هذه تجربتي في تعلم الصحافة في الجامعة الجزائرية

استمع إلى المقالة

• مقال فائز بمنحة حضور منتدى كليات الصحافة في العالم العربي (أكتوبر 2023) 

 

 تعتبر الصحافة أحد أبرز وأهم المجالات التي تستقطب الكثير من الطلبة الجدد في مسارهم الجامعي؛ فالبعض يدفعه الشغف بالمجال الإعلامي، بينما ينضم آخرون إليه بدافع المسمى الوظيفي والظهور التلفزيوني. لكن لعل أبرز نقطة قد يشترك فيها الصنفان هي اصطدامهما بواقع تدريس الصحافة في العالم العربي. وفي هذا المقال سأتناول تجربة تدريس الصحافة في الجزائر.

 بداية يجتاز الطالب امتحان التخرج من الثانوية - المسمى بـ "البكالوريا" أو الثانوية العامة - إذا بلغ معدل نجاحه 10 من 20؛ حيث يمكنه حينها التسجيل في إحدى الكليات في تخصص "العلوم الإنسانية" ليدرس سنته الأولى كأصل مشترك بين جميع التخصصات، تليها السنة الثانية التي يختار فيها تخصص "إعلام واتصال" ثم السنة الثالثة وهي سنة التخرج بشهادة إجازة، وهنا يتفرع في أحد التخصصين: إما إعلام أو اتصال.

في هذه الأعوام الثلاثة -حسب تجربتي في كلية العلوم الإنسانية لجامعة وهران 1- فإن الطالب يتعرض لكمية هائلة من المعلومات النظرية البحتة على مدار سنوات دراسته هناك؛ أبرزها تاريخ الصحافة واقتصاديات الإعلام وتقنيات الإعلام السمعي البصري والإلكتروني وكذلك منهجية البحث العلمي والصحافة المتخصصة بالإضافة إلى فنون التحرير الصحفي وإخراج الصحيفة وفنون التحرير التلفزيوني والإخراج السمعي البصري. وتنقسم الحصص إلى نوعين: المحاضرات النظرية، والحصص "التطبيقية" لكنها نظرية من حيث منهجية التدريس؛ فهي تتمثل بشكل رئيسي في منح الأستاذ للطالب موضوعا يبحث فيه، ثم يأتي الطالب في الحصة التالية يتلو ما قد جمعه من الإنترنت على باقي الطلبة ثم تنتهي الحصة. في أحسن الأحوال قد يفتح الأستاذ بابًا لطرح الأسئلة والنقاش حول الموضوع المتطرق له، كما قد يمحص المراجع والمصادر المستعان بها ليتأكد من عمل الطالب.

ما يعيب كل هذا هو الحشو المعرفي النظري البحت؛ إذ يدخل الطالب القاعة في الساعة الثامنة صباحا ليخرج في الساعة الرابعة لا يتذكر شيئا مما قد تطرق إليه خلال اليوم الدراسي، ثم يعود ليحفظ ما تعرض له من كمية هائلة من المعلومات التي قد لا يفقه نصفها؛ كي يعيد كتابتها في ورقة الامتحان. ولعلي لا أنسى أن أذكر إحدى أهم الصعوبات التي تواجه حياة الطالب الجامعي، وهي عدم توفير الكثير من الأساتذة المحاضراتِ مكتوبةً؛ فإذا تعذر على الطالب حضور المحاضرة فإنه في كثير من الأحيان لن يحصل على المادة العلمية من الأستاذ سواءً مباشرة أو رقميا، ليلجأ لاحقا إلى التوسل لزملائه ممن حضروا الحصة بأن يتكرموا بملخص لموضوع المحاضرة.

أما عن البعد الرقمي للدراسة فهو شبه غائب أو لنقل شكلي فقط؛ إذ إن الطالب - بعد أن يجد صعوبة هائلة في الولوج للموقع - لا يعثر إلا على بعض المحاضرات، وربما في أحسن الأحوال فيديو أو اثنين لأحد الأساتذة يشرح بعض المواضيع. ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى غياب ثقافة التدريس الرقمي لدى الأساتذة وكذا عدم حرص المؤسسات الجامعية على تطويرها.
لا تملك أغلب المؤسسات أستوديو خاصا لتكوين الطلبة، وإذا وجد فإنه يفتقر للتجهيزات الأساسية كالكاميرات ومعداتها ومسجلات الصوت ومعدات الإضاءة والقارئ الآلي والخلفية الخضراء وغيرها من المعدات البصرية والسمعية المطلوبة التي يتم التحدث عنها في الحصص "التطبيقية" نظريا، ولا يجدها الطالب في واقعه الدراسي على مستوى الجامعة. وإذا كان الطلبة محظوظين كفاية فقد يقوم أحد الأساتذة - كرما منه - بتنظيم زيارة لإحدى المؤسسات الإعلامية والاستعانة بأحد أصدقائه من العاملين هنالك لتوسيع نظرة الطالب حول مجال الإعلام والصحافة.

يدخل الطالب القاعة في الساعة الثامنة صباحا ليخرج في الساعة الرابعة لا يتذكر شيئا مما قد تطرق إليه خلال اليوم الدراسي، ثم يعود ليحفظ ما تعرض له من كمية هائلة من المعلومات التي قد لا يفقه نصفها؛ كي يعيد كتابتها في ورقة الامتحان.

إضافة لكل ما سبق يستفيد الطالب من تدريب تكويني (مدته بين 7 أيام إلى 15 يومًا) في إحدى المؤسسات التي يختارها الطالب ويكون ذلك فقط إذا قُبِل طلبُه للتدرّب فيها من طرف مدير المؤسسة الإعلامية. ويجب أن أذكر أن الجامعة أو الكلية لا تتوسط للطلاب لتسهل عليهم عملية التدريب؛ حيث إن الجامعة لا تملك أي نوع من العقود مع المؤسسات الإعلامية - سواء الخاصة أو العامة - في سبيل توفير تدريبات مضمونة وجيدة للطلاب.
بعد أن يسعى الطالب لحيازة موافقة من مدير المؤسسة يبدأ حينها تدريبه الذي لا يسمن ولا يغني من الجوع؛ فأغلبية الموظفين يبخلون في تقديم نبذة عن خبرتهم، بل يمنعون الطلبة في كثير من الأحيان من القيام بأي عمل تطبيقي حقيقي، ليقتصر تدريبه بذلك على عملية الملاحظة عن بعد فقط، وبالتالي لا يتعلم الطالب أي مهارة تذكر. ناهيك عن رفض الكثير من المؤسسات الإعلامية تدريب الطلاب عندها ابتداء، بحجة أنه عائق يعرقل حسن سيرورة عمل الفريق الإعلامي من مذيعين ومخرجين ومهندسين وغيرهم. حتى إنني شخصيا واجهت موقفا مشابها؛ إذ أخبرنا رئيس قسم البرمجة بإحدى الإذاعات أن تدرّبنا بالإذاعة - أنا وزميلتي - شكل عبئا عليه وعرقل عملية مزاولته لوظيفته، رغم أننا لم نأخذ إلا نصف ساعة من وقته "الثمين"، وعندما شاركت هذا الموقف مع الأستاذ الجامعي المشرف على التدريب أخبرنا أن نلتزم بما يريده العامل بالإذاعة، الأمر الذي دفعني للتساؤل عما إذا  كان هذا التدريب مجرد برتوكول سطحي لا أكثر.
الحقيقة أن الطالب الجامعي على مستوى كليات الصحافة في الجزائر لا يتم تكوينه بشكل جيد، ما يصعّب عليه مزاولة العمل في الميدان الصحفي بعد التخرج، والكثير ممن يبدؤون العمل في المجال يؤكدون أنهم اكتسبوا ما يملكون من مهارات بعد أن وضعوا أقدامهم في عالم الشغل، حيث لم توفر لهم الجامعة إلا قليلا من الخبرة التي يحتاجونها.

أخبرنا رئيس قسم البرمجة بإحدى الإذاعات - أنا وزميلتي - أننا  شكلنا عبئا عليه وعرقلنا عملية مزاولته لوظيفته، رغم أننا لم نأخذ إلا نصف ساعة من وقته "الثمين".

لا يملك صحفي المستقبل في الجزائر غير أن يبحث عن تكوين نفسه خارج الإطار الجامعي بعد أن يصطدم بواقع تدريس الصحافة في الجامعات الجزائرية، فبعض الطلبة يتوجهون للدورات التكوينية، منها المجانية ومنها مدفوعة الثمن، وتكون إما حضوريا أو عبر الإنترنت، بينما يملك بعضهم "معارف" يتوسطون لهم وبذلك يحوزون فرصة جيدة لدخول المجال من أوسع أبوابه، وأكيد ثمة فئة من ييأسون من مستوى التدريس في عموم البلد، فينتقلون لإكمال دراستهم خارج الوطن.
يجدر التأكيد على نقطة أخرى وهي كون أغلبية العاملين في مجال الصحافة الجزائرية لم يدرسوا في جامعة أو معهد خاص بالمجال، وحتى إن بعضهم لم يزاولوا أي نوع من التكوين في التخصص؛ فالنسبة البارزة منهم درسوا تخصصات أخرى على المستوى الجامعي كتخصص الأدب العربي والقانون وتخصص لغات أجنبية، أما بعضهم الآخر فمن التخصصات العلمية والتجريبية؛ كتخصص العلوم التقنية والتكنولوجيا وتخصص العلوم البيولوجية وحتى من التخصصات الطبية، وهو أمر يدفع الطالب للتساؤل حول أهمية وجود تخصص علوم الإعلام والاتصال كتخصص جامعي، إذا كان دارس الإعلام سيواجه شبح البطالة بعد تخرجه بينما يأخذ غيره منصبه الوظيفي على مستوى القنوات السمعية البصرية ومؤسسات الصحافة المكتوبة أو الأقسام المكلّفة بالإعلام في المؤسسات المختلفة.

أتطرق هنا لبعض التوصيات والاقتراحات لتحسين واقع المنظومة التدريسية للصحافة في الجزائر، على ضوء تجربتي كطالبة في مقاعد الدراسة الجامعية؛ بداية يتعيّن على الجامعة تقديم تكوين وتدريب جيد للدارسين فيها يتكيّف مع ما ينتظره سوق العمل، بالتركيز على توفير أستوديوهات إعلامية مصغرة تحاكي نظيرتها في المؤسسات الإعلامية.
في نفس السياق يجدر بالكلية التعاقد مع بعض المؤسسات الصحفية بهدف توسيع المجال المعرفي للطالب من خلال تنظيم تدريبات على مستوى هذه المؤسسات، مع ضمان التكوين الجيد بدل اقتصار الطالب على الملاحظة دون الممارسة الحقيقية،  إلى جانب التركيز على أهمية مشاركة الموظفين لخبرتهم المهنية في الميدان مع الطلبة المتدربين بدل البخل بها.
من جهة أخرى، ينبغي السعي نحو تحديث وتطوير التعليم الجامعي الرقمي أو ما يسمى بالتعليم عن بعد، حتى لا يجد الطالب حرجا في الولوج إلى الموقع الإلكتروني للكلية وكذا تسهيل إمكانية الحصول على المادة العلمية من محاضرات وملخصات ومذكرات وغيرها من المراجع المطلوبة.

إذا كان دارس الإعلام سيواجه شبح البطالة بعد تخرجه بينما يأخذ غيره منصبه الوظيفي على مستوى القنوات السمعية البصرية ومؤسسات الصحافة المكتوبة أو الأقسام المكلّفة بالإعلام في المؤسسات المختلفة، فلماذا دراسة الصحافة؟

يقودنا هذا لنقطة أخرى وهي مسألة رفع الثقافة الرقمية لدى الأساتذة الجامعيين وتحفيزهم على الاستثمار في هذا الجانب لتيسير عملية البحث العلمي للدارس. و في المسار ذاته، يجب تطوير مكتبة رقمية موجهة للباحثين في المجال، يتم تحديثها بشكل دوري مع إمكانية الاستفادة من مذكرات التخرج الرقمية السابقة لطلبة الماستر والدكتوراه، التي عادة ما تبقى في رفوف المكتبة الجامعية لسنوات عديدة يأكلها الغبار دون أن يتم الاستفادة منها.
وكذلك فلا بد من التركيز على مرافقة الطالب بعد التخرج ووضع خطة توظيف واضحة؛ إذ يتخرج الآلاف من الطلبة سنويا ليواجهوا أزمة البطالة الموحشة، بسبب عامل نقص التكوين العملي للطالب في المجال، إلى جانب عوامل أخرى ذات بُعد اقتصادي واجتماعي وثقافي.

يظل واقع تدريس الصحافة في الجامعات والكليات العربية متباينا بين دولة وأخرى، حسب الجهود والإمكانيات والموارد المرصودة لتنمية هذا التخصص وحسب الأهمية المعطاة له.

في هذا المقال ركزت على دولة الجزائر، ويمكن القول بناءً على تجربتي الحالية من جهة - مع ملاحظة مستوى التكوين في هذا المجال في الأقطار العربية الأخرى من جهة ثانية - : لن يتغير هذا الواقع إلّا بمجهودات متراكمة لدفع عجلة البحث العلمي والتعليم العالي، مع الحرص على الاستفادة من تجارب البلدان الأخرى الشقيقة والأجنبية وخبراتها؛ لتأدية رسالة الصحافة النبيلة: المصداقية والحياد.

مقالات ذات صلة

تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
كليات الصحافة.. "الملجأ الأخير"

"معدلي لم يسمح بغير الصحافة".. جملة قد تعبّر بعمق عن حال تكوين الصحفيين. في الأردن ما تزال كليات ومعاهد الإعلام غارقة في المناهج التقليدية، غير قادرة على مواكبة التغيرات الرقمية. آلية انتقاء غير سليمة للطلبة، والحجر على حريتهم في التعبير، وبيئة سياسية معادية، تجعل مهمة تخريج صحفي جيد صعبة وشاقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 9 يوليو, 2020

المزيد من المقالات

البودكاست في الصحافة الرياضية.. الحدود بين التلقائية والشعبوية

في مساحة تتخلّلها إضاءة خافتة في أغلب الأحيان، بينما الصمت الذي يوحي به المكان تُكسِّره أصوات تحمل نبرة منخفضة، يجلس شخصان أو أكثر ليتبادلا أطراف الحديث، يجولان بين الماض

أيوب رفيق نشرت في: 4 أغسطس, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
حرية الصحافة في الأردن بين رقابة السلطة والرقابة الذاتية

رغم التقدم الحاصل على مؤشر منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة، يعيش الصحفيون الأردنيون أياما صعبة بعد حملة تضييقات واعتقالات طالت منتقدين للتطبيع أو بسبب مقالات صحفية. ترصد الزميلة هدى أبو هاشم في هذا المقال واقع حرية التعبير في ظل انتقادات حادة لقانون الجرائم الإلكترونية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 12 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
أنس الشريف.. "أنا صاحب قضية قبل أن أكون صحفيا"

من توثيق جرائم الاحتلال على المنصات الاجتماعية إلى تغطية حرب الإبادة الجماعية على قناة الجزيرة، كان الصحفي أنس الشريف، يتحدى الظروف الميدانية الصعبة، وعدسات القناصين. فقد والده وعددا من أحبائه لكنه آثر أن ينقل "رواية الفلسطيني إلى العالم". في هذه المقابلة نتعرف على وجه وملامح صحفي فلسطيني مجرد من الحماية ومؤمن بأنّ "التغطية مستمرة".

أنس الشريف نشرت في: 3 يونيو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
تدريس طلبة الصحافة.. الحرية قبل التقنية

ثمة مفهوم يكاد يكون خاطئا حول تحديث مناهج تدريس الصحافة، بحصره في امتلاك المهارات التقنية، بينما يقتضي تخريج طالب صحافة تعليمه حرية الرأي والدفاع عن حق المجتمع في البناء الديمقراطي وممارسة دوره في الرقابة والمساءلة.

أفنان عوينات نشرت في: 29 أبريل, 2024
الصحافة و"بيادق" البروباغندا

في سياق سيادة البروباغندا وحرب السرديات، يصبح موضوع تغطية حرب الإبادة الجماعية في فلسطين صعبا، لكن الصحفي الإسباني إيليا توبر، خاض تجربة زيارة فلسطين أثناء الحرب ليخرج بخلاصته الأساسية: الأكثر من دموية الحرب هو الشعور بالقنوط وانعدام الأمل، قد يصل أحيانًا إلى العبث.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 9 أبريل, 2024
الخلفية المعرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وعلاقتها بزوايا المعالجة الصحفية

في عالم أصبحت فيه القضايا الإنسانية أكثر تعقيدا، كيف يمكن للصحفي أن ينمي قدرته على تحديد زوايا معالجة عميقة بتوظيف خلفيته في العلوم الاجتماعية؟ وماهي أبرز الأدوات التي يمكن أن يقترضها الصحفي من هذا الحقل وما حدود هذا التوظيف؟

سعيد الحاجي نشرت في: 20 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
الإدانة المستحيلة للاحتلال: في نقد «صحافة لوم الضحايا»

تعرضت القيم الديمقراطية التي انبنى عليها الإعلام الغربي إلى "هزة" كبرى في حرب غزة، لتتحول من أداة توثيق لجرائم الحرب، إلى جهاز دعائي يلقي اللوم على الضحايا لتبرئة إسرائيل. ما هي أسس هذا "التكتيك"؟

أحمد نظيف نشرت في: 15 فبراير, 2024
قرار محكمة العدل الدولية.. فرصة لتعزيز انفتاح الصحافة الغربية على مساءلة إسرائيل؟

هل يمكن أن تعيد قرارات محكمة العدل الدولية الاعتبار لإعادة النظر في المقاربة الصحفية التي تصر عليها وسائل إعلام غربية في تغطيتها للحرب الإسرائيلية على فلسطين؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 31 يناير, 2024
عن جذور التغطية الصحفية الغربية المنحازة للسردية الإسرائيلية

تقتضي القراءة التحليلية لتغطية الصحافة الغربية لحرب الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين، وضعها في سياقها التاريخي، حيث أصبحت الصحافة متماهية مع خطاب النخب الحاكمة المؤيدة للحرب.

أسامة الرشيدي نشرت في: 17 يناير, 2024
أفكار حول المناهج الدراسية لكليات الصحافة في الشرق الأوسط وحول العالم

لا ينبغي لكليات الصحافة أن تبقى معزولة عن محيطها أو تتجرد من قيمها الأساسية. التعليم الأكاديمي يبدو مهما جدا للطلبة، لكن دون فهم روح الصحافة وقدرتها على التغيير والبناء الديمقراطي، ستبقى برامج الجامعات مجرد "تكوين تقني".

كريغ لاماي نشرت في: 31 ديسمبر, 2023
لماذا يقلب "الرأسمال" الحقائق في الإعلام الفرنسي حول حرب غزة؟

التحالف بين الأيديولوجيا والرأسمال، يمكن أن يكون التفسير الأبرز لانحياز جزء كبير من الصحافة الفرنسية إلى الرواية الإسرائيلية. ما أسباب هذا الانحياز؟ وكيف تواجه "ماكنة" منظمة الأصوات المدافعة عن سردية بديلة؟

نزار الفراوي نشرت في: 29 نوفمبر, 2023
السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
"الضحية" والمظلومية.. عن الجذور التاريخية للرواية الإسرائيلية

تعتمد رواية الاحتلال الموجهة بالأساس إلى الرأي العام الغربي على ركائز تجد تفسيرها في الذاكرة التاريخية، محاولة تصوير الإسرائيليين كضحايا للاضطهاد والظلم مؤتمنين على تحقيق "الوعد الإلهي" في أرض فلسطين. ماهي بنية هذه الرواية؟ وكيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفتيتها؟

حياة الحريري نشرت في: 5 نوفمبر, 2023
كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
الجانب الإنساني الذي لا يفنى في الصحافة في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي

توجد الصحافة، اليوم، في قلب نقاش كبير حول التأثيرات المفترضة للذكاء الاصطناعي على شكلها ودورها. مهما كانت التحولات، فإن الجانب الإنساني لا يمكن تعويضه، لاسيما فهم السياق وإعمال الحس النقدي وقوة التعاطف.

مي شيغينوبو نشرت في: 8 أكتوبر, 2023
هل يستطيع الصحفي التخلي عن التعليم الأكاديمي في العصر الرقمي؟

هل يستطيع التعليم الأكاديمي وحده صناعة صحفي ملم بالتقنيات الجديدة ومستوعب لدوره في البناء الديمقراطي للمجتمعات؟ وهل يمكن أن تكون الدورات والتعلم الذاتي بديلا عن التعليم الأكاديمي؟

إقبال زين نشرت في: 1 أكتوبر, 2023