البحث عن العمق.. تجارب في الصحافة المتأنية

"الإنسان الاستهلاكي الحديث يفضل ما هو سهل وبسيط على ما هو جميل ومركب". ربما نجد في مقولة المفكر عبد الوهاب المسيري ما يفسر كثرة الاهتمام بالأخبار العاجلة وسرعة تداولها بين المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي للدرجة التي تُفقد الحدث قيمته، نظراً لخلوها من تقديم المعلومة الجديدة حول الخبر الذي أصبح مستهلكاً، وأصبح الجمهور في "عصر السرعة" أكثر قبولاً لخبر خفيف مغلّف بغلاف مُبهر اسمه "العاجل".

لعل هذا ما دعا بعض الصحفيين إلى البحث عن صحافة أكثر عمقاً سعياً لتسليط الضوء على حيثيات الخبر وأسبابه وتبعاته، معتبرين أن هذا ما يعطي الخبر قيمته الحقيقية، ويقدم خدمة فعلية للجمهور تمكّنهم من المشاركة في الحياة الاجتماعية بشكل فاعل أكثر. وقد اصطلح هؤلاء الصحفيون على تسمية هذا النوع باسم "الصحافة المتأنية". وكان أول ظهور لهذا المصطلح العام 2007 في مجلة "بروسبيكت" البريطانية.

ترتبط الصحافة المتأنية ارتباطاً وثيقاً بالإنسان، فهو محور البحث والاهتمام في ما وراء الحدث الأولي. فخلف كل خبر هناك قصة بل قصص تغفلّها نشرات الأخبار والتغطيات الفورية، لذا فقدت كثير من النشرات إنسانيتها وجنحت للتركيز على الجانب السياسي للخبر ومآلاته، من أجل الفوز بالأسبقية في نقل ذلك الخبر، مغفلين أن قبل كل حدث وبعد كل مشهد سياسي ثمة قصة إنسان.

مشاريع متأنيّة

أليجرا ألاي (1) صحفية ومصورة لدى موقع مابتيا (2) (Maptia) لسرد القصص الإنسانية حول العالم، لم تسعَ لنقل أخبار ما خلّفه الاحتباس الحراري من آثار مدمرة نتيجة ذوبان الكتل الجليدية في القطب الشمالي كخبر عابر اعتاد الناس عليه في النشرات المقروءة والمسموعة والمرئية، بل ذهبت إلى حياة الإنسان في تلك البقعة من الأرض وما يواجهه كل يوم جراء ما يسببه الاحتباس الحراري من تأثير على حياة الناس بشكل مباشر، فبنت تقريرها على واحدة من قصص قبائل النينيتس الرحل (Nenets) التي تعيش في سيبيريا، ورصدت معاناتهم جرّاء التغيرات المناخية في واحدة من أكثر مناطق العالم صعوبة للعيش.

لم تعتمد أليجرا في قصتها "نساء في آخر الأرض"(3) على ما يقوم به الصحفيون من توجيه عدد محدود من الأسئلة ونقل إجاباتها عبر مقابلة صحفية أو تقرير قصير، لا يحتاج في العادة إلا لساعات قليلة فتنتهي المقابلات وينتهي التقرير، بل اعتمدت على المعايشة المباشرة لتلك القبيلة بالسكن مع عائلة "كودي" في كوخهم القطبي لأشهر متتالية، حتى ترصد بنفسها عملية الهجرة الموسمية التي يلجؤون إليها حماية لأنفسهم وحفاظا على قطيع غزلان الرنة الذي يعتاشون عليه، وما يعتري هذه الفترة من تفاصيل.

لم تعلم الصحفية أن مجرى الأحداث سيأخذها إلى أحداث أخرى ربما أكثر عمقاً، فهي أرادت رصد خط سير موسم الهجرة وما يتبعه من صعوبات وتفاصيل اليوم والليلة، فتحدثت عن مهام العائلة وكيف تتوزع منذ ساعات الصباح الأولى استجابة لغريزة البقاء. فهذا ربّ البيت "ليونيا" يخرج باكراً لإعداد المزاليج ويعتني بالكلاب التي تعينه في رعاية القطيع، وتساعده زوجته "لينا" الحامل في شهرها التاسع، إذ تخرج لجمع الحطب وتكسيره كي تحافظ على الكوخ دافئاً لعائلتها، إلى جانب إعداد الطعام والعناية بالأطفال. 

وأثناء معايشتها لتفاصيل حياتهم، وجدت الصحفية نفسها أمام تحدٍ جديد لم يكن في حسبانها، وهو أن موعد ولادة "لينا" قد حان، ولن تكون رحلة الهجرة في موعدها كما هو مخطط، لتبدأ أحداث رحلة جديدة لم تكن لتعرفها لولا وجودها معهم لحظة بلحظة؛ رحلة نداء الولادة الذي قد يستغرق أحياناً يوماً وليلة لنقل الأم إلى أقرب مستشفى.

وبهذا انتهت قصة المصورة الصحفية أليجرا بالحديث عن تجربة الولادة في الظروف الجوية القاسية في سيبيريا، بدلاً من تتبع رحلة الهجرة إلى المناطق الآمنة من الثلج والصقيع. فيظهر هنا عنصر جديد في الصحافة المتأنية وهو السماح لجريان الأحداث عبر الوقت بأن تفرض نفسها بعيداً عن تطويعها من أجل رغبة الصحفي في نهاية محددة.

المصورة الأمريكية سوزان ميسيلاس تعرض صورة فوتوغرافية التقطت عام 1979 خلال ثورة الساندينيستا في نيكاراغوا ضد الدكتاتور أناستاسيو سوموزا في مكان يعرف باسم "كويستا إل بلومو"، حيث قتل جيش سوموزا المئات من الأشخاص. في 14 يوليو 2004، عادت ميسيلاس إلى نيكاراغوا لعرض صور عن ثورة الساندينيستا. تصوير: أوزفالدو ريفاس - رويترز.
المصورة الأمريكية سوزان ميسيلاس تعرض صورة فوتوغرافية التقطت عام 1979 خلال ثورة الساندينيستا في نيكاراغوا ضد الدكتاتور أناستاسيو سوموزا في مكان يعرف باسم "كويستا إل بلومو"، حيث قتل جيش سوموزا المئات من الأشخاص. في 14 يوليو 2004، عادت ميسيلاس إلى نيكاراغوا لعرض صور عن ثورة الساندينيستا. تصوير:أوزفالدو ريفاس - رويترز.

 

أن ترضى متأخراً..

في تجربة لمجلة "الإرضاء المتأخر"(4)Delayed Gratification  المختصة بالصحافة المتأنية، اختار محررها ماركوس ويب أن يجري مقابلة مع أحد المصورين الذين عايشوا ثوران أكبر براكين الفلبين.

وفيالعدد 30(5) من المجلة، عرض ويب تجربة المصور جاك كورتيز الذي كان يعتزم تغطية ثورة بركان جبل أغونغ في بالي (إندونيسيا)، قبل أن يعرض عليه صديق إندونيسي تغطية ثورة بركان آخر في الفلبين. كانت وسائل الإعلام قد غطت بالفعل ثورة البركان الإندونيسي.

وصل كورتيز إلى مقاطعة ألباي، حيث بركان مايون الذي كان في مرحلته الثالثة قبل الانفجار،

فشرع بتصوير سكان المنطقة وهم خائفون يهمّون بمغادرتها، ثم شهد انتقال البركان إلى المستوى الرابع، ونقل تصاعد أعمدة الدخان، والتقط صوراً للمركبات المغادرة. 

"الإرضاء المتأخر" عرضت بعض الصور من التغطية، إحداها لتلميذات فلبينيات صوَّرهنَّ كورتيز بعد يوم من الانفجار الكبير، وكنّ يرتدين أقنعة بيضاء للوقاية من الرماد المتناثر في الهواء.

لم تكن الصورة عابرة، كان كورتيز دقيقاً ومتعمقاً في تفاصيل الحدث، تطرق إلى هشاشة الأقنعة، وشكك في قدرتها على حماية الفتيات، وفي الطريقة التي كنّ يضعنها بها على وجوههن، وتوقع أن تؤثر على صحتهن في المستقبل.

عاد كورتيز إلى المدرسة في اليوم التالي، كانت الفتيات قد غادرن إلى مراكز الإجلاء، مما دفعه إلى زيارتها وتسليط الضوء على ظروف اللاجئين هناك.

كورتيز بقي في المنطقة، تابع هدوء البركان، ثم انخفاض مستواه إلى الثالث ثم إلى الثاني خلال شهر، وعودة السكان إلى منازلهم.

نقطة مهمة لفت كورتيز الانتباه إليها خلال المقابلة، وهي أن الصحفيين ووسائل الإعلام هرعوا إلى تغطية ثورة بركان بالي لأنه يقع في محيط يؤثر على التجار الأجانب، خلافاً للبركان الفلبيني -الأخطر- الذي لا يؤثر إلا على سكان المنطقة التي يقع فيها، ولأن مطار دنباسار الإندونيسي يستقبل خلال ساعات أكثر مما يستقبل مطار ليغازبي الفلبيني خلال أسبوع كامل.

وهذا يدفعنا هذا للتساؤل: هل تندرج هذه المادة في إطار الصحافة المتأنية لأنها بحثت في ما لم تتناوله وسائل الإعلام؟ أم لأنها أخذت وقتها الكافي للنضوج؟

 

مردود ماديّ متأخر

تواصلت "مجلة الصحافة" مع الشريك المؤسس لمجلة "الإرضاء المتأخر" روب أوركارد، لمعرفة كيفية حفاظ المجلة على مصدر لمواردها يمكّنها من مواصلة عملها. وقد أشار إلى أنه أسس المجلة برفقة زميله ماركوس ويب، وكان التمويل ذاتيا من خلال مدخراتهما الشخصية. ومع ارتفاع عدد جمهورها، تمكنت المجلة من تعزيز مواردها من رسوم الاشتراك التي يدفعها القراء للحصول على نسخة المجلة. "المشتركون في المجلة هم ترياق الحياة لها. وبما أننا لا ننشر أي إعلانات، فالمال الوحيد نحصل عليه من خلال عائدات بيع نسخ المجلة والفعاليات التي نقيمها. وعلى هذا نحن ملتزمون بتقديم تعويضات مالية مناسبة للصحفيين العاملين لدينا، بما في ذلك تمويل سفرهم ومهماتهم البحثية وكذلك رفع نسبة التعويضات كلما ارتفعت مواردنا، وبذلك نحافظ على جودة المحتوى المنشور".

وحول الكيفية التي يمكن للمنصات الإعلامية الجديدة، التي تسعى إلى استدامة عملها، أن تحصّل من خلالها على تمويل دون أي تدخل في السياسات التحريرية من قبل الممول، قال أوركارد "نحن سعيدون بأنه لا يوجد أي تدخل في سياستنا التحريرية نظرا لأن رئيسنا الأول الوحيد هم جمهورنا الذي يمولنا بالاشتراكات، وعلى ذلك نحن ملزمون بالاستماع إليهم، وعدا ذلك فإنه لا أحد آخر لديه سلطة على سياستنا التحريرية.. هذا الأمر مكّن المجلة من السعي جاهدة كي لا تكون منحازة إلى طيف سياسي ما، واتخاذ سياسة العقلية المنفتحة تجاه كافة الاتجاهات السياسية".

وقدم أوركارد نصائح للمنصات الإعلامية التي ترغب في الحصول على تمويل، لكنها في الوقت نفسه لا تريد لطرف أن يتدخل في سياستها التحريرية، حيث نصحهم بوضع مبدأ الاستقلالية كأساس جوهري لعملهم، مما سيخلق لهم علامة تجارية مميزة، ومن ثم السعي وراء اختيار الممولين بشكل حكيم، سواء من خلال التمويل بالاشتراكات -كما تفعل المجلة- أو التعامل مع مجموعات صغيرة من الممولين الذين لا يسعون لفرض آرائهم على السياسة التحريرية.

 

الصور تعيد نفسها

المصورة الصحفية الأميركية سوزان ميسيلاس ذات السبعين عاما، والحاصلة على عدة جوائز في التصوير الصحفي، تعود إلى مسرح الصور بين فترة وأخرى. وكانت المدة ما بين المرة الأولى التي تغطي فيها أحداث ثورتين في نيكاراغوا هي 40 عاما. ففي سبعينيات القرن الماضي، غطّت ميسيلاس بكاميراتها أحداث الثورة الساندينية ضد الدكتاتور أناستاسيو سوموسا، وعادت عام 2018 لتغطية أحداث ثورة 18 أبريل/نيسان ضد الرئيس الحالي دانييل أورتيغا.

ذكرت سوزان في مقابلة أجرتها معها صحيفة إلباييس الإسبانية (6) يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2017، أن لكل صورة حدوداً، ولهذا فهي لا تعرف إن كانت (الصور) تظهر الحقيقة كاملة. تتحدث سوزان عن الزمن في الصور، فتقول: "يتوقف الزمن في كل صورة، لكن الناس لا يرون ذلك؛ فالصورة بالنسبة لهم نقطة الانطلاق لبناء حكاية.. المهم أن نعرف ما تكشفه كل صورة في الحاضر وما ستكشفه في المستقبل عن الماضي".

في العام 1979، التقطت سوزان صورة اعتبرت من أيقونات الثورة، وهي صورة "رجل المولوتوف" (7)، التي تظهر متمردا من جبهة الساندينيستا يدعى بابلو آراوس، وهو على وشك إطلاق زجاجة حارقة. أصبحت تلك الصورة رمزا للثورة الساندينية والمقاومة، بجانب صور شباب يلقون القنابل على جيش سوموسا في مدينة مونيمبو. وكانت تلك من أوائل الصور التي تنشرها الصحف الأميركية.

لم تتوقف سوزان عند تصوير أحداث الثورة، بل عادت إلى نيكاراغوا وتتبعت مصائر أبطال صورها، وفي أحد معارضها عرضت مقاطع فيديو للمقابلات التي أجرتها مع أبطال الصور، وهم يتحدثون عن وقت التقاطها، لتظلَّ سوزان وفية لفكرة "إعادة توطين الصورة وإرجاعها إلى أبطالها"، بحسب مدير مؤسسة "تابيس" في برشلونة الإسبانية كارلوس غيرا.

وكانت سوزان قد عادت إلى نيكاراغوا عام 2004 (8)، أي بعد 25 عاماً من تصويرها "رجل المولوتوف"، وعلقت صورا بأحجام كبيرة على الأماكن التي التُقطت فيها في زمن مضى.

تسمح الطبعة الأخيرة من كتابها "نيكاراغوا" بأن يضع القراء هواتفهم المحمولة على الصفحات لرؤية المقابلات التي أجرتها مع أبطال الصور، مواكبة بذلك التطور التقني الحاصل في "الواقع المعزز".

المصورة الأميركية سوزان ميسيلاس وهي تغطي الحرب الأهلية في نيكاراغوا عام 1979. تصوير: ماثيو نايتسونز - غيتي.
المصورة الأميركية سوزان ميسيلاس وهي تغطي الحرب الأهلية في نيكاراغوا عام 1979. تصوير: ماثيو نايتسونز - غيتي.

 

تجربة عربية

 

وكتجربة عربية رائدة، يسعى معهد الجزيرة للإعلام في شبكة الجزيرة الإعلامية لإطلاق منصة جديدة يمكن اعتبارها إحدى أولى المنصات العربية المتخصصة في الصحافة المتأنية التي تعنى بقصص الإنسان والمكان، ونقل هذه القصص وفق مقاربة أنثروبولوجية تستند إلى المعايشة والاحتكاك المباشر بواقع المجتمعات الإنسانية حول العالم.

ويمكن تلخيص مبدأ المنصة بأحد شعاراتها التي تأسست عليها وهو "رحلة في الاتجاه المعاكس.. الذهاب إلى موقع الحدث عندما يغادره الصحفيون"، حيث تهدف إلى الخروج من وطأة الأخبار اليومية والانتقال إلى الكتابة المتأنية المتأملة للأحداث، وبناء سردية قصصية واقعية بعيداً عن خيالات العوالم الافتراضية والصور النمطية التي تخلقها عن المجتمعات البشرية.

الكوبيون لا يدخنون السيجار ولا يقدرون على دفع ثمنه، فن الهيب هوب في ميديين الكولومبية له سحر يستطيع منع الشباب من الوقوع في وحل الجريمة والمخدرات هناك، أو أن هناك قدساً أخرى وبيت لحم ونهر أردن في إثيوبيا، وغيرها من القصص التي ما كان للإعلام أن ينتبه لها في ظل غوصه في تسارع الأحداث الآنية وانشغاله بها.

الصحفي عميد شحادة، أحد المساهمين مع فريق الجزيرة بالعمل على مشروع الصحافة المتأنية، قال لمجلة الصحافة "عندما بدأنا العمل على إنشاء منصة متخصصة في الصحافة المتأنية مع الزملاء في معهد الجزيرة للإعلام، كان التحدي الأكبر يتلخص بالعثور على صحفيين عرب يتقنون هذا النمط من العمل الصحفي الشاق، ويستمتعون بالعمل البطيء العميق البعيد كليا عما تعودوا عليه في عملهم اليومي السريع. تابعت بدوري صحفيين لعمل أول دفعة من المواد الصحافية المتأنية في تونس والعراق ولبنان والأردن وأندونيسيا والبرازيل وتركيا وسوريا وفلسطين ونيكاراغوا وليبيا واليمن والجزائر والمغرب، منهم من استسلم في منتصف الطريق الصعب، وبعضهم أكمل إلى النهاية لإنجاز مادة تحتاج لوقت لا يقاس بالساعات بل بالشهور".

ويرى شحادة أن هذه التجربة كانت "فريدة حقا".. "لمست إمكانية نجاحها رغم كل الصعوبات، لقد نجحت بالفعل في إعادة صحفي  ثلاث مرات لمعايشة القصة كما عاشها أبطالها بالضبط، شعرت وقتها أن الصحفي فقد صوابه في البداية، لكن عندما انتهى من إنتاج قصته قال لي بالحرف: لأول مرة في حياتي أشعر بأنني صحفي حقيقي أقوم بعمل مدهش".

منصة الصحافة المتأنية ستنطلق قريباً، وستعمل على إنتاج 12 قصّة صحفية سنوياً بأسلوب الصحافة المتأنية، بشكل يحفّز الصحفيين على السفر والعيش مع المجتمعات وتأملها ومن ثم الكتابة عنها بطريقة منصفة بعيدة عن الاستشراق والتصورات النمطية.   

 

تكمن خصوصية الصحافة المتأنية في سرد التفاصيل التي تقرب من الحدث، لتحل هذه التفاصيل محل الرأي المباشر الذي قد يقدمه محرر الخبر من حيث يدري أو لا يدري؛ فوصف الأحداث كما هي يعطي القارئ حرية تشكيل الرأي تجاه أي قضية، لتعود الصحافة إلى واحد من أصولها: الموضوعية.

ورغم أن أساسيات هذا النوع من الصحافة لم ترس أعمدتها بعد، فإن أهم ما يميزها هو عامل الوقت مضافاً إلى القيمة الخبرية للقصة. والمعنى من الوقت أي أن ثمة حركة بالزمن تتغير فيه الأحداث نحو حل للعقدة، أو إيجاد للأسئلة التي يطرحها الحدث.

 

المراجع

1- https://www.alegraally.com/about/

2- https://maptia.com/  

3- https://maptia.com/alegraally/stories/women-at-the-end-of-the-land

4- https://www.slow-journalism.com/blog

5- https://www.slow-journalism.com/back-issue/30-jan-march-2018

6- https://elpais.com/ccaa/2017/10/16/catalunya/1508175733_713205.html

7- https://static01.nyt.com/images/2018/07/25/arts/25meiselas-cover1/merlin_141054933_35aeefab-bab4-4c14-8994-8c03a84c225a-master1050.jpg

8- https://www.nytimes.com/es/2018/07/27/susan-meiselas-nicaragua-fotografia/

 

المزيد من المقالات

هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024