لماذا لم يقتلوك؟ بهذا السؤال، افتتح خافيير كارديناس بالديس مقالته المنشورة في مجلة الصحافة بفبراير/شباط الماضي. ولم يمهله القتلة كثيرا للإجابة؛ حيث اغتالوه يوم 15 مايو/أيار الحالي، ليضاف إلى ستة صحفيين مكسيكيين تمت تصفيتهم عام 2017. كان بالديس مراسلا لصحيفة "لا هورناذا" المكسيكية، كما أسس مع زملاء آخرين صحيفة "ريودوسي" التي تخصصت في صحافة "تهريب المخدرات". إضافة لكتابته عدّة كتب عن تجارة المخدرات بالمكسيك، كان آخرها كتاب "صحافة مهربي المخدرات" الذي شهد معرض الكتاب في مدينة غواذالاخارا عام 2016، حفل توقيعه.
في نعيه أشارت الصحف المكسيكية أنه لم يكن الوحيد الذي غطى جرائم تجارة المخدرات في البلاد، لكنه كان أفضل من عمل في هذا المجال. كانت لديه طرق خاصة في البحث والاستقصاء والحصول على المعلومات وربطها وتحليلها، والنبش خلف المتورطين سواء من داخل العصابات أو من رجال الحكومة. أما الضحايا، فقد ثبّت أسماءهم وذكَّر دوما بقصصهم خوفا من أن تذهب دماؤهم طي النسيان.
إنه ابن سينالوا البار، المكان الذي عقَّه كثير من أبنائه بانجرافهم لتلك التجارة القذرة. وبدا واضحا أن عمله في الصحافة المختصة بتهريب وتجارة المخدرات، نابع من التزام أخلاقي نحو وطنه الأكبر المكسيك وبلدته سينالوا.
لم يكن بالديس ينكر خوفه من أن يطاله ما طال زملاءه من قتل قبله، بل كان متوقعا أمر اغتياله، وكأن المسألة مسألة وقت لا أكثر. مع هذا، فقد عاش حياة اعتيادية وكان خفيف الظل، كثير النكتة، إلا أن جميع احتياطاته الأمنية التي كان قد اتخذها بشكل شخصي لم تمنع ملثمين من إيقاف سيارته وحمله على الخروج منها وإنهاء حياة صحفي أقضَّ مضاجع تجار المخدرات في سينالوا، بـ 12 طلقة صوّبت نحو جميع أنحاء جسده.
في الرابط، مقال خافيير كارديناس بالديس عن عمله في صحافة "بائعي المطاط" كما يطلق عليها في المكسيك.