نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

استمع إلى المقالة

منذ عقد تقريبا، وفي منتصف كل عام، يُصدر معهد رويترز تقريره الخاص بالصحافة والإعلام الرقميين، بغية توضيح أنماط تعاطي فئات متنوعة من الجمهور حول العالم مع الأخبار في بيئة الإعلام الجديدة التي تسيطر عليها منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وشركات التقنية الكبرى. 

وقد ساعد نشر هذا التقرير في السنوات الماضية في الكشف عن نسقٍ أساسي شديد الخطورة والتأثير، مرتبط بالهيمنة المديدة والمفرطة لمنصّات "التواصل الاجتماعي" على حصص الأخبار التي تصل إلى الجمهور وأشكالها، وما يعنيه ذلك من تحكّم بها  ولي ذراع الجهات المشاركة في إنتاجها.

 وقد عاد التقرير ليؤكّد المؤكَّد، ويتحدث عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب. غير أن المشهد الذي يحاول التقرير الإحاطة به واسع وشديد التعقيد والتباين؛ ذلك أنه يدعي تمثيل 47 دولة في ست قارات، وهي دول تتوزع على شمال العالم وجنوبه، وبينها من الاختلافات قدر كبير حتى في النطاق الجغرافي الواحد.

 ففي القارة الأوروبية نجد فنلندا والدنمارك اللتين تنعمان بحالة إيجابية نسبيا من الاستهلاك الإخباري وزيادة الاهتمام بالاشتراك المدفوع بمنافذ الصحافة الرقمية، ونجد على الجهة الأخرى بلغاريا وهنغاريا وبولندا وتركيا، التي تتراجع على مؤشر الحريات الصحفية وتشهد صحافتها حالةً من التدخلات الشديدة من طرف السياسيين ورجال الأعمال. أما في منطقة آسيا والمحيط الهادي، فقد دخلت في التقرير 11 دولة، منها أستراليا واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية، إضافة إلى الهند والفلبين وتايوان، في حين اقتصر التقرير على تغطية أربع دول أفريقية هي كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا، إضافة إلى المغرب، وهي المرّة الأولى التي يغطي فيها تقرير رويترز دولة عربية منذ بدء صدوره عام 2012. 

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي.

وحتى على مستوى عينات الاستبيان الذي يعتمد عليه التقرير، فثمة تقييدات أساسية ينبّه عليها الباحثون تحدّ من تعميم نتائج تقريرهم، منها مثلا أن الاستبيان في دولٍ مثل الهند ونيجيريا وجنوب أفريقيا استهدف عينة من الناطقين بالإنجليزية من السكان، لاستحالة تمثيل المجموعات الأخرى عبر استبيان رقمي. وتنسحب هذه الملاحظة على بقية الدول المستهدفة؛ ذلك أن المستجوبين في الاستبيانات الرقمية يكونون عادة من "المجتمع الرقمي"، أي من الفئات المتعلمة والأصغر سنا، وهو تباين يكون أكثر وضوحا كما يشير التقرير في دول تتراجع فيها نسب الوصول إلى الإنترنت، مثل الهند وجنوب أفريقيا (60% و58% على التوالي). وهكذا، فإنه يلزم مقاربة نتائج التقرير بالنظر إلى مثل هذه المحددات وسواها، والتأنّي قبل عدّ التقرير دالّا على "اتجاه عالمي" لنمط بعينه من استهلاك الأخبار الرقمية، ولا سيما مع استمرار غياب تمثيل المنطقة العربية في الاستبيان. 

 

أثر التحوّلات في منصّات التواصل الاجتماعي

حسب بيانات تقرير رويترز للأخبار الرقمية، فإن ثمة مؤشرات على بداية موجة جديدة من التحولات التقنية التي ستدفع الشركات التقنية إلى إعادة النظر في إستراتيجيات المحتوى، وهو ما سيفرض تحديا جديدا على قطاع الأخبار والعاملين فيه في المستقبل. المقصود هنا هو تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وآثارها المحتملة على تغيير سلوك مستهلكي المعرفة عموما، بما في ذلك الأخبار، والتعقيدات الناجمة عن ذلك في حال تشديد القواعد التنظيمية لكبح جماح عمليات الفبركة وحملات التضليل. إلا أن الظاهرة الأبرز حاليا هي الصعود المتواصل لمنصات لم تكن في أصل نشأتها قنوات لاستهلاك الأخبار رقميا، مثل واتساب وتيك توك، ومنصة فيسبوك التي كانت تقليديا (ولا تزال) أهمّ منصّة لوصول الأخبار والمحتوى السياسي للجمهور عالميا. 

الظاهرة الأبرز حاليا هي الصعود المتواصل لمنصات لم تكن في أصل نشأتها قنوات لاستهلاك الأخبار رقميا، مثل واتساب وتيك توك، ومنصة فيسبوك التي كانت تقليديا (ولا تزال) أهمّ منصّة لوصول الأخبار والمحتوى السياسي للجمهور عالميا. 

ضمن هذه الحالة ذاتها، يتبدّى في بيانات التقرير تفضيلٌ متزايد لمحتوى الفيديو، وهو نوع المحتوى الذي يتسق مع إستراتيجيات الشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي التي تسعى دوما إلى زيادة الوقت الذي يقضيه المستخدم على منصاتها، سواء عبر تهميش المنشورات التي تتضمن روابط خارجية، أو منح الأولوية لظهور مقاطع الفيديو المرفوعة عليها، مع تفضيل متواصل للمحتوى غير السياسي. كذلك تعززت المكتسبات التي حققتها منصات الفيديو، مثل يوتيوب وتيك توك وإنستغرام، ولا سيما -وفق ما يذكر التقرير- في دول الجنوب العالمي، حيث يتضاعف الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى الأخبار. فعلى تيك توك، الأكثر استخداما بين الفئات العمرية الأصغر، ارتفعت نسبة من يعتمدون عليه للوصول إلى الأخبار بمعدل 13% عالميا، وهي نسبة ترتفع إلى 23% بين المستجوبين من الفئة العمرية بين 18 إلى 24 عاما. أما لو أخذنا بعض الدول كُلا على حدة، فسنرى نمطا أسرع من النمو في استخدام تيك توك في استهلاك الأخبار، تصل في بعض الحالات إلى ثلث المستخدمين تقريبا، كما هي الحال في تايلاند وكينيا وإندونيسيا والبيرو، إضافة إلى المغرب، التي بلغت نسبة استخدام تيك توك فيها للوصول إلى الأخبار 22%. 

غير أن هذا الوضع يخلق إشكالية واضحة في التداخل المفرط بين طريقة عمل المنصّات ومنافذ الأخبار؛ فمنصّات التواصل الاجتماعي تدرك أنّها لم تعد مكانا لممارسة "التواصل"، بل تحوّلت إلى ساحة واسعة للمحتوى وصنّاعه. في المقابل، تدرك المؤسسات الإخبارية أنّ عليها أن ترضى بدور "صانع المحتوى"، كي يصل منتجها إلى الجمهور، وهو ما يعني مراعاة أمرين هما كذلك متداخلان ويتحكّم أحدهما بالآخر: تفضيلات الجمهور نفسه، ومتطلبات خوارزميات المنصّات التي تتعاطى مع تلك التفضيلات، ولكل ذلك انعكاس معلوم على نوع الأخبار التي تصل إلى الجمهور وطبيعتها. 

ومع النجاح العريض الراهن لمنصّة تيك توك، راح نموذج عملها يسيطر على إستراتيجيات تطوير المنصات الأخرى، فنمت ظاهرة "تكتكة" الإنترنت بحسب وصف صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فتضاعف رواج محتوى الفيديو والفيديوهات القصيرة، التي يتراجع فيها الاجتماعي والإخباري لصالح الترفيه ومحتوى المؤثّرين والعلامات التجارية الكبرى، وهو ما انعكس سلبا على مكانة الأخبار وإمكانية وصولها والوصول إليها في هذه البيئة الرقمية شديدة التعسف. 

وصحيح أن النسخ السابقة من التقرير لم تقطع الأمل تماما من استمرار اهتمام الجمهور بالأخبار بصيغتها المكتوبة، بل وتحدّثت عن تفضيل نِسَب من المستجوبين للنص الخبري مقارنة بالصوت أو الفيديو لأسباب عمليّة بدت واضحة حينئذ (فالقارئ يستعرض النص الجيّد سريعا ليحصّل المعلومة التي يبحث عنها، بخلاف ما عليه الحال في المحتوى المسموع أو المرئي)، إلا أن تقرير هذا العام يشير إلى اتجاه نحو تفضيل محتوى الفيديو الخبري أيضا، ولا سيما بأشكاله القصيرة؛ فقد أشار 66% من المشاركين في الاستبيان إلى أنهم يستهلكون مقاطع الفيديو الخبرية القصيرة، مرة واحدة في الأسبوع على الأقل. ورغم أنّ التقرير لا يغطي إلا دولة عربية واحدة، فإن مختلف المؤشّرات تقترح اتجاها مماثلا يمكن سحبه على دول عربية مختلفة، ولا سيما مع ارتفاع معدلات الوصول إلى الإنترنت، خصوصا بين الشباب، علما أن نسبة مستهلكي الأخبار عبر الفيديو القصير في المغرب تصل بحسب تقرير رويترز إلى 80%. 

مع النجاح العريض الراهن لمنصّة تيك توك، راح نموذج عملها يسيطر على إستراتيجيات تطوير المنصات الأخرى، فنمت ظاهرة "تكتكة" الإنترنت بحسب وصف صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فتضاعف رواج محتوى الفيديو والفيديوهات القصيرة، التي يتراجع فيها الاجتماعي والإخباري لصالح الترفيه ومحتوى المؤثّرين والعلامات التجارية الكبرى.

ورغم تفهم العوامل التي تضمن تفوق محتوى الفيديو وإغرائه، ولعل أهمها هو أنّ نطاقا واسعا من المستخدمين لا يستهلكون المحتوى إلا عبر المنصة التي يفضلونها (إنستغرام وتيك توك مثلا)، فإن آثار ذلك على طريقة صناعة الأخبار والتعامل معها وخيمة؛ فيصبح الاختزال هو الأساس عوضا عن توضيح السياقات وتقديم الأطر الشارحة، وتحلّ اللغة الجامدة المختصرة محلّ الكتابة الوصفية المؤثرة، فتضيع القصص الصحفية الإنسانية وتضيق المساحة على توظيف أدوات السرد في الكتابة والتقارير الإخبارية، عدا عن زيادة احتمالات التضليل والفبركة. ولا يفوتنا التذكير هنا بالمحنة المضاعفة التي يتركها هذا التحول على حالة الصحافة العربية، التي تشهد انحدارا مقلقا في مختلف المؤشرات، في ظل تراجع مشاريع التحوّل الديمقراطي وأجنداته في المنطقة.

المزيد من المقالات

في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023