هل "أصابت" كورونا الإعلام البديل في لبنان؟

أشهر مرّت على اندلاع حركة الاحتجاجات الشعبية في لبنان يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وكانت مرحلة شائكةً بالأحداث التي قلبت أحوال البلاد رأسًا على عقب. ومنذ ذلك التاريخ الذي ترافق مع موجة جديدة من ثورات "الربيع العربي"، عمت بلدانا عدّة إلى جانب لبنان، مثل الجزائر والسودان والعراق، لعب "الإعلام البديل" دورًا كبيرًا ومفصليًّا عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي. ولا مبالغة في القول إنّه كان المحرّك الأقوى للاحتجاجات والثورات الشعبية. 

في العام 2019، بدا واضحًا أنّ جيل الشباب كان مُحرّك الاحتجاجات في البلاد العربية المنتفضة، وقد سخّر الذكاء التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي لخدمة تحركاته التي خاضها في سبيل المطالبة بالعدل والمساواة الاجتماعية والاقتصادية والحرية والكرامة. هذه الاحتجاجات بدت في بعض جوانبها ثورةً غير مباشرة على "الإعلام التقليدي" المحلي التابع إمّا للأحزاب ورجال الأعمال والممولين الكبار، وإمّا للسلطة نفسها. 

وقد تبيّن أنّ الناس ربما لم تعد راضيةً عما يمليه "الإعلام التقليدي" عليها من مواد وأخبار وتحليلات، فلجأت إلى "الإعلام البديل" ولعبت دور المراسلين والصحفيين، لتقديم وجهٍ آخر من الحقيقة والصورة لكلّ ما يحدث في الشارع، ودفعت عبر منصاتها نحو حراك شعبي ثوري رغبة في التغيير.

مرحلة الثورات الشعبية لم تدم طويلا، وإعلامها البديل لم يستطع إكمال دوره بالوتيرة التصاعدية نفسها، فعاد وتقدّم دور "الإعلام التقليدي" بعدما اجتاح فيروس "كورونا" دول العالم، وتحوّل إلى وباءٍ عالمي قاتل.

الآن، وبعد أن صارت حياة الناس حول العالم على محكّ الحياة والموت، نأخذ لبنان نموذجًا لقراءة مرحلة الاحتجاجات الشعبية وماهية الدور الذي لعبه "الإعلام البديل" في تأجيجها وتحريكها، مقارنةً مع ما قدّمه "الإعلام التقليدي" في تلك المرحلة. ونتساءل: ما حقيقة الدور الذي لعبه "الإعلام البديل" خلال حركة الاحتجاجات الشعبية التي عمّت مختلف مناطق لبنان؟ كيف تعاطى معه "الإعلام التقليدي"؟ وهل كان منافسًا له؟ وما مستقبل "الإعلام البديل" في مساندة الاحتجاجات ما بعد تفشي جائحة "كوفيد-19"؟ 

 

واتساب.. السبب والمحرك

المفارقة اللافتة في الانتفاضة الشعبيّة التي اجتاحت لبنان لشهورٍ عدة، أنّها جاءت على خلفية دفاع اللبنانيين عن حقّهم في استعمال تطبيق "الواتساب" مجانًا من دون أيّ ضريبة. وبعد أن كان "الواتساب" سبب اندلاع الاحتجاجات، لدرجة أن بعض أحزاب السلطة وأعضائها سخروا من اللبنانيين المنتفضين ولقبوهم بـ"ثوار الواتساب"، صار هذا التطبيق هو "المحرك"، وواحدا من أقوى وسائل التواصل الاجتماعي التي استند إليها اللبنانيون في إدارة تحركاتهم. 

وفي عودةٍ سريعة إلى ليلة 17 أكتوبر/تشرين الأول 2019، تداول حينها اللبنانيون صورا عدّة لمسيرات جابت شوارع بيروت التي قُطعت طرقاتها احتجاجًا على قرار الحكومة اللبنانية فرض ضريبة 20 سنتا (خُمس دولار) يوميًّا على المكالمات الهاتفية للواتساب والتطبيقات المشابهة (تلغرام، ماسنجر، فايبر...). ورغم أنّ الحكومة بعد أقل من 24 ساعة، ألغت قرار الضريبة المفروضة خوفًا من ردّة فعل الشارع، فإن تلك الخطوة التراجعية لم تلجم غضب الناس من ظلم السلطة لهم، فانفجرت المظاهرات في كلّ لبنان على وقْع اشتداد الأزمة الاقتصادية واحتدام الصراعات السياسية والحزبية. 

لاحقًا، وبعد ارتفاع وتيرة الاحتجاجات الشعبية في لبنان، بدا جليًّا أنّ وسائل التواصل الاجتماعي لعبت الدور الأبرز في ضبط إيقاع الشارع وتحريكه من جهة، وفي نقل ممارسات العسكر والسلطة وأتباعها الذين كانوا في مواجهة المتظاهرين من جهةٍ أخرى. ومن خلال الهواتف التي لم تفارق أيدي الناشطين والناشطات، استطاع اللبنانيون جميعًا أن يواكبوا التحركات الاحتجاجية في المناطق البعيدة من العاصمة، التي غابت عن أحداثها معظم وسائل الإعلام التقليدي. 

أمّا "الواتساب" فقد كان الأكثر استخدامًا بين المتظاهرين، ونظموا من خلاله تحركاتهم وحددوا نقاط التقائهم، وكان الرابط الأقوى فيما بينهم أثناء اشتداد المواجهات مع الجيش والقوى الأمنية لتحديد أماكن الاعتقالات الخطرة، قبل أن يُلقى القبض على أحدهم. كذلك، أنشأ عدد كبير من الناشطين والصحفيين مجموعات مشتركة عبر هذا التطبيق لتنسيق تحركاتهم، وكانت معظمم المعلومات والأخبار والصور والفيديوهات التي تنتشر على "فيسبوك" و"تويتر"، يكون "الواتساب" مصدرها الأصلي. 

 

من "بديل" إلى "أساسي"

عمليًّا، ظهر وجهان للانتفاضة الشعبية التي شهدها لبنان: وجه قدّمه "الإعلام التقليدي"، وآخر قدّمه "الإعلام البديل" في دوره التعبوي والتوجيهي والتنظيمي. وهنا، يتحفظ الصحفي اللبناني علي رباح على مصطلح "الإعلام البديل"، ويذهب أبعد من ذلك، بتسميته "الإعلام الأساسي". ورغم أنّ رباح يعمل مراسلا في تلفزيون "العربي"، وقد غطّى أحداث الانتفاضة في لبنان، لكنّه يؤمن بالدور الكبير الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز وعي الشعوب العربية ضدّ سلطاتها. 

 وفي حديثه لمجلة "الصحافة"، يقول رباح "بعد سنوات من الثورات العربية، لم أعد أسميه الإعلام البديل، وإنما الإعلام الأساسي والحقيقي لصوت الناس، وقد أثبت في لبنان منذ مرحلة 17 أكتوبر على أهمية الدور الذي لعبه. وبينما كان رجال السياسة والسلطة يفرضون على بعض وسائل الإعلام المحلية أن تقطع البثّ حول مجلس النواب ونقاط قطع الطرقات، استمرت المظاهرات الشعبية بفضل مواصلة الناشطين لنقل أحداث الشارع عبر منصاتهم البديلة". 

يتذكر رباح أنّه في إحدى الليالي التي كان يحتشد فيها آلاف المتظاهرين، قطعت التلفزيونات المحلية بثّها بشكلٍ مفاجئ. لكنّ ذلك لم يؤثر على سير المظاهرات، فنشر الناشطون الصور والفيديوهات على جسر "الرينغ" في بيروت، ثمّ انتقل قطع الطرقات بشكلٍ تدريجي إلى مختلف المناطق. 

 

إعلام الثورة

يعتبر رباح أنّ الدور الأكبر في إدارة التحركات الشعبية وتنظيمها، لم يكن بفضل المنصات الشخصية للناشطين والناشطات فحسب، وإنما بفضل "صفحات" الثورة التي ضمت مئات آلاف المتابعين عبر "فيسبوك"، وكانت تواكب لحظة بلحظة ما يحدث في الشارع بالصور والفيديوهات، وتصدر البيانات واحدًا تلو الآخر. 

ومن بين الصفحات المواكبة للاحتجاجات التي نشأت ما بعد 17 أكتوبر في لبنان، كانت صفحات "الإعلام البديل" و"لبنان ينتفض" و"أخبار الساحة" و"ثورة 17 تشرين" ومئات الصفحات المناطقية الأخرى. معظم هذه الصفحات تولت نقل أخبار المظاهرات والاعتقالات وأحداث العنف في الشارع، ونشرت دعوات لإغلاق بعض المرافق العامة، كما نقلت أحداث المظاهرات في قرى وبلدات بعيدة لم تصل إليها كاميرات "الإعلام التقليدي". 

كذلك، أنشأ عدد من الصحفيين والناشطين موقع ""Lebanon protests، وهو عبارة عن خريطة تفاعلية للمظاهرات على امتداد لبنان، تنقل أخبار الانتفاضة الشعبية باللغتين العربية والإنجليزية. وكان الموقع يسمح لرواده بتزويده بمواقع جديدة للمظاهرات وإحداثياتها. ويوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، صدر العدد الأول من صحيفة ورقية أطلق عليها اسم "١٧ تشرين"، وكانت صحيفة شهرية (مجانية) أسسها عدد من الصحفيين والناشطين اللبنانيين، تألفت من 16 صفحة، وضمت في صفحاتها مقالات ورسومات ومسابقات تسلية نابعة من وحي الاحتجاجات الشعبية التي كانت قد بلغت ذروتها. 

إذن، هل كان "الإعلام التقليدي" في لبنان في حالة تسابق مع "الإعلام البديل" خلال مرحلة الاحتجاجات؟ 

يؤكد رباح أنّ "الإعلام التقليدي" -لا سيما التلفزيونات اللبنانية- كانت تأخذ غالبًا محتواها من مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تغطية التحركات، لأن كاميراتها لم تكن حاضرة في أي وقت، وتضطر أن تنسب مصدرها إلى منصات "الإعلام البديل"، و"هو ما عزز في لبنان ثقافة أنّ كلّ مواطن في الثورة هو صحفي ومراسل"، على حد قول رباح. وأيّدته الصحفية اللبنانية يمنى فواز التي تعتبر أنّ "الإعلام البديل" سبق "الإعلام التقليدي" بأشواط، ولم يكن أمام الأخير سوى خيار أن يلتحق به.  

يمنى فواز التي حولت حساباتها الشخصية إلى منصة لتنقل أحداث الساحات المنتفضة، تحكي لمجلة "الصحافة" عن تجربتها الشخصية خلال مرحلة الانتفاضة الشعبية، بعد أن تركت قبل سنوات عملها في "الإعلام التقليدي"- التلفزيوني في لبنان، وانتقلت إلى الصحافة الجديدة -كما تحب أن تسميها- وأسست شركة إعلامية خاصة باسم "يو" (U) للاستشارات والإنتاج.

تقول يمنى "حين اندلعت الانتفاضة في لبنان، كنت مثل كثيرين أحلم ببلدٍ محترم خالٍ من الفساد يسوده القانون ونعيش فيه بكرامة". في أول ثلاث أيام من الانتفاضة، كانت يمنى في مرحلة مراقبة لأحداث الشارع والتغطية الإعلامية لها، "فبحكم تجربتي مع التلفزيونات اللبنانية، سرعان ما وجدت أن هناك نوعا من السطحية في التعاطي مع التغطيات، وأول ما لاحظته أنّ التلفزيونات التي فتحت البثّ المباشر، لم تكن تعكس حقيقة كل ما يحدث في الساحات، وتصرّ على استهداف شريحة معينة من المتظاهرين للحديث معهم، مقابل تغييب آخرين والتعتيم عليهم". 

وبسبب الرجة التي أحدثتها الثورة في لبنان وفق يمنى، كان متوقعا أن يصبح هناك ضغط على وسائل الإعلام التقليدية التي تربطها علاقات كثيرة بالأحزاب والمصارف ورجال الأعمال. فسألت نفسها "ما دوري حاليًّا كصحفية مؤيدة للثورة؟"، وأجابت "حتى تنجح الثورة يجب أن نحميها من الإعلام التقليدي ونمنعه من المساهمة في تشويهها". 

وسّعت يمنى فواز مع مجموعة من الناشطين والصحفيين والمؤثرين دائرة شبكتهم لتعبر جميع المناطق، وتواصلوا مع المغتربين لتلقي الدعم منهم ومتابعتهم عبر عدد من المنصات منها موقع "Lebanon Protests". وبعد انتشار الأخبار المضللة الزارعة للفتنة على خلفية الاحتجاجات، أنشأت يمنى مع مجموعتها منصة "العَسس"، وهذا اللفظ يعني اصطلاحًا "من يطوفون بالليل ويحرسون البيوت، ويكشفون عن أهل الريبة واللصوص". 

تبرز يمنى في هذا السياق أن "منصة العَسس تأسست لرصد المعلومات والتحقق منها والتدقيق فيها، ثم إخضاعها للمونتاج والغرافيكس قبل نشرها، وكنا نعمل كخلية نحل كما لو أننا في غرفة أخبار على مدار 24 ساعة من التحركات الشعبية لمتابعتها خطوة بخطوة. كما أنّ وجودنا في الساحات لنقل ما يحدث مباشرة، وتحديدًا في بيروت، أعطى في كثير من الأحيان نوعا من الأمان للمتظاهرين". 

وواقع الحال، أن معظم المجموعات السياسية والمدنية المعارضة استندت في تحركاتها إلى "الإعلام البديل". ويؤكد هذه الفكرة فارس الحلبي الناشط السياسي في مجموعة "لحقي" التي تأسست أواخر العام 2017 قُبيل الانتخابات النيابية التي شهدها لبنان عام 2018، فكانت تجربتها لافتة أثناء التحركات الشعبية. 

يوضح الحلبي لمجلة "الصحافة" أن "ما حدث في أول أيام ثورة 17 أكتوبر، يعود في الأصل إلى دعوات عبر فيسبوك وتويتر، وبدأت فقط قبل نحو 5 ساعات من انطلاق المسيرات في بيروت. والإعلام البديل كان يسبق الإعلام التقليدي بإطلاق الدعوات بشكلٍ سريع ومن دون أيّ تضليل أو تحريف". 

ويشير الحلبي إلى أنّ مجموعته استطاعت أن تعبّر عن آرائها بمساحة أكبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت تصدر يوميًّا بيانًا أو بيانين دون اللجوء إلى الإعلام التقليدي. 

أمّا اللافت بالنسبة لمجموعته، "فكان تسليط الإعلام العالمي والإقليمي الضوء على المجموعات السياسية المعارضة خارج فلك السلطة، فأعطاها مساحة أكبر للتعبير عن نفسها، بينما كان الإعلام المحلي يكتفي غالبًا بفتح الهواء للشارع، دون أن يعطي مساحة كافية لهذه المجموعات من أجل النقاش معها، وربما كان ذلك مقصودًا بسبب القيود المفروضة عليه". 

يرى الحلبي أنّ المواطنين اللبنانيين بالأساس تخطوا فكرة انتظار ما سيمليه "الإعلام التقليدي" عليهم، "لأنهم استطاعوا عبر إعلامهم البديل أن يُكوّنوا رأيهم العام ووجهات نظرهم دون قيود وأحكامٍ معلّبة". 

 

إعلام بديل ما بعد "كورونا"

أثّرت جائحة "كورونا" الوبائية على الانتفاضة الشعبية في لبنان بشكلٍ مباشر، بسبب حالة التعبئة العامة والتزام الناس في منازلهم. هذا الواقع الصحي في البلاد، استفادت منه السلطتان السياسية والأمنية، فاستطاعت أن تمحو كل آثار الانتفاضة بإزالة الخيم من الساحات المغلقة وإعادة فتحها.

وفي المقابل، غاب دور "الإعلام البديل" عن هذا الواقع، واكتفى المعارضون بردات فعل معارضة عبر منصاتهم، في حين عاد وتقدّم دور "الإعلام التقليدي" الذي ساهم في تعويم السلطة من جديد، وتحوّل معظمه إلى أشبه "بجمعيات خيرية" لجمع التبرعات عن طريق السياسيين والمصارف! 

فهل يمكن القول إنّ الانتفاضة الشعبية في لبنان انتهت، وبالتالي انتهى معها دور إعلامها البديل؟ 

يأسف الحلبي للدور الذي يلعبه "الإعلام التقليدي" بتعويمه للسلطة مجددًا في زمن كورونا، بينما المجموعات السياسية المعارضة فـ"هي بعيدة عن المشهد حاليًّا، لأنّها ليست في مركز القرار ولا تحظى بأيّ تغطية إعلامية". 

أمّا يمنى فتعتبر أنّ وجود الناس في المنازل لوقتٍ طويل، جعل التلفزيون أساسيًّا في حياتها، إلى جانب الوضع الأمني الذي حدّ من حرية التحرك. وتقول إن "الإعلام البديل في لبنان مقيد حاليًا، لأننا نعيش في مرحلة تلقي الأوامر من السلطة، ومصادر الناس أصبحت محدودة بالإعلام التقليدي، لكن هذا الوضع لن يدوم طويلا بعد تخطي مرحلة تفشي الوباء". 

كيف ذلك؟ من وجهة نظر رباح، فإنّ أسباب الانتفاضة الشعبية في لبنان ما زالت قائمة بعد "كورونا"، لا بل تضاعفت نتيجة اشتداد الأزمة الاقتصادية واستمرار المصارف اللبنانية في اتخاذ قرار مجحف بحقّ المواطنين، قبل أن يضيف "لا بدّ أن ندرك شيئًا مهمًا، هو أنّ الثورة في لبنان لم تكن ثورة المعارضين للنظام التقليدي فحسب، وإنما هي ثورة الجماهير الحزبية المنتفضة على هذا النظام أيضًا. ورغم تعب الناس وتداعيات كورونا، فإن انتفاضتهم لم تنتهِ بعد، وهو ما يعبّر عنه اللبنانيون عبر منصات إعلامهم البديل، أي وسائل التواصل الاجتماعي". 

 

المزيد من المقالات

اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة ة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025