"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في مقطع مصور يظهر صوت أحمد حجازي من خلف الكاميرا، بينما الصورة لرجل في أواخر الخمسينيات برفقة أربعة من أبنائه، يرفعون أيديهم أمام جنود وقناصة الاحتلال في منطقة مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة.

يُحدِّث الرجل أحمد وهو يرفع في يد هويته الشخصية، وفي الأخرى راية بيضاء: "نريد العودة إلى بيتنا كي نُخرِج بقية أفراد عائلتنا... نحو 50 فردا ما زالوا محاصرين هناك حتى اللحظة".

الرجل مضى، وكاميرا أحمد تتبعه، حتى إذا ما ابتعد بضع خطوات، أطلق قناص نيران رشاشه عليه فأرداه على الفور شهيدا. المشهد لم ينته! عاد أحمد ليصور انتشاله وسط استمرار إطلاق النار، ثم هرول معه ومع الشبان الذين هبوا لحمل جثمانه باتجاه جامعة الأقصى، حيث لجأ الناس احتماء من الرصاص المنهمر.

أحمد هو مواطن فلسطيني. ليس صحفيا، لكنه مشهور في مواقع التواصل الاجتماعي برسائله التوثيقية لواقع الحياة في قطاع غزة. في هذه الحرب، ومثل عدد لا بأس به من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، تحول أحمد إلى عين من عيون الصحافة، فنقل قصصا من مدينة غزة وشمالها، بعضها لم تستطع الصحافة الوصول إليه بفعل موجة النزوح القسرية والاستهداف المتكرر لسيارات الصحفيين ومواقعهم، ثم أتبعها برسائل أخرى من المنطقتين الوسطى والجنوبية لاستهداف المنازل، وقهر الثكالى، وبكاء الأطفال.

في هذه الحرب، حمل أحمد وغيره من "المواطنين الصحفيين" على عاتقهم انتشال القصص التي كان يمكن أن تُدفن مع أصحابها تحت ركام منازلهم، "وإيصال أصوات المستضعفين في غزة". رغم ذلك، هم يعملون دون إطار رسمي يحميهم، أو حقوق يمكن أن تعوّضهم عن وقع الإصابة، وأحيانا "دون موثوقية" بالنسبة للوسط الصحفي عموما، لكونهم لا يحملون شهادة الصحافة.

أحمد مواطن فلسطيني. ليس صحفيا، لكنه مشهور في مواقع التواصل الاجتماعي برسائله التوثيقية لواقع الحياة في قطاع غزة. في هذه الحرب، ومثل عدد لا بأس به من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، تحول أحمد إلى "عين صحفية".

يقول حجازي لمجلة الصحافة: "يتعامل معنا بعضهم على أننا دخلاء على المهنة. هذا محبط بعض الشيء، لكنه ليس سببا للتوقف".

ويتابع: "لقد تميز المواطنون الصحفيون في هذه الحرب بنقل ما يحدث. هذه الحرب تحديدا جعلت كل مواطن صحفي يحمل هَمّ نقل الرسالة، ليس انتصارا لوجعه فحسب، بل انتصارا للإنسانية. شهداؤنا ليسوا أرقاما، والقصص كلها يجب أن تُوثَّق وتصل".

يخبرنا أحمد أن بعض المؤسسات الإعلامية المحلية، والدولية الكبرى أيضا، اعتمدت في تغطية هذه الحرب منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، على قصص ومقاطع فيديو وثّقها مواطنون صحفيون، لا صحفيون مختصون وحسب". وهذا يدفعنا إلى التساؤل نحن أبناء الفئة الأولى: متى يمكن أن يكون لدينا إطار رسمي يحمي وجودنا، ويغطي رسائلنا بصبغة رسمية؟ ولا سيما في قطاع غزة حيث لا متسع للهدوء أبدا".

ورغم أن "صحافة المواطن" باتت تمثل حالة انقلاب في أنظمة التواصل، ورافدا لوعي الجمهور بالقضية الفلسطينية خلال هذه الحرب خاصة، فإن المدوِّنة سجى أحمد تشتكي ما وصفته بـ "عدم التقدير"، "وحصر التسهيلات الخاصة بالوصول إلى القصص والتغطيات المختلفة والمقابلات الخاصة على الصحفيين، والحاصلين على بطاقات الصحافة فقط".

 يعملون دون إطار رسمي يحميهم، أو حقوق يمكن أن تعوّضهم عن وقع الإصابة، وأحيانا "دون موثوقية" بالنسبة للوسط الصحفي عموما، لكونهم لا يحملون شهادة الصحافة.

سعت سجى منذ بداية الحرب على قطاع غزة إلى النشر عبر منصاتها المختلفة (إنستغرام وتيك توك تحديدا) لتوثيق ما يحدث في قطاع غزة، ورصدت بكاميرا هاتفها المحمول العديد من الأحداث والقصص، "حتى إننا حصلنا على قصص لم تصل إليها الصحافة، ووصلنا بها إلى العالم كله، ودحَضنا من خلالها الروايات الإسرائيلية بشأن مبررات قتل المدنيين العزل في مناطق القطاع المختلفة".

وتضيف سجى: "ورغم حربنا التي نعيشها على الأرض، وحربنا بمحاولة النشر في كل مرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وصعوبة الوصول إلى الإنترنت، فإننا نعمل وحدنا. لا توجد جهة يمكن أن تدعمنا أو تحدد حقوقنا وواجباتنا، أو حتى تعوضنا في حال أُصبنا خلال التغطية على سبيل الافتراض".

ويتفق أحمد وسجى على أن مصطلح "المواطن الصحفي" ينطبق على الرسائل التي يقدمانها؛ إذ تحمل عناصر النقل الموثّق للأحداث، "وقد لا تخلو من هفوات ينتبه إليها الصحفيون لكونهم أبناء المهنة، وأصحاب التخصص" كما تقول سجى.

"حصلنا على قصص لم تصل إليها الصحافة، ووصلنا بها إلى العالم كله، ودحَضنا من خلالها الروايات الإسرائيلية بشأن مبررات قتل المدنيين العزل في مناطق القطاع المختلفة".

لكن ما لا يمكن أن يقبله الاثنان هو التعامل معهما على أنهما عبء على العمل الصحفي، أو محاولة التقليل من جهودهما في تغطية جرائم الاحتلال، بدعوى عدم حصولهما على شهادة صحافة، أو اتهامهما بعدم الإلمام بالمعايير المهنية أو الوطنية في التغطية، "فيكفينا ما نحصل عليه من إشادة على الملأ ورضانا عما نقدمه نصرةً لقضيتنا" حسب شهادة أحمد.

صانع المحتوى محمد أبو رجيلة يرى أيضا أن كل المواطنين الفلسطينيين باتوا يتنافسون في نقل الرواية الفلسطينية عبر أدواتهم البسيطة، غير منكر أن بعضهم لا يلتزم بضوابط النشر ومعاييره، "وهذا طبيعي، فالمواطن الصحفي ليس كالصحفي المواطن في تمرسه بنقل الأحداث والقدرة على فرزها وتحديد ما يمكن نشره وما لا يمكن، وصولا إلى مرحلة الحقوق والواجبات".

إن هذه الحرب، حسب أبو رجيلة، أثبتت الدور الفاعل لصناع المحتوى أو "المواطنين الصحفيين" في نقل الرسالة، وتوثيق الأحداث، والوصول إلى الضحايا وإيصال أصواتهم.

إن هذه الحرب - حسب أبو رجيلة - أثبتت الدور الفاعل لصناع المحتوى أو "المواطنين الصحفيين" في نقل الرسالة، وتوثيق الأحداث، والوصول إلى الضحايا وإيصال أصواتهم، "ولهذا فإن على الجهات المسؤولة استثمار قدراتهم ما بعد الحرب بتأهيلهم وتدريبهم على معايير النقل والنشر، والتفريق بين الإعلام والإعلان، والتوعية بأهمية الرسالة الإعلامية في تحريك الرأي العام تجاه القضايا المختلفة".

من جانبها، ترى مديرة مركز تطوير الإعلام في جامعة "بيرزيت" نبال ثوابتة أن المواطن الصحفي كان بارزا "ونموذجيا" في مشاركته بتغطية أحداث الحرب في غزة، مستدركة: "بل أبلى بلاء أكثر من رائع -على الأغلب- رغم المخاطر العالية، ورغم المعرفة المسبقة بأن أي خطر لن يكون من السهل تجاوزه، لكونه لا ينضوي تحت لواء أي جهة أو نقابة أو مؤسسة تحميه أو تعوضه".

يقول الصحفي محمد الدلو إن الدور الذي أداه المواطنون الصحفيون في قطاع غزة كان بارزا  ولولا أنهم شاركوا في نقل الصورة لبقيت كثير من القصص مدفونة تحت ركام المنازل برفقة جثامين أصحابها، بسبب عدم قدرة الصحفيين على الوصول إلى المناطق كافة"

في هذه الحرب تحديدا، أصبح هناك تفكير فعلي في تغيير التعامل معهم في الجوانب الحقوقية والنقابية. وتقول نبال: "ثمة إجماع على أنهم يؤدون رسالة، لكن من دون مرجعية قانونية أو أكاديمية، ومن دون أن يتحرى جميعهم المعايير الأخلاقية والمهنية في النقل، ومن ثَم فإن احتواءهم في نقابة الصحفيين بحاجة إلى ترتيبات".

 وترى في السياق نفسه أنه "يجب التفكير في إدماجهم ببرامج تدريب، وفي ائتلافات ومنتديات محددة لاكتساب الخبرات المختلفة والتعرف إلى معايير النقل والنشر المهنية. شخصيا أنا مع هذا الاتجاه".

وتشرح ثوابتة وجهة نظرها بالقول: "أصبح الإعلام يُدمج اليوم بتخصصات أخرى، كحقوق الإنسان، واللغة العربية، والتنمية، واللغة الإنجليزية. هذا يجعلنا نفكر في إمكانية ابتكار تخصصات إعلامية يمكن أن تشمل منصات التواصل الاجتماعي والنشر عبرها، ومحبي هذا التوجه من المواطنين الصحفيين"، موضحة أن التفكير في خلق إطار نقابي خاص بهم هو أمر مبكر لأن الأولى الآن تنظيم عملهم، وتدريبهم، وتطوير قدراتهم، وخلق بيئة مناسبة لعملهم وفق آليات وضوابط ونظم تحصّنهم وتحدد إطار عملهم من الناحيتين القانونية والحقوقية.

الصحفي محمد الدلو، قال لمجلة الصحافة إن "الدور الذي أداه المواطنون الصحفيون في قطاع غزة كان بارزا خلال الحرب منذ بدايتها وحتى اليوم، ولولا أنهم شاركوا في نقل الصورة لبقيت كثير من القصص مدفونة تحت ركام المنازل برفقة جثامين أصحابها، بسبب عدم قدرة الصحفيين على الوصول إلى المناطق كافة".

"طبيعة الوضع، ومحاولات إيصال الرسالة تحت النار، تجعل من الأخطاء والهفوات أمرا واردا لدى الصحفيين المتمرسين، فما بالكم ونحن نتحدث عن مواطنين يحاولون فقط نقل الرسالة بدافع إنساني، ولا يعون بشكل واضح معايير النشر وآدابه المتخصصة؟" ويضيف الدلو: "لا يمكن -مهنيا- التعامل مع المادة التي يقدمها الناشط كالمادة التي يقدمها الصحفي المُعتَمد، وفي الوقت نفسه لا يمكن التقليل من قيمة ما يقدمه الناشطون تحديدا في أوقات الحروب".

"ثمة إجماع على أنهم يؤدون رسالة، لكن من دون مرجعية قانونية أو أكاديمية، ومن دون أن يتحرى جميعهم المعايير الأخلاقية والمهنية في النقل، ومن ثَم فإن احتواءهم في نقابة الصحفيين بحاجة إلى ترتيبات".

ويتحدث محمد عن أهم معايير النشر التي يجب أن يتحرّى الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي في قطاع غزة الالتزام بها، ومنها "احترام خصوصية المواطنين في عين الكاميرا وكرامتهم؛ تحديدا الناجين من تحت الأنقاض، وعدم استغلال معاناة الناس والأطفال أو القُصَّر للحصول على هبات أو أموال، والحرص على تجنب نشر ما يثير الفتنة أو يحرض عليها أو يدعو إلى العنصرية الحزبية وكل ما يدور في فلكها، وعدم توظيف أنشطتهم لخدمة مصالح خاصة وفئوية، إضافة إلى تجنب التسرع في مشاركة أي منشور أو تأييد ما فيه قبل التثبّت من صحته، ولا سيما إذا كان له تأثير في الرأي العام، وعدم توجيه أي تهمة لأي شخص أو جهة أو جماعة، ما لم يُقدَّم دليل يثبت صحة ذلك".

 

المزيد من المقالات

الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024