هل تراجعت قيم الصحافة في العصر الرقمي؟

 

من حيث الكم، تعيش الصحافة حالياً في أبهى عصورها؛ فالإنترنت مكّن مئات الصحف الرقمية من الظهور؛ فتضاعف عدد مديري النشر، وازداد عدد الصحفيين، وتعدّدت الميكروفونات الصحفية. 

وفي كل عام، يعلن عن مولود جديد، أو مواليد جديدة بين المؤسسات الصحفية لدرجة أن الانفجار في عدد المنصات الرقمية أو المواقع الإلكترونية خلال فترة من الفترات قد يكون دافعاً في التفكير في تنظيم النسل داخل جسم المقاولات الصحفية، وتفادي التناسل العشوائي، خصوصا أنه في بلد كالمغرب، أنشأت مؤسسات وشركات صغيرة قبل سنوات أكثر من موقع صحفي، بالمحتوى تقريباً، حتى تقوّي حضورها في الساحة وطبعاً حتى تقوّي حضورها للحصول على الدعم.

لكن من حيث الكيف، هل هذه الوفرة في المواقع والمنصات الرقمية رفعت من قيم الصحافة أو حافظت عليها على الأقل؟ هل تستمر قيم كمساءلة السلطة ومراقبتها والقيام بدور السلطة الرابعة كما كانت عليه من قبل؟ وهل يتم استحضار خدمة الصالح العام؟ وهل هناك حرص على تنوير الرأي العام؟

طبعاً في السابق لم يكن الوضع ورديا تماماً وكانت هناك الكثير من العثرات والإخفاقات، لكن مع ذلك كانت الصحف الورقية - وحتى الجيل الأول للصحف الرقمية - تملك نوعاً من السلطة الاعتبارية خصوصاً غداة إثارة ملفات معينة، ومن ذلك في المغرب تتبع لوائح اقتصاد الريع، وتشريح مجال الأعمال المرتبط بالسلطة، وأخيرا واقعة "خدام الدولة" عام 2016 التي كشفت شراء نافذين لقطع أرضية في مكان راق بأثمنة بخسة.

 

كلما كان المحتوى الصحفي عاطفياً ومتسقاً مع الاتجاه العام للجمهور كلما انتشر، وزيادة الانتشار هي الوصفة الأكثر تعبيراً عن النجاح حالياً بالنسبة للمؤسسات الصحفية.

 

 

والملاحظ أنه في الوقت الذي كثرت فيه عناوين المقاولات الصحفية في المنطقة قلّت فيه التعددية الصحفية، وأكثر ما ضاقت مساحته هو نقد السلطة ومساءلتها؛ إذ نجحت أنظمة عربية في جعل الخط الرسمي للدولة من أساسيات الأمن القومي، واستغلت بشكل كبير خيبات الربيع العربي، وإحباط فئات كبيرة من الشباب في تحقيق التغيير المنشود، لتمرّر فكرة أن السياسات الرسمية هي القادرة على تحقيق التقدم. وفي غمرة البحث عن تحقيق هدف مماثل، أدركت هذه الأنظمة أن الصحافة ساهمت - ولو بنزر قليل - في معرفة الجمهور بحقائق تثير الغضب الجماعي وبالنتيجة تحريك الشارع في تلك الانتفاضات، لذلك كان تطويع وترويض هذه الصحافة أمراً ضرورياً، ومن ذلك دفعها لتتخلى عن وظيفة مساءلة السلطة.

 

2
الخوارزميات زكّت صعود محتوى الإثارة والأخبار الكاذبة (غيتي).

 

 

تراجع الاستقصاء وصعود الترند

من أكثر الأجناس الصحفية التي كانت تدفع نحو مساءلة السلطة ومحاسبتها، التحقيقات الاستقصائية لكونها تبتعد عن اليومي وتهتم أكثر بالكشف عما يراد له أن يكون مخفياً.

تراجع هذا النوع بشكل كبير في الصحافة العربية، خصوصاً منها الرقمية. ويحدّد الصحفي مصعب الشوابكة أربعة أسباب تفسر هذا التعثر، أولا عودة الاستبداد السياسي بشكل قوي، ثم وجود ترسانة تشريعية تكبل الصحفيين و"تكرس مصلحة السلطة"، وغياب قوانين تسهل الولوج إلى المعلومات، وتحوّل القضاء إلى أحد "ملحقات السلطة في العديد من السلطويات العربية" (1).

نتيجة لذلك، أضحت جلّ المنصات تركّز على الأخبار التي لا تتجاوز 300 أو 500 كلمة، وعلى مواضيع الترند سواء أكان هذا الترند يحمل قيمة إخبارية تهم الرأي العام، أو غارقاً في الشعبوية ولا يخدم أيّ نقاش عام، والملاحظ أن تتبع الترند لا يهمّ فقط مؤسسات صحفية تبحث عن رفع أرقام المتابعة، ومن ثمة جلب المعلنين، ولكن كذلك مؤسسات صحفية مموّلة بشكل مباشر أو غير مباشر من جيوب دافعي الضرائب، وهي أيضا لا ترغب أن تكون خارج سوق التفاعل الرقمي.

فما هو الأهم؟ الترند وجلب اهتمام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بما يجعل من مقطع فيديو يتعدى مليون مشاهدة في ظرف أيام؟ أو إنجاز تحقيق يأخذ الكثير من الوقت وقد يخلق مشاكل للصحفي وللمؤسسة وقد ينتشر بشكل ضعيف، اللهم إذا كان قوياً ويفرض نفسه على الجمهور؟ الخيار الأول فيما يبدو أسلم للكثير من المؤسسات.

لكن كذلك لا يجب لوم الصحفيين، فمنصة أريج (2) – مثلا – تنشر من حين لآخر تحقيقات استقصائية مميزة، لكن حجم التفاعل معها على منصات التواصل يبقى ضعيفاً ولا يزيد أحياناً عن بضعة نقرات من الإعجاب وبضعة تعليقات لمواد صحفية بُذل فيها مجهود كبير. وهناك مثال آخر وهو موقع مغربي صاعد يدعى "هوامش" (3) ينشر من حين لآخر روبورتاجات معمقة وتحقيقات تكشف فسادا لدى بعض الدوائر في السلطة، ومع ذلك فمقارنة تفاعل الجمهور مع هذه التحقيقات يبقى أقل من التفاعل على صفحة الموقع ذاته من مقاطع فيديو لم تحتج إلى مجهود كبير من أجل الإنجاز.

 

الملاحظ أنه في الوقت الذي كثرت فيه عناوين المقاولات الصحفية في المنطقة قلّت فيه التعددية الصحفية، وأكثر ما ضاقت مساحته هو نقد السلطة ومساءلتها.

 

4
ضغط الجمهور يشكل عبئا كبيرا على جودة وقيم الصحافة الرقمية (تصوير: موسى قواسمة - رويترز).

 

 

 

 

 

 

عوامل خارج الصحافة

كما أن ما يساعد استمرار الصحافة في أداء دور المراقب هو حجم ثقة الجمهور في أدوارها ووجود تصوّر اجتماعي إيجابي تجاه العمل الصحفي. في منطقتنا عموماً، نظرة الناس إلى الصحفي كثيرا ما تتأثر بسلوكيات إعلام الإثارة أو بخرق عدد من الصحفيين لمواثيق الأخلاقيات وضعف إعدادهم، وغالباً ما يتم تنميط الصحفيين في قوالب سلبية، بينما في البلدان التي تتزعم ترتيب حرية الصحافة ومنها الدانمارك والمملكة المتحدة يظهر أن المواطنين عموماً راضون عن دور المراقبة في الصحافة، وخصوصاً التغطية السياسية، حتى وإن كان هناك خلط لدى الجمهور فيما يخصّ مفاهيم كالموضوعية والجودة والنقد (4).

العامل الآخر الذي يؤثر بشكل كبير على قدرة الصحافة القيام بهذا الدور هو اقتصادي بحت؛ فالأزمة الاقتصادية التي تعيشها الصحافة بسبب تراجع المداخيل ومحدودية نموذجها الاقتصادي القائم بشكل كبير على الإعلانات جعلت عدة مؤسسات صحفية تضحي بأقسام الاستقصاء، وحسب ما يذكره استطلاع لمؤشر الإعلام لأجل الديمقراطية عام 2021، فالصحافة الاستقصائية، ورغم أدوارها الكبيرة في المسار الديمقراطي، فقد باتت باهظة السعر، ما أدى إلى تقزيم الميزانيات المخصصة لها عبر العالم، وخفض عدد الصحفيين العاملين فيها، ما نجم عنه تأثير سلبي على الإعلام الرقابي (watchdog journalism) في العالم أجمع، رغم إيمان مواطني عدة بلدان متقدمة بأهمية هذا النوع من الصحافة (5).

 

6
لابد من إيجاد صيغة اقتصادية  للحفاظ على استقلالية المنصات الرقمية (غيتي).

 

 

الصالح العام وتنوير الجمهور.. آخر الاهتمامات

لكن المعضلة لا تخصّ فقط التحقيقات الاستقصائية؛ فإذا كان إنجاز هذه الأخيرة مكلفاً للغاية فإن الإنتاج الصحفي على المنصات الرقمية بشكل عام لا يراعي بالضرورة ما يهم الصالح العام.

هذا المفهوم بدوره أضحى "جد ملتبس، خصوصاً في قضاياً الحياة الخاصة"، ومن ذلك القصص التي تتبع الأسرار العائلية للشخصيات العامة، فضلاً عن وجود ارتباك في "ربط كل ما يشدّ انتباه فئات معينة بالصالح العام" حسب ما تشير إليه شبكة الصحافة الأخلاقية التي تؤكد أن ما "يهم الصالح العام يعني وجود مجتمع صحي يقوم بأدواره، حيث تلعب الصحافة دوراً رئيسيا داخل النسق الديمقراطي، عبر منح المواطنين المعلومة التي تجعلهم يساهمون في هذا المسار الديمقراطي"(6).

فهل ما ينشر حالياً في الكثير من المواقع يساهم في بناء مسار ديمقراطي في منطقة تأخر فيها وصول هذا المسار إلى هدفه؟ أحياناً يظهر الأمر كذلك عندما يتعلق الأمر بصحافة تمارس دور الإخبار – ونادرا التحليل والكشف - في قضايا تشهد نقاشاً عمومياً صحياً، وقد يظهر حتى عندما يتعلّق الأمر بالترفيه ككرة القدم والفنون، لكن كثيراً ما تنزاح التغطية نحو الشعبوية وتغطية انفعالية تخاطب العواطف لا العقول، والبتر من السياق، ومسايرة وسائل التواصل في نقاشات تستنزف الوقت وتنتهي كما بدأت دون نتيجة، وغلبة أخبار الدعاية وتزويق الرواية الرسمية وغير ذلك ممّا يضلل الرأي العام ولا يخدم مصلحته.

 

 

ما يساعد استمرار الصحافة في أداء دور المراقب هو حجم ثقة الجمهور في أدوارها ووجود تصوّر اجتماعي إيجابي تجاه العمل الصحفي.

 

وأيا كانت نظرتنا إليها، فالصحافة ولاسيما الرقمية تملك دوراً كبيراً في تشكيل الوعي لدى الجمهور، أو على الأقل تكريس قناعاته حول قضايا معينة وأحياناً إقناعه بوجهات نظر معيّنة مغلفة في طريقة انتقاء وتقديم وصياغة الأخبار – ما يتدثر تحت عبارة الخط التحريري للمؤسسة.

مثال ذلك أن تغطية عدد من المواقع العربية للغزو الروسي لأوكرانيا نحا نحو انتقاء ما يبرز تناقضات الغرب وإخفاقه في امتحان القيم، مقابل تجاهل كبير للواقعة الأصل؛ أي انتهاك سيادة دولة واحتلالها، والملاحظ أنه كلما كانت التغطية الإخبارية تتماهى مع ما يخدم الأفكار المسبقة للجمهور كلما حققت المواد الإخبارية، ومنها السياسية، انتشاراً كبيراً، ما يجعل الصحافة في المنطقة تكرّس الأفكار النمطية الجاهزة بدل تنوير الرأي العام، خصوصا مع مقاومة هذا الأخير للمحتوى النقدي الذي يسائل ما هو سائد.

وباختصار، فكلما كان المحتوى الصحفي عاطفياً ومتسقاً مع الاتجاه العام للجمهور كلما انتشر، وزيادة الانتشار هي الوصفة الأكثر تعبيراً عن النجاح حالياً بالنسبة للمؤسسات الصحفية.

صحيح أن الوضع ليس مظلماً بشكل تام، وهناك محاولات متعددة لخلق صحافة رقمية عربية جادة مقتنعة بتنوير الرأي العام، لكن التحديات الكبيرة، سواء منها الاقتصادي أو السياسي أو التقني المتجسد في خوارزميات زكّت صعود محتوى الإثارة والأخبار الكاذبة، تجعل الصحافة بين خيارين: الأول مسايرة الوضع مع ما يعنيه ذلك من ادخار في الجهد والمال وتفادي المشاكل مع السلطة، والثاني محاولة القبض على جمر قيم الصحافة مع ما قد ينتج عنه من تحديات قد تنتهي بإغلاق المنصات ذات يوم تحت اقتناع بالآية القرآنية "لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها".  

 

 

أضحت جلّ المنصات تركّز على الأخبار التي لا تتجاوز 300 أو 500 كلمة، وعلى مواضيع الترند سواء أكان هذا الترند يحمل قيمة إخبارية تهم الرأي العام، أو غارقاً في الشعبوية.

 

 

 

مراجع 

 

1)    عن أسباب تعثر الصحافة الاستقصائية في العالم العربي – مصعب الشوابكة – مجلة الصحافةhttps://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1972

 

2) https://arij.net/

3) https://hawamich.info/

4)    Is Watchdog Journalism Satisfactory Journalism? Nael Jebril University of Oxford, UK  

5) Investigative journalism and the watchdog role of news media 

6) 

https://ethicaljournalismnetwork.org/the-public-interest 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023
العمل الحر في الصحافة.. الحرية مقابل التضحية

رغم أن مفهوم "الفريلانسر" في الصحافة يطلق، عادة، على العمل الحر المتحرر من الالتزامات المؤسسية، لكن تطور هذه الممارسة أبرز أشكالا جديدة لجأت إليها الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة بعد جائحة كورونا.

لندا شلش نشرت في: 18 سبتمبر, 2023