الصحافة في أميركا.. الملكة قاهرة الرؤساء

الصحافة في أميركا.. الملكة قاهرة الرؤساء

قد لا يكون عدد المواطنين الذين صوّتوا في الاستحقاق الرئاسي الأميركي الأخير يمثل الرقم القياسي الوحيد الذي حطّمته انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ولكنّ هذه الانتخابات -دون أدنى شك- هي التي حظيت بأكبر قدر من التغطية والمتابعة الإعلاميتين في تاريخ الديمقراطية الأميركية.

فإلى جانب الـ160 مليونا من الناخبين الأميركيين الذين مارسوا سلطتهم الفعلية في تنصيب حاكم وعزل آخر، كنا -نحن المليارات من "رعايا" باقي دول المعمورة- نتحوّل إلى جمهور يجلس صامتا ليتفرّج على عرض سياسي بدأ كي لا ينتهي.

كان العرض مشوِّقا كفاية ليمارس علينا سحر الإبهار كمتفرجين في أمة تخرج بالملايين لتحكم نفسها بنفسها؛ لكنه كان قاسيا -وربما مؤلما- بالنسبة إلينا نحن أفراد قبيلة الصحافة. لم يكن أمام أغلبنا من خيار آخر سوى ترك ما كان يشغل أيدينا من أشياء نعتقدها مهمة، لنتعلّم -أوَّلا- كيف تصبح السياسة موضوعا جذابا، وكيف تدار التغطيات بكل احترافية ومهارة، وكيف توظَّف الصور والبيانات وحلقات النقاش. وكانت لحظة الذروة في نشوة الفرجة، حين اكتشف بعضنا أن المعركة باتت تدور بين رئيس ما زال يحكم وصحافة بلاده.

لم تنزل مدرعات الجيش إلى الشوارع رغم أنه الأقوى والأكثر تسليحا في العالم، ولم يتم توظيف الشرطة إلا لغاياتٍ منها حماية المتظاهرين وتنظيمهم، ولم تنزل حشود البلطجة لتنافح عن هذا المرشح أو ذاك.. كل ما حصل في المعركة هو تغريدات يطلقها حساب "رشاش" لرئيس يرفض الاعتراف بالهزيمة، ومنصات إعلامية "مسلّحة" بالدقة المهنية والتحليل المعزز بالبيانات والرأي والرأي الآخر.

 

صاحبة الجلالة تعلن اسم الرئيس

لم يكن هناك وزير للداخلية، ولا رئيس للجنة وطنية للانتخابات، ولا قاضٍ يدعي حراسة الحقيقة، ولا عسكريٌّ ببزته الرسمية وسلاحه لإلقاء الكلمة الفصل.. كل ما جرى أنه صباح يوم السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني على الساعة 11 و25 دقيقة تحديدا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، أعلنت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" المرشحَ الديمقراطي جوزيف بايدن فائزا بالانتخابات، وبالتالي رئيسا جديدا للبلاد.

تم ذلك بعدما تبيّن أن المرشح الديمقراطي فاز بمقاعد ولاية بنسلفانيا العشرين داخل المجمع الانتخابي الذي سيتولى انتخاب الرئيس الجديد للبلاد، وهو ما يعني حصول بايدن على أكثر من الـ270 مقعدا الضرورية لنيل الأغلبية منتصف ديسمبر/كانون الأول الموالي. فلم يجد الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية دونالد ترامب إلا مشجبَ الصحافة ليعلّق عليه خسارته أمام بايدن، مواليا تغريداته الناقمة على السلطة الرابعة، جديدها وقديمها (1).

لكن، ولسوء حظ ترامب، فإن القواعد والمعايير التي تحتكم إليها الصحافة الأميركية تسمو فوق حسابات الأشخاص، مهما كانت مناصبهم أو سلطاتهم. وحين حمي وطيس معركته ضد الصحافة التي أعلنت خسارته في الانتخابات، وجد أقرب المنصات الإعلامية إليه وأقربها إلى قلبه، تنحاز إلى المهنية وتنتصر للراسخ من قواعدها.

قناة "فوكس نيوز" التي ظل ترامب يحتمي بقلاعها الإعلامية العتيدة باعتبارها مقربة منه ومن اختياراته السياسية، لم تتردد في إغلاق الباب في وجهه حين تبيّن لها أن المعلومات الواردة عبر القنوات المهنية تعطي الفوز للمرشح الديمقراطي جو بايدن.

أكثر من ذلك، اختارت الشبكة التلفزيونية التي تتزعم صحافةً تُنعت بأنها محافظة ومقربة من الجمهوريين، النأيَ بنفسها عن الرئيس ترامب عندما راح يعلن نفسه فائزا في اليومين المواليين ليوم الاقتراع.

وحدها المعلومات التي ترشح من "فلتر" المهنية ظلت تجد طريقها إلى شاشة "فوكس نيوز"، ولم تجد أيَّ حرج في اعتماد قصاصات "أسوشيتد برس" التي كانت ترجح كفة بايدن بشكل واضح. بل إن الصحف والمنصات الإعلامية المحسوبة تقليديا على الجمهوريين، لم تتردد في تصحيح وتكذيب ادعاءات ترامب الخاصة بتزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها، دون أن يكون لكلامه ما يسنده في الواقع (2).  

 

ملكة في أكبر جمهورية

في حقيقة الأمر، وعكس ما يمكن للجمهور البعيد أن يعتقده، تجري في الولايات المتحدة في اليوم المحدد لاختيار الرئيس، 51 عملية انتخابية منفصلة بعضها عن بعض، خمسون منها في الولايات المشكِّلة للاتحاد، وواحدة في واشنطن العاصمة.

انتخابات كل ولاية تحكُمُها قوانين وقواعد خاصة ومختلفة عن غيرها، ولا وجود لهيئة انتخابية وطنية تتولى الإشراف على العملية الانتخابية أو تحوز سلطة إعلان نتائجها. من هنا تنبع سلطة الصحافة التي تصبح المرجع الأول والوحيد في معرفة من سيحكم أقوى دولة في العالم، دون حاجة إلى انتظار الشكليات الدستورية والتئام "المجمع الانتخابي".. ويعود أصل هذا الوضع تحديدا إلى العام 1848 حين تأسست وكالة أنباء "أسوشيتد برس" (3). 

خلاصة الحكاية أن الأميركيين، بعد حروبهم الأهلية، وبحثهم المضني عن صيغة موحدة للتعايش والوحدة، اتفقوا في النهاية على احتفاظ كل ولاية بكامل سلطاتها وصلاحياتها، بما فيها سلطات تنظيم الانتخابات واختيار من يمثلها في غرفتي الكونغرس، إلى أن يحين موعد 14 ديسمبر/كانون الأول، حيث يلتئم "المجمع الانتخابي" ليصوّت ويختار الرئيس الأميركي الجديد (4).

كانت الصحافة الأميركية في تلك البدايات الأولى سلطة رابعة حقيقية، حيث كانت وحدها تستطيع جمع النتائج الانتخابية الخاصة بكل ولاية، والقيام بالعمليات الحسابية اللازمة، وإخبار الشعب الأميركي بمن سيحكمه بعد مرور الأسابيع الطويلة التي تتطلبها إجراءات الفرز والاجتماعات الرسمية.

هذا الأمر جعل الصحف والشبكات الإخبارية الأميركية تُعلّق بكثير من السخرية على تغريدة الرئيس ترامب التي تساءل فيها بعد إعلان فوز منافسه بايدن: "منذ متى تعلن وسائل الإعلام مَن الذي سيكون رئيسا؟" (5). 

لقد ظلت عملية جمع المعطيات وإجراء العمليات الحسابية طيلة أكثر من قرن حصرا على وكالة الأنباء "أسوشيتد برس"، قبل أن تشرع الشبكات التلفزيونية منذ الستينيات في القيام بحساباتها الخاصة، وكانت أول تجربة لها مع الانتخابات التي تنافس فيها ريتشارد نيكسون وجون كينيدي عام 1960، وفاز بها الأخير بفارق طفيف لا يتجاوز 110 آلاف صوت.

 

المهنية سرّ السلطة الرابعة

تفسير واحد يمكنه أن يفسّر حيازة الصحافة الأميركية هذه السلطة التي تجعلها "جهة الاختصاص" في إعلان اسم الشخص الذي سيحكم البلاد لأربع سنوات قادمة، ألا وهو وجود ما يكفي من مقوِّمات الصحافة الحرة.

لا أحد يمكنه ادعاء الحياد المطلق والحرية التامة للصحافة في كبرى ديمقراطيات العالم، أو براءتها من حسابات المال والمصالح ومراكز النفوذ، لكن سموّ القوانين وحياد المؤسسات واستقلال القضاء وسيادة قوانين السوق الحر والمنافسة المفتوحة، كلُّها عناصر تجعل الصحافة الأميركية مؤهلة أخلاقيا ومعنويا لتكون منصة إعلان هوية الحاكم الجديد.

 

من رحمها تولد الديمقراطية

سيكون من الوهم الاعتقاد بأن الصحافة لا تتدخّل في العملية الانتخابية أو لا تؤثر في نتائجها. والمختصون الذين أدخلوا السلطة الرابعة إلى مختبر الفحص المجهري، يدركون عناصر الوصفة التي تجعل من الصحافة أداة حاسمة في العملية الديمقراطية. وما يحدد طبيعة هذا التأثير وإيجابيته أو سلبيته، هو الضوابط القانونية والأخلاقية والقواعد المهنية التي تمارَس بها هذه الحرفة.

أول خطوة للتأثير في مآل المعركة الانتخابية هو الاختيار الأصلي الذي تُقدِم عليه قاعات التحرير، بتغطية هذا النشاط أو ذاك. فبواسطة هذا القرار التحريري، يصبح بالإمكان التعرّف على اسم هذا المرشح وعدم إدراك وجود مرشح آخر أصلا.

معطًى استفاد منه ترامب بشكل كبير خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري التي أفضت إلى اختيار مرشحه لانتخابات العام 2016، حيث كان وحده القادر على اجتذاب الأضواء والاستئثار بالتغطيات. حظي ترامب بالتغطيات الواسعة دون حتى أن ينفق أموالا ذات قيمة على حملته، لكونه كان مشهورا وقادرا على رفع نسب المشاهدة والإقبال من طرف الجمهور (6).

تؤثّر الصحافة الأميركية في سير المعركة الانتخابية أيضا، حين تقوم بتغطيتها بأسلوب يذكي الحماس ويجعلها أشبه بالفرجة الرياضية، مع كثير من الأحكام والأوصاف الشخصية، وهو ما جعل انتخابات 2016 تجري في ظل ثنائية هيلاري كلينتون الممثلة للنخبة السياسية الفاسدة، ودونالد ترامب العنصري، مما صبّ في النهاية لمصلحة هذا الأخير.

 

الإعلام الجديد.. الأخ الأصغر للصحافة

تقول الدراسات الإحصائية إن غالبية الأميركيين باتوا يستقون الأخبار من الشبكات الاجتماعية، وفي صدارتها دون أدنى منازع، العملاقان "فيسبوك" و"تويتر"[7].

كان الرئيس الـ45 في تاريخ الولايات المتحدة دونالد ترامب، يعتقد أنه يملك العصا السحرية التي سيهش بها على الإعلام التقليدي الذي لا يكنّ له الكثير من الود. هكذا تحوّلَ حسابه في موقع "تويتر" إلى وكالة أنباء شبه رسمية لصاحب أكبر سلطة في العالم، منه يعلن قراراته ويعيّن ويعزل كبار موظفيه.. إلى أن جاءت ساعة الحسم في نوفمبر 2020، حين وجد ترامب نفسه كالعصفور المحتجَز داخل قفص حساباته في الشبكات الاجتماعية، ما إن ينشرْ أحدَ ادعاءاته الكاذبة أو مزاعمه بحصول تزوير في الانتخابات، حتى تعقّب عليه المنصة نفسها بالتكذيب والتصحيح.

لم يكن ترامب -وهو الذي زلزل العالم مرارا على وقع تغريداته المدوية- يتوقع أن "تويتر" سيغرّد داخل سرب الصحافة العريقة، ويخبره بأنه سيحوّل الحساب الخاص برئيس الولايات المتحدة إلى الشخص المنتخب ديمقراطيا بدءا من يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021.

لكن الإعلام الجديد لا يعدم وسائل التأثير في مجرى الانتخابات، مثله في ذلك مثل الصحافة "التقليدية". وما لا يعيه أغلب مستعملي هذه الشبكات، أن الأخبار والمحتويات التي تصل إلى شاشات هواتفهم وحواسيبهم، لا ترِدُ عليهم من بوابة التلقائية والعفوية، بل تمرّ عبر "فلاتر" تحكمها خوارزميات شديدة التعقيد والدقة، وهي التي تحدّد في نهاية الأمر اختياراتهم وتصنع أذواقهم وتجعلهم يفضلون شيئا أو شخصا، وينفرون من آخر، وهو ما يصطلح عليه نظريا باسم "غرفة الصدى" (echo chamber) التي تضخّم الأفكار والمفاهيم عبر تقنيات التكرار والانتقائية والعزل، حيث توفّر الشبكات الاجتماعية إمكانية لم تكن متاحة لعشرات الرؤساء الأميركيين السابقين، للتحكم في الصورة التي يرسمها الجمهور عنهم (8). 

 

إرث التعديل الأول

حين أصبحت المعركة الانتخابية لاختيار من يحكم أقوى دولة في العالم تدور حصريا بين رئيس مصرٍّ على البقاء، وبين صحافة تذكّره يوميا بأنه المرشح الخاسر، تطوّعت كبرى "بنات" الصحافة الأميركية، وكالة أنباء "أسوشيتد برس" التي أسستها الصحف الأميركية قبل أكثر من قرن ونصف، لتفسير ما يجعل الصحافة في أميركا حائزة لشرعية إعلان نتائج السباق الانتخابي، وتمتعها بمصداقية تكاد تضاهي ما ينطق به القضاء من أحكام.

فقد لعبت الصحافة دورا حيويا في السياسة الأميركية منذ صدور "التعديل الأول" الذي همَّ الدستورَ الأميركي عام 1791، والذي أقام صرح حرية الرأي والتعبير وأحاطه بحصون منيعة تحميه من عوادي القهر والتسلط حتى اليوم. "لا يُصدر الكونغرس أيَّ قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحدّ من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلميَّا، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف"، يقول منطوق هذا النص المرجعي (9). 

وهي تمارس سلطة الإعلان عن هوية الحاكم الجديد، لا تمتلكُ الصحافة الأميركية أي سلطة فعلية ولا اختصاص دستوري يجعل ما تنشره ملزما لأي أحد. والاحترافية العالية والدقة شبه المطلقة لتحليلات وحسابات الشبكات الإخبارية الكبرى، لا تمنعُها من الوقوع في الخطأ، وإعلان الاسم الخطأ كرئيس جديد للولايات المتحدة.

حدث ذلك منتصف القرن العشرين حين أعلنت صحيفة "شيكاغو ديلي" بالبنط العريض أعلى صفحتها الأولى خسارة الرئيس هاري ترومان في انتخابات 1948، قبل أن يتبيّن لاحقا أن الحسابات انقلبت لصالحه وفاز بولاية ثانية. وقبل عشرين عاما فقط، أخطأت كبرى الشبكات الإخبارية الأميركية -بمن فيها الأخت الكبرى "أسوشيتد برس"- وأعلنت الديمقراطيَّ ألبرت أرلوند آل غور فائزا، قبل أن يتبيّن لاحقا أن الجمهوري جورج بوش الابن هو الفائز الحقيقي. لكنّ هذه أو تلك لا تعدو أن تكون أكثر من استثناء يؤكد القاعدة: الصحافة الأميركية هي مَن يملك مفتاح خزانة الرؤساء الجدد.

 

لا ديمقراطية دون صحافة

ما يعجز العقل العربي عن استيعابه في حقيقة الأمر، هو هذه العلاقة الوطيدة بين الصحافة والديمقراطية. هناك من يعتقد أن تعددَ العناوين في الأكشاك وطباعتَها الأنيقة فوق ورق صقيل، كافيان لادعاء وجود صحافة وتعددية في الآراء وحرية في التعبير، بينما للأمر علاقة وطيدة بما إن كان جوهر النظام السياسي ديمقراطيا، أم ديمقراطيا بعض الشيء، أم ليس ديمقراطيا.

يمكنك أن ترخّص لمئات الصحف وعشرات القنوات التلفزيونية وتسمح بالنشر عبر الإنترنت، لكنك إن سيّجت كل ذلك بقيود تجعل المحتوى واحدا، فكن متأكدا أنك في الواقع -وإن نظّمت انتخابات "حرة" و"نزيهة"- تسوقُ قطيعا سمّنتَه بعلف التنميط ليمنحك النتيجة التي ترغب في خروجها من صناديق الانتخاب دون ترغيب ولا ترهيب.

الصحافة الحرة والقوية هي التي تصنع لك ناخبا نبيها ويقظا وواعيا بمصالحه، وبالتالي قادرا على الاختيار الذي ينتج معنى ويسمح بتوقع بدء التغيير من مكاتب التصويت.

هذا الناخب لا يولد فجر يوم الانتخابات، بل يُنتجه مسار طويل من المشاركة الفعلية في النقاش العام، لن تحصل عليه بدون صحافة قوية ومتنوعة وواثقة من وجود ما يكفي من الحماية الدستورية والقانونية والقضائية، وهو بالضبط ما توفره أميركا.

الصحافة في بيئة ديمقراطية ليست مطية للتكسّب المالي عبر "بيع" التسلية والإثارة وتغذية الفضول في التلصص على خصوصيات المشاهير، بل هي الأداة التي تربي المواطن على ممارسة حقوقه الديمقراطية الكاملة، وتلعب دور القناة بين النخبة السياسية والجمهور بنقل الرسائل والبرامج والتصورات والمطالب والانتظارات، وتتيح النقاش بين الأحزاب والتكتلات السياسية ليعرف المواطن إيجابيات وسلبيات كلٍّ منها، ثم تأتي الوظيفة النهائية المرتبطة بيوم الانتخاب، حيث تؤمّن الصحافة المراقبَةَ اللازمة لسلامة العملية وشفافيتها واحترام نتائجها. أي أن الصحافة تتولى حراسة ما استودعه الناخبون في بطن صناديق الاقتراع، بعدما تكون قد ساعدت المواطن على تشكيل رأيه والقيام باختياره عن وعي ومعرفة (10). 

 

 مصادر: 

 

 


[1] https://twitter.com/realDonaldTrump/status/787699930718695425

[2] https://www.lemonde.fr/international/article/2020/11/06/fox-news-breitbart-news-comment-les-medias-conservateurs-couvrent-ils-l-election-presidentielle-americaine_6058815_3210.html

[3] https://apnews.com/article/why-does-media-call-races-us-elections-20e9b5688aa0b7404648ea74b1c2f4dc

[4] https://apnews.com/article/why-does-media-call-races-us-elections-20e9b5688aa0b7404648ea74b1c2f4dc

[5] https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1325511603157159942

[6] https://journalism.uoregon.edu/news/six-ways-media-influences-elections

[7] https://www.journalism.org/2016/05/26/news-use-across-social-media-platforms-2016/

[8] https://journalism.uoregon.edu/news/six-ways-media-influences-elections

[9] http://hrlibrary.umn.edu/arabic/us-con.html

[10] https://aceproject.org/ace-en/topics/me/onePage

 

More Articles

October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Sound of Change: How Podcasting is Changing Journalism in India

India’s podcasting scene is on the rise, driven by affordable internet and changing content habits, yet still faces challenges like limited monetisation and urban-focused reach. Despite these hurdles, independent creators are using the medium to amplify grassroots narratives, shaping a more inclusive media landscape.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 9 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Is Pakistan’s Media Ignoring Climate Change?

Pakistan's media, despite its wide reach, largely neglects climate change in favor of political and economic issues, leaving the public under-informed about the causes and consequences of climate-related disasters. As a result, many Pakistanis remain unaware of the growing threats posed by climate change, which has devastating effects on the country's economy and population, as seen in the catastrophic floods of 2022.

Faras Ghani Published on: 3 Dec, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
What Explains the Indian Media’s Silence on Muslim Lynchings?

A review of why the Indian media is biased in its coverage of cow vigilantes' lynchings, highlighting how the killing of a Hindu boy by such vigilantes sparked widespread outrage, while the lynching of a Muslim man over similar allegations was largely ignored, reflecting deeper anti-Muslim bias under the ruling BJP government.

Saif Khaled
Saif Khalid Published on: 11 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Corporate Dominance and the Erosion of Editorial Independence in Indian Media

Corporate influence in Indian media has led to widespread editorial suppression, with media owners prioritising political appeasement over journalistic integrity, resulting in a significant erosion of press freedom and diversity in news reporting.

headshot
AJR Correspondent Published on: 3 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
Atrocity Inc.: What Max Blumenthal's New Documentary Reveals About Western Media's Complicity in Israeli Propaganda

A digest of Max Blumenthal's new documentary, Atrocity Inc., in which he uncovers how the Israeli PR machinery and propaganda efforts were carefully and intentionally designed to manufacture consent for a campaign of mass death against Palestinians. It reveals how the Western media, especially in the United States, supported Israel's misinformation war.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 13 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Failing Gaza: Pro-Israel Bias Uncovered Behind the Lens of Western Media

Journalists at CNN and the BBC expose the inner workings of their newsrooms, a year into Israel’s war on Gaza.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 8 Oct, 2024
Guns, Threats, and Poverty: The Daily Struggles of an African Journalist

The welfare of African journalists continues to deteriorate, from poor wages to security risks, arrests, detention, and even death. This common, ongoing trend generally affects the wellbeing of journalists during their discharge of duties, and these overlooked difficulties tend to affect the quality and output of their work.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 26 Sep, 2024