محنة الصحافة المكتوبة في السالفادور

محنة الصحافة المكتوبة في السالفادور

ترجمة: فكري سوسان

 

وصل أنتونيو إرنستو مارتينيث إلى مطار "يوبانغو" بمدينة سان سلفادور، والتقى بحشد من الناس بلباس أبيض. كانوا ينتظرون، وهم متحمسون للغاية، هبوطَ الطائرة التي كانت تنقُل، من غواتيمالا إلى السلفادور، البابا يوحنا بولس الثاني؛ أعلى سلطة في الكنيسة الكاثوليكية. كان ذلك في يوم الخميس 8 شباط/فبراير 1996، وكانت أول تغطية له بصفته مصورا صحفيا -إذ ما يزال طالبا جامعيا-، ولم يكن يتوفر سوى على اختيارين: إما أن ينجح عبر تزويد الصحيفة بمادة قابلة للنشر ليبرهن على أنه يستطيع ممارسة المهنة باحترافية، وإما أن يذهب عمله أدراج الرياح مثل مبتدئ متوتر الأعصاب، وهذا ما كان يظنه البعض.

 

 

 

لكنه نجح في مهمته.

مضت 25 سنة، بين صباح ذلك الخميس ومساء يوم 14 تموز/يوليو 2021، من حياة صحفية مفعمة بالأحداث والوقائع؛ خلال تلك الفترة استطاع أن يغطي عمليات السطو على البنوك، والمواجهات المسلحة بين بائعي الأسواق والحرس البلدي، والزلازل والكوارث الطبيعية، والمظاهرات الشعبية العنيفة، وبداية الحرب بين العصابتين "باريو 18"  و"مارا سلفاتروشا (أم أس-13)" ، إضافة إلى أخبار يومية أخرى من بلد يُعَدّ من بين أعنف بلدان أمريكا اللاتينية.

كما عاش أفظع ظروف العوز والهشاشة التي أجبرته على إنجاز مشروع تجاري صغير مع زوجته لإعالة أطفاله، وترك دراسته الجامعية وتعرض للسرقة مرتين من طرف لصوص سرقوا كاميرته.

كان يقول: "لطالما أخبرت عائلتي أن الراتب سيتحسن يوما ما، لكن ذلك لم يحدث قط". وتذكر لاحقا أنه تم تسريحه مع 67 موظفا آخر بسبب إغلاق الطبعة الورقية.

"إل دياريو دي أوي" ، و"لا برينسا غرافكا"، و"دياريو  إل موندو" ، و"دياريو كو لاتينو" ، هي أكبر وأقدم أربع صحف ورقية في السلفادور، دخلت في الفترة بين 2011 و2017 في أزمة اقتصادية طويلة وعميقة على ما يبدو؛ نتيجة انخفاض إيراداتها  من مبيعات المساحات الإعلامية والنسخ في الشوارع؛ مما أدى إلى تسريح جماعي للصحفيين الأكثر أجرة وخبرة، وتدني مستوى المادة الصحفية المقدمة لقرائها. 

 ويعكس هذا المقال، الذي يستند إلى تحليل لـ 42 بيانا ماليا، أن النموذج التجاري بدأ يتقهقر بشكل بطيء ولكن دون انقطاع بين 2008 و2009، مع انخفاض معدل مبيعات المساحات الإعلانية، وفي سنة 2003 تم توسيع نطاقه ليشمل مبيعات النسخ والاشتراكات، وفي سنة 2017 صرحت أكبر شركتين عن خسائر تتراوح ما بين 600 ألف و2.6 مليون دولار، ومع بداية سنة 2020 أعلنت أصغر شركة عن نهاية الطبعة الورقية نتيجة التعثرات الاقتصادية المعتادة.

 

"إل دياريو دي أوي"

 

أسس نابليون فييرا ألتاميرانو، في أيار/مايو 1936 "إل دياريو دي أوي"، والتي تميزت منذ منشوراتها الأولى بالترويج والدفاع عن أفكار محافظة أخلاقيا ولكن ليبرالية اقتصاديا. في نهاية السبعينات من القرن العشرين، تولى إنريكي ألتاميرانو مادريز القيادة وواصل الخط الأيديولوجي الذي رسمه والده ليصبح عدوا لـ"جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني" التي حاولت قتله عدة مرات. وفي منتصف التسعينات، تم تحديث الصحيفة على مستوى التحرير، وكذا تم تعزيز أسلوبها التجاري. ويقودها حاليا فابريسيو ألتاميرانو باسيل، حفيد المؤسس ونجل إنريكي.
 

في العام 2007، أفادت الصحيفة أن إجمالي الإيرادات بلغ 43.1 مليون دولار، والذي ظل ثابتا حتى العام 2010 عندما هبط إلى 35.4 مليون دولار.  بعد حوالي 24 شهرا، أصبحت 99.99 بالمئة من الأسهم تحت سيطرة شركة "مايفير كابيتال"، وهي شركة مقرها في بنما. هذه استراتيجية متكررة بين عائلات كبار رجال الأعمال السلفادوريين لدفع ضرائب أقل على الأرباح وتجنب الضرائب الأخرى.

وفي العام 2013 بلغ مجموع إيراداتها 32.9 مليون دولار، وسجلت في السنوات التالية انخفاضا مطردا تراوح بين 1 و2 مليون دولار، إلى أن بلغت الخسائر في العام 2017 مبلغ 666 ألف دولار.

ما بين عامي 2007 و2019 انتقل إجمالي إيراداتها سنويا من 43 إلى 19 مليون دولار؛ ما يعني انخفاضا بـ 24 مليون دولار.

في العام 2007 أبلغت عن مبيعات للنسخ تقدر بمبلغ 10.2 مليون دولار، وفي السنوات الخمس التالية ظلت على حالها إلى أن بدأت في الانخفاض إلى مليون دولار في الحد الأقصى ومئة ألف دولار في الحد الأدنى ؛ ففي العام 2013، حققت 9.7 مليون دولار، إلى أن وصلت العام 2019 إلى 5.7 مليون دولار.

في 2019 و2020، طُرِدَ 31 صحفيا من "إل دياريو دي أوي"، وفقا لتقرير صادر عن جمعية صحفيي السلفادور.  وفي وقت لاحق، أعيد تشغيل بعض هؤلاء الصحفيين ولكن بأجور ضعيفة. وما تزال مناصب شغل أخرى مجمدة.

 

"لا برينسا غرافكا" 

 

في أيار/مايو/ 1915 أسس الأخوان أنطونيو وخوسيه دوتريث صحيفة "لا برينسا غرافكا"، التي، على الرغم من اعتدالها، فقد كان خط تحريرها محافظا أخلاقيا ودينيا وليبراليا اقتصاديا. وبعد توقيع اتفاقات السلام، شرعت الصحيفة في عملية تحديث استراتيجية التحرير، وعلى خطى منافسه الرئيسي "إل دياريو دي أوي"، راهن لفترة قصيرة على الصحافة الاستقصائية. 

وبين عامي 2007 و2016، تراوح إجمالي إيراداتها السنوية بين 39 مليون دولار و32 مليون دولار، غير أنه انخفض في السنوات الثلاث 2017 و2018 و2019 إلى 29.2 مليون دولار و27.2 مليون دولار و23.2 مليون دولار على التوالي.

ومن 2007 إلى 2019، انخفض إجمالي إيراداتها من 39.2 مليون دولار إلى 23.2 مليون دولار؛ أي أقل بمقدار 16 مليون دولار.

لقد سجلت الصحيفة هبوطا واضحا في إيراداتها الإشهارية/الإعلانية؛ ففي عامي 2007 و2008 كانت هذه الإيرادات تبلغ 28 مليون دولار، وفي الفترة بين عامي 2009 و2016 انخفضت من 22 مليون دولار إلى 18 مليون دولار، وبين عامي 2017 و2019، تراوحت قيمتها بين 15.6 و11.3 مليون دولار.

وبعبارة أخرى، انخفضت إيراداتها من مبيعات المساحات الإعلانية، بين عامي 2007 و2019، بمقدار النصف.

وفي العام 2017، أبلغت بالإضافة إلى ذلك عن خسائر بلغت 2.6 مليون دولار، وفي 2018 بلغت الخسائر 605 آلاف دولار، وفي 2019 بلغت 1.7 مليون دولار.

وخفَّضَت الصحيفة من مجموع عامليها؛ إذ انخفض العدد من 759 في ميزانيتها المالية للعام 2007 إلى 634 في العام 2008، وزاد إلى 636 في العام 2011. وفي العام 2018، وفقا لتقرير جمعية صحفيي السلفادور، سرّحت "لا برينسا غرافكا" 120 صحفيا، وفي العام التالي، سرحت أكثر من 20.

كانت سوسانا بينيات واحدة من الصحفيين الذين سُرِّحوا في العام 2019. وقتئذ، كان راتبها، في فئة المحرر المساعد، 700 دولار. تقول بينيات في حديث مع "مجلة الصحافة: "لم يكن لديهم أي مال، وقالوا إنهم سيقلصون من عدد العاملين". بعد رحيلها، تم التعاقد مع صحفي جديد في منصب المحرر الرئيسي يوكل إليه القيام بنفس المهام اليومية؛ إذ يبدأ عادة في الثامنة صباحا وينتهي بين العاشرة والحادية عشرة ليلا، ولكن براتب شهري يقل عن 500 دولار!

وأوضحت: "كانوا بحاجة إلى تشغيل عاملين برواتب منخفضة؛ لأنه من المفترض أن راتبي كان عاليا".

LPG

 

"دياريو إل موندو" 

 

في شباط/فبراير 1967، أسس خوان خوسيه بورخا ناثان "دياريو إل موندو"، وخطها الأيديولوجي كان محافظا، كما أن مالكيها؛ من مثل أسرتي ألتاميرانو ودوتريث، دعموا بقوة الأحزابَ اليمينية بشكل علني؛ من مثل حزب "التحالف القومي الجمهوري" (الذي حكم البلد لمدة 20 عاما)، كما نسجوا علاقات تجارية مع أغنى رجال الأعمال في البلد؛ من مثل أسرة بوما، التي تمتلك مراكز تجارية، وشركات البناء والفنادق في أمريكا الوسطى وبنما وكولومبيا ودومينيكان.

بدأت بصفتها جريدة مسائية، ثم في  حزيران/يونيو، 2004 أصبحت جريدة صباحية، ويديرها خوان خوسيه بورخا بابيني.

والمبيعات اليومية للنسخ هو القطاع الذي أثر بقوة على إيرادات "إل موندو"؛ التي انخفضت من 541- 746 دولارا في العام 2007 إلى 220- 359 دولارا في العام 2019؛ أي أقل من 321 ألف دولار. 

 

ووتيرة الانخفاض كانت عاما بعد عام بطيئة وتدريجية؛ إذ انتقلت الإيرادات من 470 ألف دولار في العام 2009 إلى 388 ألف دولار في العام 2011، ومن 355 ألف دولار في العام 2014 إلى 281 ألف دولار في العام 2016.

وفي 2019، أبلغت للخزينة السلفادورية عن خسائر بمبلغ 177.994 دولارا.

بيد أن هذه هي السنة الوحيدة التي تكبدت فيها خسائر. وفي العقد الماضي لم يتغير حجم إيراداتها إلا قليلا.

وفي العام 2019، سجلت جمعية صحفيي السلفادور (APES) حالات فصل أربعة صحفيين من "إل موندو".

DEM

 

"كو لاتينو" 

 

أسس ميغيل بينتو صحيفة "سيغلو بينتي" في تشرين الثاني/نوفمبر 1890، ولكن بعد بضعة عقود قرر إعادة تسميتها باسم "إل لاتينوأمريكانو".  في ثمانينيات القرن العشرين تولى ابنه ميغيل بينتو الإدارة وباع الشركة إلى "كوربوراسيون أش"، وهي الشركة التي مولت الحزب الديمقراطي المسيحي (PDC). وفي العام 1989، أُعلِن عن إفلاس "دياريو لاتينو" وتخلى الملاك الجدد عنه، لكن العاملين، الذين لم يتلقوا رواتبهم، احتفظوا بأموالهم الخاصة لتوزيع وبيع النسخ، وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1992، تحولت إلى ملكية الجمعية التعاونية للعاملين التابعة لـ"دياريو لاتينو" أو "كو لاتينو".

في فترة إدارة أسرة بينتو، كان الخط التحريري للصحيفة محافظا، على غرار صحيفة "إل دياريو دي أوي"، و"لا برينسا غرافكا"، و"دياريو إل موندو". ولكن حين أسندت مهمة إدارة الصحيفة للجمعية التعاونية، صار الخط التحريري مواليا للتيار اليساري الذي تسيطر عليه "جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني"؛ حتى إن فرانثيسكو إلياس فالنسيا، مديرها الجديد، كان مناضلا سريا لحركات المتمردين في سنوات الحرب الأهلية، وخلال رئاستي موريسيو فونيس وسلفادور سانشيث ثرن ، ثم عمل مستشارا في الأكاديمية الوطنية للأمن العام (ANSP)؛ المؤسسة الحكومية المسؤولة عن تدريب ضباط الشرطة الجدد.

 

وبين الأعوام 2008 - 2010، كان هناك إيرادات تزيد على 630 ألف دولار من مبيعات المساحات الإعلانية. في السنوات التالية تراوح هذا البند بين زيادات تصل إلى 730 ألف دولار، وانخفض إلى 590 ألف دولار سنويا، حتى 2019 عندما كان 355 ألف دولار.

وبعبارة أخرى، انخفضت إيراداتها الرئيسة من 633 ألف دولار في العام 2009 إلى 355 ألف دولار في العام 2019.

وفيما يخص مبيعات النسخ والاشتراكات، انتقلت من 183.216 دولارا في العام 2009 إلى 78 ألف دولار في العام 2019. بالجملة، انخفضت مبيعات النسخ من 732 إلى 312 ألف سنويا.

في هذه الفترة، كان لدى "إيكو لاتينو"، على خلاف "إل دياريو دي أوي" و"لابرينيا غرافكا" و"دياريو إل موندو"، مداخيل إضافية صغيرة -85 ألف دولار في عام 2009- بفضل مبيعات نسخها التاريخية.

وبالإضافة إلى ذلك، سجلت في ميزانيتها نحو 935 ألف دولار من الإيرادات المتأتية من الهبات.

خلال الإحدى عشرة سنة الأخيرة، عاشت "كو لاتينو" أزمة دائمة. على سبيل المثال: كان لزاما عليها أن تناشد الإحسان العمومي حين نفد منها المال لشراء الورق لطباعة -مادتها الخام ــ، وفي التاسع والعشرين من /يونيو 2016، أهدت لها صحيفة "لا برينصا غرافكا" 27 بكرة ورق تقدر قيمتها بعدة آلاف من الدولارات.

في  تشرين الأول/أكتوبر 2019، أصدرت "كو لاتينو" بيانا اعترفت فيه بأنها تأخرت ثلاثة أشهر في دفع أقساط الضمان الاجتماعي لعمالها. وفي شبكات التواصل الاجتماعي، رد الرئيس نجيب أبو كيلة بأن عائلته ستتبرع بالمال لسداد ذلك الدين، لكنه لم يفعل ذلك قط.

وفي أيار/مايو 2021، توقفت الصحيفة عن طباعة نسختها الورقية؛ لأن "الوباء فاجأنا بخلو حسابنا البنكي إلا دريهمات، وعلينا ديون كبيرة"، كما جاء في نص البيان. وتعمل حاليا بصيغة رقمية مع تخفيض مجموع عدد عمالها وانخفاض رواتب صحفييها إلى أقل من 160 دولارا في الشهر. في 30 تموز/يوليو، بِيعت معدات الطباعة – كخردة – بمبلغ 4.800 دولار، والتي اشترتها في 1994 بـ 30 آلاف دولار. وما تزال بناية مقرها، التي تُقدر قيمتها بحوالي 400 ألف دولار، معروضة للبيع.

وبرر فالنسيا أن كو لاتينو لم تنمُ قط لأن خصومها السياسيين، مناضلي حزب "التحالف القومي الجمهوري" (أرينا)، كانوا دائما يناورون حتى لا تستفيد الصحيفة من عقود إعلانية من شركات وطنية أو دولية. واعترف بأنه لما كانت الجبهة في الحكم، فإن هذا القطاع تحسن، ولكنه لم يتحسن إلا قليلا؛ لأن من أجل الوصول إلى نقطة التوازن، فإنه يحتاج إلى دخل شهري قدره 60 ألف دولار، وهو دخل نادرا ما يتحقق.

قال فالينسا: "لا أستطيع أن أدفع أي شيء، ولا أستطيع أن أدفع ثمن شبكات التواصل الاجتماعي من لا شيء، ولا أستطيع أن أدفع ثمن الهواتف، وكل ما يستلزم صحيفة رقمية؛ أنا بحاجة إلى مداخيل لم أتوفر عليها...نعم، نحن على وشك الاختفاء" مضيفا أن البلد يفقد كل يوم التعددية بينما تزيد في الوقت نفسه سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام.

لقد اتفق ثصار كاسترو فاغواغا، رئيس محلف لجمعية الصحفيين في السلفادور (APES) في 31 تموز/يوليو 2021، مع فالنسيا حول هذه النقطة: النموذج التجاري للصحافة الورقية، المدعوم منذ عشرين عاما أساسا بمبيعات المساحات الإعلانية التي كانت مدعومة بدورها، دخل في دائرة من الاضمحلال؛ بسبب بروز فضاءات لامركزية وارتفاع نسبة استهلاك شبكات التواصل الاجتماعي.  

أشارت دراسة 2019 A.C: "هذه هي الطريقة التي استهلكنا بها وسائل الإعلام في السلفادور قبل كوفيد-19"، والتي نشرتها مدرسة الاتصال مونيكا إيريرا وجامعة خوسيه سيمون كانياس لأمريكا الوسطى وأكاديمية دويتشه فيله والتعاون الألماني، إلى أن واتساب وفيسبوك ويوتيوب وإنستغرام وتويتر هي أكثر الشبكات الاجتماعية التي يصل إليها السلفادوريون الذين يخصصون لها ما بين ساعة وأربع ساعات يوميا؛ إذ يفضلون تلك المنصات على قنوات التلفزيون المفتوحة، أو عبر الكابل والخدمات الترفيهية المستمرة مثل نتفليكس أو إتش بي أو. 

وأظهرت الأبحاث التي أجريت باستخدام أساليب مختلطة، أن أغلب المواطنين الذين شملهم الاستطلاع (1586) استخدموا كل شبكة تواصل اجتماعي وفقا لاهتمامهم؛ البحث عن الأخبار والمعلومات على تويتر، أو الترفيه، أو البحث عن اتصالات جديدة على فيسبوك، إلخ. وهذا قد يفسر استراتيجية التواصل التي ينتهجها الرئيس نجيب أبو كيلة، الذي برز منذ بداية ولايته باستخدام هذه المساحات لإعطاء أوامر شبه عسكرية لوزرائه، أو لإعلان قرارات حكومية، أو فصل المسؤولين، أو كما حدث عندما التقط صورة سيلفي من منبر الأمم المتحدة في السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر 2019.

لا يمكن أن نخفي حقيقة أن مالكي الصحف المطبوعة ورؤساء تحريرها رهنوا نواياهم بالحكومات المتعاقبة بتلقي الرشاوى والفوز بعقود بيع المساحات الإعلانية. في  آب/ أغسطس 2018، نشر فارو. نت تحقيقا ذكر فيه أن صحفيين تلقوا ما بين 4000 و6000 دولار شهريا للحفاظ على تغطية صحفية لصالح رئاسة كارلوس موريسيو فونيس كارتاخينا بين سنتي 2009 و2014. الأول كان مدير تحرير "لا برينصا غرافكا" والثاني عمل في القناة 33. في تموز/يوليو 2021، أكد إلياس أنطونيو ساكا غونزاليس ، رئيس السلفادور من 2004 إلى 2009، في جلسة استماع في المجلس التشريعي، أن حكومته حافظت على "علاقات جيدة للغاية" مع الصحفيين في الصحف المؤثرة الكبرى المذكورة سلفا.

كما صرح رئيس جمعية صحفيي السلفادور (APES) أن "هناك العديد من وسائل الإعلام كانت في مرحلة ما على علاقة مع السلطة المتعاقبة".

ولكن وفقا لفاغواغا، هناك شيء يتعين على الدولة توزيعه بشكل منصف، بصرف النظر عما إذا كانت صحافة ورقية أو رقمية، أو تلفزيونية، أو إذاعات وطنية أو مجتمعية؛ وهو أسعار الإعلانات الرسمية الحكومية، غير أنه استُخدِم حتى يومنا هذا كجائزة أو كعقوبة، حسب إعلانات وسائل الإعلام. وأشار إلى أن أبو كيلة توقف عن دفع تلك الرسوم لــ"إل دياريو دي أوي" بعد أن نشرت الصحيفة كيف منعت الحكومة الصحفيين التابعين لـ"الفارو" و "ريفيستا فاكتوم" من تغطية افتتاح "اللجنة الدولية لمكافحة الإفلات من العقاب في السلفادور"، وبالتالي فإن "أسعار الإعلانات الرسمية يحتاج إلى تقنين ويجب تسليمه بطريقة ديمقراطية".

خلال السنوات الثماني الماضية، دعت جمعية صحفيي السلفادور الحكومات المتعاقبة إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على تلك الأسعار، وإنشاء نظام إعلامي عمومي مستقل عن السلطات الرسمية، على غرار نماذج بي بي سي في المملكة المتحدة أو دويتشه فيله في ألمانيا. ولكن لم يكن هناك أي رد حتى الآن.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2018، عرضت جمعية صحفيي السلفادور على المجلس التشريعي مسودة مشروع "قانون خاص للحماية الشاملة للصحفيين ومسؤولي التواصل والعمال ذوي الصلة بالاتصال"، والذي بدأت مناقشته في نهاية العام 2019. ولكن عندما باشر النواب الجدد عملهم في أيار/مايو 2021 -أغلبيتهم ينتمون إلى حزب "نويباص إيديايس"، (حزب الرئيس) أوقفوا تنفيذ المشروع.

وما لم يكن هناك نموذج جديد للتمويل يستجيب للمصلحة العامة ومصالح القراء، ويكون فوق المصالح المؤقتة للحكومات المتعاقبة والمصالح الدائمة للقوى الاقتصادية، فإن الصحف سوف تستمر في مشوارها.

More Articles

Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Is Pakistan’s Media Ignoring Climate Change?

Pakistan's media, despite its wide reach, largely neglects climate change in favor of political and economic issues, leaving the public under-informed about the causes and consequences of climate-related disasters. As a result, many Pakistanis remain unaware of the growing threats posed by climate change, which has devastating effects on the country's economy and population, as seen in the catastrophic floods of 2022.

Faras Ghani Published on: 3 Dec, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh 1
Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
What Explains the Indian Media’s Silence on Muslim Lynchings?

A review of why the Indian media is biased in its coverage of cow vigilantes' lynchings, highlighting how the killing of a Hindu boy by such vigilantes sparked widespread outrage, while the lynching of a Muslim man over similar allegations was largely ignored, reflecting deeper anti-Muslim bias under the ruling BJP government.

Saif Khaled
Saif Khalid Published on: 11 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Corporate Dominance and the Erosion of Editorial Independence in Indian Media

Corporate influence in Indian media has led to widespread editorial suppression, with media owners prioritising political appeasement over journalistic integrity, resulting in a significant erosion of press freedom and diversity in news reporting.

headshot
AJR Correspondent Published on: 3 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
Atrocity Inc.: What Max Blumenthal's New Documentary Reveals About Western Media's Complicity in Israeli Propaganda

A digest of Max Blumenthal's new documentary, Atrocity Inc., in which he uncovers how the Israeli PR machinery and propaganda efforts were carefully and intentionally designed to manufacture consent for a campaign of mass death against Palestinians. It reveals how the Western media, especially in the United States, supported Israel's misinformation war.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 13 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Failing Gaza: Pro-Israel Bias Uncovered Behind the Lens of Western Media

Journalists at CNN and the BBC expose the inner workings of their newsrooms, a year into Israel’s war on Gaza.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 8 Oct, 2024
Guns, Threats, and Poverty: The Daily Struggles of an African Journalist

The welfare of African journalists continues to deteriorate, from poor wages to security risks, arrests, detention, and even death. This common, ongoing trend generally affects the wellbeing of journalists during their discharge of duties, and these overlooked difficulties tend to affect the quality and output of their work.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 26 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
How to Bring more Balance to Western Media Coverage of Israel and Palestine

How can journalists accurately cover Palestine without becoming unbalanced or biased? Here are some concrete tools and techniques for reporters to keep in mind.

A picture of the author, Megan O'Toole
Megan O'Toole Published on: 16 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 5 Sep, 2024
India’s Social Media Crackdown; Broader Implications for Journalism

India’s crackdown on X-Twitter accounts documenting hate crimes highlights the increased risks faced by journalists who report on these issues. The suppression of such accounts significantly hampers the ability of journalists to access and report critical information on hate crimes.

Rushda Fathima Khan
Rushda Fathima Khan Published on: 3 Sep, 2024