة الرابعة، فهي النزعة الفوقية والشوفينية التي تقوم على مفهوم "تفوق إسرائيل (والغرب)" على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بوصفها حجّة ومنطلَقا لرفض فكر "العدوّ" وفلسفته، وكذلك بوصفها أداة سياسية واجتماعية لرفض أنماط العيش والاجتماع والنظم السائدة لدى هذا العدو؛ فإسرائيل هي التي ينتسب أعضاؤها إلى الطليعة، وعلى هؤلاء أن يحدّدوا، مِن ثَمّ، علاقاتهم بالآخرين المحيطين بهم وفق أُسس دينهم ومبادئه وخصائصه وآفاق تعاليمه.

وتعتمد الآلية الخامسة على اللغة النزاعية، وهي أهم آلية يعتمدها الخطاب الإسرائيلي إزاء حركة حماس والفلسطينيين؛ بحيث يسعى هذا الخطاب إلى إقناع الجمهور وتحفيزه (بشكل مباشر وعلني غالبا) لنبذ أفكار "الخصم" ومعتقداته وقيمه وسلوكاته واستنكارها، بحكم أن كل ما لدى "هذا الخصم" غير مقبول ومكروه، ومرفوض حتى. وفي هذا السياق، تعمد اللغة النزاعية لخطاب الإسرائيليين ومؤيديهم إلى تقويض مصداقية حركة حماس وتجريدها من الشرعية عبر تصنيفها وتوصيفها بألفاظ سلبية وتجريدها من الإنسانية عبر إظهار العمليات، التي تمارسها، منافية لحقوق الإنسان وكرامته، وإلصاق صفات شخصية وألقاب وتسميات تحمل خلفيات أيديولوجية ودينية وأخلاقية(7).

تعتمد الآلية الخامسة على اللغة النزاعية، وهي أهم آلية يعتمدها الخطاب الإسرائيلي إزاء حركة حماس والفلسطينيين؛ بحيث يسعى هذا الخطاب إلى إقناع الجمهور وتحفيزه لنبذ أفكار "الخصم" ومعتقداته وقيمه وسلوكاته واستنكارها.

 بعد اجتياحها العراق في سنة 2003، قررت الولايات المتحدة الأمريكية إنفاق ملايين الدولارات من أجل "تشجيع الديمقراطية في العالم العربي"، من خلال دورات تدريب للصحفيين؛ فواشنطن تُدرك، بعد التجربة المُرّة في فيتنام، أنّ الإعلام أكثر خطورة من أن يُترَك للإعلاميين. واليوم وبعد عقدين من الزمن، ها هي الولايات المتحدة، ذاتها، تُنفِق ملايين الدولارات من أجل تشجيع القمع في فلسطين، من خلال إطلاق العنان للآلة الحربية الإسرائيلية لكي تقتل الصحفيين، بخاصّة. رهيبة هذه المفارقة!

واليوم، إذا كانت الأنظمة السياسية الغربية، ولا سيما تلك المتعاطفة مع كيان الاحتلال في فلسطين، مبتهجة بالعناوين البراقة التي تسوقها عن نهجها الديمقراطي الحر؛ كعنوان "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، فلأنّها تعبِّر، عموما، عن نفاق واضح وتساوق لا مثيل له مع الجلاد منذ البداية. فهل ستتنكر له، عندما تُدرك أنّه ساقط لا محالة؟ اقتضى التساؤل والترقّب.

المراجع 

(1) سعاد قطناني، BBC انكسار الصورة، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2018.

(2) Stéphane Hoebeke & Bernard Mouffe, Le droit de la presse, 3e édition, Belgique, Anthemis s.a, 2012.

(3) صباح ياسين، الإعلام حرية في انهيار، بيروت، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، 2010.

(4) عبد الناصر العبري، الإعلام والحرب في بيئة أمنية متغيرة - توازنات إستراتيجية وفاعلون جدد، بيروت، رياض الريّس للكتب والنشر، 2021.

(5) رشيد الخالدي، حرب المئة عام على فلسطين، بيروت، الدار العربية للعلوم ناشرون، 2021.

(6) Patrick Charaudeau, Les médias et l’information - l’impossible transparence du discours, Bruxelles, De boeck, 2005.

 (7) Daniel Cornu, Journalisme et vérité, Genève, LABOR ET FIDES, 2009.

المزيد من المقالات

الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024