في زمن أمواج "الترند".. عندما يتخوّف الصحفي من رد فعل الجمهور!

كم مرة يريد فيها الصحفي أن يكتب رأيًا حول قضية ما، على حسابه في فيسبوك أو تويتر، فيفكر ألف مرة قبل أن يفعل ذلك، ليس بسبب خوفه من السلطة إن كان في كلماته جرعاتٍ من الجرأة غير المحمودة في الأعراف السلطوية، أو من رئيس التحرير أن يرى تدوينة أو تغريدة تتعارض مع الخط التحريري للمؤسسة، ولكن تحديدًا من ردة فعل الجمهور الذي يكتب له!

دعونا نتذكر قصة يعرفها المغاربة جيدا، وهي حملة المقاطعة التي انتشرت في الشبكات الاجتماعية عام 2018 ضد ثلاث شركات معروفة. كانت من أنجح الحملات الإلكترونية في تاريخ تعامل المغاربة مع الإنترنت، ووصل صداها إلى البرلمان، وبسببها طلب وزير من الحكومة قبول استقالته بعد خرقه واجب التحفظ إثر تظاهره مع عمال إحدى الشركات المتضررة من الحملة. لكن، وبعيدا عن تفاصيل معروفة لمن تتبع الحملة، هل كان سهلا على أيٍّ كان أن يعلن في فيسبوك أنه يعارض تلك الحملة دون أن يتعرّض لهجوم شديد من بعض المستخدمين، لدرجة أنه قد يُتهم بأنه تلقّى الأموال من الشركات المعنية؟

دعونا لا نصل إلى هذا الحد، فقد صار مجرّدُ طرح تساؤلات في تلك الفترة من قبيل أسباب اختيار شركات بعينها دون أخرى، أو هل الهدف هو محاربة الغلاء أو دفع شركات معيّنة إلى الإفلاس النهائي، أو حتى التشكيك في نجاعة فكرة تروج أنه إذا تمت مقاطعة شاملة لشركة معينة، فالشركات الأخرى المنافسة لها ستخفّض الأسعار، أو حتى إشارتك إلى أن هناك معلومات مغلوطة تماما تنتشر بشكل واسع وقد تعرّض أصحابها للمساءلة القانونية.. كلها تساؤلات قد تجعلك تخرج من دائرة المسحوقين على فيسبوك، وتتحول إلى شريك للوبيات الاقتصادية الحاكمة -حسب الاتهامات الجاهزة- حتى وإن قمت في أوقات متعددة بعمل صحفي أو بكتابة آراء وضعتك من خلالها هذه اللوبيات في قائمة المغضوب عليهم، وحتى إن كنت تتقاسم مع الحملة هدف خلق رأي عام يرفض الاحتكار وخلط التجارة بالسياسة واستنزاف بعض الشركات لموارد البلاد والمنافسة غير الشريفة.

طبعًا ليس بالضرورة أن يكون رأي الصحفي متفَقًا عليه، أو أن يكون أكثر صوابًا من آراء بقية الناس، فهو كذلك قد يخطئ في الاستدلال، وكم مرة أخطأتُ شخصيًا في ذلك، لكن في النهاية، كل الآراء يجب أن تحترم -كما يقال نظريًّا- آراء من يتفقون ومن يختلفون. لكنّ عددًا من الناس -ومنهم عدد من الصحفيين- اختاروا السير مع موجة رأي جارفة في الشبكات الاجتماعية، أو الصمت، أو التعبير عن الرأي كما هو، ولتأتِ التعليقات كما يشتهي أصحابها!

 

تغطية أم ركوب على أمواج الترند؟

لنأخذ زاوية أخرى.. كلمة "ولد الشعب" تُعدّ وصفًا محمودًا للغاية في المغرب، وهي عبارة تُطلق على من عاش في حي شعبي وتربى بين عموم المغاربة البسطاء، ويحسّ بمعاناتهم ويدافع عن قضاياهم المعيشية. صحيح أن هناك الكثير ممّن يستحقها لأنه فعلا "ولد الشعب"، لكنْ تحوّلَ الكثير ممّن يريدون جلب متابعين إلى حساباتهم؛ إلى "أولاد الشعب"، ولذلك ستجد الواحد منهم يساند احتجاجات فئوية لمجموعات لا ينتمي إليها، وأحيانا قد يكون غير مقتنع بمطالبها، لكنه يعلن ذلك حتى يجلب له متعاطفين جددا من هذه المجموعات.

يظهر ذلك أكثر عندما يتعلّق الأمر برأي في قضية تخصّ احتجاجًا فئويًّا، فمثلا أنت مساند دائم لاحتجاجات فئة معينة من أجل تحسين وضعها المعنوي والمادي، وأعلنتَ رفضك التام لأيّ اعتداء أو تنقيص من قيمة أفرادها، لكن في يومٍ ما أدنتَ سلوكا غير مقبول قام به أحدهم، أو أكدت أنك غير موافق على مطلب جديد لهم.. عندها ستجد منهم من يتقبّل رأيك بل ويتقاسمه معك، وستجد من يهاجمك وينسى كل مواقفك السابقة.

هذا الوضع دفع بصحفيٍّ أعرفه إلى الإعلان أن هناك مهنًا لا ينفع نقد سلوكيات أصحابها، وأنه أحيانًا يكون نقد السلطة أسهل بكثير، عكس مهنة الصحافة مثلا التي تُعدّ آخر ميدان يعمل أصحابه بمنطق "التضامن الجماعي" عندما يتعلق الأمر بانتقاد أحدهم، حتى وصل الأمر في دول كثيرة، بتخصص نوع من "الصحافة" في التشهير "لا النقد" بالصحافة التي لها رأي مستقل عن السلطة، بل والتحريض على اعتقال الصحفيين المستقلين وتوثيق عملية الاعتقال كما يحصل عندنا في المغرب.

لنعد إلى موضوعنا.. البعض يصف ما يجري بأنه "دكتاتورية الشبكات الاجتماعية"، لكنّ لي شخصيا تحفُّظا على هذا الوصف لأن الأمر لا يصل هذا الحد، ولا يمكن مقارنته بأدوات التضييق التي تمارسها السلطة عندما يصل النقد إلى مواضيع وشخصيات معينة، فعلى الأقل لا يتوفر المستخدمون على محاكم وسجون!

 

ضرورات إعلامية؟

في زمن صار فيه النجاح الإعلامي مرادفًا لعدد المتابعين على الشبكات الاجتماعية، ولكمّ انتشار القصص التي تنشرها المؤسسة الصحفية، تسرّبت الكثير من العادات المضرة بأهداف الصحافة، لدرجة أنك ستجد اليوم عدة تقارير منشورة في مؤسسات صحفية، لا أحد في هيئة تحريرها مقتنع بها، لكنها ضرورية لتنشيط الصفحة على فيسبوك مثلا.

وتأتي أخبار المنوعات في المقدمة، وكذلك بعض المتابعات لضجة حاصلة على الشبكات الاجتماعية -معروفة باسم "buzz"- وهي ضجة لا تكون دومًا إيجابية. وكذلك عندما يتعلّق الأمر بتغطية موغلة في العاطفية لحملة على المواقع الاجتماعية، بحيث يتخلّى الصحفي عن المسافة اللازمة ويتبنى الحملة كما لو أنه هو من أطلقها، وهذا أمر لا مانع منه إن كانت الحملة تعبّر عن حق رئيسي من حقوق الإنسان، كحملات التنديد بانتهاكات حق التعبير، ولكن ما القول إن كانت الحملة موغلة في الشعبوية، لا علاقة لها بالصالح العام وإن توهّم بعض أصحابها ذلك؟

ثمة مثال آخر يوضح أنه ليس كل الحملات تستحق تغطيتها، وهو ما يتعلق بحملات تنهل من الحساسيات العرقية. هل تتذكرون مثلا عدة تقارير صحفية قالت إن هناك وَسْمًا تحت مسمى "لستم عربًا"، وقيل إنها حرب بين سكان المشرق وسكان المغرب الكبير؟ الواقع أن الأمر كان مجرد فرقعة إلكترونية من حسابات معينة، لخلق رد فعل على فعل ضعيف للغاية، وكانت النتيجة المزيد من الحساسيات التي نحن في غنى عنها.

جعلُ الهدف الإعلامي على الشبكات الاجتماعية مرتبطًا بمدى تحقيق المنشورات لأكبر قدر من المشاركة، يؤدي إلى "ضغط لأجل خلق المزيد من تغطية تنهل من الدراما والإثارة، وكذلك إلى تقييد المساحة المعطاة لآراء متنوعة ولأصوات الأقليات"، كما تشير شبكة الصحافة الأخلاقية (1). وتضيف: "في هذا الوضع، تصير الحقائق أقلّ أهمية من تصريحات تثير أجوبة عاطفية. ونتيجة لذلك، تصير هناك فرص أكبر لاستغلال فضاءات المعلومات العامة من السياسيين الشعبويين". وتستدل الشبكة على ذلك بأن "الرسائل الانفعالية أثرت على النقاش الجماعي أكثر من الرسائل العقلانية".

 

أين هي الصورة الكاملة؟

يمكننا الاستفادة هنا ممّا قاله الباحث في معهد رويترز للدراسات الصحفية روبرت جي. بيكارد، حول الأخطاء الصحفية في تغطية السياسيين الشعبويين (صحيح أنه ليس موضوعَ المقال، لكن هناك قواسم مشتركة). فقد ذكر أن الإخفاق في التغطية الصحفية للأحداث الشعبوية قد يتجلّى حتى في دقتها، بمعنى "أن الصحفي ينقل ما قيل تمامًا، غير أنّ القصة الصحفية لا تقدم الصورة الدقيقة للمتلقي.. عندما تكون القصص مليئة بأحكام مبنية على الأكاذيب والمعلومات المضللة، دون أن يتم وضعها محلّ تساؤل من لدن الصحفي.. جزء من الجمهور سيقبل هذه التأكيدات على أنها صادقة" (2).

هل يمكن للصحفي، في غمرة حالة الغضب التي طالت الشبكات الاجتماعية ردا على الموقف الرسمي الفرنسي الذي شجع مجلة "شارلي إيبدو" على الاستمرار في الرسوم الساخرة من النبي محمد (ص)، أن يعطي صورة كاملة عن أضرار الدعوات إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وتأثيرها على سوق العمل الضعيف أصلا في بلاده؟ هل يمكنه أن يعطي أرقاما دقيقة عن الصادرات الفرنسية التي لا تعتمد بشكل أساسي على الصناعات الغذائية الاستهلاكية القابلة للمقاطعة السريعة؟ قد يقوم بذلك، لكن مقاله لن يكون موضع ترحيب في زمن الترند ضد المنتجات الفرنسية، عكس ما سيكون عليه الحال لو اقتصر في مقاله على ذكر الأضرار التي ستتكبدها فرنسا، وبالطبع مع وضع عنوان عاطفي وصورة مشحونة بالعواطف، ولا مانع حتى أن يبالغ في تقدير هذه الأضرار لمزيد من حث الآخرين على ضغط زر "المشاركة" (share)، علما بأن سلاح المقاطعة الاقتصادية يبقى عموما سلاحا متحضرا وسلميا، وله ما يسنده من دلائل وآراء.

 

هل ينفع الصمت؟

للنشاط الصحفي على المواقع الاجتماعية أهمية مهنية، إذ تشير دراسة إلى أنه يؤثر على تصور الجمهور الشاب للجانب الشخصي لدى الصحفي بشكل إيجابي، رغم أن الدراسة تعترف بأن هذا التفاعل له تأثير سلبي على تصوّرات هذا الجمهور للجانب المهني: "الصحفيون الذين يتفاعلون مع المعلّقين بملاحظات، يكونون محبوبين أكثر على الجانب الشخصي، لكن بالنسبة للبعد المهني، يُنظر لهم على أنهم أقل مهنية من غيرهم" (3).

لكن، هل ينفع الصمت هنا؟ في نظري الخاص، يخطئ العديد من الصحفيين عندما يفتحون حسابهم للجميع من أجل المتابعة، ثم يحوّلونه إلى فضاء للمزاح والمرح مع غياب تام لتوظيف رأسمالهم المهني سواء في الإخبار أو في التعليق على أحداث جارية. صحيح أن هناك من ترفض مؤسسته الصحفية أن يكون له رأي عام ما، وهي ممارسة تدعمها عدد من المؤسسات الغربية وفيها جدل مهني، لكن هذه الحسابات الاجتماعية لها كذلك أهميتها في الممارسة الصحفية، في وقت سحبت فيه الشبكات الاجتماعية البساط من مؤسسات الإعلام التقليدي (4).

غير أن تفاعل الصحفيين مع مواضيع الترند يجب أن يتم دائمًا حسب قناعاتهم المهنية وحسب القواعد المهنية الصحفية، لا حسبَ ما يُريده الاتجاه السائد بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية. وهناك أمر أساسي قد يُغفل عنه، أن هناك الكثير من المستخدمين ممّن يرغبون في معرفة الصورة الكاملة بشكل عقلاني، وهناك منهم من يتجاوزون الصحفي خبرة في بعض المواضيع التي تتصدر الترند، وهم على أتم الاستعداد لتصحيح معلوماته، خاصة في ظل التنافس الواقع بين الصحفيين وعدد من نشطاء الإنترنت في وظائف الإخبار والتحليل. كما أن الصحفي الذي يحافظ على اتجاهه الموضوعي، يربح أشياء كثيرة أكثر مما يخسر، أهمها التمسك بمسؤوليته في تغطية عقلانية تحاول الوصول إلى الحقائق وإلى الصورة الكاملة.

 

 

 

مراجع:

 1)

Media Crisis and the Rise of Populism

 https://ethicaljournalismnetwork.org/resources/publications/ethical-journalism/rise-of-populism

2)

Journalism, Populism and the Future of Democracy, Keynote speech of Robert G. Picard, Reuters Institute, University of Oxford, to the 40th Anniversary Symposium of the Institut für Journalistik, Technische Universität Dortmund, October 28, 2016.

http://www.robertpicard.net/yahoo_site_admin/assets/docs/Journpopulismdemocracy.29964414.pdf

3)

The Double‐Edged Sword: The Effects of Journalists' Social Media Activities on Audience Perceptions of Journalists and Their News Products- Jayeon Lee

https://doi.org/10.1111/jcc4.12113

4)

كيف أصبحت الصحافة تحت رحمة الشبكات الاجتماعية؟ إسماعيل عزام

https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1032

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024