الصحفيون أخطر من المسلحين.. حال الصحافة في ليبيا

 

فجأة ظهرت أمامه مدرعة عسكرية وأحاط به عدد من المسلحين، صرخ بصوت عال "لا تطلق النار، نحن صحفيون.. أخفضوا أسلحتهم"، ولكن أحدهم تقدّم نحوه وصفعه على وجهه بقوة قائلاً "لا يوجد صحافة في ليبيا!". هذا ما جرى مع خالد علي، وهو صحفي ليبي في العشرين من عمره، كان يغطّي الاشتباكات المسلحة بين القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في جنوب العاصمة طرابلس، قبل أن تُلقي قوات الأخير القبض عليه. 

يقول علي "كانت لحظة فارقة.. توقعت أن يطلق أحدهم النار فورًا عند رؤيتنا، فالمنطقة كانت مشتعلة والتوتر يحيط بالمتقاتلين.. صرختي أوقفت استهدافنا، ليس رأفة بنا بكل تأكيد، فسوء معاملتهم لنا أثبت لي ذلك". 

اعتُقل علي مع عدد من جرحى مقاتلي حكومة الوفاق وجرى نقلهم إلى مدينة قريبة من العاصمة تسيطر عليها قوات حفتر، ورغم تأكيده لهم أنه صحفي يغطي الأحداث فقط، فإنهم تعاملوا معه كأسير حرب بل أكثر حتى من ذلك، وفق قوله.

     

اصطفاف وانحياز

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن طريقة تعامل وسائل الإعلام الليبية مع الحرب الدائرة منذ أبريل/نيسان في محيط طرابلس. لا يمكن إنكار حالة الاصطفاف التي يشهدها الإعلام في ليبيا الآن بين مؤيد للحرب ورافض لها، وبالتالي، فإنه قد يتحول تدريجيًّا إلى إعلام خاص يدافع كلٌّ بطريقته عن طرفي النزاع، وهي حالة انزلاق يخشاها الكثير من المختصين في مجال الإعلام.  

"فوضى عارمة في انتقاء المصطلحات خلال تغطية الحرب من قبل وسائل الإعلام الليبية التي تتسبب مصطلحاتها في شيطنة الطرف الذي تعارضه، فنرى عبارات مثل: الجماعات الإرهابية، المليشيات، مجرمي الحرب، عسكرة الدولة، الدولة المدنية، الجيش الوطني.. ناهيك عن عشرات الأوصاف التي تقلل من قيمة الخصم وتحط من قدره"، وفق ما يذكره الكاتب الصحفي إسماعيل القريتلي الذي يرى أن ما سبق "يظهر جليا في اعتماد وسائل الإعلام والصحفيين على مصادر من الطرف الذي يحظى بتأييد كل وسيلة إعلامية عند الحديث عن الطرف المقابل، وعدم بذل أي جهد للوصول إلى الطرف المقابل المشارك في الحرب، فضلا عن غياب محاولة تدقيق المعلومات المستقاة من الأطراف المؤيدة من مصادر مستقلة".

الحل هنا يكون بتطوير إجراءات صناعة القرار الأخلاقي داخل غرف الأخبار، هذا ما يراه القريتلي مناسبا لعلاج المشكلة التي تبدأ من "منح الصحفيين حق ممارسة حريتهم للتعبير عن آرائهم بشأن المصادر والمصطلحات". 

 

أسباب المشكلة 

المشاكل التي ذكرها القريتلي موجودة فعلا في الإعلام الليبي، خاصة لجهة اعتماد الوسيلة الإعلامية على مصادر محددة تتبع الطرف الذي تؤيده دون البحث عن مصادر مستقلة، بالإضافة إلى الاعتماد على المصادر المجهولة، وهو ما يتضح في كمية الأخبار والعواجل المغلوطة التي تنشر هنا وهناك. 

ولكن هل يمكن أن تتساوى جميع وسائل الإعلام في هذه المشكلة، أم أن هناك تفاوتا في هذه التجاوزات؟ وهل يمكن حل مثل هذه الإشكاليات في هذه الظروف عبر تطوير صناعة القرار الأخلاقي وممارسة حرية التعبيير للصحفيين، أم أنها مجرد نظريات ومقترحات حالمة بعيدة عن أرض الواقع؟ وربما السؤال الأهم هنا: هل يمكن الحديث عن الحيادية والموضوعية في ظروف كالتي تمر بها ليبيا الآن؟ 

باعتقادي أنه لا يمكن الحديث عن المشاكل ولا تقديم مقترحات لعلاجها عبر الحديث النظري عن أخلاقيات المهنة وذكر مصادر للكتب والباحثين، دون الغوص أكثر وتحديد المسببات والتفسيرات لهذه الظاهرة التي أوصلت الإعلام في ليبيا إلى هذه المرحلة الخطيرة.

الإعلام الليبي منذ العام 2011 وبعد سقوط نظام معمر القذافي، عاش ثماني سنوات من الحروب الأهلية التي لم تتوقف في مدينة إلا واندلعت في أخرى، وهذه الحروب المحلية التي ساندتها أطراف إقليمية ودولية، خلفت آثارا اجتماعية واصطفافا بين مختلف القوى الاجتماعية، والإعلام المحلي نال جزءًا منها وصار ترسًا ضمن تروس الضغائن وبث الأحقاد وشيطنة الخصوم. 

هذا لا يعني بحال من الأحوال أن كل وسائل الإعلام المحلية الليبية وقعت في فخ هذه التجاوزات، فهناك وسائل -وإن قلّ عددها- التزمت الحد الأدنى من المعايير الأخلاقية للمهنة. 

"الانقسام السياسي والحروب الأهلية والاصطفاف المجتمعي وعدم الاستقرار الذي أصاب المجتمع والدولة معا، كل هذه العوامل ألقت بظلالها على مجمل العمل الإعلامي، وهو عمل في نهاية المطاف يدور مع رأس المال والتوجه السياسي للممول"، بحسب ما يراه الكاتب الصحفي هشام الشلوي.

بيئة مشحونة

الشلوي أشار إلى أن إحدى المشاكل البارزة التي أوصلت العمل الإعلامي إلى هذا الوضع المتدني، تتمثل في كون أغلب الصحفيين الناشئين تربوا داخل هذه المؤسسات المصطفة منذ البداية، حيث تعلموا صناعة "الحقد والكراهية"، ولم يتسن لهم التدرب في مؤسسات إعلامية كبرى محايدة بعيدة عن الأجواء المشحونة. أضف إلى ذلك أن المجتمع الليبي يعيش منذ عدة سنوات في حالة هيجان وغليان على مستوى المدن والقرى والقبائل والبيوت والعائلات، والصحفيون هم نتاج هذا المجتمع الذي يعلو فيه منذ سنوات صوت البندقية ويختفي فيه صوت العقل. هذه الظروف النفسية والمجتمعية والإقليمية والدولية جعلت الوصول إلى الحقيقة أمراً متعذرا، وأحيانا غير مرغوب فيه.

     

ماذا عن الموضوعية في الحرب؟

فكرة الحيادية والموضوعية تبقى صعبة التحقق بحذافيرها حتى في المجتمعات المستقرة، فالمجتمع الأميركي مستقر لا شك، إلا أنه منذ وصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، بدأنا نلاحظ أن التشظي والانقسام الحاد بدا هو المهيمن على المشهد الإعلامي الأميركي. 

أما عن ليبيا، فيتعذر فيها طلب الحيادية والموضوعية، أو على الأقل تطبيقها بصورة حالمة. ويضرب الشلوي مثلا بتغطية قناة "ليبيا الأحرار" المحلية (قناة خاصة تبث من تركيا) لهجوم قوات حفتر على طرابلس، حيث يصف تغطيتها بأنها تتسم بتوازن وموضوعية لا بأس بهما، مقابل هذا الضخ الأسود من قنوات تابعة وممولة إماراتيًّا. 

ويضيف الشلوي أن ما يجري تسويقه بشأن تغطية "ليبيا الأحرار" من قبل الإعلام المضاد لها في التوجهات على أنها إرهابية، "يدخل بنا في عالم فضفاض من المصطلحات غير القابلة للتحديد أو الضبط، إلا أن الفيصل الموضوعي في مسألة كهذه هو المشاهدة وقراءة ما تبثه وتكتبه هذه الوسائل ليسهل عقد المقارنة".

     

التضييق على الصحفيين

وما فاقم أوضاع الإعلام في ليبيا هو انعكاس الاصطفاف وشيطنة الأطراف على حال الصحفيين وطريقة تعامل أطراف النزاع معهم، حيث باتوا يتعرضون للمضايقات والتهديد وحتى الاختطاف، وهو أمر حذرت منه الأمم المتحدة، معتبرةً أن الصحفيين والإعلاميين الليبيين ما زالوا يواجهون تهديدات واعتداءات في سعيهم وراء الحقيقة.

تخوف وتحذير الأمم المتحدة جاء بعد اختطاف صحفييْن من قناة "ليبيا الأحرار" هما محمد القرج ومحمد الشيباني من قبل قوات حفتر أثناء تغطيتهما للحرب، قبل أن يجري إطلاق سراحهما في وقت لاحق عبر وساطات غير محلية. 

يصف أحد الصحفيين ظروف اعتقاله قائلا "تمت معاملتنا بقسوة، وتعرضنا للضرب والإهانة من قبل المسلحين، كما تم حرماننا من الماء والطعام لفترات طويلة.. تخيل أنه حتى بعد تأكدهم من أنني صحفي لا أحمل السلاح، شهر أحدهم سلاحه في وجهي قائلا إنه يعتبر الإعلاميين أكثر خطورة من المقاتلين، لذا يُفترض إعدامهم على الفور". 

 

لا حياد في القضايا الأخلاقية 

لا تخطئ العين والأذن الكثير من الهفوات والكثير من الضعف والتحيز في أغلب وسائل الإعلام الليبية أثناء تغطيتها للحرب في طرابلس، إلا أنها بكل تأكيد لا تستوي كلها في الحكم.

ويرى البعض أن هناك مسارين فقط أمام وسائل الإعلام للتعاطي مع حرب طرابلس، إما تأييدها ومساندة المعتدي ليصبح المنبر الإعلامي أداة في العدوان، وإما رفض الهجوم وإدانته، وهو موقف يضع المنبر بالضرورة في صف المعتدى عليه، حيث لا مجال هنا للحياد.    

ومن هنا تحدثنا إلى الباحث الأكاديمي محمد إسماعيل الذي يقول إن "ثمة أصواتا تزعم أنها ضد الحرب وأنها حيادية.. باعتقادي أن هذه مغالطة سمجة، فمن يزعم أنه ضد الحرب ينبغي أن يتوجه بخطابه إلى من أوقدها، ولا يتردد في إدانته والمجاهرة بالوقوف ضد عدوانه واستهتاره بدماء الضحايا". 

غير أن أستاذ الإعلام بجامعة طرابلس فرج دردور يلوم الإعلام الرافض للحرب أيضاً، لأنه لم يرسل رسائل إيجابية إلى الطرف المعادي، ولم يحاول استقطاب المعتدلين منهم -على الأقل- عبر تخفيف لهجة خطابه.

ويقر دردور بأن بيئة الحرب لا يمكن لها أن تنتج إعلاما مثاليا، وبالتالي لا يمكن القياس عليه عبر وضع نظريات وردية بعيدة عن الواقع، إلا أنه يشدد في الوقت ذاته على أن أي خروقات وجرائم سيحاسب عليها القانون يومًا ما، بغض النظر عن الزمن والبيئة التي ارتكبت فيها، وفق قوله.  

الإعلام سلاح قوي من الأسلحة المؤثرة، وهو مسبب رئيسي فيما وصلنا إليه، فخطاب الكراهية والتحريض وشيطنة الآخر لم يكن وليد الحرب الحالية، إنما هو الآن في أوْجِه، ولا يمكن لوسائل الإعلام أن تكون حيادية في ظروف هذه المعركة التي يصفها كثيرون بالوجودية والمصيرية. 

الكاتب الليبي المقيم في لندن عبد الله الكبير يرى أن حفتر ووسائل إعلامه يقودون حربا مفتوحة، يستعملون فيها كل ما هو مباح أو غير مباح، وبالتالي فإن من يدافعون عن أنفسهم وعن خيار الدولة المدنية لا يمكنهم إلا الأخذ بكل الأسباب التي تحقق لهم النصر، ومن هذه الأسباب بطبيعة الحال الإعلام، لذا ليس من المنطقي استعمال خطاب إعلامي محايد في مثل هذه الظروف.

 

وضع مأساوي

وعن وضع الإعلام الذي يتمناه في ليبيا، يقول خالد علي الذي تم إطلاق سراحه بعد جهود، إنه يأمل أن يتحسن شكل الإعلام مستقبلا، وأن يعلم أطراف النزاع أن الصحفي ليس عدوًّا حتى وإن لم يؤيدهم. 

ورغم تأكيده أنه لم يعد يفكر في العودة إلى العمل الصحفي، فإنه يتمنى أن يتحسن شكل الخطاب الإعلامي في ليبيا وأن يبتعد عن التحريض والتشويه، محذرًا كافة العاملين في المجال الإعلامي بأن أول من سيكتوي بنار هذه التصرفات هم الصحفيون أنفسهم.

تجدر الإشارة إلى أن ليبيا تقبع في المرتبة 162 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، من أصل 180 دولة. وبحسب منظمة "مراسلون بلا حدود"، فإن العمل الصحفي في ليبيا يصنف كأحد أخطر الأماكن في العالم. 

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025