الصحافة في أميركا.. الملكة قاهرة الرؤساء

الصحافة في أميركا.. الملكة قاهرة الرؤساء

قد لا يكون عدد المواطنين الذين صوّتوا في الاستحقاق الرئاسي الأميركي الأخير يمثل الرقم القياسي الوحيد الذي حطّمته انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ولكنّ هذه الانتخابات -دون أدنى شك- هي التي حظيت بأكبر قدر من التغطية والمتابعة الإعلاميتين في تاريخ الديمقراطية الأميركية.

فإلى جانب الـ160 مليونا من الناخبين الأميركيين الذين مارسوا سلطتهم الفعلية في تنصيب حاكم وعزل آخر، كنا -نحن المليارات من "رعايا" باقي دول المعمورة- نتحوّل إلى جمهور يجلس صامتا ليتفرّج على عرض سياسي بدأ كي لا ينتهي.

كان العرض مشوِّقا كفاية ليمارس علينا سحر الإبهار كمتفرجين في أمة تخرج بالملايين لتحكم نفسها بنفسها؛ لكنه كان قاسيا -وربما مؤلما- بالنسبة إلينا نحن أفراد قبيلة الصحافة. لم يكن أمام أغلبنا من خيار آخر سوى ترك ما كان يشغل أيدينا من أشياء نعتقدها مهمة، لنتعلّم -أوَّلا- كيف تصبح السياسة موضوعا جذابا، وكيف تدار التغطيات بكل احترافية ومهارة، وكيف توظَّف الصور والبيانات وحلقات النقاش. وكانت لحظة الذروة في نشوة الفرجة، حين اكتشف بعضنا أن المعركة باتت تدور بين رئيس ما زال يحكم وصحافة بلاده.

لم تنزل مدرعات الجيش إلى الشوارع رغم أنه الأقوى والأكثر تسليحا في العالم، ولم يتم توظيف الشرطة إلا لغاياتٍ منها حماية المتظاهرين وتنظيمهم، ولم تنزل حشود البلطجة لتنافح عن هذا المرشح أو ذاك.. كل ما حصل في المعركة هو تغريدات يطلقها حساب "رشاش" لرئيس يرفض الاعتراف بالهزيمة، ومنصات إعلامية "مسلّحة" بالدقة المهنية والتحليل المعزز بالبيانات والرأي والرأي الآخر.

 

صاحبة الجلالة تعلن اسم الرئيس

لم يكن هناك وزير للداخلية، ولا رئيس للجنة وطنية للانتخابات، ولا قاضٍ يدعي حراسة الحقيقة، ولا عسكريٌّ ببزته الرسمية وسلاحه لإلقاء الكلمة الفصل.. كل ما جرى أنه صباح يوم السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني على الساعة 11 و25 دقيقة تحديدا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، أعلنت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" المرشحَ الديمقراطي جوزيف بايدن فائزا بالانتخابات، وبالتالي رئيسا جديدا للبلاد.

تم ذلك بعدما تبيّن أن المرشح الديمقراطي فاز بمقاعد ولاية بنسلفانيا العشرين داخل المجمع الانتخابي الذي سيتولى انتخاب الرئيس الجديد للبلاد، وهو ما يعني حصول بايدن على أكثر من الـ270 مقعدا الضرورية لنيل الأغلبية منتصف ديسمبر/كانون الأول الموالي. فلم يجد الرئيس الأميركي المرشح لولاية ثانية دونالد ترامب إلا مشجبَ الصحافة ليعلّق عليه خسارته أمام بايدن، مواليا تغريداته الناقمة على السلطة الرابعة، جديدها وقديمها (1).

لكن، ولسوء حظ ترامب، فإن القواعد والمعايير التي تحتكم إليها الصحافة الأميركية تسمو فوق حسابات الأشخاص، مهما كانت مناصبهم أو سلطاتهم. وحين حمي وطيس معركته ضد الصحافة التي أعلنت خسارته في الانتخابات، وجد أقرب المنصات الإعلامية إليه وأقربها إلى قلبه، تنحاز إلى المهنية وتنتصر للراسخ من قواعدها.

قناة "فوكس نيوز" التي ظل ترامب يحتمي بقلاعها الإعلامية العتيدة باعتبارها مقربة منه ومن اختياراته السياسية، لم تتردد في إغلاق الباب في وجهه حين تبيّن لها أن المعلومات الواردة عبر القنوات المهنية تعطي الفوز للمرشح الديمقراطي جو بايدن.

أكثر من ذلك، اختارت الشبكة التلفزيونية التي تتزعم صحافةً تُنعت بأنها محافظة ومقربة من الجمهوريين، النأيَ بنفسها عن الرئيس ترامب عندما راح يعلن نفسه فائزا في اليومين المواليين ليوم الاقتراع.

وحدها المعلومات التي ترشح من "فلتر" المهنية ظلت تجد طريقها إلى شاشة "فوكس نيوز"، ولم تجد أيَّ حرج في اعتماد قصاصات "أسوشيتد برس" التي كانت ترجح كفة بايدن بشكل واضح. بل إن الصحف والمنصات الإعلامية المحسوبة تقليديا على الجمهوريين، لم تتردد في تصحيح وتكذيب ادعاءات ترامب الخاصة بتزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها، دون أن يكون لكلامه ما يسنده في الواقع (2).  

 

ملكة في أكبر جمهورية

في حقيقة الأمر، وعكس ما يمكن للجمهور البعيد أن يعتقده، تجري في الولايات المتحدة في اليوم المحدد لاختيار الرئيس، 51 عملية انتخابية منفصلة بعضها عن بعض، خمسون منها في الولايات المشكِّلة للاتحاد، وواحدة في واشنطن العاصمة.

انتخابات كل ولاية تحكُمُها قوانين وقواعد خاصة ومختلفة عن غيرها، ولا وجود لهيئة انتخابية وطنية تتولى الإشراف على العملية الانتخابية أو تحوز سلطة إعلان نتائجها. من هنا تنبع سلطة الصحافة التي تصبح المرجع الأول والوحيد في معرفة من سيحكم أقوى دولة في العالم، دون حاجة إلى انتظار الشكليات الدستورية والتئام "المجمع الانتخابي".. ويعود أصل هذا الوضع تحديدا إلى العام 1848 حين تأسست وكالة أنباء "أسوشيتد برس" (3). 

خلاصة الحكاية أن الأميركيين، بعد حروبهم الأهلية، وبحثهم المضني عن صيغة موحدة للتعايش والوحدة، اتفقوا في النهاية على احتفاظ كل ولاية بكامل سلطاتها وصلاحياتها، بما فيها سلطات تنظيم الانتخابات واختيار من يمثلها في غرفتي الكونغرس، إلى أن يحين موعد 14 ديسمبر/كانون الأول، حيث يلتئم "المجمع الانتخابي" ليصوّت ويختار الرئيس الأميركي الجديد (4).

كانت الصحافة الأميركية في تلك البدايات الأولى سلطة رابعة حقيقية، حيث كانت وحدها تستطيع جمع النتائج الانتخابية الخاصة بكل ولاية، والقيام بالعمليات الحسابية اللازمة، وإخبار الشعب الأميركي بمن سيحكمه بعد مرور الأسابيع الطويلة التي تتطلبها إجراءات الفرز والاجتماعات الرسمية.

هذا الأمر جعل الصحف والشبكات الإخبارية الأميركية تُعلّق بكثير من السخرية على تغريدة الرئيس ترامب التي تساءل فيها بعد إعلان فوز منافسه بايدن: "منذ متى تعلن وسائل الإعلام مَن الذي سيكون رئيسا؟" (5). 

لقد ظلت عملية جمع المعطيات وإجراء العمليات الحسابية طيلة أكثر من قرن حصرا على وكالة الأنباء "أسوشيتد برس"، قبل أن تشرع الشبكات التلفزيونية منذ الستينيات في القيام بحساباتها الخاصة، وكانت أول تجربة لها مع الانتخابات التي تنافس فيها ريتشارد نيكسون وجون كينيدي عام 1960، وفاز بها الأخير بفارق طفيف لا يتجاوز 110 آلاف صوت.

 

المهنية سرّ السلطة الرابعة

تفسير واحد يمكنه أن يفسّر حيازة الصحافة الأميركية هذه السلطة التي تجعلها "جهة الاختصاص" في إعلان اسم الشخص الذي سيحكم البلاد لأربع سنوات قادمة، ألا وهو وجود ما يكفي من مقوِّمات الصحافة الحرة.

لا أحد يمكنه ادعاء الحياد المطلق والحرية التامة للصحافة في كبرى ديمقراطيات العالم، أو براءتها من حسابات المال والمصالح ومراكز النفوذ، لكن سموّ القوانين وحياد المؤسسات واستقلال القضاء وسيادة قوانين السوق الحر والمنافسة المفتوحة، كلُّها عناصر تجعل الصحافة الأميركية مؤهلة أخلاقيا ومعنويا لتكون منصة إعلان هوية الحاكم الجديد.

 

من رحمها تولد الديمقراطية

سيكون من الوهم الاعتقاد بأن الصحافة لا تتدخّل في العملية الانتخابية أو لا تؤثر في نتائجها. والمختصون الذين أدخلوا السلطة الرابعة إلى مختبر الفحص المجهري، يدركون عناصر الوصفة التي تجعل من الصحافة أداة حاسمة في العملية الديمقراطية. وما يحدد طبيعة هذا التأثير وإيجابيته أو سلبيته، هو الضوابط القانونية والأخلاقية والقواعد المهنية التي تمارَس بها هذه الحرفة.

أول خطوة للتأثير في مآل المعركة الانتخابية هو الاختيار الأصلي الذي تُقدِم عليه قاعات التحرير، بتغطية هذا النشاط أو ذاك. فبواسطة هذا القرار التحريري، يصبح بالإمكان التعرّف على اسم هذا المرشح وعدم إدراك وجود مرشح آخر أصلا.

معطًى استفاد منه ترامب بشكل كبير خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري التي أفضت إلى اختيار مرشحه لانتخابات العام 2016، حيث كان وحده القادر على اجتذاب الأضواء والاستئثار بالتغطيات. حظي ترامب بالتغطيات الواسعة دون حتى أن ينفق أموالا ذات قيمة على حملته، لكونه كان مشهورا وقادرا على رفع نسب المشاهدة والإقبال من طرف الجمهور (6).

تؤثّر الصحافة الأميركية في سير المعركة الانتخابية أيضا، حين تقوم بتغطيتها بأسلوب يذكي الحماس ويجعلها أشبه بالفرجة الرياضية، مع كثير من الأحكام والأوصاف الشخصية، وهو ما جعل انتخابات 2016 تجري في ظل ثنائية هيلاري كلينتون الممثلة للنخبة السياسية الفاسدة، ودونالد ترامب العنصري، مما صبّ في النهاية لمصلحة هذا الأخير.

 

الإعلام الجديد.. الأخ الأصغر للصحافة

تقول الدراسات الإحصائية إن غالبية الأميركيين باتوا يستقون الأخبار من الشبكات الاجتماعية، وفي صدارتها دون أدنى منازع، العملاقان "فيسبوك" و"تويتر"[7].

كان الرئيس الـ45 في تاريخ الولايات المتحدة دونالد ترامب، يعتقد أنه يملك العصا السحرية التي سيهش بها على الإعلام التقليدي الذي لا يكنّ له الكثير من الود. هكذا تحوّلَ حسابه في موقع "تويتر" إلى وكالة أنباء شبه رسمية لصاحب أكبر سلطة في العالم، منه يعلن قراراته ويعيّن ويعزل كبار موظفيه.. إلى أن جاءت ساعة الحسم في نوفمبر 2020، حين وجد ترامب نفسه كالعصفور المحتجَز داخل قفص حساباته في الشبكات الاجتماعية، ما إن ينشرْ أحدَ ادعاءاته الكاذبة أو مزاعمه بحصول تزوير في الانتخابات، حتى تعقّب عليه المنصة نفسها بالتكذيب والتصحيح.

لم يكن ترامب -وهو الذي زلزل العالم مرارا على وقع تغريداته المدوية- يتوقع أن "تويتر" سيغرّد داخل سرب الصحافة العريقة، ويخبره بأنه سيحوّل الحساب الخاص برئيس الولايات المتحدة إلى الشخص المنتخب ديمقراطيا بدءا من يوم 20 يناير/كانون الثاني 2021.

لكن الإعلام الجديد لا يعدم وسائل التأثير في مجرى الانتخابات، مثله في ذلك مثل الصحافة "التقليدية". وما لا يعيه أغلب مستعملي هذه الشبكات، أن الأخبار والمحتويات التي تصل إلى شاشات هواتفهم وحواسيبهم، لا ترِدُ عليهم من بوابة التلقائية والعفوية، بل تمرّ عبر "فلاتر" تحكمها خوارزميات شديدة التعقيد والدقة، وهي التي تحدّد في نهاية الأمر اختياراتهم وتصنع أذواقهم وتجعلهم يفضلون شيئا أو شخصا، وينفرون من آخر، وهو ما يصطلح عليه نظريا باسم "غرفة الصدى" (echo chamber) التي تضخّم الأفكار والمفاهيم عبر تقنيات التكرار والانتقائية والعزل، حيث توفّر الشبكات الاجتماعية إمكانية لم تكن متاحة لعشرات الرؤساء الأميركيين السابقين، للتحكم في الصورة التي يرسمها الجمهور عنهم (8). 

 

إرث التعديل الأول

حين أصبحت المعركة الانتخابية لاختيار من يحكم أقوى دولة في العالم تدور حصريا بين رئيس مصرٍّ على البقاء، وبين صحافة تذكّره يوميا بأنه المرشح الخاسر، تطوّعت كبرى "بنات" الصحافة الأميركية، وكالة أنباء "أسوشيتد برس" التي أسستها الصحف الأميركية قبل أكثر من قرن ونصف، لتفسير ما يجعل الصحافة في أميركا حائزة لشرعية إعلان نتائج السباق الانتخابي، وتمتعها بمصداقية تكاد تضاهي ما ينطق به القضاء من أحكام.

فقد لعبت الصحافة دورا حيويا في السياسة الأميركية منذ صدور "التعديل الأول" الذي همَّ الدستورَ الأميركي عام 1791، والذي أقام صرح حرية الرأي والتعبير وأحاطه بحصون منيعة تحميه من عوادي القهر والتسلط حتى اليوم. "لا يُصدر الكونغرس أيَّ قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحدّ من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلميَّا، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف"، يقول منطوق هذا النص المرجعي (9). 

وهي تمارس سلطة الإعلان عن هوية الحاكم الجديد، لا تمتلكُ الصحافة الأميركية أي سلطة فعلية ولا اختصاص دستوري يجعل ما تنشره ملزما لأي أحد. والاحترافية العالية والدقة شبه المطلقة لتحليلات وحسابات الشبكات الإخبارية الكبرى، لا تمنعُها من الوقوع في الخطأ، وإعلان الاسم الخطأ كرئيس جديد للولايات المتحدة.

حدث ذلك منتصف القرن العشرين حين أعلنت صحيفة "شيكاغو ديلي" بالبنط العريض أعلى صفحتها الأولى خسارة الرئيس هاري ترومان في انتخابات 1948، قبل أن يتبيّن لاحقا أن الحسابات انقلبت لصالحه وفاز بولاية ثانية. وقبل عشرين عاما فقط، أخطأت كبرى الشبكات الإخبارية الأميركية -بمن فيها الأخت الكبرى "أسوشيتد برس"- وأعلنت الديمقراطيَّ ألبرت أرلوند آل غور فائزا، قبل أن يتبيّن لاحقا أن الجمهوري جورج بوش الابن هو الفائز الحقيقي. لكنّ هذه أو تلك لا تعدو أن تكون أكثر من استثناء يؤكد القاعدة: الصحافة الأميركية هي مَن يملك مفتاح خزانة الرؤساء الجدد.

 

لا ديمقراطية دون صحافة

ما يعجز العقل العربي عن استيعابه في حقيقة الأمر، هو هذه العلاقة الوطيدة بين الصحافة والديمقراطية. هناك من يعتقد أن تعددَ العناوين في الأكشاك وطباعتَها الأنيقة فوق ورق صقيل، كافيان لادعاء وجود صحافة وتعددية في الآراء وحرية في التعبير، بينما للأمر علاقة وطيدة بما إن كان جوهر النظام السياسي ديمقراطيا، أم ديمقراطيا بعض الشيء، أم ليس ديمقراطيا.

يمكنك أن ترخّص لمئات الصحف وعشرات القنوات التلفزيونية وتسمح بالنشر عبر الإنترنت، لكنك إن سيّجت كل ذلك بقيود تجعل المحتوى واحدا، فكن متأكدا أنك في الواقع -وإن نظّمت انتخابات "حرة" و"نزيهة"- تسوقُ قطيعا سمّنتَه بعلف التنميط ليمنحك النتيجة التي ترغب في خروجها من صناديق الانتخاب دون ترغيب ولا ترهيب.

الصحافة الحرة والقوية هي التي تصنع لك ناخبا نبيها ويقظا وواعيا بمصالحه، وبالتالي قادرا على الاختيار الذي ينتج معنى ويسمح بتوقع بدء التغيير من مكاتب التصويت.

هذا الناخب لا يولد فجر يوم الانتخابات، بل يُنتجه مسار طويل من المشاركة الفعلية في النقاش العام، لن تحصل عليه بدون صحافة قوية ومتنوعة وواثقة من وجود ما يكفي من الحماية الدستورية والقانونية والقضائية، وهو بالضبط ما توفره أميركا.

الصحافة في بيئة ديمقراطية ليست مطية للتكسّب المالي عبر "بيع" التسلية والإثارة وتغذية الفضول في التلصص على خصوصيات المشاهير، بل هي الأداة التي تربي المواطن على ممارسة حقوقه الديمقراطية الكاملة، وتلعب دور القناة بين النخبة السياسية والجمهور بنقل الرسائل والبرامج والتصورات والمطالب والانتظارات، وتتيح النقاش بين الأحزاب والتكتلات السياسية ليعرف المواطن إيجابيات وسلبيات كلٍّ منها، ثم تأتي الوظيفة النهائية المرتبطة بيوم الانتخاب، حيث تؤمّن الصحافة المراقبَةَ اللازمة لسلامة العملية وشفافيتها واحترام نتائجها. أي أن الصحافة تتولى حراسة ما استودعه الناخبون في بطن صناديق الاقتراع، بعدما تكون قد ساعدت المواطن على تشكيل رأيه والقيام باختياره عن وعي ومعرفة (10). 

 

 مصادر: 

 

 


[1] https://twitter.com/realDonaldTrump/status/787699930718695425

[2] https://www.lemonde.fr/international/article/2020/11/06/fox-news-breitbart-news-comment-les-medias-conservateurs-couvrent-ils-l-election-presidentielle-americaine_6058815_3210.html

[3] https://apnews.com/article/why-does-media-call-races-us-elections-20e9b5688aa0b7404648ea74b1c2f4dc

[4] https://apnews.com/article/why-does-media-call-races-us-elections-20e9b5688aa0b7404648ea74b1c2f4dc

[5] https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1325511603157159942

[6] https://journalism.uoregon.edu/news/six-ways-media-influences-elections

[7] https://www.journalism.org/2016/05/26/news-use-across-social-media-platforms-2016/

[8] https://journalism.uoregon.edu/news/six-ways-media-influences-elections

[9] http://hrlibrary.umn.edu/arabic/us-con.html

[10] https://aceproject.org/ace-en/topics/me/onePage

 

More Articles

Do Foreign Journalists Matter in Covering Genocide? A Look into Bosnia, Rwanda, and Gaza

How did foreign journalists cover the killings in both Bosnia-Herzegovina and Rwanda? Did they contribute to conveying the truth and making an impact? Would the entry of foreign journalists into the Gaza Strip change the reality of the ongoing genocide? And would their coverage of the famine and massacres add to the daily coverage of local journalists? Why is the local press's coverage of wars seen as deficient compared to Western journalism, even though they incur greater losses and casualties?

Saber Halima
Saber Halima Published on: 20 Jun, 2025
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 17 Jun, 2025
Newspapers: An Industry Adapting to Survive Through Digital Transformation

As digital transformation reshapes the media landscape, newspapers in Cameroon are navigating unprecedented challenges and opportunities. This evolution compels them to adapt their strategies to engage a new generation of readers amidst fierce online competition, decreasing government subsidies, and a decline in print sales.

Akem
Akem Nkwain Published on: 16 Jun, 2025
The Mental Toll on India’s Minority-Focused Freelance Journalists

Freelance journalists in India, particularly those reporting on marginalised communities and conflict zones like Kashmir, endure immense emotional and psychological strain, often without any institutional support. What are the hidden costs of reporting on violence, where telling the truth can come at a steep personal price?

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar Published on: 10 Jun, 2025
The Role of Social Science Tools in Enhancing Journalism

When French sociologist Pierre Bourdieu was asked about the contribution of the suburbs to elections, he replied that decades of colonialism and complex problems cannot be summarised in 10 minutes. The value of social sciences in supporting journalism is demonstrated when they address issues of society, power, and identity for the sake of better journalism.

Rehab Zaheri
Rehab Zaheri Published on: 6 Jun, 2025
Journalism Colleges in Somalia: A Battle for Survival

Journalism colleges in Somalia are struggling to survive due to outdated curricula, lack of practical training, insufficient funding, and a shortage of qualified educators, leading to declining student enrollment and interest. Despite efforts by institutions like Mogadishu University and Hormuud University to revive journalism education, these challenges persist, threatening the future of journalism in the country.

Al-Shafi Abtidon
Al-Shafi Abtidon Published on: 30 May, 2025
Philippine Activists Fight Archive Erasure and Revive Dictatorship-Era Memories

In the Philippines, archivists fight to preserve evidence of the country’s bloodied past, in hope that it will provide lessons for the future.

Tristan James Biglete
Tristan James Biglete Published on: 27 May, 2025
News Fatigue and Avoidance: How Media Overload is Reshaping Audience Engagement

A study conducted on 12,000 American adults revealed that two-thirds feel “exhausted” by the overwhelming volume of news they receive. Why is the public feeling drained by the news? Are audiences actively avoiding it, and at what psychological cost? Most importantly, how can the media rebuild trust and reconnect with its audience?

Othman Kabashi
Othman Kabashi Published on: 25 May, 2025
Journalism Associations' Fragmentation Weakening Press Freedom in Cameroon

Cameroon's fragmented media landscape has weakened collective advocacy, allowing government repression of journalists to go largely unchallenged. As press freedom declines, voices like Samuel Wazizi's are silenced, while disunity among journalists enables impunity to thrive.

Njodzeka Danhatu
Njodzeka Danhatu Published on: 20 May, 2025
Weaponized Artificial Intelligence: The Unseen Threat to Fact-Checking

How has artificial intelligence emerged as a powerful tool during wartime, and what strategies are fact-checkers adopting to confront this disruptive force in newsrooms? The work of fact-checkers has grown significantly more challenging during the genocide in Palestine, as the Israeli occupation has relied heavily on artificial intelligence to disseminate misinformation.

Ahmad Al-Arja
Ahmad Al-Arja Published on: 18 May, 2025
Indian Media Fuels Panic with Disinformation

Amid heightened India-Pakistan tensions in early May, Indian mainstream media flooded the public with fake news, doctored visuals, and sensationalist coverage, fueling mass anxiety and misinformation. Fact-checkers and experts condemned the media’s role, calling it a national embarrassment that undermined journalistic integrity and misled citizens during a critical geopolitical moment.

Junaid Kathju
Junaid Kathju Published on: 15 May, 2025
Reporting from the Ruins; Why We Must Keep Myanmar’s Journalists Alive and Online

In Myanmar, journalism has become a courageous act of resistance. As the military junta tightens its grip on information, journalists face growing technological, political, and security barriers. This article explores the urgent need to support Myanmar’s embattled media workers before the country slides into a full information blackout.

Annie Zaman
Annie Zaman Published on: 13 May, 2025
Palestinian Journalist Lama Ghosheh Refuses to Be Silenced Under Occupation

Despite ongoing repression under Israeli occupation, Palestinian journalist Lama Ghosheh continues her work with unwavering resolve, documenting the lived realities of her people. Her story is one of resistance, family, and the high cost of speaking truth in the face of systemic silencing.

Synne Furnes Bjerkestrand
Synne Bjerkestrand Published on: 9 May, 2025
Fact-Checking: The Last Line of Defense Against Occupation Propaganda in Palestine

Manipulation of information, intensive propaganda campaigns, and widespread disinformation were key features of the "narrative" battle that accompanied the war on Gaza. From the very beginning, the occupation sought to provide media cover for potential war crimes, but the work of fact-checkers exposed the foundations of its propaganda.

Khaled Attia
Khaled Attia Published on: 7 May, 2025
The Media Landscape in Sudan During the War

The ongoing war in Sudan has dismantled many media institutions, creating a vacuum filled by a vast stream of rumors and false information that has fueled internal conflict. A large segment of the public has turned to social media platforms in search of the truth, while some traditional media outlets continue to operate despite the targeting of their offices and journalists.

Mohammed Babiker Al-Awad
Mohammed Babiker Al-Awad Published on: 2 May, 2025
Western Media’s Double Standards on Muslim Women’s Suffering

When an Iranian student publicly protested against security forces by undressing, the moment garnered widespread attention in Western media. Meanwhile, even as 70 percent of those killed in Palestine are women and children, this ongoing violence—including the systematic killing, torture, and detention of Palestinian women—receives minimal coverage. This disparity raises urgent questions: How do Western media represent women’s issues in the Islamic world, and to what extent are such portrayals shaped by double standards?

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 24 Apr, 2025
Weaponizing the Law: SLAPPs Against Journalists and Press Freedom

SLAPPs—abusive lawsuits designed to silence journalists and activists—are surging across Southeast Asia, exploiting vague laws and weak protections to punish those who speak truth to power. As legal harassment intensifies, journalists face not only imprisonment and censorship but also emotional trauma, exile, and long-term damage to their careers.

AJR Contributor Published on: 17 Apr, 2025
Predicting the Future of Media in 2025

The rise of citizen journalism, the rethinking of long-form content, the evolution of video, and the exploration of AI opportunities are key elements of the media landscape forecast for 2025, according to a report from Harvard University's Nieman Lab.

Othman Kabashi
Othman Kabashi Published on: 15 Apr, 2025
In The Cross Fire: The Perils of Rural Journalism in India's Conflict Zones

In India’s conflict-ridden regions like Bastar and Manipur, local journalists—especially freelancers and women—risk their lives daily to report on corruption, displacement, and state violence, often without institutional support or protection. Their work, largely invisible to national media, exposes a stark reality where telling the truth can cost them everything, even their lives.

Quratulain Rehbar
Quratulain Rehbar Published on: 10 Apr, 2025
How Media Drives Collective Adaptation During Natural Disasters in Oman

This paper highlights how Omani media, during times of natural disasters, focused on praising government efforts to improve its image, while neglecting the voices of victims and those affected by the cyclones. It also examines the media’s role in warning against and preventing future disasters.

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 31 Mar, 2025
Is India Targeting Independent Media Through Tax Status Revocation?

In a move that’s sent shockwaves through India’s independent media landscape, tax authorities have revoked The Reporters’ Collective's non—profit status, claiming journalism doesn’t serve a “public purpose.” Critics warn this unprecedented action, echoed in similar crackdowns on other outlets, is part of a broader campaign to throttle investigative journalism and stifle dissent financially.

Bilal Kuchay
Bilal Kuchay Published on: 27 Mar, 2025
Western Media Bias and Complicity with Israel is Beyond Borders

Once again, Western media framed civilians within the context of "collateral damage" while covering Israeli attacks on Syria. The language of international law was absent, and the tragedy of civilians affected by military strikes was completely obscured, while justifications and cover for the occupation prevailed under the banner of "maintaining national security."

Zainab Afifa
Zainab Afifa Published on: 23 Mar, 2025
Rise and Fall of Kashmir’s First Independent Magazine, Kashmir Walla

Jailed, silenced, and erased—how a fearless journalist built Kashmir’s most vital independent news platform, only to see it brutally shut down by the state. The Kashmir Walla, known for its bold coverage of politics, conflict, and human rights, became too powerful to ignore—so they ensured it disappeared.

Safina
Safina Nabi Published on: 15 Mar, 2025
Misinformation in Syria: Natural Chaos or Organised Campaign?

Old videos inciting “sectarian strife,” statements taken out of context attacking Christians, scenes of heavy weaponry clashes in other countries, fabricated stories of fictitious detainees, and a huge amount of fake news that accompanied the fall of Bashar al-Assad’s regime: Is it the natural chaos of transition or a systematic campaign?

Farhat Khedr
Farhat Khedr Published on: 11 Mar, 2025