المعايير الأخلاقية لمقاطعة وسائل الإعلام للسياسيين

في الثامن عشر من آذار الماضي، أصدرت نقابة الصحفيين التونسيين بيانا دعت فيه المنتمين لها إلى مقاطعة رئيسة الحزب الدستوري الحر إلى حين اعتذارها عن "إساءتها واعتدائها على أحد الزملاء الصحفيين". قالت النقابة في البيان إنها لن تدخر أي جهد في التشهير بهذه الاعتداءات الرامية إلى تدجين الصحفيين وإعادة الإعلام إلى بيت الطاعة، وإنها لن تسمح بإقحامها (النقابة) في الصراعات الحزبية الضيقة. 

وقبلها في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2020، دعت نقابة الصحفيين مختلف وسائل الإعلام إلى "مقاطعة حزب ائتلاف الكرامة، والالتزام بعدم المساهمة في نشر خطابات الكراهية والتحريض على العنف التي تهدد السلم الاجتماعي، نتيجة استهداف الصحفيين بالسب والشتم والتشهير والتحريض على حساباتهم وصفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي".

باختلاف العوامل المؤدية لمثل هذه الخطوات، فإن فعل المقاطعة يتأصل ضمن الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام في حراسة البوابة الإعلامية وتحديد ما يطلع عليه الجمهور. لكن المقاطعة تجعلنا نطرح جملة من التساؤلات، أولها إن كان يمكن لوسائل الإعلام أن تقرر مقاطعة أحزاب أو قيادات سياسية وتقف أمام حق الجمهور في معرفة آراء هذه الأحزاب والشخصيات وإن كانت تلك الممارسة سليمة من الناحية الأخلاقية؟ ولكن أيضا نتساءل إن كان الأمر بالسهولة ذاتها في مواجهة خطابات مختلفة من العنف والشعبوية؟ 

 

المهنية تُغني عن المقاطعة

من وجهة نظر نقيب الصحفيين التونسيين، محمد ياسين الجلاصي، لا تتعلق المقاطعة في منع المعلومة أو الخبر عن الجمهور، أو في تقليص تعددية الآراء في الفضاء العام، بل هو خيار غير إلزامي لوسائل الإعلام، اتجهت إليه النقابة عندما وجدت أن هناك ما يهدد هذه التعددية وتبادل الآراء ووجهات النظر، من خلال التصدي إلى خطاب يحرض على العنف ويهتك الأعراض. وهي مقاطعة، ما كانت لتوجد - كما يقول - لو تحلت وسائل الإعلام بما يكفي من المهنية والمسؤولية للتصدي لهذا الخطاب.  لا يرى الجلاصي أن الأمر خاص بتونس، بل قد يكون الخيار الوحيد أمام الصحفيين في بعض السياقات، مثل ما حدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وفي الحقيقة، طرح ما حدث في الولايات المتحدة في وقت غير بعيد نقاشا حول هذه الخيارات في التصدي للأخبار الزائفة. في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، قطعت شبكات تلفزيونية أمريكية عديدة النقل المباشر لكلمة الرئيس دونالد ترمب من البيت الأبيض لأنها تضمنت أكاذيب وادعاءات بتزوير الانتخابات.

فبعد أن بدأ الرئيس الأمريكي بالحديث، علّق المقدم "براين ويليامز" على قناة" إم إس إن بي سي" قائلا: "نحن هنا مرة أخرى في موقف غير عادي، لا يقتصر فقط على مقاطعة رئيس الولايات المتحدة ولكن لتصحيح ما يقوله، لا توجد أصوات انتخابية غير شرعية نعلم بوجودها، ولم يكن هناك انتصار لترمب كما نعلم"(1). وتلك لم تكن المرة الأولى التي تقطع فيها وسائل الإعلام البث عن ترمب؛ ففي آذار من العام نفسه أوقفت قنوات تلفزيونية أمريكية البث عن مؤتمر صحفي للرئيس الأمريكي حول فيروس كوفيد-19، عندما صرح بما يتناقض مع ما يقوله خبراء الصحة في البيت الأبيض.

يتساءل دينيس مور، وهو باحث في مركز الصحافة المتقدمة بجامعة ملبورن، عما إذا كان يمكن لوسائل الإعلام أن تتخذ نهجا مختلفا غير قطع البث مثل نقل ما يزعمه الرئيس ثم معارضته أو دحضه (2).

ويعتبر دينيس أن "الأكاذيب كانت تأتي كثيفة وسريعة، وكانت مدمرة جدا للمصلحة العامة، بحيث كان من المستحيل تصحيح الأمور بشكل آني". وهو يشير أيضا إلى أن التدقيق الآني للوقائع أمر مرحب به "(...) ما لم يكن هناك شك حول ما إذا كانت الأخبار العاجلة تحدث بالفعل".

عادة ما يفوق انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة معدل انتشار الأخبار الحقيقية؛ إذ تُصمَّم هذه الأخبار خصيصا لتكون قابلة للانتشار بشكل كبير، لأنها بالضرورة تستثير المشاعر مثل الغضب أو الفرح أو غيرها. الصحفيون في المقابل يعالجون الأخبار ولكن لا يصنعونها؛ بمعنى أنه بمجرد تدخل الصحفي في الخبر يصبح ذلك تلاعبا. لنأخذ مثالا على ذلك تعديل صور الحرائق من خلال تكثيف الدخان لإبراز فداحة الكارثة؛ إنه تدخل في المحتوى، وهو بالضرورة تضليل.

 هكذا، فإن الأخبار التي ينتجها الصحفيون -خاصة إن كانوا يقدمون معالجة عقلانية تقوم على الوقائع والبراهين التي تدحض تصريح هذا السياسي أو ذاك- لا تتوفر فيها نفس شحنة المشاعر التي تجعلها أيضا تنتشر. وهنا يُطرح سؤال جوهري: هل يسمح الصحفي بمرور الأخبار المزيفة ومن ثم يقوم بتصحيحها، كما هو الحال مع البث المباشر الذي يعلق فيه على الأمر أم أنه يوقف هذا البث في محاولة لمواجهة قدرة هذه الأخبار على التأثير في الجمهور؟

لا شك أنه سؤال صعب؛ لأن الخيار الأول يعني فتح المجال أمام الأخبار الزائفة، والخيار الثاني يعني تقليص حق الجمهور في المعرفة. ربما يعيدنا ذلك إلى أحد المبادئ الأساسية في العمل الصحفي فيما يخص نقل الأخبار العاجلة: هل ننقل خبرا عاجلا لم نتأكد من صحته بعد؟ القاعدة تقول: لا، دون تردد؛ فالعديد من غرف الأخبار تضع شعارا لها الدقة على حساب السرعة. ذلك لأن الأصل في الأشياء هو أن نقدم للناس أخبارا ومعلومات دقيقة وصحيحة، ولا يحتاج الخبر إلى أن تضاف إليه هذه النعوت، لأنه يحمل في طبيعته الصحة والدقة. هنا لا نقول مثلا إن من حق الجمهور أن يعرف في أسرع وقت ممكن ما يحدث، بل نقول إن من حق الجمهور أن يعرف ما حدث بالفعل. 

 

 

حرية ومسؤولية

يكمن الدور الأساسي لوسائل الإعلام في ضمان تدفق المعلومات والآراء بشكل لا تـغلب فيه وجهة نظر على أخرى، ضمن رؤية مفادها أن وسائل الإعلام يجب أن تعمل في سياق حر. لكن بالنسبة إلى نظرية المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام، فإن هذه الحرية مسؤولة، وبمقتضاها تمتنع وسائل الإعلام عن نشر ما يمكن أن يؤدي للعنف أو الجريمة أو الاضطرابات الاجتماعية أو الإساءة للأقليات (3). وبطبيعة الحال، في عصرنا الحالي الذي تطغى عليه الأخبار الزائفة، لا يمكن لوسائل الإعلام أن تنشر ما لم يتم التثبت منه، ومن واجبها أن تتحقق من تصريحات السياسيين. 

لكن موقف المقاطعة مبدئي ويمثل قرارا صعبا؛ لذا يتم اللجوء إليه بشكل نسبي، تحاول فيه وسائل الإعلام تحقيق المعادلة الصعبة بين ضمان تدفق المعلومات بكل حرية من جهة، وممارسة دور حارس البوابة الذي يسهر على جودة هذه المعلومات من جهة أخرى، بأن توفر الحد الأدنى من المعرفة. 

بالإضافة إلى مناهضة خطاب الكراهية والعنف والتحريض، وهي أمور من السهل رصدها والتصدي لها عبر التصفية التي تقوم بها وسائل الإعلام أو عبر أسلوب صياغة الخبر وطريقة تقديمه، فإن ثمة صعوبة في التعاطي مع خطاب متزايد في المجتمعات الديمقراطية بالأساس، ولعل أحد رموزه البارزة كان الرئيس ترمب. كيف لها، على هذا النحو، أن تتعاطى مع الخطاب الشعبوي؟ هل تقاطعه؟ هل تنسبه؟ هل تنقله كما هو وتترك للمواطن حرية اتخاذ قراره؟  

عندما تعلق الأمر بنتائج الانتخابات والتشكيك في نزاهتها أو ذكر معلومات مزيفة، اتجهت وسائل الإعلام الأمريكية إلى الحد الأقصى في التعامل مع ترمب؛ لا سيما عندما وصل خطابه الموصوف بالشعبوية إلى ذروته، لكن طوال فترة رئاسته كانت تنقل أخباره وتصريحاته أولا بأول، بل إن متابعة وسائل الإعلام الأمريكية، التلفزيونية منها خاصة، تراجع بعد انتخاب جو بايدن. ينطوي هذا الموقف على آراء مختلفة؛ فثمة من يرى أن الخطاب الشعبوي ليس أقل خطورة من خطاب التحريض على العنف أو التمييز أو التنمر.

بعض الدراسات العلمية الغربية تؤكد أن وسائل الإعلام لا تولي، عادةً، اهتماما كبيرا بالأحزاب أو التوجهات الشعبوية، وإن فعلت فإنها تعتمد نفَسا نقديا في التعامل معها. لكن في الوقت نفسه، يحتوي الخطاب الشعبوي على مقومات عديدة، ومنها الغرابة أو حتى الإثارة التي يمكن أن تُغري وسائل الإعلام وتدفعها إلى وضع هذا الخطاب في مركز اهتماماتها. وثمة خط ثالث يتمثل في السخرية من هذه التوجهات أو الشخصيات مما يساعدها على الانتشار أكثر. بطبيعة الحال، لا يعني ذلك ضرورة مقاطعة الخطاب الشعبوي، لكنه يجسد مثال آخر على تحدّ تواجهه وسائل الإعلام وربما تسيء التعامل معه. 

 

المقاطعة تشبه الجمرة الحارقة؛ لذلك لا بد أن تكون لها حدود واضحة، لكنها بمثابة "شر لابد منه" إذا كان الهدف منها هو التصدي للعنف والتضليل. في النهاية، قد لا يكون خيار المقاطعة دائما أفضل ما يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام، ولكنه قد يكون الخيار الوحيد المتاح في بعض السياقات التي يجب أن تبقى نادرة. المهم هو ألا تتحول المقاطعة في حد ذاتها إلى وسيلة ضغط أو مساومة، خاصة في سياق إعلامي تتداخل فيه الأجندات الإعلامية بالحزبية. وفي عصر ما يسمى بالاتصال السياسي على عجل (4) On the go، يمكن للسياسيين عبر تدويناتهم على فيسبوك أو تويتر تجاوز وسائل الإعلام والتواصل مباشرة مع المواطنين. لكن "ما مدى استخدام الفيسبوك مقارنة بالتلفزيون؟" يتساءل نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي، "بعض البرامج في تونس يشاهدها 2 أو 3 ملايين مشاهد". في المقابل، فإن تدوينات السياسيين على المنصات الرقمية قد تصل في أقصى الحالات إلى مئات أو بضعة آلاف من المستخدمين. 

 

 

المراجع

 

 

المزيد من المقالات

الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024