الأخبار الكاذبة في عصر موجات الهجرة.. نظرية الذعر الأخلاقي

 

في العام 2016، اختارت قواميس أكسفورد كلمة "السياسة ما بعد الواقعية" (Post- truth- policy) لتكون كلمة العام، وهو مصطلح استُخدم للتعبير عن سياسةٍ تم فيها تأطير النقاش السياسي إلى حد كبير، من خلال المناشدات العاطفية المنفصلة عن تفاصيل السياسة الدقيقة المرتبطة بالواقع وحقائقه، حيث تحتل الحقائق والأخبار المدققة مرتبة ثانوية مقابل المشاعر وجاذبية العاطفة وبعض التفاصيل المفبركة. وبينما وُصفت بأنها مشكلة معاصرة، اعتبر بعض المراقبين أنها كانت الخط السائد لوقت طويل في الحياة السياسية قبل ظهور الإنترنت والتغييرات الاجتماعية.

غير أنه في الفترة الأخيرة، تحوّل تيار عصر ما بعد الواقعية إلى واقعٍ في نظر علماء السياسة اليوم، الذين باتوا يعتقدون أن الأخبار الكاذبة والمحتوى المُضلل أصبحا أكثر انتشاراً من أي وقت مضى، بالإضافة إلى قدرتهما على إعادة تشكيل الخطاب السياسي في كثير من الأحيان. خير مثال على ذلك، دراسة أجراها موقع "بوزفيد" (Buzzfeed) الأميركي الإخباري، تقول إن ربع الأشخاص قرؤوا أخباراً مزيفة إبّان الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 على الفيسبوك، وبناءً عليه بات هناك إدراك متزايد لقوة انتشار الأخبار الكاذبة، خاصة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي. 

بكلمات أخرى، يعتقد المراقبون والمتخصصون أن الأخبار الكاذبة لطالما كانت موجودة، إلا أن مواقع التواصل استطاعت أن تخلق منها فقاعة كبيرة تتحكم في المزاج السياسي العام للجماهير. ولكن في الوقت نفسه، تزايد استخدام مصطلح الأخبار الكاذبة كسلاحٍ في بعض القضايا، تحديداً تلك المتعلقة بالمهاجرين واللاجئين.

 

نظرية الذعر الأخلاقي مادة خام للأخبار الكاذبة

تم تعريف "الذعر الأخلاقي" (Moral Panic) على أنه موقف تتعدى فيه المخاوف العامة وتدخلات الدولة إلى حد كبير؛ التهديدَ الموضوعي الذي يشكله المجتمع تجاه فرد معين أو جماعة معينة، يُزعم أنها مسؤولة عن خلق التهديد في المقام الأول.

وتم تطوير مفهوم الذعر الأخلاقي وتعميمه من قبل عالِم الجريمة في جنوب أفريقيا ستانلي كوهين، عندما شرح رد فعل الجمهور على الاضطرابات التي أحدثها بعض الشباب في المنتجعات الساحلية في برايتون بإنجلترا خلال ستينيات القرن الماضي، وأوضح كيف أثّرت ردود الفعل هذه على تشكيل وإنفاذ السياسات الاجتماعية والقانونية والتصوّرات المجتمعية للتهديدات التي تشكلها مجموعات الشباب.

منذ نشأته، تم تطبيق مفهوم الذعر الأخلاقي على مجموعة واسعة من المشكلات الاجتماعية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، عصابات مروجي المخدرات، والعنف المدرسي، وقصص إساءة معاملة الأطفال، وصولا إلى المهاجرين واللاجئين.

يستطيع المتأمل لأوضاع المهاجرين الحالية في الغرب أن يضع يده على جوهر الخطاب الأيدولوجي الذي يستخدمه الشعبويون حول العالم ويتم من خلاله تمهيد مساحات واسعة لقبول الأخبار الكاذبة المتعلقة بالمهاجرين. هذه الخطابات تستند إلى الذعر الأخلاقي، وتحاول تفسير ردود الأفعال "المذعورة" للأغلبية في مجتمع ما تجاه مجموعات ثقافية (في حالتنا اللاجئين أو المهاجرين)، إذ ترى هذه الأغلبية أن هذه القلة المهاجرة تهدد القيم المركزية للمجتمع، والامتيازات الاقتصادية التي يحظى بها المواطنون، وهو ما جعل الحملات السياسية تبني لبّ دعايتها على هذا الخطاب عبر إعطاء مساحة دائمة التوسع للأخبار المزيفة ونظريات المؤامرة.

 

السوريون بلبنان.. نموذج لتصاعد الأخبار الكاذبة ضد اللاجئين

نشرت قناة "أم.تي.في" اللبنانية العام الماضي تقريراً على موقعها -أزالته في ما بعد- يشير إلى أن السوريين في لبنان مصدر مرض السرطان، وسبب ارتفاع نسبة انتشاره في السنوات الأخيرة بنسبة 5.6%.

وتضمن التقرير رأي طبيب مختص بأمراض السرطان، كان يُفترض أن يشرح الأسباب العلمية وراء ارتفاع نسبة انتشار هذا المرض داخل لبنان، لكنه عزا ذلك إلى التلوث الذي تعاني منه بيئة البلاد في البر والبحر والجو، وأرجع سبب التلوث إلى اللاجئين السوريين المحمّلين -حسب تعبيره- ببكتيريا والتهابات تسبب أمراض السرطان. 

لم يوضح الطبيب نوع البكتيريا والالتهابات الذي يقصده، كما أن المختصين يؤكدون أن السرطان ليس مرضاً معدياً يمكن نقله من شخص إلى آخر، إذ إن وجود شخص مصاب لن يكون مصدراً لانتشار المرض بأي حال من الأحوال، الأمر الذي يجعل من هذا الاعتقاد أمراً عبثياً.  

هذا التصريح أثار ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي من شخصيات عامة سورية وغير سورية، مستخدمين وسم #السوريون_سبب_السرطان_في_لبنان. كما أثار حفيظة شريحة عريضة من المجتمع السوري داخل لبنان التي رأت فيه محاولة تشويه وعنصرية، تضاف إلى قائمة الممارسات العنصرية ومحاولات نشر أخبار كاذبة ضد اللاجئين في لبنان.     

لم تكن تلك المحاولة هي الأولى للدخول في نفس إطار "الذعر الأخلاقي" المعتاد ضد اللاجئين السوريين في لبنان، فقبل ذلك أذيعت أغنية بعنوان "صرنا نحنا المغتربين" التي حملت كلماتها محاولات تأكيد عديدة على أن اللاجئين يحرمون أهل البلاد من امتيازاتهم الاجتماعية، بالإضافة إلى محاولات دائمة لإلصاق سلوكيات العنف بهم من أجل تأكيد هذه الصورة الذهنية وخلق حالة عميقة من الكراهية ضدهم، معتمدين في ذلك على أخبار لا صحة لها أبداً. 

 

حالة ليزا

ليزا (13 عاما) فتاة تعيش مع والديها في شرق برلين، ادعت في يناير/كانون الثاني 2016 أنها اختطفت وتعرضت للاغتصاب على يد ثلاثة من المهاجرين الشرق أوسطيين، وأنهم لم يسمحوا لها بالإفلات منهم إلا بعد 30 ساعة. تم نشر هذه القصة على قناة تلفزيونية روسية حكومية، وفي الخبر الذي أذاعته، زعمت القناة الروسية أن الشرطة الألمانية لا ترغب في بدء التحقيق بالأمر وأنها مقتنعة بأن الفتاة أغوت الشبان الثلاثة، بينما في حقيقة الأمر، قالت السلطات الألمانية إنها بدأت بالتحقيق، وهو ما تبين لاحقاً أنه أمرٌ غير مُرضٍ للسلطات الروسية، وذلك من خلال ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي "من الواضح أن الفتاة لم تختطف طواعية لمدة 30 ساعة"، معرباً عن أمله بألا "تدفع مشاكل الهجرة التي تعاني منها السلطات إلى التغاضي عن مشاكل اللاجئين أو المهاجرين في سبيل الصوابية السياسية".

في نهاية القصة، اعترفت ليزا في حضور عائلتها وأفراد الشرطة، أنها فبركت القصة كاملة، وأنها قضت الوقت كله في بيت أحد أصدقائها الذكور. أما وسائل الإعلام الروسية التي نشرت القصة دون التحقق منها أو حتى الإشارة إلى احتمالية فبركتها، فلم ُتعدل القصة حتى بعدما نشرت السلطات الألمانية نتائج التحقيق المفصلة في القضية.

انتشر تقرير التلفزيون الحكومي الروسي بسرعة كبيرة من خلال الدعاية ووسائل الإعلام الروسية وردود الأفعال على مواقع التواصل الإعلامي المحملة فعلا بالذعر الأخلاقي تجاه اللاجئين. هذا التفاعل حشد الأقلية الروسية في ألمانيا وساندها اليمين المتطرف الألماني الذي وجدها فرصة سانحة للاعتراض على وجود المهاجرين في ألمانيا. وكنتيجة لذلك، تم تنظيم احتجاجات ضد الهجرة، وضد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في العديد من المدن الألمانية، واستمرت المظاهرات حتى بعد تأكيد الأخبار الكاذبة المتعلقة بالاغتصاب.

تناولت وسائل الإعلام العالمية القصة وتفاصيل ما نُشر حولها من أخبار كاذبة، وبدت نموذجاً مثالياً لكيفية استخدام الأخبار الكاذبة في تقويض الرأي العام تجاه سياسات الهجرة الرسمية. واعتقد كبار المسؤولين الألمان أن روسيا تحاول تقويض ثقة الجمهور في ميركل باستخدام المهاجرين، إذ رفع المحتجون أمام مكتب ميركل لافتات كُتب عليها "أطفالنا في خطر" و"اليوم أطفالنا وغداً أطفالكم"، وغيرها من الشعارات التي تضع المهاجرين في خانة المجرمين دون دليل.

 

تصفية الحسابات السياسية بأدوات المهاجرين والأخبار الكاذبة

متابعو هذه القضية استطاعوا ببساطة إيجاد التأويل الحقيقي للتصرفات والتصريحات الروسية الرسمية تجاه القضية، فهي محاولة لتصفية حسابات سياسية مع المستشارة الألمانية بسبب موقفها الصارم تجاه الأزمة الأوكرانية. ميركل كانت حازمة في دورها كوسيط رئيسي في الأزمة الأوكرانية، ومنذ ذلك الحين كانت عنيدة في رفضها تخفيف العقوبات ضد روسيا بسبب ضمّها شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

في هذه القضية، تحوّلت المعلومات الكاذبة والأخبار المضللة إلى سلاح خطير يساهم في التأثير على الرأي العام، ومن الصعب إيجاد موضوع يتم استغلاله من خلال تحقيق هذا التأثير أفضل من سلاح الهجرة والمهاجرين.

الجدير بالذكر في هذا المجال، أنه قبل شهر ونصف فقط من بدء قضية ليزا، أصيبت ألمانيا بصدمة كبيرة بسبب أحداث شبيهة في ولاية كولونيا حيث تم الاعتداء على أكثر من ألف امرأة من قبل العديد من الرجال من خلفيات أجنبية. والفارق اللافت بين حالة قضية ليزا وأحداث كولونيا، هو الحشد الإعلامي الكبير لروسيا في الداخل الألماني، بينما تم التعامل مع الثانية -رغم الأعداد الكبيرة للاعتداءات- في سياقها المحلي على اعتبارها تقصيراً أمنياً في الحماية والمراقبة.

في النهاية، لا يمكن القول بأي حال من الأحوال إن التحكم في الأخبار الكاذبة أمر مستحيل أو غير ممكن، سواء أكان ذلك من خلال تفعيل الوعي على المستوى الشعبي أو المستوى الحكومي، لكن ذلك يتطلب وسائل إبداعية تستثني القوانين السيئة السمعة، الآخذة في الانتشار في الوطن العربي بطوله وعرضه عن الأخبار الكاذبة، التي وجدتها كثير من السلطات في الدول العربية مجالاً ممتازاً لتصفية الحسابات السياسية.

ربما لا يمكن علاج الأخبار المزيفة من خلال القوانين السيئة، ولعل واحدة من النماذج التي يمكن الحديث عنها بهذا الشأن هو ما ذهبت إليه جمهورية التشيك، حيث أنشأت مركزاً داخل وزارة الداخلية التشيكية، لا يعمل كهيئة لإنفاذ القانون ولا كسلطة لمراقبة أو إزالة أي محتوى إعلامي، بل كل ما يتمتع به هو "صلاحية الإبلاغ" عن جدية حالات التضليل، كما يعمل به متخصصون يوفرون للحكومة والجمهور تقارير مفصلة حول هذه الحالات.  

وفي عصر السقف التكنولوجي المفتوح، هناك مساحات شاسعة للحديث عن وسائل إبداعية للتعامل مع الأخبار الكاذبة وتأثيرها على الرأي العام والسياسة، وهو أمر ليس ببعيد.

 

 

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025