بسبب اختياراتها المهنية وتنوع مجالاتها وحرفيتها العالية، تمكنت جائزة بوليتزر من التربع على عرش الجوائز الصحفية والاحتفاء قبل أيام قليلة بمضي 100 عام على إنشائها.
ورغم إعلانها عن جوائز تفوّق في مجالات الرواية والتاريخ والقصص الواقعية والخيال والشعر والسير الذاتية والدراما والموسيقى، إلا أن الـ 14 جائزة في مجال الصحافة يجعل منها جائزة صحفية بامتياز.
ولئن كانت الدراما ضمن فروع الجائزة فربما لا نخطئ بالقول إن الجوائز الصحفية لا تخلو أيضا من "دراما" إنسانية هي نتيجة واقع مر يعيشه العالم وخصوصا ذلك الذي سمِّيَ بـ "العالم الثالث".
فقد فازت وكالة "رويترز" مناصفة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن فئة "تصوير الأخبار العاجلة" حيث نقلتا صورا مؤلمة عن معاناة اللاجئين السوريين والعراقيين والأفغان في رحلتهم المأساوية إلى أوروبا، التي التقطها مصورو رويترز وموروشيو ليما وسيرجي بونوماريف وتيلر هيك ودانيال إيتر من نيويورك تايمز.
وكان وضع الأزمة السورية التي بدأت منذ ما يقارب الست سنوات يتفاقم للأسوء فيما يلعب المجتمع الدولي لعبة العصا والجزرة، وفي نفس الوقت كانت الأخبار تصل متضاربة من قبل جميع الأطراف حتى ظهرت مأساة اللاجئين السوريين وهجراتهم الجماعية وغرق الكثير منهم في البحر أثناء لجوئهم لأوروبا، ما أتاح للصحفيين الجادين الاقتراب أكثر من أوضاعهم ورؤيتها عن كثب وتصوير مشاهد حقيقة كان العالم قد اعتاد مشاهدتها في أفلام روائية.
القصص الصحفية هي الفائزة
ويُحسب لوكالة "أسوشييتد برس" التحقيق الذي أنجزته حول العمل اللاإنساني للصيادين في المياه الآسيوية لبيع الأسماك بأثمان زهيدة للغرب.. تحقيق فتح العيون على ما يقاسيه هؤلاء الصيادون من استعباد وحمل صحفيين آخرين على نبش المسكوت عنه لينتهي الأمر بتفكيك شبكات استعباد وتحرير ألفي عامل.. ذلك التحقيق الذي استحقت عنه "الأسوشيتد برس" بجدارة جائزة "الخدمة العامة".
وتلفت جائزة البوليتزر النظر لاختياراتها التي تنتصر للقيم الإنسانية، وبغض النظر عما يجده بعض النقاد من أن الجوائز تدفع الصحفيين للعمل من أجلها لا من أجل المهنة نفسها، فإنها (الجائزة) قدّرت في المقام الأول القصص التي أبرزها الصحفيون الفائزون والتي أثرت في تغيير سياسات عامة.
ويبدو ذلك جليا بالأعمال الفائزة، إذ حازت صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأميركية جائزة "تغطية الأخبار العاجلة" لتغطيتها مجزرة سان بيرناردينو. أما جائزة "الصحافة الاستقصائية" فذهبت لصحيفتين أميركيتين هما "تامبا باي تايمز" و"سيراسوتا هيرالد تريبيون" عن تحقيقاتهما عن مستشفيات الأمراض العقلية في ولاية فلوريدا. إضافة لجائزة "التغطية الوطنية" لصحافيي "واشنطن بوست" لقيامهم بإنشاء قاعدة بيانات وطنية حول عدد المرات التي قامت خلالها الشرطة الأميركية بالقتل والأسباب الكامنة وراء ذلك.
وعن فئة الصحافة التفسيرية فازت مؤسسة "ذا مارشال بروجيكت" لإنجازها تقريرا عن فشل القانون بالتقصي والتحقيق حول حالات الاغتصاب أو فهم ضحاياه.
أما جائزة التقارير المحلية، فكانت من نصيب صحيفة "تامبا باي تايمز" عن تقرير حول بعض المشاكل التي تتعرض لها المدارس المحلية.
فيما حصدت "نيويورك تايمز" جائزة التقارير الدولية، عن تقارير تتناول وضع النساء الأفغانيات.
وفازت مجلة "ذا نيويورركر" عن فئة التقرير الماغازيني "الفيتشر" والذي تناول موضوعا بيئيا.
أما جائزة التعليق الصحفي فقد نالتها صحيفة "بوسطن غلوب" عن أعمدة خصصتها الصحيفة عن التعليم في المدينة وحيثياته.
وذهبت جائزة النقد للـ"نيويوركر" عن سلسلة مقالات نقد تلفزيوني.
وفازت صحيفة "صن" عن فئة الكتابة التحريرية لمقالات تطالب بالكشف عن حقيقة قتل أحد السجناء من قبل ضباط السجن.
كما فازت صحيفة "سكرامينتو بي" عن فئة التحرير الكاريكاتيري للرسام جاك أوهمان، أما التصوير الفوتوغرافي ففاز بها فريق "تومسون رويترز" عن سلسلة صور تواكب رحلات اللاجئين وما يتعرضون له من مخاطر في البحر.
أخيرا نالت صحيفة "بوسطن غلوب" جائزة التصوير الفيتشري عن سلسلة صور حول طفل يسعى لإيجاد حياة جديدة بعد أن اعتدى عليه من وثق بهم.
المصدر
وكالات + مجلة الصحافة
في الأسفل بعض الصور التي تقاسمت وكالة رويترز الفوز بها مناصفة مع صحيفة نيويورك تايمز عن فئة تصوير الأخبار العاجلة، وهي مأخوذة من وكالة رويترز