هل تراجعت قيم الصحافة في العصر الرقمي؟

 

من حيث الكم، تعيش الصحافة حالياً في أبهى عصورها؛ فالإنترنت مكّن مئات الصحف الرقمية من الظهور؛ فتضاعف عدد مديري النشر، وازداد عدد الصحفيين، وتعدّدت الميكروفونات الصحفية. 

وفي كل عام، يعلن عن مولود جديد، أو مواليد جديدة بين المؤسسات الصحفية لدرجة أن الانفجار في عدد المنصات الرقمية أو المواقع الإلكترونية خلال فترة من الفترات قد يكون دافعاً في التفكير في تنظيم النسل داخل جسم المقاولات الصحفية، وتفادي التناسل العشوائي، خصوصا أنه في بلد كالمغرب، أنشأت مؤسسات وشركات صغيرة قبل سنوات أكثر من موقع صحفي، بالمحتوى تقريباً، حتى تقوّي حضورها في الساحة وطبعاً حتى تقوّي حضورها للحصول على الدعم.

لكن من حيث الكيف، هل هذه الوفرة في المواقع والمنصات الرقمية رفعت من قيم الصحافة أو حافظت عليها على الأقل؟ هل تستمر قيم كمساءلة السلطة ومراقبتها والقيام بدور السلطة الرابعة كما كانت عليه من قبل؟ وهل يتم استحضار خدمة الصالح العام؟ وهل هناك حرص على تنوير الرأي العام؟

طبعاً في السابق لم يكن الوضع ورديا تماماً وكانت هناك الكثير من العثرات والإخفاقات، لكن مع ذلك كانت الصحف الورقية - وحتى الجيل الأول للصحف الرقمية - تملك نوعاً من السلطة الاعتبارية خصوصاً غداة إثارة ملفات معينة، ومن ذلك في المغرب تتبع لوائح اقتصاد الريع، وتشريح مجال الأعمال المرتبط بالسلطة، وأخيرا واقعة "خدام الدولة" عام 2016 التي كشفت شراء نافذين لقطع أرضية في مكان راق بأثمنة بخسة.

 

كلما كان المحتوى الصحفي عاطفياً ومتسقاً مع الاتجاه العام للجمهور كلما انتشر، وزيادة الانتشار هي الوصفة الأكثر تعبيراً عن النجاح حالياً بالنسبة للمؤسسات الصحفية.

 

 

والملاحظ أنه في الوقت الذي كثرت فيه عناوين المقاولات الصحفية في المنطقة قلّت فيه التعددية الصحفية، وأكثر ما ضاقت مساحته هو نقد السلطة ومساءلتها؛ إذ نجحت أنظمة عربية في جعل الخط الرسمي للدولة من أساسيات الأمن القومي، واستغلت بشكل كبير خيبات الربيع العربي، وإحباط فئات كبيرة من الشباب في تحقيق التغيير المنشود، لتمرّر فكرة أن السياسات الرسمية هي القادرة على تحقيق التقدم. وفي غمرة البحث عن تحقيق هدف مماثل، أدركت هذه الأنظمة أن الصحافة ساهمت - ولو بنزر قليل - في معرفة الجمهور بحقائق تثير الغضب الجماعي وبالنتيجة تحريك الشارع في تلك الانتفاضات، لذلك كان تطويع وترويض هذه الصحافة أمراً ضرورياً، ومن ذلك دفعها لتتخلى عن وظيفة مساءلة السلطة.

 

2
الخوارزميات زكّت صعود محتوى الإثارة والأخبار الكاذبة (غيتي).

 

 

تراجع الاستقصاء وصعود الترند

من أكثر الأجناس الصحفية التي كانت تدفع نحو مساءلة السلطة ومحاسبتها، التحقيقات الاستقصائية لكونها تبتعد عن اليومي وتهتم أكثر بالكشف عما يراد له أن يكون مخفياً.

تراجع هذا النوع بشكل كبير في الصحافة العربية، خصوصاً منها الرقمية. ويحدّد الصحفي مصعب الشوابكة أربعة أسباب تفسر هذا التعثر، أولا عودة الاستبداد السياسي بشكل قوي، ثم وجود ترسانة تشريعية تكبل الصحفيين و"تكرس مصلحة السلطة"، وغياب قوانين تسهل الولوج إلى المعلومات، وتحوّل القضاء إلى أحد "ملحقات السلطة في العديد من السلطويات العربية" (1).

نتيجة لذلك، أضحت جلّ المنصات تركّز على الأخبار التي لا تتجاوز 300 أو 500 كلمة، وعلى مواضيع الترند سواء أكان هذا الترند يحمل قيمة إخبارية تهم الرأي العام، أو غارقاً في الشعبوية ولا يخدم أيّ نقاش عام، والملاحظ أن تتبع الترند لا يهمّ فقط مؤسسات صحفية تبحث عن رفع أرقام المتابعة، ومن ثمة جلب المعلنين، ولكن كذلك مؤسسات صحفية مموّلة بشكل مباشر أو غير مباشر من جيوب دافعي الضرائب، وهي أيضا لا ترغب أن تكون خارج سوق التفاعل الرقمي.

فما هو الأهم؟ الترند وجلب اهتمام مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بما يجعل من مقطع فيديو يتعدى مليون مشاهدة في ظرف أيام؟ أو إنجاز تحقيق يأخذ الكثير من الوقت وقد يخلق مشاكل للصحفي وللمؤسسة وقد ينتشر بشكل ضعيف، اللهم إذا كان قوياً ويفرض نفسه على الجمهور؟ الخيار الأول فيما يبدو أسلم للكثير من المؤسسات.

لكن كذلك لا يجب لوم الصحفيين، فمنصة أريج (2) – مثلا – تنشر من حين لآخر تحقيقات استقصائية مميزة، لكن حجم التفاعل معها على منصات التواصل يبقى ضعيفاً ولا يزيد أحياناً عن بضعة نقرات من الإعجاب وبضعة تعليقات لمواد صحفية بُذل فيها مجهود كبير. وهناك مثال آخر وهو موقع مغربي صاعد يدعى "هوامش" (3) ينشر من حين لآخر روبورتاجات معمقة وتحقيقات تكشف فسادا لدى بعض الدوائر في السلطة، ومع ذلك فمقارنة تفاعل الجمهور مع هذه التحقيقات يبقى أقل من التفاعل على صفحة الموقع ذاته من مقاطع فيديو لم تحتج إلى مجهود كبير من أجل الإنجاز.

 

الملاحظ أنه في الوقت الذي كثرت فيه عناوين المقاولات الصحفية في المنطقة قلّت فيه التعددية الصحفية، وأكثر ما ضاقت مساحته هو نقد السلطة ومساءلتها.

 

4
ضغط الجمهور يشكل عبئا كبيرا على جودة وقيم الصحافة الرقمية (تصوير: موسى قواسمة - رويترز).

 

 

 

 

 

 

عوامل خارج الصحافة

كما أن ما يساعد استمرار الصحافة في أداء دور المراقب هو حجم ثقة الجمهور في أدوارها ووجود تصوّر اجتماعي إيجابي تجاه العمل الصحفي. في منطقتنا عموماً، نظرة الناس إلى الصحفي كثيرا ما تتأثر بسلوكيات إعلام الإثارة أو بخرق عدد من الصحفيين لمواثيق الأخلاقيات وضعف إعدادهم، وغالباً ما يتم تنميط الصحفيين في قوالب سلبية، بينما في البلدان التي تتزعم ترتيب حرية الصحافة ومنها الدانمارك والمملكة المتحدة يظهر أن المواطنين عموماً راضون عن دور المراقبة في الصحافة، وخصوصاً التغطية السياسية، حتى وإن كان هناك خلط لدى الجمهور فيما يخصّ مفاهيم كالموضوعية والجودة والنقد (4).

العامل الآخر الذي يؤثر بشكل كبير على قدرة الصحافة القيام بهذا الدور هو اقتصادي بحت؛ فالأزمة الاقتصادية التي تعيشها الصحافة بسبب تراجع المداخيل ومحدودية نموذجها الاقتصادي القائم بشكل كبير على الإعلانات جعلت عدة مؤسسات صحفية تضحي بأقسام الاستقصاء، وحسب ما يذكره استطلاع لمؤشر الإعلام لأجل الديمقراطية عام 2021، فالصحافة الاستقصائية، ورغم أدوارها الكبيرة في المسار الديمقراطي، فقد باتت باهظة السعر، ما أدى إلى تقزيم الميزانيات المخصصة لها عبر العالم، وخفض عدد الصحفيين العاملين فيها، ما نجم عنه تأثير سلبي على الإعلام الرقابي (watchdog journalism) في العالم أجمع، رغم إيمان مواطني عدة بلدان متقدمة بأهمية هذا النوع من الصحافة (5).

 

6
لابد من إيجاد صيغة اقتصادية  للحفاظ على استقلالية المنصات الرقمية (غيتي).

 

 

الصالح العام وتنوير الجمهور.. آخر الاهتمامات

لكن المعضلة لا تخصّ فقط التحقيقات الاستقصائية؛ فإذا كان إنجاز هذه الأخيرة مكلفاً للغاية فإن الإنتاج الصحفي على المنصات الرقمية بشكل عام لا يراعي بالضرورة ما يهم الصالح العام.

هذا المفهوم بدوره أضحى "جد ملتبس، خصوصاً في قضاياً الحياة الخاصة"، ومن ذلك القصص التي تتبع الأسرار العائلية للشخصيات العامة، فضلاً عن وجود ارتباك في "ربط كل ما يشدّ انتباه فئات معينة بالصالح العام" حسب ما تشير إليه شبكة الصحافة الأخلاقية التي تؤكد أن ما "يهم الصالح العام يعني وجود مجتمع صحي يقوم بأدواره، حيث تلعب الصحافة دوراً رئيسيا داخل النسق الديمقراطي، عبر منح المواطنين المعلومة التي تجعلهم يساهمون في هذا المسار الديمقراطي"(6).

فهل ما ينشر حالياً في الكثير من المواقع يساهم في بناء مسار ديمقراطي في منطقة تأخر فيها وصول هذا المسار إلى هدفه؟ أحياناً يظهر الأمر كذلك عندما يتعلق الأمر بصحافة تمارس دور الإخبار – ونادرا التحليل والكشف - في قضايا تشهد نقاشاً عمومياً صحياً، وقد يظهر حتى عندما يتعلّق الأمر بالترفيه ككرة القدم والفنون، لكن كثيراً ما تنزاح التغطية نحو الشعبوية وتغطية انفعالية تخاطب العواطف لا العقول، والبتر من السياق، ومسايرة وسائل التواصل في نقاشات تستنزف الوقت وتنتهي كما بدأت دون نتيجة، وغلبة أخبار الدعاية وتزويق الرواية الرسمية وغير ذلك ممّا يضلل الرأي العام ولا يخدم مصلحته.

 

 

ما يساعد استمرار الصحافة في أداء دور المراقب هو حجم ثقة الجمهور في أدوارها ووجود تصوّر اجتماعي إيجابي تجاه العمل الصحفي.

 

وأيا كانت نظرتنا إليها، فالصحافة ولاسيما الرقمية تملك دوراً كبيراً في تشكيل الوعي لدى الجمهور، أو على الأقل تكريس قناعاته حول قضايا معينة وأحياناً إقناعه بوجهات نظر معيّنة مغلفة في طريقة انتقاء وتقديم وصياغة الأخبار – ما يتدثر تحت عبارة الخط التحريري للمؤسسة.

مثال ذلك أن تغطية عدد من المواقع العربية للغزو الروسي لأوكرانيا نحا نحو انتقاء ما يبرز تناقضات الغرب وإخفاقه في امتحان القيم، مقابل تجاهل كبير للواقعة الأصل؛ أي انتهاك سيادة دولة واحتلالها، والملاحظ أنه كلما كانت التغطية الإخبارية تتماهى مع ما يخدم الأفكار المسبقة للجمهور كلما حققت المواد الإخبارية، ومنها السياسية، انتشاراً كبيراً، ما يجعل الصحافة في المنطقة تكرّس الأفكار النمطية الجاهزة بدل تنوير الرأي العام، خصوصا مع مقاومة هذا الأخير للمحتوى النقدي الذي يسائل ما هو سائد.

وباختصار، فكلما كان المحتوى الصحفي عاطفياً ومتسقاً مع الاتجاه العام للجمهور كلما انتشر، وزيادة الانتشار هي الوصفة الأكثر تعبيراً عن النجاح حالياً بالنسبة للمؤسسات الصحفية.

صحيح أن الوضع ليس مظلماً بشكل تام، وهناك محاولات متعددة لخلق صحافة رقمية عربية جادة مقتنعة بتنوير الرأي العام، لكن التحديات الكبيرة، سواء منها الاقتصادي أو السياسي أو التقني المتجسد في خوارزميات زكّت صعود محتوى الإثارة والأخبار الكاذبة، تجعل الصحافة بين خيارين: الأول مسايرة الوضع مع ما يعنيه ذلك من ادخار في الجهد والمال وتفادي المشاكل مع السلطة، والثاني محاولة القبض على جمر قيم الصحافة مع ما قد ينتج عنه من تحديات قد تنتهي بإغلاق المنصات ذات يوم تحت اقتناع بالآية القرآنية "لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها".  

 

 

أضحت جلّ المنصات تركّز على الأخبار التي لا تتجاوز 300 أو 500 كلمة، وعلى مواضيع الترند سواء أكان هذا الترند يحمل قيمة إخبارية تهم الرأي العام، أو غارقاً في الشعبوية.

 

 

 

مراجع 

 

1)    عن أسباب تعثر الصحافة الاستقصائية في العالم العربي – مصعب الشوابكة – مجلة الصحافةhttps://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/1972

 

2) https://arij.net/

3) https://hawamich.info/

4)    Is Watchdog Journalism Satisfactory Journalism? Nael Jebril University of Oxford, UK  

5) Investigative journalism and the watchdog role of news media 

6) 

https://ethicaljournalismnetwork.org/the-public-interest 

 

 

 

 

 

المزيد من المقالات

جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
تأثير إفلات سلطة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب على ممارسة المهنة بفلسطين

صنفت لجنة حماية الصحفيين الاحتلال الإسرائيلي في مقدمة المفلتين من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين. الزميل ياسر أحمد قشي، رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، يشرح في المقال كيف فشلت المنظومة الأممية في حماية "شهود الحقيقة" في فلسطين.

ياسر أحمد قشي نشرت في: 3 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
تاريخ الصحافة.. من مراقبة السلطة السياسية إلى حمايتها

انبثقت الصحافة من فكرة مراقبة السلطة السياسية وكشف انتهاكاتها، لكن مسار تطورها المرتبط بتعقد الفساد السياسي جعلها أداة في يد "الرأسمالية". يقدم المقال قراءة تاريخية في العلاقة الصعبة بين الصحافة والسياسة.

نصر السعيدي نشرت في: 26 سبتمبر, 2024
حرية الصحافة بالأردن والقراءة غير الدستورية

منذ إقرار قانون الجرائم الإلكترونية بالأردن، دخلت حرية الرأي والتعبير مرحلة مقلقة موسومة باعتقال الصحفيين والتضييق على وسائل الإعلام. يقدم مصعب شوابكة قراءة دستورية مستندة على اجتهادات وأحكام تنتصر لحرية التعبير في ظرفية تحتاج فيها البلاد لتنوع الآراء في مواجهة اليمين الإسرائيلي.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 8 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
إرهاق الأخبار وتجنبها.. ما الذي عكر مزاج جمهور وسائل الإعلام؟

أبرزت دراسة  أجريت على 12 ألف بالغ أمريكي، أن الثلثين منهم يعترفون بأنهم "منهكون" بسبب الكم الهائل من الأخبار التي تقدم لهم. لماذا يشعر الجمهور بالإرهاق من الأخبار؟ وهل أصبح يتجنبها وتؤثر عليه نفسيا؟ وكيف يمكن لوسائل الإعلام أن تستعيد الثقة في جمهورها؟

عثمان كباشي نشرت في: 1 سبتمبر, 2024
كليات الصحافة في الصومال.. معركة الأنفاس الأخيرة

لا تزال كليات الصحافة في الصومال تسير بخطى بطيئة جدا متأثرة بسياق سياسي مضطرب. أكاديمية الصومال للإعلام الرقمي تحاول بشراكة مع الجامعات بناء صحفيي المستقبل.

الشافعي أبتدون نشرت في: 27 أغسطس, 2024
كيف تستفيد الصحافة من أدوات العلوم الاجتماعية؟

حينما سئل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو عن رأيه في مساهمة الضواحي في الانتخابات، أجاب أنه لا يمكن اختصار عقود كاملة من الاستعمار والمشاكل المعقدة في 10 دقائق. تظهر قيمة العلوم الاجتماعية في إسناد الصحافة حين تعالج قضايا المجتمع والسلطة والهوية في سبيل صحافة أكثر جودة.

رحاب ظاهري نشرت في: 21 أغسطس, 2024
هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

تقدم فاطمة الزهراء زايدي في هذه الورقة تجربتها في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية. صعوبة الولوج إلى التدريب، عتاقة المناهج الدراسية، أساليب التلقين التلقيدية، والتوظيف بـ "الواسطة" يفرخ "جيشا" من الصحفيين يواجهون البطالة.

فاطمة الزهراء الزايدي نشرت في: 11 أغسطس, 2024
البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024