الإعلام في المغرب.. إصلاح ناقص

شهدت الصحافة المغربية أحداثاً متسارعة، غالباً ما كان يشوبها التناقض الصارخ منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ مع بدايته عقد أعضاء المجلس الوطني للصحافة جلسة في مقر قطاع الاتصال التابع لوزارة الثقافة والاتصال في الرباط، خصصت لانتخاب رئيس للمجلس ونائب له، وأفضت إلى انتخاب الإعلامي يونس مجاهد عن فئة الصحفيين المهنيين رئيساً، والإعلامية فاطمة الورياغلي نائبة للرئيس عن فئة ناشري الصحف، في تفعيل لما تتضمنه المادة الخامسة من قانون المجلس رقم 90.13، الذي يهدف إلى تطوير حرية الصحافة والنشر في المغرب.

اعتُبرت هذه الخطوة حينها تجسيداً لإرادة حقيقية تسعى إلى تنظيم قطاع الإعلام وفق قواعد ديمقراطية، رغم ما رافق عملية انتخاب المجلس في يونيو/حزيران الماضي من احتجاجات للصحفيين ومقاطعة لهم للانتخابات، وانسحاب قوائم انتخابية تمثل فعاليات إعلامية لم ترض بطريقة الانتخاب.

بعدها، تلقت الصحافة المغربية ضربة موجعة يوم العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قبيل الاحتفال باليوم الوطني للإعلام (1)، بعدما قضت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء بسجن الصحفي توفيق بوعشرين 12 عاماً إثر الاتهامات الموجهة إليه، التي تمحورت حول الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي، إضافة إلى تهمتي العنف والاغتصاب.

وتعود تفاصيل هذه المحاكمة -التي وصفت بأنها محاكمة القرن- إلى فبراير/شباط الماضي حين تم توقيف الصحفي بوعشرين في مقر صحيفة "أخبار اليوم" التي يتولى إدارتها، ووجهت له بعد ذلك تهم عديدة. وقد عرفت محاكمته خلال الشهور التي سبقت النطق بالحكم تفاصيل مثيرة، حيث تم عرض مقاطع لأشرطة الفيديو تعتبرها النيابة العامة أدلة على إدانته، بينما أصر بوعشرين على أن هذه الأشرطة مفبركة وأن محاكمته "سياسية" بالدرجة الأولى.

ولطالما كانت كتابات الصحفي بوعشرين تزعج بعض النافذين في المغرب وجهات أجنبية أخرى، خصوصا المملكة العربية السعودية، إذ سبق أن حكم عليه بدفع مبلغ 49 ألف دولار لصالح وزيرين في الحكومة المغربية بتهمة "التشهير"، كما حُكم عليه وعلى رسام الكاريكاتير خالد كدار عام 2009 بالسجن أربع سنوات لكل منهما مع وقف التنفيذ.

مسلسل محاكمات الصحفيين بتهم مختلفة تواصل أيضاً مع قضية مدير موقع "بديل إنفو" (Badil.info) الصحفي حميد المهداوي الذي أصدرت بحقه المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء في يونيو/حزيران الماضي حكماً بالسَّجن ثلاث سنوات بتهمة التحريض وعدم التبليغ.

وتتابعت محاكمته استئنافيّاً خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الذي تم في أوله ضم ملف المهداوي إلى جانب ملف الزفزافي ورفاقه المتهمين على خلفية أحداث الريف (2). وقد طالبت منظمة العفو الدولية -في تغريدة- السلطات المغربية بالإفراج عن الصحفي المهداوي "دون قيد أو شرط".

خطوة إلى الأمام وخطوات إلى الوراء!

ترافقت مرحلة الإعداد لقانون الصحافة والنشر في المغرب مع إطراء رسمي وتفاؤل كبير من جانب الجهات المختصة بالإعلام والاتصال على مستوى المملكة. وأعلنت وزارة الاتصال حينها في عهد القيادي بحزب العدالة والتنمية مصطفى الخلفي، أهمية هذا القانون بما يتضمنه من مواد وإجراءات جديدة تضمن حرية الصحافة في البلاد، وحرص الوزارة على تفعيل مبدأ النقاش والتشارك مع كافة الفاعلين المهنيين في القطاع لإخراج القانون إلى حيز الوجود.

نشرت الحكومة المغربية في الجريدة الرسمية يوم 15 أغسطس/آب 2016 القانون رقم 88.13 المتعلق بالصحافة والنشر، إلى جانب القانون رقم 89.13 المتعلق بالنظام الأساسي للصحفيين المهنيين، والقانون رقم 90.13 الخاص بالمجلس الوطني للصحافة.

وأهم ما جاء به القانون من إجراءات حسب واضعيه، إلغاء العقوبات السالبة للحرية للصحفيين، وتعويضها بغرامات مالية وتحقيق الاعتراف القانوني بالصحافة الإلكترونية، بالإضافة إلى إرساء الحماية القضائية لسرية المصادر، وضمان الحق في الحصول على المعلومة.  

وفي ما يخص الحق في الحصول على المعلومة، صدر في الجريدة الرسمية عدد 6655 بتاريخ 12 مارس/آذار 2018 قانون رقم 31.13 المتعلق بالحق في الحصول على المعلومات، الذي ينسجم -حسب ما جاء في نصه- مع الفصل 27 من الدستور المغربي. وشملت قائمة الاستثناءات من التمتع بهذا الحق؛ المعلومات المتعلقة بالدفاع الوطني وبأمن الدولة الداخلي والخارجي، وتلك المتعلقة بالحياة الخاصة للأفراد والمعلومات التي من شأنها المس بالحريات والحقوق الأساسية المنصوص عليها في الدستور، وحماية مصادر المعلومات.  

بيد أن منظمة "ترانسبرانسي المغرب" (transparency Morroco) عارضته عندما كان لا يزال مشروعًا، وأصدرت بياناً قالت فيه إن "المشروع يتميز بالطابع التراجعي لكونه يوسع دائرة الاستثناءات بواسطة صيغ ملتبسة تقيد هذا الحق".  

بحسب رئيس منظمة "حريات الإعلام والاتصال في المغرب" محمد العوني، فإن نضالاً طويلاً أوصل إلى قانون جيد لحق الحصول على المعلومة، مضيفاً أن القانون يحترم المعايير الكونية والحقوقية. لكن العوني يرى أنه لم يصدر بالصيغة الملائمة، داعياً إلى تفعيله "رغم نواقصه باتجاه خلق ثقافة الحق في المعلومات وانتشارها في المجتمع".

ولفت الانتباه إلى أن كل المتغيرات التي يشهدها الإعلام المغربي -بما في ذلك اعتماد قانون للصحافة والنشر وانتخاب المجلس الوطني للصحافة- "تعبّر عن اضطراب الإعلام وحريته واستقلاليته، وتخوف مؤسسات في الدولة وبعض أطراف المجتمع من مكانة وأدوار الإعلام، لعدة أسباب من ضمنها عدم ترسخ قيم الديمقراطية وممارستها".

برأي العوني، يشوب المتغيرات بعض التردد في الإصلاح، بسبب مضامينها الناقصة بالنسبة لصلاحيات المجلس التي لا تتضمن الدفاع عن حرية الإعلام، وإمكانية معاقبة المؤسسات التي لا تحترم استقلالية الصحفي ومكانته، وبالنسبة للقانون الذي يحيل على القانون الجنائي ولم يقطع مع العقوبة السالبة للحرية للصحفيين.

تكفي الإشارة إلى أنه منذ اعتماد قانون الصحافة والنشر عام 2016، وما رافقه من تفاؤل بشأن القطع مع ممارسات سابقة للتضييق على الممارسة الصحفية، عرفت الصحافة المغربية عدة تراجعات حسب المنظمات الدولية، بحيث أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" في أبريل/نيسان الماضي تصنيفًا جديدًا ضمن مؤشر حرية الصحافة في العالم، احتل المغرب فيه المركز 135 عالميًّا، مسجلا تراجعًا في ممارسة الصحافة بمركزين، مقارنة مع العام الماضي، بحسب المنظمة نفسها.

إن هذا التراجع يعود أساسا -حسب المنظمة- إلى "القدر الكبير من المضايقات القضائية للصحفيين"، بالإضافة إلى أن "السلطات عرقلت عمدًا عمل وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية التي قامت بتغطية احتجاجات حراك الريف"(3).

انتقاد دولي وتفنيد رسمي

بالإضافة إلى التراجع المسجل بالنسبة للمغرب في تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" الخاص بمؤشر حرية الصحافة، كشف تقرير لمنظمة "فريدوم هاوس" تراجعًا في مؤشر حرية الإنترنت، إذ جاء المغرب في المركز 33 عالميًّا والثاني على مستوى جهة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل 45 نقطة من مجموع 100 نقطة.

وصنّف التقرير المغرب في خانة الدول الحرة جزئيًّا بعد حصوله على 11 من أصل 25 نقطة في مؤشر الوصول إلى المعلومة، و10 من أصل 35 نقطة في مؤشر تقييد المحتوى، و24 من أصل 40 نقطة في مؤشر انتهاك حقوق مستخدمي الإنترنت. وأضاف التقرير أن السلطات المغربية تستخدم وسائل دقيقة للحد من المحتوى عبر الإنترنت، كما تنتهك حقوق المستخدمين عبر قوانين مكافحة الإرهاب (4).

لكن وزارة الثقافة ردت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن التقرير "غير دقيق وغير موضوعي وينقصه الدليل، ولا يستحضر المؤشرات الإيجابية لحرية الصحافة والإعلام الرقمي التي تمكّن المغرب من التصنيف ضمن الدول التي تتمتع بحرية الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي"(5).

بعد المقاطعة.. قانون لتجريم الإشاعة

عاش المغرب خلال العام 2018 صيفا ساخنا بعد الإعلان عن مقاطعة قسم كبير من الشعب المغربي لعدد من المنتجات الأساسية المغربية، لدوافع وأسباب متعددة. وأثرت المقاطعة سلبًا على المنتجات، وتراجعت عائداتها بشكل غير مسبوق خلال فترة المقاطعة. وتعود ملكية بعض هذه المنتجات لشركات أجنبية -فرنسية على وجه الخصوص- وأشخاص نافذين وقريبين من دوائر الحكم.

ومع بداية سبتمبر/أيلول الماضي، دخل قانون محاربة الإشاعة ونشر الأخبار الزائفة حيز التنفيذ، وأصبحت الأخبار الكاذبة والإشاعات تعرّض صاحبها للمساءلة القانونية والمتابعة القضائية حسب النص التفصيلي للقانون الذي صادقت عليه الحكومة من قبل.  

وينص القانون على أن كل من قام عمدًا وبكل وسيلة -بما فيها الأنظمة المعلوماتية- بنشر إشاعة أو أخبار مغلوطة دون وسائل إثبات صحتها، أو التقاط أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال أو معلومات صادرة بشكل خاص أو سري دون موافقة أصحابها، سيعاقب بالسَّجن من 6 أشهر إلى 3 سنوات، وغرامة مالية من ألفين إلى 20 ألف درهم، فضلا عن عقوبات إضافية تخص مقتضيات أخرى متعلقة بنص القانون.

من جهته، ينظر الدكتور الطيب بتوبقالت إلى ظاهرة الأخبار الزائفة في المغرب من منظور تاريخي، إذ يرجعها إلى العهد الاستعماري حين كانت السلطات الفرنسية والإسبانية تعتمد على سياسة نشر الإشاعة والأخبار الزائفة للتأثير على نشاط المقاومين المغاربة والحد من تأثير نضالهم.

ويحذر بتوبقالت من خطورة الظاهرة على الأمن المجتمعي، لكنه يرى أن ذلك لا يعني بالضرورة إقرار قوانين يمكن أن تشكل تضييقًا على الحريات العامة.

أما الأستاذ محمد العوني فيرى أن سن قانون لمحاربة الإشاعة والأخبار الزائفة ما كان ليشكل تهديداً "لو لم يكن السياق مليئا بحالات الالتباس وسوء التأويل والاعتداء على الحريات".

إن المتتبع لمسار إصلاح قطاع الإعلام في المغرب، لا يمكنه التقليل من المجهود المبذول في هذه العملية والمكتسبات المحققة على أرض الواقع مقارنة مع المحيط العربي والإقليمي. لكن السير في مشوار الإصلاح بخطوة إلى الأمام وخطوات إلى الوراء، يمكن أن يشكل خطرًا على مجال حرية الصحافة في المغرب، لأن "القوانين التي تلجم الأفواه وتحطم الأقلام تهدم نفسها بنفسها"، حسب الفيلسوف الهولندي باروخ إسبينوزا.

1- يحتفل الإعلاميون المغاربة يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، باليوم الوطني للإعلام والاتصال، باعتباره مناسبة للوقوف عند التقدم الحاصل في مجال حرية الرأي والتعبير، ولاستشراف الآفاق والتحديات التي تواجه مهنة الصحافة والإعلام.

2- حراك الريف هو سلسلة من الاحتجاجات في مدينة الحسيمة المغربية منذ مقتل الشاب محسن فكري يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول 2016، ومن أبرز قادته ناصر الزفزافي الذي اعتقل يوم 29 مايو/أيار2017، والصحفي حميد المهداوي الذي اعتقل يوم 20 يوليو/تموز 2017 على خلفية تغطيته للحراك.

3- https://rsf.org/en/morocco-western-sahara

4 - https://freedomhouse.org/report/freedom-net/2018/morocco

5- بلاغ وزارة الثقافة والاتصال- قطاع الاتصال https://freedomhouse.org/report/freedom-net/2018/morocco

المزيد من المقالات

اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة ة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025