الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

 

أعمل كصحفية مستقلة بنظام القطعة لعدة مؤسسات إعلامية عربية، بدأت طريقي في الصحافة في عام 2018. عملت في المكتوب والمسموع والمرئي وفي رصيدي ما يتجاوز تسعة تحقيقات استقصائية محلية وعابرة للحدود، ولكنني بنظر القانون منتحلة صفة صحفي، وقد توجه لي التهمة في أية لحظة، لألتحق بعشرات الصحفيين المستقلين الذين مثلوا أمام المحاكم، لعدم استيفائهم شروط الانضمام لنقابات الصحفيين.

 

الاعتراف النقابي

لا تعترف غالبية قوانين العالم العربي بالصحفيين غير المنضمين للنقابة، وجعلت التعريف بالصحفي منحصرا بانضمامه للنقابة بعيدًا عن وصف العمل الصحفي الذي يمارسه أو الضوابط أو حتى آلية عمله. فيعرف قانون نقابة الصحفيين الأردنيين رقم (15) لسنة 1998 في مادته الثانية الصحفي على أنه "عضو النقابة المسجل في سجل الصحفيين" مما يشكل انتهاكا لحق دستوري ورد في المادة 15 من الدستور يضمن للأردنيين حق الرأي والتعبير، إذ تعد الصحافة شكلا من أشكال التعبير عن الرأي. وفي مصر عرّفت المادة 4 من قانون نقابة الصحفيين رقـم 185 لسنة  1955 في مصر الصحفي على أنه "من يعمل صفة أساسية ومنتظمة في مهنة الصحافة في صحيفة يومية أو دورية تطبع في مصر أو باشر بهذه الصفة المهنة في وكالة أنباء مصرية أو أجنبية تعمل في مصر، وكان يتقاضى عن ذلك أجرا يستمد منه الجزء الأكبر اللازم لمعيشته. وأوضح في المادة السابعة أنه لا يجوز لأي فرد أن يحترف مهنة الصحافة ما لم يكن اسمه مقيدا بجدول النقابة.

لا تعترف غالبية قوانين العالم العربي بالصحفيين غير المنضمين للنقابة، وجعلت التعريف بالصحفي منحصرا بانضمامه للنقابة بعيدًا عن وصف العمل الصحفي الذي يمارسه أو الضوابط أو حتى آلية عمله.

في حديث مع "مجلة الصحافة"، يقول مراسل منظمة "مراسلون بلا حدود" في الأردن محمد شما إن "الصحفي الفريلانسر عرضة للانتهاك المباشر لحقوقه المختلفة دون أي حماية، وعدم انضمامه لنقابة الصحفيين تضاعف تحدياته وفي مقدمتها صعوبة الوصول للمعلومة، نتيجة عدم  حمله بطاقة تفيد بأنه صحفي، أو امتناع المصادر أو المسؤولين عن مقابلته، بالإضافة إلى غياب الحماية الاجتماعية والأمن الذاتي وتدني مستوى الدفاع عنه، وكونه لا ينتمي لأي نقابة أو أي جهة تنظيمية يفقد فرصة الدفاع عن نفسه، كما لا يشعر أنه جزء من منظومة جسد إعلامي مستقل".

 

الصحفي في مواجهة القانون

حدد المشرع الأردني شروطًا ينبغي توفرها لاكتساب الصحفي العضوية في نقابة الصحفيين، فتمثلت هذه الشروط بما جاء بأحكام المادة الخامسة من قانون نقابة الصحفيين بتمتع المنتسب لها بالجنسية الأردنية، وألا يكون محكومًا بجناية أو جنحة مخله بالشرف، مع تمتعه بالأهلية القانونية، التي تمكنه من ممارسة مهنته، واشترطت ذات المادة حصول الصحفي على شهادات علمية باختصاص الإعلام أو الصحافة، وفرضت شرط التدريب على ممارسة المهنة لمدة محددة تبعا لكل درجة علمية، باستثناء الحاصلين على شهادة الدكتوراه في الصحافة والإعلام.

الصحفي الفريلانسر عرضة للانتهاك المباشر لحقوقه المختلفة دون أي حماية، وعدم انضمامه لنقابة الصحفيين تضاعف تحدياته وفي مقدمتها صعوبة الوصول إلى المعلومة، نتيجة عدم  حمله بطاقة تفيد بأنه صحفي.

وبطبيعة الحال لا تقبل النقابة عضوية الصحفيين الفريلانسرز العاملين بنظام القطعة، إذ اشترطت على الصحفي أن يكون متفرغا لممارسة العمل الصحفي ممارسة فعلية وأن يكون عاملًا في مؤسسة ومشتركًا بشكل متواصل في الضمان الاجتماعي من خلال مؤسسته، وبالتالي لا تقبل الاشتراك الفردي. ويترتب على ذلك المنع الصريح للمؤسسات الصحفية من تشغيل أو استخدام الصحفي إلا إذا كان مسجلًا لديها وفق ما نصت عليه المادة 16/ أ من قانون نقابة الصحفيين.

وتمنح النقابة صحفييها القانونيين تسهيلات للقيام بعملهم وعدم جواز توقيفهم أو تعقبهم، فقد نصت المادة 44 من قانون النقابة على "منح الصحفي لدى جميع الجهات التي يمارس مهنته لديها أو بواسطتها أو يتعامل معها أثناء قيامه بأعمال المهنة التسهيلات المناسبة، ولا يجوز توقيفه أو تعقبه من أجل عمل قام به تأدية لواجبات مهنته، إلا إذا قام بذلك العمل بصورة تنطوي على جريمة جزائية"، كما نصت المادة 45 من نفس القانون أنه على النيابة العامة تبليغ النقابة عند إجراء التحقيق مع أي صحفي، وسمحت لنقيب الصحفيين أو من ينوب عنه حضور مراحل التحقيق وضرورة إبلاغ النقابة بنتيجة الحكم.

تعد هذه المواد ضمانات وحماية للصحفي وصونا لحقوق أقرتها المواثيق الدولية، ولكن وعلى الجانب الأخر حرمان لكل صحفي غير منتسب للنقابة وتجعله عرضة للملاحقة القانونية والتوقيف في أي وقت نتيجة إلزامية العضوية للنقابة للاعتراف بالصحفي.

 

صلاحيات تتجاوز حدود العضوية

تتمتع نقابات الصحفيين في العالم العربي بصلاحيات واسعة تتجاوز شؤون أعضائها، وتمتد إلى منع الصحفيين غير المنظمين من ممارسة الصحافة أو محاولاتهم تشكيل نقابة أو جمعية بديلة، إذ تتصدر المشهد كونها الجسم الصحفي القانوني التنظيمي الوحيد، وتحارب بشتى الطرق أي محاولة لتأسيس كيانات أخرى.

في مصر ظهرت نقابات مستقلة لتقديم السند والدعم القانوني للصحفيين المستقلين وسرعان ما أعلنت نقابة الصحفيين المصرية العداء تجاهها، وطالبت الهيئات والوزارات بعدم الاستجابة لها.

وفي الأردن لجأ صحفيون لإنشاء "جمعية الصحافة الإلكترونية" من خلال طلب لوزارة التنمية الاجتماعية، وبعد الموافقة على إنشائها رفعت نقابة الصحفيين دعوى قضائية تطعن في قرار الموافقة معتبرة أن ممارسة العمل الصحفي القانوني حق حصري لها، لكن ردت محكمة العدل العليا الدعوى التي تحمل رقم 350 لسنة 2011 لانتفاء شرط المصلحة، وفق "قسطاس" محرك البحث القانوني.

المحامي المختص في قضايا الصحافة والنشر خالد خليفات، يرى في حديثه لـ "مجلة الصحافة"، أن نقابة الصحفيين هي الجسد القانوني الوحيد الذي يمثل الصحفيين بموجب القوانين السارية، ولكن شروط الانتساب تشكل مخالفة صريحة لنص العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الذي يضمن حرية الانتساب للأفراد، وكون المعاهدة تسمو على القوانين بالتالي هذا القانون يخالف المعاهدة.

ويضيف خليفات أن "غالبية دول العالم العربي تعاني من نفس المعضلة، وهي إجحاف بحق العاملين في قطاع الإعلام لأن الأصل ألا يكون الإعلام مقيدا، وتتجلى تلك القيود عندما تجتمع التشريعات معا مثل قانون نقابة الصحفيين مع قانون المطبوعات والنشر، وقانون ضمان حق الحصول على المعلومة التي تضيق على الصحفيين وتضيق على حرية الرأي والتعبير، لأن قانون المطبوعات والنشر ينص على عدم توقيف الصحفيين نتيجة ممارسة عملهم ولكن هذا النص ينطبق فقط على المنظمين لنقابة الصحفيين".

 

قانون قاصر وحلول على الرف

يعترف، عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين خالد القضاة، في تصريح لـ "مجلة الصحافة" بأن قانون نقابة الصحفيين "يبقى قاصرا ولا يلبي تغطية فئات جديدة من الصحفيين، ولا يغطي فئات كانت موجودة في سنة إقرار القانون مثل العاملين في المؤسسات الأجنبية سواء كانوا في الأردن أو خارجه". ويعزو ذلك إلى الخشية من دخول كفاءات جديدة ستغير خارطة الهيئة العامة للنقابة.

ويرى القضاة أن الأردن في المرحلة الحالية بحاجة لنقابة قوية، ومن الضروري أن تكون ممارسة العمل الصحفي مرتبطة بالانتساب. أما عن الأسباب التي تجعل النقابة لا تعترف بالصحفي الفريلانسر، فيرجع ذلك إلى أن "مصطلح الفريلانسر مشوه في الأردن، وأصبح يطلق على أي كان، وهناك من الصحفيين من أساء للصحافة المستقلة الرائدة في العالم بعدم فهم مغزى هذا النوع من الصحافة وخاصة في الصحافة المحلية، وهي بنفس الوقت فرصة لهروب المؤسسات من التزاماتها تجاه الصحفيين المستقلين".

وحول محاولة إدماج الصحفيين الفريلانسرز في النقابة، يؤكد القضاة أن تعديل القانون بات أمراً ملحًا ليكون أكثر عدالة ومظلة للجميع بمن فيهم الصحفي الفريلانسر، ولكن بضوابط واضحة ومشددة لحماية الفكرة من الاستغلال ولاستقطاب الصحفيين بدلًا من تنفيرهم".

 انتهاكات عمالية بالجملة

الصحفي المستقل المختص في القضايا العمالية نديم عبد الصمد يقول لـ"مجلة الصحافة" إن الصحفي المستقل عرضة للانتهاكات العمالية بصورة كبيرة نتيجة عدم قدرته على الانضمام إلى نقابة مهنية، من المعلوم أنها وجدت لتنظم عمل المهنة، وبنفس الوقت تساعد الصحفي على أخذ حقه ولكن قيود الانتساب لنقابة الصحفيين لا تسمح للصحفي "الحر" أن ينضوي تحتها.

ومن تلك الانتهاكات يروي عبد الصمد أن أجر الصحفي المستقل منخفض مقارنة بأي وظيفة أخرى، مما ينعكس على جودة المواد المقدمة التي ستكون بطبيعة الحال تغطيات سطحية، بالإضافة إلى طلب الكثير من المؤسسات الصحفية من الصحفي الفريلانسر أن يكون شاملًا، وعدم الاكتفاء بالصحفي ككاتب أو محرر، بل يطلب منه أن يحرر الفيديو ويصمم الإنفوغراف ويصور، وهي مهارات تعد كل مهارة منها تخصص بحد ذاته.

بمجرد أن دخل إلى القاعة المخصصة للمؤتمر الصحفي الذي سيعقده مسؤول بالحكومة حتى أشار عليه أحد رجال الأمن بسلاحه وهو يسأله بحدة عن اسم مؤسسته وما إن أخبره بأنه صحفي مستقل حتى تغيرت سحنة الرجل صارخا مناديا رفاقه بغضب: " تعالوا.. صحفي مستقل هنا"، ليجد نفسه يتعرض للصفع والركل خارج القاعة.

 

في ليبيا.. " تعالوا.. صحفي مستقل هنا"

بمجرد أن دخل إلى القاعة المخصصة للمؤتمر الصحفي الذي سيعقده مسؤول بالحكومة حتى أشار عليه أحد رجال الأمن بسلاحه وهو يسأله بحدة عن القناة أو المؤسسة التي يتبعها، وما إن أخبره بأنه صحفي مستقل حتى تغيرت سحنة الرجل صرخ مناديا رفاقه في غضب " تعالوا.. صحفي مستقل هنا"، ليجد نفسه يتعرض للصفع والركل خارج القاعة.

يقول "علي" وهو صحفي يعمل مستقلا يوثق الأحداث المهمة ويلتقط بكاميرته أهم الاجتماعات وأحيانا الاشتباكات، ويبيعها لوكالات أجنبية: "للأسف نحن في نظرهم مجرد جواسيس نعمل لصالح قوة أجنبية.. ولا يوجد من يحمينا لا نقابة ولا دولة، والأمر سيان سواء في بنغازي أو طرابلس فقد تعرضت لذات الموقف في كليهما".

 

عميل وجاسوس!

اختار العديد من الصحفيين الليبيين العمل المستقل لأسباب مختلفة سواء كانت مادية أو حبا في الابتعاد عن المؤسسات وإداراتها والتفضيل بالبقاء أحرارا دون أن يحسبوا على أي جهة خصوصا في ظل حالة الاستقطاب الشديدة التي تسيطر على المشهد الإعلامي في البلاد. غير أن هذا التوجه لم يكن سفينة النجاة التي تمنوها، بل أدخلهم في مواجهات واتهامات أخرى، كالعمالة لحساب الأجنبي والتجسس ناهيك عن الاتهام بالكذب وانتحال شخصية الصحفي المستقل لحماية المؤسسة التي ينتمي إليها.

الظروف التي يعمل خلالها الصحفي المستقل في ليبيا أقل ما يمكن وصفها بالصعبة والمعقدة من الناحية المهنية والقانونية. فعلي الصعيد المهني، يعمل الصحفي المستقل وسط بيئة لا تقدر هذا العمل، بينما الأغلبية لا يستوعبون أجواء العمل التي يبحثون عنها والمتمثلة في التحرر من قيود المؤسسات الإعلامية الروتينية. وتكمن معاناته - قانونيا - في عدم الاعتراف بوجوده وبالتالي لا يحصل على أية خدمات تسهل عمله أو مساعدات حين يقع في أي مشكلة نظرا لغياب قوانين تحفظ حقوق الصحفي المستقل سواء المادية أو المعنوية.

اختار العديد من الصحفيين الليبيين العمل المستقل لأسباب مختلفة سواء كانت مادية أو حبا في الابتعاد عن المؤسسات وإداراتها والتفضيل بالبقاء حرا دون أن يحسب على أي جهة خصوصا في ظل حالة الاستقطاب الشديدة التي تسيطر على المشهد الإعلامي في البلاد.

تجاهل وعدم اعتراف

يعتبر الصحفي "عاطف الأطرش" حجم العمل الصحفي المستقل في ليبيا ضعيفا وكارثيا في ذات الوقت، وأن أغلب الصحفيين يشتغلون لدى مؤسسات إعلامية من الأساس. كما يرى أن "تدني مستوى دخل هذه الشريحة وغلاء المعيشة دفعهم للعمل كصحفيين مستقلين للحصول على مورد مالي إضافي".

وعن الصعوبات التي تواجه العمل الميداني يرى الأطرش أن الصحفي المستقل قد يستغل معارفه أو أقاربه في الهيئات والمؤسسات الحكومية للحصول على معلومة أو دعوة حضور بشكل شخصي لأنهم لا يقومون بتقديم المعلومات أو تسهيل المشاركة وحضور الندوات الحكومية لهم.

في الجنوب الليبي، حيث البيئة الأكثر صعوبة في كل مناحي الحياة، يصف الصحفي المستقل من مدينة سبها وليد بكاكو بيئة العمل بغير المستقرة والمحفوفة بالمخاطر نتيجة الصراع السياسي، لذا يلجأ البعض نحو العمل المستقل لعدم رغبته في الانخراط أو التبعية لأي مشروع سياسي.

ويضيف بكاكو: "الجهات الحكومية لا تعترف بالصحفي المستقل إلا في حالة إقامة ملتقيات أو حفلات، لكن في الأمور السياسية الهامة يتم تجاهلنا لأن الصحفي لا ينتمي لذات التيار الذي تنتمي له الحكومة أو المسؤول".

 

غياب نقابة منتخبة

ما يزيد صعوبة العمل الصحفي سواء المستقل أو غيره في ليبيا يكمن في عدم وجود نقابة للصحفيين منتخبة ومعترف بها ويحسب لها حساب من قبل السلطات والجهات الحكومية.

لا يوجد في ليبيا إلا نقابات ومنظمات صحفية صغيرة تقدم نفسها بأنها الحامي والمدافع عن حقوق الصحفيين، فيما يعتبرها البعض منظمات ضعيفة تستغل اعترافها بهذه الشريحة للحصول على الدعم مستغلة حاجتهم إلى غطاء قانوني يحميهم، وهو أمر غير واقعي كون كل النقابات الصحفية في ليبيا غير معترف بها في الداخل والخارج.

 

مفهوم الحماية!

هذا التصور يراه مدير المركز الليبي لحرية الصحافة محمد الناجم مبالغا فيه رغم إقراره بأن الكثير من الصحفيين يعتقدون به، "فهناك غياب تام لمفهوم الدفاع عن حرية التعبير، والكثير من الصحفيين والمنظمات المدنية وبعض من الجهات الحكومية تُحمّل النقابات الصحفية مسؤولية أكبر من قدرتها". والنتيجة حسب الناجم كالآتي: "حين تعجز المنظمات الأهلية عن تقديم الحماية للصحفيين بمفهومهم هم وليس بمفهومها الحقيقي يتم اتهام النقابات بالمتاجرة بالصحفيين!".

ويضيف مدير المركز الليبي أن الكثيرين قد لا يستوعبون مفهوم الحماية الذي تعمل عليه هذه المنظمات، "فالحماية هنا هي معنوية والمساعدة مالية وأحيانا العمل على المساهمة والمساعدة في نقل الصحفيين من البيئة الخطرة وهي حماية ليست لكل الصحفيين إنما تخص فقط المتضررين".

وسط هذه الأجواء وتحميل المسؤوليات هنا وهناك، برزت مطالبات بضرورة تأسيس نقابة جامعة للصحفيين لضمان حقوقهم المهنية والدفاع عنهم أمام الجهات ذات العلاقة، خصوصا مع استمرار الوضع الإعلامي المتردي الذي تعيشه ليبيا وفقا لتقارير محلية ودولية.

غير أن نقابة صحفيين حقيقية لم يعد هو المطلب الوحيد. فعلى سبيل المثال وجهت المنظمة الليبية للصحافة المستقلة دعوتها لجميع المؤسسات الحكومية بحماية الصحفيين وتوفير بيئة مواتية لعملهم دون تمييز أو خوف من الأعمال الانتقامية أو العقابية.

 

مصير مجهول!

تكمن أهمية الصحافة المستقلة في إحداث نوع من التوازن بعيدا عن الرواية الرسمية الحكومية، وأقل استقطابا من معلومات الصحف والقنوات الخاصة بمختلف مشاربها. وهذا لا يمنع أن يكون الصحفي منحازا لهذا الطرف أو ذاك لكنه على الأقل يعلم جيدا أن المادة الخبرية المتوازنة والمتعددة الروايات تجلب "زبونا" جيدا.

ورغم ذلك، تبقى الصحافة المستقلة خارج المشهد الإعلامي، وتبقى الصحافة في ليبيا رهينة لتوازنات القوى بين المؤسسات الخاصة والجهات الحكومية. وحتى مع بعض النجاحات التي حققها صحفيون مستقلون ووجود مواهب حقيقية قادرة على صنع الفارق والتطوير من شكل المحتوى الإعلامي وتنويع المصادر والأخبار إلا أن مصيرهم يبدو مجهولا.

مقالات ذات صلة

قصص وتجارب حية لصحفيين اختاروا "الفريلانس"

اختيار العمل كصحفي فريلانسر لا يكون دائما مدفوعا بالاضطرار بل بالرغبة في التحرر واكتساب مهارات جديدة لا يتيحها العمل بالدوام الثابت. من لبنان، تسرد الصحفية جنى الدهيبي قصص ثلاثة صحفيين من مجالات مختلفة، يعملون فريلانسرز.

جنى الدهيبي نشرت في: 27 ديسمبر, 2023

المزيد من المقالات

الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025
الصحفي الرياضي في مواجهة النزعة العاطفية للجماهير

مع انتشار ظاهرة التعصب الرياضي، أصبح عمل الصحفي محكوما بضغوط شديدة تدفعه في بعض الأحيان إلى الانسياق وراء رغبات الجماهير. تتعارض هذه الممارسة مع وظيفة الصحافة الرياضية التي ينبغي أن تراقب مجالا حيويا للرأسمال السياسي والاقتصادي.

أيوب رفيق نشرت في: 28 يناير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

Arwa Kooli
أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024