الصحافة في أميركا.. الملكة قاهرة الرؤساء

الصحافة في أميركا.. الملكة قاهرة الرؤساء

قد لا يكون عدد المواطنين الذين صوّتوا في الاستحقاق الرئاسي الأميركي الأخير يمثل الرقم القياسي الوحيد الذي حطّمته انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ولكنّ هذه الانتخابات -دون أدنى شك- هي التي حظيت بأكبر قدر من التغطية والمتابعة الإعلاميتين في تاريخ الديمقراطية الأميركية.

فإلى جانب الـ160 مليونا من الناخبين الأميركيين الذين مارسوا سلطتهم الفعلية في تنصيب حاكم وعزل آخر، كنا -نحن المليارات من "رعايا" باقي دول المعمورة- نتحوّل إلى جمهور يجلس صامتا ليتفرّج على عرض سياسي بدأ كي لا ينتهي.

كان العرض مشوِّقا كفاية ليمارس علينا سحر الإبهار كمتفرجين في أمة تخرج بالملايين لتحكم نفسها بنفسها؛ لكنه كان قاسيا -وربما مؤلما- بالنسبة إلينا نحن أفراد قبيلة الصحافة. لم يكن أمام أغلبنا من خيار آخر سوى ترك ما كان يشغل أيدينا من أشياء نعتقدها مهمة، لنتعلّم -أوَّلا- كيف تصبح السياسة موضوعا جذابا، وكيف تدار التغطيات بكل احترافية ومهارة، وكيف توظَّف الصور والبيانات وحلقات النقاش. وكانت لحظة الذروة في نشوة الفرجة، حين اكتشف بعضنا أن المعركة باتت تدور بين رئيس ما زال يحكم وصحافة بلاده.

لم تنزل مدرعات الجيش إلى الشوارع رغم أنه الأقوى والأكثر تسليحا في العالم، ولم يتم توظيف الشرطة إلا لغاياتٍ منها حماية المتظاهرين وتنظيمهم، ولم تنزل حشود البلطجة لتنافح عن هذا المرشح أو ذاك.. كل ما حصل في المعركة هو تغريدات يطلقها حساب "رشاش" لرئيس يرفض الاعتراف بالهزيمة، ومنصات إعلامية "مسلّحة" بالدقة المهنية والتحليل المعزز بالبيانات والرأي والرأي الآخر.

 

صاحبة الجلالة تعلن اسم الرئيس

لم يكن هناك وزير للداخلية، ولا رئيس للجنة وطنية للانتخابات، ولا قاضٍ يدعي حراسة الحقيقة، ولا عسكريٌّ ببزته الرسمية وسلاحه لإلقاء الكلمة الفصل.. كل ما جرى أنه صباح يوم السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني على الساعة 11 و25 دقيقة تحديدا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، أعلنت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" المرشحَ الديمقراطي جوزيف بايدن فائزا بالانتخابات، وبالتالي رئيسا جديدا للبلاد.

تم ذلك بعدما تبيّن أن المرشح الديمقراطي فاز بمقاعد ولاية بنسلفانيا العشرين داخل المجمع الانتخابي الذي سيتولى انتخاب الرئيس الجديد للبلاد، وهو ما يعني حصول بايدن على أكثر من الـ270 مقعدا الضرورية لنيل الأغلبية منتصف ديسمبر/كانون الأول الموالي. فلم يجد الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية دونالد ترامب إلا مشجبَ الصحافة ليعلّق عليه خسارته أمام بايدن، مواليا تغريداته الناقمة على السلطة الرابعة، جديدها وقديمها (1).

لكن، ولسوء حظ ترامب، فإن القواعد والمعايير التي تحتكم إليها الصحافة الأميركية تسمو فوق حسابات الأشخاص، مهما كانت مناصبهم أو سلطاتهم. وحين حمي وطيس معركته ضد الصحافة التي أعلنت خسارته في الانتخابات، وجد أقرب المنصات الإعلامية إليه وأقربها إلى قلبه، تنحاز إلى المهنية وتنتصر للراسخ من قواعدها.

قناة "فوكس نيوز" التي ظل ترامب يحتمي بقلاعها الإعلامية العتيدة باعتبارها مقربة منه ومن اختياراته السياسية، لم تتردد في إغلاق الباب في وجهه حين تبيّن لها أن المعلومات الواردة عبر القنوات المهنية تعطي الفوز للمرشح الديمقراطي جو بايدن.

أكثر من ذلك، اختارت الشبكة التلفزيونية التي تتزعم صحافةً تُنعت بأنها محافظة ومقربة من الجمهوريين، النأيَ بنفسها عن الرئيس ترامب عندما راح يعلن نفسه فائزا في اليومين المواليين ليوم الاقتراع.

وحدها المعلومات التي ترشح من "فلتر" المهنية ظلت تجد طريقها إلى شاشة "فوكس نيوز"، ولم تجد أيَّ حرج في اعتماد قصاصات "أسوشيتد برس" التي كانت ترجح كفة بايدن بشكل واضح. بل إن الصحف والمنصات الإعلامية المحسوبة تقليديا على الجمهوريين، لم تتردد في تصحيح وتكذيب ادعاءات ترامب الخاصة بتزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها، دون أن يكون لكلامه ما يسنده في الواقع (2).  

 

ملكة في أكبر جمهورية

في حقيقة الأمر، وعكس ما يمكن للجمهور البعيد أن يعتقده، تجري في الولايات المتحدة في اليوم المحدد لاختيار الرئيس، 51 عملية انتخابية منفصلة بعضها عن بعض، خمسون منها في الولايات المشكِّلة للاتحاد، وواحدة في واشنطن العاصمة.

انتخابات كل ولاية تحكُمُها قوانين وقواعد خاصة ومختلفة عن غيرها، ولا وجود لهيئة انتخابية وطنية تتولى الإشراف على العملية الانتخابية أو تحوز سلطة إعلان نتائجها. من هنا تنبع سلطة الصحافة التي تصبح المرجع الأول والوحيد في معرفة من سيحكم أقوى دولة في العالم، دون حاجة إلى انتظار الشكليات الدستورية والتئام "المجمع الانتخابي".. ويعود أصل هذا الوضع تحديدا إلى العام 1848 حين تأسست وكالة أنباء "أسوشيتد برس" (3). 

خلاصة الحكاية أن الأميركيين، بعد حروبهم الأهلية، وبحثهم المضني عن صيغة موحدة للتعايش والوحدة، اتفقوا في النهاية على احتفاظ كل ولاية بكامل سلطاتها وصلاحياتها، بما فيها سلطات تنظيم الانتخابات واختيار من يمثلها في غرفتي الكونغرس، إلى أن يحين موعد 14 ديسمبر/كانون الأول، حيث يلتئم "المجمع الانتخابي" ليصوّت ويختار الرئيس الأميركي الجديد (4).

كانت الصحافة الأميركية في تلك البدايات الأولى سلطة رابعة حقيقية، حيث كانت وحدها تستطيع جمع النتائج الانتخابية الخاصة بكل ولاية، والقيام بالعمليات الحسابية اللازمة، وإخبار الشعب الأميركي بمن سيحكمه بعد مرور الأسابيع الطويلة التي تتطلبها إجراءات الفرز والاجتماعات الرسمية.

هذا الأمر جعل الصحف والشبكات الإخبارية الأميركية تُعلّق بكثير من السخرية على تغريدة الرئيس ترامب التي تساءل فيها بعد إعلان فوز منافسه بايدن: "منذ متى تعلن وسائل الإعلام مَن الذي سيكون رئيسا؟" (5). 

لقد ظلت عملية جمع المعطيات وإجراء العمليات الحسابية طيلة أكثر من قرن حصرا على وكالة الأنباء "أسوشيتد برس"، قبل أن تشرع الشبكات التلفزيونية منذ الستينيات في القيام بحساباتها الخاصة، وكانت أول تجربة لها مع الانتخابات التي تنافس فيها ريتشارد نيكسون وجون كينيدي عام 1960، وفاز بها الأخير بفارق طفيف لا يتجاوز 110 آلاف صوت.

 

المهنية سرّ السلطة الرابعة

تفسير واحد يمكنه أن يفسّر حيازة الصحافة الأميركية هذه السلطة التي تجعلها "جهة الاختصاص" في إعلان اسم الشخص الذي سيحكم البلاد لأربع سنوات قادمة، ألا وهو وجود ما يكفي من مقوِّمات الصحافة الحرة.

لا أحد يمكنه ادعاء الحياد المطلق والحرية التامة للصحافة في كبرى ديمقراطيات العالم، أو براءتها من حسابات المال والمصالح ومراكز النفوذ، لكن سموّ القوانين وحياد المؤسسات واستقلال القضاء وسيادة قوانين السوق الحر والمنافسة المفتوحة، كلُّها عناصر تجعل الصحافة الأميركية مؤهلة أخلاقيا ومعنويا لتكون منصة إعلان هوية الحاكم الجديد.

 

من رحمها تولد الديمقراطية

سيكون من الوهم الاعتقاد بأن الصحافة لا تتدخّل في العملية الانتخابية أو لا تؤثر في نتائجها. والمختصون الذين أدخلوا السلطة الرابعة إلى مختبر الفحص المجهري، يدركون عناصر الوصفة التي تجعل من الصحافة أداة حاسمة في العملية الديمقراطية. وما يحدد طبيعة هذا التأثير وإيجابيته أو سلبيته، هو الضوابط القانونية والأخلاقية والقواعد المهنية التي تمارَس بها هذه الحرفة.

أول خطوة للتأثير في مآل المعركة الانتخابية هو الاختيار الأصلي الذي تُقدِم عليه قاعات التحرير، بتغطية هذا النشاط أو ذاك. فبواسطة هذا القرار التحريري، يصبح بالإمكان التعرّف على اسم هذا المرشح وعدم إدراك وجود مرشح آخر أصلا.

معطًى استفاد منه ترامب بشكل كبير خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري التي أفضت إلى اختيار مرشحه لانتخابات العام 2016، حيث كان وحده القادر على اجتذاب الأضواء والاستئثار بالتغطيات. حظي ترامب بالتغطيات الواسعة دون حتى أن ينفق أموالا ذات قيمة على حملته، لكونه كان مشهورا وقادرا على رفع نسب المشاهدة والإقبال من طرف الجمهور (6).

تؤثّر الصحافة الأميركية في سير المعركة الانتخابية أيضا، حين تقوم بتغطيتها بأسلوب يذكي الحماس ويجعلها أشبه بالفرجة الرياضية، مع كثير من الأحكام والأوصاف الشخصية، وهو ما جعل انتخابات 2016 تجري في ظل ثنائية هيلاري كلينتون الممثلة للنخبة السياسية الفاسدة، ودونالد ترامب العنصري، مما صبّ في النهاية لمصلحة هذا الأخير.

 

الإعلام الجديد.. الأخ الأصغر للصحافة

تقول الدراسات الإحصائية إن غالبية الأميركيين باتوا يستقون الأخبار من الشبكات الاجتماعية، وفي صدارتها دون أدنى منازع، العملاقان "فيسبوك" و"تويتر"[7].

كان الرئيس الـ45 في تاريخ الولايات المتحدة دونالد ترامب، يعتقد أنه يملك العصا السحرية التي سيهش بها على الإعلام التقليدي الذي لا يكنّ له الكثير من الود. هكذا تحوّلَ حسابه في موقع "تويتر" إلى وكالة أنباء شبه رسمية لصاحب أكبر سلطة في العالم، منه يعلن قراراته ويعيّن ويعزل كبار موظفيه.. إلى أن جاءت ساعة الحسم في نوفمبر 2020، حين وجد ترامب نفسه كالعصفور المحتجَز داخل قفص حساباته في الشبكات الاجتماعية، ما إن ينشرْ أحدَ ادعاءاته الكاذبة أو مزاعمه بحصول تزوير في الانتخابات، حتى تعقّب عليه المنصة نفسها بالتكذيب والتصحيح.

لم يكن ترامب -وهو الذي زلزل العالم مرارا على وقع تغريداته المدوية- يتوقع أن "تويتر" سيغرّد داخل سرب الصحافة العريقة، ويخبره بأنه سيحوّل الحساب الخاص برئيس الولايات المتحدة إلى الشخص المنتخب ديمقراطيا بدءا من يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021.

لكن الإعلام الجديد لا يعدم وسائل التأثير في مجرى الانتخابات، مثله في ذلك مثل الصحافة "التقليدية". وما لا يعيه أغلب مستعملي هذه الشبكات، أن الأخبار والمحتويات التي تصل إلى شاشات هواتفهم وحواسيبهم، لا ترِدُ عليهم من بوابة التلقائية والعفوية، بل تمرّ عبر "فلاتر" تحكمها خوارزميات شديدة التعقيد والدقة، وهي التي تحدّد في نهاية الأمر اختياراتهم وتصنع أذواقهم وتجعلهم يفضلون شيئا أو شخصا، وينفرون من آخر، وهو ما يصطلح عليه نظريا باسم "غرفة الصدى" (echo chamber) التي تضخّم الأفكار والمفاهيم عبر تقنيات التكرار والانتقائية والعزل، حيث توفّر الشبكات الاجتماعية إمكانية لم تكن متاحة لعشرات الرؤساء الأميركيين السابقين، للتحكم في الصورة التي يرسمها الجمهور عنهم (8). 

 

إرث التعديل الأول

حين أصبحت المعركة الانتخابية لاختيار من يحكم أقوى دولة في العالم تدور حصريا بين رئيس مصرٍّ على البقاء، وبين صحافة تذكّره يوميا بأنه المرشح الخاسر، تطوّعت كبرى "بنات" الصحافة الأميركية، وكالة أنباء "أسوشيتد برس" التي أسستها الصحف الأميركية قبل أكثر من قرن ونصف، لتفسير ما يجعل الصحافة في أميركا حائزة لشرعية إعلان نتائج السباق الانتخابي، وتمتعها بمصداقية تكاد تضاهي ما ينطق به القضاء من أحكام.

فقد لعبت الصحافة دورا حيويا في السياسة الأميركية منذ صدور "التعديل الأول" الذي همَّ الدستورَ الأميركي عام 1791، والذي أقام صرح حرية الرأي والتعبير وأحاطه بحصون منيعة تحميه من عوادي القهر والتسلط حتى اليوم. "لا يُصدر الكونغرس أيَّ قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحدّ من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلميَّا، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف"، يقول منطوق هذا النص المرجعي (9). 

وهي تمارس سلطة الإعلان عن هوية الحاكم الجديد، لا تمتلكُ الصحافة الأميركية أي سلطة فعلية ولا اختصاص دستوري يجعل ما تنشره ملزما لأي أحد. والاحترافية العالية والدقة شبه المطلقة لتحليلات وحسابات الشبكات الإخبارية الكبرى، لا تمنعُها من الوقوع في الخطأ، وإعلان الاسم الخطأ كرئيس جديد للولايات المتحدة.

حدث ذلك منتصف القرن العشرين حين أعلنت صحيفة "شيكاغو ديلي" بالبنط العريض أعلى صفحتها الأولى خسارة الرئيس هاري ترومان في انتخابات 1948، قبل أن يتبيّن لاحقا أن الحسابات انقلبت لصالحه وفاز بولاية ثانية. وقبل عشرين عاما فقط، أخطأت كبرى الشبكات الإخبارية الأميركية -بمن فيها الأخت الكبرى "أسوشيتد برس"- وأعلنت الديمقراطيَّ ألبرت أرلوند آل غور فائزا، قبل أن يتبيّن لاحقا أن الجمهوري جورج بوش الابن هو الفائز الحقيقي. لكنّ هذه أو تلك لا تعدو أن تكون أكثر من استثناء يؤكد القاعدة: الصحافة الأميركية هي مَن يملك مفتاح خزانة الرؤساء الجدد.

 

لا ديمقراطية دون صحافة

ما يعجز العقل العربي عن استيعابه في حقيقة الأمر، هو هذه العلاقة الوطيدة بين الصحافة والديمقراطية. هناك من يعتقد أن تعددَ العناوين في الأكشاك وطباعتَها الأنيقة فوق ورق صقيل، كافيان لادعاء وجود صحافة وتعددية في الآراء وحرية في التعبير، بينما للأمر علاقة وطيدة بما إن كان جوهر النظام السياسي ديمقراطيا، أم ديمقراطيا بعض الشيء، أم ليس ديمقراطيا.

يمكنك أن ترخّص لمئات الصحف وعشرات القنوات التلفزيونية وتسمح بالنشر عبر الإنترنت، لكنك إن سيّجت كل ذلك بقيود تجعل المحتوى واحدا، فكن متأكدا أنك في الواقع -وإن نظّمت انتخابات "حرة" و"نزيهة"- تسوقُ قطيعا سمّنتَه بعلف التنميط ليمنحك النتيجة التي ترغب في خروجها من صناديق الانتخاب دون ترغيب ولا ترهيب.

الصحافة الحرة والقوية هي التي تصنع لك ناخبا نبيها ويقظا وواعيا بمصالحه، وبالتالي قادرا على الاختيار الذي ينتج معنى ويسمح بتوقع بدء التغيير من مكاتب التصويت.

هذا الناخب لا يولد فجر يوم الانتخابات، بل يُنتجه مسار طويل من المشاركة الفعلية في النقاش العام، لن تحصل عليه بدون صحافة قوية ومتنوعة وواثقة من وجود ما يكفي من الحماية الدستورية والقانونية والقضائية، وهو بالضبط ما توفره أميركا.

الصحافة في بيئة ديمقراطية ليست مطية للتكسّب المالي عبر "بيع" التسلية والإثارة وتغذية الفضول في التلصص على خصوصيات المشاهير، بل هي الأداة التي تربي المواطن على ممارسة حقوقه الديمقراطية الكاملة، وتلعب دور القناة بين النخبة السياسية والجمهور بنقل الرسائل والبرامج والتصورات والمطالب والانتظارات، وتتيح النقاش بين الأحزاب والتكتلات السياسية ليعرف المواطن إيجابيات وسلبيات كلٍّ منها، ثم تأتي الوظيفة النهائية المرتبطة بيوم الانتخاب، حيث تؤمّن الصحافة المراقبَةَ اللازمة لسلامة العملية وشفافيتها واحترام نتائجها. أي أن الصحافة تتولى حراسة ما استودعه الناخبون في بطن صناديق الاقتراع، بعدما تكون قد ساعدت المواطن على تشكيل رأيه والقيام باختياره عن وعي ومعرفة (10). 

 

 مصادر: 

 

 


[1] https://twitter.com/realDonaldTrump/status/787699930718695425

[2] https://www.lemonde.fr/international/article/2020/11/06/fox-news-breitbart-news-comment-les-medias-conservateurs-couvrent-ils-l-election-presidentielle-americaine_6058815_3210.html

[3] https://apnews.com/article/why-does-media-call-races-us-elections-20e9b5688aa0b7404648ea74b1c2f4dc

[4] https://apnews.com/article/why-does-media-call-races-us-elections-20e9b5688aa0b7404648ea74b1c2f4dc

[5] https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1325511603157159942

[6] https://journalism.uoregon.edu/news/six-ways-media-influences-elections

[7] https://www.journalism.org/2016/05/26/news-use-across-social-media-platforms-2016/

[8] https://journalism.uoregon.edu/news/six-ways-media-influences-elections

[9] http://hrlibrary.umn.edu/arabic/us-con.html

[10] https://aceproject.org/ace-en/topics/me/onePage

 

More Articles

In The Cross Fire: The Perils of Rural Journalism in India's Conflict Zones

In India’s conflict-ridden regions like Bastar and Manipur, local journalists—especially freelancers and women—risk their lives daily to report on corruption, displacement, and state violence, often without institutional support or protection. Their work, largely invisible to national media, exposes a stark reality where telling the truth can cost them everything, even their lives.

Quratulain Rehbar
Quratulain Rehbar Published on: 8 Apr, 2025
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 3 Apr, 2025
How Media Drives Collective Adaptation During Natural Disasters in Oman

This paper highlights how Omani media, during times of natural disasters, focused on praising government efforts to improve its image, while neglecting the voices of victims and those affected by the cyclones. It also examines the media’s role in warning against and preventing future disasters.

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 31 Mar, 2025
Is India Targeting Independent Media Through Tax Status Revocation?

In a move that’s sent shockwaves through India’s independent media landscape, tax authorities have revoked The Reporters’ Collective's non—profit status, claiming journalism doesn’t serve a “public purpose.” Critics warn this unprecedented action, echoed in similar crackdowns on other outlets, is part of a broader campaign to throttle investigative journalism and stifle dissent financially.

Bilal Kuchay
Bilal Kuchay Published on: 27 Mar, 2025
Western Media Bias and Complicity with Israel is Beyond Borders

Once again, Western media framed civilians within the context of "collateral damage" while covering Israeli attacks on Syria. The language of international law was absent, and the tragedy of civilians affected by military strikes was completely obscured, while justifications and cover for the occupation prevailed under the banner of "maintaining national security."

Zainab Afifa
Zainab Afifa Published on: 23 Mar, 2025
Rise and Fall of Kashmir’s First Independent Magazine, Kashmir Walla

Jailed, silenced, and erased—how a fearless journalist built Kashmir’s most vital independent news platform, only to see it brutally shut down by the state. The Kashmir Walla, known for its bold coverage of politics, conflict, and human rights, became too powerful to ignore—so they ensured it disappeared.

Safina
Safina Nabi Published on: 15 Mar, 2025
Misinformation in Syria: Natural Chaos or Organised Campaign?

Old videos inciting “sectarian strife,” statements taken out of context attacking Christians, scenes of heavy weaponry clashes in other countries, fabricated stories of fictitious detainees, and a huge amount of fake news that accompanied the fall of Bashar al-Assad’s regime: Is it the natural chaos of transition or a systematic campaign?

Farhat Khedr
Farhat Khedr Published on: 11 Mar, 2025
The Sharp Contrast: How Israeli and Western Media Cover the War on Gaza

Despite being directly governed by Israeli policies, some Israeli media outlets critically report on their government’s actions and use accurate terminology, whereas Western media has shown complete bias, failing to be impartial in its coverage of Israel’s aggression in Gaza.

Faras Ghani Published on: 5 Mar, 2025
Journalists in DR Congo Face New Threats, Censorship in a Decades-long Conflict

Countless journalists have been arbitrarily arrested, kidnapped or have disappeared in the fog of the protracted war tearing the eastern Democratic Republic of Congo apart. The renewed M23 offensive augurs a more uncertain future for these ‘soldiers of the pen’.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 3 Mar, 2025
International Media Seek Gaza Access; What Do Palestinian Journalists Say?

As international media push for access to Gaza, Palestinian journalists—who have been the primary voices on the ground—criticize their Western counterparts for failing to acknowledge their contributions, amplify their reports, or support them as they risk their lives to document the war. They face systemic bias and exploitation, and continue to work under extreme conditions without proper recognition or support.

NILOFAR ABSAR
Nilofar Absar Published on: 26 Feb, 2025
Journalism and Artificial Intelligence: Who Controls the Narrative?

How did the conversation about using artificial intelligence in journalism become merely a "trend"? And can we say that much of the media discourse on AI’s potential remains broad and speculative rather than a tangible reality in newsrooms?

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 23 Feb, 2025
The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Culture of silence: Journalism and mental health problems in Africa

The revealing yet underreported impact of mental health on African journalists is far-reaching. Many of them lack medical insurance, support, and counselling while covering sensitive topics or residing in conflicting, violent war zones, with some even considering suicide.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Feb, 2025
Will Meta Become a Platform for Disinformation and Conspiracy Theories?

Meta’s decision to abandon third-party fact-checking in favor of Community Notes aligns with Donald Trump’s long-standing criticisms of media scrutiny, raising concerns that the platform will fuel disinformation, conspiracy theories, and political polarization. With support from Elon Musk’s X, major social media platforms now lean toward a "Trumpian" stance, potentially weakening global fact-checking efforts and reshaping the online information landscape.

Arwa Kooli
Arwa Kooli Published on: 5 Feb, 2025
Charged with Being a Journalist in Sudan

Between the barricades of the conflicting parties, sometimes displaced, and sometimes hiding from bullets, journalist Iman Kamal El-Din lived the experience of armed conflict in Sudan and conveyed to Al-Sahafa magazine the concerns and challenges of field coverage in a time of deception and targeting of journalists.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
Eman Kamal El-Din Published on: 2 Feb, 2025
Sports Photojournalism in Cameroon: A Craft at Risk in the Digital Age

Sports photojournalists in Cameroon face growing challenges, from the rise of mobile photography and content creators to financial struggles, piracy, and a widespread expectation for free images. Despite these obstacles, professionals emphasise the need for innovation, investment in training, and greater respect for their craft to ensure the survival of photojournalism in a rapidly evolving digital landscape.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jan, 2025
The Occupation’s War on Journalism in the West Bank

Every day here is a turning point; every moment, every step outside the house could mean returning safely—or not. A journalist may be injured or arrested at any time.” This statement by journalist Khaled Bdeir succinctly captures the harsh reality of practicing journalism in the West Bank, particularly after October 7.

Hoda Abu Hashem
Hoda Abu Hashem Published on: 26 Jan, 2025
From Journalism to Agriculture or “Forced Unemployment” for Sudanese Journalists

How did the war in Sudan push dozens of journalists to change their professions in search of a decent life? In this article, colleague Muhammad Shaarawi recounts the journey of journalists who were forced by war conditions to work in agriculture, selling vegetables, and other professions.

Shaarawy Mohammed
Shaarawy Mohammed Published on: 23 Jan, 2025
October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Sound of Change: How Podcasting is Changing Journalism in India

India’s podcasting scene is on the rise, driven by affordable internet and changing content habits, yet still faces challenges like limited monetisation and urban-focused reach. Despite these hurdles, independent creators are using the medium to amplify grassroots narratives, shaping a more inclusive media landscape.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 9 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024