الصحافة اللبنانية.. لا ضوء آخر النفق؟

 

لا تزال فصول انتكاسات الصحافة الورقية اللبنانية تتوالى تباعاً وبشكل متسارع. فالصحف التي ساهمت يوماً في تتويج بيروت عاصمة للصحافة والفكر والثقافة العربية وملاذاً للحريات، تخطو اليوم بثبات نحو الهاوية، عقب نزاعٍ طويل آثرت في نهايته تجرّع كأس سمّ الإغلاق والصمت إلى الأبد.

البداية كانت مع إقفال صحيفة "البيرق" عام 2011، بعد مضي قرابة 100 عام على صدورها، حيث كان المؤشر الأقوى الذي أطلق النفير معلناً انكشاف أزمة الصحافة الورقية وخروجها إلى العلن، لتليها بعد سنوات قليلة إقفال "السفير" و"البلد" و"الاتحاد"، وإيقاف صدور النسخة الورقية من "الحياة" بعد إقفال مكتبها في بيروت. وأخيراً وليس آخراً إقفال "دار الصياد" ذات التاريخ الطويل والعريق، التي كانت تصدر عنها عشرات المطبوعات، وعلى رأسها صحيفة "الأنوار".

كان لتهاوي بعض الصحف مثل "السفير" أثر كالزلزال في وجدان الصحافة اللبنانية والرأي العام اللبناني والعربي، فالصحيفة التي تأسست عام 1974، اختزلت في طيات صفحاتها إرثاً ثقافياً وفكرياً كبيراً، جاء نتاجاً لمشاركتها التربّع على عرش الصحافة اللبنانية. ومنذ إطلاق عددها الأول، كانت شاهدة على كلّ المحطات المفصلية في مسيرة الحياة الثقافية والسياسية اللبنانية وتطورها، وضمّت صفحاتها -طوال سنوات صدورها- مجموعة واسعة من أبرز الأقلام الأدبية والفكرية العربية المعاصرة، إلى جانب تألّق صحفيين لمعت أسماؤهم في لبنان والعالم العربي، وهو ما جعل من إغلاق "السفير" دلالة على حجم تفاقم المعاناة التي أصابت الصحافة الورقية اللبنانية في صميمها.

مواكبة الرقمنة

يصعب اختزال أزمة الصحافة الورقية في لبنان بعامل واحد وردها إلى عوامل آنية واضحة المعالم، بل إن مشاكلها عميقة الجذور، تشابكت فيها الظروف والتقت مع مجموعة من الأسباب والحيثيات التي أوصلت هذه الصحافة إلى ما هي عليه اليوم. يشكو حال من بقي منها، من انعدام القدرة على المنافسة، والتكيّف مع العصر مضموناً وأسلوباً، الأمر الذي ألقى بظلاله على مستوى المواد والكتابة والتحرير.

بدءاً بموجة الاغتيالات التي انطلقت عام 2005، والتي طالت الصحفي والمفكر والكاتب في صحيفة "النهار" سمير قصير، متبوعاً برئيس مجلس إدارتها جبران تويني وريث جدّه المؤسس، مروراً بانحسار مدّ المال السياسي عن المنطقة ككل عقب اندلاع ثورات الربيع العربي، وصولاً إلى تراجع الإعلانات في الصحافة الورقية، واحتدام المنافسة الشرسة مع الصحافة الإلكترونية، ودور التكنولوجيا الحديثة في ثورة الاتصالات. كلّ هذه العوامل وغيرها كان لها أثر رئيسي في إضعاف الإقبال على الصحافة الورقية في لبنان، وزيادة الأعباء المالية المترتبة عليها، خصوصاً أن الاعتماد بشكل أساسي على المال السياسي الذي كان يتدفق دون حساب، بكل ما يحمله من تبعات على السياسة التحريرية، وفداحة تأثير توقفه على عدم إمكانية الاستمرار في البقاء، جعل الصحف اللبنانية تبدو كأنها تُركت لتلاقي مصيرها المجهول. كما أجّج انحسار المال الصراعات الإدارية الداخلية، تبعتها استقالات من هنا وحالات طردٍ من هناك، فضلاً عن هجرة معظم الكتّاب المرموقين من الصحف اللبنانية وتوجههم إلى العمل في وسائل إعلام عربية وأجنبية، مقابل مردود مالي أعلى.

عامل آخر يُضيء عليه الكاتب والناقد اللبناني عبيدو باشا، موضحاً لـ "مجلة الصحافة" أن السؤال الذي شكّل هاجساً لأصحاب بعض الصحف التي يديرها أفراد من العائلة الواحدة، مثل "السفير"، ارتبط بمعايير لها علاقة بالأجيال التي أبدت عدم أهليتها في الحفاظ على تقاليد هذه الصحافة والمضي قدماً بميراثها، أيضاً مثلما حصل في جريدة "النهار" التي ورثت إدارتها نايلة تويني، والتي يعكس واقعها حقيقة أنها ما عادت تشبه ماضيها كما عهدناه.

 تعاني الصحف اللبنانية من أزمة استقلالية بسبب الضغوط التي تمارس عليها من الجهات الرسمية والتيارات السياسية. تصوير: علي حشيشو - رويترز.
تعاني الصحف اللبنانية من أزمة استقلالية بسبب الضغوط التي تمارس عليها من الجهات الرسمية والتيارات السياسية. تصوير: علي حشيشو - رويترز.

صحافة رأي لا معلومة

يؤكد الكاتب حسن داوود الذي زاول مهنة الصحافة الورقية قرابة 35 عاماً، وتوزّعت تجربته الطويلة ما بين جريدة "السفير" و"المستقبل" والعديد غيرهما. ومن واقع خبرته واختباره الدقيق لحال الصحف اللبنانية، أنّه "ليس في لبنان اليوم جريدة حرّة مستقلة تعبّر عن فئات مشتركة من اللبنانيين وليس أطرافا منهم فقط. فالصحف -وإن كانت تضمّ فريق عمل من طوائف ومذاهب مختلفة- مقسمة كصحيفة تخاطب المسيحيين وأخرى المسلمين، وصحف تخاطب فئات أخرى كاليسار والشيوعيين وغيرهم. ولطالما كان واضحا أن الصحف اللبنانية تتعاطى مع مختلف الأحداث والقضايا السياسية وغيرها ليس تبعاً للحقيقة، ولكن انطلاقاً من وجهات نظر خاصة بها، مما وضعها في حالة دائمة من التناحر مع الآخر، بالنيابة عن الدول أو الممولين".

التمذهب السياسي في خطاب الصحف تجلّى في محطات وأحداث سياسية وأمنية مفصلية عايشها لبنان بعد العام 2005 الذي شهد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وتبعه خروج الجيش السوري بعد وصاية دامت قرابة 30 عاماً. ولاحقاً توالت أحداث أجّجها الصراع السياسي الطائفي ومعه الإعلام المرئي والمكتوب، لا سيما خلال أحداث 7 مايو/أيار 2008 الشهيرة، حيث وصل التراشق الإعلامي والتحريض أقصى مداه، وهو ما وثّقته مؤسسة "مهارات" المعنية برصد أداء وسائل الإعلام في لبنان، ضمن دراسة تحليلية امتدت حينها على فترة عشرة أيام، تناولت صحفاً يومية، لا سيما في صفحاتها الأولى، وكذلك التغطية الإخبارية للمحطات التلفزيونية، وتوصلّت إلى أن "التغطية الإعلامية للأحداث انتهجت أسلوباً وخطاباً إقصائياً، بموازاة احتكار الحقيقة في كل وسيلة إعلامية".

خطاب الشحن والتحريض انسحب كذلك على التغطية الإعلامية للعديد من الأحداث في السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد اندلاع الثورة السورية والحرب في اليمن. وفي هذا الإطار يشير داوود إلى أنّ "القنوات التلفزيونية في لبنان توارثت هذا النهج والأسلوب من الصحف، وباتت هي الأخرى تؤجج الصراع والانقسامات، وذلك انطلاقاً من موقف دائم، سرمدي، وغير متبدّل ولا متحول، قوامه عدم توجيه أي نقد يطال جماعته أو حلفاءه، بينما يصب هجومه على الجهة الأخرى، حتى أضحت التغطيات الإخبارية، سواء في الصحف أو القنوات التلفزيونية، أشبه بنشرات حزبية لجماعات أو أطراف أو طوائف أو مذاهب".

دعم حكومي؟

جَدية التساؤلات التي تطرح اليوم عما إذا كانت الصحافة الورقية في لبنان قادرة على كبح انزلاقها نحو التلاشي والاندثار، دفعت بوزارة الإعلام إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الصحف المتبقية على الساحة. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2018، أعلن وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي أنّ الوزارة تعمل -إلى جانب مسؤولي الصحف ومختصين- من أجل دعم الإعلام المكتوب والتقليل من الأعباء المالية المترتبة عليه. لكن هذه المبادرة لا يعول عليها داوود، خصوصاً أنّ "الدولة اللبنانية التي تعمل حثيثاً على تعزيز الطائفية السياسية وضمان استمرارها، بدليل التمثيل السياسي في البرلمان تبعاً لعدد وحصص الطوائف، فإنها تسعى من خلال مبادرتها تلك لدعم الطوائف والمذاهب من خلال الصحف التي تمثلهم، بينما المطلوب من الحكومة اللبنانية دعم الصحافة الحرة، لا صحافة الأطراف والزعامات".

بدوره يعتبر الكاتب والناقد عبيدو باشا أنّ مبادرة وزارة الإعلام غير واقعية، متسائلاً "كيف يمكن لدولة مأزومة ومديونة أن تغطّي أجزاء من نفقات الصحافة المهولة؟"، و"كيف يمكن أساساً لدولة تعاني وسائل إعلامها الرسمية من أزمات خانقة، أن تنجح في إنقاذ الصحف غير المملوكة لها؟".

السجال حول مبادرة وزارة الإعلام يدفع نحو سؤال أعمق وأبعد؛ عن مدى فعالية استمرار الصحف الورقية وسط تردّي الجو الثقافي والفكري العام. والواقع يقود نحو حقيقة أخرى تشير إلى انفراط عقد القراء وافتكاكهم عن صحفهم التي تبدلت أحوالها وغاب عنها كتابهم المفضلون، الأمر الذي أكّد عليه لمجلة "الصحافة" أكثر من شخص من المتابعين والقراء القدامى للصحف الورقية اللبنانية، حيث باتت غالبية المواد التي تنشرها الصحف اليوم تقوم على الاستهلاك الإخباري السريع، لا على التفكير المعمّق والتحليل وإثارة النقاش العام حول قضايا سياسية أو اقتصادية أو ثقافية ضمن حدود واسعة جداً، كما كانت عليه الحال سابقاً.

المزيد من المقالات

الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024