في زمن أمواج "الترند".. عندما يتخوّف الصحفي من رد فعل الجمهور!

في زمن أمواج "الترند".. عندما يتخوّف الصحفي من رد فعل الجمهور!

كم مرة يريد فيها الصحفي أن يكتب رأيًا حول قضية ما، على حسابه في فيسبوك أو تويتر، فيفكر ألف مرة قبل أن يفعل ذلك، ليس بسبب خوفه من السلطة إن كان في كلماته جرعاتٍ من الجرأة غير المحمودة في الأعراف السلطوية، أو من رئيس التحرير أن يرى تدوينة أو تغريدة تتعارض مع الخط التحريري للمؤسسة، ولكن تحديدًا من ردة فعل الجمهور الذي يكتب له!

دعونا نتذكر قصة يعرفها المغاربة جيدا، وهي حملة المقاطعة التي انتشرت في الشبكات الاجتماعية عام 2018 ضد ثلاث شركات معروفة. كانت من أنجح الحملات الإلكترونية في تاريخ تعامل المغاربة مع الإنترنت، ووصل صداها إلى البرلمان، وبسببها طلب وزير من الحكومة قبول استقالته بعد خرقه واجب التحفظ إثر تظاهره مع عمال إحدى الشركات المتضررة من الحملة. لكن، وبعيدا عن تفاصيل معروفة لمن تتبع الحملة، هل كان سهلا على أيٍّ كان أن يعلن في فيسبوك أنه يعارض تلك الحملة دون أن يتعرّض لهجوم شديد من بعض المستخدمين، لدرجة أنه قد يُتهم بأنه تلقّى الأموال من الشركات المعنية؟

دعونا لا نصل إلى هذا الحد، فقد صار مجرّدُ طرح تساؤلات في تلك الفترة من قبيل أسباب اختيار شركات بعينها دون أخرى، أو هل الهدف هو محاربة الغلاء أو دفع شركات معيّنة إلى الإفلاس النهائي، أو حتى التشكيك في نجاعة فكرة تروج أنه إذا تمت مقاطعة شاملة لشركة معينة، فالشركات الأخرى المنافسة لها ستخفّض الأسعار، أو حتى إشارتك إلى أن هناك معلومات مغلوطة تماما تنتشر بشكل واسع وقد تعرّض أصحابها للمساءلة القانونية.. كلها تساؤلات قد تجعلك تخرج من دائرة المسحوقين على فيسبوك، وتتحول إلى شريك للوبيات الاقتصادية الحاكمة -حسب الاتهامات الجاهزة- حتى وإن قمت في أوقات متعددة بعمل صحفي أو بكتابة آراء وضعتك من خلالها هذه اللوبيات في قائمة المغضوب عليهم، وحتى إن كنت تتقاسم مع الحملة هدف خلق رأي عام يرفض الاحتكار وخلط التجارة بالسياسة واستنزاف بعض الشركات لموارد البلاد والمنافسة غير الشريفة.

طبعًا ليس بالضرورة أن يكون رأي الصحفي متفَقًا عليه، أو أن يكون أكثر صوابًا من آراء بقية الناس، فهو كذلك قد يخطئ في الاستدلال، وكم مرة أخطأتُ شخصيًا في ذلك، لكن في النهاية، كل الآراء يجب أن تحترم -كما يقال نظريًّا- آراء من يتفقون ومن يختلفون. لكنّ عددًا من الناس -ومنهم عدد من الصحفيين- اختاروا السير مع موجة رأي جارفة في الشبكات الاجتماعية، أو الصمت، أو التعبير عن الرأي كما هو، ولتأتِ التعليقات كما يشتهي أصحابها!

 

تغطية أم ركوب على أمواج الترند؟

لنأخذ زاوية أخرى.. كلمة "ولد الشعب" تُعدّ وصفًا محمودًا للغاية في المغرب، وهي عبارة تُطلق على من عاش في حي شعبي وتربى بين عموم المغاربة البسطاء، ويحسّ بمعاناتهم ويدافع عن قضاياهم المعيشية. صحيح أن هناك الكثير ممّن يستحقها لأنه فعلا "ولد الشعب"، لكنْ تحوّلَ الكثير ممّن يريدون جلب متابعين إلى حساباتهم؛ إلى "أولاد الشعب"، ولذلك ستجد الواحد منهم يساند احتجاجات فئوية لمجموعات لا ينتمي إليها، وأحيانا قد يكون غير مقتنع بمطالبها، لكنه يعلن ذلك حتى يجلب له متعاطفين جددا من هذه المجموعات.

يظهر ذلك أكثر عندما يتعلّق الأمر برأي في قضية تخصّ احتجاجًا فئويًّا، فمثلا أنت مساند دائم لاحتجاجات فئة معينة من أجل تحسين وضعها المعنوي والمادي، وأعلنتَ رفضك التام لأيّ اعتداء أو تنقيص من قيمة أفرادها، لكن في يومٍ ما أدنتَ سلوكا غير مقبول قام به أحدهم، أو أكدت أنك غير موافق على مطلب جديد لهم.. عندها ستجد منهم من يتقبّل رأيك بل ويتقاسمه معك، وستجد من يهاجمك وينسى كل مواقفك السابقة.

هذا الوضع دفع بصحفيٍّ أعرفه إلى الإعلان أن هناك مهنًا لا ينفع نقد سلوكيات أصحابها، وأنه أحيانًا يكون نقد السلطة أسهل بكثير، عكس مهنة الصحافة مثلا التي تُعدّ آخر ميدان يعمل أصحابه بمنطق "التضامن الجماعي" عندما يتعلق الأمر بانتقاد أحدهم، حتى وصل الأمر في دول كثيرة، بتخصص نوع من "الصحافة" في التشهير "لا النقد" بالصحافة التي لها رأي مستقل عن السلطة، بل والتحريض على اعتقال الصحفيين المستقلين وتوثيق عملية الاعتقال كما يحصل عندنا في المغرب.

لنعد إلى موضوعنا.. البعض يصف ما يجري بأنه "دكتاتورية الشبكات الاجتماعية"، لكنّ لي شخصيا تحفُّظا على هذا الوصف لأن الأمر لا يصل هذا الحد، ولا يمكن مقارنته بأدوات التضييق التي تمارسها السلطة عندما يصل النقد إلى مواضيع وشخصيات معينة، فعلى الأقل لا يتوفر المستخدمون على محاكم وسجون!

 

ضرورات إعلامية؟

في زمن صار فيه النجاح الإعلامي مرادفًا لعدد المتابعين على الشبكات الاجتماعية، ولكمّ انتشار القصص التي تنشرها المؤسسة الصحفية، تسرّبت الكثير من العادات المضرة بأهداف الصحافة، لدرجة أنك ستجد اليوم عدة تقارير منشورة في مؤسسات صحفية، لا أحد في هيئة تحريرها مقتنع بها، لكنها ضرورية لتنشيط الصفحة على فيسبوك مثلا.

وتأتي أخبار المنوعات في المقدمة، وكذلك بعض المتابعات لضجة حاصلة على الشبكات الاجتماعية -معروفة باسم "buzz"- وهي ضجة لا تكون دومًا إيجابية. وكذلك عندما يتعلّق الأمر بتغطية موغلة في العاطفية لحملة على المواقع الاجتماعية، بحيث يتخلّى الصحفي عن المسافة اللازمة ويتبنى الحملة كما لو أنه هو من أطلقها، وهذا أمر لا مانع منه إن كانت الحملة تعبّر عن حق رئيسي من حقوق الإنسان، كحملات التنديد بانتهاكات حق التعبير، ولكن ما القول إن كانت الحملة موغلة في الشعبوية، لا علاقة لها بالصالح العام وإن توهّم بعض أصحابها ذلك؟

ثمة مثال آخر يوضح أنه ليس كل الحملات تستحق تغطيتها، وهو ما يتعلق بحملات تنهل من الحساسيات العرقية. هل تتذكرون مثلا عدة تقارير صحفية قالت إن هناك وَسْمًا تحت مسمى "لستم عربًا"، وقيل إنها حرب بين سكان المشرق وسكان المغرب الكبير؟ الواقع أن الأمر كان مجرد فرقعة إلكترونية من حسابات معينة، لخلق رد فعل على فعل ضعيف للغاية، وكانت النتيجة المزيد من الحساسيات التي نحن في غنى عنها.

جعلُ الهدف الإعلامي على الشبكات الاجتماعية مرتبطًا بمدى تحقيق المنشورات لأكبر قدر من المشاركة، يؤدي إلى "ضغط لأجل خلق المزيد من تغطية تنهل من الدراما والإثارة، وكذلك إلى تقييد المساحة المعطاة لآراء متنوعة ولأصوات الأقليات"، كما تشير شبكة الصحافة الأخلاقية (1). وتضيف: "في هذا الوضع، تصير الحقائق أقلّ أهمية من تصريحات تثير أجوبة عاطفية. ونتيجة لذلك، تصير هناك فرص أكبر لاستغلال فضاءات المعلومات العامة من السياسيين الشعبويين". وتستدل الشبكة على ذلك بأن "الرسائل الانفعالية أثرت على النقاش الجماعي أكثر من الرسائل العقلانية".

 

أين هي الصورة الكاملة؟

يمكننا الاستفادة هنا ممّا قاله الباحث في معهد رويترز للدراسات الصحفية روبرت جي. بيكارد، حول الأخطاء الصحفية في تغطية السياسيين الشعبويين (صحيح أنه ليس موضوعَ المقال، لكن هناك قواسم مشتركة). فقد ذكر أن الإخفاق في التغطية الصحفية للأحداث الشعبوية قد يتجلّى حتى في دقتها، بمعنى "أن الصحفي ينقل ما قيل تمامًا، غير أنّ القصة الصحفية لا تقدم الصورة الدقيقة للمتلقي.. عندما تكون القصص مليئة بأحكام مبنية على الأكاذيب والمعلومات المضللة، دون أن يتم وضعها محلّ تساؤل من لدن الصحفي.. جزء من الجمهور سيقبل هذه التأكيدات على أنها صادقة" (2).

هل يمكن للصحفي، في غمرة حالة الغضب التي طالت الشبكات الاجتماعية ردا على الموقف الرسمي الفرنسي الذي شجع مجلة "شارلي إيبدو" على الاستمرار في الرسوم الساخرة من النبي محمد (ص)، أن يعطي صورة كاملة عن أضرار الدعوات إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وتأثيرها على سوق العمل الضعيف أصلا في بلاده؟ هل يمكنه أن يعطي أرقاما دقيقة عن الصادرات الفرنسية التي لا تعتمد بشكل أساسي على الصناعات الغذائية الاستهلاكية القابلة للمقاطعة السريعة؟ قد يقوم بذلك، لكن مقاله لن يكون موضع ترحيب في زمن الترند ضد المنتجات الفرنسية، عكس ما سيكون عليه الحال لو اقتصر في مقاله على ذكر الأضرار التي ستتكبدها فرنسا، وبالطبع مع وضع عنوان عاطفي وصورة مشحونة بالعواطف، ولا مانع حتى أن يبالغ في تقدير هذه الأضرار لمزيد من حث الآخرين على ضغط زر "المشاركة" (share)، علما بأن سلاح المقاطعة الاقتصادية يبقى عموما سلاحا متحضرا وسلميا، وله ما يسنده من دلائل وآراء.

 

هل ينفع الصمت؟

للنشاط الصحفي على المواقع الاجتماعية أهمية مهنية، إذ تشير دراسة إلى أنه يؤثر على تصور الجمهور الشاب للجانب الشخصي لدى الصحفي بشكل إيجابي، رغم أن الدراسة تعترف بأن هذا التفاعل له تأثير سلبي على تصوّرات هذا الجمهور للجانب المهني: "الصحفيون الذين يتفاعلون مع المعلّقين بملاحظات، يكونون محبوبين أكثر على الجانب الشخصي، لكن بالنسبة للبعد المهني، يُنظر لهم على أنهم أقل مهنية من غيرهم" (3).

لكن، هل ينفع الصمت هنا؟ في نظري الخاص، يخطئ العديد من الصحفيين عندما يفتحون حسابهم للجميع من أجل المتابعة، ثم يحوّلونه إلى فضاء للمزاح والمرح مع غياب تام لتوظيف رأسمالهم المهني سواء في الإخبار أو في التعليق على أحداث جارية. صحيح أن هناك من ترفض مؤسسته الصحفية أن يكون له رأي عام ما، وهي ممارسة تدعمها عدد من المؤسسات الغربية وفيها جدل مهني، لكن هذه الحسابات الاجتماعية لها كذلك أهميتها في الممارسة الصحفية، في وقت سحبت فيه الشبكات الاجتماعية البساط من مؤسسات الإعلام التقليدي (4).

غير أن تفاعل الصحفيين مع مواضيع الترند يجب أن يتم دائمًا حسب قناعاتهم المهنية وحسب القواعد المهنية الصحفية، لا حسبَ ما يُريده الاتجاه السائد بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية. وهناك أمر أساسي قد يُغفل عنه، أن هناك الكثير من المستخدمين ممّن يرغبون في معرفة الصورة الكاملة بشكل عقلاني، وهناك منهم من يتجاوزون الصحفي خبرة في بعض المواضيع التي تتصدر الترند، وهم على أتم الاستعداد لتصحيح معلوماته، خاصة في ظل التنافس الواقع بين الصحفيين وعدد من نشطاء الإنترنت في وظائف الإخبار والتحليل. كما أن الصحفي الذي يحافظ على اتجاهه الموضوعي، يربح أشياء كثيرة أكثر مما يخسر، أهمها التمسك بمسؤوليته في تغطية عقلانية تحاول الوصول إلى الحقائق وإلى الصورة الكاملة.

 

 

 

مراجع:

 1)

Media Crisis and the Rise of Populism

 https://ethicaljournalismnetwork.org/resources/publications/ethical-journalism/rise-of-populism

2)

Journalism, Populism and the Future of Democracy, Keynote speech of Robert G. Picard, Reuters Institute, University of Oxford, to the 40th Anniversary Symposium of the Institut für Journalistik, Technische Universität Dortmund, October 28, 2016.

http://www.robertpicard.net/yahoo_site_admin/assets/docs/Journpopulismdemocracy.29964414.pdf

3)

The Double‐Edged Sword: The Effects of Journalists' Social Media Activities on Audience Perceptions of Journalists and Their News Products- Jayeon Lee

https://doi.org/10.1111/jcc4.12113

4)

كيف أصبحت الصحافة تحت رحمة الشبكات الاجتماعية؟ إسماعيل عزام

https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1032

 

More Articles

What happened when I asked ChatGPT to write my article

It got quite a lot right, and quite a lot very, very wrong

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 22 May, 2023
Shireen Abu Akleh’s forgotten murder

Over the past year, many in the media profession in the US have deliberately chosen to forget the assassination of their colleague

Mitrovica
Andrew Mitrovica Published on: 11 May, 2023
The correspondent's job: Ask people, don't tell them

Should foreign correspondents and their media organisations ever take a stand on another country’s political divisions?

Ilya
Ilya U Topper Published on: 8 May, 2023
Why won’t Zimbabwe’s media report truthfully on the Gold Mafia?

When it comes to government corruption, mainstream media only reports what the government tells it to - as can be seen by their response to a damning Al Jazeera documentary

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 16 Apr, 2023
A ‘culture of fear’ - the scourge of racism in UK newsrooms

Always ready to expose prejudice and hypocrisy within political and social elites, the bosses of Britain’s newsrooms have completely failed to address their own

Aidan
Aidan White Published on: 9 Apr, 2023
Is the media responsible for the Auckland violence?

The media is failing to adhere to well-founded principles of journalism in its coverage of transgender issues. Violence is the result

Nina Montagu-Smith
Nina Montagu-Smith Published on: 27 Mar, 2023
How do we decolonise journalism?

It is our place as journalists to lead the way in challenging oppressive social and political structures - here’s how to do it

Haroon Khalid
Haroon Khalid Published on: 14 Mar, 2023
Turkish media is trapped under the rubble

Turkey has suffered one of the gravest humanitarian disasters in its history, but still the media cannot seem to disengage from political polarisation

Yusuf Göktaş Published on: 2 Mar, 2023
Climate journalism is growing up

Environmental coverage is moving on from panic-inducing warnings about global warming to the more constructive, solutions-based approach of climate journalism

Abeer Khan Published on: 27 Feb, 2023
Why are British police arresting journalists?

UK police forces increasingly regard criticism from the media as a ‘war on policing’. Journalists are being harassed, accused of crimes and arrested as a result

Rebecca
Rebecca Tidy Published on: 23 Feb, 2023
Covering a natural disaster - a time for credible and useful journalism

How should journalists set about covering the earthquakes in Turkey and Syria without adding to the trauma of victims? 

Aidan
Aidan White Published on: 7 Feb, 2023
When will this epidemic of dead and dying journalists come to an end?

Journalists are being targeted and killed in greater numbers than ever before. What will it take to get our leaders to act?

Nina Montagu-Smith
Nina Montagu-Smith Published on: 25 Jan, 2023
Has the media enabled a new age of scientific misinformation?

Social media and complex AI newsroom tools have produced a toxic environment in which dangerous misinformation is flourishing

Safina
Safina Nabi Published on: 23 Jan, 2023
‘Border jumpers’ and ‘spreaders of disease’ - how South African media incites racial hatred

The evidence that mass violence and vigilante killings have been sparked by the media in South Africa is undeniable

Danmore
Danmore Chuma Published on: 16 Jan, 2023
Julian Assange is no hero among journalists

A record number of journalists are languishing in prisons around the world, yet Assange is constantly held up as a poster boy for this type of injustice. There are far more deserving candidates

Nina Montagu-Smith
Nina Montagu-Smith Published on: 10 Jan, 2023
Is it time to ditch the word ‘fixer’?

A large part of the work associated with foreign correspondents is actually carried out by local journalists who are rarely credited - they work in the shadows

Ana
Ana P Santos Published on: 22 Dec, 2022
Morocco was the World Cup feel-good story we needed

Scenes of players frolicking on the pitch with their mothers were more than enough for me

Soraya Salam
Soraya Salam Published on: 19 Dec, 2022
In appreciation of sports journalists

The common perception of sports journalists as mere entertainment reporters is far from the full story

Nina Montagu-Smith
Nina Montagu-Smith Published on: 15 Dec, 2022
Sexual harassment in African newsrooms is a scourge on journalism

Well over half of women journalists in Africa have been subjected to sexual harassment, abuse or victimisation in news rooms. It’s time to crack down

Philip Obaji Jr
Philip Obaji Jr Published on: 12 Dec, 2022
Drone wars have removed our ability to report the horrors of conflict

What is the future for journalism in the ‘third drone age’? Full of manipulated news, most likely

Pauline Canham
Pauline Canham Published on: 8 Dec, 2022
America and Israel are partners in denial of justice for journalists 

Both countries have a disgraceful history of disregard for the rights of media staff who are the victims of violence, particularly in conflict zones

Aidan
Aidan White Published on: 27 Nov, 2022
On Zimbabwean journalists and American democracy

A Zimbabwean journalist invited by the US embassy in Harare to ‘monitor’ the US Midterms has been labelled a ‘Western spy’ by some people at home

Derick M
Derick Matsengarwodzi Published on: 14 Nov, 2022
Why Western media makes this football fan so uneasy

Criticism of Qatar in the lead up to the World Cup was always a given. But some of the hypocrisy on display is something else

Nina Montagu-Smith
Nina Montagu-Smith Published on: 27 Oct, 2022
The problem with foreign correspondents - wherever they may hail from

It’s good that the BBC recognises the value of not just sending white, British journalists to cover the internal affairs of other countries. But why send an Africa reporter to cover Pakistan?

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 25 Oct, 2022