الأرنب داخل القبعة

يظهر الأرنب الأبيض مسرعا، قلقا، خشية تأخره عن الموعد المحدد.. يحمل ساعة تشير إلى أهمية الوقت لديه، لا يكاد يتوقف حتى يتابع سيره.. الأرنبُ بطلٌ في "أليس في بلاد العجائب".. العجائب التي سكنّا جميعا في بلادها وباتت السرعة والجري ديدنها.

بيد أن أرنب "أليس" العجيب كان مسؤولا رغم سرعته.. السرعة.. هذه الكلمة التي ترأست نشرات الأخبار في الصحافة متحولة إلى كلمة أكثر خصوصية، واكتسبت صفة "العاجل" ومزاجه. تأتي سلحفاة في حكاية أخرى وتنافسه.. الجميع يعلم أنها ستفوز، لكن القليل يعتقد أن بإمكانه المضي في مساره على مهل، ويضمن الفوز.

هكذا، نبدأ حكاية الصحافة المتأنية.. احتوى العدد الأول من مجلة "الصحافة" على تقرير مترجم عن مجلة "نيمان ريبورتس" حمل عنوان "The Value of Slow Journalism in the Age of Instant Information"، وقد تُرجم مصطلح "Slow Journalism" إلى "الصحافة البطيئة"، لكن بعد إعادة النظر في المصطلح والتشاور بين لغويين وصحفيين، خَلُصَ فريق المجلة إلى مصطلح "الصحافة المتأنية"، على اعتبار أن الوقت ليس هو العامل الوحيد المطلوب لتحقيق شروط هذا النوع من العمل الصحفي، بل التروي والتمهل، وكلها مترادفات تدل على "التأني".

تكمن أهمية الصحافة المتأنية في تتبع الأحداث لا الاكتفاء بتغطية نتائجها. في الصورة صحفي يحاول مساعدة أحد المهاجرين خلال عملية إنقاذ لمركبهم قبالة السواحل الليبية في البحر المتوسط. تصوير: زهرة بن سمرة - رويترز.
تكمن أهمية الصحافة المتأنية في تتبع الأحداث لا الاكتفاء بتغطية نتائجها. في الصورة صحفي يحاول مساعدة أحد المهاجرين خلال عملية إنقاذ لمركبهم قبالة السواحل الليبية في البحر المتوسط. تصوير: زهرة بن سمرة - رويترز.

فهم العالم

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا (1) يوم 12 يناير/كانون الثاني 2017، يتحدث عن إعلان شبكة "بي.بي.سي" تجديد سياستها التحريرية في الاجتماع الصباحي. ويتحدث التقرير عن رغبة البي.بي.سي في صنع المزيد من الأخبار البطيئة، عبر التحليل العميق والخبرة لمساعدة الجمهور على الفهم، خصوصا في هذه الفترة المضطربة من تاريخ المملكة المتحدة، كما جاء على لسان مدير قطاع الأخبار السابق في شبكة هيئة الإذاعة البريطانية جيمس هاردينغ.. "نحن بحاجة إلى شرح الأمور التي تقود الأخبار.. بحاجة إلى الأخبار البطيئة، الأخبار الأكثر عمقا، البيانات، التحقيقات، التحليلات والخبرات، لتساعدنا على شرح العالم الذي نعيش فيه".

ترددت عبارة "فهم العالم" مع الصحفي البرتغالي ألفونسو أرمادا، الذي عمل سابقا في صحيفة "إلباييس" الإسبانية ومراسلا لصحيفة "أي.بي.سي" في نيويورك، كما عمل مراسلا في أفريقيا، وغطى حصار سراييفو. أسس أرمادا مع مجموعة من زملائه مجلة " فرونتيرا دي" (Frontera D)، وهي مجلة متخصصة في التقارير المعمقة.

شرح أرمادا في مكالمة هاتفية أجريتها معه، فكرة تأسيس الصحيفة منذ 9 سنوات، حيث اجتمع مع مجموعة من زملائه الصحفيين الإسبان أثناء إقامته في نيويورك، واتفقوا جميعا على أنه مآل محزن هو مصير الصحافة الإسبانية اليوم. اتفقت المجموعة على ضرورة التحرك وتنفيذ فكرة جديدة، عوضا عن البكاء والتحسر.

وهكذا، أنشؤوا تلك المجلة التي تركز على كتابة قصص عميقة ومعلومات "بطيئة"، مع اتباع منهج صارم للتحقق من الأخبار. وليضمنوا استمرارها، عملوا على أن تكون المجلة مستقلة، غير حزبية، تجنبوا فيها المواضيع المكررة مثل مشكلة كتالونيا والباسك، إذ يعتقد أرمادا أن للإعلام أجندة صغيرة ومكررة، وهو يعالج المواضيع ذاتها كل مرة.. "لا خيال ولا أهمية تولى للقضايا الأخرى".

يتابع أرمادا حديثه محاولا تفسير ابتعاد الناس عن قراءة الأخبار؛ بأنهم ليسوا على استعداد لقراءة الأخبار ذاتها كل مرة. وينتقد شبكة الإنترنت التي "لها إيجابيات كثيرة، لكنها ساهمت في تسطيح تفكير الناس".. يقول "تجعلنا الإنترنت نشارك الأخبار السطحية وتساهم في انتشارها، وهي [الشبكة] تجيب عن أسئلتنا بشكل لحظي، لكن هدف المجلة هو محاولة شرح أسباب ما يحدث للعالم.. محاولة فهم العالم.. لماذا تنتشر الكراهية وكل هذا التوتر والنزاع؟ الأخبار العاجلة لا تجيب عن أسئلتنا".

الإجابات -بحسب أرمادا- تأتي من الخروج إلى الشارع، من الحديث مع الناس، من منح كل قصة حقها من الوقت والعمل.. "نحن نركض في هذا العالم، نتابع الأخبار والحوادث، هذا يجعلنا نعيش في خوف وحيرة ويجعل العالم غير مفهوم بالنسبة لنا". أما مرجعيتهم في العمل فيقول إنها مجلة "نيويوركر".

تصدر المجلة بنسخة إلكترونية وأخرى مطبوعة، رغم أنها لا تدفع مقابلا للصحفيين العاملين بها.. "كيف تسير الأمور دون مقابل؟" سألته فأجاب: نحن لا نطلب عملا حصريا، نقرأ التقارير وحين نجد تقريرا ذا أهمية، نطلب من الكاتب أن يرسل تقريرا موسعا حول الموضوع. لا تسمح الصحف دوما بنشر كل التفاصيل بسبب التزامها بعدد كلمات معين أو اهتمامها بزاوية محددة. نحن نمنح الصحفيين مكانا لنشر ما لم يتمكنوا من نشره في صحفهم، كما أن التحرير المتقن والعمل الجاد في المجلة والرصانة التي تتمتع بها، تجذب كثيرا من الصحفيين الجادين إليها.

مع هذا -يقول أرمادا- إن عائدا ماديا بدأ يدخل المجلة عبر نشرهم كتبا، فسوق الكتب رائجة في إسبانيا أكثر من المجلات. وقد توسع فريق المجلة في العمل حتى باتوا ينشرون تقارير مختلفة من دول أميركا اللاتينية بالتعاون مع مجلات تعمل بالنهج ذاته.

وخلال 9 سنوات، شارك في الكتابة بالمجلة 1400 كاتب، حيث تنشر المجلة 10 مقالات شهريا، منها مقالات معمّقة في الأدب والسياسة والفلسفة.

 

تجارب دون مسمَّيات

استغربت غراسيلا موشكوفسكي الصحفية الأرجنتينية وأستاذة الصحافة بجامعة مدينة نيويورك، سؤالي لها عن الصحافة المتأنية. كان اسم المجلة التي شاركت في تحريرها حتى عام 2014 (El Puercoespín)، واردا في دراسة (2) عن الصحافة المتأنية، بما يعني أن المواضيع التي كانت تطرح وطريقة معالجتها كانت تنتهج أسلوب الصحافة المعمق، المتأني، لكن دون منح وصفٍ أو اسم لذلك العمل. ينطبق هذا على الكثير من التجارب التي التزمت بآلية العمل تلك، على اعتبار أن الصحافة الحقيقية رديف للصحافة المعمقة.. تعددت الأسماء والنهج واحد.

توجّهتُ إلى أليخاندرو بارنكيرو، كاتب الدراسة التي ورد فيها اسم المجلة التي حررتها غراسيلا، لكنها توقفت عن الصدور لمواجهتها الكثير من العقبات التي لم تكن بحاجة إلى شرحها. بارنكيرو الباحث بجامعة كارلوس الثالث في مدريد، قال إن الصحافة المتأنية تقوم على نقد وتفكيك الوقت مقارنة مع ما تنتجه الصحافة وما توزعه وما تستهلكه في زمن السرعة والرأسمالية التوربينية (3) (أوجد هذا المصطلح إدوارد لوتووك، حيث تبلغ الخدمات والأخبار ورأس المال وقوى العمل درجة جديدة من التنقل والتسارع)، ولها (الصحافة المتأنية) بعدٌ زماني، وهي ظاهرة برزت في السنوات الأخيرة في حقل دراسات الصحافة والاتصال.

وبالنسبة له، فالكثير من ظواهر الصحافة الاستقصائية الحالية تُعتبر ضمن الصحافة المتأنية، بالنظر إلى الوقت الذي تستغرقه هذه التحقيقات، والإعداد الجيد، إضافة إلى رغبة معدّي التقارير المتأنية في التوجه نحو قارئ يتذوق المعلومات ببطء. ويضم بارنكيرو الصحافة السردية والقصص الصحفية الطويلة المبنية على أسس الأدب وتقنيات السرد الحديث، إلى الصحافة المتأنية، مفسّرا المعايير التي اتخذها في ذكر قوائم المجلات والمواقع التي تعمل بنهج الصحافة المتأنية.

 

حين تسقط القصة، تلتقطها الصحافة المتأنية

يعتقد مسؤول المحتوى والمراسل الاستقصائي لموقع "كونتنت كوز" (Contentcows)، أن مصطلح "الصحافة المتأنية" جديد، مستمد من حركة الغذاء البطيئة التي جاءت كردة فعل على تسارع أساليب الحياة المعاصرة والدورة الإخبارية 24/7.

وفي حديثه عن معايير الصحافة المتأنية، يذهب نيكرك إلى الدقة والنزاهة والإنصاف وذكر السياق، وهي أمور يقول "إنها تعاني اليوم" أمام تشجيع وكالات الأنباء ومنصات وسائل الإعلام الاجتماعي لفكرة أن تكون "الأول" في سرد القصص.. "تركز الصحافة المتأنية على أن تكون القصص دقيقة وصحيحة وثابتة أمام التحقق. ويعتقد أنصار هذا النوع من الصحافة أنه أكثر إرضاء واستدامة وذكاء". الصحافة المتأنية قد تكون في أي جنس صحفي وعلى أي منصة، لا يهم، المهم -حسب قوله- "أن تحتوي على جميع الحقائق، وأن تكون الحقائق مدققة، وأن تظهر الآراء المعارضة، وأن تكون سليمة من الناحية القانونية، وأن تمنح الوقت الكافي لجميع الأطراف للرد"، فهو يرى أن "الحقائق والإنصاف والنزاهة تتفوق على مواعيد التسليم في الصحافة المتأنية".

تبدأ الصحافة المتأنية -برأي نيكرك- حينما تفقد قصة كبيرةٌ الاهتمامَ في مؤسسات الأخبار، إذ يتوجب على مؤيدي هذه الصحافة المتأنية حينها، إعادة إنتاج تلك القصة. كما تكون أمام الصحفيين المتأنّين فرصة للقيام بعملهم حينما تهمل مؤسسات الأخبار قصصا مهمة بسبب "هوسها" بما أطلق عليه نيكرك "زغب المشاهير".

وفي تعليقه على عنصر الوقت، يقول إن مفهوم الصحافة المتأنية يشير في الوهلة الأولى إلى الوقت.. "وهذا صحيح، لكنه يتجاوز مجرد قضاء سنة في كتابة قصة، فالبطء عنصر مهم في ذلك السياق". ويشرح نيكرك ذلك بقوله "إن القصة بحاجة إلى وقت كي تتطور، وإن الوقت مهم للسماح للأطراف المتضادة بالرد، وهو مهمٌّ أيضا لإعادة قراءة قصة وردت في دورة أخبار الـ24/7 ثم سقطت حين كان على الكاميرا التحرك لتصوير قصة أخرى في مكان مختلف".

عمل كثير ينتظر مؤيدي الصحافة المتأنية، على رأسه الإيمان بجدوى ما يفعلونه، فقد يتمكّنون في النهاية من السيطرة على الأرنب الأبيض داخل القبعة وإخراجه في الوقت المناسب، مدهشين بنتائجهم كل الجماهير.

المزيد من المقالات

عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024