اغتيال خاشقجي.. فرصة لقيام تحالف إعلامي عالمي للحقيقة

 

"الحقيقة لا تموت أبداً، وكذلك يجب ألا ينطفئ وهج التزامنا بالحق الأساسي في حرية التعبير". غطت هذه العبارة مساحة كبيرة من صفحة الأمم المتحدة على الإنترنت في اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين، الذي يوافق الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام. وبينما كانت الوسائل الإعلامية والحقوقية الدولية تحصي الأعداد المتزايدة من الصحفيين الذين وقعوا ضحايا أعمال قتل واغتيال ممنهج، وعددهم 77 صحفياً خلال العام 2018 فقط، كان حادث اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما زال يفرض نفسه على أجندة الاهتمامات الدولية، ليمثل حدثاً فاصلاً ونقطة تحول مهمة، ويعزز المطالبة الدولية المستمرة بوضع حد للخطورة التي يواجهها الصحفيون في العالم، بناء على التأثيرات التي تركتها قصة الصحفي الذي أتى قنصلية بلاده طالباً العون، ولم يخرج منها.

 

انتصار تاريخي للنزاهة

يمكن القول إن تداعيات هذا الحدث ونتائجه قد تجعل عالم ما بعد خاشقجي مختلفاً عما سبقه، وإن تاريخ الثاني من أكتوبر 2018 الذي وقعت فيه هذه الجريمة المروعة قد يبقى محفوراً في ذاكرة البشرية لسنوات طويلة. إن وسائل الإعلام في مختلف دول العالم تقريباً قد انتصرت في معركة النزاهة، واختارت جميعها وباستثناءات قليلة -ربما في سابقة تاريخية- أن تقدم المبادئ على المصالح الضيقة، وأن تنتصر للحقيقة التي ما كان لها أن تظهر لولا وجود صحافة حرة غير مرتبطة بتمويل من الطرف الفاعل والأطراف المتحالفة معه.

ولهذا الاستثناء التاريخي عوامله المتصلة بطبيعة القصة نفسها، حيث كتبت مجلة "تايم" الشهيرة التي اختارت خاشقجي، ومعه إعلاميين آخرين، شخصية العام 2018: "كل تفصيل في حياة خاشقجي كان مثيراً للاهتمام حتى في ما يتصل بمقتله.. التوقيتات الزمنية لنقل كاميرات فيديو المراقبة لحظة دخوله القنصلية، وصور ممشى المطار الذي أظهر قاتليه، ومنشار العظام وصوت كلماته الأخيرة التي تخنق الحياة منه مردداً: لا أستطيع التنفس. إن جميع تلك التفاصيل لم تكن لتظل على قمة أجندة الأخبار لمدة شهرين لولا الحالة الملحمية لشخصية خاشقجي والغياب الكامل للأخلاق في سياسة قاتله".

مؤشرات أولية يمكنها أن تقودنا إلى تعمق القلق العالمي إزاء قضية خاشقجي منذ الساعات الأولى التي تلت الاغتيال، بينها تصدر وسم جمال خاشقجي على موقع "تويتر" لمدة تزيد عن أسبوع في بعض الدول. هذا الوسم الذي أبقت وسائل الإعلام جذوته مشتعلة، إذ تسابقت في متابعة الجريمة والإعلان عن الكثير من التفاصيل المروعة والتصريحات التي صاحبت عملية الاغتيال. على محرك البحث غوغل، أظهر البحث عن الأحداث المتصلة بالقضية ما يزيد عن 5000 نتيجة خلال أسبوع واحد. ورغم أنه من المبكر الوصول إلى استنتاجات عامة تستند إلى دراسة تحليلية موسعة لحجم ونوعية التغطية التي قدمتها وسائل الإعلام، فإنه يمكننا الزعم وبدرجة ثقة كبيرة أن الإعلام الدولي -باستثناء الإعلام السعودي وتوابعه وحلفائه في الإمارات والبحرين ومصر- هو من أجبر السلطات السعودية على تغيير روايتها للحادث، ودفعها إلى الانتقال التدريجي من الإنكار التام إلى الاعتراف الكامل بالجريمة والقبض على المشتبه بارتكابهم لها.

 

الفاعلون الجدد

بين أغسطس/آب 1990 وفبراير/شباط 1991، كان مراسل قناة "سي.أن.أن" الأميركية بيتر آرنيت رفقة زملائه من المراسلين، ينقلون عبر بث فضائي مباشر من فندق في بغداد، تفاصيل ووقائع الحرب المتلفزة والمسماة عملية "عاصفة الصحراء" الموجهة لتدمير القوات العراقية التي احتلت الكويت. سمحت تكنولوجيا الاتصال حينها لأول مرة بأن يشاهد العالم حرباً تلفزيونية، ويرى صوراً حية لحاملات الطائرات ومسارات الصواريخ، والسماء التي كانت تضيء كل مرة بفعل وصول القنابل العنقودية إلى أهدافها. وبسبب سخونة الحدث، وطرد غالبية المراسلين الأجانب من بغداد، كانت تغطية "سي.أن.أن" على الهواء مباشرة ودون مونتاج منعطفاً حاسماً في التغطية الإخبارية المتواصلة.

إن تأثير شبكة الجزيرة وصحيفة "واشنطن بوست" في مسار قضية خاشقجي يذكرنا بتأثير شبكة "سي.أن.أن" الأميركية في حرب تحرير الكويت مطلع تسعينيات القرن الماضي. لقد أثبتت الجزيرة وواشنطن بوست في حادث خاشقجي قدرة وسائل الإعلام التقليدية، كما الجديدة، إذا ما توفرت لديها الإرادة والدافعية والإمكانات المادية والبشرية على أن تكون ذات تأثير بالغ في السياسات والأحداث والقضايا العالمية، وقدرتها غير المحدودة في مواجهة من يريدون إخفاء الحقيقة أو التلاعب بها.

ولعل من أهم عوامل نجاح وسائل الإعلام في كشف حقيقة الجريمة دخول مؤسسات إعلامية قوية وذات تاريخ في سباق وصراع حقيقي من أجل وضع الحادث على رأس أجندة اهتمامات العالم، وإبقائه على هذه الأجندة لأطول فترة ممكنة. صحيح أن كل وسيلة من هذه الوسائل دخلت معركة الحقيقة مدفوعة ربما بمصالحها الخاصة، بينها تصفية حسابات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحزبه الجمهوري الذي قدم المصالح الاقتصادية مع السعودية على المبادئ، ولكن المحصلة النهائية تؤكد أن جميع هذه الوسائل -ودون اتفاق مسبق ظاهر على الأقل- قد التزمت منذ بداية القضية وحتى الآن نفس خط رواية الإدانة التي اعتمدت على تسريبات السلطات في أنقرة، سواء لوكالة رويترز البريطانية أو وكالة الأناضول التركية شبه الرسمية، أو الصحف التركية.

وفي هذا الإطار، لا يمكن تجاهل الدور المحوري الذي لعبته قناة الجزيرة على المستويين العربي  والعالمي في المتابعة المستمرة للقضية، وقيادة وسائل الإعلام العربية والعالمية غير المرتبطة بالتحالف السعودي، عبر تغطية خبرية موسعة وعلى مدار الساعة، استعادت من خلالها قطاعاً كبيراً من مشاهديها وذكرتهم بتغطيتها المتفردة والمتواصلة لأحداث الربيع العربي قبل سنوات. كما لا يمكن أيضا إنكار الدور الرئيسي الذي قامت به صحيفة "واشنطن بوست" التي كان يكتب فيها خاشقجي، وصحيفة "نيويورك تايمز"، في قيادة الصحف ووسائل الإعلام الأميركية والعالمية لتشكيل ما يشبه التحالف الإعلامي الدولي المناهض للرواية السعودية، الذي ما زال يمارس ضغوطاً شديدة على صناع القرار في واشنطن والدول الغربية، خاصة عبر مقالات الرأي وتقارير المراسلين من موقع الحدث والعواصم الدولية المرتبطة به.

في هذا السياق، عبّرت كارين عطية مسؤولة صفحات الرأي في "واشنطن بوست" والزميلة السابقة لخاشقجي قائلة: "لا يمكنني الابتعاد أو تجاهل ما حدث فقط لكونه مجرد سياسة وأن هذا هو الشرق الأوسط.. لا أريد أن أكون بهذه الضحالة وأسمح بأن تحدث هذه الجرائم باستمرار.. إن مهمة المحرر هي الإبقاء على أصوات كتّابه وصحفييه".

تحالف إعلامي للدفاع عن الحقيقة

يدفعنا تأثير الإعلام في قضية خاشقجي إلى الحديث عن إمكانية إقامة تحالف إعلامي دولي للدفاع عن الحقيقة في كل أنحاء العالم، يضم الصحف والمحطات التلفزيونية التي شاركت في التغطية المتميزة لجريمة القنصلية. ويمكن أن يتطور هذا التحالف ليصبح أساساً لنظام إعلامي عالمي جديد تكون المبادرة فيه لوسائل الإعلام لا لحكومات الدول المختلفة، كما كان الحال في النظام العالمي الإعلامي الذي ثار الجدل حوله في منظمة اليونسكو خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وفشلت المنظمة الدولية في إقراره.

إن الساحة الإعلامية العالمية أصبحت مهيأة الآن وأكثر من أي وقت مضى لقيام مثل هذا التحالف الإعلامي، خاصة أن حادث اغتيال خاشقجي أثبت أن هناك وسائل إعلام عديدة في العالم وصحفيين كثيرين ينحازون إلى الحقيقة ولا يخضعون للابتزاز المادي والمعنوي لتغيير قناعاتهم وإبعادهم عن نصرة الحقيقة.

لقد مضى الزمن الذي كنا نتحدث فيه عن تمييز واضح بين وسائل الإعلام في الدول المتقدمة ومثيلاتها في دول العالم الثالث، بعدما أذابت تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الجليد الذي كان يحول دون التواصل المثمر بين هذه الوسائل، خاصة في الدفاع عن الحقيقة ومواجهة انتهاكات حقوق الإنسان ودعم حرية الرأي والتعبير. وفي مرحلة ما بعد خاشقجي، أصبحت الفرصة مواتية لإطلاق مبادرات إعلامية عالمية جديدة، تتضامن من خلالها وسائل الإعلام الرائدة في العالم مثل الجزيرة، والسي.أن.أن، والواشنطن بوست، ونيويورك تايمز، والغارديان، والإندبندنت، والإيكونوميست وغيرها، وتشكل تحالفاً إعلامياً عالمياً يستهدف نشر الحقائق أيا كان الثمن، والوفاء بحق الجمهور في الحصول على معلومات صحيحة.   

 

يقظة إعلامية

"كان الناس في العالم العربي مفتونين بالحرية ومنغمسين في توقعات مجتمع مشرق حرّ، لكن سرعان ما تحطمت هذه التوقعات".. بهذه الكلمات عبّر جمال خاشقجي في آخر مقالة نشرها بصحيفة واشنطن بوست عن حالة تلاشي الحريات التي يعيشها الإنسان العربي تحت وطأة الرقابة والسلطوية.

إن أفضل تكريم وتخليد لذكرى شهيد الصحافة جمال خاشقجي الذي قدم حياته ثمنا لحرية الرأي، أن يكون موته باعثاً على يقظة إعلامية عالمية، تعيد للإعلام اعتباره وتحفظ حياة الإعلاميين من غدر السياسيين الذي لم ولن يتوقف.

المزيد من المقالات

هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024