الصحافة اللبنانية.. لا ضوء آخر النفق؟

 

لا تزال فصول انتكاسات الصحافة الورقية اللبنانية تتوالى تباعاً وبشكل متسارع. فالصحف التي ساهمت يوماً في تتويج بيروت عاصمة للصحافة والفكر والثقافة العربية وملاذاً للحريات، تخطو اليوم بثبات نحو الهاوية، عقب نزاعٍ طويل آثرت في نهايته تجرّع كأس سمّ الإغلاق والصمت إلى الأبد.

البداية كانت مع إقفال صحيفة "البيرق" عام 2011، بعد مضي قرابة 100 عام على صدورها، حيث كان المؤشر الأقوى الذي أطلق النفير معلناً انكشاف أزمة الصحافة الورقية وخروجها إلى العلن، لتليها بعد سنوات قليلة إقفال "السفير" و"البلد" و"الاتحاد"، وإيقاف صدور النسخة الورقية من "الحياة" بعد إقفال مكتبها في بيروت. وأخيراً وليس آخراً إقفال "دار الصياد" ذات التاريخ الطويل والعريق، التي كانت تصدر عنها عشرات المطبوعات، وعلى رأسها صحيفة "الأنوار".

كان لتهاوي بعض الصحف مثل "السفير" أثر كالزلزال في وجدان الصحافة اللبنانية والرأي العام اللبناني والعربي، فالصحيفة التي تأسست عام 1974، اختزلت في طيات صفحاتها إرثاً ثقافياً وفكرياً كبيراً، جاء نتاجاً لمشاركتها التربّع على عرش الصحافة اللبنانية. ومنذ إطلاق عددها الأول، كانت شاهدة على كلّ المحطات المفصلية في مسيرة الحياة الثقافية والسياسية اللبنانية وتطورها، وضمّت صفحاتها -طوال سنوات صدورها- مجموعة واسعة من أبرز الأقلام الأدبية والفكرية العربية المعاصرة، إلى جانب تألّق صحفيين لمعت أسماؤهم في لبنان والعالم العربي، وهو ما جعل من إغلاق "السفير" دلالة على حجم تفاقم المعاناة التي أصابت الصحافة الورقية اللبنانية في صميمها.

مواكبة الرقمنة

يصعب اختزال أزمة الصحافة الورقية في لبنان بعامل واحد وردها إلى عوامل آنية واضحة المعالم، بل إن مشاكلها عميقة الجذور، تشابكت فيها الظروف والتقت مع مجموعة من الأسباب والحيثيات التي أوصلت هذه الصحافة إلى ما هي عليه اليوم. يشكو حال من بقي منها، من انعدام القدرة على المنافسة، والتكيّف مع العصر مضموناً وأسلوباً، الأمر الذي ألقى بظلاله على مستوى المواد والكتابة والتحرير.

بدءاً بموجة الاغتيالات التي انطلقت عام 2005، والتي طالت الصحفي والمفكر والكاتب في صحيفة "النهار" سمير قصير، متبوعاً برئيس مجلس إدارتها جبران تويني وريث جدّه المؤسس، مروراً بانحسار مدّ المال السياسي عن المنطقة ككل عقب اندلاع ثورات الربيع العربي، وصولاً إلى تراجع الإعلانات في الصحافة الورقية، واحتدام المنافسة الشرسة مع الصحافة الإلكترونية، ودور التكنولوجيا الحديثة في ثورة الاتصالات. كلّ هذه العوامل وغيرها كان لها أثر رئيسي في إضعاف الإقبال على الصحافة الورقية في لبنان، وزيادة الأعباء المالية المترتبة عليها، خصوصاً أن الاعتماد بشكل أساسي على المال السياسي الذي كان يتدفق دون حساب، بكل ما يحمله من تبعات على السياسة التحريرية، وفداحة تأثير توقفه على عدم إمكانية الاستمرار في البقاء، جعل الصحف اللبنانية تبدو كأنها تُركت لتلاقي مصيرها المجهول. كما أجّج انحسار المال الصراعات الإدارية الداخلية، تبعتها استقالات من هنا وحالات طردٍ من هناك، فضلاً عن هجرة معظم الكتّاب المرموقين من الصحف اللبنانية وتوجههم إلى العمل في وسائل إعلام عربية وأجنبية، مقابل مردود مالي أعلى.

عامل آخر يُضيء عليه الكاتب والناقد اللبناني عبيدو باشا، موضحاً لـ "مجلة الصحافة" أن السؤال الذي شكّل هاجساً لأصحاب بعض الصحف التي يديرها أفراد من العائلة الواحدة، مثل "السفير"، ارتبط بمعايير لها علاقة بالأجيال التي أبدت عدم أهليتها في الحفاظ على تقاليد هذه الصحافة والمضي قدماً بميراثها، أيضاً مثلما حصل في جريدة "النهار" التي ورثت إدارتها نايلة تويني، والتي يعكس واقعها حقيقة أنها ما عادت تشبه ماضيها كما عهدناه.

 تعاني الصحف اللبنانية من أزمة استقلالية بسبب الضغوط التي تمارس عليها من الجهات الرسمية والتيارات السياسية. تصوير: علي حشيشو - رويترز.
تعاني الصحف اللبنانية من أزمة استقلالية بسبب الضغوط التي تمارس عليها من الجهات الرسمية والتيارات السياسية. تصوير: علي حشيشو - رويترز.

صحافة رأي لا معلومة

يؤكد الكاتب حسن داوود الذي زاول مهنة الصحافة الورقية قرابة 35 عاماً، وتوزّعت تجربته الطويلة ما بين جريدة "السفير" و"المستقبل" والعديد غيرهما. ومن واقع خبرته واختباره الدقيق لحال الصحف اللبنانية، أنّه "ليس في لبنان اليوم جريدة حرّة مستقلة تعبّر عن فئات مشتركة من اللبنانيين وليس أطرافا منهم فقط. فالصحف -وإن كانت تضمّ فريق عمل من طوائف ومذاهب مختلفة- مقسمة كصحيفة تخاطب المسيحيين وأخرى المسلمين، وصحف تخاطب فئات أخرى كاليسار والشيوعيين وغيرهم. ولطالما كان واضحا أن الصحف اللبنانية تتعاطى مع مختلف الأحداث والقضايا السياسية وغيرها ليس تبعاً للحقيقة، ولكن انطلاقاً من وجهات نظر خاصة بها، مما وضعها في حالة دائمة من التناحر مع الآخر، بالنيابة عن الدول أو الممولين".

التمذهب السياسي في خطاب الصحف تجلّى في محطات وأحداث سياسية وأمنية مفصلية عايشها لبنان بعد العام 2005 الذي شهد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وتبعه خروج الجيش السوري بعد وصاية دامت قرابة 30 عاماً. ولاحقاً توالت أحداث أجّجها الصراع السياسي الطائفي ومعه الإعلام المرئي والمكتوب، لا سيما خلال أحداث 7 مايو/أيار 2008 الشهيرة، حيث وصل التراشق الإعلامي والتحريض أقصى مداه، وهو ما وثّقته مؤسسة "مهارات" المعنية برصد أداء وسائل الإعلام في لبنان، ضمن دراسة تحليلية امتدت حينها على فترة عشرة أيام، تناولت صحفاً يومية، لا سيما في صفحاتها الأولى، وكذلك التغطية الإخبارية للمحطات التلفزيونية، وتوصلّت إلى أن "التغطية الإعلامية للأحداث انتهجت أسلوباً وخطاباً إقصائياً، بموازاة احتكار الحقيقة في كل وسيلة إعلامية".

خطاب الشحن والتحريض انسحب كذلك على التغطية الإعلامية للعديد من الأحداث في السنوات القليلة الماضية، لا سيما بعد اندلاع الثورة السورية والحرب في اليمن. وفي هذا الإطار يشير داوود إلى أنّ "القنوات التلفزيونية في لبنان توارثت هذا النهج والأسلوب من الصحف، وباتت هي الأخرى تؤجج الصراع والانقسامات، وذلك انطلاقاً من موقف دائم، سرمدي، وغير متبدّل ولا متحول، قوامه عدم توجيه أي نقد يطال جماعته أو حلفاءه، بينما يصب هجومه على الجهة الأخرى، حتى أضحت التغطيات الإخبارية، سواء في الصحف أو القنوات التلفزيونية، أشبه بنشرات حزبية لجماعات أو أطراف أو طوائف أو مذاهب".

دعم حكومي؟

جَدية التساؤلات التي تطرح اليوم عما إذا كانت الصحافة الورقية في لبنان قادرة على كبح انزلاقها نحو التلاشي والاندثار، دفعت بوزارة الإعلام إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الصحف المتبقية على الساحة. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2018، أعلن وزير الإعلام اللبناني ملحم الرياشي أنّ الوزارة تعمل -إلى جانب مسؤولي الصحف ومختصين- من أجل دعم الإعلام المكتوب والتقليل من الأعباء المالية المترتبة عليه. لكن هذه المبادرة لا يعول عليها داوود، خصوصاً أنّ "الدولة اللبنانية التي تعمل حثيثاً على تعزيز الطائفية السياسية وضمان استمرارها، بدليل التمثيل السياسي في البرلمان تبعاً لعدد وحصص الطوائف، فإنها تسعى من خلال مبادرتها تلك لدعم الطوائف والمذاهب من خلال الصحف التي تمثلهم، بينما المطلوب من الحكومة اللبنانية دعم الصحافة الحرة، لا صحافة الأطراف والزعامات".

بدوره يعتبر الكاتب والناقد عبيدو باشا أنّ مبادرة وزارة الإعلام غير واقعية، متسائلاً "كيف يمكن لدولة مأزومة ومديونة أن تغطّي أجزاء من نفقات الصحافة المهولة؟"، و"كيف يمكن أساساً لدولة تعاني وسائل إعلامها الرسمية من أزمات خانقة، أن تنجح في إنقاذ الصحف غير المملوكة لها؟".

السجال حول مبادرة وزارة الإعلام يدفع نحو سؤال أعمق وأبعد؛ عن مدى فعالية استمرار الصحف الورقية وسط تردّي الجو الثقافي والفكري العام. والواقع يقود نحو حقيقة أخرى تشير إلى انفراط عقد القراء وافتكاكهم عن صحفهم التي تبدلت أحوالها وغاب عنها كتابهم المفضلون، الأمر الذي أكّد عليه لمجلة "الصحافة" أكثر من شخص من المتابعين والقراء القدامى للصحف الورقية اللبنانية، حيث باتت غالبية المواد التي تنشرها الصحف اليوم تقوم على الاستهلاك الإخباري السريع، لا على التفكير المعمّق والتحليل وإثارة النقاش العام حول قضايا سياسية أو اقتصادية أو ثقافية ضمن حدود واسعة جداً، كما كانت عليه الحال سابقاً.

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025