الإعلام اللبناني والانتفاضة.. الصحفيون في مواجهة الشارع

منذ اليوم الأول لانطلاق انتفاضة الشعب اللبناني ضد الفساد والسلطة الحاكمة، التي حملت عنوانا كبيرا "كلن يعني كلن" (كلكم يعني كلكم)، وقد مرّ عليها أكثر من شهر كامل دون أن تخمد شرارتها، تسابقت وسائل الإعلام اللبنانية -وتحديدًا المرئية- على النزول إلى الساحات والشوارع لنقل حراك الثورة المطلبية، في بثٍّ مباشر على مدار الساعة تحت وسم "#لبنان_ينتفض".

في المشهد العام، تصدّرت ثلاثة تلفزيونات لبنانية رئيسية في البلد واجهة التسابق و"التنافس" على نقل الحدث، وهي: "أم.تي.في" (MTV)، والمؤسسة اللبنانية للإرسال "أل.بي.سي" (LBC)، والجديد (NTV). أمّا بقية التلفزيونات التابعة مباشرة لأحزاب السلطة، فقد نقلت الأحداث في الشارع، ولكن بالطريقة التي تتوافق مع تصوراتها، وغالبًا بما يخدم أجندتها الحزبية المتناغمة مع السلطة. وهذه التلفزيونات هي: تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله، و"أن.بي.أن" (NBN) التابع لرئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس "حركة أمل" نبيه بري، و"أو.تي.في" (OTV) التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي.

وفي خضم النقل المباشر، على اختلاف الأجندات والنوايا والأهداف التي تضمرها وسائل الإعلام، وزّعت جميعها "جيشا" من المراسلين والمراسلات في كل الميادين، لا سيما أنّ لبنان لأول مرة في تاريخه يشهد مقاربة الحراكات الاحتجاجية خارج النطاق المركزي للعاصمة بيروت، فتحولتْ جميع ساحاته ومناطقه إلى مساحات حرّة ورحبة للثورة وللانتفاضة الشعبية.

ومع تسارع الأحداث التي يعرفها لبنان في ظل أوضاع خطرة وحساسة قسّمت البلد إلى جبهتين هما: المواطنون والسلطة، يبقى السؤال الجوهري اليوم: ما هي الرسالة التي تؤديها وسائل الإعلام اللبنانية في تغطياتها لانتفاضة 17 أكتوبر؟ 

دور وسائل الإعلام اللبنانية في تغطية حركة الانتفاضة الشعبية التي جذبت أيضًا الإعلام العربي والعالمي، كان موضوع سجالٍ في الداخل اللبناني، بين مؤيدٍ لطبيعة أدواره، ورافض له أو مشكك فيه لدرجة "التخوين" وتسويق الاتهامات بتواطؤ بعض وسائل الإعلام مع سفارات خارجية وأجنبية. 

هذا الجو الجدلي وضع عددًا كبيرًا من مراسلي ومراسلات وسائل الإعلام أمام تحدٍّ كبير في الشارع أثناء تغطياتهم، فتعرّض بعضهم للمضايقات وصل أحيانا حدود العنف اللفظي وحتى الجسدي. أما تلفزيون "أو.تي.في" التابع للرئيس عون وصهره الوزير جبران باسيل الذي واجه حملة شرسة ضده في الشارع، فقد تعرضت مراسلاته لأكثر من حادث نتيجة الاشتباك في الشارع مع المتظاهرين. ومن بينهن المراسلة ريما حمدان التي تعرضت للضرب أثناء البث المباشر بعد استفزازها، لترد بالضرب أيضًا على أحد المواطنين وتبكي على الهواء. 

في الواقع، قد يكون ضغط البث المباشر الذي قارب نحو 18 ساعة في بعض المحطات "مصيدة" للوقوع في الأخطاء، لا سيما أنّ وسائل الإعلام اللبنانية -كحال أهل السلطة- تفاجأت بالحدث الذي كبر مثل كرة الثلج، ولم تكن مهيأة له معنويًّا ولا حتى لوجستيًّا. ناهيك أيضًا عن أنّ معظم مراسلي ومراسلات التلفزيونات اللبنانية -وهم من الفئة العمرية الشابة- لم يكونوا جاهزين لتغطية هذا النوع من النزاعات بين السلطة والمواطنين الذين جعلوا من ثورتهم المطلبية والاقتصادية؛ ثورة معلنة ضد النظام السلطوي والطائفي القائم برمته في لبنان.

يشرح الأكاديميان الجامعيان في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية الدكتورة مها زراقط والدكتور محمود طربيه في حديثٍ لمجلة "الصحافة" رأيهما وتقييمهما لأداء التلفزيونات اللبنانية في تغطية الانتفاضة الشعبية القائمة والمستمرة. 

قد يكون حجم المظاهرات هو المعيار الأهم لنوعية التغطية الإعلامية وحجمها، لكنّ الدكتورة مها ترى أنه عندما تقرر وسيلة إعلامية فتح البث المباشر على مدار الساعة "فهي لا تقوم بتغطية إخبارية عادية، وإنما تلعب دورا تشاركيا مع الشارع في صناعة الحدث". أمّا الدكتور طربيه فيعود إلى القاعدة الأساسية التي تؤطر وسائل الإعلام قائلا إن "الإعلام هو المحرك الأساسي لأيّ انتفاضة أو ثورة في أيّ بقعة من العالم، لذا كانت السلطات اللبنانية تضغط وتدفع نحو وقف البث المباشر".

في العام 2005 أثناء انقسام الشارع اللبناني سياسيا وطائفيا بين قوى "8 آذار" و"14 آذار" عقب اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري يوم 14 فبراير/شباط، انقسم كذلك الإعلام اللبناني على فتح البث المباشر تبعا للخلفية السياسية التي تستند إليها وسائل الإعلام، وتبعا لتأييدها أو معارضتها لواحد من المحورين المتخاصمين.

وفي العام 2015 عندما انفجرت أزمة النفايات بلبنان، شهدت مدينة بيروت حراكا شعبيا واسعا واكبته معظم وسائل الإعلام، لكن الحراك ظل مركزيًّا في العاصمة، خلافا لحراك الانتفاضة الشعبية الحالية الذي يتميز بخروجه من دائرة المركز.

تقول الدكتورة مها "حاليًا، يوجد شبه إجماع بين وسائل الإعلام المحلي على ضرورة تغطية أحداث الشارع اللبناني، ولا يمكن تجاهلها وهي تجوب مختلف الساحات والمناطق، خاصة أنّ المنافسة حاضرة بقوة بين هذه المحطات". وحول هذه النقطة، يضيف الدكتور طربيه أن "توزيع الخارطة الإعلامية في لبنان كان واضحا، وأن المنافسة على من يستطيع ضمان تغطية أكبر في الشارع تمحورت حول 3 محطات: الجديد، وأم.تي.في، وأل.بي.سي.. وما حدث على الأرض، دفع المحطات إلى مواكبة حركة الشعب ومجاراتها". 

ترى الدكتورة مها أنّ الحديث عن رسالةٍ أدّاها الإعلام اللبناني في الانتفاضة الشعبية ما زال باكرًا، وما يمكن الحديث عنه هو بروز بعض "الظواهر" الإعلامية المنطلقة من فكرة أن "فتح الهواء له أثمانه". وتقول في السياق نفسه إن "فتح الهواء لمدة طويلة جعل بعض المراسلين والمراسلات عرضةً لتعامل غير جيد في الشارع، وتحديدًا الذين يعملون في الإعلام التابع للسلطة". 

لكن المشكلة -وفق الدكتورة مها- أن المراسلين لم يأخذوا مسافة من الحدث، وكانوا يدلون بآرائهم مباشرة على صفحات التواصل الاجتماعي، وسعوا على الأرض لأداء دور "المناضلين" لا دور المراسلين.

وتضيف أنها أكاديميًّا لا تعتبر "هذا الأداء السلوكي للمراسل والمراسلة مهنيّا، لأن على الصحفي أن يجعل مادته التي يقدّمها للناس هي الحَكم، لا رأيه الشخصي. وحول التغطية الدولية، هناك عدد كبير من المؤسسات الإعلامية أصبحت تضع شرطًا على الصحفي أن يكون متوازنا في إعلان آرائه الشخصية، لأنّ صورته ملتصقة بصورة المؤسسة التي يعمل فيها". 

من جهته، يُقيّم الدكتور طربيه أداء وسائل الإعلام المحلية في انتفاضة لبنان الشعبية من منظور "المراقب"، ويجد أنّه في مكانٍ ما كان جيدًا واحترافيًّا، لكنه في مكانٍ آخر اتسم بالمبالغة، وصار بعض المراسلين يُملون على المتظاهرين ما يريدون قوله عبر طرح نوع محدد من الأسئلة، إلى جانب السؤال الموحد الذي يردده الجميع على الدوام: ما هو مطلبك؟

ويقول "عندما نتحدث عن نحو 18 ساعة من البث المباشر، لا بدّ من وقوع الهفوات والأخطاء التي تخرج عن السيطرة، وقد لجأت بعض المحطات إلى ما نسميه اصطلاحًا مَسْرحة الحدث، بعد أن غلبت ميولات المراسلين والمراسلات وانتماءاتهم الحزبية على دورهم في التغطية".  

يسعى طربيه إلى فهم دوافع المتظاهرين في التعرّض والاعتداء على المراسلين في الشارع، ويرى أن ردة فعل الناس جاءت "انتقامية" عندما لمست أنّ أيدولوجيا المراسلين والميول المؤسساتية والحزبية تفوّقت على الأداء الصحفي، فمراسلو "أو.تي.في" مثلا، لجؤوا إلى التغطية من دون استعمال "رمز" المؤسسة، وهو ما أثار ريبة المتظاهرين في الشارع أثناء الاحتكاك بهم، لأنهم يعرفون وجوههم. ولأن الشارع يضمّ كل الفئات، كان المراسلون يتعرضون لنوع من المعاقبة على أداء مؤسساتهم، لذلك لم تكن الفضائيات والمحطات غير اللبنانية عرضة لهذا الكمّ من المضايقات والاعتداءات. 

الغضب عند الناس كان ينفجر في وجه المراسلين في الشارع اللبناني، ويأسف طربيه لكون الأداء في التغطية قد تحوّل لدى بعض المراسلين والمراسلات إلى نوع من "التوك شو"، حين لجأ بعضهم إلى تبرير وشرح مواقف رموز السلطة للمتظاهرين، وهو ما كان يُضاعف من حجم غضبهم. "فالتغطية الناجحة والحرفية يجب أن تنقل ما يقوله الناس، لا أن يدخلوا في نقاشٍ شخصي معهم تحليلا وإبداء للرأي، وهذا ما فعله المراسلون اللبنانيون الذين وقعوا في اشتباك مباشر مع الناس في الشارع".

ويُذكّر الدكتور طربيه أن شروط العمل الصحفي في "بيئة معادية" ينبغي أن تستحضر المهنية والحياد في نقل الحقائق والوقائع، دون اللجوء إلى "عرض عضلات" فكري في الشارع.

ولاحظت الدكتورة مها أن هناك "نوعا من الاقتطاع من المشهد العام الذي دفع الإعلام اللبناني ثمنه عبر اجتزاء الصورة الكاملة لأحداث الشارع"، مُذكّرة أنّ معظم التلفزيونات اللبنانية تعاملت مع الشارع والأحداث "بانتهازية". وتعود مها إلى العام 2018، حين حصرت هذه التلفزيونات البث المباشر أثناء الانتخابات النيابية على مرشحي أحزاب السلطة وتياراتها. وكانت هذه المحطات "تتقاضى من المرشحين آلاف الدولارات مقابل ظهورهم لدقائق قليلة، بينما كانت تضيّق على مرشحي المجتمع المدني وتحرمهم من الظهور على شاشاتها إذا لم يسددوا المبالغ الطائلة المطلوبة بغية الظهور لإعلان برنامجها الانتخابي". 

وحول ما يتعرض له المراسلون والمراسلات في الشارع اللبناني ما بعد 17 أكتوبر، يرى الدكتور طربيه أنّ وسائل الإعلام وضعتهم في ظروف صعبة غير مهيئين لها، ومعظمهم يعملون في مؤسسات تعاني من واقع بنيوي صعب، وبظروفٍ صعبة ماديًّا ومعنويًّا ومهنيًّا. ومع ذلك، مارست عليهم ضغطا نفسيا كبيرا، بينما استقدمت بعض المحطات "تلاميذ" و"هواة" لسدّ حاجاتها في التغطية على كافة الأراضي اللبنانية. وهنا، يوجه سؤالا لوسائل الإعلام اللبنانية: ما هي قواعد البثّ المباشر التي اعتمدتم عليها لفتح الهواء طوال هذه المدة الطويلة؟!

 

الصحافة المكتوبة في قلب الثورة

أبرز تداعيات الانتفاضة الشعبية في لبنان كانت في الهزّة الداخلية التي شهدتها جريدة "الأخبار" الداعمة لحزب الله، نتيجة الاستقالات الجماعية التي توالت لمجموعة من كتّابها وصحفييها. ومع تواليها رُبطت هذه الاستقالات مباشرة بمعارضة العاملين المستقيلين لمقاربة الجريدة للانتفاضة الشعبية وأسلوب تغطيتها المتحيّز ضد الثورة والمتظاهرين. وكانت الاستقالة الأولى من طرف الصحفية جوي سليم، وبررتها بوصف أداء الجريدة في تغطيتها للانتفاضة بأنه "مؤامراتي تحريضي".

من جهة أخرى، تلعب الجرائد والصحافة المكتوبة الإلكترونية في لبنان دورًا كبيرًا، ليس بسبب التغطية المباشرة، وإنما بسبب تقديم "المعلومة" وعرض التقارير والتحقيقات الموسّعة في السياسة والاقتصاد والظواهر الاجتماعية للانتفاضة الشعبية. أما أول قرائها قبل المنتفضين، فهم أهل السلطة في لبنان، والمحطات التلفزيونية التي تبني معظم موادها خارج إطار البثّ المباشر؛ على المعطيات التي تقدّمها الصحافة المكتوبة!   

 

* الصورة: أندريس مارتينيز كاساريس - رويترز 

المزيد من المقالات

كيف تغطي الألعاب الأولمبية؟

تمنح تغطية الألعاب الأولمبية للإعلامي الشغوف فرصة لا تُضاهى كي يستعمل كل الأجناس/ الأنماط الصحفية التي درسها، ولا سيما الأجناس الكبرى منها، من ربورتاج، وحوار، و

يونس الخراشي نشرت في: 26 يوليو, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024