الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

 

من الشائع أن يكون مجال تداول مفهوم "إلقاء اللوم على الضحية" في قضايا الاغتصاب والاعتداء الجنسي؛ إذ غالبا ما تُتهم ضحية الجريمة بالتسبب فيها على نحو غير مباشر بسبب ملابسها أو سلوكها. إلا أن هذا المفهوم، الذي ينتمي إلى مجال علم النفس الاجتماعي، يملك قدرة تفسيرية أكبر من ذلك، تشمل كل ضحايا الانتهاكات، فضلا عن كونه مفهوما ولد في سياق سياسي لتفسير الفظائع التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية، ولا سيما خلال المحرقة اليهودية.

قبل أسابيع نشرت جمعية الصحفيين المناهضين للعنصرية والعنصريين في فرنسا (أجار)، تجميعا عشوائيا لمقاطع متنوعة من وسائل إعلام فرنسية تتجه جميعها في الخط نفسه: تبرير القصف الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، من خلال حجج ذات مغالطات منطقية وتاريخية، وعبر استعمال معجم محدد من الكلمات ذات الدلالة المنحازة للجانب الإسرائيلي، والمستعارة أساسا من معجم وسائل الإعلام الإسرائيلية ومؤسستها السياسية والعسكرية. ولكنها تصب في النهاية عند فكرة تحميل سكان غزة مسؤولية ما يحدث لهم، وكأن الإبادة المستمرة تجري على أيدي أشباح غير مرئيين، في ظل غياب واضح لمرتكب الجريمة الأصلي في منطوق الخطاب.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شرعت وسائل الإعلام الغربية السائدة -وللأسف بعض وسائل الإعلام العربية- في إنتاج خطاب إعلامي، من خلال تفضيلات إذاعة الأخبار، وخاصة عبر التحليلات والتعليقات التي يقدمها الخبراء الذين تستضيفهم، قائم على تغييب الجاني وإلقاء اللوم على الضحية. وهو خطاب يكاد يتحول إلى نزوع عنصري، يضع كل منظومة القيم الصحفية التي تدافع عنها هذه المؤسسات الغربية، بل وتعيّر بها زملاءها في دول الجنوب، موضع مساءلة، وربما ستحدد نظرتنا المستقبلية -بصفتنا صحفيين عربا ومن دول الجنوب- لهذه المنظومة.

 

قلب الأدوار.. المحتل ضحيةً

يفسر علم النفس الاجتماعي ميلنا إلى إلقاء اللوم على الضحية بحاجتنا إلى الاعتقاد بأن العالم مكان عادل ومنصف. عندما يحدث شيء سيئ لشخص آخر، فإننا غالبا ما نعتقد أنه لا بد أنه فعل شيئا يستحق مثل هذا المصير. ولأن الناس يريدون أن يصدقوا أن العالم عادل؛ فسوف يبحثون عن طرق لتفسير الظلم أو تبريره، وغالبا ما يلقون اللوم على الشخص في الموقف الذي هو في الواقع الضحية. ربما هذا ما يدفع قطاعا واسعا من وسائل الإعلام السائدة والمعلقين الغربيين إلى إلقاء اللوم على شعب قطاع غزة؛ فلا تكاد تغيب عن تعليقاتهم الكلمات المألوفة عن "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

خطاب الصحافة الغربية يكاد يتحول إلى نزوع عنصري، يضع كل منظومة القيم الصحفية التي تدافع عنها هذه المؤسسات الغربية، بل وتعيّر بها زملاءها في دول الجنوب، موضع مساءلة، وربما ستحدد نظرتنا المستقبلية -بصفتنا صحفيين عربا ومن دول الجنوب- لهذه المنظومة.

لكن هؤلاء المعلقين وهذه المؤسسات الإعلامية ليسوا كتلة واحدة. ينزع البعض إلى تكتيك "نزع الإنسانية عن الفلسطيني"، من خلال المبالغة في "أنسنة الإسرائيلي"، وكذلك من خلال الدمج بين حماس بوصفها منظمة سياسية وعسكرية والشعب الفلسطيني في غزة، ومن ثَمّ تُحوِّل كل سكان غزة إلى أعضاء في حماس، وإلى أهداف شرعية للقتل. وهنا لا نتحدث فقط عن إلقاء اللوم على الضحية، بل عن إنكار وجود الضحية أصلا وقلب الأدوار؛ إذ تتحول إسرائيل إلى ضحية. في المقابل ينزع فريق ثان إلى تأكيد أن الضحايا المدنيين هم ضحايا الأضرار الجانبية للحرب والقصف الموجه للمقاتِلين، وأنهم غير ملتزمين بالتوجيهات العسكرية الإسرائيلية بالتوجه إلى المناطق الآمنة، باستعمال معجم الجيش الإسرائيلي؛ مثل "الضربات المنهجية"، و"الحرب على حماس". وثالثا أنهم يجب أن يعبروا عن سخطهم مما فعلته المقاومة الفلسطينية، ورابعاً أنهم من انتخبوا حركة حماس في عام 2006. تبدو هذه السردية المكونة من حجج هشة ومغالطات منطقية شديدة الرواج، وهي سردية ذات أصول إسرائيلية معتمدة بشدة في دعايتها حتى من قبل الحرب. وهنا نتحدث بشكل واضح عن إلقاء اللوم على الضحية؛ فالفلسطيني الغزي الذي ما زال يساند المقاومة يجب أن يموت، والفلسطيني الذي انتخب ذات مرة حركة حماس يجب أن يعاقب. أما الفريق الثالث، الذي يبدو أقل عنفا معنويا، فهو الآخر يلعب لعبة لوم الضحايا نفسها بشكل ضمني، من خلال التركيز على الوضع الإنساني في غزة، بدون إلقاء اللوم على الاحتلال الإسرائيلي، حتى يخيل إليك أن كل ذلك الركام والجثث بسبب إعصار أو فيضان أو كارثة طبيعية. كما تغيب في خطابه المصطلحات الأساسية للقضية كالاحتلال والنكبة والتهجير والتطهير العرقي والإبادة الجماعية. مع أنه يستعمل هذا المعجم بحماسة شديدة، وأحيانا بإفراط ومبالغة لتغطية حروب أخرى أو أحداث أقل شأنا. ورغم التعبئة الشعبية الكبيرة في الدول الغربية، إلى جانب الشعب الفلسطيني، فإن هذا الخطاب الإعلامي السائد ما زال يقف حاجزا بين فهم قضية احتلال فلسطين والكتلة الأكبر من الرأي العام الغربي، ولا سيما الأغلبية الصامتة التي ما زالت تعتمد على وسائل الإعلام التقليدية في بناء تصورها عن القضايا الدولية؛ فهي ليست فقط مجرد مستهلك لوسائل الإعلام لمعرفة الواقع، بل للتعرف إلى نفسها والآخرين في الوقت نفسه. فهذه الوسائل ليست مزوِّدة بالمعلومات، بل ناقلة للهوية والموقف.

ثمة تركيز على الوضع الإنساني في غزة، بدون إلقاء اللوم على الاحتلال الإسرائيلي، حتى يخيل إليك أن كل ذلك الركام والجثث بسبب إعصار أو فيضان أو كارثة طبيعية.

لذلك، فإن نهج إلقاء اللوم على الضحايا الذي تنتهجه وسائل الإعلام الغربية السائدة، في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يؤثر بشكل واضح في ترسيخ فكرتين أساسيتين ربما يكون لهما تأثير أعمق على الرأي العام الغربي المستهلك لهذا الخطاب. أولا، جعل فكرة عدم التعاطف مع الضحايا شرعية وأخلاقية. وينبع إلقاء اللوم على الضحية أساسا من عدم التعاطف مع الآخرين. لذلك؛ قد تصبح هذه الحالة معدية وتتسرب من شاشات القنوات إلى الرأي العام. ثانيا، وهو الأكثر أهمية، ترسيخ العنصرية والفاشية بوصفها أفكارا ذات شرعية. قبل خمسة عقود، صاغ عالم النفس ويليام رايان مفهوم "إلقاء اللوم على الضحية" في كتابه الذي صدر حاملا العنوان نفسه عام 1971. يذهب رايان إلى أن لوم الضحية هو أيديولوجية تستخدم لتبرير العنصرية والظلم الاجتماعي في سياق معالجة مسألة السود في الولايات المتحدة، ودحض كتاب دانيال باتريك موينيهان "العائلة الزنجية" الذي صدر عام 1965، مدافعا فيه عن أطروحة لوم الضحية. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، حين وضع المنظر الماركسي، تيودور أدورنو، دراسته المرجعية عن "الشخصية الاستبدادية"، التي حدد فيها السمات الشخصية للفرد الفاشي، أكد أن "إلقاء اللوم على الضحية" أحد أكثر السمات الأساسية للشخصية الفاشية. فالفاشي -بحسب أدورنو- هو المزدري "لكل شيء مختلف أو ضعيف".

والحقيقة أن هذا النهج الإعلامي الغربي في إلقاء اللوم على الضحية ليس جديدا ولا بدعة غربية في سياق الصراع العربي الإسرائيلي، ولكنه منتج إسرائيلي أساسي في إدارة صراع السرديات في مواجهة العرب. في عام 1988 أصدر المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد والصحفي كريستوفر هيتشنز كتاب "إلقاء اللوم على الضحايا: الدراسات الزائفة والمسألة الفلسطينية"؛ لنقد "هيمنة وجهة النظر الصهيونية في الخطاب الثقافي الغربي، ولا سيما الأكاديمي". ومن الموضوعات التي يعالجها الكتاب تفنيد الرواية الصهيونية عن نكبة فلسطين عام 1948؛ النموذج الأقوى لفكرة إلقاء اللوم على الضحايا، التي تقول إن الجيوش العربية هي من أخرجت السكان العرب من قراهم بشكل طوعي. وقد ظلت هذه الرواية متماسكة بقوة في المجتمع الأكاديمي الغربي وفي وسائل الإعلام والصحافة حتى سنوات متأخرة، ولم تتراجع إلا بعد دراسة المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس التي استندت إلى تقارير سرية للجيش الإسرائيلي.

الأغلبية الصامتة في الغرب ما زالت تعتمد على وسائل الإعلام التقليدية في بناء تصورها عن القضايا الدولية؛ فهي ليست مزوِّدة بالمعلومات، بل ناقلة للهوية والموقف.

كبش الفداء المقدس

اللافت أن وسائل الإعلام الأوروبية، وعلى العكس من نظيرتها الأمريكية، كانت قبل سنوات تُتهم بأنها مؤيدة للفلسطينيين، ربما لأسباب تتعلق بسيطرة نخب يسارية على وسائل الإعلام العامة، وكذلك نقطة التحول التي وقعت عام 1967 عندما تحولت إسرائيل من بلد يدافع عن وجوده وسط العرب إلى دولة احتلال، وفقا للقانون الدولي والمنطق الأوروبي. في فرنسا بالذات، عزز موقف الجنرال ديغول عن هذا "الشعب الواثق من نفسه والمسيطر" انقلاب صورة الضحية التي تحولت إلى الجلاد، لكن هذا الحال أصبح يتراجع منذ سنوات نحو العودة القوية للتأييد الإسرائيلي، الذي يمكن تفسيره من خلال زاويتي نظر:

أولاً، عقدة الذنب التاريخية، وصناعة كبش فداء جديد.  تتعلق عقد الذنب الغربية -ولا سيما الأوروبية- تجاه إسرائيل بمخلفات الحرب العالمية الثانية؛ إذ كان العداء التــاريــخــي للسامـيـة والـيـهـود -بوصفهم مجموعة عرقية/دينية- عقيدة أساسية ضمن العقائد السياسية الأوروبية السائدة والجماهيرية قبل الحرب من خلال جعل اليهود كبش فداء وتحميلهم مسؤولية المؤامرة المتخيلة. وقد ظهر ذلك بشكل أكثر وضوحا وقسوة ملخَّصا في الفاشية، التي حولت هذه العقيدة إلى سياسة دموية. بعد الحرب، تحول كبش الفداء إلى مقدس، بـسـبـب عـقـدة الذنب. لذلك؛ تحولت إســرائيل -بوصفها حلا جوهريا لهذه المعضلة- إلى كيان مدلل غربيا وذي صورة شبه مقدسة في وسائل الإعلام الغربية. في المقابل، أصبح كبش الفداء الجديد هم العرب والمسلمون، ولا سيما خلال العقدين الأخيرين؛ فمن خلال صياغة جديدة للمؤامرة، كما يتخيلها قطاع واسع من النخب الغربية، ولا سيما اليمين، فالإسلاموية والإرهاب والجهادية هي السمات الجديدة لكبش الفداء، الذي يجب أن يحمل مسؤولية كل الشرور. لذلك؛ تبدو صورة الفلسطيني العربي المسلم الإرهابي كثيفة الحضور في وسائل الإعلام الغربية. وخلال هذه الحرب الإبادية القائمة، بدا واضحا إعادة إنتاج وسائل الإعلام الغربية لمقولات اليمين الإسرائيلي عن "حرب النور على الظلام" و"الإنسانية على الإرهاب".

واللافت أن مراجعة سريعة للصحف اليمينية الغربية خلال النصف الأول من القرن العشرين، تكشف رسوخ نهج إلقاء اللوم على الضحايا بما يتعلق بالمسألة اليهودية؛ إذ كان جزء من النخبة الإعلامية الغربية يلومون اليهود، على ما لحق بهم من مآسٍ. بل وقد تطور هذا النهج خلال المحرقة بشكل لا أخلاقي، بالزعم أن اليهود ذهبوا بشكل سلبي "مثل الأغنام إلى المذبحة"، وهو ما يعدّه عدد من الباحثين -ومنهم إميل فاكنهايم- شكلا من أشكال إلقاء اللوم على الضحية، أو درجة ثانية من درجات معاداة السامية الناجمة عن محاولات الأوروبيين غير اليهود إلقاء اللوم في المحرقة على اليهود.

في كتابه "أسطورة السلبية اليهودية" (2014)، يكشف ريتشارد ميدلتون أن هذه النخب الغربية التي وقفت تتفرج بينما كان اليهود يُقتلون، تحاول من خلال إلقاء اللوم على الضحايا تبرئة نفسها من خلال إزاحة سلبيتها وإسقاطها على الضحايا أنفسهم الذين فشلت في حمايتهم. إن إلقاء اللوم على السلبية اليهودية المفترضة في المذابح الجماعية لليهود يمنحنا الراحة من خلال تحويل انتباهنا عن موقفنا كمتفرجين سلبيين وسط الإبادة الجماعية الحالية؛ ففي نهاية المطاف، إذا كانت المسؤولية تقع على عاتق مسلمي البوسنة، أو التوتسي، أو السودانيين، أو سكان شرق أفريقيا، أو الشعب الفلسطيني فإننا لسنا مسؤولين عن موتهم.

إلى وقت قريب كانت وسائل الإعلام في أوروبا مملوكة في الأغلب للدولة؛ لذلك كان تأثير رأس المال في إدارة التحرير ضعيفا، وكانت الانحيازات أقل شأناً من اليوم.

ثانيا، المصالح الرأسمالية؛ إذ تلعب المصالح المشتركة بين أصحاب المؤسسات الإعلامية والمؤسسات المؤيدة لإسرائيل، سياسيا واقتصاديا، دورا أساسيا في هذا الانحياز. إلى وقت قريب كانت وسائل الإعلام في أوروبا مملوكة في الأغلب للدولة؛ لذلك كان تأثير رأس المال في إدارة التحرير ضعيفا، وكانت الانحيازات أقل شأناً من اليوم. منذ نهاية الثمانينات، وموجة النيوليبرالية، التي دعمتها الوحدة الأوروبية وتشريعاتها الجديدة، أصبحت وسائل الإعلام خاضعة لتوجيهات رأس المال الأيديولوجية والمصلحية. في بلد مثل فرنسا اليوم، تتأرجح وسائل الإعلام السائدة بين قطبيين: مجموعة إعلامية ضخمة موالية تماما لإسرائيل ويقودها الإسرائيلي الفرنسي باتريك دراحي، ومجموعة أخرى أكثر قوة وانتشارا ذات نزوع يميني متطرف يقودها رجل الأعمال فانسان بولوريه.

More Articles

How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh 1
Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024
Journalists Should Not Embrace the Artificial Intelligence Hype

What factors should journalists take into account while discussing the use of AI in the media?

Jorge Sagastume Muralles
Jorge Sagastume Published on: 16 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
A Half-Truth is a Full Lie

Misinformation is rampant in modern conflicts, worsened by the internet and social media, where false news spreads easily. While news agencies aim to provide unbiased, fact-based reporting, their focus on brevity and hard facts often lacks the necessary context, leaving the public vulnerable to manipulation and unable to fully grasp the complexities of these issues.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 30 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
India and Pakistan; Journalists building Bridges for Understanding

Amid decades of tension, journalists from India and Pakistan are uniting to combat hostile narratives and highlight shared challenges. Through collaboration, they’re fostering understanding on pressing issues like climate change and healthcare, proving that empathy can transcend borders. Discover how initiatives like the Journalists' Exchange Programme are paving the way for peace journalism and a more nuanced narrative.

Safina
Safina Nabi Published on: 12 Aug, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024
The Rise of Podcasting: How Digital Audio Is Revolutionising Journalism

In this age of digital transformation and media convergence, podcasts stand out as a testament to the enduring power of journalism—a medium that transcends borders, sparks conversations, and brings the world closer together.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 6 Jun, 2024
Under Fire: The Perilous Reality for Journalists in Gaza's War Zone

Journalists lack safety equipment and legal protection, highlighting the challenges faced by journalists in Gaza. While Israel denies responsibility for targeting journalists, the lack of international intervention leaves journalists in Gaza exposed to daily danger.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 9 May, 2024
Your Words Are Your Weapon — You Are a Soldier in a Propaganda War

Narrative warfare and the role of journalists in it is immense; the context of the conflict, the battleground has shifted to the realm of narratives, where journalists play a decisive role in shaping the narrative.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 21 Apr, 2024
The Privilege and Burden of Conflict Reporting in Nigeria: Navigating the Emotional Toll

The internal struggle and moral dilemmas faced by a conflict reporter, as they grapple with the overwhelming nature of the tragedies they witness and the sense of helplessness in the face of such immense suffering. It ultimately underscores the vital role of conflict journalism in preserving historical memory and giving a voice to the voiceless.

Hauwa Shaffii Nuhu
Hauwa Shaffii Nuhu Published on: 17 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Orientalism, Imperialism and The Western Coverage of Palestine

Western mainstream media biases and defence of the Israeli narrative are connected to orientalism, racism, and imperialism, serving the interests of Western ruling political and economic elites. However, it is being challenged by global movements aiming to shed light on the realities of the conflict and express solidarity with the Palestinian population.

Joseph Daher
Joseph Daher Published on: 1 Apr, 2024
Ethical Dilemmas of Photo Editing in Media: Lessons from Kate Middleton’s Photo Controversy

Photoshop—an intelligent digital tool celebrated for enhancing the visual appearance of photographs—is a double-edged sword. While it has the power to transform and refine images, it also skillfully blurs the line between reality and fiction, challenging the legitimacy of journalistic integrity and the credibility of news media.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 26 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024
Artificial Intelligence's Potentials and Challenges in the African Media Landscape

How has the proliferation of Artificial Intelligence impacted newsroom operations, job security and regulation in the African media landscape? And how are journalists in Africa adapting to these changes?

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 18 Feb, 2024
Media Monopoly in Brazil: How Dominant Media Houses Control the Narrative and Stifle Criticism of Israel

An in-depth analysis exploring the concentration of media ownership in Brazil by large companies, and how this shapes public and political narratives, particularly by suppressing criticism of Israel.