ونستون تشرشل.. من غرف الأخبار إلى دهاليز السياسة

يتحدث كتاب "حياة في الأخبار A Life in the News" عن السياسي البريطاني الأشهر ونستون تشرشل (نوفمبر/تشرين الثاني 1874 - يناير/كانون الثاني 1965)، متابعا رحلته في دروب الحياة الوعرة، منذ أن كان مراسلا حربيا مندفعا، إلى أن أصبح رئيسا لوزراء بريطانيا في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها.

الكتاب من تأليف ريتشارد توي، أستاذ التاريخ الحديث في جامعة أكستر البريطانية، وصاحب عدد من الكتب الأخرى عن شخصية تشرشل الصحفي والسياسي المثير للجدل.

قصة تشرشل الموزعة بين الإعلام والسياسة هي حكاية طويلة من القلق والسباق مع الزمن للحاق بمواعيد المؤتمرات الصحفية، وأجواء المقابلات العاصفة مع الصحفيين، وخاصة في فترة الحرب العالمية الثانية. ووفق الكاتب فإن تشرشل بدأ الكتابة للصحافة قبل عام 1900، وقبل أن ينحت لنفسه اسما في عوالم السياسة. كان رمزا في عالم صناعة الأخبار، فساهمت الصحافة في صناعة السياسي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس فيما بعد.

وإن كانت جهوده الذاتية هي ما جعلت منه بطلا، فإن الصحافة هي التي جعلت من تشرشل شخصية مشهورة. فالصحافة كانت محطة هامة في تشكيل شخصيته السياسية، والأموال التي اكتسبها من العمل الصحفي دعمته في تحوله إلى عوالم السياسة. ويسعى الكاتب في فصول الكتاب إلى الكشف عن محطات وملامح هذا الترابط العجيب بين الحياة السياسية لتشرشل، وبين مشواره في عوالم الصحافة والإعلام. ولا ينسى أن يتطرق إلى المقارنة بين ثقافة صناعة الأخبار في عهد تشرشل، والتحولات الهائلة التي يشهدها عالم الإعلام اليوم.

 

ميلاد على الصفحة الأولى من "ذا تايمز"
 

يبدأ المؤلف الفصل الأول من كتابه بتسليط الضوء على لحظة ميلاد تشرشل التي تميزت كثيرا عن ميلاد نظرائه من الأطفال البريطانيين في ذلك الزمان، فقد ظهر خبر مولد الطفل الذي قدم إلى الحياة في 30 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1874 على الصفحة الأولى من صحيفة "ذا تايمز" البريطانية العريقة، ليس كخبر من أخبارها، وإنما كإعلان مدفوع في صفحة المواليد.

وكانت الصفحة الأولى من الصحيفة البريطانية الأشهر تخصص بكاملها لما يعرف باسم "الإعلانات المبوبة" الخاصة بأخبار الزواج، والمواليد، والوفيات، والحفلات والخدمات المختلفة، بل والرسائل السرية المشفرة على شاكلة: " إلى شجرة الجوافة.. ستجدينني في العنوان المعروف".

وظلت "ذا تايمز" ملتزمة في صفحتها الأولى بتلك السياسة التحريرية التي تهب الصفحة الأولى للإعلانات المدفوعة، وليس الأخبار، وللمفارقة كان الاستثناء الوحيد في تلك الصفحة هو خبر وفاة تشرشل الذي تربع على الصفحة الأولى عام 1965، قبل أن تتخلى الصفحة عن السياسة التحريرية بالنسبة للصفحة الأولى ابتداء من عام 1966.

 

 

بين البندقية والقلم
 

يسلط الكاتب الضوء في الفصل الأول على نشأة تشرشل ودراساته التي بدأت في عدد من المدارس المرموقة وصولا إلى كلية "ساندهيرست" العسكرية العريقة، والتي كان يرتادها أبناء الأسر الأرستقراطية من أمثاله. ويقف بنا الكتاب عند رغبة تشرشل في احتراف الكتابة، رغم توجهه نحو الدراسة العسكرية، وقد أتيحت له أتاحت له فرصة تحقيق رغبته أثناء التحاقه بالجيش البريطاني، الأمر الذي لم يكن يتعارض مع القوانين السائدة حينها.

ويتقفى الكاتب بدايات مشوار تشرشل في تغطية الحروب والمعارك، حيث سافر عقب تخرجه من ساندهيرست عندما كان في العشرين من عمره إلى كوبا لتغطية معارك الجيش الإسباني مع الثوار الكوبيين عام 1895. ويشير، أيضا، إلى سفره إلى الهند بعد العودة من كوبا عام 1896، وهذه المرة مع الكتيبة العسكرية التي التحق بها بعد تخرجه. وكان يعمل على تغطية أخبار معارك وتحركات الجيش البريطاني في شبه القارة الهندية لصالح صحيفتي " تلغراف" البريطانية و"بايونير" الهندية.

 

 

مهمة في وادي النيل
 

ويذهب المؤلف مع تشرشل بعد عودته من الهند في رحلة ستنقله إلى مغامرة أخرى وهذه المرة في قارة أفريقيا، مرافقا الجيش البريطاني في مهمة عسكرية في السودان عام 1898.

جاء تشرشل إلى السودان عام 1898 ضمن حملة القائد البريطاني الجنرال هربرت كتشنر الذي كان وقتها سردار( قائد) الجيش المصري، وكان هدف الحملة القضاء على الثورة والدولة المهدية التي ألحقت الهزائم بالجيش البريطاني قبل 13 عاما.

واجهت تشرشل في البداية صعوبات كادت أن تحرمه من رحلة السودان، أبرزها أن قائد الحملة الجنرال كتشنر كان يرفض مرافقة المراسلين الحربيين لقواته، لكن تشرشل تمكن بعلاقاته الواسعة من إقناعه.

 

 

أسلوب جديد في السرد
 

يقول المؤلف إن تشرشل فكر في اجتراح أسلوبٍ جديد في كتابة تقاريره من السودان مغايرٍ لما كان سائدا في الصحافة البريطانية في ذلك الوقت. لقد سعى في البداية لأن تنشر مقالاته دون توقيع باعتبارها رسائل أرسلت إلى صديق، ليقوم هذا الصديق بنشرها دون علم الكاتب.

 ويشرح تشرشل في رسالة لصديقه الصحفي أوليفر بورثويك المبررات التي دعته لانتهاج ذلك الأسلوب بقوله: "هذا أسلوب أدبي، سيخلق شيئا من الاهتمام والمتعة، سأواصل فيه لمدة، وبعدها سأعاتب الصديق الذي نشر الرسائل بشدة، وسأرتب مع والدتي لتكشف السر تدريجيا عبر الحديث عنه في صحف أخرى".

بيد أن الرسائل التي كتبها تشرشل من السودان لم تنشر وفق ما تمناه، إذ عمدت إدارة التحرير في صحيفة "مورنينغ بوست" إلى تحريرها ونشرها كتقارير صحفية.

وحسب مؤلف الكتاب فإن ذلك لم يرق للمراسل الحربي الطموح الذي كان يطمح إلى الإتيان بأسلوب صحفي جديد يختلف عما كان سائدا في أيامه، وقد عبر عن عدم رضاه عما جرى في عدد من الرسائل إلى والدته وإلى أصدقائه.

 

 

أشجع من مشى على الأرض
 

كتب تشرشل تقارير عديدة عن الحملة، وخاصة معركة أم درمان الشهيرة، "كرري" التي وقعت في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 1898، وهي المعركة التي قال عنها إن المقاتلين السودانيين واجهوا فيها الجيش الغازي ببسالة، بيد أن الغلبة فيها كانت للقوة النارية الحديثة.

وكتب تشرشل واصفا المعركة: "لو كانت مقومات النصر في ذلك اليوم في معركة كرري ترتكز على الشجاعة والإقدام والثبات والإيمان بالمبدأ والتضحية والفداء، لكانوا هم المنتصرين … ولكن لحسن حظنا، لم يكن النصر في ذلك اليوم الرهيب لهذه المقومات بل كان لمن يمتلك السلاح الأقوى ومدفع المكسيم، أي نحن. لذا فنحن لم نقهرهم في كرري، ولكننا دمرناهم بقوة الحديد والنار.. إنهم أشجع من مشى على وجه الأرض".

 

 

الدخول إلى نادي السياسة من بوابة الأسر
 

عاد تشرشل إلى بريطانيا في ربيع عام 1899 بعد تغطيته لحملة غزو السودان، بيد أنه لم يضع عصا الترحال، فبعد أيام قلائل سيذهب لتغطية حرب أخرى من حروب الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وستقوده هذه المرة إلى جنوب أفريقيا.

وقبل سفره إلى جنوب أفريقيا لتغطية ما عرف باسم حرب البوير الثانية التي دارت رحاها بين الإمبراطورية البريطانية وبين جمهورية البوير، سنحت الفرصة لتشرشل أن يستكشف عالم السياسة الذي سيلج إلى دهاليزه في وقت لاحق. ففي صيف عام ذلك العام، دعي للمنافسة في انتخابات فرعية في منطقة "أولدهام". ورغم أن الحظ لم يحالفه للفوز بمقعد البرلمان، إلى أنه استطاع أن يقدم نفسه إلى النادي السياسي، حيث أشادت صحيفة "ذا ميل" بأفكاره السياسية وبالطريقة التي عرضها بها.

سافر تشرشل إلى جنوب أفريقيا في أكتوبر/تشرين الأول 1899 مع مجموعة من الصحفيين، بإيفاد من صحيفته "مورنينغ بوست". وقد وصف في مقالاته الأولى رحلته إلى جبهة القتال، التي لم يمكث فيها كثيرا، حيث تعرض للاعتقال مع مجموعة من الجنود البريطانيين على أيدي البوير.

وقد نشرت صحيفة "ناتال ديلي" الجنوب أفريقية بعد سنوات من تلك الحرب مقابلة مع فرانز شانغوين الذي كان ضمن المجموعة التي اعتقلت تشرشل، وقد وصف لحظات الاعتقال واحتجاج تشرشل بأنه مراسل صحفي، وبالتالي فإن القوانين تحرم اعتقاله، وكيف أنه رد عليه بأن المراسلين الحربين من أمثاله هم من يتسببون في الحروب.

 

 

عندما يصبح ناقل الأخبار خبرا
 

حول ذلك الاعتقال تشرشل إلى قصة إخبارية بعد أن كان هو من يروي الأخبار وينقل فظاعات الحرب، فبفضل التلغراف الذي كان ثورة في مجال الاتصال آنذاك، وصلت حكاية اعتقال تشرشل إلى العديد من الصحف البريطانية التي نشرتها يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1899، والتي وصفت الرجل بأنه بطل من أبطال بريطانيا لأنه ساهم مع الجيش في وقف تقدم البوير.

ويبدو أن اتساع دائرة الحديث عن بطولات تشرشل لم يكن في صالحه، خاصة مع انتشار شائعات تقول إنه عندما أسر كان يحمل مسدسا، وهو ما حدا بآسريه أن يعتبروه أسير حرب، وليس صحفيا، رغم أنهم سمحوا له بإرسال تقارير عن الأحداث، كما سمحوا لمندوب من وكالة رويترز بإجراء مقابلة صحفية معه.

ويورد المؤلف أن تشرشل لم يمكث كثيرا في الأسر، فقد تمكن بعد أيام قلائل من الهروب، ووصل بفضل مساعدة بعض المتعاطفين مع البريطانيين إلى إحدى المستعمرات البرتغالية ومنها إلى مستعمرة بريطانية.

ويرى مؤلف الكتاب أن الذي جرى لتشرشل في جنوب أفريقيا ساهم بشكل كبير في أن يجعل منه أحد نجوم الصحافة البارزين، وسيساهم فيما بعد في أن يعطيه مكانا بارزا في النادي السياسي البريطاني.

وبعد عودته من رحلة جنوب أفريقيا دشن تشرشل مشواره السياسي الذي وصل فيه إلى الجلوس على سدة "دواننغ ستريت" مقر الحكومة البريطانية، حيث جرى انتخابه عضوا في البرلمان عن دائرة "أولدهام".

ويعتقد تشرشل أن الصحافة وفرت له السلم الذي أوصله إلى قمة المجد السياسي رئيسا لوزراء بريطانيا.

 

المزيد من المقالات

السياق الأوسع للغة اللاإنسانية في وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي في حرب غزة

من قاموس الاستعمار تنهل غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية خطابها الساعي إلى تجريد الفلسطينيين من صفاتهم الإنسانية ليشكل غطاء لجيش الاحتلال لتبرير جرائم الحرب. من هنا تأتي أهمية مساءلة الصحافة لهذا الخطاب ومواجهته.

شيماء العيسائي نشرت في: 26 نوفمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
توظيف البيانات في قصص الزلازل.. ابحث عن الإنسان

ماهي أبرز استخدامات البيانات في قصص الزلازل؟ وكيف يمكن أن تبرِز القصص الإنسانية بعيدا عن الأرقام الجافة؟ ومتى تصبح حيوية لغرف الأخبار لفهم تأثيرات الزلازل على الطبيعة والإنسان؟  الزميلة أروى الكعلي تشرح كيف يمكن توظيف البيانات لفهم أعمق للزلازل.

أروى الكعلي نشرت في: 17 سبتمبر, 2023
إعلام المناخ وإعادة التفكير في الممارسات التحريرية

بعد إعصار ليبيا الذي خلف آلاف الضحايا، توجد وسائل الإعلام موضع مساءلة حقيقية بسبب عدم قدرتها على التوعية بالتغيرات المناخية وأثرها على الإنسان والطبيعة. تبرز شادن دياب في هذا المقال أهم الممارسات التحريرية التي يمكن أن تساهم في بناء قصص صحفية موجهة لجمهور منقسم ومتشكك، لحماية أرواح الناس.

شادن دياب نشرت في: 14 سبتمبر, 2023
التنوع في غرف الأخبار.. الجزيرة بلس نموذجاً

تشكل شبكة الجزيرة الإعلامية نموذجا للتنوع في غرف الأخبار. يساعد التنوع على  فهم القضايا المحلية المعقدة ووضعها في سياقاتها الثقافية والاجتماعية، كما يبرز وجهات النظر المختلفة أثناء اتخاذ القرار التحريري. يتحدث الزميل محمد ولد إمام في هذا المقال عن مزايا التنوع في منصة AJ+.

محمد ولد إمام نشرت في: 3 سبتمبر, 2023
متدربون صحفيون "مع وقف التنفيذ"

يعاني طلبة الصحافة المتدربون في المؤسسات الإعلامية من صعوبات كثيرة للاندماج في غرف الأخبار. الصحفية المتدربة هلا قراقيش تسرد قصص لمتدربين من الأردن واجهوا الفرق الشاسع بين الواقع والتنظير.

هالة قراقيش نشرت في: 31 أغسطس, 2023
الأفلام الوثائقية ومكافحة الأخبار الكاذبة.. "للقصة بقية" نموذجا

بات نشر الأخبار الكاذبة عملية منظمة أكثر من أي وقت مضى، ولم يعد التحقق التقني كافيا لمواجهة حملات تضليلية تقودها جماعات وكيانات. يبرز الفيلم الوثائقي كآلية تسمح بمحاربة الأخبار الكاذبة. يدرس المقال نموذج برنامج "للقصة بقية" الذي تنتجه قناة الجزيرة.

بشار حمدان نشرت في: 22 أغسطس, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي.. خسارة الوظائف ليست الخطر الأكبر

القلق الذي عبر عنه الصحفيون من فقدان وظائفهم ليس الخطر الأكبر، بل قدرة الذكاء الاصطناعي على فرض انحيازاته على مستوى السرديات واللغة بمساعدة من الصحافة، هو التحدي الأكبر الذي يواجههم.

محمد الشاذلي نشرت في: 13 أغسطس, 2023
كيف تستفيد الصحافة من السرد السينمائي؟

كيف يستفيد السرد في الصحافة من السينما؟ وماهي حدود "الاقتراض" من مجال رأسماله الخيال إلى أسلوب صحفي يوظف في بناء الحقائق؟ وما أبرز التقنيات التي استعارتها الصحافة من السينما؟

شفيق طبارة نشرت في: 6 أغسطس, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

إيليا توبر نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
لماذا يفشل الإعلام العربي في نقاش قضايا اللجوء والهجرة؟

تتطلب مناقشة قضايا الهجرة واللجوء تأطيرها في سياقها العام، المرتبط بالأساس بحركة الأفراد في العالم و التناقضات الجوهرية التي تسم التعامل معها خاصة من الدول الغربية. الإعلام العربي، وهو يتناول هذه القضية يبدو متناغما مع الخط الغربي دون مساءلة ولا رقابة للاتفاقات التي تحول المهاجرين إلى قضية للمساومة السياسية والاقتصادية.

أحمد أبو حمد نشرت في: 22 يونيو, 2023
ضحايا المتوسط.. "مهاجرون" أم "لاجئون"؟

هل على الصحفي أن يلتزم بالمصطلحات القانونية الجامدة لوصف غرق مئات الأشخاص واختفائهم قبالة سواحل اليونان؟ أم ثمة اجتهادات صحفية تحترم المرجعية الدولية لحقوق الإنسان وتحفظ الناس كرامتهم وحقهم في الحماية، وهل الموتى مهاجرون دون حقوق أم لاجئون هاربون من جحيم الحروب والأزمات؟

محمد أحداد نشرت في: 20 يونيو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
ملاحظات حول التغطية الإعلامية للصراع المسلح في السودان

تطرح التغطية الصحفية للصراع المسلح في السودان تحديات مهنية وأخلاقية على الصحفيين خاصة الذين يغطون من الميدان. وأمام شح المعلومات وانخراط بعض وسائل الإعلام في الدعاية السياسية لأحد الأطراف، غابت القصص الحقيقية عن المآسي الإنسانية التي خلفتها هذه الأزمة.  

محمد ميرغني نشرت في: 7 يونيو, 2023
الصحافة والذكاء الاصطناعي وجهاً لوجه

تبنت الكثير من المنصات والمنظمات نقاش تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة دون أن تكون ثمة رؤية علمية ودقيقة عن حدود هذا التأثير وإمكانيات توظيفه. جوهر مهنة الصحافة لا يمكن أن يتغير، لكن يمكن أن يشكل  الذكاء الاصطناعي آلية تقنية لمحاربة الأخبار الكاذبة ومساعدة الصحفيين على إنجاز مهامهم.

أميرة زهرة إيمولودان نشرت في: 6 يونيو, 2023
دراسات الجمهور الإعلامي العربي ومأزق المقاربة السوسيولوجيّة

قد تسعف القراءة السوسيولوجية لمفهوم الجمهور في وسائل الإعلام في فهم العلاقة بين الصحافة والجمهور، بعدما سيطرت المقاربة الرقمية الإحصائية على الدراسات الخاصة في هذا الموضوع. 

وفاء أبو شقرا نشرت في: 31 مايو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

إيليا توبر نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022