شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

لم تغب الراحلة شيرين أبو عاقلة عن حديث الإعلاميين الفلسطينيين منذ استشهادها في الحادي عشر من شهر أيار/ مايو 2022. ينطبق ذلك أيضاً، على أحاديث رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتحسرون دائماً على غياب شيرين عن التغطيات الصحفية، ومقارنة عملها الميداني بالتغطيات الصحفية الحالية، من حيث الدقة، والمهنية، والالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي.

منذ لحظة استشهادها، لم تهدأ الأحداث في الضفة الغربية خاصة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وهو المخيم الذي تعرّف الفلسطينيون والعرب عليه من خلال تغطيات شيرين وقصصها عنه، أثناء الانتفاضة الثانية عام 2000، حتى ارتبطت بالمخيم وارتبط بها.

 

حضور رغم الغياب

إن استعادة ذكريات شيرين وتغطياتها الصحفية من قبل الكثيرين هذه الأيام يعود بالدرجة الأولى إلى النموذج الصحفي الذي قدّمته في عملها الميداني، متميزة فيه عن الكثيرين.  ويشمل هذا النموذج وجهين: يتمثل الأول في التزامها بأخلاقيات المهنة بأعلى درجاتها دون أن تتخلى عن الحس الوطني تجاه فلسطين وقضاياها.  أما الوجه الثاني فهو قربها من الناس وعلاقاتها المتينة بهم خاصة أولئك الذين نقلت قصصهم. بدا ذلك جلياً من خلال التدافع الشديد من قبل الناس للمشاركة في تشييعها، وحالة الحزن التي خلّفتها في كل بيت فلسطيني، محققةً حالة إجماع عام على مهنيّتها، قل نظيرها.

منذ لحظة استشهادها، لم تهدأ الأحداث في الضفة الغربية خاصة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، وهو المخيم الذي تعرّف الفلسطينيون والعرب عليه من خلال تغطيات شيرين وقصصها عنه، أثناء الانتفاضة الثانية عام 2000، حتى ارتبطت بالمخيم وارتبط بها.

يسرد لنا الصحفي خلدون البرغوثي، من مدينة رام الله، قصة حصلت مع الراحلة أثناء عملها الصحفي، وكانت روتها لطلابها في مساق التقارير التلفزيونية في جامعة بيرزيت قبل سنوات. تدور القصة حول شهيدة فلسطينية نفذت عملية فدائية خلال الانتفاضة الثانية، وحينما عرفت شيرين اسمها توجهت بطاقمها لمنزل الشهيدة. عندما طرقت باب العائلة وجدت الأمور اعتيادية عندهم، لتدرك حينها أن العائلة لم تتلق الخبر بعد؛ ففضلت الابتعاد عن المكان بعد الاعتذار للعائلة عن طرق بابهم نتيجة خطأ في العنوان.  هنا، لم تنتهز شيرين الفرصة للحصول على رد فعل الأسرة بشكل حصري لها، ولم تفضل السبق الصحفي على حساب المشاعر الإنسانية، بل آثرت الانسحاب وترك العائلة تتلقى الخبر من غيرها، دون تدخل منها. وهذا يدلل على ما كانت تتحلى به من أخلاق إنسانية وصحفية في آن واحد، لتجسد بالفعل مقولتها "أنا اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان".  

يعتبر خلدون البرغوثي، صحفي في صحيفة الحياة الجديدة، أن قصة شيرين مع عائلة الشهيدة يجب أن تُدرّس لطلاب الصحافة ليس في فلسطين، وحسب، بل في العالم العربي أجمع، و"على كل صحفي يريد أن يحقق النجاح أن يرى في سيرة شيرين أبو عاقلة النموذج، إنسانيا ومهنيا".

إنَّ سردَنا لهذه القصة هدفه إظهار الفرق الشاسع بين شيرين وغيرها الكثير من الصحفيين الفلسطينيين الذين آثروا السبق الصحفي بالصورة والكلمة على مشاعر الناس، والمهنية الصحفية، خلال تغطيات الأحداث الأخيرة في فلسطين تحديداً في نابلس وجنين. فكثيراً، ما تسرع البعض بنشر أسماء وصور الشهداء قبل التحقق من صحة معلوماتهم، لحصد إعجابات على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أدنى مراعاة لأخلاقيات المهنة والمشاعر الإنسانية لأهالي الضحايا. وصل الأمر لقيام بعض الصحفيين بنشر اسم شخص على مواقع التواصل على أنه شهيد، ليتبين بعد ساعات أنه جريح، ومعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي.

إن استعادة ذكريات شيرين وتغطياتها الصحفية من قبل الكثيرين هذه الأيام يعود بالدرجة الأولى إلى النموذج الصحفي الذي قدّمته في عملها الميداني، متميزة فيه عن الكثيرين. ويشمل هذا النموذج وجهين: يتمثل الأول في التزامها بأخلاقيات المهنة بأعلى درجاتها دون أن تتخلى عن الحس الوطني تجاه فلسطين وقضاياها. أما الوجه الثاني فهو قربها من الناس وعلاقاتها المتينة بهم خاصة أولئك الذين نقلت قصصهم.

 

لو كانت بيننا

سألنا عمر نزال، مدير الإعلام في نقابة الصحفيين، كيف ستكون التغطية للأحداث لو كانت شيرين بيننا على قيد الحياة؛ فعاد ليذكرنا بخصال شيرين التي ميزتها عن غيرها من الصحفيين، مما جلعها قريبة ومحبوبة من الجميع.

يقول نزال "لو كانت شيرين بيننا الآن وسط التطورات في جنين ونابلس، لكانت التغطية مختلفة وبأبعاد أخرى لهذه الأحداث بصوت شيرين ولمساتها المهنية، وكنا سنكتشف قصصا كثيرة في مناطق الأحداث". يتابع نزال بالقول إن الجمهور الفلسطيني بحاجة لتسليط الضوء على زوايا لم ينتبه إليها الإعلام " ولو كانت شيرين على قيد الحياة لانتبهت لتلك الزوايا ونقلتها لنا بكل مهنية وإبداع".  

يوافقه الرأي البرغوثي الذي يقول: "سنجد تغطية صحفية بقالب رصين.. دون انفعال، دون مبالغة، وبمعلومات دقيقة، ممزوجة بمشاعر إنسانية… بنبرة هادئة تخلو من الانفعال المبالغ فيه، وهذا يعكس المهنية والإنسانية والصدق في المشاعر".

هذان الرأيان يعبران عن الإجماع العام حول مسيرة شيرين الصحفية، والتي يرى فيها الفلسطينيون وحتى العرب أنها الشخصية الإعلامية التي لن تتكرر، لتظل أيقونة الصحافة العربية، والمدرسة التي تعلمت منها العديد من الأجيال.

تميزت شيرين بتغطية صحفية بقالب رصين. دون انفعال، دون مبالغة، وبمعلومات دقيقة، ممزوجة بمشاعر إنسانية. بنبرة هادئة تخلو من الانفعال المبالغ فيه، وهذا يعكس المهنية والإنسانية والصدق في المشاعر.

 

صك غفران للمزيد

 على الرغم من تقديم ملف استشهاد شيرين لمحكمة الجنايات الدولية والتعاطف الدولي الواسع مع جريمة قتلها إلا أن سلطات الاحتلال لم تلتفت لكل ذلك، بل زادت من وتيرة استهدافها للصحفيين الفلسطينيين، خاصة مع تنصل المسؤولين الإسرائيليين من الاغتيال، والتساهل الأمريكي مع الجريمة بما مثلَ صك براءة للجريمة.

 وفق تقرير لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في الضفة خلال شهر أب/ أغسطس الماضي؛ فإن الاحتلال ارتكب ما يزيد عن 470 اعتداء بحق الصحفيين. تنوعت الاعتداءات ما بين الاحتجاز والمنع من التغطية والقتل المتعمد والاعتقال والاستهداف بالرصاص، حيث اخترقت 35 رصاصة أجساد الصحفيين، إضافة إلى المنع من السفر وغيرها.

تشير سماح نصار، المديرة العامة للإعلام الرقمي في تلفزيون فلسطين الرسمي، إلى أن ما حدث مع شيرين ساهم في انفلات جيش الاحتلال ومواصلة ارتكابه الجرائم دون حساب ولا عقاب، حيث تعرضت طواقم تلفزيون فلسطين لاعتداءات جيش الاحتلال على الهواء مباشرة، مثل قنص مصور التلفزيون في منطقة "دير الحطب"، لؤي سمحان، والاعتداء على مراسل التلفزيون في قلقيلية شمال الضفة الغربية أحمد شاور، حين صوّب جندي إسرائيلي عليه السلاح بشكل مباشر، فضلاً عن إصابة المصور معتز السوداني بقنبلة صوتية  في وجهه". وترى نصار، أن الخوذة وشعار الصحافة لا يعنيان شيئاً لجيش الاحتلال ومستوطنيه الذين يتعمدون عرقلة العمل الصحفي والاعتداء على الصحفيين الفلسطينيين.

من الواضح تماماً ومن مجريات الميدان، أن اغتيال شيرين أبو عاقلة كان مخططاً له بهدف ترويع الصحفيين الفلسطينيين، لكن الواقع مختلف، إذ إن كتم صوت شيرين للأبد دفع الصحفيين لتحدي الاحتلال أكثر وبجرأة أكبر، وهذا ما تعكسه التغطيات الإعلامية في المناطق الساخنة بالضفة الغربية، كما يجري في مدينة نابلس التي تشهد مؤخراً اقتحامات إسرائيلية متتالية واستهدافا للمقاومة الفلسطينية فيها.

أما صوت شيرين الحزين وتغطياتها ذات المهنية العالية، فيبدو أنهما سيلازمان كل بيت فلسطيني، ليبقى في الغياب حضور أكبر كما قالت الراحلة يوماً ما

المزيد من المقالات

الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة ة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025