هل من المفترض تدريس المعلوماتية لطلاب الإعلام؟

بات من المسلمات اليوم ذلك التداخل بين المعلوماتية والتقنيات بشكل عام من جهة، وبين العلوم الإنسانية والاجتماعية والإعلامية من جهة أخرى، وهو تداخلٌ يجعل الأسئلة تتمحور حول ضرورة تعديل المناهج التعليمية لطلاب الصحافة، لجهة الكتابة وما يصاحبها من عناصر بارانصيّة * paratextuels (عناوين وصور ومقاطع فيديو وغيرها). 

لذا، يتطلب الانتقال إلى المرحلة الجديدة في عالم الصحافة مختصين يتمتعون بكفاءات تجمع بين الإعلام والمعلوماتية كعلم، وليس كمجموعة أدوات طباعية، ولعدم توفر تلك الأدوات، يسود التخبط حالياً، رغم أن الأهداف واضحة، وتبدأ بتمكين الطلاب من الدخول إلى سوق العمل ذي الاحتياجات المتغيّرة، إلى جانب تدعيم مختلف المؤسسات الإعلامية.

أما عن التغيّرات الحاصلة في عالم الإعلام، فهي تحتّم على الصحفيين التعرّف إلى كيفية بناء المنصات الرقمية وتصميم خوارزميات ترتبط بالصحافة الرقمية، في وقت باتت التطبيقات الرقمية ضرورة، إضافة إلى معرفة أدوات البحث والتنقيب. كما أن الأبحاث المستقبلية في هذه التطبيقات ترتبط بما يسمى تقنيات المعالجة الآلية للغة، وكل ما له علاقة بمفهوم الإنسانيات الرقمية، التي هي عبارة عن مفهوم يتعلق بالتجديد في العلوم الإنسانية والإعلامية؛ أي بناء علوم جديدة ترتكز على ما سبق، ولكن في الوقت نفسه، تبني الإنسانيات الرقمية مفاهيم جديدة تتماشى مع التغيرات الرقمية.

من هنا، بات على الصحفي، أن يكون على دراية بعلوم الحاسوب المساعدة في تصميم البرمجيات المرتبطة بالإعلام الرقمي، إلى جانب تمكنه من مهمات الصحفي الأساسية كإعداد التقارير والكتابة والمعرفة الجيدة للغة والتمتع بأخلاقيات المهنة. كل ذلك يتم من خلال تأهيل طلاب الصحافة، وتدريبهم على بعض المعادلات الرياضية ذات الصلة، والأدوات والروابط المنطقية التي تعد ركيزة تصميم الخوارزميات، بالإضافة إلى أهمية ذلك في الإحصاء. لذا يجب أن تكون المعلوماتية جزءاً أساسياً من اختصاص الصحافة.

ومن المعلوم أن الكتابة للإعلام الرقمي مختلفة عن الكتابة للإعلام المطبوع، والقراءة عبر شاشة مغايرة لقراءة الورق ذات الأسلوب الانتقائي الأقل بساطة، ما يجعل تمكين الطلاب من المهارات المساعدة على إدارة إنتاج الوسائط الرقمية ضرورية، إضافة إلى مساعدتهم على الابتكار لبناء تطبيقات رقمية تعالج الوسائط المتعددة والربط في ما بينها.

في الشق النظري، تساعد المعلوماتية على التفكير النقدي، إذا أن أساسها هو المنطق، وتتيح توضيح أي لبس في فهم عمليات التواصل؛ فالمعرفة في التقنيات المعلوماتية لها دور في تعليم الطلاب تقنيات المعلومات التي تراوح بين التنقيب واسترجاع البيانات، وتأطيرها ووضعها في أنظمة قواعد بيانات، كما تساعدهم على هندسة البرمجيات المتطورة التي تُستخدم في بناء واجهات للمستخدم (أعتقد أن "وصلات بينية" أفضل) (Interface) تتماهى مع النص الإعلامي، إضافة إلى تعريفهم بحيثيات المعايير التي تؤدي إلى الأمانين المعلوماتي والشبكي.

وفي هذا السياق، يفترض معرفة كيفية بناء "فقاعات التنقية" التي تستخدمها حالياً كافة شبكات التواصل ومحركات البحث. تلك الفقاعات تحصر المستخدم في مجال معرفي محدد وفق عملية البحث، وعليه، فإن المحركات لا تزوده من المعلومات إلا ما يتناسب مع ما تم البحث عنه سابقاً.

وبهذا تكون محركات البحث وشبكات التواصل حدت من إمكانية الانفتاح على المعلومات المختلفة التي تطرح آراء مختلفة. لذا، تؤدي هذه المعارف المختلفة إلى فهم عملية التقييم التي تستخدمها محركات البحث كي تكون مقروءة، وكيفية تحيز المحركات في إيصال الخبر الذي تريد، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من الصحفيين العارفين في كيفية عمل هذه الأنظمة وما الذي يمكنهم القيام به، إذ أن التقنيات اليوم تقدم للمستهلك البيانات وفق ما يريده المستهلك نفسه.

أما في غرف الأخبار، سنجد لاحقاً مختصين يتمتعون بمهارات ضرورية لبناء الأدوات والمنصات. لهذا فإن التعرف على المفاهيم المتعلقة بخوارزميات التعلم الآلي بات ضرورياً كونه يشكل جزءاً من كافة الخدمات التي يتيحها الإعلام، كمبادئ التحليل الإحصائي والعمليات البشرية التي تولد البيانات، وتحليل الشبكات ودورها في الصحافة الاستقصائية، إضافة إلى تقنيات التصوير والأرشيفات المعرفية المرتبطة بعرض الصور.

وفي الوقت الحالي، يحتاج صحفوين كثيرون إلى فهم ماذا يجري فعلياً، لهذا عليهم فهم العلوم التقنية، التي ستساعدهم على فهم ما يريده التقنيون العاملون في مجال الصحافة. فإذا ما اعتبرنا أن كل المواضيع باتت متعلقة بالتقنيات بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فإن عملية كتابة الأخبار وعلاقتها بالعلوم الرقمية بحاجة إلى مختصين للحد من الفجوة الحاصلة بين العلماء والناس، لأن الكتابات العلمية موجهة فقط إلى جمهور علمي، ولكن نقل المعرفة العلمية يجب أن يكون بطريقة سهلة ومبسطة لضمان نتائج أفضل. 

إن مستقبل الصحافة يتطلب المزيد من التفاعلات المباشرة مع الجمهور، إذ بتنا نشهد تزايداً في الإنتاج والنشر على أنواعه. ولكن يبقى الإعلام الكلاسيكي أساسياً، شرط أن يكون معمّقاً، وأن يعطي الناس ما لا يمكن أن يجدوه شائعاً ومكرراً ومبعثراً في كل مكان. فلا يحمي الإعلام إلا الإعلام، من خلال إعطاء المحتوى المناسب، والتحوّل نحو الدراسات والاستقصاء، الذي من الصعب أن يتم، إلا من خلال فهم الرقمنة وأدواتها.

إن العثور على مصادر يستغرق وقتاً، كذلك إجراء المقابلات، وإذا تمكنت الحواسيب من إجراء العمليات الحسابية المعقدة، فإن نوع التفكير اللازم للعثور على قصص جديرة بالاهتمام واختبارها، لا بزال مهمة الأفراد.

الجدير بالذكر أن تعليم المعلوماتية كعلم، يساعد في فهم عمليات المعالجة الآلية للغة وللنصوص، أو ما يسمى اللسانيات الحاسوبية، وهي عبارة عن خوارزميات وتطبيقات للبحث والتنقيب عن المعلومات، وبناء برامج التحليل الآلي للنصوص والترجمة الآلية التي تأخذ حيزاً مهماً في الإعلام الرقمي، والتي سيكون لها دوراً في الإعلام ضمن الأعمال المستقبليّة.

ترتكز كافة التطبيقات للكشف عن المعلومات والأخبار الزائفة حالياً على برمجيات حوسبة اللغة، بالإضافة إلى دورها في عمليات التصنيف والتوثيق والأرشفة الرقمية والفهرسة وربط النصوص والمقالات في ما بينها من ناحية، ودورها في بناء برمجيات للقراءة وللتوليف والبحث عن التركيب النحوي الصحيح والتدقيق اللغوي، إلخ، من ناحية ثانية. كل ذلك بحاجة لمعرفة علوم اللغة واللسانيات.

في المؤسسات الإعلامية معلومات مؤرشفة كثيرة يصعب الولوج إليها؛ أما المعالجة الآلية لهذه النصوص وتحويلها رقمياً، إذا ما كانت ورقية أو مطبوعة أو على ميكروفيلم، فهي بحاجة إلى تطبيقات تساعد على استغلالها والحفاظ عليها مستقبلا والاستفادة منها.

هناك أيضاً معلومات وبيانات "خام"، فالمعلوماتية تساعدنا على استنتاج ما يلزمنا منها، وهذا يرتكز على أدوات رقمية لتوليد نتائج وملاحظات جديدة. فتقنيّات البيانات الضخمة باتت أساساً في بناء الأخبار، والمعلوماتية تؤدي إلى معرفة كيفية استنتاج بيانات سهلة الاستخدام من قبل المستخدم. هذا المحتوى هو خزان العمل الصحفي حالياً، ولكن على الصحفي معرفة كيفية الوصول إليها، إذ إننا بحاجة إلى تطبيقات لتحليل "البيانات الضخمة"، وهو مفهوم يتم العمل عليه في مجال الإحصائيات، كما في مجال التعلم الآلي، ما أدى إلى عودة بروز مفهوم صحافة البيانات الذي بات أساساً في العمل الصحفي وله أهمية أكبر حالياً. فالرقمنة أدخلتنا في عالم الحساب لكل شيء، بما فيه حساب الفكر لدرجة أن المؤسسات الرقمية، كالـ"غافا" (GAFA) باتت تتحكم بسلوكيات الأفراد من خلال دراسة شخصياتهم على شبكات التواصل.

في تحاليل إخبارية وإعلامية عدة، يتم الاعتماد على تلك البيانات التي لا يمكن أن تُعالج إلا من خلال برمجيات آلية كي نستنتج ما يلزم لبناء الخبر والتحليل. وإذا كانت البيانات موضوعية كأرقام، فهل تحليلها يجسد حقيقة غير متحيزة وغير سياسية، ومن أين تأتي البيانات؟

كل شيء عبارة عن بيانات بما فيها حياة الناس، وهي أيضاً إجابات على أسئلة المقابلات. فما هي الدوافع لهذه التساؤلات؟ هنا، على الباحث نقد كل هذا، فالشك عنصر ضروري في الصحافة، وهي فكرة أساسية لهذه المهنة. على مستوى ما، يجب ألا تثق تمامًا بأي مصدر، ويجب أن يمتد هذا الشك إلى البيانات. فتأكيد البيانات وسياقها هي النقاط الأساسية، لأن تحليل البيانات وحده ليس الصحافة. فمن المفترض بالبيانات أن تُفهم أولاً، ثم تُفسر ويُعرض معناها بطريقة ملائمة وذات صلة بالجمهور. على سبيل المثال، إذا أردنا أن نبين حالة السوق المالية حالياً من خلال رقم ما، علينا البحث في البيانات لطرح كيف كان سابقاً. يجب أن توفر الصحافة معلومات يمكن للناس من خلالها اتخاذ قرارات أفضل بشأن حياتهم. ومن دون تفسيرات مماثلة، يعتبر ذلك إحصائيات وليس صحافة، وهذا ما يمكن أن تساعد به البيانات الضخمة.

في الخلاصة، بالإضافة إلى المعرفة "الكلاسيكية" التي تُعطى للطلاب في كليات الإعلام، من المفترض أن يبدأ تدريس المعلوماتية كعلم بتعليم الخوارزميات لتصميم البرمجيات لأنها ضرورية مستقبلاً. فما يُدرس حالياً لطلاب الإجازة غير كاف، فلا يمكن أن ندرسهم كيف نبني موقعاً إلكترونياَ من دون تعليمهم كيف تُبنى خوارزميات "جافا سكريبت" مثلاً على أقل تقدير. كما لم يعد يكفي أن ندرس التطبيقات الكتابية فقط، بل علينا تخطي ذلك إلى أساليب بناء قواعد البيانات، والإحصاء عبر برمجيات متخصصة لذلك. ففي بعض الجامعات يتم تدريس بعض مواد المعلوماتية لطلاب الدراسات العليا، لكن بحسب التجارب، لم تؤد تلك الآلية دورها الفعلي، لأن تدريس المعلوماتية له أسس أكاديمية تساعد على اكتساب المعرفة، وتأتي بشكل تدريجي تصاعدي، وهي بحاجة إلى تهيئة في الرياضيات والمنطق الرياضي، كي يصبح الطالب قادراً على بناء الخوارزميات وفهمها بما يتناسب مع قدراته العقلية وحاجاته في الاختصاص.

تعليم المعلوماتية والخوارزميات له أيضاً أبعاد أخرى بدأت تأخذ مداها في ما يخص تقنيات الذكاء الاصطناعي. أولاً، في ما يتعلق بتوليد النصوص آلياً من جداول البيانات الرقمية المختلفة، على سبيل المثال توليد النصوص آلياً من اللوائح الموجودة في ملاعب الكرة، أو من الجداول الرقمية في البورصة. وثانياً، في ما يتعلق بتوليف النصوص لقراءتها من قبل الروبوتات. كل ذلك بحاجة إلى تدريس المعلوماتية بشكلها العلمي المتقدم مصحوباً بحوسبة اللغة العربية التي يُعمل عليها في مراكز أبحاث عدة في العالم.   

 

بارانصية: تعني نصوص محاذية. 

 

المزيد من المقالات

الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
تلفزيون لبنان.. هي أزمة نظام

عاش تلفزيون لبنان خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجات وإضرابات للصحفيين والموظفين بسبب تردي أوضاعهم المادية. ترتبط هذه الأزمة، التي دفعت الحكومة إلى التلويح بإغلاقه، مرتبطة بسياق عام مطبوع بالطائفية السياسية. هل تؤشر هذه الأزمة على تسليم "التلفزيون" للقطاع الخاص بعدما كان مرفقا عاما؟

حياة الحريري نشرت في: 15 أغسطس, 2023
وسائل الإعلام في الهند.. الكراهية كاختيار قومي وتحريري

أصبحت الكثير من وسائل الإعلام في خدمة الخطاب القومي المتطرف الذي يتبناه الحزب الحاكم في الهند ضد الأقليات الدينية والعرقية. في غضون سنوات قليلة تحول خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين إلى اختيار تحريري وصل حد اتهامهم بنشر فيروس كورونا.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 أغسطس, 2023
مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن.. العودة إلى الوراء مرة أخرى

أثار مشروع قانون الجرائم الإلكترونية في الأردن جدلا كبيرا بين الصحفيين والفقهاء القانونين بعدما أضاف بنودا جديدة تحاول مصادرة حرية الرأي والتعبير على وسائل التواصل الاجتماعي. تقدم هذه الورقة قراءة في الفصول المخالفة للدستور التي تضمنها مشروع القانون، والآليات الجديدة التي وضعتها السلطة للإجهاز على آخر "معقل لحرية التعبير".

مصعب الشوابكة نشرت في: 23 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023