كيف نغطي الانتخابات الأمريكية للجنوب العالمي؟

كيف نغطي الانتخابات الأمريكية للجنوب العالمي؟

Listen to the article

ترجمة: محمد زيدان

يتجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو حدث عادة ما يتصدّر عناوين الأخبار في العالم وعلى مدى أسابيع عديدة. في الجزيرة بلس +AJ تنطلق مقاربتنا لتغطية هذه الانتخابات من اعتبار مجموعة من القيم الأساسية التي ترتبط باسم "الجزيرة" في مشهد الإعلام العالمي؛ وهي هوية تحريرية ليس مركزها في الغرب، بل في الجنوب العالمي.

ولفهم ما يميزنا عن كبرى وسائل الإعلام الغربية، يكفي أن نقارن تغطيتنا للإبادة الجارية في قطاع غزة بتغطيتها؛ فالإعلام الغربي يميل على نحو روتيني إلى نزع الأنسنة عن ضحايا القصف الإسرائيلي، وتبنّي روايات الاحتلال، وإسقاط السياق عن الحرب والصراع وجوهره الاستعماري. أما تغطيتنا، فهي تتميز بالاهتمام بأصوات المهمشين، وسرد القصص الإنسانية التي توثّق معاناة الفلسطينيين الذين يكابدون صدمة الإبادة المتواصلة ويتعمّد الاحتلال القضاء على حاضرهم وحرمانهم من مستقبلهم. كذلك نأخذ على عاتقنا مسؤولية تزويد الجمهور بالأدوات والمعلومات السياقية الأساسية الضرورية لفهم الأحداث واستيعاب تاريخها. إن مجرد تقديم القصة من منظور إنساني وفي سياقها، يشكل اختلافا عن السرديات التي تلتزم بها القوى الغربية التي تدعم هذه الإبادة، ووسائل الإعلام السائدة التي تساندها.

في الجزيرة بلس +AJ تنطلق مقاربتنا لتغطية هذه الانتخابات من اعتبار مجموعة من القيم الأساسية التي ترتبط باسم "الجزيرة" في مشهد الإعلام العالمي؛ وهي هوية تحريرية ليس مركزها في الغرب، بل في الجنوب العالمي.

 

ولكن ما علاقة كل هذا بمقاربتنا للانتخابات الأمريكية؟

في الواقع، للأمر علاقة كبيرة وجوهرية. فإذا كنا نشكك في رواية وسائل الإعلام الغربية السائدة في الولايات المتحدة بشأن فلسطين وعلاقة الولايات المتحدة بالمنطقة العربية، أفلا يكون حريّا بنا أيضا أن نتفحص بصورة نقدية أيضا روايات تلك الوسائل وتغطيتها للشؤون السياسية المحلية فيها؟

عند طرح هذا السؤال، فإننا ننطلق من نظرة غير انتقائية للواقع، وهو واقع يقول إن الولايات المتحدة التي تدعم الإبادة الجماعية في فلسطين وتتواطأ معها هي نفسها الدولة التي ستنتخب رئيسا جديدا في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني.

لقد كانت الإبادة الجماعية في فلسطين محور تركيزنا في التغطية والعمل على مدار العام الماضي، ولا بد أن تؤطّر نظرتنا إلى الانتخابات الأمريكية وقضاياها. على سبيل المثال نولي قدرا كبيرا من الاهتمام بالعبث الذي تمارسه الولايات المتحدة في الجنوب العالمي، بعيدا عن صناديق الاقتراع، على نحو يفوق اهتمامنا بغرائب قصص المرشحين المتنافسين في نظام انتخابي يتوافق خطابه وأسلوبه مع معايير.

نولي قدرا كبيرا من الاهتمام بالعبث الذي تمارسه الولايات المتحدة في الجنوب العالمي، بعيدا عن صناديق الاقتراع، على نحو يفوق اهتمامنا بغرائب قصص المرشحين المتنافسين في نظام انتخابي يتوافق خطابه وأسلوبه مع معايير الإعلام الترفيهي.

 

الإعلام الترفيهي

لكن، أليست هذه الانتخابات مؤشرا مهمّا أيضا على ما يمكن للعالم توقعه من قوّة عظمى في السنوات الأربع المقبلة؟ وهذا سؤال قد يكون وجيها لو كانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة تمليها صناديق الاقتراع، إلا أن ذلك بعيد كل البعد عن الدقّة.

يقرر القادة الأمريكيون في البيت الأبيض سياساتهم الخارجية على نحو يختلف كثيرا عن الوعود التي كانوا يطلقونها في حملاتهم الانتخابية، وهي حملات ليست السياسة الخارجية أصلا عنصرا أساسيا فيها. ثمّة قضية أو قضيتان فاصلتان تقسم بين معسكرين للناخبين، وهما الإجهاض والهجرة، إلا أن الجزء الأكبر من الحملات يعتمد على لغة الدعاية وإثارة العواطف والمشاعر (الخوف/ الغضب/ التفاؤل/ الفرح)، ويستغل هذه العناصر صناع الدعاية لإلصاقها بصورة مرشّح بعينه، تماما كما يحاولون إثارة مشاعر معينة عند تصميم دعاية لمنتج استهلاكي؛ كسيارة جديدة أو شامبو.

إلا أن فوز ترامب أو هاريس لن يغيّر كثيرا في سيرة الخراب الإسرائيلي المدعوم من واشنطن الذي نرى آثاره اليوم في فلسطين ولبنان. كلا المرشحين يشتركان بالتزام عميق في دعم الحروب الإسرائيلية وانتهاكاتها حتّى لو كانت غالبية الناخبين يعارضون الجرائم الإسرائيلية في غزّة.

إلا أن الحياة في أمريكا نفسها قد يطرأ فيها اختلاف تبعا لفوز مرشّح على آخر. من ذلك مثلا طريقة التعامل مع المظاهرات المؤيدة لفلسطين، التي قد تشهد تضييقا كبيرا عليها في حال فوز ترامب، الذي يتوعّد أيضا بإجراءات ذات طابع عنصري شرس بحق السود والمهاجرين غير البيض، هذا إضافة إلى قضية الإجهاض والمخاوف بين النساء الأمريكيات بشأن فرض مزيد من القيود عليهنّ في هذا الجانب. كذلك فإن لترامب وهاريس مواقف متباينة بشأن الحرب الأوكرانية، بيد أن مخرجات هذه الحرب ليست ذات اهتمام كبير بين الناس في الجنوب العالمي. أمّا الأمر الثابت، فهو أنّه ليس هنالك أي سبب لتوقع أي اختلاف بينهما بما يتعلق بدعم إسرائيل.

 

أمريكا من الخارج

تقدم الجزيرة + تغطية مصممّة لمساعدة جمهورنا العالمي على فهم الكيفيات التي يعمل وفقها النظام في الولايات المتحدة، من دون الوقوع في فخ مقاربة سطحية لا ترى في الولايات المتحدة سوى "نموذج للديمقراطية"؛ فنحن نسلط الضوء على ذلك الانفصال الحاصل بين الخيارات التي يعبر عنها غالبية الناخبين، وبين نتائج الانتخابات ومخرجاتها.

في العام 2020، فاز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية متفوقا على دونالد ترامب بواقع 7 ملايين صوت. ولكن، لو أن 120،000 ناخب فقط من هؤلاء في أربع ولايات رئيسية قرروا البقاء في بيوتهم عوض المشاركة في التصويت، فسيظلّ بايدن متفوقا على خصمه بواقع 6.9 ملايين صوت، ولكنه سيكون قد خسر أمامه. وهذه ليست حالة استثنائية ولا شاذة، بل هي نمط ناجم عن ذلك التصميم الغريب لنظام الانتخابات الأمريكي. لقد انتخب ترامب رئيسا عام 2016، رغم أنه حلّ ثانيا أمام منافسه، بفارق 3 ملايين صوت. أما جورج بوش الابن، فقد حلّ هو ثانيا أيضا عام 2000، وبفارق نصف مليون صوت. ليس ثمّة غش ولا تزوير هنا، ولكن هذا ما تقتضيه آلية "المجمع الانتخابي"، وهي آلية دستورية مصممة للتحكم بإرادة الناخبين.

أما في مجلس الشيوخ، فالحالة أكثر تطرفا؛ إذ يُمنح مقعدان لكل ولاية، بصرف النظر عن تعداد سكانها. هذا يعني أن صوتا واحدا فقط للمجلس من ولاية وايومينغ (584،000 نسمة) يعادل 70 صوتا من كاليفورنيا (40 مليون نسمة)؛ أي إنه يمكن السيطرة على هذه الهيئة التشريعية الوطنية بأقل من 20% من الأصوات على المستوى الوطني.

ولقد لَحِظنا عادةً كيف أن وسائل الإعلام الغربية تتعامل مع هذه الجوانب في النظام الانتخابي الأمريكي إذ تضخّم دور الأقليّة وتعزز من سيطرتها، بعدِّها جزءا عاديا من الديمقراطية الأمريكية العريقة لا ينبغي الوقوف عنده والتدقيق فيه. أمّا نحن فنرى أهمية بالغة في توضيحها لجمهورنا العالمي ومقارنتها بالمعايير الديمقراطية الأخرى؛ وذلك لأننا على قناعة بأن الناس يستحقون التعرض لتغطية أكثر عمقا ومسؤولية نقدية بشأن طريقة عمل النظام السياسي في الولايات المتحدة. هذا يعني التعامل مع كل الجوانب ذات التأثير، بدءا من الدور المتعاظم دوما للمليارديرات وأصحاب رؤوس الأموال في اختيار المرشحين، وصولا إلى تلمّس الإرث المستمر للآباء المؤسسين للولايات المتحدة، الذين كانوا مترددين إزاء الديمقراطية، فوضعوا دستورا يتيح ضبط إيقاعها.

نحن مدركون لحقيقة أنه إذا ما جرى تقييم الانتخابات الأمريكية وفق مسطرة المعايير الديمقراطية التي تفرضها المؤسسات الأمريكية عند تقييمها للانتخابات التي تحصل في الجنوب العالمي، فإنها قد تخفق في التقييم. يمكن مثلا النظر في إعلان المبادئ الخاصة بمراقبي الانتخابات الدولية التي وضعها مركز كارتر ويطبقها في عدد من الدول على مدار العقود الماضية. تلك المبادئ تنص على أن "الانتخابات الحقيقية" تتطلب ضمان "الحق والفرصة في التصويت بحرية، وأن يُنتخب المرشحون وفق آليات عادلة من خلال الاقتراع العام والمتساوي بين الناخبين، والتصويت السري أو أي آلية تصويت حرة مماثلة، وعلى نحو يجري وفقه عدّ الأصوات بدقة والإعلان عنها بنزاهة واحترام نتائجها".

ولكن هل يتمتع المواطنون الأمريكيون جميعهم بحق التصويت بحرية؟ الجواب هو لا، ليسوا جميعا؛ فالولايات المتحدة، بخلاف الدول الحديثة الأخرى، ليس فيها قانون تصويت موحّد على المستوى الوطني أو هيئة وطنية للانتخابات، بل هنالك عدة قوانين بحسب كل ولاية، ويمكن للسلطات في أي منها أن تضع عددا من الشروط التي من شأنها أن تعيق وصول المواطن الأمريكي الأسود الفقير إلى صناديق الاقتراع، أو غيره من المواطنين من غير البيض أو من القبائل الأصليّة، في حال كان ساد افتراض بأنهم سيصوّتون ضدّهم. وفي جعبة السلطة دوما إستراتيجيات تتيح ذلك، من ذلك مثلا قوانين الهوية الانتخابية، ونظام تسجيل مربك للناخبين، وتقليل عدد مراكز التصويت البعيدة أصلا عن أماكن سكن هذه المجتمعات. هنالك في الواقع قانون يجرّم مجرد تقديم الماء للناخبين الذين ينتظرون لساعات في الطوابير تحت أشعة الشمس الحارقة(1).

ما نسعى إلى تجنّبه في التغطية، فهو الابتعاد عن تناول الانتخابات الأمريكية وكأنّها "سباق خيول"، كما تفعل وسائل إعلام غربية؛ لأن مثل هذه التغطية محدودة القيمة تحريريا، لم تكن ذات بعد سلبي بالمعنى المهنيّ.

الأمر ذاته ينطبق على "التصويت المتساوي" الذي تخفق به الولايات المتحدة وفق النظام الراهن؛ فالفوارق التي يخلقها الاعتماد على "المجمع الانتخابي"[2] لتقرير الرئيس الجديد أو التجديد له، وتلك التي يخلقها مجلس الشيوخ في النظام السياسي في الولايات المتحدة، تقوّض من حقّ "التصويت المتساوي"؛ أي الحق في أن يكون لكل مواطن صوت ذو قيمة متساوية مع أصوات الآخرين.

يمنح النظام في الولايات المتحدة السياسيين إمكانية إعادة رسم المناطق (Districts)، في حال يضمن التحكم في الأصوات التي يتوقّع أن ينالها المرشّح المنافس. ورغم أنّ للمواطنين الحق في اللجوء إلى المحاكم والاعتراض، فإنه يلزم التنويه هنا إلى أن المحكمة العليا لا بد أن تنال موافقة مجلس الشيوخ، وهو مجلس- بحكم تصميمه الذي يمنح كل ولاية مقعدين- بات بمنزلة "فيتو" للأقلية الحاكمة؛ لهذا نرى اليوم أن المحكمة بأعضائها تميل إلى تبني مواقف سياسية تكاد تتناقض على نحو صارخ مع تلك التي يعبر عنها غالبية الأمريكيين.

بناء على ذلك، فإن مقاربتنا لكيفية تغطية الانتخابات الأمريكية تعتمد أساسا على هذا التفحّص التحليلي من الخارج، ومن منظور المجتمعات المهمشة عن مراكز السلطة، ولكنها متأثرة بعمق بها: من قطاع غزة إلى المكسيك، ومن مجتمعات المواطنين السود في الولايات المتحدة الذين يكافحون من أجل الحق في التصويت المتساوي، إلى المجتمعات العربية الأمريكية التي يغضبها تجريد العرب من إنسانيتهم في فلسطين ولبنان، وغيرها، على مدى عقود طويلة.

تعتمد مقاربتنا أساسا على هذا التفحّص التحليلي من الخارج، ومن منظور المجتمعات المهمشة عن مراكز السلطة، ولكنها متأثرة بعمق بها: من قطاع غزة إلى المكسيك، ومن مجتمعات المواطنين السود في الولايات المتحدة الذين يكافحون من أجل الحق في التصويت المتساوي.

أما ما نسعى إلى تجنّبه في التغطية، فهو الابتعاد عن تناول الانتخابات الأمريكية وكأنّها "سباق خيول"، كما تفعل وسائل إعلام غربية؛ لأن مثل هذه التغطية محدودة القيمة تحريريا، لم تكن ذات بعد سلبي بالمعنى المهنيّ، والجزيرة ليست بمعرض المنافسة في مثل هذا النوع من التغطية الترفيهية التي تكاد تحتكرها عدة وسائل إعلام نافذة؛ فنحن لا نرى أي قيمة تحريرية ولا سوقيّة باعتبار قاعدة جمهورنا في التقيّد بنمط التغطية السائد غربيا، وإغراق المتابعين بخطابات المرشحين، أو الجري وراء التحقق من صحة تصريحاتهم وكأنها أصلا تُلقى من دون رغبة في التوجيه أو التضليل أحيانا، كذلك لا نجد أي مسوّغ تحريري للانغماس في ما بات يعرف بـ"حروب الثقافة"، وهي معارك لا غاية منها غالبا سوى إلهاء الجمهور عن قضايا أعمق، فضلا عن كونها معارك لا تعني جمهورنا في الجنوب العالمي.

 ولأن وسائل الإعلام الغربية المهيمنة قد طَبَّعت تلك التشوهات الديمقراطية المتأصلة في نظام "المجمع الانتخابي"، فإنها غالبا ما ستتجاهل التركيز على قضايا تمسّ "التصويت الشعبي"، أي اختيار غالبية الناخبين، وستعدّها ذات أهمية ثانوية، بينما نؤمن بأنه من الضروري تسليط الضوء على هذه المسألة، التي توضّح أن ما يختاره غالبية الأمريكيين الذين شاركوا في التصويت، قد لا يكون هو العنصر الحاسم بالضرورة في اختيار رئيسهم، بخلاف الحاصل في معظم الديمقراطيات في العالم. لذا، حتى وإن كانت الآليات الدستورية الأمريكية القائمة على حكم الأقلية تفرز نتيجة مختلفة، فإننا نختار التركيز على ما اختاره الناس.

 

المراجع

1) في ولاية جورجيا، ينص قانون صدر عام 2021 على تجريم تقديم الماء أو الطعام للناخبين إذا كانوا على مسافة 150 قدما (50 مترا) من مركز الاقتراع، أو على مسافة 25 قدما (7 أمتار) من أي ناخب يقف في الطابور. الهدف من القانون تقليل فرصة التأثير على الناخبين قبل التصويت، إلا أنه أثار كثيرا من الجدل بسبب احتمال تأثيره على مشاركة الناخبين والحدّ من حقهم في التصويت، خصوصا في المدن ذات الكثافة السكانية العالية. (المترجم)
2) المجمع الانتخابي، ويعرف أيضا بالهيئة الانتخابية، هو مؤسسة دستورية أمريكية مؤقتة تُنشأ كل 4 سنوات لاختيار رئيس البلاد من أحد المرشحين للانتخابات، ويصوت فيها الأعضاء نيابة عن المواطنين الذين انتخبوهم. يتألف المجمع الانتخابي من 538 مندوبا عن الشعب، ويحتاج المرشح الرئاسي إلى الحصول على 270 صوتا للفوز بالانتخابات. (المترجم)

More Articles

The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Charged with Being a Journalist in Sudan

Between the barricades of the conflicting parties, sometimes displaced, and sometimes hiding from bullets, journalist Iman Kamal El-Din lived the experience of armed conflict in Sudan and conveyed to Al-Sahafa magazine the concerns and challenges of field coverage in a time of deception and targeting of journalists.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
Eman Kamal El-Din Published on: 2 Feb, 2025
Sports Photojournalism in Cameroon: A Craft at Risk in the Digital Age

Sports photojournalists in Cameroon face growing challenges, from the rise of mobile photography and content creators to financial struggles, piracy, and a widespread expectation for free images. Despite these obstacles, professionals emphasise the need for innovation, investment in training, and greater respect for their craft to ensure the survival of photojournalism in a rapidly evolving digital landscape.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jan, 2025
The Occupation’s War on Journalism in the West Bank

Every day here is a turning point; every moment, every step outside the house could mean returning safely—or not. A journalist may be injured or arrested at any time.” This statement by journalist Khaled Bdeir succinctly captures the harsh reality of practicing journalism in the West Bank, particularly after October 7.

Hoda Abu Hashem
Hoda Abu Hashem Published on: 26 Jan, 2025
From Journalism to Agriculture or “Forced Unemployment” for Sudanese Journalists

How did the war in Sudan push dozens of journalists to change their professions in search of a decent life? In this article, colleague Muhammad Shaarawi recounts the journey of journalists who were forced by war conditions to work in agriculture, selling vegetables, and other professions.

Shaarawy Mohammed
Shaarawy Mohammed Published on: 23 Jan, 2025
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Fact or Fiction? Quantifying the 'Truth' in True-Crime Podcasts

Over the centuries, true crime narratives have migrated across mediums—from tabloids and books to documentaries, films, and, most recently, podcasts. Despite these evolutions, one constant endures: the storytellers’ drive to detail the darkest corners of human behaviour and the insatiable curiosity of their audiences.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 28 Nov, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
The Gaza Journalist and the "Heart and Mind" Struggle

Inside the heart of a Palestinian journalist living in Gaza, there are two personas: one is a human who wants to protect his own life and that of his family, and the other is a journalist committed to safeguarding the lives of the people by holding on to the truth and staying in the field. Between these two extremes, or what journalist Maram Hamid describes as the struggle between the heart and the mind, the Palestinian journalist continues to share a narrative that the occupation intended to keep "away from the camera."

Maram
Maram Humaid Published on: 18 Aug, 2024
Journalists Recount the Final Moments of Ismail Al-Ghoul

Journalists remembering the slain reporter of Al Jazeera in Northern Gaza, Ismail Al Ghoul. "He insisted on continuing his coverage from the northern part of the Gaza Strip, despite the challenges and obstacles he faced. He was arrested and interrogated by the Israeli army, his brother was killed in an Israeli airstrike, and his father passed away during treatment abroad."

Mohammad Abu Don
Mohammad Abu Don Published on: 11 Aug, 2024