حرب الأخبار الكاذبة في اليمن

الدول التي تشهد أوضاعاً مضطربة وسياسات متأرجحة، تشكل بيئة خصبة لانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة في أوساط المجتمع. كما تتيح فرصة للشائعات للمساهمة في صناعة وتوجيه الرأي العام.

يقول جان نويل كابفيرير في كتابه "الشائعات.. الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم" إن الشائعة هي، في المقام الأول، معلومة تضيف عناصرَ جديدة إلى شخص ما أو حدثٍ ما مرتبط بواقع الحال، يتم الترويج لها لغرض تصديقها (1). كما تستخدم لغرض التحريض والتعبئة والحشد والتأييد وإقناع الجمهور بمواقف معينة.

وحسب دراسة اقتصادية أجرتها شركة الأمن السيبراني (CHEQ) بالتعاون مع جامعة بالتيمور الأمريكية، فإن الأخبار الزائفة تكلف الاقتصاد العالمي أكثر من 78 مليار دولار سنويًا، منها 400 مليون دولار تصرف على الأخبار الكاذبة أثناء الحملات السياسية. وأشارت الدراسة إلى أن الخسائر الاقتصادية تؤكد صعود انتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة كخطر عالمي كبير، مما يلحق الضرر بالقطاعات الرئيسية بما في ذلك قطاعات الرعاية الصحية، والتجارة الإلكترونية، والإعلام، والموارد المالية والسياسة (2).

وفي اليمن، التي تشهد حرباً منذ أكثر من سبع سنوات، أصبحت حرب الشائعات والأخبار الكاذبة لا تقل ضراوة عن القتال العسكري في الميدان، حيث تستخدم كنوع من "الحرب النفسية" التي تؤثر بلا شك على طريقة إدارة الحرب.

أصبحت الشائعات واحدة من أهم أسلحة الحرب وأكثرها توظيفا بين الأطراف المحلية والإقليمية الفاعلة في المشهد اليمني. فمن وقت إلى آخر تزداد حدة هذه المعركة إما بالتركيز على مواضيع محددة أو مناطق وأطراف مؤثرة في الصراع، بهدف إضعاف معنويات المستهدفين وإفقادهم المساندة الشعبية، أو تدمير سمعتهم وشيطنتهم. وفي ظل غياب المعلومة الصحيحة، تجد وسائل الإعلام ضالتها في "الشائعة" التي تعد "سوقاً سوداء" مفتوحة المصدر وجاهزة لتقديم خدماتها لمن أراد وبالمجان.

يؤكد كابفيرير أن الشائعات في كل حرب تستهدف الحلفاء أكثر مما تستهدف الخصوم.  ولأن التقاتل بين الإخوة مستنكر، فلا بد للنزاعات والعداوات الداخلية من أن تستخدم سلاح الظل، أي الشائعة (3)، وهذا ما يحدث بالفعل في اليمن. فالمُتتبع للأخبار الكاذبة والشائعات في الإعلام يجد أنها أخذت حيزاً كبيراً من الاهتمام والمتابعة من قبل الجمهور المحلي والإقليمي خاصة إذا كانت تتحدث عن فساد مكونات سياسية تدّعي أنها تعمل في خندق واحد، أو تستهدف الرأي العام في مناطق خاضعة لسيطرة طرف واحد فقط. بمعنى آخر كانت الشائعات عبارة عن "نيران صديقة" أُطلقت من وعلى نفس الجسد الواحد.

 

خمس حملات مضللة في "تعز"

يرى الصحفي اليمني علي الفقيه، نائب رئيس تحرير موقع "المصدر أونلاين"، أنه خلال الحرب تسقط المواقع العسكرية والمناطق الجغرافية في الإعلام قبل أن تسقط في الواقع. ففي الوقت الذي تدار فيه الشائعات من قبل "مطابخ" مخصصة لهذا الغرض، فإن الصحفيين والمشتغلين بالشأن الإعلامي، الذين ليسوا جزءاً من هذه المطابخ، يصبحون ضحايا لتلك الشائعات مما يشكل عامل تشويش يؤثر بدرجة كبيرة على أدائهم المهني ويقلل من قدرتهم على فحص المعلومات وتبيُّن الصحيحة من الخاطئة.

وكجزء من هذا الواقع المتأثر بحرب الشائعات، يؤكد الفقيه أن موقع "المصدر أونلاين" يعمل بين الحين والآخر على رصد الشائعات الأكثر تداولاً خلال فترة زمنية معينة، أو الخاصة بمنطقة جغرافية محددة، ليقوم بإعداد تقارير تفندها بهدف توعية الجمهور وتعريفهم بكيفية التعاطي مع الأخبار الكاذبة، وإكسابهم مهارة التمييز بين المعلومة والشائعة.

كشف موقع "المصدر أونلاين" في تحقيق خاص (4)، نشر في أغسطس/آب 2021، خفايا خمس حملات إعلامية مضللة أثارت الرأي العام المحلي والإقليمي، عمدت إلى ضرب الوضع الأمني في محافظة "تعز" من الداخل، من خلال تسييس جرائم جنائية، وتبني قضايا مفبركة وروايات متناقضة من قبل صحف ومواقع محلية وأخرى إماراتية، وربطها بالجيش والأمن، وقوى سياسية في المحافظة.

بيّن الموقع في تحقيقه كيف استطاعت الأخبار الكاذبة أن تُوقع مسؤولين حكوميين وأحزاب سياسية في فخ التضامن مع الضحايا المزعومين بناءً على أكاذيب وشائعات نشرت على نطاق واسع. ومن تلك الشائعات أكذوبة مقتل أسرة "بيت الوصابي" في مارس/آذار 2019، التي قادت رئيس البرلمان سلطان البركاني، ومحافظ محافظة "تعز" نبيل شمسان، وحزبي الناصري والاشتراكي، لإبداء التضامن مع مطلوبين أمنيين متهمين بجرائم اغتيالات طالت ضباطاً في الجيش، وإثارة أعمال الفوضى في مدينة تعز.

في تلك الحملة التضليلية المنظمة، سعى مروجو الشائعات إلى إفشال الحملة الأمنية الحكومية التي سعت للقبض على مطلوبين للعدالة، من خلال تسييس مهمتها وإشاعة أنها تابعة لحزب سياسي، والحديث عن أرقام مهولة من القتلى والجرحى خلفتها الحملة الأمنية، واختلاق قصص مفبركة لإثارة الرأي العام. لكن بعد تكشف الحقائق، أصدرت شرطة المدينة بياناً أكدت فيه أنه "لا صحة لسقوط قذيفة على منزل "الوصابي" ومقتل أسرته بأكملها"، على عكس ما ورد في رسالة رئيس البرلمان التضامنية. 

تمكن مروجو الشائعات، وخلال فترة قصيرة، من تشويه سمعة الرموز السياسية في المحافظة، وإثارة النزاعات بين الأحزاب السياسية تجاه القضايا المختلفة، وإشغال الجهات الأمنية عن مهمتها الأساسية بقضايا هامشية، وضرب مصداقية عدد كبير من وسائل الإعلام التي أعادت نشر الشائعات.

 

منصة "صدق" اليمنية

قد يكون استخدام التقنية من خلال خوارزميات تقلل من نسبة المعلومات المضللة التي يتم تناقلها عبر منصات التواصل الاجتماعي استراتيجية ناجحة، لكن إنشاء منصات خاصة ومبادرات إعلامية متخصصة في التحقق من صحّة المعلومات وتفنيد الأكاذيب هو الحل الأكثر نجاعة للحد من تلك الشائعات. وكمثال على ذلك تعد منصة "صدق" اليمنية الأولى والوحيدة المتخصصة في محاربة الشائعات والأخبار الكاذبة في اليمن.

فعلى الرغم من الإيجابيات التي تتميز بها شبكات التواصل الاجتماعي من خلال إتاحة مساحة أوسع للتعبير عن القناعات وتبادل الآراء والأفكار، إلا أن إشكالية المصداقية، ورهان الموثوقية، تبقى دوما حاضرة بقوة في النقاش الأخلاقي المهني، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأخبار الزائفة التي تنتشر بسرعة أكبر من الأخبار الحقيقية. كما لم يعُد يخفى على أي متابع دور هذه الإشاعات في "تحريف" أو "تهجير" النقاش العمومي تجاه قضايا أقل أهمية ترقى أحيانا إلى وصف "التافهة" (5).

يقول مسؤول التواصل في منصة "صدق" أنور المسعودي، إن فكرة إنشاء المنصة بدأت عام 2019 كردة فعل لانتشار الشائعات بشكل كبير، وعدم وجود منصات متخصصة لمكافحتها. كما أن منصات عربية مشابهة كمنصة "فتبينوا" الأردنية ومنصة "التقنية من أجل السلام" العراقية ألهمت خمسة شباب يمنيين للتطوع في إنشاء منصة يمنية متخصصة في هذا المجال.

ويشير المسعودي إلى أن فريق العمل المكون حالياً من عشرين فرداً داخل اليمن وخارجها، يقومون بمراقبة الحسابات الكبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي (حسابات سياسيين، صحفيين، وناشطين، صفحات مجتمعية، وغير ذلك) لتحديد الإشاعات أولاً، ثم التحقق من كل ما يتم الشك بصحته، وفي حال ثبوت بطلانه يتم الكشف عنه في حسابات المنصة.

وبما أن الفضاء الرقمي غير آمن، وليس كل ما ينشر فيه صحيحاً؛ فقد أظهرت دراسة أمريكية أشرف عليها باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نشرت في مجلة "ساينس" أن الأخبار الكاذبة تنتشر بوتيرة أسرع، وتصل إلى عدد أكبر من الأشخاص مقارنة بالأخبار الصحيحة. وخلص الباحثون إلى أن المحتويات الزائفة بأشكالها المختلفة؛ سواء النصوص، أو الصور، أو الفيديوهات لديها فرص انتشار بنسبة تتجاوز 70% مقارنة بالمحتوى الحقيقي. ومن بين العوامل المساعدة على هذا الانتشار الواسع إعادة إرسالها بين المستخدمين فيما بينهم خصوصا الأصدقاء والمعارف (6) على وسائل التواصل الاجتماعي.

تعرِّف منصة "صدق" نفسها بأنها "منصة مستقلة تقوم بكشف الإشاعات والأخبار المزيفة"، استطاعت خلال عامين منذ إطلاقها كسب قرابة ربع مليون متابع على فيسبوك، وثمانية آلاف على تويتر، وخمسة عشر ألفاً على تيليغرام، وأكثر من ستة آلاف متابع على إنستغرام.

تعمل المنصة بشكل شبه يومي لمواجهة أي شائعات جديدة تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساهم في انتشار المنصة وارتفاع عدد متابعيها. كما أن اهتمام المنصة بذكر المصادر بشكل دائم زاد من مصداقيتها لدى المتابعين، حيث يتيح لهم ذلك التحقق بأنفسهم من صحة الأخبار. وإلى جانب الفريق المتخصص العامل في المنصة، يساهم الكثير من المتابعين والمتطوعين في إثراء محتوى المنصة.

وبالإضافة إلى جذب اهتمام المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، تمكنت المنصة خلال فترة وجيزة من الاستحواذ على اهتمام وسائل إعلام محلية وعربية تقوم بإعادة نشر محتوى المنصة ومنها موقع مأرب برس (7)، اليمن الجمهوري (8)، المشهد اليمني (9)، الإصلاح نت (10)، والتغيير برس (11)، صحيفة الثورة (12)، وغيرها الكثير.

كما قامت منصات إخبارية عربية بإعادة نشر محتوى المنصة، أو الحديث عنه كمصدر للأخبار مثل قناة إم بي سي (13)، وموقع إرم نيوز (14)، ولبنان الآن (15). ويتابع المنصة العديد من الوزراء والصحفيين والناشطين، مثل وزير الإعلام معمر الإرياني، ونائب وزير الخارجية لدى الحوثيين حسين العزي، ووزير الخارجية اليمني عوض أحمد بن مبارك، وصحفيين من جميع الأطراف.

في كثير من الأحيان، وبعد نشر المنصة التوضيحات الخاصة بالشائعات، يقوم ناشرو الإشاعة بحذف المنشور الكاذب، أو الاعتذار عن نشرهم لمعلومات دون التأكد منها. وكمثال على ذلك مانشره الصحفي سام الغباري والناشطة سامية الأغبري حول ورقة امتحان للتربية الإسلامية (16) في مناطق سيطرة الحوثيين، بينت منصة "صدق" أنها مزيفة، فحُذِفت بعد ذلك.

يعزو المسعودي هذا النجاح إلى عدة أسباب منها الحياد وعدم الانحياز لأي طرف، وعدم انتماء المنصة لأي جهة حكومية أو سياسية داخل أو خارج اليمن، وتنوع مواضيع الشائعات التي تكافحها المنصة خاصة ما يتعلق بالشائعات السياسية وفيروس كورونا.

 

الوقاية خير من العلاج

على الرغم من استحالة القضاء على الشائعات في ظل الحرب، إلا أن هناك ما يمكن فعله إزاء هذا الأمر الذي يزداد سوءا يوماً بعد آخر. صحيح أن كليات الإعلام لا تدرس "التحقق"، إلا أنه يتوجب على الصحفيين المهنيين تعلم مهارات كشف الشائعات والتحقق من المعلومات، كما يتوجب عليهم الاستمرار في إلقاء المزيد من الضوء على هذه الشائعات في تغطياتهم الإخبارية اليومية بهدف إكساب المتابعين مهارة التمييز بين الشائعة والمعلومة الحقيقية، وتعليمهم وسائل الفحص والتدقيق فيما تنشره وسائل الإعلام قبل تصديقها.

ومع أن منصات التواصل الاجتماعي صعبت هذه المهمة ومنحت الشائعات والدعاية ومواقع الإثارة مساحة أكبر للوصول إلى الجمهور، فإن الفقيه يرى أن الحفاظ على مصداقية مجموعة من المنصات الإعلامية وإبقائها بعيداً عن الحرب الإعلامية، يجعلها بمثابة مرجعية للمتابع الباحث عن المعلومة الحقيقية، ومصدراً للتأكد من صحة كل ما ينشر. فالجمهور سينضج مع مرور الأيام، وستتراكم لديه مهارة التعامل مع الضخ الإعلامي في الفضاء المفتوح، وبالتالي فالرهان هنا على عامل الزمن.

الوقاية من تأثير الشائعات تكون من خلال سرعة الرد عليها وتفنيدها وكشف مصادرها. كما أن حرص وسائل الإعلام على ذكر مصادر أخبارها وجعلها في متناول الجميع سيزيد بلا شك من مصداقيتها واندفاع الجمهور نحوها. وعند ارتكاب الأخطاء فلا بد من الصدق مع الجمهور والاعتذار دون تهرب أو إلقاء اللوم على الآخرين.

وبالنسبة لإنشاء منصات متخصصة لتفنيد الشائعات، فهذه هي الاستراتيجية الناجحة لمواجهتها. حيث تقوم هذه المنصات بتوفير "لقاح" خاص تحقن به القراء، مما يجعلهم أكثر مناعة ضد الشائعات. كما أن تخصيص وسائل الإعلام المقروءة والمرئية زوايا خاصة لمناقشة وتحليل هذه الشائعات يعد دواء ناجعا أيضاً على المستوى البعيد من حيث إكساب الجمهور وعياً كافياً ضد الأخبار الكاذبة.

 

المراجع

 

1- جان نويل كابفيرير، الشائعات.. الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم، ترجمة تانيا ناجيا، منشورات دار الساقي، بيروت 2007، ط1. ص 15.

2- https://www.zdnet.com/article/online-fake-news-costing-us-78-billion-globally-each-year/

 

3- جان نويل كابفيرير، الشائعات.. الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم، ترجمة تانيا ناجيا، منشورات دار الساقي، بيروت 2007، ط1. ص 257.

4- https://almasdaronline.com/articles/233859

 

5- https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1098

 

6- https://gijn.org/2021/06/03/%d9%83%d9%8a%d9%81%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%ae%d8%af%d8%a7%d9%85-%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d8%aa%d8%ba%d8%b7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

 

7- https://marebnews.net/news/14134/

 

8- https://republicanyemen.net/archives/28203

 

9- https://www.almashhad-alyemeni.com/208520

 

10- https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=8364

 

11- https://www.al-tagheerpress.com/news8813.html

 

12- https://althawra-news.net/news118017.html

 

13- https://youtu.be/AI_nSBwT0TE

 

14- https://www.eremnews.com/news/arab-world/yemen/2346202/amp

 

15- https://www.lebnow.com/?p=11746

 

16- https://www.facebook.com/SidqYem/posts/507896337250631

 

المزيد من المقالات

البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي Farah Radi Al-Daraawi
فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025