البودكاست.. من التجريب إلى الاستثمارات الكبرى

البودكاست.. من التجريب إلى الاستثمارات الكبرى

منذ ظهوره، وعلى مدى الأعوام الخمسة عشر الأخيرة، ظل البودكاست تحت التشكيك والمراقبة والتجريب في أغلب دول العالم تقريبًا. لكن العام 2019 جاء ليدخل بهذا الوسيط الجديد مرحلة النضج والصفقات الكبرى والاستثمارات الضخمة، من قبل أشهر الشركات الرقمية والتقنية والمؤسسات الإعلامية. فهل نحن على عتبة مرحلة جديدة من مراحل البودكاست؟ ولماذا ينتشر في بعض الدول ويتأخر في جهات أخرى من العالم؟ ولماذا نحتاج إليه الآن، أكثر من أي وقت مضى؟ 

 

قوالب مختلفة

تعتبر القوالب التي يعتمدها البودكاست من أكثر القوالب ملاءمة لعصرنا الحالي، إذ يسهل إدماجه في نسق حياتنا السريع. فالوقت الذي يستغرقه البشر في الذهاب إلى عملهم يوميا في الولايات المتحدة مثلا، يصل إلى 26 دقيقة ذهابًا ومثلها إيابا. وبعملية سريعة نستنتج أن الناس يقضون سنويا قرابة 10 أيام كاملة في الطريق إلى العمل.

في مدن مزدحمة أكثر، وبشبكة مواصلات أكثر تعقيدًا مثل القاهرة، يقضي البشر أضعاف هذا الوقت، وهو ما يمكن استغلاله جيدًا لتعبئته بالبودكاست. وسواء تعلق الأمر برحلة قصيرة مدتها 15 دقيقة في سيارة الأجرة اًو ساعة كاملة في القطار، يوفر البودكاست دائما إمكانية تغطية هذه الرحلة بكل المواضيع التي تشد الناس وتشغل اهتمامهم. 

ويعتمد البودكاست أسلوب السرد القصصي، وهو واحد من أهم وأقوى العوامل التي ساعدت على انتشاره ونجاحه. 

فمنذ أربعينيات القرن الماضي ومع بداية ظهور الراديو، اكتشف صناعه أهمية استغلال السرد القصصي في البرامج الإذاعية لقدرتها على استثارة الخيال وشد الانتباه. وهكذا تمكن برنامج عن وصول كائنات فضائية غريبة إلى الأرض من إثارة الرعب وحبس الأنفاس في كامل تراب الولايات المتحدة. وبعد قرابة 80 عاما، يعود البودكاست ليعتمد نفس الأسلوب المشوق للاستحواذ على الاهتمام. 

لا يعد السرد القصصي أسلوبا للتسلية وشد الانتباه فقط، ولكنه بالدرجة الأولى الطريقة الأفضل من أجل إدراك العالم والتأثير والتغيير والإجابة على الأسئلة. 

قدرة البودكاست تتمثل في تمكنه من الاقتراب من الناس إلى أقصى حد، وملامسة حياتهم اليومية والدخول إلى أفكارهم. 

أظهرت دراسة لجامعة ستانفورد أن إدماج المعلومات والإحصاءات داخل السرد القصصي يمكن أن يزيد من معدلات الاحتفاظ بالمستمعين من 15 إلى 75%، وهي معدلات هائلة تم توظيفها بشكل جيد في ومضات الإشهار التجاري. 

ميزة السرد القصصي الأساسية أنه يساعد على تواصل البشر على مستوى عاطفي، أي أنه لا يخاطب عقولهم بقدر ما يخاطب عواطفهم، وهي أسهل طريقة لإحداث وقع لديهم، الأمر الذي يؤكد المقولة المعروفة التي كانت وراء ثورة التقديم الإذاعي بشكل عام: "سينسى الناس ما قلته، وسينسون ما فعلته، لكنهم لن ينسوا أبدا كيف جعلتهم يشعرون". 

 

الانخراط والانتماء

بمجرد الاشتراك في بودكاست معين، تنضم تلقائيا إلى مجموعة تشبهك في كثير من جوانبها، أو بالأحرى في اهتمامها وميولها. ويمنح البودكاست هذه المجموعة صفة التميز عبر توفير محتوى يشغلها ويشد انتباهها ويحثها على الاستمرار في متابعته، فيما يشبه الالتفاف حول طاولة أو فكرة معينة. ويتعدى تفاعل هذه المجموعة مع بعضها البعض حدود الاستماع للبودكاست الذي تشترك فيه، إلى التواصل مع بعضها عبر المنتديات والنقاش على صفحات التواصل الاجتماعي، أو حتى في مكان العمل مع باقي الزملاء والموظفين. 

وُجدت التكنولوجيا لتقليل الاحتكاك بين البشر في عالم باتت الخصوصية فيه شغل الناس الشاغل. وبعد انهيار الثقة بين المستهلك والشركات التقنية والرقمية إثر انكشاف العديد من الصفقات المريبة لاختراق هذه الخصوصية، أصبحت التكنولوجيا تعطيها الحيز الأكبر من اهتمامها، وتجتهد لتبني لكل فرد عزلته بالطريقة التي تريحه.  

في ظل هذه الظروف، يصل البودكاست إلى أعلى مستويات نجاحه، متحديا الأهداف المزعومة للتكنولوجيا، بل ويقف معها على خط التضاد، رغم أنه مظهر من مظاهرها. وفي الوقت الذي تذهب فيه التكنولوجيا إلى مزيد من توفير عالم خال من الاحتكاك، يأتي البودكاست ليجعل الاحتكاك هدفه. والمقصود هنا هو القدرة على الانخراط والتفاعل والتواصل مع الآخرين. 

 

البودكاست استثمار ناجح

بعد نجاحه الواسع في بلدان مثل الولايات المتحدة وأستراليا، واستقطابه للملايين من المتابعين، يتسابق المستثمرون في مجال الإنترنت والتكنولوجيا إلى استغلال البودكاست من أجل زيادة مداخيلهم. آخر هذه الخطوات جاءت من "سبوتيفاي" (Spotify) التي اشترت "غومليت ميديا" (Gumlet Media)، الشركة المنتجة لعدد من البودكاستات الناجحة مثل "ريبلاي أول" (reply all) و"هوم كومينغ" (Homecoming). كما اشترت أيضا "أنكور" (Anchor)، وهي خدمة لصناعة وتوزيع وتسويق البودكاست. ودفعت "سبوتيفاي" مقابل هذه الصفقة 340 مليون دولار، مما يعني أن الشركة لم تعد تختص في الموسيقى فقط، بل في البودكاست أيضًا. 

في حديثه لوسائل الإعلام التي تابعت الصفقة، قال مدير الشركة إن "ما نفعله هنا وما يثير حماسنا حقا هو بناء السوق في هذه المنطقة.. البودكاست في مرحلة مهمة جدا من النضج، لذلك نحن نستثمر فيه، ونعتقد أنه يمكن أن يكون واحدًا من أهم الأعمدة في السوق".

شركة آبل تملك 500 ألف بودكاست على تطبيق "آي تيونز" من جملة 750 ألفا تم إنتاجها إلى حد الآن. ورغم أنه لا أحد يستطيع أن ينافسها في هذه الأرقام، فإن شركات الاستثمار الأخرى تحاول أن تجد منفذا إلى البودكاست لزيادة دخلها، ولقناعتها بأنه في طريقه نحو الاستحواذ على السوق.

يمكن القول إن البودكاست في السنتين الأخيرتين مرّ من مرحلة التجريب إلى مرحلة النضج والاستثمارات الكبرى. وأعلنت السنة 2000 عن نفسها من خلال الصفقات الكبرى التي أبرمت في منتصف 2019 ونهايتها، وأيضا من خلال التطبيقات الجديدة التي ظهرت لتساعد على استعمال وتحميل البودكاست، وأهمها تطبيقا "لوميناري" (Luminary) وبريو" (Brew) الشهيران اللذان يتم استخدامهما بكثرة في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وبريطانيا، وهما في طريقهما نحو التوسع إلى باقي مناطق العالم. 

في السنوات الخمس الأخيرة، تضاعف عدد متابعي البودكاست الأسبوعي مرتين في بريطانيا، كما تضاعف العدد الشهري في الولايات المتحدة. 

وتمكن البودكاست إلى حد الآن من تحقيق عائدات جيدة من خلال الدعاية والإشهار، إلا أنها تظل عائدات قليلة نسبيا رغم أنها تشهد ارتفاعا كل عام. وما تزال الطريقة الأفضل لتحقيق عائدات من البودكاستينغ تتمثل في الاشتراك به، وكلما زاد عدد المشتركين ليبلغ مئات الآلاف أو الملايين زادت عائدات البودكاست. 

ومع ظهور البث الحي للبودكاست، تم الانتقال إلى مرحلة أخرى من تحقيق الإيرادات، تشبه -إلى حد ما- ما يقوم به الموسيقيون عندما يقدمون عروضًا حية تعتبر المصدر الأول لمداخيلهم. بعض البودكاستات دخلت بحذر تجربة البث الحي في 2019 لمحاولة معرفة حجم التفاعل والمتابعة، وهو ما يعتمد كمؤشر أساسي بالنسبة لشركات الدعاية. لكن الحظ الأكبر والأهم بالنسبة لأي بودكاست ناجح، يبقى في تحوله إلى برنامج تلفزيوني كما حصل مع عدد من التجارب الناجحة. 

 

التحديات وحلولها المستقبلية

أكبر تحدٍّ واجهه البودكاست إلى الآن هو الوصول إلى مستمعيه، وتحديدا جعلهم يكتشفونه. وبغض النظر عن الشركات التقنية الكبرى التي تستضيف أكبر عدد من البودكاستات المتوفرة حاليا مثل: ستيتشر، وكاستبوكسس، وآي تيونز، وغوغل بودكاست، يبقى البحث عن البودكاست مهمة معقدة بالأخص للذين لا يعرفون أنهم يبحثون عنه، أو بالأحرى لا يعرفون ما الذي يبحثون عنه حتى يجدوه.

والطريقة الوحيدة للإعلان عن البودكاست إلى الآن هي في إعلان بودكاست آخر عنه، أًو أن تسمع من صديق أو زميل في العمل بوجوده، أو أن تلعب الصدفة دورا في العثور على بودكاست لم تكن تعتقد أنك تبحث عنه. 

لكن مع بلوغ عائدات الإشهار من خلال هذا الوسيط مبلغ 600 مليون دولار في العام 2018 داخل الولايات المتحدة وحدها، بدأت الشركات الكبرى الحاضنة له بالتركيز على جانبي التسويق وطرق البحث عنه. 

عندما أطلقت غوغل خدمة البودكاست عام 2018، أعلنت أنها لن تتنافس مع شركات البودكاست على مستمعيها، وأن غايتها تتمثل بالدرجة الأولى في بلوغ 58%؜ من الأميركيين الذين لم يسبق لهم الاستماع إلى بودكاست في حياتهم.

طبعا تعتبر هذه النسبة ضعيفة مقارنة بدول مثل الهند أو مصر أو البرازيل. لكن الطريقة التي توختها شركة غوغل للتسويق وتوزيع البودكاست منذ ذلك العام إلى الآن، تعتبر لافتة وفريدة، إذ من بين التسهيلات التي قدمتها لمستخدميها، أنك إذا كنت من مستخدمي أندرويد فأنت لست بحاجة إلى تحميل البودكاست. كما أن محرك البحث لديها يوفر خدمة اكتشاف بودكاست عن طريق البحث في المحتوى! وكما يمكنك البحث في المعلومات أو الفيديو أو الصور، سيكون بالإمكان أيضا البحث في البودكاست. 

وتطمح غوغل إلى أن تكون أول محرك بحث يمكن أن تبحث فيه عن البودكاست من خلال المحتوى، أي أن تملأ كلمة أو جملة معينة فيعطيك البودكاست الذي استعملت في محتواه العبارة أو الجملة المذكورة، الأمر الذي سيجعل البحث عن البودكاست واكتشافه في المستقبل أمرًا في غاية السهولة. 

 

ملخص ما يحدث في عالم البودكاستينغ؟ 

شركة آبل لديها 52%؜ من حصص البودكاست، لكنها تشعر بالضغط. سبوتيفاي تشتري غوملت، وغوغل تملك شبكة خاصة بها لبث البودكاست، و"نيويورك تايمز" تطلق بودكاستات جديدة على "أمازون أليكسا". كما وفرت أمازون قوالب جاهزة لصنع بودكاست من محتوى صغير وتوزيعه في دقائق على "أليكسا". 

يتدفق رأس المال الاستثماري أيضا على منصات تجميع المحتوى، فمع وجود فرق قليل بين منصات التجميع والتوزيع، يعد إيجاد محتوى خاص ومتميز الوسيلة الأفضل نحو ربح المزيد من المتابعين. 

ويخشى مقدمو المحتوى أن تقوم الشركات التقنية المساعدة بتحميل وتوزيع محتواهم عبر استغلال البيانات الخاصة بالمستخدم. ومؤخرا سحبت هيئة "بي.بي.سي" برامجها من تطبيق "غوغل بودكاست" بعدما اكتشفت أن مجموعة البحث كانت توجه مستخدمي محرك غوغل في البحث عن ملفات البي.بي.سي الصوتية إلى خدمة غوغل الخاصة، بدلا من توجيههم إلى "بي.بي.سي ساوند" (BBC sounds). 

لكن المؤكد أن آبل وغوغل تنمّيان جمهورا واسعا للبودكاست عبر منحه مكانة متساوية في نتائج البحث إلى جانب النص والفيديو، وستكون هذه فرصة رائعة للبودكاست من أجل الانطلاق إلى أعلى. 

ونظرًا لسهولة العثور على البودكاست في المستقبل، فإن جماهير الكلمة المنطوقة الرقمية قد يتفوقون على جماهير الكلمة المكتوبة، بالأخص لأن البودكاست يستعمل لأغراض تتجاوز مجرد الترفيه. ففي الصين مثلا، بلغت عائدات البودكاست التعليمي وتنمية القدرات أكثر من 7 مليارات دولار في العام 2018. 

 

لماذا تأخر البودكاست عن الصحافة العربية

أطلقت شبكة الجزيرة خدمة للبودكاست تقدم من خلالها برنامجين ثقافيين، وأعلنت عن خطتها لإنتاج برامج صوتية جديدة. وقبلها بدأت البي.بي.سي استخدام البودكاست في برامجها. وتعتبر هذه خطوة فارقة فيما يتعلق بصناعة البودكاست الموجه للجمهور العربي، فرغم الانتشار الواسع لهذا الوسيط في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا وبريطانيا، ومؤخرًا في الهند والصين، فإنه لا يزال يبحث عن طريقه إلى أوروبا ويتعثر في العالم العربي. 

ويوجد بالسعودية أكبر عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وقد بدأت إنتاج وتوزيع البودكاست بعد سنوات قليلة من ظهوره عام 2004، إلا أنه لم يستطع أن يحقق نجاحًا على غرار الفيديو واليوتيوب مثلا في هذه المنطقة. لكن في السنتين الأخيرتين، ظهرت شركات لإنتاج وتوزيع البودكاست في السعودية والأردن وبعض الدول العربية الأخرى. ويعتبر البودكاست السعودي "فنجان" أول تجربة محتوى صوتي عربية ناجحة، إذ تحظى بمتابعة أكثر من 10 ملايين مستمع. 

تعود أسباب تأخر البودكاست في العالم العربي إلى عوامل مختلفة، لعل أولها الضغوط السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة. فإذا عرفنا أن البودكاست يعتمد بالدرجة الأولى على محتوى يمكن وصفه بأنه ينتمي إلى صحافة العمق، فإن مساحة من الحرية يجب أن تتوفر له من أجل مناقشة القضايا التي تهم الناس وتمس حياتهم اليومية.

سبب ثان لتأخر البودكاست عربيًّا، يتمثل في انعكاس أزمة الإنتاج السمعي عليه بشكل عام، ففي السنوات الأربعين الأخيرة شهد الراديو أزمات متكررة متصلة بارتفاع تكلفة البث وتراجع العائدات وتوقف صناعة المحتوى الصوتي عند نقطة معينة لا تتوسع رغم كل الثورة التقنية والرقمية الحديثة، فضلا عن إشكالية اللغة المستخدمة في البرامج الإذاعية. 

تأخر استخدام الإنترنت في بعض الدول العربية يعد واحدا من الأسباب الرئيسيّة الأخرى، ففي مصر مثلا لا يزال معدل استخدام الإنترنت تحت نسبة 50%، بينما تصل هذه النسبة في الإمارات العربية المتحدة إلى 90%؜. 

ينتج العالم العربي أقل من 400 بودكاست، منها 360 متوفرة على منصة "أر-بودكاست.كوم" (ar-podcast.com)، وهو عدد قليل جدا مقارنة بـ5000 بودكاست على "آي تيونز" وحدها. بعض التجارب الجديدة مثل "صوت" (Sowt) الأردني، توفر ثمانية بودكاستات في السنة، تتوزع بين الإخبارية والتعليمية والتثقيفية. 

يحتاج البودكاست في العالم العربي إلى شركات إنتاج تتحمس له، وإلى التوعية بأهميته بالنسبة للفئات الشابة التي يمكنها أن تصنع برنامج بودكاست من داخل غرف نومها بإمكانات ومعدات بسيطة جدا. 

ويتوفر على الإنترنت الكثير من المواقع والتطبيقات والفيديوهات التي تشرح كيفية صناعة بودكاست بأبسط الوسائل.

نحتاج إلى البودكاست لأنه مساحة حرة وعميقة، ووسيط سهل يمكن من خلاله أن نعبر عن أفكارنا، ونناقش القضايا التي تهمنا وتهم جيلنا. ولأنه سهل التداول خاصة أمام تطور شبكة الاتصالات وشبكة الواي فاي، بات من السهل تنزيله وتحميله في أي مكان. كما أن اهتمام الشركات التقنية الموجهة للشباب به، مؤشر على أنه سيكون الوسيط الأكثر تداولا واستخدامًا في المستقبل. 

الإضافة الأبرز التي يحققها البودكاست تتمثل في قدرته على إحداث "وقع عاطفي" في المتلقي أكثر من أي وسيط آخر، بسبب حميمية الصوت وقدرته على إيصال الشحنة العاطفية التي تقف خلفه. 

البودكاست من جهة أخرى، يخاطب فئة معنية ومنخرطة، أي أنه لا يعاني مما تعانيه الوسائط الأخرى من حيث البحث عن الفئة المستهدفة (Target group) الخاصة بها، وتكلفته قليلة مقارنة بباقي الوسائط الأخرى. 

أمر آخر مهم في البودكاست يتمثل في عدم اعتماده على الصورة التي تصدرت المشهد الإعلامي على مدى العقود الأربعة الأخيرة، وأخذت المساحة الأكبر من الاهتمام، وساهمت في تراجع الراديو والصحافة المكتوبة. 

البودكاست كما يبدو الآن، جاء ليعيد الاعتبار إلى الصوت بوصفه وسيطا مهمًّا وأداة تأثير أساسية، وليمنح "المظلومين" من قبل صنّاع الصورة والشكل، وهؤلاء الذين لم تتح لهم فرصة دخول أستوديو تسجيل؛ إمكانية أن يأخذوا حقهم في الإعلام دون أي اعتبارات وشروط شكلية أو ما شابه. 

 

More Articles

The Sharp Contrast: How Israeli and Western Media Cover the War on Gaza

Despite being directly governed by Israeli policies, some Israeli media outlets critically report on their government’s actions and use accurate terminology, whereas Western media has shown complete bias, failing to be impartial in its coverage of Israel’s aggression in Gaza.

Faras Ghani Published on: 5 Mar, 2025
Journalists in DR Congo Face New Threats, Censorship in a Decades-long Conflict

Countless journalists have been arbitrarily arrested, kidnapped or have disappeared in the fog of the protracted war tearing the eastern Democratic Republic of Congo apart. The renewed M23 offensive augurs a more uncertain future for these ‘soldiers of the pen’.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 3 Mar, 2025
International Media Seek Gaza Access; What Do Palestinian Journalists Say?

As international media push for access to Gaza, Palestinian journalists—who have been the primary voices on the ground—criticize their Western counterparts for failing to acknowledge their contributions, amplify their reports, or support them as they risk their lives to document the war. They face systemic bias and exploitation, and continue to work under extreme conditions without proper recognition or support.

NILOFAR ABSAR
Nilofar Absar Published on: 26 Feb, 2025
Journalism and Artificial Intelligence: Who Controls the Narrative?

How did the conversation about using artificial intelligence in journalism become merely a "trend"? And can we say that much of the media discourse on AI’s potential remains broad and speculative rather than a tangible reality in newsrooms?

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 23 Feb, 2025
The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Culture of silence: Journalism and mental health problems in Africa

The revealing yet underreported impact of mental health on African journalists is far-reaching. Many of them lack medical insurance, support, and counselling while covering sensitive topics or residing in conflicting, violent war zones, with some even considering suicide.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Feb, 2025
Will Meta Become a Platform for Disinformation and Conspiracy Theories?

Meta’s decision to abandon third-party fact-checking in favor of Community Notes aligns with Donald Trump’s long-standing criticisms of media scrutiny, raising concerns that the platform will fuel disinformation, conspiracy theories, and political polarization. With support from Elon Musk’s X, major social media platforms now lean toward a "Trumpian" stance, potentially weakening global fact-checking efforts and reshaping the online information landscape.

Arwa Kooli
Arwa Kooli Published on: 5 Feb, 2025
Charged with Being a Journalist in Sudan

Between the barricades of the conflicting parties, sometimes displaced, and sometimes hiding from bullets, journalist Iman Kamal El-Din lived the experience of armed conflict in Sudan and conveyed to Al-Sahafa magazine the concerns and challenges of field coverage in a time of deception and targeting of journalists.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
Eman Kamal El-Din Published on: 2 Feb, 2025
Sports Photojournalism in Cameroon: A Craft at Risk in the Digital Age

Sports photojournalists in Cameroon face growing challenges, from the rise of mobile photography and content creators to financial struggles, piracy, and a widespread expectation for free images. Despite these obstacles, professionals emphasise the need for innovation, investment in training, and greater respect for their craft to ensure the survival of photojournalism in a rapidly evolving digital landscape.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jan, 2025
The Occupation’s War on Journalism in the West Bank

Every day here is a turning point; every moment, every step outside the house could mean returning safely—or not. A journalist may be injured or arrested at any time.” This statement by journalist Khaled Bdeir succinctly captures the harsh reality of practicing journalism in the West Bank, particularly after October 7.

Hoda Abu Hashem
Hoda Abu Hashem Published on: 26 Jan, 2025
From Journalism to Agriculture or “Forced Unemployment” for Sudanese Journalists

How did the war in Sudan push dozens of journalists to change their professions in search of a decent life? In this article, colleague Muhammad Shaarawi recounts the journey of journalists who were forced by war conditions to work in agriculture, selling vegetables, and other professions.

Shaarawy Mohammed
Shaarawy Mohammed Published on: 23 Jan, 2025
October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Sound of Change: How Podcasting is Changing Journalism in India

India’s podcasting scene is on the rise, driven by affordable internet and changing content habits, yet still faces challenges like limited monetisation and urban-focused reach. Despite these hurdles, independent creators are using the medium to amplify grassroots narratives, shaping a more inclusive media landscape.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 9 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Is Pakistan’s Media Ignoring Climate Change?

Pakistan's media, despite its wide reach, largely neglects climate change in favor of political and economic issues, leaving the public under-informed about the causes and consequences of climate-related disasters. As a result, many Pakistanis remain unaware of the growing threats posed by climate change, which has devastating effects on the country's economy and population, as seen in the catastrophic floods of 2022.

Faras Ghani Published on: 3 Dec, 2024