المعايير الأخلاقية لمقاطعة وسائل الإعلام للسياسيين

في الثامن عشر من آذار الماضي، أصدرت نقابة الصحفيين التونسيين بيانا دعت فيه المنتمين لها إلى مقاطعة رئيسة الحزب الدستوري الحر إلى حين اعتذارها عن "إساءتها واعتدائها على أحد الزملاء الصحفيين". قالت النقابة في البيان إنها لن تدخر أي جهد في التشهير بهذه الاعتداءات الرامية إلى تدجين الصحفيين وإعادة الإعلام إلى بيت الطاعة، وإنها لن تسمح بإقحامها (النقابة) في الصراعات الحزبية الضيقة. 

وقبلها في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2020، دعت نقابة الصحفيين مختلف وسائل الإعلام إلى "مقاطعة حزب ائتلاف الكرامة، والالتزام بعدم المساهمة في نشر خطابات الكراهية والتحريض على العنف التي تهدد السلم الاجتماعي، نتيجة استهداف الصحفيين بالسب والشتم والتشهير والتحريض على حساباتهم وصفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي".

باختلاف العوامل المؤدية لمثل هذه الخطوات، فإن فعل المقاطعة يتأصل ضمن الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام في حراسة البوابة الإعلامية وتحديد ما يطلع عليه الجمهور. لكن المقاطعة تجعلنا نطرح جملة من التساؤلات، أولها إن كان يمكن لوسائل الإعلام أن تقرر مقاطعة أحزاب أو قيادات سياسية وتقف أمام حق الجمهور في معرفة آراء هذه الأحزاب والشخصيات وإن كانت تلك الممارسة سليمة من الناحية الأخلاقية؟ ولكن أيضا نتساءل إن كان الأمر بالسهولة ذاتها في مواجهة خطابات مختلفة من العنف والشعبوية؟ 

 

المهنية تُغني عن المقاطعة

من وجهة نظر نقيب الصحفيين التونسيين، محمد ياسين الجلاصي، لا تتعلق المقاطعة في منع المعلومة أو الخبر عن الجمهور، أو في تقليص تعددية الآراء في الفضاء العام، بل هو خيار غير إلزامي لوسائل الإعلام، اتجهت إليه النقابة عندما وجدت أن هناك ما يهدد هذه التعددية وتبادل الآراء ووجهات النظر، من خلال التصدي إلى خطاب يحرض على العنف ويهتك الأعراض. وهي مقاطعة، ما كانت لتوجد - كما يقول - لو تحلت وسائل الإعلام بما يكفي من المهنية والمسؤولية للتصدي لهذا الخطاب.  لا يرى الجلاصي أن الأمر خاص بتونس، بل قد يكون الخيار الوحيد أمام الصحفيين في بعض السياقات، مثل ما حدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وفي الحقيقة، طرح ما حدث في الولايات المتحدة في وقت غير بعيد نقاشا حول هذه الخيارات في التصدي للأخبار الزائفة. في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، قطعت شبكات تلفزيونية أمريكية عديدة النقل المباشر لكلمة الرئيس دونالد ترمب من البيت الأبيض لأنها تضمنت أكاذيب وادعاءات بتزوير الانتخابات.

فبعد أن بدأ الرئيس الأمريكي بالحديث، علّق المقدم "براين ويليامز" على قناة" إم إس إن بي سي" قائلا: "نحن هنا مرة أخرى في موقف غير عادي، لا يقتصر فقط على مقاطعة رئيس الولايات المتحدة ولكن لتصحيح ما يقوله، لا توجد أصوات انتخابية غير شرعية نعلم بوجودها، ولم يكن هناك انتصار لترمب كما نعلم"(1). وتلك لم تكن المرة الأولى التي تقطع فيها وسائل الإعلام البث عن ترمب؛ ففي آذار من العام نفسه أوقفت قنوات تلفزيونية أمريكية البث عن مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي حول فيروس كوفيد-19، عندما صرح بما يتناقض مع ما يقوله خبراء الصحة في البيت الأبيض.

يتساءل دينيس مور، وهو باحث في مركز الصحافة المتقدمة بجامعة ملبورن، عما إذا كان يمكن لوسائل الإعلام أن تتخذ نهجا مختلفا غير قطع البث مثل نقل ما يزعمه الرئيس ثم معارضته أو دحضه (2).

ويعتبر دينيس أن "الأكاذيب كانت تأتي كثيفة وسريعة، وكانت مدمرة جدا للمصلحة العامة، بحيث كان من المستحيل تصحيح الأمور بشكل آني". وهو يشير أيضا إلى أن التدقيق الآني للوقائع أمر مرحب به "(...) ما لم يكن هناك شك حول ما إذا كانت الأخبار العاجلة تحدث بالفعل".

عادة ما يفوق انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة معدل انتشار الأخبار الحقيقية؛ إذ تُصمَّم هذه الأخبار خصيصا لتكون قابلة للانتشار بشكل كبير، لأنها بالضرورة تستثير المشاعر مثل الغضب أو الفرح أو غيرها. الصحفيون في المقابل يعالجون الأخبار ولكن لا يصنعونها؛ بمعنى أنه بمجرد تدخل الصحفي في الخبر يصبح ذلك تلاعبا. لنأخذ مثالا على ذلك تعديل صور الحرائق من خلال تكثيف الدخان لإبراز فداحة الكارثة؛ إنه تدخل في المحتوى، وهو بالضرورة تضليل.

 هكذا، فإن الأخبار التي ينتجها الصحفيون -خاصة إن كانوا يقدمون معالجة عقلانية تقوم على الوقائع والبراهين التي تدحض تصريح هذا السياسي أو ذاك- لا تتوفر فيها نفس شحنة المشاعر التي تجعلها أيضا تنتشر. وهنا يُطرح سؤال جوهري: هل يسمح الصحفي بمرور الأخبار المزيفة ومن ثم يقوم بتصحيحها، كما هو الحال مع البث المباشر الذي يعلق فيه على الأمر أم أنه يوقف هذا البث في محاولة لمواجهة قدرة هذه الأخبار على التأثير في الجمهور؟

لا شك أنه سؤال صعب؛ لأن الخيار الأول يعني فتح المجال أمام الأخبار الزائفة، والخيار الثاني يعني تقليص حق الجمهور في المعرفة. ربما يعيدنا ذلك إلى أحد المبادئ الأساسية في العمل الصحفي فيما يخص نقل الأخبار العاجلة: هل ننقل خبرا عاجلا لم نتأكد من صحته بعد؟ القاعدة تقول: لا، دون تردد؛ فالعديد من غرف الأخبار تضع شعارا لها الدقة على حساب السرعة. ذلك لأن الأصل في الأشياء هو أن نقدم للناس أخبارا ومعلومات دقيقة وصحيحة، ولا يحتاج الخبر إلى أن تضاف إليه هذه النعوت، لأنه يحمل في طبيعته الصحة والدقة. هنا لا نقول مثلا إن من حق الجمهور أن يعرف في أسرع وقت ممكن ما يحدث، بل نقول إن من حق الجمهور أن يعرف ما حدث بالفعل. 

 

 

حرية ومسؤولية

يكمن الدور الأساسي لوسائل الإعلام في ضمان تدفق المعلومات والآراء بشكل لا تـغلب فيه وجهة نظر على أخرى، ضمن رؤية مفادها أن وسائل الإعلام يجب أن تعمل في سياق حر. لكن بالنسبة إلى نظرية المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام، فإن هذه الحرية مسؤولة، وبمقتضاها تمتنع وسائل الإعلام عن نشر ما يمكن أن يؤدي للعنف أو الجريمة أو الاضطرابات الاجتماعية أو الإساءة للأقليات (3). وبطبيعة الحال، في عصرنا الحالي الذي تطغى عليه الأخبار الزائفة، لا يمكن لوسائل الإعلام أن تنشر ما لم يتم التثبت منه، ومن واجبها أن تتحقق من تصريحات السياسيين. 

لكن موقف المقاطعة مبدئي ويمثل قرارا صعبا؛ لذا يتم اللجوء إليه بشكل نسبي، تحاول فيه وسائل الإعلام تحقيق المعادلة الصعبة بين ضمان تدفق المعلومات بكل حرية من جهة، وممارسة دور حارس البوابة الذي يسهر على جودة هذه المعلومات من جهة أخرى، بأن توفر الحد الأدنى من المعرفة. 

بالإضافة إلى مناهضة خطاب الكراهية والعنف والتحريض، وهي أمور من السهل رصدها والتصدي لها عبر التصفية التي تقوم بها وسائل الإعلام أو عبر أسلوب صياغة الخبر وطريقة تقديمه، فإن ثمة صعوبة في التعاطي مع خطاب متزايد في المجتمعات الديمقراطية بالأساس، ولعل أحد رموزه البارزة كان الرئيس ترمب. كيف لها، على هذا النحو، أن تتعاطى مع الخطاب الشعبوي؟ هل تقاطعه؟ هل تنسبه؟ هل تنقله كما هو وتترك للمواطن حرية اتخاذ قراره؟  

عندما تعلق الأمر بنتائج الانتخابات والتشكيك في نزاهتها أو ذكر معلومات مزيفة، اتجهت وسائل الإعلام الأمريكية إلى الحد الأقصى في التعامل مع ترمب؛ لا سيما عندما وصل خطابه الموصوف بالشعبوية إلى ذروته، لكن طوال فترة رئاسته كانت تنقل أخباره وتصريحاته أولا بأول، بل إن متابعة وسائل الإعلام الأمريكية، التلفزيونية منها خاصة، تراجع بعد انتخاب جو بايدن. ينطوي هذا الموقف على آراء مختلفة؛ فثمة من يرى أن الخطاب الشعبوي ليس أقل خطورة من خطاب التحريض على العنف أو التمييز أو التنمر.

بعض الدراسات العلمية الغربية تؤكد أن وسائل الإعلام لا تولي، عادةً، اهتماما كبيرا بالأحزاب أو التوجهات الشعبوية، وإن فعلت فإنها تعتمد نفَسا نقديا في التعامل معها. لكن في الوقت نفسه، يحتوي الخطاب الشعبوي على مقومات عديدة، ومنها الغرابة أو حتى الإثارة التي يمكن أن تُغري وسائل الإعلام وتدفعها إلى وضع هذا الخطاب في مركز اهتماماتها. وثمة خط ثالث يتمثل في السخرية من هذه التوجهات أو الشخصيات مما يساعدها على الانتشار أكثر. بطبيعة الحال، لا يعني ذلك ضرورة مقاطعة الخطاب الشعبوي، لكنه يجسد مثال آخر على تحدّ تواجهه وسائل الإعلام وربما تسيء التعامل معه. 

 

المقاطعة تشبه الجمرة الحارقة؛ لذلك لا بد أن تكون لها حدود واضحة، لكنها بمثابة "شر لابد منه" إذا كان الهدف منها هو التصدي للعنف والتضليل. في النهاية، قد لا يكون خيار المقاطعة دائما أفضل ما يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام، ولكنه قد يكون الخيار الوحيد المتاح في بعض السياقات التي يجب أن تبقى نادرة. المهم هو ألا تتحول المقاطعة في حد ذاتها إلى وسيلة ضغط أو مساومة، خاصة في سياق إعلامي تتداخل فيه الأجندات الإعلامية بالحزبية. وفي عصر ما يسمى بالاتصال السياسي على عجل (4) On the go، يمكن للسياسيين عبر تدويناتهم على فيسبوك أو تويتر تجاوز وسائل الإعلام والتواصل مباشرة مع المواطنين. لكن "ما مدى استخدام الفيسبوك مقارنة بالتلفزيون؟" يتساءل نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، "بعض البرامج في تونس يشاهدها 2 أو 3 ملايين مشاهد". في المقابل، فإن تدوينات السياسيين على المنصات الرقمية قد تصل في أقصى الحالات إلى مئات أو بضعة آلاف من المستخدمين. 

 

 

المراجع

 

 

المزيد من المقالات

الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024