محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

جُبلتُ على فكرة التفاني من أجل الخبر، أن أفعل ما بوسعي وأعمل في عجلة، أن أضحي بكل شيء كي أدرك كل الجوانب المحتملة لقضية ما، أن أتحمل قلق الحرص على أن أكون موضوعية ومنصفة، وألا تفوتني الحقيقة. ندين المسؤولين الذين يسيئون استخدام السلطة، الفاسدين والقتلة المجرمين، أجل، لكن أحدا منا نحن الصحفيين لا يجرؤ على فضح ظروف عملنا الهشة، أو حتى طرحها للنقاش العام.

لا تهيئ كليات الصحافة والإعلام طلابها الذين سيحترفون الصحافة مستقبلا لمواجهة الهشاشة الكبيرة في المؤسسات الصحفية، تلك أمور لا يخاض فيها، كما لو كانت من المحرمات. من المقبول اجتماعيا أن يتقاضى المراسلون رواتب بالكاد تسد جوعهم، أن يعملوا لساعات طويلة أكثر مما تتطلبه أي وظيفة أخرى، وأن يتحملوا ضغوطا هائلة، بل إن هناك خوفا من الحديث بهذا الشأن، حتى إن بعض الصحفيين يطلب صراحة عدم ذكر اسمه خوفا من تشويه سيرته المهنية أو تعريض وظيفته -المهددة بالفعل– للخطر. تُطلَق الأحكام جزافا على كل من يقرر الحديث وتوجيه النقد، هكذا تقول إحداهن وقد طلبت إخفاء اسمها: "يُنظر إلى ذلك على أنه لفتة سيئة، سقطة مهنية ونكران للجميل"، وتضيف: "هذه وظيفة تعتمد على السمعة كثيرا، وأخشى أن يؤثر انتقادي ظروف العمل في هذا القطاع على سمعتي، سيظنون أنني أنتقد المؤسسة نفسها التي أعمل لديها، وهذا سيسبب لي مشكلة كبيرة، لكن من حق الجميع أن يفعل ذلك".

يزداد العمل الصحفي هشاشة كل يوم، ولا أفق يلوح للخلاص. يفضل الصحفيون الصمت على أن يخاطروا بعملهم، وقد يحجبون أسماءهم عن نصوصهم، والمفارقة أن عمل الصحفي هو التواصل ورصد الأخبار والأحداث وتتبع القضايا، لكن، هو كذلك ما دام يتحرى مشكلات الآخرين فحسب!

"هذه وظيفة تعتمد على السمعة كثيرا، وأخشى أن يؤثر انتقادي ظروف العمل في هذا القطاع على سمعتي، سيظنون أنني أنتقد المؤسسة نفسها التي أعمل لديها، وهذا سيسبب لي مشكلة كبيرة، لكن من حق الجميع أن يفعل ذلك".

أن يعتاش الصحفي على الحد الأدنى من الأجور فهذه ليست ظروفا محترمة ولا مناسبة لإنجاز مواد صحفية، خاصة عندما تنطوي الوظيفة على مخاطر، لكن يبدو أن عدم الاستقرار الوظيفي صار سمة مقبولة بالكامل، أوفر الصحفيين حظا هم أولئك الذين حصلوا على عمل بعقد رسمي، لكنه في كثير من الأحيان لا يوفر لهم مزايا الضمان الاجتماعي ولا إجازات ولا حتى هاتفا نقالا، أو أجرة المواصلات، مع أن عملهم يتطلب إجراء تنقلات كثيرة وطويلة أحيانا، وبعضهم لا يقبض راتبا إنما يُحاسَب بالقطعة، وهو ما يعني أنهم يعيشون سباقا مع الزمن لإنجاز المواد الصحفية، يقبلون أي شيء على حساب راحتهم.

الصحفي والكاتب كيفين لاريوس عمل في مؤسسات إعلامية متعددة، وعلى الرغم من مواصلته مهنته واهتمامه بالكتابة، فإنه يرفض العودة إلى العمل بدوام كامل في أي مؤسسة. يقول: "رواتب تعيسة، وساعات عمل للعبيد، عدا عن تواطئها مع السلطة، وكذبها على القراء، وتسوّلها الشركاء والرعاة". طُرد كيفين من وظيفته في إحدى المؤسسات في كولومبيا من دون حجة واضحة ومنصفة، لكن تبيّن فيما بعد أن أعماله كانت مراقبة بعد النشر، وفيها انتقد الانحطاط المستشري في كثير من المجالات الثقافية العامة، يقول: "على الصحافة واجب اجتماعي قبل أي شيء، إنها مدينة للقراء، لا لملاكها أو رعاتها".

إن إفقار هذه المهنة، متمثلا في أجورها الزهيدة، يحفز على اللجوء إلى استقاء المعلومات من على أسطح المكاتب، بدلا من الذهاب إلى مسرح الأحداث، كما ينبغي أن يكون العمل.

تحول كبير طرأ على العمل في عدد من المؤسسات الصحفية والإعلامية الكبرى، كلها كانت تسعى دائما لأن تكون الأكثر قراءة، والآن باتت أعداد المشاهدات أو النقرات تفرض نفسها مقياسا للنجاح. بات يُنظر إلى عدد الإعجابات على خبر ما باعتباره علامة النجاح حتى لو كان بلا أي قيمة، إنه العمل تحت ديكتاتورية الخوارزمية. حين أتحدث عن هشاشة الصحافة فلست أعني الجانب الاقتصادي فحسب، بل إن الإفراط في إنتاج الأخبار واستهلاكها يقلل من جودة النص الصحفي أو أي مادة صحفية أخرى، كتابة نصوص بناء على توجهات بعض السياسيين أو تصريحاتهم ما هي إلا تدوين أو تسجيل للأخبار، لكن، لكي تكتب صحافة بحق فإن ذلك يتطلب عمقا وتحققا من المعلومات، هذا هو الحد الأدنى من المعايير التي -ببساطة- لا يستوفيها كثيرون في عملهم.

أصاب كيفين الإحباط حين سمع أحد مسؤولي تحسين محركات البحث SEO يوجه مجموعة من المحررين لأن يكتبوا نصوصهم كما يحب (غوغل)، يقول: "إن الهوس بزيادة المشاهدات والإعجابات، مع الحرص على موضع الظهور في محركات البحث، أدى إلى إغفال كل ما سوى ذلك، وبالنسبة إلى القارئ -الذي صار يسمى (الجمهور) وهذه تسمية بليغة بالمناسبة- فهو لا يريدك أن تقدم له مادة تتضمن معلومات جديدة، ولا حتى للترفيه أو الاستهلاك، بل يحب أن توقعه فيما يشبه الفخ الذي لا يستطيع الخروج منه". 

 بعض الصحفيين اليوم يسعون إلى الظهور فحسب، وبأي ثمن، يحملهم شغفهم وتعطشهم لأن يُدرَج اسمهم في أي قضية أو حوار أو خلاف عبر وسائل التواصل، وجوههم مُنكَبّة على هواتفهم الجوالة، كما لو أن الحقيقة ذاتها تخاطبهم هناك، مستعبَدين للسبق الصحفي. لم يعد للصحفيين مجال للتعمق في الأفكار والموضوعات.

كتابة مواد صحفية، التنقل بين أماكن متباعدة، ومواجهة المخاطر في تغطية الصراعات، كل هذا يتطلب أجرا. في الماضي وقبل أن تشتعل المنافسة الحالية على أزرار الإعجاب، حين كانت تقع كارثة في مكان ما، كانت المؤسسات الإعلامية تتسابق بشغف لإرسال موفديها إلى موقع الحدث في سبيل الحصول على السبق، اليوم، ما زالوا يبحثون عن الأسبقية، لكن مؤسسات قليلة جدا هي التي تدفع الأجور والتعويضات اليومية لمراسليها، الذين يُطلق عليهم في زمن "الفريلانسرز" تسمية (المتعاونين) وكأنهم يعملون مجانا -يجب أن نكون دقيقين باللغة هنا-، بل في كثير من الأحيان هم من يتحمل تكاليف إنجاز عملهم ونفقاته، مقابل رواتب سخيفة لا تعوضهم عن الجهد ولا الوقت ولا المال الذي بذلوه في سبيل إتمامه. إن إفقار هذه المهنة، متمثلا في أجورها الزهيدة، يحفز على اللجوء إلى استقاء المعلومات من على أسطح المكاتب، بدلا من الذهاب إلى مسرح الأحداث، كما ينبغي أن يكون العمل.

يُبدي لاريوس قلقه من أن بعض الصحفيين اليوم يسعون إلى الظهور فحسب، وبأي ثمن، يحملهم شغفهم وتعطشهم لأن يُدرَج اسمهم في أي قضية أو حوار أو خلاف عبر وسائل التواصل، وجوههم مُنكَبّة على هواتفهم الجوالة، كما لو أن الحقيقة ذاتها تخاطبهم هناك، مستعبَدين للسبق الصحفي. لم يعد للصحفيين مجال للتعمق في الأفكار والموضوعات.

يشبّه لاريوس هؤلاء الصحفيين ببعض الأطباء الذين -من خلف الشاشات- تشغلهم وثائق باسم المريض ومعلوماته الشخصية والمخبرية بدلا من إجراء فحص للمريض والاستماع إليه، "الأطباء يلقون باللوم على نظام العمل، والصحفيون كذلك، يعملون في أجواء تتطلب منهم السرعة وتستثني التفاني والحذر، اللذين ليسا ضروريين فحسب، بل هما من أهم معايير الجانب الأخلاقي في الوظيفة"، ويخلص إلى أن "أي نشاط فكري أو إبداعي -خاصة إذا كان يتطلب القراءة والكتابة؛ كما هو العمل الصحفي كله سواء كان بودكاست أو سمعيا بصريا أو غير ذلك- لا يمكن إنجازه من دون استماع".

 

تسرب إلى طلبة البروفيسور والصحفي أوسكار بارّا الإحباط منذ بداية تدريبهم في العمل الصحفي، اصطدموا بكثير من المؤسسات الصحفية التي فضلت حرق عباءة الهيبة في نار الشهرة والمشاهدات، والتي تسعى بحثا عن الترندات على وسائل التواصل إلى نسخ مقالات من وسائط أخرى ثم تغيير العناوين إلى أخرى جذابة على شكل سؤال جديد أو استخدام كلمات مثيرة للجدل. بعض هؤلاء الطلاب أمضى خمس سنوات من العمل مرغما على ممارسات غير أخلاقية في الصحافة، وفي آخر الأمر أصابه الندم؛ ليس لأن الرواتب سيئة فحسب، بل لأن الأمر ينتهي به محاصرا في قاعة التحرير، أو خلف مكتب في المنزل، ينسخ نصوصا ويلصقها بعد تغيير عناوينها أو يجري تقديما وتأخيرا لبعض الجمل والكلمات، كل ذلك في سبيل ملء الصفحة الرسمية للمؤسسة، ولو كان ذلك كله بلا معنى.

يوضح بارّا: "يجري اصطياد هذه المشاهدات أساسا بطريقتين؛ أولاهما نشر أخبار تعزز التحيز والأحكام المسبقة عبر معلومات مضللة أو مبالغ فيها أو معيبة في بعض الأحيان، والأخرى وضع أكوام من الروابط التي تحيلك إلى الموقع لتقرأ بقية الخبر، يُطلب من المتدربين إنجاز ما بين ثماني وعشر مواد إخبارية في اليوم، هم لا يكتبون بل "ينتجون" نصوصا بالجملة، بالصيغة الخبرية ذاتها وأحيانا يدرجون معلومات لا يمكن التحقق من صحتها، ومن دون الإشارة إلى أي مصدر".

في واحدة من المؤسسات الثلاث التي يُلقي فيها بارّا محاضراته منذ 13 عاما، انخفض عدد الطلبة المسجلين في تخصص الصحافة من ثمانين عام 2018 إلى ثمانية فقط في الفصل الماضي. يتساءل بارّا ما إذا كان التخصص مع الوقت سيجري تقسيمه بين من ينوون احتراف الصحافة الاستقصائية أو من يريدون أن يصبحوا "صانعي محتوى"، اتجاهان مختلفان تماما. بعد الوباء وسنوات عديدة من تفشي الهشاشة في العمل الصحفي، تولّد شعور بالإحباط لدى المقبلين على هذه المهنة، أمر يربطه بارّا بانطلاق منصات رقمية مثل تيك توك، جعلت كثيرا من طلاب الصحافة يطمحون لأن يصيروا مؤثرين و"يوتيوبرز" و"تيكتوكرز". أحد الأسباب الأخرى التي يرى بارّا أنها أسهمت في خفض أعداد طلبة الصحافة هو انحدار سمعة المؤسسات الصحفية التقليدية في كولومبيا، التي ترتبط بالمصرفيين الكبار وتعمل حسب هوى هذه القوى، بالتأكيد ما زالت ثمة مؤسسات جادة تكافح من أجل الحفاظ على استقلاليتها، تواجه السلطة ولا تخضع للضغوط، لكن الفكرة هنا أنه في كثير من الأحيان، إلى جانب معاناتهم من الرواتب المنخفضة، يُجبَر الصحفيون على تغطية الأحداث بطرق وصيغ تضيع المعنى الحقيقي لتوافق رؤية أصحاب المؤسسة، يقول بارّا: "إن إضفاء الرومانسية على الصحافة بأشكالها المختلفة يبرر في كثير من الأحيان (العنف الوظيفي)".

 

إحدى الصحفيات -فضلت عدم ذكر اسمها- ترى أن فكرة مثالية الصحافة تُقدَّم للصحفيين وهم على مقاعد الدراسة، "لقد كانوا يبيعوننا وهم "رومانسية الصحافة"، الصحفي الشجاع الذي يقتحم مسرح الأحداث لا ينام بحثا عن تفاصيل الخبر، بدلا من أن يشرحوا لنا الحقيقة العملية، كانوا يحدثوننا عن ترومان كابوتي وغاي تاليس وغابرييل غارسيا ماركيز. يحدثونك عن هذه المثالية فتقول: "أريد أن أصبح مثل هؤلاء"، لكن في المقابل، لم تكن هناك محاضرة واحدة عن أجر الصحفي مثلا، أو عن كيفية تحقيق الاستقلالية في عملك، أو عن حقوق الصحفي حتى، لقد علموني أن أتعامل بأخلاقية مع مصادري الصحفية، لكنهم في الوقت نفسه لم يذكروا أن عليهم معاملتي بأخلاقية، وهذا لن تتعلمه إلا بالصدمات المتتالية التي ستتلقاها في العمل".

ما علينا فعله نحن الصحفيين هو أن نقاوم بكل الوسائل المتاحة هذا النوع من الصحافة الذي يسعى إلى زيادة عدد المشاهدات فحسب؛ الصحافة التي لا تراعي جودة النصوص والمواد، والتي في كثير من الأحيان تؤدي إلى انتشار الأخبار الزائفة. يجب علينا أن نطالب المؤسسات بظروف عمل لائقة، الجمهور أو القراء متعطشون دائما إلى سماع أخبار حقيقية، ينشدون مستوى عاليا من الكفاءة الصحفية، يهاجموننا على وسائل التواصل، لكن هنا من الضروري أن يعرف الجميع أن هذه الوظيفة بالكاد تسد رمق العيش، "بما أنه ليست لديك وظيفة محترمة فقد تكون لديك ثلاث أو أربع أخرى في مؤسسات مختلفة، كلها وظائف جزئية ضعيفة المردود لكنك بحاجة إليها مجتمعة لتدبر معيشتك، هذا يعني أنك ستضحي بجودة نصوصك كي تحافظ على عملك في كل هذه المؤسسات، لكن هشاشة العمل الصحفي تؤثر في جودته، والصحفي المنهك سيكتب نصوصا منهكة، ومن ثم صحافة منهكة.. ما لم تكن تلك الوظيفة مصدر رزقه الأساسي".

صحفي آخر -طلب إخفاء اسمه- يصف وضع الصحافة: "لا أحد من الزملاء الذين أعرفهم يعمل بظروف جيدة وعادلة، بقياس الجهد الذي يبذله والوقت الذي يستغرقه إنجاز عمله إلى الأجر الذي يتقاضاه، قليلون جدا من يعملون في ظروف عمل جيدة، وهذه مأساة؛ لأن هؤلاء الصحفيين هم الأشخاص المسؤولون عن الإبلاغ باستمرار عن أوضاع العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، بينما هم يعيشون ظروفا صعبة وغير مستقرة في عملهم".

بعض هؤلاء الطلاب أمضى خمس سنوات من العمل مرغما على ممارسات غير أخلاقية في الصحافة، وفي آخر الأمر أصابه الندم؛ ليس لأن الرواتب سيئة فحسب، بل لأن الأمر ينتهي به محاصرا في قاعة التحرير، أو خلف مكتب في المنزل، ينسخ نصوصا ويلصقها بعد تغيير عناوينها أو يجري تقديما وتأخيرا لبعض الجمل والكلمات.

إحدى الممارسات السيئة للغاية التي انتشرت على نطاق واسع هي التعاون مع بعض المؤسسات مقابل ميزة الظهور والتعريف بالصحفي فحسب، دون الحصول على أي أجر. ميريليس موراليس صحفية فنزويلية بلغت خبرتها في الصحافة أكثر من عشرين عاما، تعارض هذه الممارسات وتنتهج رؤية أكثر تفاؤلا؛ إذ تعتقد أن على الصحفيين تغيير طريقة تفكيرهم وتنويع مصادر دخلهم، "لست أعمل من أجل تأمين مصاريف هذا الشهر، بل لتأمين مصاريف الأشهر الثلاثة المقبلة، عليك أن تضع معاييرك الخاصة وأن تلتزمها إذا أردت تحقيق استقلاليتك، في المقابل لو سألت الصحفيين الذين يعملون بدوام جزئي فستجدهم لا يفكرون حتى في الحصول على تأمين صحي، ألهذا المستوى من الضعف وصلنا؟ ولأن المنافسة شديدة على الوظائف اليوم صرنا نخفض من أجورنا ونقبل بمبالغ تافهة؟!"

ميريليس هاجرت من فنزويلا، عملت في كولومبيا والبيرو، واليوم تعيش في الولايات المتحدة حيث تنشر نصوصها لصالح مؤسسة صحفية عالمية، كما أنشأت مشروعها الخاص، لا تنفك تخاطب الصحفيين وتدعوهم لأن يعملوا على صنع علامتهم الخاصة، باستغلال المساحات التي توفرها وسائل التواصل، "في الجامعة علمونا الالتزام، باعتباره جزءا من المصلحة العامة، لكن الحقيقة أن هذا لا يطعم خبزا، نعيش بعقلية العبيد والتفاني الشديد، لكن هل ستقبل العمل لمدة ستة أشهر على إعداد تقرير مفصّل ثم يدفعون لك 300 دولار آخر الأمر؟ كلا، في الواقع عليك أن تحدد أجرك بالساعة، علينا أن نفكر كما يفكر رجال الأعمال!

الصحافة مهنة في غاية الصعوبة، يتدرج فيها الصحفي بين مستويات عديدة؛ من تعلم إعداد التقارير، ومعرفة كيف تروي قصة صحفية، إلى غيرها من المعارف، بما في ذلك كيف تكسب أجرك من الصحافة، ناهيك عن أن كثيرا من الصحفيين يعيشون على وقع تهديدات عصابات وسياسيين فاسدين، وأن آخرين يمارسون رقابة ذاتية على نصوصهم باعتبارها آلية للوقاية. إذا كان الصحفي هشا فالصحافة كذلك؛ لأن الهشاشة هذه تؤثر في الحقيقة نفسها، التي صارت ورقة للمساومة. إن الصحافة بالأساس فعل مقاومة!

 

More Articles

To Tell the Stories of Gaza’s Children

Where does compassion end and journalism begin? How can one engage with children ethically, and is it even morally acceptable to conduct interviews with them? Palestinian journalist Reem Al-Qatawy offers a profoundly different approach to human-interest reporting. At the Hope Institute in Gaza, she met children enduring the harrowing aftermath of losing their families. Her experience was marked by intense professional and ethical challenges.

Rima Al-Qatawi
Rima Al-Qatawi Published on: 26 Jun, 2025
How Is Western Media Framing the Famine Catastrophe in the Gaza Strip?

Can the media subject the issue of famine in Palestine to so-called professional balance even after UN agencies and the International Court of Justice have acknowledged it? Why have many Western media outlets avoided precise legal and ethical terms such as “famine” or “starvation,” opting instead for vague expressions like “food shortage” or “nutrition crisis”? Doesn’t this practice reflect a clear bias in favor of the Israeli narrative and serve to justify the policy of “systematic starvation”?

Fidaa Al-Qudra
Fidaa Al-Qudra Published on: 23 Jun, 2025
Do Foreign Journalists Matter in Covering Genocide? A Look into Bosnia, Rwanda, and Gaza

How did foreign journalists cover the killings in both Bosnia-Herzegovina and Rwanda? Did they contribute to conveying the truth and making an impact? Would the entry of foreign journalists into the Gaza Strip change the reality of the ongoing genocide? And would their coverage of the famine and massacres add to the daily coverage of local journalists? Why is the local press's coverage of wars seen as deficient compared to Western journalism, even though they incur greater losses and casualties?

Saber Halima
Saber Halima Published on: 20 Jun, 2025
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 17 Jun, 2025
Newspapers: An Industry Adapting to Survive Through Digital Transformation

As digital transformation reshapes the media landscape, newspapers in Cameroon are navigating unprecedented challenges and opportunities. This evolution compels them to adapt their strategies to engage a new generation of readers amidst fierce online competition, decreasing government subsidies, and a decline in print sales.

Akem
Akem Nkwain Published on: 16 Jun, 2025
The Mental Toll on India’s Minority-Focused Freelance Journalists

Freelance journalists in India, particularly those reporting on marginalised communities and conflict zones like Kashmir, endure immense emotional and psychological strain, often without any institutional support. What are the hidden costs of reporting on violence, where telling the truth can come at a steep personal price?

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar Published on: 10 Jun, 2025
The Role of Social Science Tools in Enhancing Journalism

When French sociologist Pierre Bourdieu was asked about the contribution of the suburbs to elections, he replied that decades of colonialism and complex problems cannot be summarised in 10 minutes. The value of social sciences in supporting journalism is demonstrated when they address issues of society, power, and identity for the sake of better journalism.

Rehab Zaheri
Rehab Zaheri Published on: 6 Jun, 2025
Journalism Colleges in Somalia: A Battle for Survival

Journalism colleges in Somalia are struggling to survive due to outdated curricula, lack of practical training, insufficient funding, and a shortage of qualified educators, leading to declining student enrollment and interest. Despite efforts by institutions like Mogadishu University and Hormuud University to revive journalism education, these challenges persist, threatening the future of journalism in the country.

Al-Shafi Abtidon
Al-Shafi Abtidon Published on: 30 May, 2025
Philippine Activists Fight Archive Erasure and Revive Dictatorship-Era Memories

In the Philippines, archivists fight to preserve evidence of the country’s bloodied past, in hope that it will provide lessons for the future.

Tristan James Biglete
Tristan James Biglete Published on: 27 May, 2025
News Fatigue and Avoidance: How Media Overload is Reshaping Audience Engagement

A study conducted on 12,000 American adults revealed that two-thirds feel “exhausted” by the overwhelming volume of news they receive. Why is the public feeling drained by the news? Are audiences actively avoiding it, and at what psychological cost? Most importantly, how can the media rebuild trust and reconnect with its audience?

Othman Kabashi
Othman Kabashi Published on: 25 May, 2025
Journalism Associations' Fragmentation Weakening Press Freedom in Cameroon

Cameroon's fragmented media landscape has weakened collective advocacy, allowing government repression of journalists to go largely unchallenged. As press freedom declines, voices like Samuel Wazizi's are silenced, while disunity among journalists enables impunity to thrive.

Njodzeka Danhatu
Njodzeka Danhatu Published on: 20 May, 2025
Weaponized Artificial Intelligence: The Unseen Threat to Fact-Checking

How has artificial intelligence emerged as a powerful tool during wartime, and what strategies are fact-checkers adopting to confront this disruptive force in newsrooms? The work of fact-checkers has grown significantly more challenging during the genocide in Palestine, as the Israeli occupation has relied heavily on artificial intelligence to disseminate misinformation.

Ahmad Al-Arja
Ahmad Al-Arja Published on: 18 May, 2025
Indian Media Fuels Panic with Disinformation

Amid heightened India-Pakistan tensions in early May, Indian mainstream media flooded the public with fake news, doctored visuals, and sensationalist coverage, fueling mass anxiety and misinformation. Fact-checkers and experts condemned the media’s role, calling it a national embarrassment that undermined journalistic integrity and misled citizens during a critical geopolitical moment.

Junaid Kathju
Junaid Kathju Published on: 15 May, 2025
Reporting from the Ruins; Why We Must Keep Myanmar’s Journalists Alive and Online

In Myanmar, journalism has become a courageous act of resistance. As the military junta tightens its grip on information, journalists face growing technological, political, and security barriers. This article explores the urgent need to support Myanmar’s embattled media workers before the country slides into a full information blackout.

Annie Zaman
Annie Zaman Published on: 13 May, 2025
Palestinian Journalist Lama Ghosheh Refuses to Be Silenced Under Occupation

Despite ongoing repression under Israeli occupation, Palestinian journalist Lama Ghosheh continues her work with unwavering resolve, documenting the lived realities of her people. Her story is one of resistance, family, and the high cost of speaking truth in the face of systemic silencing.

Synne Furnes Bjerkestrand
Synne Bjerkestrand Published on: 9 May, 2025
Fact-Checking: The Last Line of Defense Against Occupation Propaganda in Palestine

Manipulation of information, intensive propaganda campaigns, and widespread disinformation were key features of the "narrative" battle that accompanied the war on Gaza. From the very beginning, the occupation sought to provide media cover for potential war crimes, but the work of fact-checkers exposed the foundations of its propaganda.

Khaled Attia
Khaled Attia Published on: 7 May, 2025
The Media Landscape in Sudan During the War

The ongoing war in Sudan has dismantled many media institutions, creating a vacuum filled by a vast stream of rumors and false information that has fueled internal conflict. A large segment of the public has turned to social media platforms in search of the truth, while some traditional media outlets continue to operate despite the targeting of their offices and journalists.

Mohammed Babiker Al-Awad
Mohammed Babiker Al-Awad Published on: 2 May, 2025
Western Media’s Double Standards on Muslim Women’s Suffering

When an Iranian student publicly protested against security forces by undressing, the moment garnered widespread attention in Western media. Meanwhile, even as 70 percent of those killed in Palestine are women and children, this ongoing violence—including the systematic killing, torture, and detention of Palestinian women—receives minimal coverage. This disparity raises urgent questions: How do Western media represent women’s issues in the Islamic world, and to what extent are such portrayals shaped by double standards?

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 24 Apr, 2025
Weaponizing the Law: SLAPPs Against Journalists and Press Freedom

SLAPPs—abusive lawsuits designed to silence journalists and activists—are surging across Southeast Asia, exploiting vague laws and weak protections to punish those who speak truth to power. As legal harassment intensifies, journalists face not only imprisonment and censorship but also emotional trauma, exile, and long-term damage to their careers.

AJR Contributor Published on: 17 Apr, 2025
Predicting the Future of Media in 2025

The rise of citizen journalism, the rethinking of long-form content, the evolution of video, and the exploration of AI opportunities are key elements of the media landscape forecast for 2025, according to a report from Harvard University's Nieman Lab.

Othman Kabashi
Othman Kabashi Published on: 15 Apr, 2025
In The Cross Fire: The Perils of Rural Journalism in India's Conflict Zones

In India’s conflict-ridden regions like Bastar and Manipur, local journalists—especially freelancers and women—risk their lives daily to report on corruption, displacement, and state violence, often without institutional support or protection. Their work, largely invisible to national media, exposes a stark reality where telling the truth can cost them everything, even their lives.

Quratulain Rehbar
Quratulain Rehbar Published on: 10 Apr, 2025
How Media Drives Collective Adaptation During Natural Disasters in Oman

This paper highlights how Omani media, during times of natural disasters, focused on praising government efforts to improve its image, while neglecting the voices of victims and those affected by the cyclones. It also examines the media’s role in warning against and preventing future disasters.

Shaimaa Al-Eisai
Shaimaa Al-Eisai Published on: 31 Mar, 2025
Is India Targeting Independent Media Through Tax Status Revocation?

In a move that’s sent shockwaves through India’s independent media landscape, tax authorities have revoked The Reporters’ Collective's non—profit status, claiming journalism doesn’t serve a “public purpose.” Critics warn this unprecedented action, echoed in similar crackdowns on other outlets, is part of a broader campaign to throttle investigative journalism and stifle dissent financially.

Bilal Kuchay
Bilal Kuchay Published on: 27 Mar, 2025
Western Media Bias and Complicity with Israel is Beyond Borders

Once again, Western media framed civilians within the context of "collateral damage" while covering Israeli attacks on Syria. The language of international law was absent, and the tragedy of civilians affected by military strikes was completely obscured, while justifications and cover for the occupation prevailed under the banner of "maintaining national security."

Zainab Afifa
Zainab Afifa Published on: 23 Mar, 2025