تغطية الحرب اليمنية.. صحفيون مغامرون ومؤسسات غير مسؤولة

 

في الحرب التي تشهدها اليمن منذ أكثر من أربعة أعوام، يدفع الصحفيون بشكل شبه يومي ثمناً باهظا يتنوّع بين التهديد والاعتداء بالضرب والاعتقال والخطف والتغييب القسري والسجن، والقتل (مصدر الفيديو)، والإعاقة الدائمة، وإغلاق المؤسسات والوسائل الإعلامية، وحجب المواقع الإلكترونية، وفقدان مصدر الدخل، ومداهمة المنازل، وتجميد الحسابات المصرفية، والتشريد داخل البلاد وخارجها. 

بحسب الأرقام المتاحة وفق تقرير لمرصد الحريات الإعلامية "مرصدك" (1) حول الحريات الصحفية في اليمن، فإن 2041 انتهاكا تعرّض له الصحفيون اليمنيون في الفترة بين عامي 2015 و2018، قتل خلالها 43 صحفيا وشرد 176 آخرون خارج البلاد و78 داخلها، حسب تقرير (2) صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، في حين يقبع في سجون الحوثيين منذ أربعة أعوام 15 صحفيا مهددا بأحكام الإعدام. كما يختطف تنظيم القاعدة الصحفي محمد المقري منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، ومصيره مجهول حتى الآن.

أما عدد الذين قتلوا بالقنص والاستهداف المباشر فقد بلغ عشرة صحفيين، وفقاً لتقريريْ الإجهاز على الشهود (3)، وثمن الخذلان (4) الصادرين عن المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى"، بينما تعرّض 33 صحفيا للإصابة بجروح دامية، نصفهم أصيب بقص القذائف المدفعية، والنصف الآخر بالرصاص الحي.

 

مؤشر وتساؤلات

كانت المعطيات التي ذكرناها كفيلة بأن يكون اليمن في المرتبة 168 ضمن مؤشر (5) حرية الصحافة الصادر عن مؤسسة "مراسلون بلا حدود" في أبريل/نيسان الماضي.

وعلى الرغم من أن استهداف العاملين في المجال الإعلامي في مناطق النزاع مخالف للقانون الدولي، فإن المتابع للمشهد الصحفي في اليمن، سيجد أن مجموعة كبيرة من الصحفيين يذهبون إلى جبهات القتال المشتعلة دون الاستعانة بأدوات الحماية الجسدية وتتبع وسائل السلامة المهنية، وهو ما تسبب في مقتل بعضهم وإصابة البعض بإعاقات دائمة. 

وهذا ما يدفع إلى التساؤل عما يدفع هؤلاء الصحفيين للمخاطرة بحياتهم؟ وما مسؤولية المؤسسات الإعلامية إزاء ذلك؟ وما واجباتها في حال تعرض صحفييها لمكروه؟

قبل الإجابة على هذه التساؤلات، نستعرض أنواع الصحفيين والإعلاميين في الحرب اليمنية، إذ هناك الصحفيون المستقلون، ومراسلو وسائل الإعلام المحلية والدولية، وهناك صحفيو ما يعرف بالإعلام الحربي التابع للمليشيات، أو الإعلام العسكري التابع للجيش النظامي. وفي الحقيقة، فإن هناك خلطا -بجهل تارة وتعمد تارة أخرى- عند تناول وضع الصحفيين سواء العاملين لمصلحة مؤسسات إعلامية أو لجهات عسكرية.

 

دوافع ذاتية

يتفق الصحفيان اليمنيان وليد الجعوري وماجد الغولي على أن الصحفيين يقومون بالتغطية الإعلامية لإيمانهم بالقضية التي يحملونها، على الرغم من أنها تهدد سلامتهم الجسدية لعدم توفر وسائل السلامة والحماية، بحسب الغولي الذي يعمل مراسلا لقناة "اليمن" الحكومية التي تبث من الرياض، مضيفا "عملت بجهود شخصية ومن دون وسائل السلامة المهنية لكوني أعمل في مؤسسة لا تحترم نفسها، مستغلة دافعي الذاتي لمناصرة القضية الوطنية".

بدوره، يُحمّل الجعوري الصحفيين بدرجة أولى مسؤولية ذهابهم إلى خطوط النار من دون ارتداء أدوات الحماية واتباع وسائل السلامة، ويقول لمجلة "الصحافة" إن "من يتحمل ذهاب الصحفي إلى خطوط النار بدون وسائل السلامة هو الصحفي نفسه.. هناك روح المغامرة موجودة لدى البعض، ولا توجد ضغوط تمارس عليه للذهاب إلى تلك المناطق".

ومع ذلك، يؤكد الجعوري أن القنوات لا توفر لصحفييها ومصوريها أي وسائل سلامة، لاسيما أن لدى هؤلاء الصحفيين رغبة في نقل أخبار المعارك من خطوطها الأمامية وتصوير مواد مهمة.  

 

إصابات وخذلان

تعرّض ماجد الغولي للإصابة بشظية في قدمه اليمنى قبل ثمانية أشهر أثناء تغطيته للمعارك في مثلث "عاهم" بمحافظة حجة غربي اليمن إثر انفجار عبوة ناسفة قريبا منه، لكن ذلك لم يمنعه من استئناف عمله، لينجو مرة أخرى من رصاص القناصة.

ووفقا لحديث الغولي لمجلة "الصحافة"، فإن مغامرته وتضحياته لم تدفع القناة إلى توفير وسائل السلامة، ولم يحصل على أي دورة حول السلامة المهنية في مناطق النزاع، بل انتهى الأمر بتوقيفه عن العمل من قبل مدير القناة دون دفع مستحقاته.

كما نجا وليد الجعوري من أكثر من حادثة قصف مباشر، إلا أنه أصيب بقذيفة في منطقة "قانية" بمحافظة البيضاء وسط اليمن، سببت فقدانه للسمع بأذنه اليسرى، في حين قتل زميله عبد الله القادري وأصيب زميله الآخر أديب الشاطري بإصابات بليغة أثناء عمله على مقابلة لصالح قناة "يمن شباب" الفضائية مع قائد عسكري في الجيش اليمني. 

ولا يتوقف الضرر عند الإصابة الجسدية، فهناك صحفيون تعرضوا لضغوط نفسية بعدما شهدوا على حوادث إطلاق نار أو قصف جوي أو انفجار ألغام أرضية.

ويشكو الجعوري خذلان المؤسسات الإعلامية لمنتسبيها الذين يتعرضون لإصابات، قائلا إن "المؤسسات الإعلامية غير معنية بالجوانب الأخلاقية، إذ لا تساعد ولا تدعم الصحفيين الذين يتعرضون لإصابة تمنعهم عن العمل، بل توقف عنهم عائداتهم المالية". 

 

الإعلام الدولي

بدوره يؤكد زميل للجعوري يعمل لقناة أجنبية -تحفّظ على ذكر اسمه- أن قناته عادة ما تطالبه بمواد جديدة وقوية، لكنه يضطر للقيام بمهمات خطيرة لأنه يحاسَب بالقطعة. 

ويرى الغولي والجعوري أن هناك فرقا بين العمل للمؤسسات الدولية وبين تلك المحلية، فالأولى لا يدخل مراسلوها مناطق الاشتباكات إلا بأدوات السلامة، بينما لا توفر القنوات المحلية لمراسليها أي شيء من مستلزمات الحماية.

 

النقابة والمنظمات

ويستنكر الجعوري موقف نقابة الصحفيين اليمنيين التي لم تصدر بيانا تضامنيا معه بعد إيقافه عن العمل. وفي حين "يُجمع الصحفيون في اليمن على الدور الضعيف لنقابتهم، تنظم بعض المنظمات دورات لسلامة الصحفيين، لكنها تبقى محدودة لأنها تتركز في المحافظات التي لا تشهد اشتباكات مسلحة".

كما أن هناك غيابا للمواقف المسؤولة من قبل جميع الأطراف والمؤسسات المعنية إزاء التحريض الممنهج والمستمر ضد الصحفيين في وسائل الإعلام الممثلة لأطراف الحرب، أو من قبل نشطاء الحرب على منصات التواصل.

ووفقا للجعوري، فإن الاستفادة تتم من العمل والتجارب وإرشادات العسكريين الذين يعطونهم تعليمات للدخول والخروج والانسحاب في حال الخطر. لذلك ينصح زميله الغولي الصحفيين بتجنب أماكن الخطر لأن المطلوب منهم نقل الحدث لا أن يصبحوا هم مادته.

 

واجبات المؤسسات

وبالانتقال إلى واجبات المؤسسات الإعلامية في حماية صحفييها، يؤكد مدير قناة "بلقيس" اليمنية أحمد الزرقة أن القناة حرصت منذ اللحظة الأولى على تزويد مراسليها بمعدات الأمن والسلامة، ومنها الخوذات والدروع، بالإضافة إلى كتيب تعليمات السلامة.

وأوضح الزرقة لمجلة "الصحافة" أنهم ينبهون المراسلين على عدم الذهاب إلى الخطوط الأمامية أو مرافقة الأطقم العسكرية أو الجماعات المسلحة باعتبار ذلك خطرًا على حياتهم، وهذا جزء من مسؤوليتهم الأخلاقية، بحسبه.

ويرى أن سلامة الصحفيين عملية مشتركة بين المؤسسات والصحفيين في الميدان، مشيرًا إلى أن الصحفي يسعى أحيانا للحصول على سبق صحفي على حساب سلامته وأمنه.

كما لا يستبعد الزرقة وجود ضغوط من المؤسسات بضرورة الذهاب إلى الخطوط الأمامية والبحث عن صور خاصة أو تقارير خاصة ومرافقة للقوات العسكرية، وهذا يعود إلى عدم إدراك القائمين على المؤسسات أن سلامة الصحفي أهم من الحصول على السبق.

 

مسؤولية وميثاق شرف

وفي كل الحالات، يقول مدير قناة "بلقيس" إن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية أساسية تجاه صحفييها نظراً لأنها في أغلبها لا تقدم وسائل السلامة ولا توقع عقودا معهم تكفل دفع مستحقاتهم وعلاجهم في حال إصابتهم.

ويضيف "تتمثل هذه المسؤولية في تحمل تبعات تعرّض طواقمها وأفرادها للخطر، وتأمين حصولهم على العلاج وعلى مرتبات ضمان نهاية خدمة لأسرهم وأقاربهم".

ويدعو الزرقة إلى كتابة ميثاق شرف يلزم القنوات والمؤسسات التي يصاب مراسلوها في الميدان بتحمل نفقات العلاج، ومنحهم مرتبات أثناء العلاج، ورعاية أسرهم بعد ذلك.

وتتجلى أهمية وضع هذا الميثاق في ظل غياب الجهات الرقابية على وسائل الإعلام اليمنية وسط حالة الانقسام والحرب وغياب المؤسسات التي تشهدها البلاد. ففي تونس مثلا، أصدرت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري في مايو/أيار 2016 وثيقة (6) توجيهية حول التغطية الإعلامية خلال فترة الأزمات، تضمنت إجراءات السلامة المهنية. 

 

نموذج مسؤول

وحمّلت الوثيقة التونسية المؤسسات الإعلامية مسؤولية السلامة الجسدية للصحفي وألزمتها باتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لحمايته أثناء متابعته لعمله في المناطق الخطرة، واعتبرت أن الرئيس المباشر معنيّ بالمتابعة المستمرة للصحفي وتحديد موقعه ضمانا لسرعة التحرك في حال تعرضه للإصابة أو الاختفاء.

وقبل ذلك، فإن من واجبات المؤسسة الإعلامية تدريب الصحفي على كيفية العمل في البيئة العدائية، بما في ذلك الإسعافات الأولية، وتزويده بأدوات السلامة ووسائل الاتصال في المناطق التي لا تغطيها شبكات الهاتف الجوال، فضلا عن تدريبه على الحماية المعلوماتية.

كما أن المؤسسة الإعلامية ملزمة بالمتابعة الطبية والنفسية للمراسل في حال تعرضه لأي هزة نفسية أو أحداث عنف.  

 

توظيف سياسي

لم تغيّر كل الحوادث الذي تعرّض لها الصحفيون خلال السنوات الأربع للحرب شيئًا، فلا يزال الصحفيون -المستقلون تحديدا- يعملون في المناطق الخطيرة بدون أبسط وسائل الحماية.

وكل ما يجدونه بعد هذه المغامرات هو التضامن معهم باعتبارهم ضحايا، وذلك من خلال الوقفات الاحتجاجية المحلية أو الدولية، وتقارير الانتهاكات ضد الصحفيين، أو من خلال تقرير أو خبر في وسائل الإعلام ومنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي. كما أن تضحيات البعض يتم توظيفها من قبل مؤسساتهم الإعلامية سياسيًّا بدون تقديم أي تعويض.

وعلى الرغم من أن الصحفي يتحمل جزءًا كبيرًا من مسؤولية حماية نفسه، فإن المؤسسات الإعلامية يجب عليها أن تحرص على سلامة مراسليها. كما أن من واجب نقابة الصحفيين والمنظمات والجهات الحكومية المعنية أن تضغط لتحسين بيئة عمل الصحفيين، خصوصًا في مناطق الاشتباكات.

 

 

مصادر 

 

1- تقرير الحريات الصحفية (2015 - 2018)، مرصد الحريات الإعلامية (مرصدك)، 2018.

2- الصحفيون اليمنيون.. ثلاثة أعوام من التشرد، تقرير، مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مايو/أيار 2018.   

3- الإجهاز على الشهود، تقرير واقع الصحافة في اليمن 2018، المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين، أبريل/نيسان 2019.    

4- ثمن الخذلان، تقرير واقع الصحافة في اليمن (2015 -2017)، المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين، يناير/كانون الثاني 2018. 

5- مؤشر حرية الصحافة الصادر عن مؤسسة "صحفيون بلا حدود" (https://rsf.org/ar/lymn)، أبريل/نيسان 2019.  

6- وثيقة توجيهية حول التغطية الإعلامية خلال فترة الأزمات.. الأحداث الإرهابية نموذجا، الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري، تونس، مايو/أيار 2016.  

 

هوامش 

لحظة مقتل مصور قناة "اليمن" أحمد الشيباني 

https://www.youtube.com/watch?v=hkCk35nCVk4 

لحظة استهداف صحفيي قناة "يمن شباب" في منطقة قانية بمحافظة البيضاء (https://www.youtube.com/watch?v=1AFTpmEcp0I

المزيد من المقالات

الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024