كيف تجري المقابلات مع الناجين من الكوارث والحوادث المؤلمة؟

التعريف الأكثر حيوية للمقابلات الصحفية هي أنّها "نقل المعلومة من إنسان إلى إنسان"، وسياق هذا التعريف يؤكّد أنّها عملية غير مضمونة دائمًا ولكنّها تبقى الحل الوحيد لتوليد ما لدى إنسان من معلومات وحقائق ومشاهدات.

ولكن في الحديث عن المقابلات مع أشخاص ناجين من الصدمات فإن نسبة "عدم ضمان نجاحها" يصبح أكبر، مع الأخذ بعين الاعتبار الظرف النفسي للشخص، والسياق العام الذي تجري فيه المقابلة، حيث إنه قد يكون بعد ساعات من وقوع كارثة طبيعية، أو عقب هجوم عسكري أدّى لفظائع مروّعة، وفي نفس الوقت قد يكون بعد أيام من فقدان أم لأحد أبنائها.

بالتزامن مع وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، من الطبيعي أن يلجأ الصحفيون لإجراء المقابلات، سواء مع ذوي الضحايا أو أشخاص متضرّرين فقدوا منازلهم، أو مسعفين أو حتّى جمعيات خيرية ومسؤولين.

 

1
عمدت الكثير من وسائل الإعلام خلال زلزال تركيا وسوريا إلى مقابلة ناجين يوجدون في حالة صدمة دون أي قيمة صحفية.

 

في هذه الحالة لا تنتهي حدود الأشخاص الذين يمكن مقابلتهم، فقد يتم مقابلة شخصٍ مازال يعتقد أن عائلته أحياءٌ تحت الأنقاض، وآخر يحفر قبورًا للضحايا، وناجٍ مازال يعيش الصدمة... إلخ

في الحالة السورية، لا يُعتبر هذا النوع من المقابلات جديدًا لكون البلاد تعاني من حربٍ شرسة عمرها نحو 12 عاما، ارتُكبت فيها كل الأنواع التي يعرفها الإنسان من الفظائع، وكما كانت هناك جهود استثنائية لتغطيتها ونقل معاناة الناس، ارتُكبت أخطاءٌ مهنيةٌ جسيمةٌ لا يمكن إحصاؤها.

وبالتزامن مع التغطية المفتوحة للزلزال وتداعياته القريبة وطويلة الأجل، تقف "مجلّة الصحافة" في هذا التقرير، عند بعض النصائح المهنية والأخلاقية التي تبقى في مرحلة عدم ضمان نجاح المقابلات، ولكنّها قد ترفع احتمالية الحصول على معلومات جيدة وتضمن احترام حقوق الناس.

يأتي ذلك بالتزامن مع تخبّط التغطية - التي رافقت الزلازل - وعشوائيتها، وتدخّل صنّاع المحتوى للخلط بين التغطية الصحفية والمناشدة لجمع التبرّعات، وبين دمج صناعة المحتوى مع التغطية غير الخبرية لتبعات الزلزال، الأمر الذي زاد من التشويش.

 

في الحديث عن المقابلات الصحفية في مناطق "الكوارث"، بدا أن جميع المتضرّرين لم يحظوا بفرصة الاستماع إليهم، بل فرض "الترند" شروطه كما جرت العادة.

 

الجميع يستحق صوتًا على وسائل الإعلام

 في الحديث عن المقابلات الصحفية في مناطق "الكوارث"، بدا أن جميع المتضرّرين لم يحظوا بفرصة الاستماع إليهم بل فرض "الترند" شروطه كما جرت العادة.

على الرغم من حجم المعاناة الكارثي، لكن غالبية وسائل الإعلام تبنّت التغطية والتركيز على حالات معيّنة، بعد أن لاقت قصصها المأساوية "شهرة" على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم جدلية كلمة "شهرة" في هذا السياق، غير أن وصفها يبدو أقرب للواقع، إذ غابت التغطية عن الجميع، والبحث عن قصص الناس ومآسيهم المختلفة، مقابل تسابق وسائل الإعلام إلى تبنّي حالات محدّدة بعينها، ومحاولة تكثيف التغطية والقصص حول تلك الحالات.

هذا الأمر ليس مرتبطًا بالزلزال، بل هو جزء من موجة "الترند" الذي بدأ يقود وسائل الإعلام الباحثة عن استمرار التأثير والوصول إلى جمهور أوسع، وإن كان من شأنه أن يغيّب الأثر الجمعي - للمأساة - الذي ألحق خسائر فادحة ومتفاوتة بشرية ومادية ونفسية.

على الرغم من أن التركيز على "بطل" للقصة يُعتبر تقنية سردية تساهم في نجاح إيصال المعاناة، لكن في نفس الوقت تؤدّي المبالغة في هذا التركيز على تمييع مأساة أشمل لباقي المتضرّرين، وهو الأمر الذي حصل خلال التغطية سواء في سوريا أو تركيا، حيث تم التركيز على حالات محدّدة في حين لم تحظَ حالات أخرى بذات القدر من الاهتمام.

 

2
يجب إدراك أن مقابلة الناجين يتطلب حذرا مهنيا كبيرا.

 

التحضير اللوجستي للمقابلة

من البديهي ألّا تتشابه المقابلة الصحفية مع أشخاص ناجين من كارثة الزلزال، مع مقابلة شخص يتحدّث عن وجبته المفضّلة وكيفية طهيها بأفضل طريقة، في كلتا الحالتين تحتاج المقابلة إلى تحضير مسبق.

غير أن استحقاقات مقابلة الناجين من الكوارث تتطلّب مزيدًا من التركيز في التحضير اللوجيستي لها، وهو يختلف عن التحضير المعلوماتي للمقابلة، من قبل التسلّح بالمعلومات الكافية عن خلفية الموضوع وطرح أسئلة مركّزة وواضحة تجعل الإجابة سهلة على الضيف.

تشمل التحضيرات اللوجيستية في حالات النجاة من الكوارث بشكلٍ عام، اختيار المكان المناسب للمقابلة مسبقًا. البعض لا يفضّل الحديث أمام الناس، وقد ينهار بكاء أو غضبًا من شدّة الأهوال التي مرَّ بها، وهذا ما حدث معي بالفعل في أكثر من مقابلة أجريتُها.

إضافةً لذلك يتضمّن الإعداد اللوجيستي تحضير الضيف عاطفيًا، ليكون جاهزًا للحديث بأريحية عن أهوال شاهدها أو خسائر فادحة تعرّض لها. ولعل الطريقة الأضمن تكمن في محاولة كسر الجليد، عبر إبعاد الصحفي معدّات التسجيل والتصوير عنه، وفتح نقاش ودّي يكسر الجليد مع المصدر ويجعله يشعر بالراحة ليباشر حديثه، وفي نفس الوقت يجعل الصحفي أكثر قدرة على تحديد الحالة النفسية والمعنوية للمصدر ما يسهّل عليه تسيير المقابلة.

يُعتبر اختيار زمان المقابلة وتوقيتها واحدًا من عناصر التحضير اللوجيستي التي لا غنى عنها، فخلال الحرب السورية كان صحفيون يحاولون إجراء مقابلات مع أشخاص مفجوعين بعد لحظاتٍ من القصف وما خلّفه من خسائر بشرية لأسرهم، البعض منهم كان يحتد من طلب مقابلته وآخرين كانوا ينفجرون بكاء وغضبًا أمام الكاميرات، وفي كلتا الحالتين من الصعب تحصيل أي قدر منطقي من المعلومات والمشاعر من المقابلة في هذا التوقيت.

أما بالنسبة للمدّة الزمنية للمقابلة، فالتجارب الميدانية تؤكّد أنه ليس من الضروري أن يحصل الصحفي على كل شيء، سيما أن ظرف ما بعد الكوارث دائمًا يتطلّب احترام عدم مقدرة الناس على التحدّث والشرح المسهب والإجابة على كل الأسئلة، في بعض الأحيان أظهرت المصادر بعد الفظائع تعابير في لغة الجسد كانت تشرح أنّها تريد التوقّف عن التحدّث.

 

على الرغم من أن التركيز على "بطل" للقصة يُعتبر تقنية سردية تساهم في نجاح إيصال المعاناة، لكن في نفس الوقت تؤدّي المبالغة في هذا التركيز على تمييع مأساة أشمل لباقي المتضرّرين.

 

تسليم الإيقاع للضيف

المعروف أن لكل مقابلة صحفية إيقاعٌ يعتمد على خصوصيتها، فإجراء مقابلة مع ناجٍ من كارثة لا يمكن تشبيهه بمقابلة المواجهة مع مسؤول متّهم بانتهاكٍ ما لمواجهتهِ بالوثائق التي تدينه. هذه الأخيرة لديها نفس اتهاميً وحادً، وقد ينتهي في كثيرٍ من الأحيان في احتداد النقاش بين الصحفي المحاور ومصدره.

في حالة مقابلة من نجوا من ذكريات أليمة، تنصح التجارب بتسليمهم إيقاع المقابلة كاملا إلى المصدر، وجعله يتحدّث بالطريقة التي يراها مريحة له. أفضت هذه الطريقة أنها تمنح راحة أكبر للمصدر ونتائج أكثر أهمية من حيث المعلومات والمشاعر والخبرة الشخصية بعد الحوادث الأليمة.

أما عن كيفية تسليم إيقاع المقابلة للمصدر، فيتطلب ثلاث خطوات، وهي الشرح للمصدر بأنه سيتحدّث بمنتهى الأريحية خلال المقابلة، وطرح أسئلة تتطلّب إسهابًا وشرحًا عمّا جرى معه، وعن ردّات فعله وانفعالاته العاطفية، وأخيرًا الامتناع عن طرح الأسئلة التي تضعه محل تشكيك أو استجواب ولوم.

كما أن التواصل اللفظي والبصري والإنصات بجميع الحواس مهم هنا؛ لأنه يعطي المصدر مزيدًا من الثقة بأهمية روايته للمصلحة العامة.

 

الابتعاد عن المبالغة العاطفية

حتّى الآن مازال هناك اعتقادٌ سائدٌ بأن مقابلة الناجين من الكوارث والحروب يجب أن تتضمّن مشاهد مشبعة بالمبالغة العاطفية، واستحضار الذكريات المؤلمة والبكاء، حتّى إن بعض الصحفيين يلجؤون لقيادة المقابلة حتّى ينتهي الأمر بها في الانهيار العاطفي والنفسي، حتّى لو كان ذلك على حساب الرغبة المسبقة للمصدر.

من الجيد طرح أسئلة عن تفاصيل ما جرى، وعن تفاصيل النجاة، والخسائر التي مني بها الشخص، وانطباعاته العاطفية الحالية، وخططه لتعويد نفسه الصمود، غير أن التركيز على استحضار الذكريات المؤلمة أو استحضار أقارب المصدر الذين قُتلوا أو فقدوا ليس له قيمة إخبارية أو حتّى إنسانية لتزيد تعاطف الرأي العام مع هؤلاء الناجين؛ لأن الأحداث التي مرّوا بها بحد ذاتها كافية لإثارة هذا التعاطف.

 

التركيز على استحضار الذكريات المؤلمة أو استحضار أقارب المصدر الذين قُتلوا أو فقدوا ليس له قيمة إخبارية أو حتّى إنسانية لتزيد تعاطف الرأي العام مع هؤلاء الناجين؛ لأن الأحداث التي مرّوا بها بحد ذاتها كافية لإثارة هذا التعاطف.

 

تدقيق المعلومات وترتيب الأحداث

هناك الكثير من التفسيرات في علم النفس التي تشرح شدّة الأثر النفسي للأشخاص الذين عاصروا أحداثًا أليمةً قد لا يفهمها الصحفي، ولكن من المهم دائمًا توقّع وجودها وأثرها خلال إجراء المقابلة، ففي بعض الأحيان تسرد المصادر أحداثًا غير دقيقة تاريخيًا، أو غير مرتّبة زمنيًا، وفي بعض الأحيان هناك معلومات ووقائع يصرحون بها ولكنّها غير منطقية الحدوث، وهذا أمرٌ طبيعي قد يستمر حتّى لأسابيع مع بعد هذه الأحداث الأليمة وفي بعض الأحيان لفترةٍ أطول.

في حال لم يجد الصحفي فرصةً للتحقّق منها مباشرةً خلال المقابلة مع الضيف، لا بد هنا من تدقيق الحقائق والمعلومات مرّة أخرى، ومقارنتها مع شهادات أخرى، إضافةً إلى إجراء بحوث كافية من المصادر المتنوّعة للتحقّق من أن كل ما ورد في المقابلة صحيح.

 

المزيد من المقالات

الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
الذكاء الاصطناعي "المسلح".. "ضيف" ثقيل على منصات التدقيق

تعقدت مهمة مدققي المعلومات في حرب الإبادة الجماعية على فلسطين بعدما لجأ الاحتلال إلى توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف لممارسة التضليل. كيف أصبح الذكاء الاصطناعي قادرا على التأثير زمن الحروب، وماهي خطة مدققي المعلومات لمواجهة هذا "الضيف الثقيل" على غرف الأخبار؟

أحمد العرجا نشرت في: 30 سبتمبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024