كيف تحارب الصحافة المتأنية الوجبات السريعة؟

 

وصف المفكر الفرنسي بيار بورديو ذات يوم، وسائل الإعلام والمعرفة التي تزود العامة بها بأنها منصات "المفكرين السريعين" (Fast-Thinkers)، في استعارة لمصطلح الوجبات السريعة (Fast-Food)؛ لاعتباره أن تلك المعلومات التي تقدّمها المقالات والمحتويات الإعلامية التحليلية، ما هي إلا وجبات فكريّة سريعة تُشعر المتلقّي بالشبع المعرفيّ، لكنّها تَضرُّ بصحته.. صحته المعرفيّة في هذه الحالة.

وإن بقينا في استعارة بورديو، فإن الأخصائيين الغذائيين والبيئيين شكّلوا في نهايات القرن الماضي ما عُرف بحركة الوجبات البطيئة  (Slow-Food Movement) التي تُعرّف نفسها بأنّها حركة أُسّست من أجل "الحيلولة دون اختفاء ثقافات وتقاليد الأطعمة المحليّة، والتصدي لانتشار مظاهر الحياة السريعة، ومكافحة ظاهرة قلّة اهتمام الناس بالطعام الذي يتناولونه"(1).

وفي ذات المقاربة، يمكنني وصف الصحافة المتأنية (Slow-Journalism) بكونها تسعى للحفاظ على قيم الصحافة الأصيلة، المتمثلة في العمق والرصانة والنضج والفهم الشامل للأحداث، والتصدي للحياة السريعة التي خلخلت تلك القيم، ومكافحة ظاهرة السأم من التعاطف (Compassion Fatigue) التي قلّلت من اهتمام النّاس بالقضايا المحيطة بهم، وجعلت الصحفيين غير قادرين على جذب تعاطف العامّة مع القضايا العادلة. ومن الجدير بالذكر أنّ ظاهرة السأم من التعاطف قد رُبطت(2) بتسارع الأخبار وسهولة وصولها إلى الناس(2).

وربما يُثار تساؤل هنا حول التسمية نفسها، هل هي صحافة متأنية أم بطيئة، وهو سؤال له وجاهته. والبتّ في هذا الخلاف، يتجلى في سؤال "هل هي مواد صحفية تحتاج وقتا لتنجز، أم مواد تحتاج معلوماتها وقتا لتنضج؟".  

 

ما الحاجة إلى الصحافة المتأنيّة؟

في عصر تزدحم فيه الأخبار الآنيّة التي تستلزم متابعة سريعة من الصحفيين، وفي ظل الاحتياجات الجديدة للجمهور بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعيّ، طُرحت معادلة جديدة في الصحافة أجبرت الصحفي على إنجاز مواده -إخباريّة كانت أم تحليليّة- في وقت قصير جداً، نظراً لأنّ ازدحام الأحداث يفقد المادة الصحفية أهميتها إذا تأخرت يوماً أو اثنين بعد وقوع الحدث. هذا الاضطراب الذي دخل غرف الأخبار حول العالم، يُبقي المواد الصحفيّة بعيدة عن العمق الذي يصف الحدث بكافة أركانه، عمق يتطلَّب من تلك المواد الصحفية أن "تُطبخ على نار هادئة" دون الخشية من فقد المادة أهميتها لدى العامة.

هذا الأمر دفع عدداً من الصحفيين والأكاديميين إلى التوقف قليلا وإعادة النظر في الجوانب والمعالجات التي فُقدت في كثير من التغطيات بسبب عدم امتلاك الصحفيين الوقت الكافي لإنضاج موادهم، مما مهّد الطريق أمام مصطلح جديد قديم هو الصحافة المتأنية (Slow Journalism) الذي يقوم على مبدأ أن الفهم الكامل والمعمّق للأحداث، يتطلّب من الصحفي التأني والتأمل فيها، ليشكّل فهماً أكثر نضجاً عنها، وبالتالي يستطيع معالجتها بشكل أعمق.

والقول إن هذا المصطلح جديد قديم، يأتي من أن التنبّه إلى معضلة السرعة وتأثيرها على العمق، سبق أن طرحه العديد -وإن لم يكن بهذا التعبير- من علماء الاجتماع نهايات القرن الماضي، مثل بيير بورديو (2002-1930) في كتابه "التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول"(3)، وطروحات جيل دولوز (1995-1920) التي تطرق فيها إلى معضلة التلفزيون ودوره السلبي في تسطيح المعلومات وتزويد العامة بمنظور عام عنها دون امتلاكه -أي التلفزيون- الوقت الكافي للتعمُّق في القضايا وتفسيرها بشكل سليم، حيث اتخذ -رفقة مفكرين آخرين- موقفاً بعدم الظهور في مقابلات تلفزيونية لطبيعة الإطار الذي يفرضه الصحفيون عليهم، ويجعل طروحاتهم تؤخذ بمعالجة غير مكتملة (أو مُسيّرة) وبالتالي غير دقيقة.

 

الإعلام ووهم المعرفة

تطرّقت العديد من الدراسات الأكاديميّة الإعلاميّة إلى دور وسائل الإعلام في خلق ما يسمّى "وهم المعرفة" (Illusion of Knowledge)، حيث رجّحت إحدى الدراسات(4) أن المحتوى الإعلامي المُختزل وغير الشامل، قد يساهم في تعزيز وهم المعرفة لدى المواطنين، ويجعلهم يشعرون أنهم مطّلعون على الشأن الجاري وقادرون على الحكم عليه.

مما يعني أن الإعلام بتقديمه المعلومات والتحليلات السطحية للأحداث، يساهم في جعل العامة يشعرون بأنّ معرفتهم حول تلك الأحداث قد ارتفعت، مما يترتب عليه اعتقاد أنهم قادرون على التصرُّف حيالها. فكم من مرة رأينا فيها محلّلين يخرجون على الهواء بعد دقائق من وقوع حدث ما، ويدخلون بإسهاب في تحليل أبعاده، على الرغم من أنّ الحدث نفسه لم يمر على وقوعه سوى دقائق، ولا يمكن فهم تبعاته غالبا بهذه السرعة.

2
هناك دائما جمهور يريد القصة كاملة، ويستطيع أن يصبر على الصحفيين حتى يُنضجوا ما لديهم من مواد. الصورة لرجل يقرأ إحدى الصحف المحلية في سوق واقف الشعبي في قطر. تصوير: فرانسوا نيل - غيتي. 

غير أنه لا يمكن لوم الإعلام على هذا، فالجمهور عندما يسمع بطريقة أو بأخرى، عن وقوع حدث ما في مكان ما، فإن أول ما سيقوم به في العادة هو البحث عن الوسائل الإعلاميّة التي تقدم له تلك الوجبة المعرفيّة السريعة التي اعتاد أن يشبع بها. وإن اتخذت وسيلة إعلام ما موقفا بعدم تقديم هذه التحليلات السريعة للأحداث، من منطلقات غياب المعلومات الشافية الدقيقة، والالتزام بتقديم العمق على السّبق، فإنها ستخسر جمهورها لصالح وسائل إعلام أخرى.

لذا، فإن تلك الوسائل تضطر -مُرغمة إن جاز القول- لأن تقدم هذه الوجبات السطحية من التحليلات التي تسمن وتغني المشاهد بجرعات معرفيّة، وهمية في غالب الأحيان وسطحية في أفضلها، على حساب المعرفة الشّاملة الدقيقة، بسبب ضريبة الغياب عن السبق، التي لا يمكن أن تستوعب الوسائل الإعلامية الكبرى دفعها لقاء تقديم محتوى أعمق.

أي أنّ سرعة نقل الأخبار -رغم ما فيها من سلبيّات- فإنها تبقى مهمة وضروريّة في خدمة العامة وإطلاعهم على الأحداث التي تجري من حولهم، انطلاقا من وظيفة رئيسية من وظائف الصحافة، وهي ممارسة دورها التحذيري الذي تلتزم به أمام المجتمع. لذا كان لا بد من إفراد مساحة أخرى تعنى بالنظر إلى الأحداث بمنظور أكثر عمقا، عمقٌ يتطلّب من الصحفيين جهداً أكبر وبالضرورة وقتاً أكثر مقارنة بالوقت المتاح لهم في معالجة الأحداث آنيًا.

هذا الوقت يسمح للصحفيين بالتعمّق أكثر في أبعاد الأحداث وسيناريوهاتها، ويفرد مجالاً أمامهم لتشكيل مواد صحفية أكثر نضجاً وعمقاً، بشكل يزود الجمهور بفهم أوسع وأشمل -وبالضرورة أدق- للقضايا التي تحيط بهم. وبالتالي يمكن القول إنّ الصحافة المتأنية ستساهم في خدمة العامة بشكل أفضل، ويمكن اعتبارها الخطوة المكمّلة لجهد الصحافة الآنيّة في إخبار العامة بما حدث.

 

الصحافة المتأنيّة؟

سوزان غرينبرغ كانت أول من استخدم المصطلح في مقال (5) لمجلة "بروسبكت" عام 2007، حيث استخدمت مفهوما اقتصاديا ظهر مؤخرا حول "نهاية الوسط" وأسقطته على الصحافة. رأت سوزان أن أسلوب القوالب الصحفية الطويلة غير القصصية (Long-form nonfiction) يمكن أن يُنهي احتكار ثقافة الصحافة السريعة، ذلك أنّ الأخبار العاجلة القصيرة تصل إلى المواطنين مجاناً عبر خدمات الأخبار، وفي الوسط تقع الصحافة المطبوعة التقليديّة، وهو ما رأت أنه قطاع بدأ يخسر جمهوره، وبالتالي فإن النهاية يجب أن تكون بازدهار سوق المقالات والتقارير وأنواع الكتابة الأخرى -غير الخيالة- التي تأخذ وقتا لاستخلاص المعلومات؛ تلاحظ القصص التي أغفلها الآخرون، وتنقلها للعامة وفق أعلى المعايير الصحفيّة، وهو ما خلصت إلى تسميته "بالصحافة المتأنيّة"(6).

مجلة الإرضاء المتأخر -أحد المشاريع الإعلامية التي أخذت الصحافة المتأنيّة منهجاً في إنجاز موادها الصحفية- تشير إلى أنّها "تأخذ وقتاً لممارسة الأشياء بشكل سليم، وأنّه بدلا من المحاولات البائسة للتغلب على تويتر -في إشارة إلى التغلب على سرعة تداول الأخبار عبر تويتر- فإنّنا نعود إلى القيم التي يريدها الجميع من الصحافة، وهي: السياق، التّحليل وآراء الخبراء". وأنّ المجلة لجأت إلى الصحافة المتأنيّة "لإعادة النظر في الأخبار بعد أن ملأها الغبار، ومن ثم إعطاء العامة التحليل النهائي حول القصص التي كانت يوما تهمهم"(7).

وأخيراً، وما يمكن اعتباره الشاهد من هذا المقال، هو أن الحاجة المُلحّة لانتشار ثقافة الصحافة المتأنيّة عربيّا، تتأتى من كون الشارع العربي يضجّ بالأحداث المتسارعة المتلاحقة التي تحوّل الصحفي إلى آلة كاتبة تنقل المعلومات، مما يحول دون ممارسته لأهم أدواره التي يتحمّل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه المجتمع، وهي تزويده بالمعرفة الشاملة والدقيقة الناضجة حول الأحداث، بمعزل عن أي آراء. وهذا يستلزم من الصحفي التعايش والتفاعل مع الأحداث بطريقة متأنيّة تؤمّن له مَقعدا مُطلاًّ على المسرح كاملا، لا على زاوية محدّدة من زواياه.

 

 

 

المراجع:

  1. "About Us." Slow Food International. Accessed December 26, 2018. https://www.slowfood.com/.

  2. Gabbert, Elisa. "Is Compassion Fatigue Inevitable in an Age of 24-hour News?" The Guardian. August 02, 2018. Accessed December 26, 2018. https://bit.ly/2OG3Rku.

  3. بورديو، بيار، التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول، ترجمة درويش الحلوجي، دمشق، دار كنعان، 2004.

  4. Weber, Mathias, and Christina Koehler. "Illusions of knowledge: Media exposure and citizens’ perceived political competence." International Journal of Communication 11 (2017): 17.

  5. Greenberg, Susan. "Slow Journalism." Prospect Magazine. February 25, 2007. Accessed December 26, 2018. https://bit.ly/2Q2BpbO.

  6. انظر أيضا:

Le Masurier, Megan. "What is slow journalism?." Journalism Practice 9, no. 2 (2015): 138-152.

  1. https://www.slow-journalism.com/

 

المزيد من المقالات

عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

إيليا توبر نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
من أجل تغطية مهنية وأخلاقية للأزمة بين روسيا وأوكرانيا

غُرف الأخبار يجب أن تتأنى للحظة قبل الانخراط في التغطية، لوضع منهجية واضحة تحدد فيها شكل التغطية وقواعدها العامة، زوايا المعالجة، المصطلحات المستخدمة، آلية التعامل مع المحتوى الذي ينتجه المستخدم ورسم نموذج عمل واضح يضمن التحقق من المعلومات. يجب أيضا أن تحدد قواعد التعامل مع تصريحات السياسيين ووكالات الأنباء لتجنب الوقوع في فخ الترويج لدعاية سياسية موجهة، وأن تتبنى زوايا معالجة تجيب على أسئلة جمهورها العربي الملحّة. 

مجلة الصحافة نشرت في: 24 فبراير, 2022
حداد: غرف التحرير العربية تنظر إلى صحفيي البيانات كفريق دعم تقني ثانوي

منذ 10 سنوات، وقد كانت صِحافةُ البيانات -يومَها- ممارسةً يُنظر إليها كمهارة تقنية، بدأ محمد حداد العمل على قصص صحفية مدفوعة بالبيانات. لم يتخلَّ حداد -الذي يقود فريق AJ Labs بشبكة الجزيرة- عن قناعته بأن توظيف البيانات في عصر التطور التكنولوجي، سيُحدث ثورةً في مجال الصحافة. اليومَ، وقد ساهمت صحافة البيانات في مراقبة السلطة ومساءلتها -خاصة أثناء انتشار جائحة كورونا- يبدو متفائلا بمستقبلها، لكن ليس في غرف التحرير العربية التي لا تزال تنظر إلى صحفيي البيانات كفريق دعم تقني.

مجلة الصحافة نشرت في: 14 فبراير, 2022
42 جنسية في إدارة الأخبار تمنح لتغطيات الجزيرة تفردا خاصا

يشغل عاصف حميدي منصب مدير غرفة الأخبار بقناة الجزيرة منذ ما يقارب ست سنوات. خلال هذه المسيرة كان عاصف يدبر تنوعا جغرافيا، سياسيا، عرقيا، جندريا، وثقافيا فريدا في سبيل تقديم خدمة إخبارية بجودة عالية. هذه الروافد المختلفة داخل غرفة التحرير، جعلت الجزيرة في أحداث كثيرة تحقق سبقا صحفيا مثلما حدث مؤخرا في سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان. في هذا الحوار يشرح احميدي تأثير التنوع في القرار التحريري وفي تجويد القصص الصحفية داخل أكثر غرف التحرير تأثيرا بالعالم العربية.

محمد خمايسة نشرت في: 24 نوفمبر, 2021
نصائح للصحفي في تغطية المشهد الأفغاني

في خضم الحرب والفوضى والاستقطاب السياسي.. تضيع الحقيقة.

مجلة الصحافة نشرت في: 17 أغسطس, 2021
ونستون تشرشل.. من غرف الأخبار إلى دهاليز السياسة

ساهمت مسيرة الصحافة في تشكيل شخصية ووعي رئيس الوزراء الأشهر في تاريخ بريطانيا ونستون تشرشل. أن تفهم شخصية تشرشل السياسي لابد أن تتعقب رحلته الصحفية التي قادته لدول كثيرة كمراسل حربي. هذه قراءة في كتاب يتعقب أهم لحظاته من غرف الأخبار إلى المجد السياسي.

عثمان كباشي نشرت في: 1 أغسطس, 2021
الأخلاقيات الجديدة للصحافة في العصر الرقمي

لم تكن أخلاقيات المهنة يوما مفهوما ثابتا. وقد أفضى ظهور المنصات الرقمية إلى توليد حاجة لإعادة تعريف المعايير الأخلاقية واستنباط أخرى، وفَرَض تحديا جديدا على غرف الأخبار التي أصبحت تتعامل مع منظومة ديناميكية ومتغيرة.

محمد خمايسة نشرت في: 7 يونيو, 2021
فيسبوك بلا أخبار في أستراليا.. عن حرب العائدات التي اشتعلت

استيقظ مستخدمو فيسبوك في أستراليا، صباح اليوم الأربعاء، على "فيسبوك دون أخبار"؛ حيث قررت شركة فيسبوك منع مستخدميها في أستراليا من مشاهدة أو نشر الأخبار على منصته.

محمد خمايسة نشرت في: 18 فبراير, 2021
ماذا علمتني 2020 عن طريقة تغطيتنا للأخبار؟

في ذروة تفشّي الجائحة، عمل فريقنا بجهد دؤوب لتغطية كافة التطورات لحظة بلحظة، في حين كانت الجائحة إزاءنا جميعًا، مما اضطرنا إلى الانتقال للعمل من المنازل لأجل غير معلوم، في خطوة غير مسبوقة ومليئة بالمفارقات هي الأخرى. وزعتُ وقتي في المنزل، ففي الصباح أضع أجندة الأخبار أثناء اجتماع الفريق التحريري، على نحو يضمن تغطية زوايا جديدة فيما يتعلق بأزمة "كوفيد-19"، ثم أنتقل فجأة خلال النهار إلى وضعية إدارة الأزمات وأنا أسمع تمتمات متزايدة من الفريق بشأن رصد أول حالة عدوى بالفيروس في قطر.

سُرَيّا سلام نشرت في: 30 ديسمبر, 2020
الانتخابات الأميركية واستطلاعات الرأي.. النبوءة القاصرة

مع بداية ظهور أرقام التصويت في الانتخابات الأميركية، كانت صورة النتائج النهائية تزداد غموضاً، وبدا أن استطلاعات الرأي التي ركنت إليها الحملات الانتخابية والمؤسسات الإعلامية محل تساؤل وجدل. فأين أصابت وأين أخفقت؟

أيوب الريمي نشرت في: 8 نوفمبر, 2020
في زمن كورونا الصوت الأعلى للتلفزيون... قراءة في تقرير معهد رويترز

أشار تقرير معهد رويترز هذا العام إلى تغيرات كبيرة في سلوك جمهور الإعلام بسبب جائحة فيروس كورونا، كان أبرزها عودة ثقة الجمهور بالقنوات التلفزيونية كمصدر رئيسي للأخبار، إضافة لتغير سلوكيات جمهور الإعلام الرقمي وتفضيلاته.

محمد خمايسة نشرت في: 22 يونيو, 2020
أفلام ومسلسلات يجب على الصحفيين مشاهدتها في Netflix

في هذه المادة نجمع لكم عددا من الأفلام والمسلسلات الصادرة مؤخرا، والتي تعالج أحداثا سياسية وتاريخية بمقاربة تفيد الصحفيين حول العالم، والموجودة عبر خدمة Netflix. هذه الأفلام والمسلسلات لا يتحدث معظمها عن الصحافة بشكل مباشر، إنما تستعرض أحداثا وقضايا تهم الصحفيين حول العالم، كما تثير لديهم العديد من التساؤلات حول تحديات الصحافة في العصر الحالي، وكذلك تؤمن لهم مخزونا جيدا من الأفكار التي يمكنهم تطويرها في قصص صحفية. 

محمد خمايسة نشرت في: 26 مارس, 2020
معركة الصحافة مع أنوف السياسيين الطويلة جدًّا

يخوض الصحفيون في الأعوام الأخيرة، واحدة من أشرس معاركهم ضد تصريحات السياسيين الكاذبة. فما هي الأدوات التي استعد بها الصحفيون لمواجهة هذه الموجة من تزييف الحقائق؟

محمد خمايسة نشرت في: 10 ديسمبر, 2019
إعلام ضد رهاب الآخر.. هل هو صعب المنال؟

يستعرض المقال صورة اللاجئين في عين وسائل الإعلام الغربية، ويركّز على لبنان والأردن عربياً وكيف التعاطي مع ملف اللاجئين السوريين.

محمد شمّا نشرت في: 6 نوفمبر, 2019
سياسة تويتر في حظر التغريدات .. ازدواجية معايير؟

أثبت موقع تويتر في السنوات الأخيرة أن لديه القدرة الكافية على محاربة التغريدات المسيئة بشكل فعّال، إلا أن الموقع بقي متهما بالتقصير في محاربة التغريدات المسيئة لا سيما تلك التي تحمل خطابا معاديا للاجئين والأقليات، فهل يمارس تويتر ازدواجية في تطبيق معاييره؟

مجد يوسف نشرت في: 4 نوفمبر, 2019
بين الفصحى والعامية.. كيف نصيغ اللغة الأقرب إلى الجمهور؟

فرضت المنصات الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي الحاجة لنوع جديد من الكتابة، يتميز بالسهولة والاختصار، وهذا الأمر تطلب جهداً كبيراً، خاصة وأن الهدف الأساسي هو التقرّب من الجمهور واستخدام لغة يمكنه التعامل معها بسهولة.

محمد ولد إمام نشرت في: 29 أكتوبر, 2019
قراءة في تقرير معهد رويترز حول الأخبار على المنصات الرقمية

نشر معهد رويترز لدراسة الصحافة التابع لجامعة أوكسفورد البريطانية؛ تقريره السنوي عن الأخبار في المنصات الرقمية الذي يعده مجموعة من الباحثين في جامعة أكسفورد وصحفيون مختصون في الإعلام الرقمي. في هذه المادة نلخص أبرز النتائج التي جاءت في هذا التقرير.

محمد خمايسة نشرت في: 17 يونيو, 2019
مونتاج قصص الواقع الافتراضي - الجزء الثاني

في Contrast، نقسم المحتوى الخاص بنا إلى ثلاث فئات: مقاطع فيديو قصيرة (اجتماعية) لمنصات التواصل الاجتماعي وأفلام وثائقية بتقنية 360 درجة وتجارب واقع افتراضي VR الغامرة (Immersive). نأخذ دائماً بعين الاعتبار قنوات التوزيع المقصودة لكل من هذه الأفلام، ونختار أفضل المعدات وتحديداً الكاميرا التي سيتم استخدامها، والتي بدورها ستحدد الوقت اللازم في مرحلة ما بعد الإنتاج.

ماريا فرناندا لاوريت نشرت في: 28 مايو, 2019
يوميات سمارة القوتلي في ”صحافة الصبيان“

"نذكِّر الصحفي دائما بأنه يجب أن يصغي جيدا للناس ويرصد معاناتهم، ولكن ننسى كثيرا أن نصغي للصحفي ونعرف معاناته هو الآخر"..

مجلة الصحافة نشرت في: 18 فبراير, 2019
من هم منتحلو صفة صحفيّ في الأردن؟

لغايات هذا التقرير، أجريتُ مقابلةً مع نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة، الذي يُخوّل القانون نقابته تصنيف العاملين بالصحافة إلى: منتحلي صفة صحفيّ، أو صحفيّ.

عمار الشقيري نشرت في: 6 يناير, 2019
الصحافة والسترات الصفراء في فرنسا.. سوء الفهم الكبير

إذا كنت صحفيا تغطي احتجاجات "السترات الصفراء" في شارع الشانزليزيه في باريس، فستواجه سؤالا متكررا من قبل عدد من المحتجين: لصالح أية وسيلة إعلامية تعمل؟

محمد البقالي نشرت في: 25 ديسمبر, 2018
من الرباط إلى كابل.. قصة مراسل

لأسباب قد يطول شرح تفاصيلها، رفضت السلطات المغربية منحي رخصة العمل كمراسل لقناة الجزيرة في المغرب.. واقع جعلني لما يقارب السنتين مراسلا صحفيا مع وقف التنفيذ، قضيت معظم هذا الوقت في غرفة الأخبار بالدوحة على أمل أن يتغير مزاج صاحب القرار، لكن تلك الآمال تحولت تدريجيا إلى أوهام.

يونس آيت ياسين نشرت في: 2 ديسمبر, 2018