العراق.. الصحف الملونة مع ساستها

تتساقط الصحف العراقية واحدة تلو الأخرى، مرة لعدم توفّر التمويل، ومرة لعدم مجاراتها للصحافة الرقمية، والأسباب تتنوع بين ضعف الإدارة وتراجع المحتوى والعجز عن التسويق والترويج. 

يحتفل الصحفيون العراقيون بعيدهم في 15 يونيو/حزيران من كل عام، ويتزامن هذا العيد مع الذكرى 150 لتأسيس "الزوراء" -أول صحيفة عراقية- على يد الحاكم العثماني مدحت باشا (1) التي واصلت الصدور لـ 48 عامًا، وأغلقت يوم 11 مارس/آذار 1917، قبل أن تعاود نقابة الصحفيين العراقيين إصدارها صيف العام 2012.        

مرّت الصحافة العراقية بتحديات عديدة، إذ لا يمتلك العراق صحفًا واصلت الصدور لأكثر من 50 عامًا، نتيجة تغيير الأنظمة السياسية بالانقلابات العسكرية أو الاحتلال، فكل حقبة في العراق كانت تلغي التي سبقتها.    

قبل العام 2003، كان عدد الصحف اليومية والأسبوعية 9 صحف، لكنها جميعا توقفت بعد سقوط نظام صدام حسين. ومع نشوء النظام السياسي الحالي، تولدت فوضى كبيرة في إصدار الصحف، إذ بلغ عددها 171 صحيفة يومية وأسبوعية، ليعاود العدد الانحسار إلى 21 صحيفة.     

تتعرّض المؤسسات الصحفية والعاملون فيها بين فترة وأخرى إلى الاعتداء والتضييق من قبل الجماعات المسلحة المنتشرة في البلاد، إذ في يوم واحد تعرضت أربع صحف إلى تفجير مقراتها وحرق معداتها وأرشيفها نتيجة انتقادها لرجل دين، كما اغتيل عدد من الصحفيين نتيجة كشفهم ملفات فساد لجهات سياسية حاكمة منذ العام 2003. 

مشاكل كبيرة تواجه الصحافة الورقية العراقية اليوم، أهمها تراجع المبيعات بعد هروب قرائها نتيجة ضعف المحتوى والكوادر العاملة فيها، وعدم ابتكارها أساليب جديدة في التغطية الصحفية، إذ تتشابه الصحف في المحتوى المقدم لجمهورها، لأنها تتغذى على الوكالات المحلية والدولية نظرا لقلة الموارد البشرية، حتى إن بعضها لا يديرها سوى ثلاثة أو أربعة أشخاص فقط. 

الكثير من هذه الصحف لم تواكب التطور التكنولوجي، فلم تحدّث موقعها الإلكتروني، أو تفعّل صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان ذلك سببًا في هروب المعلنين.

في العراق قرابة 39 مليون شخص، غالبيتهم من الشباب، لكن الصحف هناك تطبع الآن 30 ألف نسخة يوميًّا، جلّها يُرسل على شكل اشتراكات إلى المؤسسات الحكومية والخاصة، وجزء بسيط لا يتجاوز العُشر، يباع للقراء وهم من كبار السن المواظبين على القراءة لاعتيادهم على ذلك منذ شبابهم. وتحتجب الصحف عن الصدور في العطل الرسمية والأعياد والمناسبات الدينية الكبيرة، مما يجعل نطاق انتشارها محليًّا، إذ لا تُوزع في الدول العربية، مما جعل المنافسة تغيب مع نظيراتها العربية لشروط عدة، منها عدم امتلاكها مراسلين في الدول العربية والأجنبية وضعف المواد المحررة وطبعتها الورقية.

من جهة أخرى، لم تخلق الصحافة المطبوعة علاقة متينة مع القارئ، فهي تفتقر إلى التوزيع السليم، وعلى المواطن قطع مسافات طويلة إذا ما أراد شراء صحيفته. كما أن غالبية مواقعها الإلكترونية ما زالت بدائية ولم تخلق تفاعلا مع القارئ، بالإضافة إلى أنها تواجه مشاكل كبيرة في التصفح، مما يجعل المواطن يفضّل مطالعة الأخبار في المواقع العربية.

بحسب شركة "مستقبل العراق" المسؤولة عن التوزيع، فإن الصحف العراقية كانت قبل 16 عامًا تطبع أكثر من 500 ألف نسخة يوميًّا، لكن الرقم تراجع اليوم إلى 30 ألفا فقط، نتيجة هروب القارئ من الصحف إلى مواقع التواصل الاجتماعي.  

"مجلة الصحافة" التقت مسؤول التسويق في الشركة محمد الربيعي الذي يمارس هذه الوظيفة منذ 20 عامًا، لشرح سوق الصحافة المطبوعة والمشاكل التي تواجهها، فقال إنّ سوق الصحافة المطبوعة في تراجع مخيف جدًّا يتمثل في قلة المبيعات"، مشيرًا إلى أنه "في الأعوام الأولى من الاحتلال الأميركي بلغ عدد الصحف 171 صحيفة يومية وأسبوعية، وكانت تطبع يوميا 500 ألف نسخة حتى العام 2008".

يتحسر الربيعي على حال الصحف قائلا إن "عددها بدأ يتناقص بعد العام 2008 ليصبح 43 صحيفة عام 2010 مع تقلص الأعداد المطبوعة يوميا إلى 180 ألف نسخة"، لافتا إلى أن "مجموع الصحف حاليًّا يبلغ 21 صحيفة منها 14 يومية والباقي أسبوعية، تمثل أنشطة الأحزاب والمنظمات".

علي حسين نائب رئيس التحرير في صحيفة "المدى" العراقية، تحدث عن الأسباب التي أدت إلى تراجع الصحافة الورقية، ومنها الفوضى التي تسيطر على البلد، وقلة الوعي عند الممولين والداعمين، وغياب شركات التوزيع.

"الصحافة الورقية تعيش أزمة وجود، نظرا لهجرة المواطنين إلى وسائل التواصل الاجتماعي واعتمادها مصدرا للأخبار العاجلة ومشاهدة التقارير، مع عجز الصحف عن الانتقال إلى صحافة رأي وتحليل"، وفقًا لحسين.

وأشار في حديثه لمجلة "الصحافة" إلى أن "الصحافة العراقية كان مفترضًا أن يكون صوتها قويًّا في العراق الجديد، لكن للأسف تحولت إلى دكاكين حزبية وانتهازية مهمتها إرضاء المسؤول الذي بيده مفاتيح كل شيء، مع استسهال مهنة الصحافة من قبل بعض الصحفيين". 

وأكد حسين أن بعض المسؤولين العراقيين "اشتروا ذمم" عشرات الصحف ومنحوها مقرات من أملاك الدولة العراقية لتصمت عن مخالفاتهم، وتتحدث فقط عن إنجازاتهم الوهمية. ولكن بعد خروجهم من المنصب تعرضت هذه المؤسسات لهزة مالية نتجت عن إغلاق بعضها، مشيرا إلى أن الصحف العراقية توزع في مكان يطلق عليه "البورصة" وتتحكم به مجموعة من الذين "لم يقرؤوا صحيفة في حياتهم"، مع عقدهم صفقات مع بعض رؤساء التحرير لتحديد الكمية التي ستطبع وأنواع الأخبار التي ستنشر في الأيام التالية، حسب قوله.   

الصحفي العراقي عمر الجفال عزا تراجع مستوى الصحافة الورقية إلى عدة أسباب، منها فقدان المواطن ثقته بها، وتبعيتها للأحزاب والممولين المشبوهين، وعدم توفّر الإبداع في إيجاد تغطيات ومواضيع مختلفة غير البيانات التي ترميها الحكومة والمؤسسات الرسميّة والأحزاب عليها، وعدم تنوّع صفحاتها ومواضيعها، والخوف من طرح الكثير من المواضيع التي تهم المجتمع.

الجفال قال في حديثه لمجلة "الصحافة" إن "ما يحدث في الصحافة الورقية العراقية أن أخبارها اليوم انتشرت بالأمس على مواقع التواصل الاجتماعي". 

وأشار إلى أن الصحافة في العراق كانت خلال العقود الأخيرة مرتهنة لأجندات مموّليها، أما بعد العام 2003 ففي الغالب كان المموّل حزبًا أو رجل أعمال مقرّبا منه، فيتدخل الحزب أو المموّل بشكل مباشر في السياسة التحريرية للصحيفة. وعلى هذا الأساس، يمكن رصد الهشاشة على صعيد التحرير والمعلومة الموجودة في الصحيفة".

وأكد جفال أن "الأحزاب أو المقربين منها من الممولين أهدافهم واضحة، إما الترويج لأجنداتهم، أو خوض حروب ضد خصومهم. تعمل الصحف ليل نهار لهذه الغاية، والمساحة المتبقيّة للعمل الصحفي تظل بلا أي إبداع، وتعيد الأخبار نفسها المتوفّرة على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي".

وإضافة إلى كل ما سبق، فإن العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي يمنح للموزع نقودًا مقابل توزيع الصحيفة، بينما الموزع نفسه لا يعود على الصحيفة بأي أموال مقابل بيعه لأعدادها! من أين إذاً تربح الصحيفة؟ ولماذا يجهد الموزّع نفسه في عملية البيع طالما أنه يضمن الحصول على أموال مقابل التوزيع؟

غالبية الصحف العراقية قلصت صفحاتها خلال الفترة الحالية، مع تسريحها الصحفيين لتقليل حجم الإنفاق المالي، إذ ألغت أقسام التحقيقات والاقتصاد والثقافة والمجتمع، وأبقت على الصفحات السياسية والرياضية والفنية، لذلك فإن تواجه خطر الإغلاق باستثناء صحيفة "الصباح" التي تمولها الحكومة العراقية من خلال شبكة الإعلام العراقي. 

 

مراجع:

 

1- https://alzawraapaper.com  

2-وزارة التخطيط العراقية 

3- https://www.almadasupplements.net/news.php?action=view&id=7772 

 

4- https://www.sotaliraq.com/2019/04/10/%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2%D8%AA-350-%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84/?fbclid=IwAR3BocXd0_ya96vB0buOLlsPQ2vfi7sD8Hdc6buF-iIOIgXTBxpc-WWCSTc

 

المزيد من المقالات

البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025